"دور المراجعة الاستراتيجية في دعم القدرة التنافسية للبنوک التجارية الکويتية "دراسة تطبيقية | |||||||
Journal of Environmental Studies and Researches | |||||||
Article 14, Volume 7, (3), July 2017, Page 407-417 PDF (938.65 K) | |||||||
Document Type: Original Article | |||||||
DOI: 10.21608/jesr.2017.68146 | |||||||
View on SCiNiTO | |||||||
Author | |||||||
مها عبد الله القطان* | |||||||
باحث دراسات عليا بقسم قسم مسوح الموارد الطبيعية في النظم البيئية - جامعة مدينة السادات | |||||||
Abstract | |||||||
يشهد العالم الآن العديد من التغيرات السريعة والمتلاحقة فى کافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتکنولوجية ، وقد انعکست هذه التغيرات على واقع منظمات الأعمال قاطبة ونتج عنها زيادة حدة المنافسة فى الأسواق المحلية والعالمية. وللتوافق مع تلک المتغيرات البيئية سريعة التغيير ، أصبح لزاماً على البنوک التجارية العمل المستمر والدؤوب من أجل تحسين مستوى قدرتها التنافسية ، حيث تعد البنوک التجارية في من أهم دعائم الاقتصاد بما لها من دور حيوي في تفعيل مناخ الاستثمار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير الأمن الاستثماري، خاصة في ظل بيئة استثمار تتسم بالتعقد البيئي (متغيرات بيئية عديدة مع کثرة تغير کافة المتغيرات ) ( قمر، 2012، 45).وتعد المراجعة الإستراتيجية أحد المداخل الإدارية الحديثة التى يمکن أن يستعين بها مدراء البنوک الکويتية لتدعيم القدرة التنافسية لتک البنوک ، وتتضمن المراجعة الإستراتيجية قيام مدراء البنوک بالمراجعة الاستراتيجية لکل من العوامل الاستراتيجية، ومدى حوکمة البنوک، والتحليل البيئي بشقيه الداخلي والخارجي، وبناء البدائل الاستراتيجية وتنفيذ الاستراتيجيات انتهاءً بالتقييم والرقابة الاستراتيجية للأداء الاستراتيجي للبنک (عيد ، 2015، 67).إن قيام المدراء بالمراجعة الإستراتيجية لجميع العناصر السابقة يسهم فى وقوف مدراء البنوک على الکفاءات والقدرات المميزة التى تسمح للبنوک بتميز منتجاتها ، أو تحقيق خفض جوهرى فى التکاليف مقارنة بمنافيسها، وهکذا يمکن للمراجعة الاستراتيجية أن تکون أحد مصادر تميز البنوک التجارية التکويتية فى ظل بيئة الأعمال التى تتسم بالمنافسة الشرسة.ومن ناحية أخرى، فقد تعددت الدراسات التى تناولت سبل دعم القدرة التنافسية للبنوک، إلا أنه لا توجد دراسة واحدة – فى حدود علم الباحث- سعت إلى استکشاف طبيعة العلاقة بين المراجعة الإستراتيجية والقدرة التنافسية. وبناءاً على ما تقدم تسعى الدراسة الحالية إلى سد هذه الفجوة البحثية من خلال قياس تأثير المراجعة الاستراتيجية فى تنمية القدرة التنافسية بالتطبيق على البنوک التجارية الکويتية | |||||||
Full Text | |||||||
المقدمــة
یشهد العالم الآن العدید من التغیرات السریعة والمتلاحقة فى کافة المجالات الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة والثقافیة والتکنولوجیة ، وقد انعکست هذه التغیرات على واقع منظمات الأعمال قاطبة ونتج عنها زیادة حدة المنافسة فى الأسواق المحلیة والعالمیة. وللتوافق مع تلک المتغیرات البیئیة سریعة التغییر ، أصبح لزاماً على البنوک التجاریة العمل المستمر والدؤوب من أجل تحسین مستوى قدرتها التنافسیة ، حیث تعد البنوک التجاریة فی من أهم دعائم الاقتصاد بما لها من دور حیوی فی تفعیل مناخ الاستثمار وتحقیق الاستقرار الاقتصادی وتوفیر الأمن الاستثماری، خاصة فی ظل بیئة استثمار تتسم بالتعقد البیئی (متغیرات بیئیة عدیدة مع کثرة تغیر کافة المتغیرات ) ( قمر، 2012، 45).وتعد المراجعة الإستراتیجیة أحد المداخل الإداریة الحدیثة التى یمکن أن یستعین بها مدراء البنوک الکویتیة لتدعیم القدرة التنافسیة لتک البنوک ، وتتضمن المراجعة الإستراتیجیة قیام مدراء البنوک بالمراجعة الاستراتیجیة لکل من العوامل الاستراتیجیة، ومدى حوکمة البنوک، والتحلیل البیئی بشقیه الداخلی والخارجی، وبناء البدائل الاستراتیجیة وتنفیذ الاستراتیجیات انتهاءً بالتقییم والرقابة الاستراتیجیة للأداء الاستراتیجی للبنک (عید ، 2015، 67).إن قیام المدراء بالمراجعة الإستراتیجیة لجمیع العناصر السابقة یسهم فى وقوف مدراء البنوک على الکفاءات والقدرات الممیزة التى تسمح للبنوک بتمیز منتجاتها ، أو تحقیق خفض جوهرى فى التکالیف مقارنة بمنافیسها، وهکذا یمکن للمراجعة الاستراتیجیة أن تکون أحد مصادر تمیز البنوک التجاریة التکویتیة فى ظل بیئة الأعمال التى تتسم بالمنافسة الشرسة.ومن ناحیة أخرى، فقد تعددت الدراسات التى تناولت سبل دعم القدرة التنافسیة للبنوک، إلا أنه لا توجد دراسة واحدة – فى حدود علم الباحث- سعت إلى استکشاف طبیعة العلاقة بین المراجعة الإستراتیجیة والقدرة التنافسیة. وبناءاً على ما تقدم تسعى الدراسة الحالیة إلى سد هذه الفجوة البحثیة من خلال قیاس تأثیر المراجعة الاستراتیجیة فى تنمیة القدرة التنافسیة بالتطبیق على البنوک التجاریة الکویتیة. تمثل الهدف الرئیس لهذا البحث فى دراسة دور المراجعة الإستراتیجیة فى تنمیة القدرة التنافسیة للبنوک التجاریة بدولة الکویت ، کما إستهدفت الدراسة أیضا التعرف على درجة التشابه أو الإختلاف بین آراء العاملین بالبنوک التجاریة ، فیما یتعلق بعناصر المراجعة الإستراتیجیة ، وفقاً لخصائصهم الدیموجرافیة ، وکذلک التعرف على درجة التشابه أو الإختلاف بین آراء العاملین بالبنوک التجاریة بالکویت ، فیما یتعلق بعناصر القدرة التنافسیة ، وفقاً لخصائصهم الدیموجرافیة ، فضلا عن معرفة مدى إمکانیة التمییز بین البنوک التجاریة موضع الدراسة وفقاً لعوامل ومتغیرات المراجعة الاستراتیجیة، والتوصل لأهم الأبعاد الخاصة بالمراجعة الاستراتیجیة الأکثر قدرة على التمییز بین هذه البنوک؟ ولإنجاز أهداف الدراسة، عتمد الباحث على منهج البحث الوصفی التحلیلی حیث قامت الباحثة بتصمیم أداة لقیاس آراء عینة من العاملین بالبنوک التجاریة حول دور المراجعة الإستراتیجیة فى تنمیة القدرة التنافسیة لتلک البنوک بدولة الکویت ، وهی أداة الاستبیان. وقد تم التحقق من صدق وثبات هذه الأداة باستخدام طریقة صدق المحکمین وصدق الاتساق الداخلی کما تم التحقق من الثبات بطریقة إعادة الاختبار. وقد تم تطبیق الاستبیان على عینة من العاملین بالبنوک التجاریة بدولة الکویت ، وتم تحلیل البیانات بإستخدام أسالیب الإحصاء الوصفی والاستدلالی. وتوصلت نتائج الدراسة إلى ما یلی: وجود تأثیر ذو دلالة إحصائیة للمراجعة الاستراتیجیة على دعم القدرة التنافسیة فی البنوک التجاریة ، وقد ساهمت المراجعة الاستراتیجیة (الخاضعة للدراسة) فى تفسیر حوالى 70.7% من التغیر الحاصل فى دعم القدرة التنافسیة فی البنوک التجاریة دولة الکویت .. کما أسفرت النتائج عن وجود تمایز ذو دلالة إحصائیة بین إتجاهات العاملین فى البنوک التجاریة الکویتیة نحو عناصر المراجعة الإستراتیجیة وفقاً لاختلاف البنوک التجاریة من بنوک تجاریة عامة وبنوک تجاریة خاصة.
عینة الدراسة .
مصطلحات الدراسة: /1- المراجعة الاستراتیجیة(Strategic audit): هی وسیلة تشخیصیة لتحدید المجالات التی تنطوی على مشکلات ترتبط بعناصر الادارة الاستراتیجیة، وتمثل عملیة متکاملة تعاون فی مرحلة التخطیط الاستراتیجی للتعرف على المعوقات المحتملة من أجل التغلب على أسبابها ومنع حدوثها(شارلز وجاردیث 2011). فی حین یراها إدریس والمرسی(2010) بأنها من أنواع المراجعة الاداریة، حیث تمثل أداة تشخیصیة لتحدید مجالات المشکلات على مستوى المنظمة ککل، مثل تحدید نقاط القوة وجوانب الضعف فی المنظمة، المساهمة فی تفسیر وجود مشکلات فی نشاط أو وحدة أعمال استراتیجیة، المساهمة فی تنمیة الحلول الملائمة لهذه المشکلات، ترتبط بکافة عناصر النموذج الوصفی لخطوات اعداد الخطة الاستراتیجیة بغرض التعرف على واقع کل خطوة ومشکلاتها وأسبابها وسبل التعامل معها. بینما اتفق کل من Wheln , T.and hunger,J. 1987, kukalis.s 1989)) على أن المراجعة الاستراتیجیة تعبر عن عملیة متکاملة لتقییم الاداء الاستراتیجی للمنظمة. وفی ضوء ما تقدم یرى الباحث بأن "المراجعة الاستراتیجیة تعبر عن عملیة دراسة تحلیلیة لجوانب الأداء الاستراتیجی للمنظمة من أجل التعرف على المشکلات ومجالاتها والتوصل إلى الأسباب المنطقیة التی تفسر نشوء المشکلات، وذلک بغرض المساعدة فی تنمیة الحلول البدیلة الملائمة لمعالجتها بما یُمکن من استغلال الفرص".
2/2- القدرة التنافسیة: وتتعلق بالأنشطة والجوانب التى تمکن البنک من تحقیق التفوق والتمیز عن المنافسین فیما یخص تقدیم الخدمات المصرفیة والأسالیب والمواد المستخدمة ، والتى یمکنه من تلبیة احتیاجات العملاء واحتلال حصةسوقیة وتحقیق الاستمراریة فى الأرباح وزیادة الحصة السوقیة وبإنتاجیة مرتفعة وکلفة مالیة منخفضة وأسعار ممیزة عن المنافسین Al-Muharrami,2009)).ویصف ( عبد الحمید، 2012) القدرة التنافسیة بأنها " قدرة المنظمة على مواجهة القوة المنافسة لها فى السوق، من خلال السیطرة على الموارد والأصول والمهارات المتاحة لها، ومزجها وتشغیلها فى ضوء استراتیجیات تنافسیة محددة، تساعد على تولید میزة أو مجموعة من المزایا التنافسیة الاستراتیجیة، التى ترضى عملاءها الحالیین والمرتقبین وتمیزها عن منافسیها.وفی ضوء ما سبق یشیر الباحث إلى أن القدرة التنافسیة تتمثل فى قدرة البنک على توظیف امکانیاته البشریة والمادیة والمالیة والمعلوماتیة بکفاءة وفعالیة بهدف تحقیق وضع تنافسى أفضل فى السوق المحلى والدولى.
الدراسات السابقة: قامت الباحثة بإجراء دراسة مکتبیة اعتمدت على المسح الشامل للبحوث والدوریات العلمیة العربیة والأجنبیة ، وذلک بهدف التعرف على الدراسات التى تتعلق بالمراجعة الإستراتیجیة ودورها فى تنمیة القدرة التنافسیة للمنظمات المختلفة وبخاصة البنوک ، ویستهدف الباحث من عرض هذه الدراسات توضیح الفجوة البحثیة التى سوف یغطیها البحث ، وحتى یتمکن الباحث من وضع الإطار النظرى للبحث وصیاغة الفروض العلمیة واختبارها. ویمکن تقسیم الدراسات السابقة إلى قسمان کما یلى:
دراسات تناولت المراجعة الاستراتیجیة: یشیر(1989) kukalis.sإلى أن المراجعة الاستراتیجیة هامة للغایة فی ظل بیئة معقدة تتسم بکثرة عدد المتغیرات وارتفاع معدلات التغیر لکل متغیر على حدة والعلاقات التشابکیة بین المتغیرات، کما أنها تساهم فی وضع تصور لبناء الاهداف الاستراتیجیة وسبل تطبیقها وکیفیة الرقابة على الأداء الاستراتیجی. ویؤکد (1999)Peter Gilmour على أن المراجعة الاستراتیجیة تساهم فی تحسین سلاسل الامداد وذلک فی ظل التوجه بالتفکیر الاستراتیجی فی مراجعة أداء کل عنصر من عناصر سلسلة الامداد، ومن خلال ربط أداء کل عنصر بالأهداف والمبادرات الاستراتیجیة یتحسین الأداء الکلی وبنتیجة أعلى لسلاسل الإمداد بما یضیف قیمة حقیقیة. کما أوضح (2006) Thomas L. Wheelen, J. David Hunger أن المراجعة تدعم جودة القرارات الاستراتیجیة، حیث تبدأ بتقییم الأداء الحالی للمنظمة وإعادة النظر فی کل من الرؤیة والرسالة والأهداف مع التأکد من أن المنظمة تضع نظام حوکمة یدعم سلامة قراراتها وإجراء الفحص المستمر لکل من عناصر البیئة الداخلیة والخارجیة مع التعدیل المستمر کلما أمکن، دون وضع اعتبار بدرجة کبیرة للوقت بقدرالنظر للواقع والتغییر فی البیئة الداخلیة والخارجیة، وکل ذلک بغرض وضع بدائل أکثر واقعیة تساهم فی تنفیذ الاستراتیجیة انتهاءً بالمراجعة المستمرة لتحسین الأداء الاستراتیجی.بینما یرى (Marios I. Katsioloudes,2006) فی دراسته لممارسة الادارة الاستراتیجیة فی ظل إدراک الادارة للمتغیرات العالمیة أن من الأهمیة لتحسین الأداء الاستراتیجی أن یتم فحص ومراجعة کافة العوامل الاستراتیجیة من حین لآخر، مع الأخذ فی الاعتبار أن کل من التحلیل البیئی الداخلی والخارجی على نفس الدرجة من الأهمیة ویعتبرا حاکمین للأداء الاستراتیجی .فی حین یؤکد (2006)Martin Shubik فی مناقشة لمدخل الاستراتیجیة التنافسیة للمنظمات، على أن المراجعة الاستراتیجیة هی التی تساعد على تخفیض حدة الفشل الذی یواجه المدیرین ویضمن ارتباط کافة الممارسات بالهدف الاستراتیجی وما یتبعه من اجراءات ترتبط بتحدید الهدف .کما یبین(2007)Grundy, Tony أن عملیات المراجعة الاستراتیجیة غیر شائعة الاستخدام، رغم أهمیتها فی استمرار تقدیم قیمة مضافة، وتساعد على اکتشاف نقاط الضعف قبل أن تصبح عقبة استراتیجیة بما یستوجب تغییر السیاسات وحذف کافة الاجراءات والعملیات التی لا ترتبط بالأهداف الاستراتیجیة .وقد أشار (2008)Grundy Tony فی دراسته لمراجعة التوجه الاستراتیجی الى أن ضمان سلامته التوجه الاستراتیجی یحتاج الاستمرار فی مراجعة الأداء الاستراتیجی لاکتشاف نقاط الضعف فی مراحل مبکرة والتمکن من التوصل للبدائل والخیارات الاستراتیجیة لإجراء التعدیلات المطلوبة فی عملیات تنفیذ الاستراتیجیة بصورة تتسم بالأصالة واستمرار تحقیق القیمة .وأکد (2008)Klein, Karen E. فی دراسته للترکیز على المشکلات التی تواجه المشروعات الصغیرة فی عملیة المراجعة الاستراتیجیة، على أن أصحاب المشروعات الصغیرة قبل أن یقترضوا الأموال لزیادة الانتاج والمبیعات یجب علیهم أولاً دراسة الطریقة الحالیة لاستخدام الأموال، لعل المشکلة التی یواجهونها فی إنتاج منتج غیر مرغوب أو استخدام أسالیب تسویق غیر مناسبة، ولذا فبدلاً من أن یترتب على الاقتراض التزامات جدیدة، یتم مراجعة الأداء الحالی لتصحیح الأوضاع والاستغناء عن اتخاذ قرارات الاقتراض.ویرى (2008) Ohta,Yasuhiro فی دراسته لدور أدلة المراجعة فی عملیة المراجعة الاستراتیجیة بأن على کل منظمة أن تصمم أدلة لتحلیل الأداء من منظور استراتیجی وفحص العملیات والممارسات والاجراءات وذلک بغرض الاستناد الیها فی تعدیل المسار الاستراتیجی وتجنب الخداع الظاهری فی المسار الاستراتیجی . وفی سبیل بناء (2009)and Others Ackerman لنموذج إلکترونی لخطة المراجعة الاستراتیجیة تبین أن وضع خطة ونظام لحوکمة المنظمة ووضع برنامج لإدارة المخاطر یساهم فی نجاح عملیة المراجعة الاستراتیجیة، کما أن وضع نظام معلومات یتسم بالشفافیة وخاضع لمعاییر ضابطة یساهم فی تحقیق أهداف المراجعة الاستراتیجیة ویوفر المعلومات التی تساهم فی صنع واتخاذ القرارات الاستراتیجیة لتعدیل الأوضاع .وأخیراً یرى إدریس والمرسی(2010) أن المراجعة الاستراتیجیة تفید فی عملیة التمثیل الاستراتیجی وتنمیة البدائل لکافة العوامل والمتغیرات الاستراتیجیة، وتتسم بالنظرة الشمولیة وتقدیم تقییم متکامل للموقف الاستراتیجی، وتدرس العناصر الرئیسیة للنموذج الوصفی للإدارة الاستراتیجیة بصورة شمولیة متکاملة تؤدى لتحسین جودة القرارات الاستراتیجیة من خلال جودة تمثیل الموقف وبناء وتنمیة البدائل وانتقاء البدیل الأفضل والذی یتوافق مع الرؤیة والرسالة ویفید فی تحقیق الأهداف الاستراتیجیة.وفى دراسة حدیثة قام بها عید (2015) بهدف تقییم أثر المراجعة الإستراتیجیة فى تحسین قدرة البنوک التجاریة المصریة على التغییر الاستراتیجى ، وتوصل الدارسة إلى أنه یمکن زیادة فاعلیة عملیة التغییر الاستراتیجى بالبنوک التجاریة المصریة من خلال تطبیق المراجعة الإستراتیجیة بکافة أبعادها.
دراسات تناولت القدرة التنافسیة للبنوک:
تتصل القدرة التنافسیة للبنوک التجاریة واستراتیجیات المنافسة بمدى قدرتها على تحدید نوعیات معنیة من الخدمات المصرفیة التى تمکن من تلبیة احتیاجات شرائح وفئات عمریة معینة . وفى هذا الصدد أشارت نتائج دراسة (Clarkson et al,1990) أن کل فئة عمریة من عملاء البنک تتطلب استراتیجیة معینة تلائم المتغیرات الدیموجرافیة لهذه الفئة ، ومن ثم توفر هذه الإستراتیجیة تحولاً إیجابیا فى تحسین القدرة التنافسیة ، إذ یکون محور الترکیز هناک على نوعیة الخدمة ومدى ملاءمتها وتوظیفها للعملاء بطریقة صحیحة.وتظهر القدرة التنافسیة للبنوک أیضاً فیما یتعلق بالأداء التشغیلى، إذ یشیر کل من (Parkan and wu,1999) إلى أن هذا الأداء یتعلق بتوفیر الکفاءات من الموارد البشریة وعناصر تحلیل وتحدید مکونات القدرة التنافسیة التى تؤثر فى الأداء العام، حیث وجد أن من أهم هذه العناصر جودة الخدمات المصرفیة والحصة السوقیة وسعر الخدمة والعلامة التجاریة الممیزة للبنک.وفى جهة أخرى ، أشار ( محمد ،2003) أن التسویق المصرفى تلعب دوراً حاکماً فى تحسین القدرة التنافسیة للبنوک، وذلک من خلال أنشطته والمتمثلة فى بحوث السوق ، وتطویر الخدمات المصرفیة ، والاتصالات التسویقیة ، وتحقیق الأمان فى المعاملات المصرفیة.وأظهرت دراسة (Collins & Clark, 2003) التی أجریت على عینة مکونة من 73 شرکة من الشرکات التی تعمل فی مجال التکنولوجیا المرتفعة. وقد هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور الوظائف الإستراتیجیة لإدارة الموارد البشریة فی خلق میزة تنافسیة دائمة، ومدى تأثیرها على الأداء المالی (معدل نمو المبیعات، أداء السهم) للمنظمة. وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن العلاقة بین الوظائف الإستراتیجیة لإدارة الموارد البشریة (تقییم الأداء، التدریب، سیاسة المکافآت والحوافز) وبین الأداء المالی للمنظمة علاقة غیر مباشرة، حیث إنه یوجد متغیر وسیط یؤثر على هذه العلاقة وهو الشبکات الاجتماعیة الداخلیة والخارجیة لفریق الإدارة العلیا .وتتطلب القدرة التنافسیة أن یتم الترکیز على تحقیق أعلى قیمة للعملاء وتوفیر الجودة فى الخدمات المصرفیة، ویؤکد (Zineldin,2005) على ضرورة أن یعمل البنک على إضافة عناصر ملموسة وغیر ملموسة لتلبیة تطور احتیاجات العملاء ، وإدارة علاقات العملاء، وهو ما یمکن أن یحقق تعزیز القدرة التنافسیة للبنوک.فى حین توصلت دراسة (Movassaghi et al.2005) إلى أن تطویر خدمات البنوک ومیکنتها یؤدى إلى تعزیز الحصة السوقیة للبنوک ، وهذا یتطلب أن یکون هناک تحالفات إستراتیجیة مع البنوک ، کما أوضحت الدراسة أن هناک اتجاهاً کبیراً من المستهلکین إلى تبنى خدمات البنوک واستخدامها عبر الانترنت ، وهو سلوک مهم یمکن أن یعزز القدرة التنافسیة للبنوک ویطور خدماتها.بینما یرى (Ashton and Keasey,2005) أن عنصر التکلفة من الجوانب المهمة فى تحسین القدرة التنافسیة ، ویمکن تحقیق ذلک من خلال التنویع فى أنماط خدمات التمویل ، ویؤدى ذلک إلى تحقیق نوع من الخفض فى التکلفة وهو مایعزز القدرة التنافسیة للبنوک. فى حین أکد ( عبد القادر، 2005) أن القدرة التنافسیة للبنوک تتطلب ترکیزاً على عنصر الجودة ، وعلى تحدید الخصائص والسمات التى تمتاز بها الجودة ذات التأثیر المباشر على الخدمة المصرفیة ، وقد حدد عدداً من العناصر المهمة التى تمکن من تحقیق ذلک ، وهى قدرات الموارد البشریة فى البنک ، والتنویع فى الخدمات المصرفیة، ودرجة التطور والمیکنة التى تعتمد علیها الخدمة، فضلاً عن تطویر أنشطة وممارسات التسویق.وعلى نفس المنوال توصل(Wonglimpiyarat,2009) إلى العوامل المؤثرة على القدرة التنافسیة للبنوک فى ظل المنافسة تتمثل بطاقات الإئتمان، والقروض الشخصیة ، واستهداف شرائح جدیدة ، وتحسین العملیات المرتبطة بخدمات بطاقات الائتمان والقروض الشخصیة.وفى الکویت ، توصل ( المطیرى، 2009) إلى أن العوامل المرتبطة بالقدرة التنافسیة للبنوک الکویتیة تتمثل فى تنویع الخدمات المصرفیة، وتطویر وتحدیث الخدمات الإلکترونیة المصرفیة، والتوسع فى الفروع، وتخفیض تکلفة الخدمة المصرفیة.بینما توصلت دراسة (محمد، 2012) والتى أجریب على عینة من البنوک التجاریة المصریة إلى أنه یمکن استخدام أسلوب التسویق الدماغى لتحسین القدرة التنافسیة للبنوک التجاریة.
من عرض الدراسات السابقة یمکن استخلاص النتائج التالیة: • التعقد البیئی یستوجب ویزید من أهمیة المراجعة الاستراتیجیة(kukalis.s 1989). • بعض الدراسات تناولت أبعاد ومتغیرات المراجعة الاستراتیجیة وفق رؤیتهم(Thomas, 2006) والبعض الآخر ربطها بنتیجة اجرائها(2009 and Others Ackerman). • أشارت بعض الدراسات لربط المراجعة الاستراتیجیة بالإجراءات الواجب اتخاذها من تعدیل وتغییر دون الإشارة صراحة لعملیة التغییر التنظیمی(martin 2006: grundy, tony 2007). • رکزت معظم الدراسات المتعلقة بالقدرة التنافسیة للبنوک على العوامل المؤثرة فى تعزیزها، وتمثلت أهم تلک العوامل فى جودة الخدمة المصرفیة، والأداء التشغیلى، والحصة السوقیة، والتقنیة وا لاتصالات، ودراسة سلوک المستهلک. • رغم تعدد الدراسات التى تناولت المراجعة الإستراتیجیة والقدرة التنافسیة على المستویین العربى والأجنبى إلا أنه لا توجد دراسة واحدة – فى حدود علم الباحث - عنیت بدراسة العلاقة بین المراجعة الاستراتیجیة وتحسین القدرة التنافسیة للبنوک ، وهذه هى الفجوة البحثیة والتى تسعى الدراسة الحالیة لتناولها بالبحث والدراسة فى قطاع البنوک الکویتیة.
الدراسة الاستطلاعیة:
قامت الباحثة بإجراء عدد من المقابلات الشخصیة مع مدیرین ومسؤولین بعدد من البنوک بدولة الکویت محل البحث للتعرف على واقع وممارسات عملیة المراجعة الاستراتیجیة والقدرة التنافسیة ، وتم الاعتماد على إطار یتضمن عدد من الموضوعات لتکون مرشداً للمقابلات وتساعد فی التوصل لبیانات وثیقة الصلة بموضوع البحث ، وکان من هذه الموضوعات مدى استمراریة البنک فی إجراء التحلیل البیئی، وهل التحلیل البیئی یساعد على تطویر وتقدیم خدمات مصرفیة ذات جودة عالیة لعملاء البنوک أم لا ؟ ، وهل هناک تغییرات جوهریة تمت فى تکلفة الخدمة ؟ أو جودتها ؟ أو فى الحصة السوقیة ؟، أو تم إبتکار خدمات جدیدة نتیجة للتحلیل البیئی؟
وفی ضوء المقابلات یُمکن للباحثة أن تستخلص النتائج الأولیة التالیة:
• البنوک لا تهتم بإجراء التحلیل البیئی إلا فی مرحلة إعداد الخطة الاستراتیجیة. • البنوک تعانی صعوبة کبیرة فی إعداد الخطة الاستراتیجیة، لذا لا تسمح بالمساس بالخطة الاستراتیجیة بمجرد إتمامها . • لا یوجد تغییرات جوهریة تمت فى مجال تطویر الخدمات المصرفیة أو تنویعها وفى جودة الخدمة المصرفیة أو فى الحصة السوقیة نتیجة للتحلیل البیئی. • وهذه النتائج الأولیة تبرر على أهمیة إتمام هذا البحث لنقدم للمسؤولین بالبنوک التجاریة الکویتیى دلیلاً مرشداً بعملیات المراجعة الاستراتیجیة من أجل تقدیم مزایا تنافسیة تحقق لها الریادة وتنقل البنک للمستقبل المرغوب.
مشکلة الدراسة وتساؤلاتها فی ظل عالم متغیر یتسم بالتعقد البیئی، وبعد المرور بعدد من الأزمات المصرفیة العالمیة بات على البنوک عامة والکویتیة خاصة أن تسعى إلى دعم قدرتها التنافسیة من خلال القیام بعملیة مراجعة استراتیجیة مستمرة لبیئتها الخارجیة والداخلیة للوقوف على الفرص والتهدیدات بالبیئة الخارجیة والتکیف معها من خلال عناصر القوة والضعف فى البیئة الداخلیة .وفى ضوء الدراسة الاستطلاعیة والدراسات السابقة، یمکن صیاغة مشکلة البحث فى تساؤل رئیسی یتمثل فی: هل تتمکن البنوک التجاریة الکویتیة العامة والخاصة من تحسین قدرتها التنافسیة استناداً إلى المراجعة الاستراتیجیة" ویتضمن هذا التساؤل على عدد من التساؤلات الفرعیة والتی تتمثل فی: (1) هل هناک اختلاف جوهرى بین آراء العاملین بالبنوک التجاریة العامة والخاصة موضع الدراسة فیما یتعلق بتوافر عناصر المراجعة الإستراتیجیة ، وفقا لاختلاف خصائصهم الدیمراجرافیة ؟ (2) هل هناک اختلاف جوهرى بین آراء العاملین بالبنوک التجاریة العامة والخاصة موضع الدراسة فیما یتعلق بتوافر عناصر القدرة التنافسیة،وفقا لاختلاف خصائصهم الدیمراجرافیة ؟ (3) هل هناک تمایز بین البنوک التجاریة العامة والخاصة موضع الدراسة ، فیما یتعلق بتوافر عناصر المراجعة الإستراتیجیة؟ وماهى عناصر المراجعة الاستراتیجیة الأکثر قدرة على التمییز بین البنوک الخاضعة للدراسة. (4) هل هناک تمایز بین البنوک التجاریة العامة والخاصة موضع الدراسة ، فیما یتعلق بتوافر عناصر القدرة التنافسیة؟ وماهى عناصر القدرة التنافسیة الأکثر قدرة على التمییز بین البنوک الخاضعة للدراسة. (5) هل هناک علاقة ذات دلالة إحصائیة بین توافر عناصر المراجعة الإستراتیجیة وبین تنمیة القدرة التنافسیة بالبنوک التجاریة موضع الدراسة
أهداف البحث: یتمثل الهدف الرئیس لهذا البحث فى دراسة دور المراجعة الإستراتیجیة فى تنمیة القدرة التنافسیة للبنوک التجاریة الکویتیة ، ویتفرع من هذا الهدف عدد من الأهداف الفرعیة وهى:
(1) التعرف على درجة التشابه أو الإختلاف بین آراء العاملین بالبنوک التجاریة العامة والخاصة ، فیما یتعلق بعناصر المراجعة الإستراتیجیة ، وفقاً لخصائصهم الدیموجرافیة. (2) التعرف على درجة التشابه أو الإختلاف بین آراء العاملین بالبنوک التجاریة العامة والخاصة ، فیما یتعلق بعناصر القدرة التنافسیة ، وفقاً لخصائصهم الدیموجرافیة. (3) معرفة مدى إمکانیة التمییز بین البنوک التجاریة العامة والخاصة موضع الدراسة وفقاً لعوامل ومتغیرات المراجعة الاستراتیجیة، والتوصل لأهم الأبعاد الخاصة بالمراجعة الاستراتیجیة الأکثر قدرة على التمییز بین هذه البنوک؟ (4) تحدید مدى إمکانیة التمییز بین البنوک التجاریة العامة والخاصة موضع الدراسة وفقاً لعوامل ومتغیرات القدرة التنافسیة، والتوصل لأهم الأبعاد الخاصة بالقدرة التنافسیة الأکثر قدرة على التمییز بین هذه البنوک؟ (5) التحقق من مدى قدرة البنوک التجاریة العامة والخاصة موضع الدراسة على تحسین قدرتها التنافسیة استناداً لقیامها بعملیة المراجعة الاستراتیجیة.
فروض البحث: فى ضوء مشکلة البحث وأهدافه، تم صیاغة فروض البحث على النحو التالى:
(1) لا یوجد اختلاف ذو دلالة إحصائیة بین آراء العاملین بالبنوک التجاریة العامة والخاصة ، فیما یتعلق بتوافر عناصر المراجعة الإستراتیجیة، وفقاً لإختلاف خصائصهم الدیموجرافیة ( النوع، السن، مستوى التعلیم، مدة الخدمة بالبنک، المستوى الإدارى). (2) لا یوجد اختلاف ذو دلالة إحصائیة بین آراء العاملین بالبنوک التجاریة العامة والخاصة ، فیما یتعلق بتوافر عناصر القدرة التنافسیة ، وفقاً لإختلاف خصائصهم الدیموجرافیة( النوع، السن، مستوى التعلیم، مدة الخدمة بالبنک، المستوى الإدارى). (3) لا یوجد اختلاف مُمَیز ذو دلالة إحصائیة بین البنوک التجاریة العامة والخاصة ، فیما یتعلق بتوافر عناصر المراجعة الإستراتیجیة. (4) لا یوجد اختلاف مُمَیز ذو دلالة إحصائیة بین البنوک التجاریة باختلاف نوع الملکیة وفق عوامل ومتغیرات القدرة التنافسیة. (5) لا توجد علاقة ذات دلالة معنویة بین قیام البنوک التجاریة بعملیة المراجعة الاستراتیجیة وبین تنمیة قدرتها التنافسیة بالبنوک التجاریة. أهمیة البحث: یستمد هذا البحث أهمیته من الاعتبارات العلمیة والعملیة التالیة:
(1) عدم وجود دراسات سابقة – فى حدود علم الباحث - تناولت دور المراجعة الإستراتیجیة فى تنمیة القدرة التنافسیة للبنوک. (2) یعد القطاع المصرفى الکویتى أحد القطاعات الرئیسه فى الاقتصاد الکویتى ، ویتمیز بانتشار فروعه وزیادة حجم عملیاته الیومیة ، إلا أن دخول البنوک الأجنبیة السوق المصرفى یتطلب البحث عن أحدث الأسالیب لتدعیم القدرة التنافسیة للقطاع المصرفى. (3) لفت أنظار المسئولین بالبنوک الکویتیة إلى دور المراجعة الإستراتیجیة فى القدرة التنافسیة للبنوک الکویتیة فى ظل البیئة شدیدة التنافسیة. (4) من المتوقع أن تسهم نتائج الدراسة التى سیتم التوصل إلیها إلى توجیه مزید من الإهتمام نحو تطبیق المراجعة الإستراتیجیة فى مجالات مختلفة.
حدود البحث: تتمثل حدود البحث فى الآتى : (1) حدود مکانیة: سیتم إجراء الدراسة المیدانیة على البنوک التجاریة (بنوک قطاع عام، بنوک خاصة) بالمدن الرئیسة بالکویت ، تجنباً للتشتت الجغرافی. (2) حدود موضوعیة: سیعتمد الباحث على متغیرات المراجعة الاستراتیجیة التالیة : الموقف الاستراتیجى ، التقییم والرقابة، التحلیل البیئى الداخلى ، حوکمة البنک ، التحلیل البیئى الخارجى، تنفیذ الاستراتیجیات ، البدائل الاستراتیجیة )، أما القدرة التنافسیة فسیعتمد الباحث على خمس مؤشرات لها هى : الربحیة، التکلفة، الحصة السوقیة، تطویر الخدمات المصرفیة، جودة الخدمة المصرفیة). (3) حدود بشریة: وتتمثل فى جمیع العاملین بالبنوک التجاریة محل الدراسة شرط أن یکون مر علیه فى العمل بالبنک عشر سنوات. منهجیة البحث: یتضمن منهجیة البحث: البیانات المطلوبة للبحث ومصادرها، مجتمع البحث والعینة، أداة البحث وطریقة جمع البیانات، قیاس متغیرات البحث، أسالیب تحلیل البیانات.
تتطلب إعداد البحث نوعین من البیانات هما البیانات الثانویة والبیانات الأولیة. بالنسبة للنوع الأول وتتعلق بالمراجعة الإستراتیجیة والقدرة التنافسیة للبنوک وبیان بأعداد العاملین بالبنوک موضع الدراسة، وسیتم الحصول على تلک البیانات من المراجع والدوریات المحلیة والعالمیة وسجلات البنک المرکزى الکویتى. أما النوع الثانى من البیانات فسوف یتم جمعها من العاملین فى البنوک موضع الدراسة المیدانیة وباستخدام أسلوب الاستقصاء. تغیرات الدراسة والقیاس: فى ضوء مشکلة البحث وأهدافه فإن الدراسة الحالیة تسعى إلى استکشاف طبیعة العلاقة بین المراجعة الإستراتیجیة (کمتغیر مستقل) والقدرة التنافسیة للبنوک الکویتیة ( کمتغیر تابع). وبالنسبة للقیاس فیشیر القیاس للقیم الرقمیة للأشیاء أو الأحداث وفقاً لقواعد معینة والتی یجب أن تکون متوافقة مع خصائص الأشیاء أو الأحداث موضع القیاس، مع مراعاة أن ما یتم قیاسه بالفعل هی خصائص الشیء ولیس الشیء المراد قیاسه نفسه(Donald;Hawkins1987). ولقیاس مدى توافر أبعاد ومتغیرات المراجعة الاستراتیجیة فى البنوک الکویتیة موضع الدراسة سیتم الاعتماد على مقیاس یتکون من(7)عوامل (الموقف الاستراتیجى ، التقییم والرقابة، التحلیل البیئى الداخلى ، حوکمة البنک ، التحلیل البیئى الخارجى، تنفیذ الاستراتیجیات ، البدائل الاستراتیجیة ) تتضمن(36)عبارة (عید،2015). فى حین سیتم قیاس عناصر القدرة التنافسیة بالاعتماد على المقیاس الذى استعان به کل من ( قمر، 2012: محمد، 2012) والذى یشتمل على(5) عوامل ( الربحیة، التکلفة، الحصة السوقیة، تطویر الخدمات المصرفیة، جودة الخدمة المصرفیة) تتضمن 15 عبارة.وللتعرف على اتجاهات المستقصى منهم المستهدفین نحو متغیرات المراجعة الإستراتیجیة والقدرة التنافسیة سیتم الاستعانة بمقیاس لیکرت للموافقة / وعدم الموافقة والمکون من خمس درجات حیث یشیر الرقم (1) إلى عدم الموافقة التامة، بینما یشیر الرقم (5) إلی الموافقة التامة مع وجود درجة حیادیة فی المنتصف.
یتمثل مجتمع بحث الدراسة المیدانیة فى البنوک التجاریة العامة والخاصة بالکویت ، وقد بلغ عدد العاملین بالجهاز المصرفی الکویتى(6517) ،(بنوک تجاریة عامة، بنوک تجاریة مشترکة، فروع بنوک أجنبیة) وفق التقاریر الإحصائیة للبنک المرکزی الکویتى، وذلک کما . هو مبین فى الجدول التالى جدول رقم (1) عدد العاملین بالبنوک التجاریة العامة والخاصة بالکویت
المصدر: النشرة الدویة للبنک المرکزى الکویتى، 2014 وفیما یتعلق بتحدید حجم العینة سیتم اتباع الخطوات التالیة : استخدام الصیغة الریاضیة الخاصة بتقدیر حجم العینة فی حالة اختبار فروض تتعلق بمتوسطات، وذلک بما یتفق مع طبیعة فروض الدراسة الحالیة وهى ( إدریس، 2007) :
حیث إن: n = حجم العینة. N= حجم مجتمع البحث. Z= درجة المعیاریة عند درجة ثقة 95%. σ = الانحراف المعیارى للمجتمع. e= حجم الخطأ المعیارى المقبول فی تمثیل مجتمع البحث. تم اختیار درجة الثقة 95% فی النتائج باعتبارها الأکثر شیوعاً فی البحوث الإنسانیة، ونظرا لأن جمیع فروض الدراسة غیر محددة الاتجاه ، فقد تم قسمة قیمة الخطأ المعیارى المقبول فی هذا البحث (5%) فی العینة على (2) ومن ثم أصبحت القیمة المعیاریة (z) تساوى (1.96). وبالنسبة لنوع العینة ، فإنه سیتم الاعتماد على العینة الطبقیة العشوائیة وذلک لأن مجتمع الدراسة یتکون من ثلاث فئات تمثل طبیعة ملکیة البنوک التجاریة- بنوک تجاریة عامة، بنوک تجاریة مشترکة، فروع بنوک أجنبیة. أما وحدة المعانیة فتتمثل وحدة المعاینة فی العاملین بالبنوک التجاریة الکویتیه فى المستویات الثلاثة والذین مر علیهم عشر سنوات عمل على الأقل.
تتمثل أداة جمع البیانات فی قائمة الاستقصاء، والتی سیتم الاعتماد علیها بغرض الحصول على البیانات الأولیة، وقد تم تصمیم قائمة الاستقصاء من ثلاث أسئلة هی على النحو التالی: السؤال الأول : ویتضمن (36)عباراه تعکس بعض المفاهیم الأساسیة للمراجعة الاستراتیجیة وتتمثل فی : الموقف الاستراتیجی ویعکسها العبارات من(1-6) ، حوکمة البنک ویعکسها العبارات من(7-13)، التحلیل البیئی الداخلی ویعکسها العبارات من(14-19)، التحلیل البیئی الخارجی ویعکسها العبارات من(20-24)، البدائل الاستراتیجیة ویعکسها العبارات من(25-28)، تنفیذ الاستراتیجیات ویعکسها العبارات من(29-32)، التقویم والرقابة ویعکسها العبارات من(33-36) . السؤال الثانی : ویتضمن(15) عبارة تعکس عناصر القدرة التنافسیة للبنوک الکویتیة بواقع ثلاث عبارات لکل متغیر. السؤال الثالث: ویتعلق بالمتغیرات الدیموجرافیة للعاملین بالبنوک التجاریة موضع الدراسة وهى (النوع، السن، مستوى التعلیم، مدة الخدمة بالبنک، المستوى الإدارى). بالإضافة إلى نوع ملکیة البنک(قطاع عام/ مشترکة/ فرع بنک أجنبی).
لأغراض تحلیل واختبار الفروض الخاصة بالبیانات متعددة المتغیرات، والتحقق من نوع ودرجة العلاقة أو الاختلاف بین أکثر من متغیرین ودراسة مدى إمکانیة الاعتماد على متغیرات البحث(المراجعة الاستراتیجیة/ القدرة التنافسیة) فی التمییز بین المجموعات، سیتم الاعتماد على بعض الأسالیب الاحصائیة المناسبة وهى:
| |||||||
References | |||||||
| |||||||
Statistics Article View: 106 PDF Download: 328 |
|||||||