الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى البيئى فى المنظمات غير الحکومية بالکويت

المقدمة

 

 

     تستهدف الدراسة فی هذا البحث  القیاس و الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى عن التکالیف البیئیة، والتی تشکل محور إهتمام   العدید من الدراسات فی مجال المحاسبة البیئیة، وخاصة فی العقد الأخیر من القرن العشرین ، بسبب اهتمام مستخدمی المعلومات المالیة بالآثار الاقتصادیة الخطیرة للتلوث، إذ تنادی الجمعیات والهیئات العلمیة بأهمیة الاعتراف وقیاس التکالیف البیئیة و الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى عنها فی القوائم المالیة، فمن خلال دراستنا سنحاول التعرف على الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى للتکالیف البیئیة، وذلک بتحدید مفهوم القیاس البیئی والمشکلات التی تعترضه وکیفیة تفسیر التکالیف والعوائد البیئیة فی الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى ، وعلى متطلبات قیاس التکالیف البیئیة من خلال معرفة أهمیة قیاسها و الصعوبات التی تواجه المحاسب أثناء القیام بعملیة القیاس وکذلک التعرف على مراحل قیاسها ونتعرف أیضا على طرق ومداخل قیاس التکالیف البیئیة، وکذلک على أسالیب قیاس العوائد البیئیة و سنتطرق إلى ماهیة الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى وذلک بدراسة المفاهیم المتعلقة به وکذلک دراسة متطلباته ومعوقاته والعوامل المؤثرة فیه، وسنتعرف أیضا على کیفیة الإفصاح عن التکالیف البیئیة من خلال معرفة أسالیب الإفصاح عن الأداء البیئی ونماذج إعداد التقاریر البیئیة عند الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى وکذلک سنتطرق إلى الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى عن التکالیف والالتزامات البیئیة، وسنتعرف أیضا على الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى البیئی وأثره على جودة التقاریر المالیة من خلال معرفة المفاهیم الخاصة بأهداف التقاریر المالیة، وکذلک المعلومات البیئیة الواجب الإفصاح عنها  وخصائص جودتها، ونحاول فی آخر هذا  البحث بناء منهج لقیاس الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى عن التکالیف البیئیة وذلک بالإستناد إلى ما تم تناوله فی هذا  الطرح وکذلک الوقوف على مزایا تطبیق هذا المنهج

 

مشکلة الدراسة

     یمکنصیاغةمشکلةالدراسةمنخلالطرحالتساؤلاتالآتیة:

1- هل هناک علاقة بین تحسن الأداء البیئی للجمعیة الاستهلاکیة بدولة الکویت وکفاءة أدائها الاقتصادی وقدرتها التنافسیة فی مجال الجودة.

2- هل هناک علاقة بین التحلیل والرقابة والتقریر عن تکالیف الأداء البیئی وتحسن الأداء البیئی للجمعیة الاستهلاکیة بدولة الکویت  .

3-  هل یعد النظام المحاسبی مسؤولاً عن المساهمة فی الفساد البیئی وزیادة التلوث فی بیئة الأعمال من خلال غیاب  القدره على قیاس تکالیف الأداء البیئی للجمعیة الاستهلاکیة بدولة الکویت بشکل کمی نقدی.

4- هل نظام التکالیف المتبع فی الجمعیة الاستهلاکیة بدولة الکویت قادر على توفیر البیانات والمعلومات اللازمة لترشید الأداء البیئی للجمعیة الاستهلاکیة بدولة الکویت

 

فروض الدراسة

الفرض الاول:

 وجود علاقة بین تحسن الأداء البیئی للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت وکفاءة أدائها الاقتصادی وقدرتها التنافسیة فی مجال الجودة.

الفرض الثانى:

 وجود علاقة بین التحلیل و الرقابة و التقریر عن تکالیف الأداء البیئی وتحسین الأداء البیئی وترشیده للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت

 

أهدف البحث

الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى بتطبیق نموذج قیاس محاسبى على الجمعیات التعاونیة بدولة الکویت ویتحقق هذا الهدف من خلال تحقیق الاتى:

1- تطویرنموذج محاسبى یناسب الجمعیات التعاونیة الاستهلاکیة لتواکب المعاییر العالمیة

2- التسعیر الحقیقى لمنتجات سلعیة تنتجها الجمعیات التعاونیة الاستهلاکیة

3- مدى توافر المنتج البیئى (العلامة البیئیة على السلع)

4- قیاس المسؤلیة

 

اهمیة الدراسة

     محاولة بناء منهج علمی للمحاسبة البیئیة یقوم على مجموعة من المفاهیم والفروض والمبادئ المحاسبیة التی یمکن من خلالها رصد الأحداث البیئیة للمؤسسة والتعبیر عنها بشکل ملائم،

توضیح أهمیة الإفصاح البیئی فی الفکر المحاسبی لتلبیة احتیاجات المجتمع والأطراف المعنیة من المعلومات المالیة التی تساعد فی تقییم الأداء البیئی للمؤسسة بفاعلیة. محاولة وضع إطار علمی لنظم محاسبة الإدارة البیئیة یقوم على أساس تحقیق الربط بین  کل من نظام الإدارة البیئیة ونظم معلومات المحاسبة الإداریة المتطورة من خلال بیان المفاهیم العلمیة البیئیة ذات الصلة بنظم محاسبة الإدارة البیئیة وکذلک أهم التحدیات والفرص المتاحة أمام نظم محاسبة الإدارة البیئیة.

 

حدود الدراسة

• الحدود المکانیة: الجمعیت التعاونیة الاستهلاکیة بدولة الکویت

• الحدود الزمنیة: عام 2016م

 

 

تحدید مصطلحات الدراسة

 

الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى البیئى:-

     ویمکن تعریف الإفصاح البیئی بأنه عرض البیانات والمعلومات المتعلقة بالأنشطة البیئیة للمؤسسة فی القوائم والتقاریر الدوریة والإیضاحات المرفقة  بها مما یسهل من مهمة مستخدمی البیانات والمعلومات المالیة عند تقییم الأداء البیئی وترشید اتخاذ القرارات المتعلقة  بها والحکم على مدى کفاءة الإدارة للأداء البیئی  ویتضح من التعریف السابق أنه ینظر إلى الإفصاح البیئی من زاویتی الشکل والمکان  (نادیة راضی عبد الحلیم،2001).

المنظمات غیر الحکومیة بالکویت:- و یعرفها الأستاذ محمد بوسلطان بأنها "عبارة عن تنظیمات خاصة أو جمعیات أو اتحادات فی إطار القانون الوطنی یقع مقرها الرئیسی فی إحدى الدول وتخضع لقانون هذه الدولة (دولة المقر). لکن عملیا لها امتداد جهوی أو عالمی نظرا للمهام التی تعتزم القیام  بها، و قد تشکل لها فروع فی مناطق أو دول أخرى وعرف مارسال مارل المنظمة غیر الحکومیة بأنها:   "کل تجمع أو جمیعة أو حرکة مکونة بصفة دائمة من طرف خواص منتمین لدول مختلفة لمتابعة أهداف غیر الربح والکسب من خلال التمعن فی التعاریف السابقة نجد أن أصحابها حاولوا إعطاء تعاریف للمنظمات غیر الحکومیة من خلال تعداد عناصر کوسیلة لإیجاد تعریف لها (أبو صفیة،  2000).

 

 

الدراسات السابقة

 

1-دراسة (طارق فتحی عمر عبد الخالق ،2004 ) بعنوان" الإطار العلمی للمحاسبة البیئیة دراسة تطبیقیة اختباریةعلى القطاع الصناعی"

      وهدفت هذه الدراسة إلى تحلیل مدى ملاءمة الفروض والمفاهیم والمبادئ المحاسبیة الحالیة فی خدمة المحاسبة المالیة البیئیة على مستوى المؤسسة، وبیان إلى أی مدى یستلزم الأمر ضرورة توافر فروض ومفاهیم ومبادئ مستحدثة فی شأن المحاسبة المالیة البیئیة وتوصل إلى أن عدم توافر معاییر محاسبیة مستقلة تتعلق بالأداء البیئی للمؤسسات یمکن الاسترشاد به فی القیاس والإفصاح المحاسبی عن الأداء البیئی للمؤسسات یستلزم ضرورة توافر إطار إجرائی للمحاسبة البیئیة یمکن أن یعتمد علیه فی مراحل العمل المحاسبی البیئی بدایة من القیاس وحتى مرحلة إعداد التقاریر، وأوصى بضرورة وجود إلزام قانونی لکافة المؤسسات ذات التأثیر البیئی على إعداد القوائم المالیة من منظور اقتصادی بیئی متکامل وألا یقتصر الأمر على مجرد عبارات إنشائیة فی الإیضاحات المتممة لتلک القوائم.

2- دراسة (نعیم فهیم حنا سنة 2008 ) بعنوان "  حول التکالیف البیئیة الاستثماریة وأثرها على معلومات القوائم المالیة"

 وهدفت هذه الدراسة إلى دراسة وتحلیل التکالیف البیئیة الاستثماریة من حیث مفهومها وتعریفها وتبویباها المختلفة وکیفیة معالجتها محاسبیا، وتوصلت الدراسة إلى أن الدول التی لا توجد بها قوانین وتنظیمات صارمة خاصة بالعملیات البیئیة وتحدد بدقة المعلومات التی یجب الإفصاح عنها فیما یتعلق بالعملیات البیئیة فی هذه الدول بالرغم من أنها دول متقدمة إلا أنها تحجم عن الإفصاح عن عملیاتها الضارة بالبیئة، بل وتقاوم ذلک الإفصاح وتسعى فقط إلى الإفصاح عن الأخبار السارة التی تجلب لها الشهرة والمدیح.

3-  دراسة (عز الدین فکری  تهامى ،2011 )  بعنوان" الإطار العلمی لنظم محاسبة الإدارة البیئیة"

وهدفت هذه الدراسة إلى محاولة وضع إطار علمی لنظم محاسبة الإدارة البیئیة یقوم على أساس تحقیق الربط بین  کل من نظام الإدارة البیئیة ونظم معلومات المحاسبة الإداریة المتطورة من خلال بیان المفاهیم العلمیة البیئیة ذات الصلة بنظم محاسبة الإدارة البیئیة وکذلک أهم التحدیات والفرص المتاحة أمام نظم محاسبة الإدارة البیئیة وتوصلت الدراسة إلى أن تعهد الإدارة بالقضایا البیئیة یمکن من دعم هذه القضایا من خلال أخذ البعد البیئی فی الاعتبار داخل إستراتیجیة المؤسسة، وأوصت بضرورة قیام الأجهزة الحکومیة بتشجیع وتحفیز المؤسسات بکافة صور التحفیز من ضرائب وغیرها على تطبیق نظام الإدارة البیئیة بکافة أرکانه، والالتزام بالإفصاح عن أدائها البیئی، وتوفیر البیانات اللازمة للتخطیط والرقابة البیئیة على المستوى القومی.

4 – دراسة (Freedman and Bikki,1992 ) بعنوان،

an Ivestigation of The Long – Run Relationship between pollution Performande and Economi Performande the Case of Pulp and Paper Firms

اهتمت الدراسة باختیار العلاقة بین أداءا الوحدة فی مجال مکافحة التلوث وأدائها الاقتصادی فی الأجل الطویل، ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة وجود علاقة قویة بین الأداء الاقتصادی لعینة الدراسة (شرکات أمریکیة) قیاساً بالربحیة وأداء الشرکات الاجتماعی البیئی، مقیساً بعدم تجاوز النسب القصوى لتلوث البیئة، کما توصلت إلى أن الشرکات التی نجحت فی تخفیض معدل التلوث قد حققت تدفقات نقدیة أکبر.

 

الاطار النظرى للدراسة

القیاسالمحاسبیللتکالیفالبیئیة

لم یعد ینظر الى التکالیف على أنها قیمة عوامل الإنتاج اللازمة لتحقیق الإنتاج، ولکن لابد أن تتناول أیضا فی تعویض المجتمع عما لحق به من أضرار نتیجة ممارسة النشاط الاقتصادی للمؤسسة. و لتوضیح ذلک سیکون من خلال المطالب التالیة:

القیاسالمحاسبیالبیئی

     تعتبر عملیة القیاس ترجمة لعملیات النشاط المختلفة بشکل یکون أکثر فعالیة فی اتخاذ القرارات، وهذا یتطلب أن یشمل القیاس المحاسبی لعملیات المؤسسة فی البیئة أی النشاط البیئی للمؤسسة بما یتضمنه من معلومات وصفیة وبیئیة تختلف عن بیانات النشاط الاقتصادی وهو ما نحاول توضیحه من خلال النقاط التالیة:

مفهومالقیاسالمحاسبیالبیئی:

     یعتبر القیاس المحاسبی ذلک القیاس الکمی والنقدی للأحداث المالیة الناشئة عن ممارسة المؤسسة لنشاطها الاقتصادی ویتم ذلک من خلال تجمیع وتبویب وتحلیل والتسجیل لهذه العملیات الاقتصادیة حتى یتم إعداد الحسابات الختامیة للنشاط فی  نهایة الفترة المالیة (Jasch.C,2006).

ویمکن أن نوضح بأن التقییم هوتحدید قیم المرکز المالی، والقیاس هو تحدید قیم بنود قائمة الدخل وهذا یعنی ضرورة إثبات الأصول الثابتة البیئیة بقائمة المرکز المالی من خلال تحدید قیمتها الحقیقیة وأیضا قیاس نتیجة النشاط من خلال مقابلة الإیرادات بالمصروفات ومنها البیئی حیث أن العملیات البیئیة یترتب علیها تکالیف بیئیة لإزالة تلک التأثیرات التی تحدثها المؤسسة نتیجة ممارسة أنشطتها، فإنه ینطبق علیها مفهوم القیاس حیث أنها أحداث اقتصادیة تؤثر على قیم القوائم المالیة، ویتم استخدام طرق وإجراءات محاسبیة للأحداث البیئیة لتسجیلها حتى تظهر انعکاستها داخل القوائم المالیة (خالد حسن محمد سالم،2008)

ولهذا فعملیة القیاس البیئی تعتبر أحد دعائم الإطار العلمی للمحاسبة البیئیة التی نعتمد علیها فی وضع

الإطار النظری للمحاسبة البیئیة (نجلاء محمد مدیح العاصی،2001).

أولا- أهمیة القیاس المحاسبی البیئی بالنسبة للمؤسسة

ولکنتکمنأهمیتهللمؤسسةفیتحقیقمایلی:

أ- یساهم فی اتخاذ القرارات من خلال المعلومات المتعلقة بأنشطة المؤسسة وأصحاب المصالح فی المؤسسة.

ب- إن عدم قیاس الأنشطة البیئیة للمؤسسة یؤدی إلى عدم معرفة الآثار المختلفة لممارسة النشاط فی البیئة

وبالتالی التأثیر على القرارات لحمایة البیئة من الآثار السلبیة الضارة  بها.

ج- إن وجود القیاس البیئی بالمؤسسة یساعد فی إجراءات المقارنة بین المؤسسات وبین القطاع العام والخاص وبالتالی العمل على تحسین توزیع الموارد بینهم.

د- إن توفیر القیاس المحاسبی البیئی لبیانات بیئیة تمکن من إجراء دراسات للجدوى البیئیة لمعرفة تحقق المؤسسة من عائد فی المجتمع.

ه- إن أمانة عرض البیانات المحاسبیة تتطلب أخذ جمیع العملیات التی تقوم ا المؤسسة، وبالتالی توفیر معلومات عن نشاطها البیئی یمکن من التقریر عنها محاسبیا

أما القیاس من وجهة نظر المجتمع، فهو یمثل قیمة ما یتحمله المجتمع من تضحیات وما یصیبه من أضرار رنتیجة النشاط الاقتصادی للمؤسسة، ویترجم ذلک الآثار السلبیة الخارجیة التی تصیب المجتمع من التلوث وإهدار الموارد، ویعتمد فی ذلک على تکلفة الفرصة البدیلة کأساس لعملیة القیاس (نجلاء محمد مدیح العاصی،2001).

ثانیا- الصعوبات التی تواجه المجتمع فی القیاس البیئی: توجد هناک بعض الصعوبات التی تواجه المجتمع فی عملیات القیاس البیئی لآثار المؤسسة السلبیة مثل التلوث الذی ینشأ عن ممارسة النشاط الاقتصادی للمؤسسة بصورة سیئة أو الرقابة علیه کما یلی   (أحمد ابو العزم، 1998) .

أ- عدم وجود الأجهزة المخصصة لقیاس أو الرقابة على التلوث.

ب- عدم وجود کوادر فنیة مؤهلة للعمل فی مجال حمایة البیئة.

الفرع الثانی- مشکلات القیاس المحاسبی البیئی: یعتبر القیاس المحاسبی للأنشطة البیئیة من صمیم عمل المحاسب وذلک لأن غالبیة المعلومات البیئیة ذات طابع کمی ومالی، وعلى مهنة المحاسبة أن تترجم هذه الأنشطة البیئیة وتحدد صافی مساهمة المؤسسة فی البیئة المحیطة ا، ولکن یقابل عملیة القیاس البیئی بعض المشکلات والتی تتمثل فی مشاکل القیاس المحاسبی البیئی فی المشاکل التالیة  

أولا- مشکلة تحدید الأنشطة التی تقاس محاسبیا: یمکن أن یندرج تحت هذه المشکلة تلک الأنشطة التی یجب أن تخضع للقیاس کالرقابة على البیئة، المحافظة على البیئة من التلوث، ومما لا شک فیه أن عملیة قیاس التکالیف (محمد ابراهیم منصور،1993) البیئیة یجب أن ترتبط بالواقع والقدرة على التعبیر بحیث ترتکز على حقائق قابلة للتحقیق ولا تعتمد على آراء وفروض عادة ما تؤدی الى الجدل وعدم الواقعیة، خاصة أن التکالیف البیئیة لا یمکن تقدیرها کما یحدث فی التکالیف الاقتصادیة لنشاط المؤسسة وذلک لطبیعة النشاط البیئی وتأثیره على الأفراد والطبیعة وغالبا ما یتم تقدیرها على أساس المنفعة الضائعة نتیجة نشاط المؤسسة فی البیئة. ویوجد العدید من الصعوبات التی تواجه المحاسب فی تحدید الأنشطة البیئیة.

أ- عدم وجود تحدید دقیق للأهداف البیئیة.

ب- عدم وجود شخص مسؤول عن وضع الأهداف البیئیة.

ج- المحاسبة عن التکالیف البیئیة تتطلب تکامل جهود نوعیات مختلفة من المتخصصین.

د- الممارسات البیئیة الجیدة تؤدی إلى نجاح المؤسسة فی تحقیق أهدافها کما أن قیاس التکالیف البیئة یعتبر أمرا هاما فی مجال اتخاذ القرارات (Collion David,2000).

ھ- فهم طبیعة ومدى ملاءمة أسالیب المحاسبة البیئیة یختلف باختلاف أسالیب وممارسات المؤسسات المختلفة.

ثانیا- مشکلة تحدید معاییر القیاس المحاسبی التی تستخدم:إن القیاس المحاسبی عادة ما یحکمه عدة معاییر للقیاس تضع أساسها نظریة علم المحاسبة، وإذا کانت معاییر القیاس المحاسبی للأنشطة الاقتصادیة ذات طابع مالی تکون أو تکاد تکون متفق علیها بین المحاسبین وتلقى قبولا بینهم.

والمعاییر بصفة عامة هی بعض الأسس التی یمکن الرجوع إلیها لتحدید مدى سلامة إجراء محاسبی معین بهدف تحسین هذا الإجراءهذهالمعاییرمایلى:

أ- معیار المرونة: حیث أن بعض العملیات أو المعلومات یمکن أن تکون مفیدة لأکثر من غرض.

ب- معاییر سهولة التطبیق: ویتضمن هذا المعیار إمکانیة إجراء عملیة القیاس فی حدود التکلفة العادیة وفی ظل القیود المفروضة فی نظام المعلومات .

ج- معیار توفیر معلومات مفیدة: یجب أن تساعد أدوات وإجراءات القیاس فی تقدیم معلومات مفیدة ذات أهمیة لأکثر من غرض.

د- معیارالاستجابة للتغییرات البیئیة: حیث لا یکفی أن یکون نظام القیاس قادرا على الإجابة على الأسئلة الموجودة حالیا بل یجب أن یکون قادرا على الإستجابة للتغییرات البیئیة التی تحدث فی المستقبل.

ه- أن یکون جزء من نظام المعلومات الداخلی: أن یکون نظام القیاس البیئی جزء من نظام المعلومات الداخلی یوفر النتائج بطریقة آلیة.

و- القابلیة للتکرار وإمکانیة الاعتماد علیه:إذا کان القیاس البیئی غیر قابل للتکرار فلا یمکن الاعتماد علیه ولا یساعد على إجراء المقارنات العلمیة السلیمة.

ز- البساطة: یجب أن تتصف المعلومات التی هی مخرجات النظام بالبساطة حتى یسهل فهمها لجمیع الأطراف التی تتأثر بالأداء البیئی.

ح- الموضوعیة: یجب أن تتصف المعلومات بالموضوعیة وذلک عن طریق الاستفادة من آراء الخبراء فالمحاسبین وحدهم لا یمکنهم تقدیم کل الخبرات اللازمة للمحاسبة عن الأداء البیئی.

ط- مفیدة لمتخذی القرار: یقصد بمتخذی القرار جمیع الأطراف التی تتأثر بالبرامج البیئیة ویستلزم هذا المعیار إجراءات وأدوات تساعد على التنوع.

ت- القبول العام: یجب أن یتسم المعیار بقبول عام لدى جمیع الأطراف، وتخدم جمیع الأطراف التی تتأثر بالأداء البیئی وتلقى قبولا عاما.

وتساعد المعاییر السابقة فی توسیع نطاق المفاهیم المحاسبیة بما یساعد على تطبیقات المحاسبة البیئیة (Gerven, T.V.,2007)

ثالثا- مشکلة تحدید الإجراءات التی ستتبع فی القیاس المحاسبی البیئی: تتم عملیة القیاس المحاسبی للنشاط البیئی من خلال التعرف على العملیات البیئیة للمؤسسة، وتحدید الأنشطة التی تمارسها المؤسسة فی البیئة، ثم التکالیف البیئیة والمنافع البیئیة للنشاط البیئی، ولکن المنافع البیئیة لا یمکن إدراکها فی المدى القصیر إذ یوجد هناک فترة زمنیة طویلة بین التکالیف والمنافع البیئیة أو العوائد، کما یحدث حین تنفق المؤسسة على نشاط حمایة البیئة من التلوث، ویکون العائد منها بعد فترة زمنیة طویلة فی تحسین صحة الأفراد أو تنمیة رفاهیة المجتمع. وبعد توضیح مشاکل القیاس المحاسبی البیئی یتضح أن حل هذه المشاکل یکمنفیاتباعالخطواتالتالیة:

أ- دراسة السیاسات البیئیة التی تنفذها المؤسسة وذلک حتى یتم توضیح نسب التلوث المسموح  بها والتأثیر البیئی وحتى یتم إدراک الأهداف التی تسعى لها المؤسسة فی مجال البیئة والمجتمع (نجلاء محمد مدیح العاصی،2001).

ب- التعرف على الأنشطة البیئیة التی تمارسها المؤسسة فی البیئة وتنقسم إلى:

ج- أنشطة مانعة للضرر البیئی وهی مصممة لإزالة أی مصادر محتملة للضرر البیئی.

د- أنشطة تقوم بقیاس ومتابعة الأثر البیئی.

ه- أنشطة  تهدف إلى احتواء الآثار البیئیة والتقلیل منها.

و- أنشطة تحدث عند إزالة آثار الضرر البیئی بعد وقوعه بالفعل.

ز- أنشطة لتحسین الشکل الجماعی للبیئة.

ح- أنشطة تخفیض معدلات التلوث.

ط- أنشطة التخلص من النفایات والمخلفات.

ت- أنشطة الحفاظ على الموارد الطبیعیة والأنشطة التسویقیة لزیادة جودة المنتجات.

الفرعالثالث -کیفیة تفسیر التکالیف والعوائد البیئیة فی القیاس المحاسبی: نظرا لما یتمیز به النشاط البیئی من طبیعة خاصة باعتبار أن عدم الرقابة علیه یسبب أضرارا للبیئة والمجتمع، فإنه لابد على مهنة المحاسبة أن تؤدی دورا فی القیاس والإفصاح عن النشاط البیئی للمؤسسات، ویوجد عدة مداخل یمکن استخدامها فی تفسیر قیاس التکالیف والعوائد البیئیة محاسبیا کما یلی :

أولا- المدخل الوصفی: یعتمد هذا المدخل على إفصاح المؤسسة على أدائها البیئی فی شکل وصفی فی صورة تقاریر تصف فیها أنشطتها اتجاه البیئة.

ثانیا- المدخل الکمی: ویقضی بأن یتم الإفصاح عن تکالیف کل نشاط بشکل فعلی، کما یتم الإفصاح عن المعلومات الکمیة التی لیس لها طبیعة مالیة.

ثالثا- مدخل التکلفة والعائد: ویتم فیه الإفصاح عن الأنشطة، وذلک من خلال توضیح تکلفة کل نشاط

والفائدة التی تحققت عن هذه التکلفة أی مقابلة النفقات بالعوائد.

رابعا- مدخل إدارة البرامج: ویقوم هذا المدخل على إظهار الهدف الذی تسعى المؤسسة إلیه من قیامها بالنشاط مع توضیح التکلفة التی تحملتها فی سبیل تحقیق هذا الهدف.

ولکن فیما یتعلق بتکالیف الرقابة على التلوث أی حمایة البیئة، فإنه یجب السعی لتطبیق مبدأ التکلفة

والعائد وذلک طبقا لأساس الاستحقاق، حتى یمکن تحمیل کل فترة بتکالیف الرقابة الخاصة ا على التلوث وبالتالی یمکن الاعتماد على بیانات القوائم المنشورة عند إجراء المقارنة.

ویقوم تطبیق أساس الاستحقاق فی المحاسبة عن التلوث على أساس أن تکالیف القضاء على الأضرار البیئیة تعتبر تکالیف إنتاج، وهذا یعنی أن التکالیف التی تحدث فیما یتعلق بالأنشطة الصناعیة الجاریة یجب أن تعالج کتکالیف جاریة للإنتاج والتکالیف المتعلقة بالقضاء على التلوث المتوقع فی المستقبل یجب أن ترسمل وتحمل على الأنشطة الصناعیة فی المستقبل، والتکالیف المرتبطة بإصلاح التلف الذی حدث بالبیئة والناتج من أنشطة  فترات سابقة تعتبر خاصة بالفترة السابقة ویصحح  بها دخل الفترة السابقة، والتفرقة بین المصاریف الجاریة والمستقبلیة تعتبر صعبة إلا أن مجهودات یجب أن تبذل فی هذا الصدد (یحی حسین عبید،1980).

فأنشطة حمایة البیئة وتحسین الشکل الجمالی للمکان المحیط بالمؤسسة، وترشید إستخدام الموارد الطبیعیة ورقابة الجودة والأبحاث المتعلقة بالتسویق، یمکن أن یتم تقدیر العائد لها من خلال تکالیف أدائها کأساس لتحدید مقدار المساهمة التی قدمتها المؤسسة للبیئة والمجتمع (محمد الفیومی، 1984)

اجراءات البحث

تم اعداد استمارة للقوائم المالیة  المتعلقة بالافصاح البیئى من داخل سجلات جمعیة ابو حلیفة الاستهلاکیة وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفی التحلیلی وذلک من خلال تحلیل المحتویات فی القوائم المالیة متضمنة القوائم المالیة وتقریر مجلس الإدارة ، حیث قام الباحث باستخدام أسلوب تحلیل المحتویات، ویتمثل هذا الأسلوب فی قیام الباحث بفحص التقاریر المالیة للبحث عن مدى توافر أو غیاب معلومات معینة تکون مرتبطة بظاهرة أو فئة دراسة محددة، ویعتمد أسلوب تحلیل المحتویات فی هذا البحث على فحص ودراسة البیانات المالیة وغیر المالیة المنشورة فی التقاریر السنویة للجمعیات.

 

أهم نتائج الدراسة :

 

      وجود تعارض بین متطلبات حمایة البیئة والاستغلال الاقتصادی الکفء لموارد الجمعیة لالتزامها بإنفاق مبالغ ضخمة، وتحمل أعباء کبیر للمحافظة والحد من الآثار السلبیة لنشاطات الجمعیة ،  وهذه بدوره أدى إلى التأثیر المباشر فی کفاءة أدائها الاقتصادی وارتفاع تالمبیعات لدیها والاستفادة من تنفیذ استراتیجیة 3R لدیها ومن ثم قوة قدرتها على المنافسة فی مجال الجودة والتسعیر ،ارتفاع تحقیق الکفاءة الاقتصادیة للجمعیة مع المحافظة على البیئة بسبب  المخلفات الصلبة  المختلفة لنشاطاتها.  وللجمعیة تأثیرات بیئیة ایجابیة فى المحافظة على بیئة العمل و العاملین فیها والبیئة المحیطة بها بکل عناصرها ، وتزداد  نشاطات الجمعیة ،  فى ظل التزامها بمتطلبات حمایة البیئة بسبب الحاجة إلیها لعدم توافر الإمکانات الاستثماریة البدیلة، أو ربما للحد من البطالة وآثارها الاجتماعیة والإنسانیة وهذا ما هو واضح من نتائج اقتصادیات الجمعیة، فخلال أعوام لیست قلیلة کانت کمیة المبیعات کبیرة واسعارها اقل من القیمة السوقیة له و بقیت مستمرة فی  زیادة المبیعات ، انسجام النظام المحاسبی المتبع فی الجمعیة مع المتغیرات المستجدة فی البیئة الاقتصادیة والاجتماعیة الجدیدة بشکل خاص وقدرة هذا النظام على تحلیل عناصر تکالیف الأداء البیئی وتبویبها وعلاقتها بدورة النشاط لدى الجمعیة، و قدرته على توفیر المعلومات اللازمة لقیاس الأداء البیئی لنشاطات الجمعیة أو المساعدة على تقییم مخرجات الأثر البیئی وتسجیلها دفتریاً طبقاً لنظام القید المزدوج واستخراج مؤشرات تقویم الأداء البیئی.

کلمات مفتاحیة: الإلتزام الطوعى والاجبارى المحاسبى البیئى ، الجمعیات التعاونیة الاستهلاکیة، المنظمات غیر الحکومیة.

 

بناء ادوات البحث

استمارة  القوائم المالیة عن الافصاح البیئى للجمعیة

یتضح من الشکل رقم (1) أن أهم برامج حمایة البیئة التی یمکن القیام بها یتم محاسبیاً وهی ثلاثة

أنواع:

أولاً: التکالیفالبیئیةالجاریة:

 

ثانیاً: التکالیفالبیئیةالتیتخصسنواتسابقة:

ثالثاً: التکالیفالرأسمالیةالبیئیة:

 

(ب) تحدید العینة

عینة الدراسة : الأرقام الواردة أدناه والواردة فی اختبار الفرضیات کلّها مأخوذة من السجلات والحسابات الختامیة للشرکة لعام 2016م    

(ج) قیاس العینة

أساس الاستحقاق فی المحاسبة البیئیة ولقیاس لبعینة جمعیة ابو حلیفة بالکویت لا بد من أن یقوم على

أساس أن:

1-  تکالیف القضاء على الأضرار البیئیة تعد من تکالیف الإنتاج.

2-  التکالیف التی تتعلق بالنشاطات الصناعیة الجاریة یجب أن تعالج کتکالیف جاریة للإنتاج .

3- التکالیف المتعلقة بالقضاء على التلوث المتوقع (المنع) فی المستقبل یجب أن ترسمل وتحمل

على النشاطات الصناعیة فی المستقبل.

4-  التکالیف المرتبطة بإصلاح التلف الذی حدث للبیئة والناتج عن نشاطات مدة سابقة تعد خاصة

بالمدة السابقة ویصحح دخل المدة السابقة بها.

نتائج البحث

 

شکل(1)  یعبرعنالتأثیراتالبیئیةلنشاطاتالمنشات

تحلیلالبیاناتواستخلاصالنتائج (اختبارالفرضیات

 

اختبارالفرض اول

وجود علاقة بین تحسن الأداء البیئی للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت وکفاءة أدائها الاقتصادی وقدرتها التنافسیة فی مجال الجودة.

وجود علاقة بین تحسن الأداء للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت و کفاءة أدائها الاقتصادی وقدرتها التنافسیة فی مجال الجودة منذ عام 2016 قامت الجمعیة بالعدید من الإجراءات للحد من التلوث البیئی لنشاطات الجمعیة ، مما أدى إلى زیادة فی الإنفاق على تکالیف الأداء البیئی للجمعیة وبشکل خاص تکالیف المنع، وقدا أُشیر إلى جزء کبیر من هذه التکالیف فی بیانات الفرضیة الثانیة . لهذا الإنفاق أثر بشکل مباشر فی الأداء الاقتصادی للجمعیة إذ کانت نتائج سنة 2016 من أفضل النتائج مالیاً، وقد حققت  الجمعیة  أرباحاً بمبلغ (1.862.732)  دینار کویتى فی حین حققت الشرکة أرباحاً لأعوام ، وفیما یأتی بعض المؤشرات التی تدل على ذلک.

 

جدول (1)

تکلفة بیع المخلفات الصلبة لجمعیة ابوحلیفة التعاونیة

عنالمدةمن  1/7/2015 حتى 30/6/2016م

 

اختبارالفرض الثانى

وجودعلاقةبینالتحلیلوالرقابةوالتقریرعنتکالیفالأداءالبیئیوتحسینالأداءالبیئیوترشیده للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت.

کل المؤشرات المالیة سواء التی تم الحصول علیها من بیانات الجمعیات الاستهلاکیة وسجلاتها بأقسامها المختلفة، أو من خلال الدراسات التقویمیة الخارجیة للأداء البیئی للجمعیة تدل على وجود تأثیر بیئی ایجابى.

وقداهتمت بالأداء البیئی متمثلا فى تنفیذ استراتیجیة 3R بخصوص التخلص من المخلفات الصلبة ، بالاضافة الى المصاریف البیئیة الموجبة

وتعنى3R

اعادة تدویرRecycle        -  اعادة استعمال Reuse        -  اعادة تصنیعRecavery

 

جدول (2)

التکالیف البیئیة الموجبة لجمعیة  ابوحلیفة التعاونیة

عنالمدةمن  1/7/2015 حتى 30/6/2016م

اجهزة الامن الصناعى داخل بیئة العمل ( بالالف دینار الکویتى)

 

 

 

 

 

 

شکل (2): تکلفة اجهزة الامن الصناعى داخل بیئة العمل ( بالالف دینار الکویتى)

المساهمات البیئیة الایجابیة للمشروع

 

     وهى تلک المساهمات التى تنشا عن الالتزام بالاشتراطات القانونیة لمتطلبات الامن الصناعى. ویتم قیاس هذه المساهمات على اساس تکلفة تجنب الضرر، و التى تتمثل فى اجمالى المبالغ التى یتحملها المشروع للوفاء بمسؤلیته البیئیة و الاجتماعیة الاجباریة . وهى تکلفة اجهزة ومعدات منع تلوث بیئة العمل ومصاریف تشغیلها، وتکلفة اجهزة الرقابة الشخصیة للعاملین، وتکلفة وسائل الاسعاف الطیعیة فى اماکن العمل وتکلفة معدات وادوات الانقاذ. وتکلفة اعداد ارشادات الامن الصناعى، وغیر ذلک من التکالبف التى یکون الدافع من تحملها توفیر شروط السلامة و الصحة المهنیة کما اوضح (جریس ، إبراهیم شکرى 2012  ) .

هذا وقد تقتصرمساهمات المشروع على قیامه بالعملیات البیئیة و الاجتماعیة فى حدود الاشتراطات القانونیة فقط او یقوم بعملیات اضافیة فوق ما تتطلبه هذه الاشتراطات . وفى هذه الحالات یتم تحدید کل من المساهمات البیئیة و الاجتماعیة الاجباریة و الاختیاریة (بدوى ، محمد عباس 2007 ).

 

تفسیر النتائج ومناقشتها

الفرض الاول:

     وجود علاقة بین تحسن الأداء البیئی للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت وکفاءة أدائها الاقتصادی وقدرتها التنافسیة فی مجال الجودة من المعلومات السابقة نرى أن هناک تقدماً فی الأداء الاقتصادی للجمعیة وزیادة فی  المبیعات من السلع الغذائیة فى عبواتها المختلفة وبشکل خاص السلع الغذائیة فى العبوات الورقیة ، وهذا واضح عن المدة من  1/7/2015 حتى 30/6/2016م.

الفرض الثانى:

     وجود علاقة بین التحلیل و الرقابة و التقریر عن تکالیف الأداء البیئی وتحسین الأداء البیئی وترشیده للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت.من العرض السابق نجد أنه یمکن أن تکون هناک علاقة مباشرة بین التحلیل والرقابة والتقریر عن تکالیف الأداء البیئی وتحسین الأداء البیئی وترشیده للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت ، نظراً إلى أن مسببات التکلفة أصبحت معروفة ویمکن بیان تأثیراتها فی حجم المبیعات الکلیة للسلع، ومن ثم فی المقدرة التنافسیة للجمعیات الاستهلاکیة بدولة الکویت فی مجال تسعیر المنتجات الخاصة بها. هذا ما أکده القائمون على الجمعیات الاستهلاکیة من خلال المقبلات التی تمت فی أثناء إعداد هذه الدراسة، إذ أکدوا أنه من أحد مسببات النجاح فی الأداء البیئی للجمعیات هو زیادة المعلومات الخاصة بالأداء البیئی للجمعیات ، الناتج فی الأساس من وجود  تکامل فی المعلومات بین الأقسام المختلفة فی الجمعیات ، وبشکل خاص بین قسمی الرقابة على الأداء البیئی والحسابات المالیة والتکالیفیة، وهذا بدوره أدى إلى قوة ترشید الأداء البیئی للجمعیات ومن ثم التأثیر المباشر فی حجم المبیعات الکلیة.

 

اهم نتائج الدراسة

     من التحلیل السابق لفرضیات الدراسة یمکن الخروج بالاستنتاجات الآتیة:

1- وجود تعارض بین متطلبات حمایة البیئة والاستغلال الاقتصادی الکفء لموارد الجمعیة لالتزامها بإنفاق مبالغ ضخمة، وتحمل أعباء کبیر للمحافظة والحد من الآثار السلبیة لنشاطات الجمعیة ،  وهذه بدوره أدى إلى التأثیر المباشر فی کفاءة أدائها الاقتصادی وارتفاع تالمبیعات لدیها والاستفادة من تنفیذ استراتیجیة 3R لدیها ومن ثم قوة قدرتها على المنافسة فی مجال الجودة والتسعیر .

2-  ارتفاع تحقیق الکفاءة الاقتصادیة للجمعیة مع المحافظة على البیئة بسبب  المخلفات الصلبة  المختلفة لنشاطاتها.  وللجمعیة تأثیرات بیئیة ایجابیة فى المحافظة على بیئة العمل و العاملین فیها والبیئة المحیطة بها بکل عناصرها ، وتزداد  نشاطات الجمعیة ،  فى ظل التزامها بمتطلبات حمایة البیئة بسبب الحاجة إلیها لعدم توافر الإمکانات الاستثماریة البدیلة، أو ربما للحد من البطالة وآثارها الاجتماعیة والإنسانیة وهذا ما هو واضح من نتائج اقتصادیات الجمعیة، فخلال أعوام لیست قلیلة کانت کمیة المبیعات کبیرة واسعارها اقل من القیمة السوقیة له و بقیت مستمرة فی  زیادة المبیعات.

3- انسجام النظام المحاسبی المتبع فی الجمعیة مع المتغیرات المستجدة فی البیئة الاقتصادیة والاجتماعیة الجدیدة بشکل خاص وقدرة هذا النظام على تحلیل عناصر تکالیف الأداء البیئی وتبویبها وعلاقتها بدورة النشاط لدى الجمعیة، و قدرته على توفیر المعلومات اللازمة لقیاس الأداء البیئی لنشاطات الجمعیة أو المساعدة على تقییم مخرجات الأثر البیئی وتسجیلها دفتریاً طبقاً لنظام القید المزدوج واستخراج مؤشرات تقویم الأداء البیئی.

4- فاعلیة النظام المحاسبی للجمعیة فی تأمین الاستقرار المالی والاقتصادی للجمعیة من خلال المعلومات التی یمکن أن توفرها عن تحلیل عناصر تکالیف الأداء البیئی وتبویبها، وعلاقتها بدورة النشاط لدى الجمعیة، هذا الأمر من شأنه المساعدة فی تحدید المخاطر والالتزامات البیئیة، فالجمعیة لا تهتم بإدارة التکالیف البیئیة على الرغم من المبالغ الضخمة التی تنفقها من أجل منع الآثار البیئیة السلبیة أو إزالة المخلفات البیئیة الناتجة عن قرارات وإجراءات ضارة بالبیئة.

 

التوصیات

کما توصى الدراسة بالاتى:

1-  ضرورة تکامل العوامل التنظیمیة مع السیاسات المحاسبیة المناسبة فی مجال تحلیل عناصر تکالیف الأداء البیئی وتبویبها وعلاقتها بدورة النشاط لدى الجمعیة، وسیظهر دور القیاس المحاسبی من خلال البیانات والمعلومات البیئیة الکمیة والنوعیة الخاصة بالمتغیرات البیئیة التی تؤثر فی الأداء الاقتصادی للجمعیة ، والإفصاح عن دور الجمعیة فی المحافظة على البیئة ودورها فی تخفیض الآثار البیئیة السلبیة لنشاطاتها.

2-  ضرورة تولی الإدارة والقائمین على النظام المحاسبی فی الجمعیة إدراج خریطة حسابات جدیدة هدفها تحقیق بیانات ومعلومات عن تکالیف الأداء البیئی والمنافع التی یمکن تحقیقها من برامج  تحسین الأداء البیئی وتطویره للجمعیة.

3- العمل على إیجاد آلیة یمکن من خلالها تأمین التکامل المعلوماتی بین الأقسام المختلفة للجمعیة، هذا من شأنه تحقیق التکامل والتوازن بین البیئة الداخلیة للجمعیة وبیئتها الخارجیة، والمساعدة على توفیر البیانات والمعلومات الضروریة الخاصة بالمتغیرات البیئة  للجمعیة.

4-  إن قدرة النظام المحاسبی للجمعیة على تقدیم معلومات عن آثار نشاطاتها فی البیئة والمجتمع إنما یعنی ضمنیاً تشجیعها على معالجة  تلویث البیئة و کذلک تشجیعا  للمنشات الأخرى التی تخصص جزءاً من مواردها للحد من التلوث،  لذلک  تقوم الجمعیة باستخدام المدخل الملائم لتحلیل تکالیف الأداء البیئی وتحمیله على نشاطاتها بشکل موضوعی، من خلال التعاون بین القائمین على العملیة المحاسبیة فی الجمعیة والفنیین فی أقسام  المبیعات بهدف إدارة تکالیف الأداء البیئی لتحقیق أداء اقتصادی کفء وفعال لنشاطات الجمعیة وأهدافها.

المقترحات

فى ضوء ما توصل الیه البحث من نتائج تقترح هیئة  البحث اجراء الدراسات  والبحوث التالیة:

* نظام تحقیق التکامل والتوازن بین البیئة الداخلیة للجمعیة وبیئتها الخارجیة

 * استخدام بیانات ومعلومات عن تکالیف الأداء البیئی والمنافع التی یمکن تحقیقها من برامج  تحسین الأداء البیئی

* لإفصاح عن دور الجمعیة فی المحافظة على البیئة ودورها فی تخفیض الآثار البیئیة السلبیة

Article View: 488

PDF Download: 464