"أسس برنامج إرشادي قائم على الذکاء العاطفي لتحسين البيئة النفسية الإجتماعية لأسر المعاقين سمعياً | ||||
Journal of Environmental Studies and Researches | ||||
Article 17, Volume 9, (3), April 2019, Page 383-392 PDF (1.06 MB) | ||||
Document Type: Original Article | ||||
DOI: 10.21608/jesr.2019.68828 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Authors | ||||
إيمان فتحی عبد الله عثمان* 1; محمود عبد الحلیم منسي2; إسماعيل علی إسماعيل3 | ||||
1باحث دکتوراه - معهد الدراسات والبحوث البيئية - جامعة مدينة السادات | ||||
2کلية العلوم البيئية –جامعة العريش | ||||
3معهد الدراسات والبحوث البيئية – جامعة مدينة السادات | ||||
Abstract | ||||
هدف البحث إلى تحقيق معرفة کيفية إستخدام الذکاء العاطفي بأبعاده، ومجالاته، للوصول إلى برنامج إرشادى قائم على الذکاء العاطفي لتحسين البيئة النفسية الإجتماعية لأسر المعاقين سمعياً، للسعى إلى إنتاج معرفة تخدم الجانبين النظري والعملي في مجالات تحسين البيئة النفسية الإجتماعية لأسر المعاقين سمعياً، وقد تم إستخدام المنهج الوصفى التحليلى ، وخلص البحث إلى أن تنمية الذکاء العاطفي له دور إيجابي في تحسين البيئة النفسية الإجتماعية بين الأطفال المعاقين سمعياً وأسرهم ، وأن العلاقة بين الذکاء العاطفي وتحسين البيئة النفسية الإجتماعية علاقة وثيقة الصلة ببعضهما مما وجب بضرورة تقديم برامج إرشادية للأطفال قائمة على الذکاء العاطفي لتحسين البيئة النفسية الإجتماعية ، ليؤخذ بيده إلى الإبداع ويساعده على الإندماج فى المجتمع، وأوصى بالحاجة لبرامج وأليات حديثة تأخذ فى الإعتبار فسيولوجية الذکاء العاطفي ، وضرورة وضع الباحثين والمرشدين برامجهم الإرشادية وفقا لمبدأ السلوک الإنساني سواء أکان أسلوبا جماعيا أو فرديا، ، وتوفر المناهج والبرامج الدراسية المناسبة والمدرسين المتخصصين في مجال إعاقتهم، وتوفير الوسائل والأجهزة التعليمية المساعدة التي تزيد من خبرات ومهارات المعاق سمعياً بطريقة إيجابية، وتوفير وسائل المواصلات من المدرسة إلى البيت، وتهيئة المباني لتتناسب مع إعاقتهم من ملاعب ودرج ودورات مياه. | ||||
Keywords | ||||
تنمية; التواصل الفعال; المعاقين سم برنامج إرشادي; الذکاء العاطفي; البيئة النفسية الإجتماعية; المعاقين سمعياً | ||||
Full Text | ||||
مقدمه الدراسة یوجد فی أی مجتمع نسبة لا یستهان بها من الأفراد ذوی الإحتیاجات الخاصة وهؤلاء لهم الحق الکامل فی العیش والدمج فی المجتمع على قدم المساواة مع الأفراد العادیین. ومن بین أبرز الفئات ذوی الإحتیاجات الخاصة المعاقین سمعیاً أو الصم وهی الفئة التی لها بعض المتطلبات الخاصة سواءً من الناحیة التعلیمیة والإجتماعیة والنفسیة ، ومع إنخفاض مقدرة هذه الفئة على التواصل مع المجتمع فیؤدى ذلک إلى تدنى البیئة النفسیة الإجتماعیة لهم ولأسرهم مما یستوجب دراستها ودراسة تحسینها ویعتبر الذکاء العاطفى اهم الوسائل لذلک، ومن هنا حرصت الباحثة على دراسة أسس برنامج إرشادی قائم على الذکاء العاطفی لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً . مشکلة البحثتتحدد مشکلة البحث فى تدنى البیئة النفسیة الإجتماعیة المعاقین سمعیاً وأسرهم بما یعوق نموهم المجتمعى وتوافقهم مع المجتمع بما یفرضه الواقع من تحدیات هائلة من واقع الإعاقة السمعیة لذویهم ، وتتبلور مشکلة البحث فى السؤال الاتى : " ما أسس برنامج إرشادی قائم على الذکاء العاطفی لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً؟ ".
تساؤلات البحثمما سبق ومن مشکلة البحث تتمثل تساؤلات البحث فى الأتى: - ما الأبعاد المفسرة للذکاء العاطفی؟ وما تطبیقاته؟ - ما أسس وأسالیب وإجراءات ومجالات برنامج إرشادى مناسب لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً ؟
أهداف البحثیهدف البحث إلى : - شرح الذکاء العاطفی وبیان أبعاده الممیزة وتطبیقاته. - إبراز أسس وأسالیب وإجراءات برنامج إرشادى مناسب لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً لإستخدامه فی الواقع العملی. - إنتاج معرفة تخدم الجانبین النظری والعملی فی تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً.
أهمیة البحثیمکن النظر إلى أهمیة البحث من زاویتین کالآتی: - محاولة سد الفجوة المعرفیة ومحاولة إثراء الجانب النظری والفکری حول الذکاء العاطفی والآثار الإیجابیة التی تنتج عنه، خاصةً فی ظل النقص فی الأدبیات العربیة حول هذا الموضوع. - إبراز الممارسات التی یمکن تبنیها للوصول لبرنامج إرشادى وفق الذکاء العاطفی لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً.
منهجیة البحث:یتبع البحث أسلوب البحوث الأساسیة (Basic Research) من خلال مراجعة الأدبیات السابقة النظریة والتطبیقیة للظاهرة موضوع البحث لإستنتاج إطار فکری شامل یساعد على فهم وتفسیر الظاهرة قید البحث. الأطر النظریة أبعاد الذکاء العاطفی، وبرنامج الإرشاد لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیةأولاً مفاهیم البحثمفهوم الذکاء العاطفی الذکاء العاطفى وفق دانیال جولمان فی کتابه «الذکاء العاطفی» یعرف على أنه تدخل معطیاتنا العصبیة فی تشـکـیـل المهارة الأساسیة لممارسة الحیاة بما یجعلنا قادرین على التحکم فی نزاعاتنا ونزواتنا وأن نقرأ مشاعـر الآخـریـن الدفینة ونتعامل بمرونة فی علاقاتنا مع الآخرین، وقد عبر أرسطو عن ذلک بانه تلک المهارة النادرة على أن نغضب من الشخص المناسب بالقدر المناسب فی الوقت المناسب، وللهدف المناسب، ذلک بما یضع العواطف فی بؤرة القدرات الشخصیة فی التعامل مع الحیاة، وهنا تتشکل قدرات الإنسان الحکیم الذی یدیر عواطفه بإیجابیة بناءة فی الرضا والغضب، ویتفق محمود منسی مع مفهومى جولمان وارسطو فى أن الذکاء العاطفی أن أفهم مشاعری ومشاعر الاخرین وکیفیة التوجیه الصحیح والتعبیر عن هذه المشاعر فی کل الاحوال فی الفرح والحزن والرضا والغضب بما یدعم ضبط السلوک الانفعالی . (مصطفى جاد ، 2018) ویعرفه Goleman أیضاً بانه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصی وشعور الآخرین ، وذلک لتحفیز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشکـل سلـیم فی علاقتنا مع الآخرین (H arms, P. D Credé , M. , 2010 ,154–158) ، کما یرى "لین" " Lynn 1995 أن الذکاء العاطفی هو "عملیة تدریب غیر شاق لتدعیم الإدارة " الفردیة والتحکم فی الانفعالات وردود الافعال ومجابهة التحدیات ویضیف کون الفرد یتمتع بذکاء عاطفی بمعنى " کونه واعیا بذاته، متعاطفا متجاوبا ملتزما ویَتَبَنَى الاتجاهات التدعیمیة ویتوقع أفضل النتائج". ( جاب الله، 2012 : 29) ویمکن تعریف الذکاء العاطفی للباحثة إجرائیاً على أنه "قدرة الفرد على الفهم والإدراک الجید لانفعالاته ومشاعره الذاتیة وانفعالات ومشاعر الآخرین، والقدرة على فهمها وتقیمها بدقة والتحکم فیها وتوجیهها، بحیث تساعد الفرد فی توجیه سلوکه وتفکیره بما یزید من فرص التکیف والنجاح فی مختلف میادین الحیاة". تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة یقصد بمصطلح تَحْسِینِ الترقیة والتطویر ، ووفق معجم لغة الفقهاء تعنى الزیادة المتولدة من الأصل . أما مفهوم البیئة وفق الفصل الاول من المؤتمر الدولى للبیئة استوکهولم السوید 1972 فإن البیئة هى "مجموعة الموارد الطبیعیة والاجتماعیة المُتاحة فی وقتٍ مُعین من أجل إشباع الحاجات الإنسانیة ، وبالمفهوم الأشمل "کل شیء یُحیط بالإنسان" ومنها البیئة النفسیة والإجتماعیة (الدبوبى واخرون، 2012، ص 55) . اما مفهوم نفسی اجتماعی فأول من استخدم هذا المصطلح فی العموم هو عالم النفس إریک إریکسون فی مراحل النمو الاجتماعی ویعنى المفهوم الإرتباط بالنمو النفسی للشخص فی البیئة الاجتماعیة وبالتفاعل معها (Elizabeth,2009,51) ، (Trenoweth,2017,5) ، ویوظف هذا المفهوم للحلول للتحدیات التى یواجهها أسر المعاقین سمعیاً بغرض تحسین بیئتهم النفسیة الإجتماعیة کاحد أشکال علم النفس الدوائى فى سبل الدعم النفس إجتماعى. مفهوم المعاقین سمعیاً: الإعاقة حالة تؤثر على الفرد فتحد من قدرته على القیام بمهارة أو أکثر من مهارات الحیاة الیومیة المتعلقة بالذات أو بالتکیف مع الأخرین، والمعاق هو ذلک الشخص الذى تتدنى أحد أو بعض قدراته عن مستوى قدرات الأفراد العادیین من ذات السن ، وقد یکون ذلک فى أحد الصفات أو قدرة معینة ظاهرة مثل الشلل، أو غیر ظاهرة مثل الصمم، وهو فى حاجة لمساعدة الأخرین.(عبد الفتاح عبد المجید، 2012 : 275)، ویوضح (محمد النوبی ، 2009: 33) أن الأطفال الصم هم أولئک الذین لدیهم قصوراً فى الاستجابة السمعیة للمثیرات الصوتیة بصورة تامة، نتیجة لخلل فى التفاعل الطبیعی مع الآخرین کمرجع للقصور الحادثة فى الجوانب التواصلیة لدیهم، ولِذا یشوب أنماط تفاعلاتهم مع الآخرین الضعف والفشل الإجتماعی، ومن ثُم فقد تسیطر علیهم الانعزالیة والاستجابات المنخفضة فى المحیط الإجتماعی. وتعرف الباحثة الحالیة "الطفل المعاق سمعیاَ بالطفل غیر قادر على سماع الکلام المنطوق بالطرق العادیة لحُرِّمانه من حاسة السمع نتیجة لعوامل وراثیة أو تکوینیة أو بیئیة مکتسبة ، لذا یضطر لاستخدام أسالیب أخرى للتواصل الإجتماعی مع الآخرین.
أبعاد الذکاء العاطفی:حدد سالوفی ومایر أبعاد الذکاء العاطفی فی خمسة أبعاد کما هی موضحة فیما یلی:
أهم تطبیقات الذکاء العاطفیفی المجال الأسری : تعتبر الأسرة الحضن الأول للطفولة، والمدرسة الأولى للتعلم، وقد أشارت کثیر من الدراسات أن نمو العاطفی والإجتماعی خلال السنوات الأولى یتأثر إلى حد کبیر بالجو الأسری العام، وکذلک بالعلاقات الإجتماعیة داخل الأسرة وخارجها، کما یتأثر أیضا باتجاهات الوالدین نحو الطفل، وشخصیة الأم وعمرها ومستوى تعلیمها وخلفیتها الإجتماعیة، کل ذلک یؤثر على جانب وشخصیة الطفل العقلیة والإجتماعیة والعاطفیة والتواصل مع الأخر، کما یؤثر طبیعة العلاقة بین الطفل والوالدین وخصوصا الأم وعلى المعاییر والمعتقدات التی تقدمها الأم لطفلها (السمادونی، 2007 ، ص 166 ) فالوضع الإجتماعی للأسرة الملائم یؤدی إلى إمکانیة تکوین عواطف اعتبار الذات والاعتزاز بها، أما تعصب الأهل وحب الرئاسة یقدم الوضع المعاکس إمکانیة نمو عواطف احتقار الذات وکراهیة الأهل وضحالة التعاطف. (محمود خوالدة، 2004 ، ص 77) فی المجال التربوی : یشمل الذکاء العاطفی على مجموعة من المهارات وان معظم هذه المهارات تحسینها من خلال التعلم، ولذلک فلیست مفاجأة أن تنظر إلى المدارس على أنها أماکن أولى لتحسین الذکاء العاطفی وقداعتبر "جولمان" المدارس بأنها الأولى التی یمکن أن تُد یرها المجتمعات لتصحیح القصور فی الکفاءة الإجتماعیة اولانفعالیة لدى الطلاب. إذا فتعلم المهارات الانفعالیة یبدأ من المدرسة، حیث نجد أن الأطفال یدخلون المدارس وهم مختلفین من الناحیة الانفعالیة. وعلى ذلک فالمدارس توجه تحدی عملیة التغییر ومعالجة المهارات الانفعالیة للأطفال، وهذا التحدی یمکن أن یوجه من خلال تثقیف انفعالی للتمکن من الأمیة العاطفیة من خلال مناهج معدة لهذا الغرض وکذلک خلق مناخ مدرسی یعمل على تنمیة المهارات الانفعالیة واستخدامها فی مجالات عدیدة. (مرجع سابق ، السمادونی، ص 189) برنامج إرشادی قائم على الذکاء العاطفی فی تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة
عملیة الإرشاد النفسی مهما تعددت الطرق المستخدمة بها ترمى إلى مساعدة الفرد؛ لتحقیق عدة عوامل هی:
ولتحقیق هذا الهدف فهناک أسالیب الإرشاد المستخدمة فی ذلک نذکر منها فى الدراسة الحالیة الأتى: أ- الإرشاد الفردی : Individual Counseling یقوم الإرشاد الفردی على إرشاد عمیل واحد وجها لوجه فی کل مرة، وتعتمد فعالیته أساسا على العلاقة الإرشادیة بین المرشد والعمیل، فهی علاقة مهنیة مخططة من الطرفین ، ویعتبر الإرشاد الفردی هو أوج عملیة الإرشاد ، ویستخدم الإرشاد الفردی فی الحالات التی لا یمکن تناولها بفاعلیة عن طریق الإرشاد الجماعی، ویمر الإرشاد الفردی بعدة خطوات من الجلسة الأولى حتى النهائیة، ولابد أن تکون هذه الخطوات مفهومة لدى العمیل ویعرف بها مسبقا (حامد زهران، 2002، 320-321). ب- الإرشاد الجماعى : Group Counseling : الإرشاد الجماعی هو عملیة دینامیکیة یعمل من خلالها الأفراد ذوى المدى العادی من التوافق داخل مجموعة من الأقران، ومع مرشد ومدرب مهنی، مستکشفین مشاکل ومشاعر، ومحاولین تعدیل اتجاهاتهم کی تزداد إمکانیاتهم فی التعامل مع ما لدیهم من مشاکل (مصطفى محمد أحمد ،2002 ،182). ویرکز أسلوب الإرشاد الجماعی على التفاعل الاجتماعی من خلال العمل الجماعی والمشارکة الوجدانیة والشعور بالمشکلة، حیث یقوم هذا الأسلوب على أساس تعدیل السلوک اللاتوافقى وإحلال المفاهیم المرغوبة، عن طریق اکتساب المهارات الشخصیة والاجتماعیة، حیث تتاح الفرصة للطفل لکی یطلق العنان لمشاعره المتراکمة من توتر وحیرة والشعور بانعدام الأمن والعدوان والخوف (سهیر أحمد أمین، 2000، 1013). جـ- الإرشاد السلوکی : Behavioral Counseling
وتعتبر عملیة الإرشاد عملیة إعادة تعلم، ویعتبر الإرشاد السلوکی تطبیقاً عملیاً لقواعد ومبادئ وقوانین التعلم، والنظریة السلوکیة وعلم النفس التجریبی بصفة عامة فی میدان الإرشاد النفسی، وبصفة خاصة فی محاولة حل المشکلات السلوکیة بأسرع ما یمکن، وذلک بضبط وتعدیل السلوک المضطرب المتمثل فی الأعراض، ولقد تقدم میدان الإرشاد النفسی فی تبین طریقة التعدیل السلوکی للأعراض باعتبارها تجمعات لعادات سلوکیة خاطئة مکتسبة (إبراهیم أبوالخیر، 2002 ، 85).
أ) التعزیز: یقصد به إثابة السلوک المطلوب، ویتم ذلک بإثابة العمیل على السلوک السوی المطلوب، مما یدعمه ویثبته، ویؤدى إلى النزعة إلى تکرار نفس السلوک (المطلوب) إذا تکرر الموقف وتضم أشکال الثواب أی شیء مادی، أو معنوی یؤدى إلى رضا العمیل عندما یقوم بالسلوک المطلوب، کما انه التدعیم لأی فعل یؤدى إلی زیادة حدوث استجابة معینة أو تکرارها، وذلک مثل کلمات المدیح والتشجیع والإثابة المادیة أو المعنویة، ویشیر التدعیم إلی أی فعل أو حادثة یرتبط تقدیمها للفرد بزیادة شیوع السلوک المرغوب (عبدالستار إبراهیم، ورضوى إبراهیم ،2003، 574). ب) الإرشاد باللعب: هو طریقة شائعة فی مجال إرشاد الأطفال، حیث أن الطفل یقوم وهو یلعب بعملیة (لعب أدوار) یعبر فیها عن مشاعره ومشکلاته، لأنه لیس کالکبار والذین یمکنهم عمل ذلک بالتواصل والتعبیر، وبذلک یستخدم اللعب لضبط وتوجیه وتصحیح سلوک الطفل. (مرجع سابق ، زهران ، 347). ج) فنیة لعب الدور: ویؤدى هذا الأسلوب إلى تغیر السلوک والاتجاهات، ویقوم لعب الدور على مجموعة من الافتراضات منها : أن الحیاة مسرح بشکل عام، فما الحیاة الاجتماعیة إلا لعب للأدوار المتنوعة ؛ ویتیح لعب الدور الفرصة للفرد للتدریب على الحلول الممکنة فی المواقف المختلفة (عبدالرحمن العیسوى،2009، 262). د) المحاضراتوالمناقشاتالجماعیة: المحاضرات والمناقشات الجماعیة أسلوب من أسالیب الإرشاد الجماعی التعلیمی، حیث یغلب فیها الجو شبه العلمی ، وتهدف المحاضرات والمناقشات الجماعیة أساسا إلى تغییر الاتجاهات لدى العملاء (حامد زهران، 2002 ،305 ). ه) الواجب المنزلی : یشیر هذا الأسلوب إلى التصرفات التی یطلب المعالج من أفراد الأسرة أن یقوموا بها فیما بین الجلسات، ولهذا الأسلوب قیمة فی أن یجعل جلسات العلاج تقع حیث یمکن أن توجد حلول المشکلات، وتعمل الواجبات المنزلیة على إعادة بناء مسارات الأسرة بإعادة بناء التقاربات وتغییر الود بین الأفراد (محمد الشناوی، 2011 ،453). و) الاقتداء (النمذجة) : حیث تشیر إلى تنمیة السلوک عن طریق ملاحظة أشخاص آخرین (نماذج) یؤدون هذا السلوک، ویمکن اکتساب السلوک من مجرد ملاحظة الآخرین حتى لو لم یشترک القائم بالملاحظة فی هذا السلوک، أو لم یتلق نتائج مباشرة عن هذا السلوک (محمد الشناوی ومحمد عبدالرحمن، 2003، 344).
أ-الثباتالنسبیللسلوکالإنسانی: السلوک مکتسب من البیئة المحیطة بالفرد کما ترى ذلک المدرسة السلوکیة، ویکون للتربیة والتعلیم والتنشئة الاجتماعیة دور مهم فی تشکیله وتطوره، کما یکتسب السلوک الإنسانی صفة الثبات النسبی والتشابه بین الماضی والحاضر والمستقبل. وکون السلوک الإنسانی ثابتا نسبیا فإنه یمکن التنبؤ به فی المستقبل عند الأشخاص العادیین وفی المواقف والظروف العادیة. مثلا إذا نجح الطالب بتفوق فی مرحلة التعلیم الأساسی وکذلک فی المرحلة الثانویة فإنه سیکون متفوقًا فی دراسته الجامعیة، إذا تشابهت الظروف والمتغیرات الأخرى وتساوت عنده فی المستقبل (أحمد الزعبی،2003 ،48). ب- مرونةالسلوکالإنسانی: السلوک الإنسانی رغم ثباته فإنه مرن وقابل للتعدیل والتغییر کما یرى ذلک علماء النفس، والثبات النسبی لا یعنی جموده، ولا یقتصر مبدأ المرونة على السلوک الظاهری فقط، بل یشمل التنظیم الأساسی بشخصیة، ومفهوم الذات، مما یؤثر فی السلوک، فمرونة السلوک تعنی أن لدیه قابلیة واستعدادا للتغییر بشکل مستمر، مما یشجع العاملین فی مجال التوجیه والإرشاد النفسی لیکونوا أکثر تفاؤل التغییر أو تعدیل سلوکیات الأفراد المضطربین نحو الأفضل (أحمد الزبادی، وهشام الخطیب، 2011، 260). وترى الباحثة أن هذا المبدأ یشجع المرشدین والذین یعملون فی میدان تعدیل السلوک العمل مع الأفراد الذین یعانون من مشکلات فی سلوکهم واتجاهاتهم وتعدیلها وتغیرها واستبدالها. ج- السلوکالإنسانیفردیجماعی: السلوک الإنسانی یبدو فردیا وجماعیا رغم تمیزه الظاهر أحیانا بأنه فردی خالص، أو جماعی خالص، فکل فرد یعد شخصا متمیزا عن الآخرین حتى عن أخیه، ولکنه یبدو فیه تأثیر الجماعة واضحا، کما أن سلوکه وهو مع الجماعة تبدو فیه آثار شخصیته الفردیة، بالإضافة إلى ذلک فإن لکل فرد أدوارا اجتماعیة مختلفة، فهو یؤدی دوره کأب أو کأخ أو کأستاذ، ولکلِ دور من هذه الأدوار وظائف مختلفة ومعاییر سلوکیة یتقید الفرد بها وتحددها الجماعة، فالجماعة منظمة للسلوک الفردی ولابد للمرشد النفسی أن یأخذ ذلک بعین الاعتبار حتى یتمکن من توجیه الأفراد إلى ما یحقق مصلحة الجماعة التی ینتمی إلیها، ویحقق له التوافق والصحة النفسیة ( مرجع سابق ، الزعبى،49). وترى الباحثة أن على الباحثین والمرشدین یضعوا برامجهم الإرشادیة وفقا لهذا المبدأ سواء أکان أسلوبا جماعیا أو فردیا، وأن یضعون فی الاعتبار طبیعة المشکلة وخصائص الأفراد. د- حقالفردفیالتوجیهوالإرشادالنفسی: إن عملیة التوجیه والإرشاد حق من حقوق کل فرد حسب حاجته، وهو حاجة نفسیة مهمة لدى الإنسان، ومن مطالب النمو السوی إشباع هذه الحاجة، وتؤدی إلى تحقیق التوافق بینه وبین البیئة التی یعیش فیها من جهة أخرى (أحمد الزبادی، وهشام الخطیب،2011 ،26). هـ- استعدادالإنسانللتوجیهوالإرشاد: یوجد لدى الإنسان العادی استعداد للتوجیه والإرشاد، حیث أنه عندما یشکل علیه أمر ما یشعر بحاجة أساسیة تدفعه لطلب التوجیه والإرشاد النفسی، حیث أنه تکون لدیه القدرة على الاستبصار بحالته مما یشعره بالرغبة فی التغییر فیقبل على الإرشاد بنفسه، دون تأفف، وهو یثق فی عملیة الإرشاد ویتوقع الاستفادة منها، وهذا ما یعود علیه بالفائدة الکبیرة ویحقق الهدف من عملیة الإرشاد. وهذا دلیل على أن لدى الإنسان استعداد قوی لتغییر السلوک غیر السوی واستبداله بسلوک أفضل )مرجع سابق ، الزبادی، الخطیب،26). ویمکن أن تلخص الباحثة مما سبق أسس البرنامج الإرشادی فی الأتی:- 1- تحدید هدف لکل جلسة ومحاولة تحقیقه. 2- توفیر بیئة ملیئة بالمثیرات اللمسیة التی تتناسب مع الطفل المعاق سمعیاً، واستخدامها بأسلوب جید. 3- أن یتناسب البرنامج مع خصائص ومیول وقدرات الطفل المعاق سمعیاً. 4- مراعاة التنوع فی الفنیات والأدوات المستخدمة أثناء الجلسات. 5- العمل على إیجاد المواقف الحرکیة التی تضیف عنصر التفاعل الاجتماعی والتواصل والمشارکة فی المواقف الاجتماعیة لدى الأطفال المعاقین سمعیاً. 6- الاستفادة من المواد المتاحة والمتوافرة فی البیئة، لانخراط الطفل المعاق سمعیاً فی المجتمع. 7- مراعاة الظروف النفسیة والاجتماعیة والصحیة للطفل المعاق سمعیاً، وخلق روح الصداقة بین الباحثة والأطفال وتشجیعهم على الاستمرار فی بذل الجهد. 8- مراعاة عوامل الأمن والسلامة للطفل المعاق سمعیاً. 9- أن یتسم البرنامج بالمرونة، حیث یسمح بإدخال التعدیلات إذا لزم الأمر حسب حاجات الطفل المعاق سمعیاً. 10- یجب التحلی بالصبر والمثابرة واستخدام أسلوب التعزیز کفنیة من الفنیات الأساسیة فی البرنامج وکذلک فنیة الواجب المنزلی.
للإرشاد النفسی العدید من المجالات، فهناک الإرشاد التربوی، والإرشاد المهنی أو الوظیفی، وکذلک الإرشاد لتنمیة المواهب، والإرشاد العلاجی، وکذلک لا یقتصر الإرشاد على سن معینة أو مرحلة عمریة دون الأخرى من مراحل نمو الإنسان. فالإرشاد یقدم فی کل المراحل العمریة حتى أنه یقدم للأم الحامل قبل ولادتها، وهذا یعنى أهمیة الإرشاد بالنسبة للإنسان فی مختلف مراحل العمر، فإذا کان الإرشاد یمثل أهمیة فی مختلف مجالات العادیین بصفة عامة، فإنه یمثل أهمیة خاصة بالنسبة للمعاقین سمعیاً (إجلال محمد سری، 2004 : 70). والمعاقون سمعیاً بحاجة إلى الإرشاد وتأکدت لنا هذه الحاجة من خلال ما یعانیه المعاق سمعیاً نتیجة لظروف إعاقته، مما یحتم ضرورة تقدیم استراتیجیات عملیة الإرشاد بطریقة صحیحة وعلى أسس علمیة وفی مجالات کثیرة یحتاج إلیها المعاق سمعیاً لمساعدته. ومن هذه المجالات : أ- الإرشاد النفسی:ویقصد به إرشاد المعاق سمعیاً إلى التغلب على عناده أو لمؤثراته النفسیة الناتجة عن التربیة الأسریة الخاطئة وعن عدم الشعور بالاطمئنان من الآخرین والثقة بهم. وإخراج المعاق من عزلته النفسیة وسلبیته ومساعدته عن طریق الرعایة الجماعیة أو الرعایة الفردیة لتحقیق التکیف الاجتماعی ووضعه فی الطریق الصحیح المؤدی إلى التوافق (سید عبدالحمید مرسی، 1985 ،416) . ب- الإرشاد الاجتماعی:ویقصد به تشجیع الاهتمامات والمیول والهوایات المناسبة لدى المعاق سمعیاً، ویجب العمل على تعدیل الظروف الاجتماعیة بما یؤدی إلى التوافق الاجتماعی، ویجب تهیئة البیئة الاجتماعیة المناسبة للتنشئة الاجتماعیة السلیمة. کذلک یجب تعدیل نظام واتجاهات أفراد الأسرة وخاصة الوالدین بما یحقق للفرد المعوق أقصى إمکانیات النمو العادی على أساس نظام الإرشاد الدوری مدى الحیاة. ویجب أن یتقبل أعضاء الأسرة الحالة مع التسلیم بالواقع. ویجب العمل على تخلیص الوالدین من مشاعر الذنب ومشاعر الأسى بخصوص الحالة (مرجع سابق ، زهران، 434) . د- الإرشاد الصحی:یهتم بالعلاج والتصحیح الطبی إلى أحسن درجة ممکنة، وتحویل المعاق سمعیاً إلى المستشفیات والمراکز الطبیة المتخصصة والتی تعالج الأمراض التی تؤدی إلى الإصابة بالإعاقة السمعیة، وإجراء العملیات الجراحیة اللازمة والتأکد من سلامته الصحیة ومتابعتها بشکل مستمر، وتوفیر الأجهزة التعویضیة حتى یتحقق لهم الأمن الجسمی والنفسی (حامد زهران، 2002، 434) . هـ- الإرشاد المهنی:إن الخطوة الأساسیة فی الإرشاد المهنی هی معاونة المعاق سمعیاً على فهم نفسه والتعرف على طاقاته وإمکانیاته حتى یستطیع أن یستقلها فی الناحیة التی تعود علیه وبالتالی على مجتمعه بالنفع . ومعاونته على تحقیق التوافق والإشباع المهنی، وذلک بالتوفیق بین حاجات المعوق والفرص المهنیة له فی ضوء مطالب الأعمال وإمکانیاته الذاتیة (مرجع سابق ، مرسی، 406). الخلاصةتناول هذا البحث الترکیز على عرض الأطر النظریة للذکاء العاطفی وأبعاده وتطبیقاته وبما یتوافق وبرنامج إرشادى یقوم علیه لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة للمعاقین سمعیاً وأسرهم، وخلص البحث إلى أن تنمیة الذکاء العاطفی فی تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة قد ینتشر بین الأطفال المعاقین سمعیاً، وأن العلاقة بین الذکاء العاطفی وتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة علاقة وثیقة الصلة ببعضهما مما وجب بضرورة تقدیم برامج إرشادیة للأطفال لتنمیة الذکاء العاطفی لدیهم حتى نستطیع تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لدیهم أیضا، فکلما کان الطفل لدیه ذکاء عاطفی کلما تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة ، الأمر الذی یجعله یحب أن یکون مبدعا ویساعده على تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة . ولمناقشة أهم الأفکار التی وردت فی البحث، فإنه سیتم إیجاز النقاط التالیة لتأکید الإجابة على تساؤلات البحث: 1- الأفراد الصم یعانون من صعوبات فی الاستعمال الإجتماعی للغة، ناتجة عن ضعف خبراتهم وضعف مهارات تواصلهم غیر اللفظی ( لغة الجسم ) وقلة استعمال الإشارات والإیماءات، وهذا من یؤدى لتدنى البیئة النفسیة الإجتماعیة لهم وأسرهم. 2- توجد بعض اتجاهات الناس الخاطئة نحو المعاق سمعیاً، وهناک بعض الممارسات والاتجاهات الوالدیة الخاطئة تجاه الطفل المعاق سمعیاً. 3- مجال الإرشاد الاجتماعی یهدف أساسًا إلى تقلیل آثار ظهور الحالة غیر العادیة فی المواقف الاجتماعیة بقدر الإمکان، وتعدیل الاتجاهات الاجتماعیة السالبة والأفکار الخاطئة الشائعة تجاه الأطفال المعاقین سمعیاً 4- المعاقون سمعیاً بحاجة إلى الإرشاد وتأکدت هذه الحاجة من خلال ما یعانیه المعاق سمعیاً نتیجة لظروف إعاقته، مما یحتم ضرورة تقدیم استراتیجیات عملیة الإرشاد بطریقة صحیحة وعلى أسس علمیة وفی مجالات کثیرة یحتاج إلیها المعاق سمعیاً لمساعدته. 5- الإنسان بطبیعته یقبل علی الإرشاد ویحتاج إلی من یرشده وینصحه، کما أن الإنسان لدیه القابلیة للتعلم ومرونة السلوک الإنسانی یجعله قادر علی تعدیل سلوکه خاصة فی مرحلة الطفولة مرحلة یسهل فی التعدیل والتشکیل للسلوک لأن السلوک أکثر مرونة فی الطفولة من غیرها من المراحل وخاصة للأطفال المعاقین سمعیاً. 6- الأطفال المعاقین سمعیاً وأسرهم فی حاجة إلی برامج إرشادیة تتناسب مع طبیعة الإعاقة وطبیعة المرحلة العمریة التی تنمیة الذکاء العاطفی فی تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لدیهم ، وعلى المرشدین أن یضعوا برامجهم الإرشادیة وفقا لهذا المبدأ سواء أکان أسلوبا جماعیا أو فردیا، لتوفیر الحاجات النفسیة ومطالب النمو وإشباع حاجتهم النفسیة، وأن یضعون فی الاعتبار طبیعة المشکلة وخصائص الأطفال المعاقین سمعیاً.... وفی خلاصة هذا البحث فإنه یمکننا الانتهاء بالتوصیات الأتیة: - الحاجة لبرامج وألیات حدیثة تأخذ فى الإعتبار فسیولوجیة الذکاء العاطفی وبما یدعم أبعاد الذکاء العاطفى من الوعی بالذات، وحسن التعامل مع أسری الانفعالات العاصفة وتنمیة قدراتهم على التحکم فى الإنفعالات بالإستعداد الرئیسی لإتقان الفنون الإجتماعیة. - على الباحثین والمرشدین أن یضعوا برامجهم الإرشادیة وفقا لمبدأ السلوک الإنسانی سواء أکان أسلوبا جماعیا أو فردیا، وأن یضعون فی الاعتبار طبیعة المشکلة وخصائص الأفراد. توفر المناهج والبرامج الدراسیة المناسبة والمدرسین المتخصصین فی مجال إعاقتهم، وتوفیر الوسائل والأجهزة التعلیمیة المساعدة التی تزید من خبرات ومهارات المعاق سمعیاً بطریقة إیجابیة، وتوفیر وسائل المواصلات من المدرسة إلى البیت، وتهیئة المبانی لتتناسب مع إعاقتهم من ملاعب ودرج ودورات میاه. مقدمه الدراسة یوجد فی أی مجتمع نسبة لا یستهان بها من الأفراد ذوی الإحتیاجات الخاصة وهؤلاء لهم الحق الکامل فی العیش والدمج فی المجتمع على قدم المساواة مع الأفراد العادیین. ومن بین أبرز الفئات ذوی الإحتیاجات الخاصة المعاقین سمعیاً أو الصم وهی الفئة التی لها بعض المتطلبات الخاصة سواءً من الناحیة التعلیمیة والإجتماعیة والنفسیة ، ومع إنخفاض مقدرة هذه الفئة على التواصل مع المجتمع فیؤدى ذلک إلى تدنى البیئة النفسیة الإجتماعیة لهم ولأسرهم مما یستوجب دراستها ودراسة تحسینها ویعتبر الذکاء العاطفى اهم الوسائل لذلک، ومن هنا حرصت الباحثة على دراسة أسس برنامج إرشادی قائم على الذکاء العاطفی لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً . مشکلة البحثتتحدد مشکلة البحث فى تدنى البیئة النفسیة الإجتماعیة المعاقین سمعیاً وأسرهم بما یعوق نموهم المجتمعى وتوافقهم مع المجتمع بما یفرضه الواقع من تحدیات هائلة من واقع الإعاقة السمعیة لذویهم ، وتتبلور مشکلة البحث فى السؤال الاتى : " ما أسس برنامج إرشادی قائم على الذکاء العاطفی لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً؟ ".
تساؤلات البحثمما سبق ومن مشکلة البحث تتمثل تساؤلات البحث فى الأتى: - ما الأبعاد المفسرة للذکاء العاطفی؟ وما تطبیقاته؟ - ما أسس وأسالیب وإجراءات ومجالات برنامج إرشادى مناسب لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً ؟
أهداف البحثیهدف البحث إلى : - شرح الذکاء العاطفی وبیان أبعاده الممیزة وتطبیقاته. - إبراز أسس وأسالیب وإجراءات برنامج إرشادى مناسب لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً لإستخدامه فی الواقع العملی. - إنتاج معرفة تخدم الجانبین النظری والعملی فی تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً.
أهمیة البحثیمکن النظر إلى أهمیة البحث من زاویتین کالآتی: - محاولة سد الفجوة المعرفیة ومحاولة إثراء الجانب النظری والفکری حول الذکاء العاطفی والآثار الإیجابیة التی تنتج عنه، خاصةً فی ظل النقص فی الأدبیات العربیة حول هذا الموضوع. - إبراز الممارسات التی یمکن تبنیها للوصول لبرنامج إرشادى وفق الذکاء العاطفی لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لأسر المعاقین سمعیاً.
منهجیة البحث:یتبع البحث أسلوب البحوث الأساسیة (Basic Research) من خلال مراجعة الأدبیات السابقة النظریة والتطبیقیة للظاهرة موضوع البحث لإستنتاج إطار فکری شامل یساعد على فهم وتفسیر الظاهرة قید البحث. الأطر النظریة أبعاد الذکاء العاطفی، وبرنامج الإرشاد لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیةأولاً مفاهیم البحثمفهوم الذکاء العاطفی الذکاء العاطفى وفق دانیال جولمان فی کتابه «الذکاء العاطفی» یعرف على أنه تدخل معطیاتنا العصبیة فی تشـکـیـل المهارة الأساسیة لممارسة الحیاة بما یجعلنا قادرین على التحکم فی نزاعاتنا ونزواتنا وأن نقرأ مشاعـر الآخـریـن الدفینة ونتعامل بمرونة فی علاقاتنا مع الآخرین، وقد عبر أرسطو عن ذلک بانه تلک المهارة النادرة على أن نغضب من الشخص المناسب بالقدر المناسب فی الوقت المناسب، وللهدف المناسب، ذلک بما یضع العواطف فی بؤرة القدرات الشخصیة فی التعامل مع الحیاة، وهنا تتشکل قدرات الإنسان الحکیم الذی یدیر عواطفه بإیجابیة بناءة فی الرضا والغضب، ویتفق محمود منسی مع مفهومى جولمان وارسطو فى أن الذکاء العاطفی أن أفهم مشاعری ومشاعر الاخرین وکیفیة التوجیه الصحیح والتعبیر عن هذه المشاعر فی کل الاحوال فی الفرح والحزن والرضا والغضب بما یدعم ضبط السلوک الانفعالی . (مصطفى جاد ، 2018) ویعرفه Goleman أیضاً بانه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصی وشعور الآخرین ، وذلک لتحفیز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشکـل سلـیم فی علاقتنا مع الآخرین (H arms, P. D Credé , M. , 2010 ,154–158) ، کما یرى "لین" " Lynn 1995 أن الذکاء العاطفی هو "عملیة تدریب غیر شاق لتدعیم الإدارة " الفردیة والتحکم فی الانفعالات وردود الافعال ومجابهة التحدیات ویضیف کون الفرد یتمتع بذکاء عاطفی بمعنى " کونه واعیا بذاته، متعاطفا متجاوبا ملتزما ویَتَبَنَى الاتجاهات التدعیمیة ویتوقع أفضل النتائج". ( جاب الله، 2012 : 29) ویمکن تعریف الذکاء العاطفی للباحثة إجرائیاً على أنه "قدرة الفرد على الفهم والإدراک الجید لانفعالاته ومشاعره الذاتیة وانفعالات ومشاعر الآخرین، والقدرة على فهمها وتقیمها بدقة والتحکم فیها وتوجیهها، بحیث تساعد الفرد فی توجیه سلوکه وتفکیره بما یزید من فرص التکیف والنجاح فی مختلف میادین الحیاة". تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة یقصد بمصطلح تَحْسِینِ الترقیة والتطویر ، ووفق معجم لغة الفقهاء تعنى الزیادة المتولدة من الأصل . أما مفهوم البیئة وفق الفصل الاول من المؤتمر الدولى للبیئة استوکهولم السوید 1972 فإن البیئة هى "مجموعة الموارد الطبیعیة والاجتماعیة المُتاحة فی وقتٍ مُعین من أجل إشباع الحاجات الإنسانیة ، وبالمفهوم الأشمل "کل شیء یُحیط بالإنسان" ومنها البیئة النفسیة والإجتماعیة (الدبوبى واخرون، 2012، ص 55) . اما مفهوم نفسی اجتماعی فأول من استخدم هذا المصطلح فی العموم هو عالم النفس إریک إریکسون فی مراحل النمو الاجتماعی ویعنى المفهوم الإرتباط بالنمو النفسی للشخص فی البیئة الاجتماعیة وبالتفاعل معها (Elizabeth,2009,51) ، (Trenoweth,2017,5) ، ویوظف هذا المفهوم للحلول للتحدیات التى یواجهها أسر المعاقین سمعیاً بغرض تحسین بیئتهم النفسیة الإجتماعیة کاحد أشکال علم النفس الدوائى فى سبل الدعم النفس إجتماعى. مفهوم المعاقین سمعیاً: الإعاقة حالة تؤثر على الفرد فتحد من قدرته على القیام بمهارة أو أکثر من مهارات الحیاة الیومیة المتعلقة بالذات أو بالتکیف مع الأخرین، والمعاق هو ذلک الشخص الذى تتدنى أحد أو بعض قدراته عن مستوى قدرات الأفراد العادیین من ذات السن ، وقد یکون ذلک فى أحد الصفات أو قدرة معینة ظاهرة مثل الشلل، أو غیر ظاهرة مثل الصمم، وهو فى حاجة لمساعدة الأخرین.(عبد الفتاح عبد المجید، 2012 : 275)، ویوضح (محمد النوبی ، 2009: 33) أن الأطفال الصم هم أولئک الذین لدیهم قصوراً فى الاستجابة السمعیة للمثیرات الصوتیة بصورة تامة، نتیجة لخلل فى التفاعل الطبیعی مع الآخرین کمرجع للقصور الحادثة فى الجوانب التواصلیة لدیهم، ولِذا یشوب أنماط تفاعلاتهم مع الآخرین الضعف والفشل الإجتماعی، ومن ثُم فقد تسیطر علیهم الانعزالیة والاستجابات المنخفضة فى المحیط الإجتماعی. وتعرف الباحثة الحالیة "الطفل المعاق سمعیاَ بالطفل غیر قادر على سماع الکلام المنطوق بالطرق العادیة لحُرِّمانه من حاسة السمع نتیجة لعوامل وراثیة أو تکوینیة أو بیئیة مکتسبة ، لذا یضطر لاستخدام أسالیب أخرى للتواصل الإجتماعی مع الآخرین.
أبعاد الذکاء العاطفی:حدد سالوفی ومایر أبعاد الذکاء العاطفی فی خمسة أبعاد کما هی موضحة فیما یلی:
أهم تطبیقات الذکاء العاطفیفی المجال الأسری : تعتبر الأسرة الحضن الأول للطفولة، والمدرسة الأولى للتعلم، وقد أشارت کثیر من الدراسات أن نمو العاطفی والإجتماعی خلال السنوات الأولى یتأثر إلى حد کبیر بالجو الأسری العام، وکذلک بالعلاقات الإجتماعیة داخل الأسرة وخارجها، کما یتأثر أیضا باتجاهات الوالدین نحو الطفل، وشخصیة الأم وعمرها ومستوى تعلیمها وخلفیتها الإجتماعیة، کل ذلک یؤثر على جانب وشخصیة الطفل العقلیة والإجتماعیة والعاطفیة والتواصل مع الأخر، کما یؤثر طبیعة العلاقة بین الطفل والوالدین وخصوصا الأم وعلى المعاییر والمعتقدات التی تقدمها الأم لطفلها (السمادونی، 2007 ، ص 166 ) فالوضع الإجتماعی للأسرة الملائم یؤدی إلى إمکانیة تکوین عواطف اعتبار الذات والاعتزاز بها، أما تعصب الأهل وحب الرئاسة یقدم الوضع المعاکس إمکانیة نمو عواطف احتقار الذات وکراهیة الأهل وضحالة التعاطف. (محمود خوالدة، 2004 ، ص 77) فی المجال التربوی : یشمل الذکاء العاطفی على مجموعة من المهارات وان معظم هذه المهارات تحسینها من خلال التعلم، ولذلک فلیست مفاجأة أن تنظر إلى المدارس على أنها أماکن أولى لتحسین الذکاء العاطفی وقداعتبر "جولمان" المدارس بأنها الأولى التی یمکن أن تُد یرها المجتمعات لتصحیح القصور فی الکفاءة الإجتماعیة اولانفعالیة لدى الطلاب. إذا فتعلم المهارات الانفعالیة یبدأ من المدرسة، حیث نجد أن الأطفال یدخلون المدارس وهم مختلفین من الناحیة الانفعالیة. وعلى ذلک فالمدارس توجه تحدی عملیة التغییر ومعالجة المهارات الانفعالیة للأطفال، وهذا التحدی یمکن أن یوجه من خلال تثقیف انفعالی للتمکن من الأمیة العاطفیة من خلال مناهج معدة لهذا الغرض وکذلک خلق مناخ مدرسی یعمل على تنمیة المهارات الانفعالیة واستخدامها فی مجالات عدیدة. (مرجع سابق ، السمادونی، ص 189) برنامج إرشادی قائم على الذکاء العاطفی فی تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة
عملیة الإرشاد النفسی مهما تعددت الطرق المستخدمة بها ترمى إلى مساعدة الفرد؛ لتحقیق عدة عوامل هی:
ولتحقیق هذا الهدف فهناک أسالیب الإرشاد المستخدمة فی ذلک نذکر منها فى الدراسة الحالیة الأتى: أ- الإرشاد الفردی : Individual Counseling یقوم الإرشاد الفردی على إرشاد عمیل واحد وجها لوجه فی کل مرة، وتعتمد فعالیته أساسا على العلاقة الإرشادیة بین المرشد والعمیل، فهی علاقة مهنیة مخططة من الطرفین ، ویعتبر الإرشاد الفردی هو أوج عملیة الإرشاد ، ویستخدم الإرشاد الفردی فی الحالات التی لا یمکن تناولها بفاعلیة عن طریق الإرشاد الجماعی، ویمر الإرشاد الفردی بعدة خطوات من الجلسة الأولى حتى النهائیة، ولابد أن تکون هذه الخطوات مفهومة لدى العمیل ویعرف بها مسبقا (حامد زهران، 2002، 320-321). ب- الإرشاد الجماعى : Group Counseling : الإرشاد الجماعی هو عملیة دینامیکیة یعمل من خلالها الأفراد ذوى المدى العادی من التوافق داخل مجموعة من الأقران، ومع مرشد ومدرب مهنی، مستکشفین مشاکل ومشاعر، ومحاولین تعدیل اتجاهاتهم کی تزداد إمکانیاتهم فی التعامل مع ما لدیهم من مشاکل (مصطفى محمد أحمد ،2002 ،182). ویرکز أسلوب الإرشاد الجماعی على التفاعل الاجتماعی من خلال العمل الجماعی والمشارکة الوجدانیة والشعور بالمشکلة، حیث یقوم هذا الأسلوب على أساس تعدیل السلوک اللاتوافقى وإحلال المفاهیم المرغوبة، عن طریق اکتساب المهارات الشخصیة والاجتماعیة، حیث تتاح الفرصة للطفل لکی یطلق العنان لمشاعره المتراکمة من توتر وحیرة والشعور بانعدام الأمن والعدوان والخوف (سهیر أحمد أمین، 2000، 1013). جـ- الإرشاد السلوکی : Behavioral Counseling
وتعتبر عملیة الإرشاد عملیة إعادة تعلم، ویعتبر الإرشاد السلوکی تطبیقاً عملیاً لقواعد ومبادئ وقوانین التعلم، والنظریة السلوکیة وعلم النفس التجریبی بصفة عامة فی میدان الإرشاد النفسی، وبصفة خاصة فی محاولة حل المشکلات السلوکیة بأسرع ما یمکن، وذلک بضبط وتعدیل السلوک المضطرب المتمثل فی الأعراض، ولقد تقدم میدان الإرشاد النفسی فی تبین طریقة التعدیل السلوکی للأعراض باعتبارها تجمعات لعادات سلوکیة خاطئة مکتسبة (إبراهیم أبوالخیر، 2002 ، 85).
أ) التعزیز: یقصد به إثابة السلوک المطلوب، ویتم ذلک بإثابة العمیل على السلوک السوی المطلوب، مما یدعمه ویثبته، ویؤدى إلى النزعة إلى تکرار نفس السلوک (المطلوب) إذا تکرر الموقف وتضم أشکال الثواب أی شیء مادی، أو معنوی یؤدى إلى رضا العمیل عندما یقوم بالسلوک المطلوب، کما انه التدعیم لأی فعل یؤدى إلی زیادة حدوث استجابة معینة أو تکرارها، وذلک مثل کلمات المدیح والتشجیع والإثابة المادیة أو المعنویة، ویشیر التدعیم إلی أی فعل أو حادثة یرتبط تقدیمها للفرد بزیادة شیوع السلوک المرغوب (عبدالستار إبراهیم، ورضوى إبراهیم ،2003، 574). ب) الإرشاد باللعب: هو طریقة شائعة فی مجال إرشاد الأطفال، حیث أن الطفل یقوم وهو یلعب بعملیة (لعب أدوار) یعبر فیها عن مشاعره ومشکلاته، لأنه لیس کالکبار والذین یمکنهم عمل ذلک بالتواصل والتعبیر، وبذلک یستخدم اللعب لضبط وتوجیه وتصحیح سلوک الطفل. (مرجع سابق ، زهران ، 347). ج) فنیة لعب الدور: ویؤدى هذا الأسلوب إلى تغیر السلوک والاتجاهات، ویقوم لعب الدور على مجموعة من الافتراضات منها : أن الحیاة مسرح بشکل عام، فما الحیاة الاجتماعیة إلا لعب للأدوار المتنوعة ؛ ویتیح لعب الدور الفرصة للفرد للتدریب على الحلول الممکنة فی المواقف المختلفة (عبدالرحمن العیسوى،2009، 262). د) المحاضراتوالمناقشاتالجماعیة: المحاضرات والمناقشات الجماعیة أسلوب من أسالیب الإرشاد الجماعی التعلیمی، حیث یغلب فیها الجو شبه العلمی ، وتهدف المحاضرات والمناقشات الجماعیة أساسا إلى تغییر الاتجاهات لدى العملاء (حامد زهران، 2002 ،305 ). ه) الواجب المنزلی : یشیر هذا الأسلوب إلى التصرفات التی یطلب المعالج من أفراد الأسرة أن یقوموا بها فیما بین الجلسات، ولهذا الأسلوب قیمة فی أن یجعل جلسات العلاج تقع حیث یمکن أن توجد حلول المشکلات، وتعمل الواجبات المنزلیة على إعادة بناء مسارات الأسرة بإعادة بناء التقاربات وتغییر الود بین الأفراد (محمد الشناوی، 2011 ،453). و) الاقتداء (النمذجة) : حیث تشیر إلى تنمیة السلوک عن طریق ملاحظة أشخاص آخرین (نماذج) یؤدون هذا السلوک، ویمکن اکتساب السلوک من مجرد ملاحظة الآخرین حتى لو لم یشترک القائم بالملاحظة فی هذا السلوک، أو لم یتلق نتائج مباشرة عن هذا السلوک (محمد الشناوی ومحمد عبدالرحمن، 2003، 344).
أ-الثباتالنسبیللسلوکالإنسانی: السلوک مکتسب من البیئة المحیطة بالفرد کما ترى ذلک المدرسة السلوکیة، ویکون للتربیة والتعلیم والتنشئة الاجتماعیة دور مهم فی تشکیله وتطوره، کما یکتسب السلوک الإنسانی صفة الثبات النسبی والتشابه بین الماضی والحاضر والمستقبل. وکون السلوک الإنسانی ثابتا نسبیا فإنه یمکن التنبؤ به فی المستقبل عند الأشخاص العادیین وفی المواقف والظروف العادیة. مثلا إذا نجح الطالب بتفوق فی مرحلة التعلیم الأساسی وکذلک فی المرحلة الثانویة فإنه سیکون متفوقًا فی دراسته الجامعیة، إذا تشابهت الظروف والمتغیرات الأخرى وتساوت عنده فی المستقبل (أحمد الزعبی،2003 ،48). ب- مرونةالسلوکالإنسانی: السلوک الإنسانی رغم ثباته فإنه مرن وقابل للتعدیل والتغییر کما یرى ذلک علماء النفس، والثبات النسبی لا یعنی جموده، ولا یقتصر مبدأ المرونة على السلوک الظاهری فقط، بل یشمل التنظیم الأساسی بشخصیة، ومفهوم الذات، مما یؤثر فی السلوک، فمرونة السلوک تعنی أن لدیه قابلیة واستعدادا للتغییر بشکل مستمر، مما یشجع العاملین فی مجال التوجیه والإرشاد النفسی لیکونوا أکثر تفاؤل التغییر أو تعدیل سلوکیات الأفراد المضطربین نحو الأفضل (أحمد الزبادی، وهشام الخطیب، 2011، 260). وترى الباحثة أن هذا المبدأ یشجع المرشدین والذین یعملون فی میدان تعدیل السلوک العمل مع الأفراد الذین یعانون من مشکلات فی سلوکهم واتجاهاتهم وتعدیلها وتغیرها واستبدالها. ج- السلوکالإنسانیفردیجماعی: السلوک الإنسانی یبدو فردیا وجماعیا رغم تمیزه الظاهر أحیانا بأنه فردی خالص، أو جماعی خالص، فکل فرد یعد شخصا متمیزا عن الآخرین حتى عن أخیه، ولکنه یبدو فیه تأثیر الجماعة واضحا، کما أن سلوکه وهو مع الجماعة تبدو فیه آثار شخصیته الفردیة، بالإضافة إلى ذلک فإن لکل فرد أدوارا اجتماعیة مختلفة، فهو یؤدی دوره کأب أو کأخ أو کأستاذ، ولکلِ دور من هذه الأدوار وظائف مختلفة ومعاییر سلوکیة یتقید الفرد بها وتحددها الجماعة، فالجماعة منظمة للسلوک الفردی ولابد للمرشد النفسی أن یأخذ ذلک بعین الاعتبار حتى یتمکن من توجیه الأفراد إلى ما یحقق مصلحة الجماعة التی ینتمی إلیها، ویحقق له التوافق والصحة النفسیة ( مرجع سابق ، الزعبى،49). وترى الباحثة أن على الباحثین والمرشدین یضعوا برامجهم الإرشادیة وفقا لهذا المبدأ سواء أکان أسلوبا جماعیا أو فردیا، وأن یضعون فی الاعتبار طبیعة المشکلة وخصائص الأفراد. د- حقالفردفیالتوجیهوالإرشادالنفسی: إن عملیة التوجیه والإرشاد حق من حقوق کل فرد حسب حاجته، وهو حاجة نفسیة مهمة لدى الإنسان، ومن مطالب النمو السوی إشباع هذه الحاجة، وتؤدی إلى تحقیق التوافق بینه وبین البیئة التی یعیش فیها من جهة أخرى (أحمد الزبادی، وهشام الخطیب،2011 ،26). هـ- استعدادالإنسانللتوجیهوالإرشاد: یوجد لدى الإنسان العادی استعداد للتوجیه والإرشاد، حیث أنه عندما یشکل علیه أمر ما یشعر بحاجة أساسیة تدفعه لطلب التوجیه والإرشاد النفسی، حیث أنه تکون لدیه القدرة على الاستبصار بحالته مما یشعره بالرغبة فی التغییر فیقبل على الإرشاد بنفسه، دون تأفف، وهو یثق فی عملیة الإرشاد ویتوقع الاستفادة منها، وهذا ما یعود علیه بالفائدة الکبیرة ویحقق الهدف من عملیة الإرشاد. وهذا دلیل على أن لدى الإنسان استعداد قوی لتغییر السلوک غیر السوی واستبداله بسلوک أفضل )مرجع سابق ، الزبادی، الخطیب،26). ویمکن أن تلخص الباحثة مما سبق أسس البرنامج الإرشادی فی الأتی:- 1- تحدید هدف لکل جلسة ومحاولة تحقیقه. 2- توفیر بیئة ملیئة بالمثیرات اللمسیة التی تتناسب مع الطفل المعاق سمعیاً، واستخدامها بأسلوب جید. 3- أن یتناسب البرنامج مع خصائص ومیول وقدرات الطفل المعاق سمعیاً. 4- مراعاة التنوع فی الفنیات والأدوات المستخدمة أثناء الجلسات. 5- العمل على إیجاد المواقف الحرکیة التی تضیف عنصر التفاعل الاجتماعی والتواصل والمشارکة فی المواقف الاجتماعیة لدى الأطفال المعاقین سمعیاً. 6- الاستفادة من المواد المتاحة والمتوافرة فی البیئة، لانخراط الطفل المعاق سمعیاً فی المجتمع. 7- مراعاة الظروف النفسیة والاجتماعیة والصحیة للطفل المعاق سمعیاً، وخلق روح الصداقة بین الباحثة والأطفال وتشجیعهم على الاستمرار فی بذل الجهد. 8- مراعاة عوامل الأمن والسلامة للطفل المعاق سمعیاً. 9- أن یتسم البرنامج بالمرونة، حیث یسمح بإدخال التعدیلات إذا لزم الأمر حسب حاجات الطفل المعاق سمعیاً. 10- یجب التحلی بالصبر والمثابرة واستخدام أسلوب التعزیز کفنیة من الفنیات الأساسیة فی البرنامج وکذلک فنیة الواجب المنزلی.
للإرشاد النفسی العدید من المجالات، فهناک الإرشاد التربوی، والإرشاد المهنی أو الوظیفی، وکذلک الإرشاد لتنمیة المواهب، والإرشاد العلاجی، وکذلک لا یقتصر الإرشاد على سن معینة أو مرحلة عمریة دون الأخرى من مراحل نمو الإنسان. فالإرشاد یقدم فی کل المراحل العمریة حتى أنه یقدم للأم الحامل قبل ولادتها، وهذا یعنى أهمیة الإرشاد بالنسبة للإنسان فی مختلف مراحل العمر، فإذا کان الإرشاد یمثل أهمیة فی مختلف مجالات العادیین بصفة عامة، فإنه یمثل أهمیة خاصة بالنسبة للمعاقین سمعیاً (إجلال محمد سری، 2004 : 70). والمعاقون سمعیاً بحاجة إلى الإرشاد وتأکدت لنا هذه الحاجة من خلال ما یعانیه المعاق سمعیاً نتیجة لظروف إعاقته، مما یحتم ضرورة تقدیم استراتیجیات عملیة الإرشاد بطریقة صحیحة وعلى أسس علمیة وفی مجالات کثیرة یحتاج إلیها المعاق سمعیاً لمساعدته. ومن هذه المجالات : أ- الإرشاد النفسی:ویقصد به إرشاد المعاق سمعیاً إلى التغلب على عناده أو لمؤثراته النفسیة الناتجة عن التربیة الأسریة الخاطئة وعن عدم الشعور بالاطمئنان من الآخرین والثقة بهم. وإخراج المعاق من عزلته النفسیة وسلبیته ومساعدته عن طریق الرعایة الجماعیة أو الرعایة الفردیة لتحقیق التکیف الاجتماعی ووضعه فی الطریق الصحیح المؤدی إلى التوافق (سید عبدالحمید مرسی، 1985 ،416) . ب- الإرشاد الاجتماعی:ویقصد به تشجیع الاهتمامات والمیول والهوایات المناسبة لدى المعاق سمعیاً، ویجب العمل على تعدیل الظروف الاجتماعیة بما یؤدی إلى التوافق الاجتماعی، ویجب تهیئة البیئة الاجتماعیة المناسبة للتنشئة الاجتماعیة السلیمة. کذلک یجب تعدیل نظام واتجاهات أفراد الأسرة وخاصة الوالدین بما یحقق للفرد المعوق أقصى إمکانیات النمو العادی على أساس نظام الإرشاد الدوری مدى الحیاة. ویجب أن یتقبل أعضاء الأسرة الحالة مع التسلیم بالواقع. ویجب العمل على تخلیص الوالدین من مشاعر الذنب ومشاعر الأسى بخصوص الحالة (مرجع سابق ، زهران، 434) . د- الإرشاد الصحی:یهتم بالعلاج والتصحیح الطبی إلى أحسن درجة ممکنة، وتحویل المعاق سمعیاً إلى المستشفیات والمراکز الطبیة المتخصصة والتی تعالج الأمراض التی تؤدی إلى الإصابة بالإعاقة السمعیة، وإجراء العملیات الجراحیة اللازمة والتأکد من سلامته الصحیة ومتابعتها بشکل مستمر، وتوفیر الأجهزة التعویضیة حتى یتحقق لهم الأمن الجسمی والنفسی (حامد زهران، 2002، 434) . هـ- الإرشاد المهنی:إن الخطوة الأساسیة فی الإرشاد المهنی هی معاونة المعاق سمعیاً على فهم نفسه والتعرف على طاقاته وإمکانیاته حتى یستطیع أن یستقلها فی الناحیة التی تعود علیه وبالتالی على مجتمعه بالنفع . ومعاونته على تحقیق التوافق والإشباع المهنی، وذلک بالتوفیق بین حاجات المعوق والفرص المهنیة له فی ضوء مطالب الأعمال وإمکانیاته الذاتیة (مرجع سابق ، مرسی، 406). الخلاصةتناول هذا البحث الترکیز على عرض الأطر النظریة للذکاء العاطفی وأبعاده وتطبیقاته وبما یتوافق وبرنامج إرشادى یقوم علیه لتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة للمعاقین سمعیاً وأسرهم، وخلص البحث إلى أن تنمیة الذکاء العاطفی فی تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة قد ینتشر بین الأطفال المعاقین سمعیاً، وأن العلاقة بین الذکاء العاطفی وتحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة علاقة وثیقة الصلة ببعضهما مما وجب بضرورة تقدیم برامج إرشادیة للأطفال لتنمیة الذکاء العاطفی لدیهم حتى نستطیع تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لدیهم أیضا، فکلما کان الطفل لدیه ذکاء عاطفی کلما تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة ، الأمر الذی یجعله یحب أن یکون مبدعا ویساعده على تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة . ولمناقشة أهم الأفکار التی وردت فی البحث، فإنه سیتم إیجاز النقاط التالیة لتأکید الإجابة على تساؤلات البحث: 1- الأفراد الصم یعانون من صعوبات فی الاستعمال الإجتماعی للغة، ناتجة عن ضعف خبراتهم وضعف مهارات تواصلهم غیر اللفظی ( لغة الجسم ) وقلة استعمال الإشارات والإیماءات، وهذا من یؤدى لتدنى البیئة النفسیة الإجتماعیة لهم وأسرهم. 2- توجد بعض اتجاهات الناس الخاطئة نحو المعاق سمعیاً، وهناک بعض الممارسات والاتجاهات الوالدیة الخاطئة تجاه الطفل المعاق سمعیاً. 3- مجال الإرشاد الاجتماعی یهدف أساسًا إلى تقلیل آثار ظهور الحالة غیر العادیة فی المواقف الاجتماعیة بقدر الإمکان، وتعدیل الاتجاهات الاجتماعیة السالبة والأفکار الخاطئة الشائعة تجاه الأطفال المعاقین سمعیاً 4- المعاقون سمعیاً بحاجة إلى الإرشاد وتأکدت هذه الحاجة من خلال ما یعانیه المعاق سمعیاً نتیجة لظروف إعاقته، مما یحتم ضرورة تقدیم استراتیجیات عملیة الإرشاد بطریقة صحیحة وعلى أسس علمیة وفی مجالات کثیرة یحتاج إلیها المعاق سمعیاً لمساعدته. 5- الإنسان بطبیعته یقبل علی الإرشاد ویحتاج إلی من یرشده وینصحه، کما أن الإنسان لدیه القابلیة للتعلم ومرونة السلوک الإنسانی یجعله قادر علی تعدیل سلوکه خاصة فی مرحلة الطفولة مرحلة یسهل فی التعدیل والتشکیل للسلوک لأن السلوک أکثر مرونة فی الطفولة من غیرها من المراحل وخاصة للأطفال المعاقین سمعیاً. 6- الأطفال المعاقین سمعیاً وأسرهم فی حاجة إلی برامج إرشادیة تتناسب مع طبیعة الإعاقة وطبیعة المرحلة العمریة التی تنمیة الذکاء العاطفی فی تحسین البیئة النفسیة الإجتماعیة لدیهم ، وعلى المرشدین أن یضعوا برامجهم الإرشادیة وفقا لهذا المبدأ سواء أکان أسلوبا جماعیا أو فردیا، لتوفیر الحاجات النفسیة ومطالب النمو وإشباع حاجتهم النفسیة، وأن یضعون فی الاعتبار طبیعة المشکلة وخصائص الأطفال المعاقین سمعیاً.... وفی خلاصة هذا البحث فإنه یمکننا الانتهاء بالتوصیات الأتیة: - الحاجة لبرامج وألیات حدیثة تأخذ فى الإعتبار فسیولوجیة الذکاء العاطفی وبما یدعم أبعاد الذکاء العاطفى من الوعی بالذات، وحسن التعامل مع أسری الانفعالات العاصفة وتنمیة قدراتهم على التحکم فى الإنفعالات بالإستعداد الرئیسی لإتقان الفنون الإجتماعیة. - على الباحثین والمرشدین أن یضعوا برامجهم الإرشادیة وفقا لمبدأ السلوک الإنسانی سواء أکان أسلوبا جماعیا أو فردیا، وأن یضعون فی الاعتبار طبیعة المشکلة وخصائص الأفراد. توفر المناهج والبرامج الدراسیة المناسبة والمدرسین المتخصصین فی مجال إعاقتهم، وتوفیر الوسائل والأجهزة التعلیمیة المساعدة التی تزید من خبرات ومهارات المعاق سمعیاً بطریقة إیجابیة، وتوفیر وسائل المواصلات من المدرسة إلى البیت، وتهیئة المبانی لتتناسب مع إعاقتهم من ملاعب ودرج ودورات میاه. | ||||
References | ||||
کتب عربیة
10. عبد الفتاح عبد المجید، (2012)، التربیة الخاصة وبرامجها العلاجیة، ط1، مکتبة الأنجلو المصریة،القاهرة ، مصر
12. عبدالستار إبراهیم، ورضوى إبراهیم (2003)، علم النفس أسسه ومعالم دراسته، ط2 ، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة ، مصر. 13. عبدالله الدبوبى (2012 )، اخرون ، الإنسان و البیئة : دراسة إجتماعیة تربویة ، الطبعة 3 ، دار المأمون للنشر ، عمان ، الأردن. 14. علا عبد الرحمان محمد ( 2009 )، الذکاء الوجدانی والتفکیر الإبتکاری عند الأطفال، دار الفکر ناشرون وموزعون، عمان ، الاردن . 15. محمد النوبی محمد على (2009)، الإعاقة السمعیة دلیل الآباء والأمهات والمعلمین وطلاب التربیة الخاصة، (ط1)، دار وائل، عمان، الأردن. 16. محمد محروس الشناوی (2011 ) . نظریات الإرشاد والعلاج النفسی ، دار غریب للطباعة، القاهرة، مصر. 17. محمد محروس الشناوی، محمد السید عبد الرحمن (2003) ،العلاج السلوکی الحدیث ، أسسه وتطبیقاته ، دار قباء، القاهرة، مصر. 18. محمود خوالدة ( 2004 )، الذکاء العاطفی الذکاء الانفعالی، دار الشروق للنشر والتوزیع،عمان ، الأردن. 19. منال عبد الخالق جاب الله ( 2012 )، سیکولوجیة الذکاء الإنفعالی أسس وتطبیقات، دار العلم والإیمان للنشر والتوزیع، دسوق، مصر. دوریات ونشرات 20. إبراهیم فرج أبوالخیر ،(2002)، مدى فاعلیة برنامج إرشادی لتعدیل السلوک العدوانی لدى المعوقین سمعیاً، مجلة کلیة التربیة، جامعة عین شمس، المجلد (7) ، العدد(4)، ص 203- 241. 21. مصطفى جاد ، نجاحک فی ذکائک العاطفی ، جریدة الکویتیة ، عدد 1995 ، 2 سبتمبر 2018 ، الکویت .. ومتاح على اللینکات الاتیة: www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=472242 , www.alkuwaityah.com/products/1337/16.pdf
22. مصطفى محمد أحمد (2002)، تأثیر العوامل البیئیة على صعوبات التعلم لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة، مجلة معوقات الطفولة، مرکز معوقات الطفولة، جامعة الأزهر الشریف، العدد7، ص 201- 293.
مراجع اجنبیة
| ||||
Statistics Article View: 340 PDF Download: 226 |
||||