دور البرامج الدينية باذاعة القران الکريم في تنمية الوعي البيئي لدى عينة من مستمعيها

مقـــدمة

     لا شک أن تعددیة أبعاد البیئة یفرض علینا تناولها من منظور مجتمعی شامل لا یقتصر على دراسة البیئة الطبیعیة فحسب بل لابد من الاهتمام بدراسة تأثیر العوامل الاجتماعیة والاقتصادیة والحضاریة على البیئة الطبیعیة فالبیئة لیست مجرد فضاء طبیعی ولکنها أیضا فضاء اقتصادی واجتماعی وثقافی وإعلامی ورغم انه لم یتوفر حتى الآن إطار مشترک للمفاهیم الأساسیة التی توضح وتفسر الصلة الجدلیة بین العلوم الطبیعیة والعلوم الاجتماعیة بید أن هناک بعض الدراسات التی ساهمت بقدر هام فی إبراز علاقة التأثیر والتأثر بین الإنسان وبیئته وأکدت أن العلاقة بینهما لیست علاقة خطیة بلا علاقة بین طرفین یتفاعلان سلبا وإیجابا بصورة متواصلة.

     ولما کانت مشاکل البیئة تحتاج فی حلها إلى وعی الناس ومعرفتهم وتغییر اتجاهاتهم ، وتعدیل أنماط  تعاملهم معها ، فان الأساس فی ای عملیة بیئیة هو مدى فهم الفرد فی ای مجتمع من المجتمعات لطبیعة المشکلات  البیئیة التی تحیط به ودوره فی إیجاد الحلول لها.

     کما أن الاهتمام الإعلامی بقضایا البیئة یعتبر حدیثا نسبیا إذ لم یتسع ویتصاعد إلا بعد اکتشاف الآثار السلبیة المدمرة للبیئة والناجمة عن التطبیقات المعاصرة للتکنولوجیا المتقدمة مما یستلزم قیام وسائل الإعلام بتسلیط الضوء على مشکلات البیئة .

     ولاشک أن المجتمعات العربیة ومنها مصر أکثر المجتمعات حاجة إلى أن تکون على درجة عالیة من الوعی البیئی ، وخصوصا فی تعاملها مع بعض الموارد الطبیعیة الشحیحة وبالذات فی مجال المیاه ، بل إن المفکرین الاستراتیجیین یتوقعون ان یکون الماء محورا للحروب التی سوف تشهدها الدول العربیة ، کما أن البیئات العربیة کغیرها من البیئات تعانی من مشکلات مزمنة خطرة أخرى .

مشکلة الدراسة وتساؤلاتها

     إن للإعلام مکانة هامة فی أی مجتمع من المجتمعات لما له من دور فعال فی تشکیل وتفعیل مظاهر الحیاة المختلفة ،وربط قنوات الاتصال بین الأفراد والشعوب والأمم ومعالجة القضایا المتعلقة بالإنسان ،ولعل السمة البارزة التی تمیزت بها المجتمعات المعاصرة سیما الصناعیة منها هی تفاقم مشکلات البیئة والتلوث التی کانت نتاج حرکة التنمیة الاقتصادیة وتکنولوجیا التصنیع وتتعدى مسببات تدهور البیئة فی البلدان النامیة بالإضافة إلى القصور العلمی والتکنولوجی له مسببات اجتماعیة تتعلق أساسا بدرجة الوعی البیئ توفر وسائل التوعیة التی تعد إحدى أهم العناصر الفاعلة فی التعامل مع مشکلات البیئة فی مثل هذه المجتمعات.

إن الحدیث عن قضایا البیئة فی وسائل الإعلام ظل مهملا لفترات طویلة من الزمن ،وأن الاهتمام بهذا الموضوع یعتبر حدیثا نسبیا مقارنة مع حجم التدهور الذی تعانی منه مناطق  کثیرة،ومن ثم فانه ینبغی توجیه وترشید السلوک البیئی للفرد بما یدفعه إلى المشارکة الجادة فی حمایة البیئة والمحیط الذی یعیش فیه.

کما هو معلوم فان رفع کفاءة وسائل الإعلام وتوجیه وظائفها لخدمة قضایا البیئة والتوعیة الجماهیریة سوف یعطی  ثماره لو فسح أمامها المجال لنقل حقائق البیئة بشکل صادق وواقعی.

وتأسیسا مما سبق فان دراستنا هذه تبحث فی التوعیة البیئیة، خاصة وعلیه ننطلق فی هذه الدراسة من سؤال محوری مرده:

ما هو دور برامج إذاعة القران الکریم فی تکوین الوعی البیئی لدى مستمعی الإذاعة؟

هدف الدراسة

1-        التعرف على دور البرامج الدینیة  بإذاعة القران الکریم فی تنمیة الوعی البیئی لمستمعیها.

2-        التعرف على اسهام البرامج الدینیة بإذاعة القران الکریم فی نشر ثقافة البیئة وضرورة المحافظة علیها .

3-        التعرف على اهم مجالات البرامج المقدمة بإذاعة القران الکریم بصفة عامة والمجال البیئی بصفة خاصة

4-        التعرف على شکل ونوع البرامج المقدمة من إذاعة القران الکریم والتی تساعد على زیادة الثقافة البیئیة لمستمعیها

5-        التعرف على دوافع الافراد لإذاعة القران الکریم ومدى کثافة الاستماع .

6-        رصد لأکثر قضایا البیئة شیوعا والتی تناولتها إذاعة القران الکریم .

أهمیـــة البحث

1. نجاح البرامج الدینیة  بإذاعة القران الکریم فی تنمیة  الوعی البیئی لدى مستمعیها .
2.  تنبع أهمیة هذا البحث من انه یمکن ان یشکل أساسا یمکن ان یفتح الباب أمام المزید من الأبحاث العلمیة فی مجال الإعلام التربوی عموما والبیئی خاصة.
3. الأهمیة المتزایدة لإذاعة القران الکریم لجمهورها باعتبارها مصدر أساسی من مصادر الثقافة الدینیة الأساسیة وإمداد المستمعین بالمعلومات الدینیة والبیئیة.
4. تعد هذه الدراسة دعوة لمزید الاهتمام بمجال الإعلام البیئی .
5. تستمد هذه الدراسة أهمیتها من خلال ما تقدمه إذاعة القران الکریم من برامج وحوارات وندوات تثری الثقافة البیئیة لمستمعیها .
6. الدراسة تناولت وسیلة إعلامیة هامة وهی إذاعة القران الکریم والتی تعد من أعلى مصادر التثقیف للمستمعین .

مصطلحات الدراسة:-

إذاعة القران الکریم :- هی الإذاعة المصریة  التی تقوم بإذاعة القران الکریم مرتلا ومجودا وشرح الأحادیث القدسیة والنبویة الشریفة ، وتزوید المستمع بکل ما یدور حول القران الکریم والسنة النبویة باعتبارهما منبع الثقافة الإسلامیة وکسلاح لإبطال المحاولات الصهیونیة لتحریف القران الکریم.

الوعی البیئی :-

هو "ذلک المفهوم الذی یهتم بتزوید الأفراد بالمعارف البیئیة الأساسیة والمهارات والأحاسیس والاتجاهات البیئیة المرغوبة، بحیث تمکنهم من الاندماج الفعال مع بیئتهم التی یعیشون فیها، فی إطار تحملهم المسؤولیة البیئیة المنشودة التی تضمن الحفاظ على البیئة من أجل الحیاة الحاضرة والمستقبلیة )

مستمع الإذاعة  :-

هو مجموعة من الناس یترکز اهتمامهم حول موضوع مشترک وتکون استجابتهم معلنة أو غیر معلنة من دون أن یشترط أن یکون أفراد الجمهور متقاربین مکانیاً أو یکونوا متباعدین.

الدراسات السابقة

تناول الباحث الدراسات السابقة فی محورین کالتالی:

المحور ا|لأول : دراسات تناولت الاعلام الدینی واذاعة القرأن الکریم

اجرى الباحث محمود محمد محمود خلیل دراسة بعنوان :علاقة برامج إذاعة القرآن الکریم بالاتجاهات الدینیة للشباب فی مرحلة العمریة من 18إلی22سنة (1994م)،  هدفت الدراسة إلى إیجاد العلاقة بین متابعة الشباب فی المرحلة العمریة من18-22 سنة لإذاعة القرآن لکریم وبین الاتجاهات الدینیة المکنونة لدیهم وذلک من خلال دراسة میدانیة أجراها الباحث علی (400) مفردة استخدام الباحث فی دراسة المنهج المسحی وأداه الاستبیان فی جمع البیانات والمعلومات.

کما اجرى الباحث سحر فؤاد احمد علی دراسة بعنوان دور اذاعة القرآن الکریم فی التثقیف للشباب الجامعی هدفت الدراسة إلی بحث وتقیم القرآن الکریم فی مجال التثقیف الدینی للشباب من خلالا التعرف علی کیفیة معالجة البرامج والقیم والموضوعات المختلفة التی تهتم الشباب الدراسة تعد الدراسات الوصفیة التحلیلیة حیث قامت الباحثة بتحلیل ممون البرامج محل الدراسة لمدة دورة برامجیة, قد طبقت استمارة استطلاع رای علی عینة من خبراء الإعلام الإسلامی .

کما اجرى الباحث صالح السید عراقی ابراهیم (2000م) دراسة بعنوان  دور إذاعة القرآن الکریم فی التنشئة لدینیة للأطفال فی المرحلة العمریة من9-12سنة

      هدفت الدراسة إلی التعرف علی الدور الذی یمکن أن تقوم به البرامج الدینیة للأطفال من سن 9-12سنة إذاعة القرآن الکریم فی التنشئة الدینیة لهؤلاء الأطفال , والتعرف علی المدى فهم الأطفال لممون البرامج المقدمة لهم من إذاعة القرآن الکریم ومدی استفادتهم منها. وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفیة حیث استخدام الباحث منهج المسح للبرامج للأطفال من إذاعة القرآن الکریم ,وعمل مسح

کما اجرى الباحث ماجدة عامر (1994) دراسة بعنوان: دور الإذاعة فی مواجهة مشکلة تلوث نهر النیل:دراسة تطبیقیة مقارنة علی الشبکات الإذاعیة المختلفة.

-    استهدفت الدراسة التعرف علی الدور الذی تقوم به الإذاعة فی رفع مستوی الوعی البیئی خلال الفترة من ینایر إلی سبتمبر (1994) بالتطبیق علی الإذاعات الرئیسیة. وکان من اهم نتائجها : استحوذت قضیة استعراض المشاکل البیئیة علی اهتمام الإذاعة المصریة أکثر من قضایا تحذیر الناس من التدهور البیئی وحثهم علی حمایة البیئة والمحافظة علیها من التلوث علی مستوی الأفراد.

کما اجری بعض الباحثون الاجانب عدة دراسات حول الاذاعة الدینیة مثل:

(1) دراسة نیون دروف کیم ببری وآخرون (1987) بعنوان : حول تاریخ الإذاعة الدینیة وأثرها الاجتماعی.

هدفت الدراسة إلى بحث العدید من جوانب تاریخ الإذاعة الدینیة حیث یقدم البحث :

أولاً: عرض معلومات للمعالجات العلمانیة لتاریخ الإذاعة الدینیة فى أمریکا متعقبًا التطور من البث الإذاعى المبکر لخدمات الکنائس البسیطة فى البرامج التبشیریة التى یسمح لها ببث فترات دینیة طویلة على مدار الیوم . ثم تعقبت الوثیقة التطورات الحدیثة فى ترکیب التلیفزیون الدینى وحددت الدراسة ثلاثة اتجاهات رئیسیة للبحث وهى :-

‌أ.           نمو البرامج التبشیریة المسلیة ذات الطاقة العالیة .

‌ب.       تطبیق نظام شبکة العمل بالإذاعة والتلغراف .

‌ج.        تکیف قطع الصلة من التلیفزیون والعالم کى تتناسب مع الهدف الدینى .

ثانیا : یوصف البحث وشهادة التلیفزیون الدینى عن طریق عرض للکتابات البحثیة الدائمة التى تناولت المشاهدین من الشباب، وکشفت الدراسة عن الآثار الاجتماعیة المرجح حدوثها بسبب التعرض للتلفزیون الدینى وأکدت الدراسة على ثلاثة مجالات مثارة لنقد شدید وهى :

• اثر مشاهدة التلفزیون الدینى على الذهاب للکنیسة .
• الثر السلبی للتلفزیون الدینی على إسهامات الکنیسة فى خدمة المجتمع .
• تأثیر السیاسة على محتوى التلفزیون الدینی .

 (2) دراسة ادوارد جونسون 1991. بعنوان :" عادات الاستماع إلى الرادیو الدینی کقضیة حریة ثقافیة هدفت الدراسة إلى بحث عادات الاستماع إلى الرادیو عند سکان البرازیل الذین هم من أصل هندى .حیث أجریت دراسة مسحیة على عینة مکونة من (46) مفردة من الهندى مع (32) شخص من مختلف القبائل البرازیلیة بموجب عقد مبرم . مع الحکومة البرازیلیة لتعلم السکان اللغة الهندیة وتکون المسح من (6) فقرات .

وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج اهمها :

1-      وجود نسبة تتراوح ما بین 12 إلى 20% من الهنود البرازیلین کبار السن لدیهم ما یجذبهم نحو الاستماع إلى الرادیو الدینى .

2-      أکدت الدراسة ان متوسط استماع الشخص العادى إلى الرادیو الدینى یصل إلى ساعة ونصف کل أسبوع .

3-      کان للبرامج الدینیة بالرادیو تأثیر ضئیل جداً على الممارسات الدینیة والعقائد وأسالیب الحیاة عند الهنود البرازیلین

4-   توصلت النتائج إلى اقتراح وهو ضرورة اعتبار الرادیو الدینى فى البرازیل سوق حر للأفکار أکثر من کونه احتکار لسیطرة دولة على أخرى . 

المحور الثانی : دراسات تناولت الوعى البیئی :

   اجرى الباحث سوزان القلینی (1993م) دراسةبعنوان: التلیفزیون وتنمیة الوعی لدی الطفل.

هدفت الدراسة إلی التعرف علی دور التلیفزیون فی إمداد الطفل بالمعلومات عن البیئة وإکسابه سلوکا بیئیا سلیما تجاه البیئة المحیطة باستخدام أسلوب مسح جمهور وسائل الإعلام وأجربت علی عینة من (300) مفردة من تلامیذ الصف الخامس الابتدائی من "محافظة القاهرة" ، وکان من أهم نتائجها:

-    جاء التلیفزیون فی المرکز الأول بین المصادر المختلفة التی یحصل منها التلامیذ علی معلوماتهم عن البیئة یلیه الکتاب المدرسی، ثم الفصل، ثم الرادیو، وأخیرا الجرائد.

-    تبین أنه کلما زاد تعرض الطفل للتلیفزیون، کلما زادت معرفته بمفهوم البیئة وقضایاها، ویکسبه بعض السلوک الإیجابیة تجاهها.

کما اجرى الباحث  محمد خلیل الرفاعی (1997)  دراسة بعنوان أثر وسائل الإعلام فی تکوین الوعی البیئی.تناولت التعریف بالموضوع البیئی والمخاطر البیئیة، وأجربت علی عینة عشوائیة من جمهور الشباب المصری، بهدف معرفة مساهمة وسائل الإعلام فی تکوین الوعی البیئی، وتوصل الباحث إلی عدة نتائج منها :

-    مساهمة وسائل الإعلام فی تکوین الوعی البیئی أقل من مساهمة المناهج الدراسیة والأصدقاء بین أفراد العینة الذکور والإناث علی السواء.

-        ان الموضوعات التی تناقش الشأن البیئی تفتقد لعناصر الجذب والإقناع فی وسائل الإعلام کافة.

-        تعد صحیفة الأهرام أکثر الصحف المصریة اهتماما بالبیئة.

وأوصت الدراسة بأهمیة تناول الموضوعات البیئیة بطریقة مشوقة، وإعطائها مساحة أکبر، ومنح البرامج المهتمة بالشأن البیئی العربی الأولیة علی تلک المهتمة بالبیئة العالمیة، وتشجیع المحافظة علی البیئة من خلال منح جوائز وإجراء مسابقات.

کما اجرى الباحث   منی الحدیدی (1992) دراسة بعنوان: الإعلان التلیفزیونی فی تکوین الوعی البیئی.

أشارت الدراسة إلی أن الإعلان یمثل أحد الأنشطة فی وسائل الإعلام وتعبیرا هاما للترویج للقضایا البیئیة، وتجعله وسیلة هامة، وهی أنه یشغل مساحة زمنیة واسعة علی مدی ساعات الإرسال وفی فترات الذروة، وأنه من خلال وظائف النص الإعلانی یمکن توصیل المعرفة وتکوین الإتجاه الإیجابی نحو البیئة علی النحو التالی:

-        أثارت الاهتمام بموضوع البیئة مع الإعلان علی السلع والخدمات مع ربطها بتوجیهات بیئیة

-        استثارة رغبة المعلن إلیه فی شراء السلع والخدمات التی توفر له البیئة انقیة.

-    إقناع الجمهور المستهدف بمضمون الإعلان مع الربط بین الاتجاه الإیجابی نحو البیئة ومصلحة الفرد ذاته بما یخدم قضایا البیئة.

کما قام محمد محمد محمود العجوز (1990م) بدراسة عنوانها"دور مراکز الشباب فی تنمیة الوعی البیئی استهدفت الوقوف علی دور مراکز الشباب فی تنمیة الوعی البیئی للشباب فی الریف. وتقدیم مقترحات بشأن التغلب علی بعض جوانب القصور التی تواجه تلک المراکز وقد عمدت الإجابة علی التساؤلات التالیة:

-        ما الدور الذی یجب أن تقوم به مراکز الشباب لتنمیة الوعی البیئی للشباب فی الریف؟

-        ما الدور الذی تؤدیه مراکز الشباب لتنمیة الوعی البیئی لدی الشباب؟

-    کیف یمکن التغلب علی بعض جوانب القصور فی الدور الحالی لمراکز الشباب من أجل تنمیة الوعی البیئی للشباب فی الریف؟

وقد اعتمد الباحث علی المنهج الوصفی، وفی هذا الإطار استعان بمقیاس لنوعی البیئی طبقة علی 300شابا وفتاة نصفهم أعضاء بمراکز الشباب تتراوح أعمارهم من 18-30 عاما بخمس قری بمحافظة الشرقیة. وقد اقتصر المقیاس علی البرامج والأنشطة التی ینفذها مرکز الشباب.

وقد خلصت الدراسة إلی نتائج من أهمها:

-    توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی الوعی بین مجموعة من الشباب الأعضاء فی مراکز الشباب ، وغیر الأعضاء لصالح الشباب الأعضاء.

-        لا توجد فروق بین الجنسین الأعضاء فی مراکز الشباب بالقریة

کما قام غریب عبد السمیع غریب(1991م) بدراسة عنوانها: دور النظم الاجتماعیة فی تنمیة الوعی البیئی استهدفت تنمیة الوعی البیئی من خلال النظم الاجتماعیة (الأسری . التعلیمی.الدینی.الترویحی)

وقد حاولت الإجابة علی التساؤل التالی:

-        کیف السبیل إلی تنمیة الوعی البیئی بواسطة النظم الاجتماعیة وخاصة النظام الأسری ، التعلیمی ، الدینی ، الترویحی؟

وقد اتخذ الباحث من المنهج التحلیلی منهجا للدراسة، وفی هذا الإطار اعتمد علی تحلیل مفاهیم وقضایا التراث فی مجالی: النظم الاجتماعیة والبیئیة.

وکان من أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة مایلی:

-        یمکن للنظام الأسری أن یسهم فی تنمیة الوعی البیئی تربیة الذوق الفنی وحب الجمال.

-        حمایة البیئة من التلوث من خلال القدوة الصالحة من الأب والأم والمحیطیین بالطفل.

-        للنظام التعلیمی دورة فی إکساب التلامیذ المهارات التی تساهم فی صیانة البیئة.

-        للنظام الدینی دوره فی غرس قیم النظافة والجمال والرفق بالبیئة.

إجراءات الدراسة:

منهج الدراسة: سوف یستخدم الباحث المنهج الوصفی

عینة الدراسة:     

تکونت عینة الدراسة من(217) مستمعا لبرامج اذاعة القرآن الکریم  من قاطنی مرکز اشمون وبعض القرى التابعه لها -  محافظة المنوفیة .

أدوات الدراسة :اعتمد الباحث فی جمع بیانات الدراسة الحالیة على اداتی  :

1. مقیاس الوعی البیئی.                                 (إعداد : الباحث)
2. استمارة استبیان لجمع البیانات                      (إعداد : الباحث)

نتائج الدراسة ومناقشتها :

1-     الفرض الأول:

ینص الفرض الأول على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقا لمستوى التعرض للإذاعة القران الکریم لصالح الأکثر تعرض لإذاعة القران الکریم، وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث تحلیل التباین احادی الاتجاه والجدول (1) التالی یوضح نتیجة هذا الإجراء:

تحلیل التباین احادی الاتجاه بین متوسطات درجات مجموعات المستمعین  على مقیاس الوعى البیئی وفقا للتعرض لإذاعة القران الکریم.

     تشیر نتائج جدول (1) السابق إلى وجود فروق داله إحصائیاً بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقا لمستوى التعرض للإذاعة القران الکریم ؛ حیث بلغت قیمة "ف" لمقیاس الوعى البیئی (9.55) وهذه القیمة داله إحصائیا عند مستوى معنویة (0.01).

ولمعرفة مصدر ودلالة الفروق بین المتوسطات الحسابیة لمستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقاً لمستوى التعرض ؟لإذاعة القران الکریم تم استخدام LSD .

جدول (2)

     تشیر نتائج تحلیل اختبار L.S.D إلى اختلاف المتوسطات الحسابیة لمستمعی إذاعة القران الکریم طبقاً لمستوى التعرض لإذاعة القران الکریم القران الکریم القران الکریم، وقد بینت نتائج الاختبارات البعدیة بطریقة أقل فرق معنوی أن مستمعی إذاعة القران الکریم ذوو التعرض المرتفع حصلوا على درجات أعلى فی مقیاس الوعى البیئی من ذوو التعرض المنخفض، وأوضحت النتائج أن هناک اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم ذوو التعرض المرتفع والمنخفض على متوسطات درجاتهم على مقیاس الوعى البیئی لصالح ذوو التعرض المرتفع بفارق بین المتوسطین الحسابیین بلغ (5.04) وهو فرق دال عند مستوى معنویة (0.05) کما أظهر أن هناک اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم ذوو التعرض المرتفع والمتوسط لصالح ذوو التعرض المرتفع بفارق بین المتوسطین الحسابیین بلغ (5.96) وهو فرق دال عند مستوى معنویة (0.05)، بینما لا توجد اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم ذوو التعرض المتوسط والمنخفض حیث بلغ فارق المتوسطین الحسابیین بین ذوو التعرض المتوسط والمنخفض (0.91) وهو فرق غیر دال إحصائیاً.

الفرض الثانی:

     ینص الفرض الثانی على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقا لمستوى المشارکة فی إذاعة القران الکریم لصالح الأکثر مشارکة فی إذاعة القران الکریم"، وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار t-test للمجموعات المستقلة والجدول (3) التالی یوضح نتیجة هذا الإجراء :

نتائج اختبار (ت) لدلالة الفروق بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم من (المشارکین- وغیر المشارکین) فی إذاعة القران الکریم

     تشیر نتائج تطبیق اختبار "ت" إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین مستمعی إذاعة القران الکریم الذین یشارکون والذین لا یشارکون فی برامج إذاعة القران الکریم فی الدرجة الکلیة لمقیاس الوعى البیئی لصالح الأکثر مشارکة فی إذاعة القران الکریم ، حیث بلغت قیمة "ت"  (3.69) ، وهذه القیمة دالة إحصائیا عند مستوى (0.01).

الفرض الثالث:

      ینص الفرض الثالث على أنه توجد علاقة داله إحصائیا بین درجات مستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی والمستوى الاقتصادی الاجتماعی لهم ، وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث معامل ارتباط بیرسون  والجدول (4) التالی یوضح نتیجة هذا الإجراء :

معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الوعى البیئی والمستوى الاجتماعی الاقتصادی

داله عند 0,05 ** دالة عند 0,01

تشیر نتائج الجدول السابق:

أنه باستخدام معامل ارتباط بیرسون أتضح عدم وجود علاقة ارتباطیه داله إحصائیاً بین درجات مستمعی إذاعة القران الکریم فی الوعی البیئی والمستوى الاجتماعی الاقتصادی لهم ، حیث بلغت قیمة معامل ارتباط بیرسون (0.09) ، وهى قیمة غیر داله إحصائیاً عند مستوى  (0.05) وهو ما یعنی عدم وجود علاقة ارتباطیه داله إحصائیاً بین درجات مستمعی إذاعة القران الکریم فی الوعی البیئی والمستوى الاجتماعی الاقتصادی لهم

الفرض الرابع:

     ینص الفرض الرابع على أنه "یختلف معدل تعرض مستمعی إذاعة القران الکریم وفقا للمتغیرات الدیموجرافیة (النوع-  السن- المستوى الاجتماعی الاقتصادی – نوع التعلیم)، وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار t-test للمجموعات المستقلة والجدول (1) ، (2) ، (3) یوضحون نتیجة هذا الإجراء :

4/1 دراسة الفروق بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم من (الذکور- الإناث) فی معدل التعرض للبرامج الدینیة.

     نتائج اختبار (ت) لدلالة الفروق بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم من (الذکور- الإناث) فی معدل التعرض للبرامج الدینیة بإذاعة القران الکریم . جدول (5)

     تشیر نتائج تطبیق اختبار "ت" إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین مستمعی إذاعة القران الکریم الذکور وبین مستمعی إذاعة القران الکریم الإناث فی الدرجة الکلیة لمقیاس الوعى البیئی لصالح مستمعی إذاعة القران الکریم الذکور، حیث بلغت قیمة "ت"  (3.41) ، وهذه القیمة دالة إحصائیا عند مستوى (0.01).

4/2 دراسة الفروق بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم وفقا لمتغیر السن فی معدل التعرض للبرامج الدینیة بإذاعة القران الکریم.

تحلیل التباین أحادی الاتجاه بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم وفقا لمتغیر السن فی معدل التعرض للبرامج الدینیة بإذاعة القران الکریم

      تشیر نتائج جدول (6) السابق إلى وجود فروق داله إحصائیاً بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقا للعمر الزمنی فی التعرض للإذاعة القران الکریم ؛ حیث بلغت قیمة "ف" لمقیاس الوعى البیئی (7.76) وهذه القیمة داله إحصائیا عند مستوى معنویة 0.01 .

ولمعرفة مصدر ودلالة الفروق بین المتوسطات الحسابیة لمستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقاً لمستوى العمر الزمنی فی التعرض لإذاعة القران الکریم تم استخدام LSD .

مصدر ودلالة الفروق بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقاً لمستوى العمر الزمنی فی التعرض لإذاعة القران الکریم

     تشیر نتائج تحلیل اختبار L.S.D إلى اختلاف المتوسطات الحسابیة لمستمعی إذاعة القران الکریم طبقاً للعمر الزمنی فی التعرض لإذاعة القران الکریم ، وقد بینت نتائج الاختبارات البعدیة بطریقة أقل فرق معنوی أن مستمعی إذاعة القران الکریم الأکبر من 22 سنة حصلوا على درجات أعلى فی مقیاس الوعى البیئی من الذین تقل أعمارهم عن 20 سنة ، وأوضحت النتائج أن هناک اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم الأکبر من 22 سنة والأصغر من 20 سنة  على متوسطات درجاتهم على مقیاس الوعى البیئی لصالح الأکبر من 22 سنة بفارق بین المتوسطین الحسابیین بلغ (5.39) وهو فرق دال عند مستوى معنویة (0.05) کما أوضحت النتائج أن هناک اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم الأکبر من 22 سنة والذین تتراوح أعمارهم ما بین 20إلى أقل من 22 سنة  على متوسطات درجاتهم على مقیاس الوعى البیئی لصالح الأکبر من 22 سنة بفارق بین المتوسطین الحسابیین بلغ (3.54) وهو فرق دال عند مستوى معنویة (0.05) ، کما أوضحت النتائج أن هناک اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم والذین تتراوح أعمارهم ما بین 20إلى أقل من 22 سنة والأصغر من 20 سنة لصالح الذین تتراوح أعمارهم ما بین 20إلى أقل من 22 سنة حیث بلغ فارق المتوسطین الحسابیین بین والذین تتراوح أعمارهم ما بین 20إلى أقل من 22 سنة والأصغر من 20 سنة  (1.85) وهو فرق وهو فرق دال عند مستوى معنویة (0.05).

4/3 دراسة الفروق بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم وفقا لمتغیر المستوى الاجتماعی الاقتصادی فی معدل التعرض للبرامج الدینیة بإذاعة القران الکریم.

     تحلیل التباین أحادی الاتجاه بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم فی معدل التعرض للبرامج الدینیة بإذاعة القران الکریم وفقا لمتغیر المستوى الاجتماعی الاقتصادی

      تشیر نتائج جدول (6) السابق إلى وجود فروق داله إحصائیاً بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقا لمتغیر المستوى الاجتماعی الاقتصادی فی التعرض للإذاعة القران الکریم ؛ حیث بلغت قیمة "ف" لمقیاس الوعى البیئی (22.96) وهذه القیمة داله إحصائیا عند مستوى معنویة 0.01 .ولمعرفة مصدر ودلالة الفروق بین المتوسطات الحسابیة لمستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقاً لمتغیر المستوى الاجتماعی الاقتصادی فی التعرض لإذاعة القران الکریم تم استخدام LSD

مصدر ودلالة الفروق بین متوسطات درجات مستمعی إذاعة القران الکریم على مقیاس الوعى البیئی وفقاً للمستوى الاقتصادی الاجتماعی فی التعرض لإذاعة القران الکریم

     تشیر نتائج تحلیل اختبار L.S.D إلى اختلاف المتوسطات الحسابیة لمستمعی إذاعة القران الکریم طبقاً للمستوى الاقتصادی الاجتماعی فی التعرض لإذاعة القران الکریم ، وقد بینت نتائج الاختبارات البعدیة بطریقة أقل فرق معنوی أن مستمعی إذاعة القران الکریم ذوو المستوى المنخفض حصلوا على درجات أعلى فی مقیاس الوعى البیئی من ذوو التعرض المرتفع والمتوسط، وأوضحت النتائج أن هناک اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم ذوو المستوى المنخفض والمرتفع على متوسطات درجاتهم على مقیاس الوعى البیئی لصالح ذوو المستوى المنخفض بفارق بین المتوسطین الحسابیین بلغ (7.53) وهو فرق دال عند مستوى معنویة (0.05) کما أوضحت النتائج أن هناک اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم ذوو المستوى المنخفض وذوو المستوى الاقتصادی الاجتماعی المتوسط على متوسطات درجاتهم على مقیاس الوعى البیئی لصالح ذوو المستوى المنخفض بفارق بین المتوسطین الحسابیین بلغ (5.98) وهو فرق دال عند مستوى معنویة (0.05) ، کما أوضحت النتائج أن هناک اختلافاً بین مستمعی إذاعة القران الکریم ذوو المستوى الاقتصادى الاجتماعی المتوسط وذوی المستوى الاقتصادی الاجتماعی المرتفع لصالح ذوو المستوى الاقتصادی الاجتماعی المتوسط ، حیث بلغ فارق المتوسطین الحسابیین بین ذوو المستوى الاقتصادی الاجتماعی المتوسط وذوی المستوى الاقتصادی الاجتماعی المرتفع (1.55) وهو فرق وهو فرق دال عند مستوى معنویة (0.05).

التوصیات التربویة المنبثقة عن الدراسة:

 یوصی الباحث فی ضوء النتائج التی توصلت إلیها الدراسة الحالیة بما یلی:

 - الاهتمام بالوعی البیئی لدى المستمعین لکل الاذاعات لما لها من تأثیر على کافة افراد المجتمع .

-    عقد الندوات والمؤتمرات لتنمیة ثقافة الوعی البیئی والتعامل مع البیئة وکیفیة تحقیق التنمیة المستدامة واذاعتها عبر وسائل الاعلام المختلفة .

-        ضرورة الربط والتنسیق بین القائمین بالاتصال فی البرامج التی تسعى لتنمیة الوعی البیئی لمستمعیها.

-        ضرورة استضافة بعض علماء البیئة فی البرامج التی تهتم بهذا المجال.

-    ضرورة دعم اذاعة القرآن الکریم بکل وسائل الدعم التقنی والمادی والبشری لتحقیق ما تسعى الیه فی نشر وسطیة الدین الحنیف وتنمیة وعی مستمعیها.

-        زیادة المساحة الزمنیة للبرامج التی تهتم بتنمیة الوعی البیئی على خریطة اذاعة القرآن الکریم البرامجیة.