الاختيار للزواج والآثار المترتبة عليه قراءة فى التراث الأدبـــى الإجتـــــــماعى | ||||
Journal of Environmental Studies and Researches | ||||
Article 18, Volume 7, (1), January 2017, Page 211-219 PDF (1.03 MB) | ||||
Document Type: Original Article | ||||
DOI: 10.21608/jesr.2017.68102 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Authors | ||||
عزة کمال علی الشريف* 1; هالة أحمد عبد العال1; إنشاد محمود عزالدين* 2 | ||||
1معهد الدراسات العليا | ||||
2کلية الآداب - جامعة المنوفية | ||||
Abstract | ||||
الزواج نسق اجتماعي يعنى وجود علاقة دائمة بين الرجال والنساء لتنظيم العلاقات الإنسانية الحميمة ومن ضمنها إشباع الاحتياجات الجنسية لدى کليهما بطريقة مشروعة، وتتصف هذه العلاقة بقدر من الثبات والامتثال للمعايير الاجتماعية، فهي الوسيلة التي يعتمد عليها المجتمع لتنظيم المسائل الجنسية، وتحديد مسؤولية صور التزاوج الجنسي بين البالغين مثل حقوق الزوجة، وحقوق الزوج، والإنجاب، والميراث([1]( والزواج نسق عالمي، إذ أن جميع المجتمعات سواء في الماضي أو الحاضر تفرض الزواج على غالبية أفرادها، حتى لو کان المجتمع يبيح وجود علاقات خارج نطاق الزواج، وليس الزواج والأسرة شيء واحد رغم أن هناک ميلا إلى استخدام المصطلحين: الزواج والأسرة بالمعنى نفسه لدى العديد من الدارسين.([2]) وللزواج مراحل عده أهمها مرحلة الاختيار حيث تکون توابع هذه المرحلة محددة لطبيعة المناخ الأسرى ومدى إستقرار حالة السعادة والرضا عند الطرفين،وهذا ما تسعى الباحثه لدراسته من خلال استخراج هذا البحث الذى يعتمد على إستعراض الأدبيات السابقة فى موضوع البحث وإستخلاص عدد من النتائج أو الوقوف على مرتکزات أساسية فى قضية الزواج. [1] ) سناء الخولي : الزواج والأسرة في عالم متغير ، دار المعرفة الجامعية ، الإسکندرية، 1987 صـ (55) [2]) المرجع السابق صـ56 . | ||||
Full Text | ||||
تعریف الزواج: - الزواج لغویاً هو الإقتران والإزدواج والإرتباط ، ویقال : زوج الرجل إبله إذا قرن بعضهما إلى بعض ، ویدخل فى هذا السیاق اقتران الرجل بالمرأة وارتباطهما معاً للاستمتاع والتناسل".([1]) ویشیر المعجم الوسیط إلى" زوج الأشیاء تزویجاً وزواجاً قرن بعضها ببعض ، والزواج أى اقتران الزوج بالزوجة أو الذکر والأنثى ، والزوجان هما المرأة والرجل إذا کان بینهما عقد زواج.([2])
- والزواج فى الإسلام "عقد رضائى بین رجل وإمرأة تحل له شرعاً یتم فى أى مکان ولکن أمام أفراد أوجماعات ، غایته إنشاء رابطة للحیاة المشترکة والنسل، وترتب علیه حقوق وواجبات لکلا الزوجین".([3])
- والزواج من الناحیة الاجتماعیة : عقد یبیح للرجل والمرأة اتصال کل منهما بالآخر جنسیاً, وتکوین أسرة.([4]) ویعرف الأنثرولوجى جون باتل الزواج بأنه "علاقة اجتماعیة منظمة ، یرتبط بعدد من العلاقات الاجتماعیة ، وهو بمثابة وحدة جنسیة مشروعة بین رجل وامرأة".([5]) وعلى ذلک فإن عقد الزواج هو الارتباط والاتفاق التعاقدی الذی یقوم بین طرفی الزواج بنیة العمل والاستمرار فیما بینهما لإقامة الحیاة المشترکة والبناء الأسرى الذی یسمح بالإشباع الغریزی وقیام الجو العاطفی الذی یجمع بین الطرفین لتحقیق سلامة واستقرار الروابط بینهما, ویضمن تربیة وتنشئة الأطفال, ثمرة هذه الحیاة الزوجیة على أسس سلیمة, وهکذا تظل العاطفة الزوجیة هی العامل الحاسم والرکن الأساسی فی الزواج.([6]) وجدیر بالذکر أن الزواج والأسرة لیس شیئاً واحداً حیث أن الزواج هو عبارة عن تزواج منظم بین الرجال والنساء على حین یجمع معنى الأسرة بین الزواج. کما تشیر الأسرة إلى مجموعة المکانات والأدوار المکتسبة عن طریق الزواج والإنجاب ،وهکذا نجد أنه من المألوف اعتبار الزواج شرطاً أساسیاً أولیاً لقیام الأسرة واعتباره نتاجاً للتفاعل الزواجى.([7])
کما أن هناک فرق بین الزواج والتزاوج حیث أن الأول مفهوم سوسیولوجى ، أما الثانى فهو مفهوم بیولوجى فظاهرة التزاوج معروفة عند أنواع أخرى من الحیوانات. بینما الزواج مقصورعلى البشر فقط، ویمکن أن یکون التزاوج على المستوى البشرى لا شخصیاً وجزافیاً أو مؤقتاً. أم الزواج فهو نظام اجتماعى یتصف بقدر من الاستمرار والامتثال للمعاییر الاجتماعیة ، وهو الوسیلة التى یعمد إلیها المجتمع لتنظیم المسائل الجنسیة وتحدید مسئولیة صور التزاوج الجنسى بین البالغین.([8]) ومن خلال العرض السابق تتوقف الباحثه عند نقطة رئیسیه ألا وهى أن الزواج هو الوثیقة الشرعیة لبناء الأسرة داخل المجتمع ویسبق مرحلة الزواج مرحلة الإختیار للزواج ویلیة حالات التوافق الأسرى و التوافق الزواجى بدرجاتهما المتعددة الإختیار للزواج وأهمیته مفهوم الأختیار للزواج : تشیر سامیة الساعاتى فى مفهومها للاختیار للزواج ، أن المقصود بالاختیار أن المعروض کثیر وأن على الإنسان أن ینتقى ویختار والاختیار للزواج هو الخطوة الأولى والأساسیة التى ترسى علیها قواعده ، ویتم بطریقة تلقائیة وبدون أدنى تفکیر من جانب الراغب فى الزواج فیعتبر سلوک اجتماعى یهدف إلى تحقیق رغبة نابعة عن حاجة أساسیة لدى الفرد.([9]) ویعرف إختیار شریک الحیاة بأنه درجة التواصل الفکری والوجدانی والعاطفی والجنسی بین الجنسین بما یحقق لهما اتخاذ قرارات توافقیة تساعدهما فی الارتباط وتحقیق أقصى قدر معقول من السعادة والرضا([10])،ویعرف أیضا على أنه إستجابة سلوکیة ثنائیة تشتمل على التوفیق فی الاختیار للزواج والاستعداد لمسؤولیات الزواج والتشابه فی القیم، والاحترام المتبادل والتعبیر عن المشاعر والانفاق المالی وتربیة الأبناء.([11]) ویرى مارشال جونز أن الاختیار للزواج یعبر عن" نمط سلوکى حیث یسلک الأفراد بطریقة معینة حین یرغبون فى الاختیار للزواج ، ویعد الاختیار فى الزواج- کما هو الحال فى کل الأنماط السلوکیة الأخرى رد فعل شخصیة بکاملها لموقف برمته، رد فعل لایستطیعه الإنسان إلا على أساس شخصیته التى کونها من تجاربه وخبراته السابقة وکل ذلک متعلق إلى حد کبیر بالثقافة". ([12]) ومما ذکر أیضا أن اختیار شریک الحیاة یتضمن عناصر شاملة ومتعددة مثل تشابه الجنسین فی القیم والأفکار والعلاقات بین کل منهما وأسرة الآخر وطبیعة صورة الآخر والثقة المتبادلة والأمور المالیة.([13]) وهو حالة وجدانیة ، تشیر إلى مدى تقبل العلاقة الزواجیة ، ویعتبر محصلة للتفاعلات المتبادلة بین الزوجین فی جوانب عدة منها: التعبیر عن المشاعر الوجدانیة للطرف الآخر ، واحترامه وأسرته والثقافیه ، وإبداء الحرص على استمرار العلاقة معه والتشابه معه فی القیم والأفکار والعادات ،والاتفاق على أسالیب تنشئة الأطفال ، وأوجه إنفاق المیزانیة ، إضافة إلى الشعور بالإشباع الجنسی فی العلاقة ([14])
أهمیة الإختیار للزواج : اختیار شریک الحیاة للمقبلین على الزواج هو حجر الأساس الذی تقوم علیه حیاتهما الزوجیة السلیمة الخالیة من المشکلات المعیقة لاستقرار الحیاة وتقدمها، وبما أن الزواج یقوم على رابطتین قویتین، الرابطة القانوینة والرابطة الروحیة، فالرابطة القانونیة وإجراء العقد لا تتطلب إلا توافر شروطٍ شکلیة وموضوعیة لازمة لصحة العقد، ولکنها لا تضمن حیاة زوجیة متکافئة مستقرة، وأما الحب الذی یتولد عن الانجذاب والانسجام بین الجنسین فیحقق رابطة روحیة ذات أساس قوی لاستمرار الحیاة بینهما. ویرى البعض أنه إذا کان اختیار شریک الحیاة خاطئا یؤدی إلى خلْقِ سوء التوافق بین الزوجین، کما هو الحال بین الزوج المتعلم والزوجة الأمیة، أو عند الزواج المتسرع الذی تظهر فوارقه الشاسعة بعد حین، أو وجود فارق کبیر فی العمر حیث یکون هناک فارق نمائی کبیر بینهما، وفارق معرفی وإدراکی وانفعالی یؤدی إلى سوء الفهم بینهما.([15]) ویرى أخرون أنهیجبتوافرالحریةوالإرادةالکاملةوالعقلوالنضجوالخبراتالسابقةعنداختیارشریکالحیاة.([16])
أسالیبالاختیارللزواج : هناک أسلوبان للاختیار، هما: الاختیار العائلی الذی یتضمن إعطاء الدور الأکبر للأهل، وبخاصة الوالدین، والاختیار العاطفی الذی یتضمن إعطاء الدور الأکبر للفرد فی الاختیار. (أ)الاختیارالعائلی: ینتشر هذا الأسلوب من أسالیب الاختیار للزواج فی بعض المجتمعات فی الدول النامیة وبخاصة فی المناطق الریفیة من المجتمع العربی، وفی هذا الأسلوب یکون للأهل، وبخاصة الوالدین الرأی الأول فی الاختیار للزواج سواء بالنسبة للشاب أو بالنسبة للفتاة، وهذا الزواج فعلیا هو ارتباط بین أسرتین قبل أن یکون ارتباط بین شخصین فالترکیز فی هذا الزواج لیس على تحقیق الإشباع العاطفی للزوجین، وإنما على تحقیق أهداف اجتماعیة مثل التماسک، وإنجاب عدد کبیر من الأطفال، لتدعیم قدرة الأسرة الإنتاجیة.([17]) (ب) الاختیارالعاطفیالحر: أدت عملیة التغیر فی الأسرة من النمط الممتد إلى النمط النووی الحدیث إلى ضعف دور الأهل وتراجعه فی عملیة الاختیار للزواج، وتشتمل الأسرة الممتدة على الزوجین وأبنائهما المتزوجین الذین یعیشون معهما تحت سقف واحد. غالباً ما یتحکم الأب بالسلطة الأسریة ویستلم عملیة اتخاذ القرارات. أما الأسرة النوویة التی تشتمل على الزوج والزوجة وأطفالهما فقط، فتتمیز بوجود مشارکة فی السلطة فیها بین الزوجین والأبناء جمیعاً.([18])
وهناکعدةعواملللاختیارفینظامالاختیارالحروهی([19]): 1- الباعث الجنسی: وهو دافع طبیعی وفطری ویؤکد على استمرار النوع. 2- الجوار:حیث یتأثر الاختیار الزواجی بشبکة الظروف الاجتماعیة. وفی بعض المجتمعات نجد أن عملیة الاختیار الزواجی تتم من خلال السلالة وتحدید العمر المقرر وتحریم زواج الأقارب، وتشیر الدراسات إلى زیادة نسبة الأشخاص المتزوجین المتجاورین أکثر من مجرد الصدفة. 3- الاتصالات من أجل غایة : فإذا کان الشباب من الرجال والنساء یعیشون فی المدن الکبرى، ویشعر الکثیر منهم بالاغتراب، فهذا الشعور غالبا ما یؤدی إلى المشارکة فی جماعات الکنیسة والجماعات المحلیة، والتنظیمات الأخرى والتی تمهد الظروف للصداقة ومن ثم للاختیار والزواج. 4- الزواج المتجانس: وهو یشیر إلى أن الشبیه یمیل نحو اختیار شبیه له، والزواج المختلف یعنی المیل نحو الاختیار العکسی أحدهما للأخر ویعد هذا عاملاً مساعداً للاختیار الزواجى. ففی الاختیار یکون هناک سمات وأهداف وأسلوب حیاة مشترک بین الزوجین.
معوقات الإختیار الحر للزواج : یعتبر الأختیار الحر فى الزواج هو الوسیلة المثلى لتحقیق زواج ناجح من حیث المبدأ حیث تلاقى الطرفین على رضا کل منهما ونتیجة لقناعة معینة داخل کل منهم بأن هذا الشریک هو الأنسب فى ضوء حساباته الشخصیة للزواج سواء من حیث التکامل أو التجانس، ولکن الأمر لا یخلو من وجود بعض المعوقات التى تحول دون الإختیار الحر للزواج نستعرض منها :
(أ) المعوقات العائلیة تشیر العدید من الدراسات إلى شعور الأباء بالطمأنینة فى حال زواج أبنائهم من الأقارب ویؤکد ذلک نتائج بعض الدراسات على المجتمعات العربیة والتى أفرزت نتائج العینة إلى أن 48% من العینة متزوجون فعلیا من الأقارب وأن 79% منهم تزوجوا من أبناء عمومتهم وهذا ما أکدته دراسه أخرى فى المجتمع الأردنى على الأباء والأمهات والتى أکدت أن 45% من الأباء و58% من الأمهات یفضلون زواج الأقارب . ( [20]) مما یؤکد أن التدخل العائلى ورأى الأباء والأمهات وقناعتهم بتفضیل الزواج من الأقارب یمثل أحد أهم المعوقات عند الإختیار الحر ویعتبر هذا الرکن معوقا فى حالة الثقافات المتحررة ولکنها تمثل صعوبه بالغة فى حالة المجتمعات المتشددة التى تمنع نهائیا الزواج من خارج العائلة
(ب) المعوقات الإقتصادیة تعتبر الظروف الإقتصادیة سواء المرتفعة أو المنخفضة أهم المعوقات عند الإختیار الحر للزواج وذلک من وجهتى نظر : وجهة النظر الأولى : قد یکون إرتفاع المستوى الإقتصادى للأسرة أو إنخفاضة مُحدِدا عند إختیار شریک الحیاة بمعنى صعوبة الزواج من شریک من مستوى أقتصادى أقل أو أعلى وذلک من وجهة نظر المجتمع أو الزملاء والمقربین وجهة النظر الثانیة : تعتبر الحالة الإقتصادیة ومستوى الدخل أحد المحددات الرئیسیة عند بعض الأسر أى أن الأسرة قد تشترط دخلا محددا قد لا یتناسب مع ظروف الراغب فى الزواج مما یعنى عرقلة عملیة الإختیار الحر للزواج ویفرض على الأشخاص البحث عن فرص للزواج فى مستویات أقتصادیة توافق على أوضاعه المالیة . ج (1) الاثار المترتبة على الإختیار للزواج من خلال إستعراض الدراسات السابقة حول الإختیار للزواج فإن الباحثه تتوقف عند أثرین رئیسیین دارت حولهما أغلب الدراسات السابقة فى هذا المجال وهما التوافق الأسرى والتوافق الزواجى ومن الناحیة اللغویة یعرف التوافق کما جاء فى لسان العرب بمعنى "وفق الشئ لائمه وقد وافق موافقة واتفق معه توافقاً". ([21]) کما ورد تعریف التوافق فى المعجم الوسیط على أنه "یعنى أن یسلک المرء مسلک الجماعة، ویتجنب ماعنده من شذوذ فى الخلق والسلوک". ([22]) ویقصد بالتوافق من الناحیة الاصطلاحیة" تلک العملیة الدینامیکیة المستمرة التی یعبر بها الشخص عن سلوکه لیحدث علاقة أکثر توافقاً بینه وبین البیئة وبناءً على ذلک تعرف بأنها القدرة على تکوین العلاقات المرضیة بین المرء وبیئته التى تنعکس على السواء النفسى". ([23]
ونظرا للتقارب اللفظى بین المصطلحین فأنه من الوارد إستعراض الفروق بینهما على النحو التالى (أ): التوافق الأسرى : هو قدرة أفراد الأسرة على الانسجام معا وإحساسهم بالسعادة والراحة فی نطاق الحیاة الأسریة، وإقامة علاقات اجتماعیة متبادلة مع الآخرین تتسم بالحب والعطاء من ناحیة والعمل المنتج الذی یجعل الفرد شخصا فعالا فی محیطه الاجتماعی من ناحیة اخرى ([24]) ویرکز برکات ([25]) فى تعریفه على التوافق الأسری للفرد مع أسرته و مفاده تمتع الفرد بحیاة سعیدة داخل أسره تقدره ، تحبه وتحنو علیه مع شعوره بدوره الحیوی داخل الأسرة واحترامها له ، وأسلوب التفاهم فیها هو الأسلوب السائد ، وما توفره له أسرته من إشباع لحاجاته وحل مشکلاته الخاصة وتحقیق اکبر قدر من الثقة فی النفس وفهم ذاته ، وحسن الظن بها وتقبله ومساعدته فی إقامة علاقة التواد والمحبة. و فی بعض الأحیان یستعمل مصطلح المناخ الأسری وهو مفهوم معناه أوسع من معنى التوافق الأسری، وقد یعتبره البعض فی الکثیر من الأحیان مصطلح مرادف لمفهوم التوافق الأسری ، حیث یعرف خلیل محمود المناخ الأسری بأنه ذلک الطابع العام من الحیاة الأسریة من حیث توفر الأمانة والتضحیة والتعاون ووضوح الأدوار وتحدید المسؤولیات ، وأشکال الضبط ، ونظام الحیاة.وکذلک إشباع الحاجات الإنسانیة ، وطبیعة الحیاة الأسریة ([26]). وترى الباحثه أن التوافق الأسرى ما یتضمن تحقیق السعادة الأسریة التى تتمثل فى الاستقرار الأسرى والتماسک الأسرى ، وقدرته على تحقیق مطالب الأسرة وسلامة العلاقات مع الوالدین مع بعضهما ومع الأبناء حیث تسود المحبة والثقة والاحترام المتبادل بین الجمیع ، ویمتد التوافق الأسرى لیشمل العلاقات الأسریة مع الأقارب والقدرة على حل المشاکل الأسریة.
(ب) التوافق الزواجى عرفه کارل روجرز عام 1972م بأنه قدرة کل من الزوجین على دوام حل الصراعات العدیدة ، والتی إذا ترکت لحطمت الزواج.([27]) وترى سناء الخولى أن التوافق الزواجى یشیر إلى" التحرر النسبى من الصراع ، والاتفاق النسبى بین الزوجین على الموضوعات الحیویة المتعلقة بحیاتهما المشترکة، وکذلک المشارکة فى أعمال وأنشطة مشترکة وتبادل العواطف".([28]) وقد أوضحت سوزان إسماعیل فى تحدیدها للتوافق الزواجى على أنه " القدرة على نمو شخصیة الزوجین معاً فى إطار من الإحترام والتفاهم وتحمل المسئولیة والتفاعل مع الحیاة".([29]) ویرى کمال مرسى بأنه" قدرة کل من الزوجین على التواؤم مع الآخر ومع مطالب الزواج، ونستدل علیه من سلوکیات کل منهما فی إشباع حاجاته ، وتحقیق أهدافه ، ومواجهة الصعوبات ([30]) وتعرفه سناء سلیمان على أنه : حالة وجدانیة تشیر إلى مدى تقبل العلاقة الزوجیة، وتعد محصلة لطبیعة التفاعلات المتبادلة بین الزوجین فی جوانب متنوعة منها : التعبیر عن المشاعر الوجدانیة للطرف الآخر، واحترامه هو وأسرته، والثقة فیه، ومقدار التشابه أو التقارب فی القیم والأفکار والعادات، ومدى الاتفاق حول أسالیب تنشئة الأطفال، وأوجه الاتفاق على میزانیة الأسرة، بالإضافة إلى الشعور بالإشباع الجنسی للعلاقة ([31]) المستخلص من الدراسة من خلال الإستعراض النظرى السابق لواقع قضیة الإختیار للزواج وما یترتب علیه من أثار فإن الباحثه تستخلص عددا من النقاط وتتناولها بالسرد والتحلیل على النحو التالى :
وتختتم الباحثه دراستها الإستقرائیة فى أدبیات الزواج بنقطتین هما : الأولى : أن البحث فى قضیة الزواج من وجهة نظر دینیة أو طائفیة قد أخذ مأخذه من الباحثین فى علم الإجتماع وأن الأمر یحتاج إلى إستبعاد الواقع الدینى أو المذهبى أو الطائفى وتجنب الخوض فى تفاصیل الزواج والتعمق فى مشکلات الزواج فى ظل التغیرات الإقتصادیة والإجتماعیة الناتجة عن العولمة الثانیة : أن التوافق الزواجى ومن بعده التوافق الأسرى یحتاج إلى مزید من الدراسات الإجتماعیة الإحصائیة للوقوف على درجات هذا التوافق مع الأخذ فى الإعتبار أن نتائج الدراسات فى مثل هذه الأحوال لا یمکن التعامل معها بالتعمیم إلا أذا توافر لها شروط التعمیم وهذا من الأمور الصعبة فى البحث العلمى من وجهة نظر الباحثه . [1]) فاهوم الشلبى : الزواج فى لواء رام الله- دراسة احصائیة اجتماعیة ، مرکز دراسة وتوثیق المجتمع الفلسطینى بجامعة بیر زیت، فلسطین، 1992، ص9. [2]) إبراهیم مصطفى : المعجم الوسیط ، مجمع اللغة العربیة، ط3، 1960، ص460. [3]) عبدالرحمن الصابونى: نظام الأسرة وحل مشکلاتها فى ضوء الإسلام ، دار التوفیق النموذجیة للطباعة ،القاهرة ، 1983، ص66. [4]) إبراهیم مدکور : معجم العلوم الاجتماعیة, الهیئة المصریة العامة للکتاب , القاهرة, 1975, ص306. [5]) حسین عبدالحمید رشوان: الأنثروبولوجیا فى المجال التطبیقى ، المکتب الجامعى الحدیث، الإسکندریة، 1989، ص87. [6]) علیاء شکری : الاتجاهات المعاصرة فى دراسة الأسرة, دارالمعرفة الجامعیة, الإسکندریة ، 1994, ص45. [7]) إنشاد محمود عزالدین:علم الاجتماع العائلى وقضایاه ، دار النعمانى للنشر ، شبین الکوم، منوفیة،2014،ص50.
[8]) المرجع السابق، ص50.
[9]) سامیة الساعاتى: الاختیار الزواجى والتغیر الاجتماعى، دار الفکر والثقافة ، القاهرة ، 1975، ص9. [10] ) محمد بیومى خلیل: مفهوم الذات وأسالیب المعاملة الزواجیة وعلاقتهما بالتوافق الزواجی، مجلة کلیة التربیة بالزقازیق،1990 ،ع11 [11] ) نوال عبدالله الحنطی: مشکلات التوافق الزواجی لدى الأسرة السعودیة خلال السنوات الخمس الأولى للزواج فی ضوء بعض المتغیرات، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الملک سعود، الریاض، 1999. [12]) محمد یسرى إبراهیم دعبس: الأسرة فى التراث الدینى والاجتماعى- رؤیة أنثروبولوجیة للزواج والأسرة والقرابة، دار المعارف ، القاهرة، 1995، ص26. [13] ) طریف فرج وعبدالله محمد: توکید الذات والتوافق الزواجی: دراسة میدانیة على عینة من الأزواج المصریین، المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة، 1999، ع67 . [14] ) حسن شحاتة: معجم المصطلحات التربویة والنفسیة ، الدار المصریة اللبنانیة ، لبنان 2003 [15] ) سعید حسنی العزة:الإرشاد الأسری نظریاته وأسالیبه العلاجیة، عمان، دار الثقافة للنشر والتوزیع ، 2000. [16] ) عطیات أبوالعینین، ) 1997 م(: دینامیات الاختیار الزواجی وعلاقته ببعض المتغیرات النفسیة والاجتماعیة، رسالة دکتوراة غیر منشورة، جامعة عین شمس، کلیة الآداب. الإحصاء – وزارة العدل. [17]) مصطفى الخشاب: دراسات فی علم الاجتماع العائلی ، دار الفکر العربی، القاهرة،1985، ص99. [18]) یحیى مرسی بدر :الإدراک المتغیر للشباب المصری ، البیطاش سنتر للنشروالتوزیع ،الإسکندریة،1999، ص 385. [19])المرجع السابق، ص 386. [20] ) إبراهیم عثمان التغیرات فى الأسرة الحضریة فى الأردن، مجلة العلوم الإجتماعیة ع (14) 1986 ص156-166 [21]) ابن منظور: لسان العرب،دار صادر، بیروت،1968، ص382. [22]) إبراهیم أنیس وآخرون:المعجم الوسیط ، درا المعارف ، القاهرة، ط2 ،1973، ص 1047. [23]) مصطفى فهمی : التوافق الشخصی الاجتماعى ، مکتبة الخافجى ، القاهرة،1997،ص23. ([24] غزلان شمسی محمد الدعیدی، الضغوط النفسیة والتوافق الزواجی لدى عینة من اباء وامهات الاطفال المعاقین تبعا لنوع ودرجة الإعاقة وبعض المتغیرات الدیمقراطیة والاجتماعیة ، مذکرة ماجستیر ، کلیة التربیة ، قسم علم النفس ، المملکة العربیة السعودیة، 2009 [25] ) أسیا بنت علی راجح برکات، التوافق النفسی لدى الفتاة الجامعیة وعلاقته بالحالة الاجتماعیة والمستوى الاقتصادی والمعدل التراکمی، 2008، ص 389 [26] ) جیهان عثمان محمود ، الکفاءة الاجتماعیة وعلاقتها ببعض المتغیرات النفسیة لدى طالبات الجامعة , کلیة التربیة جامعة طیبة المملکة العربیة السعودیة، 2009، .ص 464 [27]) حسن عبد المعطی وراویة دسوقی: التوافق الزواجی وعلاقته بتقدیر الذات والقلق والاکتئاب، مجلة علم النفس ، الهیئة المصریة العامة للکتاب ، العدد (28) ، السنة (7)، 1993، ص 7. [28]) سناء الخولى : الأسرة والحیاة العائلیة، مرجع سابق، ص93. [29]) رحاب حسن محمد العیسوى:الفروق فى أسالیب التفاعل الزواجى فى مرحلة منتصف العمر بین الأزواج والزوجات المنجبة وغیر المنجبة- دراسة فى الإرشاد الزواجى، رسالة ماجستیر ، قسم علم النفس، کلیة الآداب ، جامعة عین شمس،2003، ص63. [30]) کمال مرسى: العلاقة الزوجیة والصحة النفسیة ، دار القلم ، الکویت ،1991،ص19. [31] ) سناء سلیمان،:التوافق الزواجی واستقرار الأسرة، القاهرة، عالم الکتب. 2005، ص 26 | ||||
References | ||||
| ||||
Statistics Article View: 2,013 PDF Download: 717 |
||||