الحبک في شعر ابن مجبر الأندلسي | ||||
هرمس | ||||
Article 5, Volume 8, Issue 2 - Serial Number 28, April 2019, Page 147-188 PDF (627.18 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/herms.2019.68201 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
احمد سمير* | ||||
باحث دکتوراة - کلية الأداب - جامعة القاهرة | ||||
Abstract | ||||
تسعى هذه الدراسة إلى الکشف عن خصوصية ديوان ابن مجبر الأندلسي في ضوء المنهج النصي من خلال دراسة الحبکة النصية، وذلک انطلاقًا من الأهمية التي يتميز بها هذا الديوان حيث يتمتع بخصوصية شديدة لسببين، السبب الأول أن يحيى بن مجبر البلنسي الإشبيلي(535 – 588هـ) يعد واحدًا من أعظم الشعراء في عصره، حيث اتصل بخلفاء الدولة الموحدية -خاصة الخليفة المنصور- وأمرائها وقادتها، واعتبر شاعر القصر الأول نظرًا لموهبته الفذة وتمکنه من أدواته الفنية وثقافته الواسعة، ومما يشي ببراعة شاعرنا أيضًا أنه لُقب ببحتري الأندلس، ومن الجدير بالذکر أن معظم شعر ابن مجبر مفقود ولم يصلنا منه إلا بعض أشعاره المتناثرة في ثنايا الکتب، والتي قام بجمعها وتحقيقها الأستاذ الدکتور محمد زکريا عناني، أما السبب الثاني لتميز هذا الديوان فيعود إلى خصوصية العصر نفسه حيث يکشف عن مدى النضج الفني الذي بلغته الأندلس في القرن السادس، والذي يعتبر في رأي کثير من الدارسين أزهى فترات النضج الفني في الأندلس، لذلک يعد ديوان ابن مجبر الأندلسي من أهم الدواوين الشعرية الباقية من هذا العصر. وارتأت الدراسة أن تقوم بدراسة الحبکة النصية في هذا الديوان، والحبکة النصية منهج نقدي حديث يتکئ على علم النص وإجراءاته، هذا العلم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعلم اللغة إلا أنه لا يتوقف عنده بل يجعله نقطة البداية للولوج إلى داخل النص الأدبي وتحديد مکوناته، کما يمهد السبيل إلى فک شفرات النص المتعددة والمتداخلة في آن، وذلک من خلال التوقف أمام النص باعتباره وحدة کبرى يندرج تحتها وحدات أصغر تُشکلها، ومن هنا کانت الحبکة النصية معيارًا من ضمن معايير علم النص يبحث في کيفية ترابط هذه الوحدات ووسائل تماسکها. | ||||
Keywords | ||||
علم النص – الحبکة النصية – يحيى بن مجبر الإشبيلي – ديوان ابن مجبر – فان دايک –الإطار- التغريض – البنية الکبرى | ||||
Full Text | ||||
مقدمة ینطلق علم النص من النص ذاته، ویُنظر إلیه باعتباره وحدة کبرى یندرج تحتها وحدات أصغر تُشکلها، ومن هنا کان من ضمن معاییر علم النص معیار یبحث فی کیفیة ترابط هذه الوحدات ووسائل تماسکها، وهو ما أطلق علیه دی بو جراند معیار الحبک(Coherence) ، والحَبکَ فی اللغة هو " الشدّ....والحَبْکَة: الحَبْلُ یُشَدُّ بِه على الوسط. والتحْبِیک التوثیق وقد حَبَّکْتُ العقدة أَی وثقتها..... والمَحْبُوک ما أُجید عمله والمَحْبُوک المُحْکَمُ الخلق من حَبَکْتُ الثوب إِذا أَحْکَمْت نَسْجه المَحْبُوک: ما أجید عمله.... وحبک الثوب یَحْبِکه ویَحْبُکه حبکًا: أجاد نسجه وحسَّن أثر الصنعة فیه"([i])، وفی المعجم الوسیط معنى " حَبَکَ الشیءَ ـحَبْکاً: أحکَمَه. یقال: حبَک الثَّوب: أجاد نَسْجه. وحَبَک الحبْل: شدَّ فَتْلَه. وحبک العُقْدَة: قوَّى عقْدها ووثَّقها. وحبک الأمرَ: أحسن تدبیره. وـ الثَّوبَ: ثَنَى طَرَفَه وخاطَه.( حَبَّک)الشیءَ: حَبَکَ و- الشَّعْر: جَعَّدَه، و- الثَّوبَ: نَسَجه مُخَطَّطاً، و- الریحُ الرمْلَ والماءَ الساکِنَ: جعلت فیه طرائق.( احْتَبَکَ ) الشیءَحَبَکَه، (تَحَبَّکَ ): شدَّ الحُبْکة. (الحِبَاک): الطریقة تُحْدثها الرِّیحُ فی الرملِ والماءِ الساکن. - حظیرة من قَصَب مشْدود بعضه إلى بعْض.وحِبَاکُ الثَّوْب: ما ثُنِیَ وخیط من أطرافه"([ii]) والحبک بهذا المعنى یدل على الترابط والتماسک الموجود داخل النسیج ویشی ببراعة النسَّاج وشدة نظامه. ولم یبتعد المفهوم الاصطلاحی کثیرًا عن التعریف اللغوی، حیث أدرک القدماء ضرورة أن یکون النص محبوکًا أی متماسک الأجزاء، فلا یمکن حذف أی جزء من النص وإلا اختل بأکمله، ویبدو من المفید التوقف أمام وجهة نظر بعض النقاد المعاصرین الذین اعتبروا أن الناقد القدیم لم یمتلک النظرة الشمولیة للقصیدة واتهموا معه الشعر العربی بالتفکک وعدم وجود رابط حقیقی بین الأبیات فی القصیدة الواحدة نظرًا لتعدد أغراضها، فیقول الدکتور محمد غنیمی هلال "فلیست للقصیدة الجاهلیة وحدة عضویة فی شکل ما من الأشکال، لأنه لا صلة فکریة بین أجزائها، فالوحدة فیها خارجیة لا رابط فیها من ناحیة خیال الجاهلی وحالته النفسیة فی وصفه الرحلة لمدح الممدوح. وکان لهذا الرابط الواهی مبرر من المبررات فی العصر الجاهلی، ثم صار تقلیدها على مر العصور... وبَینَّا خطأ القدامى - من نقاد العرب – فی تردیدهم لکلمة الوحدة العضویة دون أن یفهموها. ولهذا لم تترک أثرًا ما فی النتاج الأدبی".([iii]) الحبک فی الدراسات النصیة یعد الحبک عنصرًا من عناصر النظریة النصیة وتنحصر مهمته فی تحدید العلاقات الدلالیة التی تربط بین وحدات النص الجزئیة لتشکیل الوحدة النصیة الکلیة لنص ما، فالنص هو وحدة کبرى یتشکل من أجزاء مختلفة، تقع من الناحیة اللغویة والترکیبیة على مستوى أفقی ومن الناحیة الدلالیة على مستوى رأسی فـ " عناصر السبک تمثل البنیة السطحیة القائمة على بنیة تحتیة تعمل أساسًا لها، وهی الحبک" ([iv])، والنص االذی یفتقد الحبک بین وحداته یفقد حقیقة کونه نصًا بالأساس، لأن أی نص هو رسالة إلى المتلقی، والحبک هو الکیفیة التی یستطیع المتلقی من خلالها فهم المعنى المراد توصیله. فالمتلقی یتفاعل مع المعلومات التی یعرضها النص وفی ذهنه تصوراته السابقة عن العالم وتجربته الذاتیة، وبالتالی یکون المتلقی – فی جانب من الجوانب – صانع الحبک للنص، وفی بعض الأحیان یکون المتلقی هو المسئول عن فقده للتماسک داخل النص إذا فشل فی سد الفجوات بین الأفکار التی یطرحها المبدع ([v]) بسبب عدم انتباه للروابط الدلالیة الصریحة أو الضمنیة داخل النص أو لإغفاله الربط بین النص وبین السیاق الخارجی الذی أُنتج فیه. الحبک عند فان دایک یتبدى الحبک عند فان دایک فی عدة مظاهر لابد أن تتوافر فی النص لکی یکون منسجمًا، هذه المظاهر هی الترابط بین القضایا، وترتیب الخطاب، الخطاب الناقص والخطاب التام، والبنیة الکبرى. أولاً: الترابط بین القضایا تعد قضیة الترابط بین القضایا داخل النص من الأسس الواجب توافرها لتحقیق انسجام النص، ولکی یتم الترابط الدلالی بین الجمل لابد من استیعاب طبیعة العلاقة بین معانی الکلمات الواردة فی الجمل، فهناک " سلسلة من القضایا یتم التعبیر عنها من خلال جملة أو من خلال عدد من الجمل، ویمکننا أن نقول عن القضیة إنها صحیحة أو خطأ. وبقول آخر فإن القضیة تحیل أو لا تحیل إلى حدث. وإن الواقع التاریخی الذی نعیش فیه إنما هو مجموعة من الحوادث تسمى أیضًا العالم الممکن.. وإن الوقائع التی تحیل إلیها الجمل المتعاقبة فی التتابع تنتمی غالبًا إلى عالم واحد هو العالم الممکن نفسه( العالم الواقعی أو العالم المتخیل)"([vi])، فالنص یتشکل من مجموعة منتظمة من القضایا أو المرکبات القضویة، تترابط مع بعضها البعض على أساس محوری– موضوعی أو جملة أساس، من خلال علاقات منطقیة دلالیة ([vii]) مثل السبب والنتیجة والسؤال والجواب. ولکن لا یحتاج الترابط – من وجهة نظر فان دایک – أن یکون تصوریا فقط بل یجب أن یکون متحققا فی الواقع على معنى أن أحوال المقام ( کوحدات الزمان والمکان فی العالم) تتخصص بحیث یصیر الأفراد والخواص والأحداث مترابطة ( على صفة من الهویة، ومبدأ السبق، واللحوق، والتعاقب )([viii])، فالربط بین القضایا یضم بین طیاته العلاقات الدلالیة والإحالیة فی آن، حیث یُفترض وجود علاقات إحالیة بین منطوقات اللغة والوحدات فی الواقع الخارجی، ومن ثم یفترض أن القضایا ترتبط بوقائع فی العالم الخارجی، أو أن القضیة ما هی إلا تصور محدد لواقعة ممکنة فی جملة ما یُعبر عنها فی سیاق معین. ([ix]) ثانیًا: الأطُر هی معطیات ثابتة تتناسب مع الذوات المصاحبة والسیاق المحیط بها، یستدعیها المتلقی من ذاکرته من خلال معرفته بالعالم، فعلى سبیل المثال عندما تُذکر کلمة ( حرب) یتداعى إلى ذهننا مباشرة الأسلحة والدماء والمصابین والصرعى و....إلخ، فهذا ما یسمى بنیة الإطار. ([x]) ثالثًا: ترتیب الخطاب یعتقد فان دایک أن المبدع علیه أن یتبع ترتیبًا معینًا عندما یقدم معلوماته داخل النص، ویکون هذا الترتیب خاضعًا لمبادىء مختلفة ومن أهمها معرفتنا بالعالم، لأن هذه المعرفة تمکننا من التفرقة بین الترتیب العادی وغیر العادی للنص، فأحیانًا یلجأ المبدع إلى تغییر الترتیب لإحداث " تداولیة ملائمة لمهمة التواصل وغرضه لبعض القضایا، وقد تکون أنماط أخرى من التحول راجعة إلى تغییر الإدراک الحسی والمعرفی وتحوله على نحو أکثر عمومیة، وهو تغیر لا یمس ترکیب الأحداث نفسها، وإنما ترتیب الادرکات الحسیة والمعرفیة لهذه الأحداث هو الذی یحدد بنیة الخطاب" ([xi])، والمبدع إذا أراد أن یغیر البنیة السیمانطیقیة للخطاب فعلیه أن یترک إشارات واضحة وأمارات مخصوصة للمتلقی حتى یصل إلى التأویل الأکثر ملائمة للنص، ومن هذه الأمارات حرف الاستدراک ( لکن) ([xii])، ویعد مفهوم الترتیب المعتاد للنص مفهومًا نظریًا، إذ إنه لیس صارما إلى درجة استحالة تغییر الترتیب فی متتالیة ما، لأنه لیس قانونًا یجب على الجمیع الالتزام به، فاحتمالیة التغییر تکون مصحوبة بنتائج تجعل التأویل مختلفًا من زاویة تداولیة. ([xiii]) ولقد حدد فان دایک العلاقات الضابطة التی تحدد الترتیب الطبیعی للوقائع المتتالیة، وهی: أ . عام - خاص ب. کل – جزء / مرکب ج. مجموعة – فئة – عنصر د. المتضمّن – المتضمَّن هـ. کبیر – صغیر و. خارج – داخل ز. المالک – المملوک فهذا الترتیب یقوم بدور أساسی وواضح فی انسجام النص، وإذا حدثت مخالفة لهذا الترتیب دون أن یکون محققًا لأغراض وأهداف محددة سلفا من قِبل المبدع کان الخطاب غیر منسجم.([xiv]) رابعًا: البنیة الکبرى وجاء تطویر فان دایک لمصطلح البنیة العمیقة لتشومسکی لیحوله لمصطلـــــــــح البنیة الکبـــــــــــری (Macrostructure) فی علم النص، فهو یُعنى بالفکرة الأساسیة للخطاب ککل ولیس التوقف أمام الجملة فقط کما فعل تشومسکی، ولکن لا ینبغی أن یُفهم أن الخطاب هنا یقابل الجملة ولکنها تکونه، ولا شک أن تجاوز حدود "الجملة فی التحلیل یسمح بطرح إمکانات متعددة للفهم وفضاءات أرحب فی التفسیر.([xv]) وتتکون البنیة الکبرى من مجموع الأبنیة الصغرى (Microstructure) ([xvi])، هذه الأبنیة الصغرى تنتظم بواسطة أنواع من العلاقات الدلالیة داخل النص، فالقضایا تنتظم داخل النص على شکل بناء هرمی، قمته البنیة الکبرى وقاعدته القضایا المفردة المترابطة، لذا یکون مستوى تذکر الأبنیة الکبرى للنص أفضل کثیرًا من الأبنیة الصغرى. ویختلف تحدید البنیة الکبرى للنص من قارىء إلى آخر، وذلک لأن القراء " یختارون من النص عناصر مهمة تتباین باختلاف معارفهم واهتماماتهم أو آرائهم. وعلیه یمکن أن تتغیر البنیة الکبرى من شخص إلى آخر. لکن بالرغم من هذه الاختلافات یلاحظ على مستوى التفسیر الإجمالی لأحد النصوص وجود توافق کبیر بین مستعملی اللغة " ([xvii])، ولذلک حاول فان دایک ووالتر کینیتش ( Walter Kintsch ) وضع قواعد کبرى تساهم فی تحدید البنیة الکبرى للنص([xviii])، هذه القواعد هی: 1-قاعدة الحذف: Deletion Rule تعنی أن کل معلومة غیر مهمة، ولیست جوهریة أو ثانویة یمکن أن تحذف، فعندما یکون لدینا مجموعة من الأقوال یمکننا ببساطة أن نحذف منها ما لیست له وظیفة یقوم بها فی النص، ولیست شرطًا لتفسیر تتابع القضایا بصورة مباشرة أو غیر مباشرة. ([xix]) 2- قاعدة الاختیار: Selection Rule تتعلق هذه القاعدة بحذف کم محدد من المعلومات یمکن أن یعرفه القارىء بناء على معرفته بالعالم، فالاختیار قائم على معارف أکثر عمومیة عن المواقف أو الأحداث أو بناء على مسلمات دلالیة بالنسبة للتصورات. فعلى سبیل المثال: (أ) عاد محمد إلى سیارته. ( ب) رکبها. (ج) سافر إلى القاهرة. فیمکن أن نحذف القضیتین (أ) و(ب) لأنها قیود أو أجزاء أو فرضیات مسبقة أو توابع لقضیة أخرى لا یمکن أن تحذف (ج) ([xx]) 3-قاعدة التعمیم : Generalization Rule تقوم هذه القاعدة بحذف معلومات أساسیة لتصور ما، وتحل من خلال ذلک قضیة جدیدة محل قضیة ( قدیمة)، فمثلًا: (أ)على الأرض دمیة ( ب) على الأرض قطار خشبی (ج) على الأرض مکعبات فیمکن حذف کل هذه القضایا لتحل قضیة أخرى هی: (د) على الأرض لعب. ([xxi]) 4- قاعدة الترکیب: Construction Rule فی هذه القاعدة یمکن بناء قضیة کبرى من مجموعة من القضایا المفردة، فهی تعطی معلومة جدیدة دون حذف أو اختیار، مثل: (أ) ذهبت إلى محطة القطار (ب) اشتریت تذکرة ( ج) اقتربت من الرصیف (د) صعدت إلى القطار (ه) تحرک القطار. فتتحدد هذه السلسة فی قضیة کبرى هی : (و) رکبت القطار. ([xxii]) وتطبیق هذه القواعد نسبی بین مستخدمی اللغة وفقًا لعوامل کثیرة مثل الاهتمام والمعرفة والرغبات والأهداف، ومن المفید الإشارة إلى أن هناک وسائل أخرى تساعد على تحدید البنیة الکبرى من (عناوین – کلمات رئیسیة – خلاصات - ...)، فحاول فان دایک ووالتر کینیتش التوصل للبنیة الکبرى عن طریق وضع هذه القواعد إیمانا بأن البنیة الدلالیة العامة لنص ما تتمثل بصورة مجردة فی البنیة الکبرى. ([xxiii])
الحبک فی شعر ابن مُجبر: ستحاول الدراسة رصد الحبک فی شعر ابن مجبر من خلال نظریة فان دایک إلا إن هذا لا یمنع استفادة الدراسة من الدراسات النقدیة الحدیثة والقدیمة للوصول للحبکة المضمونیة فی بنیة ظاهر النص، وذلک من خلال عدة مظاهر، وهی: الترابط بین أجزاء القصائد، والعلاقات بین الجمل، والإطار، والتغریض، والبنیة الکبرى. أ- الترابط بین أجزاء القصیدة یتمظهر الترابط بین أجزاء القصیدة فی ثلاثة مواضع، فی حسن الابتداء، وحسن التخلص، وحسن الانتهاء، ولقد أشار ابن رشیق إلى ذلک حین قال" قیل لبعض الحذاق بصناعة الشعر: لقد طار اسمک واشتهر، فقال: لأنی أقللت الحز، وطبقت المفصل، وأصبت مقاتل الکلام، وقرطست نکت الأغراض بحسن الفواتح والخواتم ولطف الخروج إلى المدح والهجاء، وقد صدق، لأن حسن الافتتاح داعیة الانشراح، ومطیة النجاح، ولطافة الخروج إلى المدیح، سبب ارتیاح الممدوح، وخاتمة الکلام أبقى فی السمع، وألصق بالنفس؛ لقرب العهد بها: فإن حسنت حسن، وإن قبحت قبح، والأعمال بخواتیمها، کما قال رسول الله صلى الله علیه وسلم"([xxiv])، فهذه المواضع الثلاثة تمثل مفاصل القصیدة. 1- حسن الابتداء: شدد قدامى النقاد على أهمیة حسن الابتداء فی القصیدة، فوضعوا مبادىء عامة یُفضل أن یُطبقها المبدع، لأن أول بیت فی القصیدة هو أول ما یتلقفه المتلقی فتثیر فیه الحماسة أو الملل من الأبیات التالیة، ومن هنا کان على الشاعر " أن یحترز فی أشعاره ومفتتح أقواله مما یتطیر به أو یستجفى من الکلام والمخاطبات کذکر البکاء ووصف إقفار الدیار وتشتت الألاف، ونعی الشباب وذم الزمان، لا سیما فی القصائد التی تُضمّن المدائح والتهانی، وتستعمل هذه المعانی فی المراثی ووصف الخطوب الحادثة، فإن الکلام إذا کان مؤسسًا على هذا المثال تطیر منه سامعه، وإن کان یعلم أن الشاعر إنما یخاطب نفسه دون الممدوح ". ([xxv]) ویجب على الشاعر کذلک أن یختار المعنى الشریف، وأن تکون الدلالة على المعنى واضحة، والألفاظ مستحسنة غیر کریهة من جهة السمع أو الفهم، وذلک لأن النفس تکون متطلعة لما یستفتح لها الکلام به، فهى تنبسط لاستقبالها الحسن أولا، وتنقبض لاستقبالها القبیح أیضًا، وربما کان بدء القصیدة بالتصریع أفضل لأنه یضفی الجمال علیها، وبه یُستَدلُ على قافیة القصیدة مما له الوقع الحسن فی أذن المتلقی ونفسه([xxvi])، ومن المفید الإشارة إلى أن أغلب قصائد ابن مجبر بدأت بالتصریع. ویعتبر الشاعر مُقتدرًا إذا استطاع أن یتقن حسن الابتداء لأنه ذو صلة دلالیة وثیقة بما بعده، ولذا اُعتبر من " ضروب الصنعة التی یقدمها أمراء الکلام ونقاد الشعر وجهابذة الألفاظ، فینبغی للشاعر إذا ابتدأ قصیدة مدحا أو ذما أو فخرا أو وصفا أو غیر ذلک من أفانین الشعر ابتدأها بما یدل على غرضه فیها([xxvii]). ولقد تجلى حسن الابتداء فی بعض قصائد ابن مُجبر الأندلسی، مثل: ( البسیط ) بُشْرایَ هذا لِواءٌ قَلَّ ما عُقِدا إلا ومد لَهُ الروحُ الأمینُ یَدَا([xxviii]) فالبیت الأول من هذه القصیدة یشیر بوضوح إلى موضوعها، فالقصیدة غرضها مدح المنصور وحشوده الضخمة التی تجمعت من سائر القبائل والمدن قبل تحرکها لاستعادة مدینة (شلب) عام 586هـ بعد أن استولى علیها ابن الرنک. ([xxix]) وهذا البیت یشی بعدة دلالات، فالدلالة الأولى تتضح فی قوة المنصور لقدرته على تجهیز جیش بهذه الضخامة والقدرة، ثانیا أن تکوین جیش بهذه الضخامة یبعث على التفاؤل والسعادة للنصر المرتقب، ثالثًا أنه جیش مبارک من الله، لأن النصر المنتظر سیکون بمعاونة سیدنا (جبریل) علیه السلام، وهذا ما یمکن تبینه بعد ذلک بمزید من الوضوح عبر القصیدة ککل. ومن حسن الابتداء أیضًا: (الطویل) دَع العینَ تَجْنِی الحُبَّ مِنْ موقِعِ النَّظَرْ وَتَغرسُ وَرْدَ الحُسنِ فی رَوْضَةِ الخَفَرْ([xxx]) یکشف لنا هذا البیت عن غرض القصیدة وهو (الغزل)، فالشاعر یطلب من محبوبته الجمیلة أن تترکه ینظر لها کما یشاء حتى یزداد حبها فی قلبه ولا تجعل الحیاء یقف حائلا بینها وبینه، ویحاول الشاعر على امتداد قصیدته أن یقنعها بالتخلی عن هذا التدلل والحیاء وأن تتقرب منه. 2- حسن التّخلّص : ویُقصد به حسن انتقال الشاعر من معنى إلى آخر دون أن یشعر المتلقی أن هناک فجوة فی الاتصال بین أجزاء النص " فهو – أی التخلص- أن یأخذ المؤلف فی معنى من المعانی، فبینما هو فیه إذ أخذ معنى آخر وجعل الأول سببًا إلیه، فیکون بعضه آخذًا برقاب بعض، من غیر أن یقطع المؤلف کلامه ویستأنف کلامًا آخر، بل یکون جمیع کلامه کأنما أُفرغ إِفراغًا، وذلک مما یدلّ على حذق الشاعر، وقوة تصرفه، وطول باعه، واتساع قدرته"([xxxi])، وعَدَّ قدامى النقاد حسن التخلص مما أبدعه المحدثون من الشعراء، لأن معظم الشعراء القدامى کانوا ینتقلون من معنى إلى آخر دون أن تکون هناک علاقة سببیة قویة وهو ما یسمى بالاقتضاب([xxxii]) ولقد تبدى حسن التخلص عند ابن مجبر فی عدة قصائد کما فی قوله(الوافر) أَتَرْجُو فِطرَ أَهْلِ الصَّومِ عِندی؟ لقـــــــــــــــد أَصْبَحْــــــــــــتَ ذا رَأْیٍ فَطِیــــــــــــــــرِ أَإِحْسَانَ الرَّشیـد ظَننتَ عِنْـــــــدِی فَأْنْـــــــــتَ تَــرُومُ تَیْسیـــــــــــــــرَ العَسِیــــــــــــــــرِ أراکَ شَمَمْــــــــــــــتَ رائحةَ الأمانِی لذِلکَ شِمْــــــــــــتَ بارقـَــــــــــــةَ السُّــــــــــــــــــرورِ ثم ینتقل الشاعر إلى: أَمیــــــرٌ قَد مَحـــــــــا ظُلَم اللّیَالـــی وأَغَـــــرَقَ جـــــــــــــــودُه نُـــــــوَبَ الدُّهُــــــــــــورِ یَمَـــــــــــــلُّ الدهرُ من یَأسٍ وبَأسٍ ولیــــــــــس یمَـــــــــلُّ مِنْ خیــــــــرٍ وخیـــــــــــــــرِ([xxxiii]) ففی بدایة القصیدة یحاول الشاعر أن یتحایل على الکیال حتى یحصل منه على طعام، ولکن الکیال یکشف حیلته ویقول : إنک لن تخدعنی بروایة أشعار جریر والفرزدق وأخبار الأمم الماضیة لأننی لن أستفید من هذا الحکی شیئًا، فأنا لست الرشید فی الإحسان، والرشید هذا هو المقصود بالمدح، وهو رشید الموحدین الأمیر أبو حفص عمر بن یوسف بن عبد المؤمن بن علی والی شرق الأندلس([xxxiv])، وعندما یَذکر الکیال اسم هذا الأمیر تتحول حیاة الشاعر إلى الأمانی السعیدة والسرور، فهو أمیر جواد یتحدى بکرمه مصائب الزمن ویزیلها ولا یتوقف أبدًا عن فعل الخیر. 3- حسن الانتهاء: تشی براعة الانتهاء بقدرة الشاعر وتمکنه من موهبته، حیث یتجلى فیها قدرته على الخروج من القصیدة بطریقة ملفتة ومثیرة لإعجاب المتلقی، ففی خاتمة القصیدة یجب " أن یکون ما وقع فیها من الکلام کأحسن ما اندرج فی حشو القصیدة، وأن یتحرز فیها من قطع الکلام على لفظ کریه أو معنى منفر للنّفس عما قصدت إمالتها إلیه أو ممیل لها إلى ما قصدت تنفرها عنه"([xxxv])، وعندما تکون الخاتمة مزیلة بالأبیات الحکمیة أو بالدعاء فهذه أفضل نهایة ممکنة للقصیدة؛ لأنها تترک أثرًا کبیرًا فی نفسیة المتلقی. یقول ابن مُجبر فی قصیدة یمدح فیها المنصور: (البسیط) دُمْتُمْ حَیَاة مدَى الدُّنیا ودَاَم لَکُمْ نَصْرٌ وفَتْحٌ وتمکِینٌ وتَأْییدُ([xxxvi]) فالشاعر هنا یدعو للممدوح بطول العمر وکثرة الانتصارات على الأعداء، فهذه الخاتمة مرتبطة ومتماسکة مع موضوع القصیدة التی تدور حول فتح المنصور لبلاد الجرید وهزیمته للأعداء. ویختم قصیدته فی مدح الرشید بقوله: (الوافر) بَقِیــتَ لنا وسَمْعُک لیـــــــــس یَخْلُو مِنِ اسْتِحسْانِ مُثْنٍ أَو مُشِیرِ([xxxvii]) فهذه الخاتمة تنتهی بالدعاء للممدوح والثناء على کرمه البالغ، ولا نعدم فیها رابطا بینها وبین القصیدة التی تدور حول کرم الأمیر الرشید على الناس ووقوفه بجانبهم فی المصائب. وکذلک یقول: (الکامل) إِنْ شئــــتَ ظِلا لا یزُول بحاَلـــةٍ فاعْمدْ إلیهِ ذی الإِمامِ العادلِ([xxxviii]) استطاع ابن مُجبر أن یربط بین رثاء الشباب والمدح، فهو فی مقطوعته یتحسر على فترة شبابه التی مرت سریعًا فلم یستطع أن یشعر بها أو یعتمد علیها، ولکنه یختمها بأن الحاکم الصالح هو من یجب أن تعتمد علیه ولیس شبابک الزائل. وفی حسن الانتهاء أیضا یقول: (الطویل) وتَجْحَـــــــدُ أَنوارَ الُحمَیَّـــــــا بلونِهـــــــــــــا کقلــــــــــــبِ حسُــــــودٍ جاحدٍ یدَ مُنْعِــــــــــمِ([xxxix]) فلقد وجه ابن مُجبر توبیخًا قاسیًا فی هذا البیت لحاسد، وذلک حین قرر أن یختبر موهبة شاعرنا فی الارتجال ولکن جاء هذا الاختبار على صورة مهینة وهی وصف زجاجة خمر، فعلى الرغم من أن الشاعر قدم له الخیر کثیرًا إلا أن هذا الرجل کان جاحدًا لهذا الخیر وحاسدًا لابن مُجبر، فأصبح قلبه أسود مثل زجاجة الخمر، فکانت أحسن الانتهاءات ما أذنت بانتهاء الکلام. ([xl])
ب – العلاقات الدلالیة بین القضایا: فطن البلاغیون القدامى إلى أنماط الترابط الدلالی بین القضایا، وتم تصنیفها فی إطار ما یسمى بالإطناب المفید، واستطاع حازم القرطاجنی بعد ذلک أن یحدد العلاقات الأساسیة للتماسک الدلالی بین القضایا المثارة بالنص، فلابد " أن یردف البیت الأول من الفصل بما یکون لائقًا به من باقی معانی الفصل؛ مثل أن یکون مقابلًا له على جهة من جهات التقابل أو بعضه مقابلًا لبعضه، أو یکون مقتضى له مثل أن یکون مسببًا عنه، أو تفسیرًا له، أو محاکی بعض ما فیه ببعض ما فی الآخر، أو غیر ذلک من الوجوه التی تقتضی ذکر شیء بعد شیء آخر. وکذلک الحکم فی ما یتلى به الثانی والثالث إلى آخر الفصل"([xli])، فهناک إذن علاقة تفسیریة وسببیة ومقابلة ومحاکاة أو غیر ذلک مثل (الاعتراض) تؤدی لنص متماسک، ویندرج أسفل هذه العلاقات الأساسیة جمیع أنواع الترابط الدلالی التی أشار إلیها البلاغیون القدماء. ومن المفید الإشارة إلى أن هورســـت أیزنبرج Horest Isenbergقد حدد العلامات الدلالیة الممیزة للتماسک بین الأبیات، وهی تقترب بدرجة کبیرة من الأنماط التی أشار إلیها القدماء([xlii])، وهذا إنما یدل على مدى الوعی الکبیر لحازم القرطاجنی والبلاغیین القدماء بعملیة تشکیل المعانی داخل النص، إلا أنه لا یمکن الادعاء أن البلاغیین کانوا على علم کامل بخطوات التحلیل النصی وهذا لا ینتقص من قیمتهم شیئًا، لأن السمة الأساسیة للزمن هی التطور. وستقوم الدراسة باستخلاص ما یناسبها من هذه العلاقات وهی: أولًا: العلاقة التفسیریة: أ- الإیضاح بعد الإبهام: تساهم هذه العلاقة فی ضمان الاستمراریة الدلالیة داخل النص، ویندرج تحت هذه العلاقة علاقات فرعیة مثل: 1- علاقة التفصیل بعد الإجمال: وهی أن " یورد المتکلم المعنى مبهمًا، وبعد ذلک یورده موضحًا"([xliii]) ، ولقد تعددت هذه العلاقة داخل دیوان ابن مُجبر، مثل قوله:(البسیط) مشمِّر البُرد للحربِ الزبونِ وقد ضفت علیه من التَقْوَى جلابیبُ فالبیضُ منهنَّ مسلـــــولٌ ومدخرُ والخیلُ منهنَّ مرْکــــوبٌ ومَجْنوبُ([xliv]) یصف الشاعر هنا حال المنصور فهو رجل حرب من الطراز الأول ولا یخشى شیئًا، وعلى الرغم من ذلک فهو یتقی الله ولیس بظالم لأحد، لذلک تجد السیف فی وضع الاستعداد للقتال (مسلول)، أو أن هناک استسلامًا من الأعداء فسیفه فی الغمد( مدخر)، وکذلک الخیل فهی ( مرکوب ) وقت الحرب الطاحنة، أو ( مجنوب ) بعد انتهاء المعرکة وإحلال السلام. ومنه قوله: (البسیط) هذی أعادیه قد صارت مُقَسَّمَةً على البلایا فمقتولٌ ومَسلوبُ([xlv]) وفصّل ابن مجبر حالة أعداء المنصور بعد انتهاء المعرکة وانتصاره فیها بأنهم صرعى أو یرسفون فی الأسر ( مقتول ومسلوب). وقوله: (المدید) وأردتُم غصــبَ أنفســـــــــــــــهم فبثثتُم بینهـــــــــــــا المُقــــــــلا لیتنا خُضنا السیوفَ ولــــــــــم نلقَ تلک الأعیُنَ النُجَــــــــلا عارضتنا منکــــــــــــــــــــــمُ فئـــــةٌ أحدثت فی عهدِنا دخــــــلا ثعلیــــــــــــــــاتٌ جفونهــــــــــــــــــــم(*) وهم لم یعرفوا ثُعــــــــــــــــــــلا أشرعُوا الأعطافَ ناعمــــــــــــــةً حین أشرعنا القَنَا الذبَــــلا واستفزتنــــــــــــا عیونهــــــــــــــــــم فخلعنا البیضَ والأســـــــلا ورمتنا بالسهام فَلَــــــــــــــــــــــــــم نر إلا الحلیَ والحَــــــــــــلــلا([xlvi]) توقف ابن مجبر فی هذه الأبیات عند عیون محبوبته ( فبثثتم بینها المقلا) هذه العیون شرعت فی السیطرة علیه لأنها ( الأعین النجلا ) و( ثعلیات جفونهم ) و( الأعطاف ناعمة) و(السهام) أی النظرات الآسرة، وهذا یُعد من التفصیل بعد الإجمال. 2- علاقة التوشیع: وهی أن یُؤْتَى فی آخر الکلام بمثنَّى مُفسر بمفردینِ، ثَانیهما معطوف على الأول مِنْهما، کقول الرسول صلى الله علیه وسلم فیما روى مسلم عن أنس قال: قال النبیُّ صلى الله علیه وسلم "یَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَیَشِبٌّ مِنْهُ اثْنَانِ: الحرصُ على المال، والحرصُ عَلَى الْعُمْرِ" ([xlvii])، ومنه قول ابن مُجبر: (الکامل) ولکَ الحسامـــــــــانِ اللذان هُما همـــــا السیفُ مــــــاضٍ والدُعاءُ مجـــــابُ([xlviii]) فسلاح المنصور أبو یعقوب ضد الأعداء لیس السیف القاطع فقط بل کذلک الدعاء المستجاب من الله سبحانه وتعالى، فهنا یجمع الشاعر بین القوة وتقوى الله فی شخص ممدوحه. ومنه قوله: (البسیط) رأى العُداةَ ومنهــــــــم من دنا ونأى فاستعملَ الماضیین السیفَ والقلَــــما فلا الذی فَرَّ منهُم فی البلادِ نَجَــــا ولا الذی جاء یبغی حربَــــــــــــــهُ سَلمـا([xlix]) یتعجب الشاعر من قوة ممدوحه فی استخدام ( الماضیین) وهی قوة السیف فی الحرب أمام الأعداء وجهًا لوجه، وقوة علاقاته الدبلوماسیة بالدول الأخرى والتی تنفذ ما یطلبه منها، ولذلک لا ینجو من یعادیه إن کان هاربًا فی دولة أخرى، أو إذا کان فی الحرب أمامه. ب- التذییل: وهو تعقیب الجملة بجملة أخرى متفقة معها فی المعنى توکیدا لمنطوقها أو لمفهومها، وهو ینقسم إلى قسمین: 1- ما یجری مجرى المثل: ویُقصد بذلک ما استقل معناه ولم یرتبط بما قبله، مثل قوله تعالى: ﴿وَقُلْ جَآءَ الحق وَزَهَقَ الباطل إِنَّ الباطل کَانَ زَهُوقًا﴾([l])، فجملة (إِنَّ الباطل کَانَ زَهُوقًا) تحمل معنى ما قبلها، ولکنها یُمکن أن تکون قائمة بذاتها. ومنه قول الشاعر: (البسیط) ﴾ ( [ii]) مجمع اللغة العربیة: المعجم الوسیط، مکتبة الشروق الدولیة، القاهرة، الطبعة الرابعة،2004م، مادة (حبک). ([iii]) محمد غنیمی هلال: النقد الأدبی الحدیث، نهضة مصر للطباعة، القاهرة، الطبعة السادسة، یونیو 2005م، ص374-375. وراجع ما قاله الشاعر نزار قبانی " إن القصیدة العربیة لیس لها مخطط، والشاعر العربی هو صیاد مصادفات من الطراز الأول، فهو یتنقل من وصف سیفه إلى ثغر حبیبته، ویقفز من سرج حصانه إلى حضن الخلیفة بخفة بهلوان، وما دامت القافیة مواتیة والمنبر مریحا، فکل موضوع هو موضوعه، وکل میدان هو فارسه" من کتاب الشعر قندیل أخضر، بیروت، الطبعة الثالثة، 1967م، ص23. ([iv]) حسام أحمد فرج: نظریة علم النص رؤیة منهجیة فی بناء النص النثری، مکتبة الآداب، ط3، القاهرة، 2018م، ص19. ) [v]( Fleckenstein, Kristie S.” An Appetite for Coherence” College Composition and Communication (ترجمة الباحث) Vol. 43, No. 1 (Feb., 1992, P.83. ( [vi]) منذر العیاشی: العلاماتیة وعلم النص، المرکز الثقافی العربی، الدار البیضاء، الطبعة الأولى، 2004م، ص156-157. ( [vii]) سعید حسن بحیری: علم لغة النص- المفاهیم والاتجاهات، الشرکة المصریة العالمیة للنشر، ط1، القاهرة، 1997م، ص110. ( [viii]) فان دایک: النص والسیاق، استقصاء البحث فی الخطاب الدلالی والتداولی، ترجمة عبد القادر قنینی، أفریقیا الشرق، المغرب، 2000م، ص 82. ( [xv]) سعید حسن بحیری: دراسات لغویة تطبیقیة فی البنیة والدلالة، مکتبة الآداب، الطبعة الأولى، القاهرة، 2005م، ص93. ( [xvi]) فان دایک: علم النص مدخل متداخل الاختصاصات، ترجمة سعید بحیری، دار القاهرة، ط1، القاهرة، 2001م، ص 75. ([xviii])Van Dijk & Walter kintsch: toward a model of text comprehension and production, P 372. & Teun A. van Dijk: Semantic Macro-Structures and Knowledge Frames in Discourse Comprehension, (ترجمة الباحث) P6-8. ([xxiii]) Van Dijk & Walter kintsch: toward a model of text comprehension and production, P 369 . (ترجمة الباحث) ( [xxiv]) ابن رشیق: العمدة فی محاسن الشعر، تحقیق محمد محیی الدین عبد الحمید، دار الجیل، ط5، القاهرة،1981م، 1/217. ( [xxvi]) حازم القرطاجنی: منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تحقیق محمد الحبیب ابن الخوجة، الدار العربیة للکتاب، ط3، تونس، 2008م، ص253-254. ( [xxvii]) البغدادی: قانون البلاغة فی نقد النثر والشعر، مطبوع فی رسائل البلغاء لمحمد کرد علی، ط4، القاهرة، 1954م، ص450. ( [xxviii]) ابن مجبر: الدیوان، جمع وتحقیق ودراسة محمد زکریا عنانی، دار الثقافة، بیروت، ط1، 2000م، ص91. ( [xxix]) ابن عذارى: البیان المغرب فی اختصار أخبار ملوک الأندلس والمغرب، تحقیق بشار عواد معروف ومحمود بشار، دار الغرب الإسلامی، ط1، تونس، 2013م، 3/307-308 ( [xxxi]) ابن الأثیر: الجامع الکبیر فی صناعة المنظوم من الکلام والمنثور، تحقیق مصطفى جواد وجمیل سعید، مطبعة المجمع العلمی العراقی، 1956م، ص 181. ( [xxxii]) راجع ابن طباطبا: عیار الشعر، ص115. وحازم القرطاجنی: منهاج البلغاء وسراج الأدباء، 275/286. وابن الأثیر: الجامع الکبیر، ص 181. وکذلک القزوینی: الإیضاح فی علوم البلاغة المعانی والبیان والبدیع، دار الکتب العلمیة، ط1، بیروت، 2003م، ص324. ( [xlii]) محمد العبد: اللغة والإبداع الأدبی، دار الفکر للدراسات والنشر والتوزیع، الطبعة الأولى، القاهرة، 1989م، ص40-43. ( [xliii]) عبد الرحمن حسن حنبکة: البلاغة العربیة أُسسها وعلومها وفنونها، دار القلم، الطبعة الأولى، دمشق، 1996م، 2/66 ( * ) یقصد الشاعر بنی ثعل، وهم قوم اشتهروا بالمهارة فی الصید. راجع محمد زکریا عنانی: دیوان ابن مجبر، ص 113. | ||||
References | ||||
المراجع - حسام أحمد فرج: نظریة علم النص رؤیة منهجیة فی بناء النص النثری، مکتبة الآداب، ط3، القاهرة، 2018م. - سعید حسن بحیری: دراسات لغویة تطبیقیة فی البنیة والدلالة، مکتبة الآداب، الطبعة الأولى، القاهرة، 2005م. - سعید حسن بحیری: علم لغة النص- المفاهیم والاتجاهات، الشرکة المصریة العالمیة للنشر، ط1، القاهرة، 1997م. - السید أحمد الهاشمی: جواهر البلاغة فب المعانی والبیان والبدیع، المکتبة العصریة، ط1، بیروت، 1999م. - عبد الرحمن حسن حنبکة: البلاغة العربیة أُسسها وعلومها وفنونها، دار القلم، ط1، دمشق، 1996م. - عزة شبل: علم لغة النص النظریة والتطبیق، مکتبة الآداب، ط2، القاهرة، 2009م. - محمد خطابی : لسانیات النص مدخل إلى انسجام النص، المرکز الثقافی العربی، ط1، بیروت، 1991م. - محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام فی الأندلس عصر المرابطین والموحدین، الخانجی، ط2، القاهرة، 1990م. - محمد العبد: اللغة والإبداع الأدبی، دار الفکر للدراسات والنشر والتوزیع، ط1، القاهرة، 1989م. - محمد غنیمی هلال: النقد الأدبی الحدیث، نهضة مصر للطباعة، ط6، القاهرة، 2005م. - محمد محمد أبو موسى: دلالات التراکیب دراسة بلاغیة، مکتبة وهبة، ط2، القاهرة، 1987م. - منذر العیاشی: العلاماتیة وعلم النص(نصوص مترجمة)، المرکز الثقافی العربی، ط1، الدار البیضاء، 2004م.
المراجع المترجمة - جولیا کریستیفا: علم النص، ترجمة فرید الزاهی، دار توبقال للنشر، ط1، المغرب، الدار البیضاء، 1991م. - جون لاینز: اللغة والمعنى والسیاق، ترجمة عباس صادق، دار الشؤون الثقافیة العامة، ط1، 1987م. - فان دایک: علم النص مدخل متداخل الاختصاصات، ترجمة سعید بحیری، دار القاهرة للکتاب، القاهرة، ط1، 2001م. - فان دایک: النص والسیاق، استقصاء البحث فی الخطاب الدلالی والتداولی، ترجمة عبد القادر قنینی، أفریقیا الشرق، المغرب، 2000م. - فولفجانج هاینه مان دیتر: مدخل إلى علم لغة النص، ترجمة سعید حسن بحیری، زهراء الشرق، ط1، القاهرة، 2004م. المراجع الأجنبیة - Fleckenstein, Kristie S.” An Appetite for Coherence” College Composition and Communication Vol. 43, No. 1 Feb., 1992.
http://www.jstor.org/stable/357367?seq=1#page_scan_tab_contents - Van Dijk & Walter kintsch.” toward a model of text comprehension and production” Psychological Review Vol. 85, No 5. Sep 1978. https://pdfs.semanticscholar.org/1133/9a042ddff3670b07dec625c9d7ac91d92dd0.pdf?_ga=2.65486958.1728612628.1520340607-633750533.1520340607 - Teun A. van Dijk: Semantic Macro-Structures and Knowledge Frames in Discourse Comprehension. | ||||
Statistics Article View: 150 PDF Download: 141 |
||||