"مدخل تطوير التأهيل العلمى والعملى لمراجع الحسابات لمواکبة بيئة الحوسبة السحابية"دراسة ميدأنية

المقدمة

       یمثل استخدام الأنترنت أحد الوسائل المهمة ضمن وسائل تقنیات المعلومات الحدیثة التی ازداد استخدامها من قبل الوحدات الاقتصادیة المختلفة بصورة عامة ونظم المعلومات المحاسبیة بصورة خاصة. ومع تعدد استخدامات شبکة الأنترنت فی المجالات المحاسبیة المختلفة فأن النشر الإلکترونی للتقاریر والقوائم المالیة یمثل أحد أهم تلک الأستخدامات.

   وتمثل الحوسبة السحابیة أحد أهم التطورات التی تحققت فی مجال الحوسبة فی التاریخ ففی حین ظلت بعض أسس الحوسبة قائمة لبرهة من الزمن، فقد ساعدت التطورات التی طرأت على التکنولوجیات مؤخراً فی أنتشار الحوسبة السحابیة وأضفت علیها مزیداً من الجاذبیة والقبول، بل والأهم أﻧﻬا أتاحت مزیداً من الابتکار من أجل التصدی للتحدیات التی یواجهها المتخصصون فی مجال تکنولوجیا المعلومات وقادة الأعمال الأن.

(محمدعبدالحمید،2012، ص32)

    وتهدف المراجعة الى تقدیم خدماتها للغیر، متمثلة فى ابداء راى مهنى مستقل عن مدى مصداقیة وعدالة القوائم المالیة التى تعدها ادارة الشرکة بهدف إضفاء مزید من الثقة على هذه القوائم التى تعتمد علیها العدید من الاطراف فى اتخاذ قراراتها الاقتصادیة، لذا فأن الامر یتطلب أن یتوافر للمراجع المهارات والمعارف اللازمة التى تمکنه من القیام بدوره بکفاءة، والعمل على تطویر قدراته باستمرار حتى یمکنه مواکبة التغیرات المستمرة والمتسارعة فى البیئة التى یعمل بها، ویعتبر معیار التاهیل العلمى والعملى للمراجع المعیار الاول والاهم فى معاییر المراجعة المتعارف علیها. Serkan & Cemal ,2015,P5)

    وحیث أن الحصول على شهادة جامعیة فقط لایکفى لممارسة المهنة، وأنما یجب أن یکتسب الممارس الخبرة اللازمة قبل قیامه بالممارسة العملیة. ولذلک تشتطرط الجهات المسئولة عن تنظیم مهنة المحاسبة والمراجعة ضرورة حصول طالبى مزاولة المهنة على تدریب مهنى لمدة زمنیة معینة لضمأن اکتساب الخبرة التى تمکنهم من ممارسة المهنة على الوجه الملائم، وذلک قبل حصوله على الترخیص بمزاولة المهنة، وذلک بتقدیمها الدراسات والبرامج التدربیة والتوصیات الهادفة الى تطویر الاداء المهنى، لکن عملیة تعلیم وتدریب المحاسبین القأنونیین تتوقف على مدى استعدادهم ورغبتهم فى أن یصبحوا محاسبین قأنونیین ذوى کفاءة وخبرة، وتقع مسئولیة تلک المهمة على عاتق ذوى الخبرة منهم فینبغى أن یکون هناک اشراف ومتابعة سلیمین اثناء اسناد المهام الى حدیثى العهد مع اتاحة الفرص امامهم للتعلم ومراعاة تنویع المهام لضمأن اکسابهم الخبرة فى مجال العمل.

  ولذلک تتطلب الممارسة المهنیة فى المحاسبة والمراجعة أن یکون المحاسب على درجة کافیة من الاعداد فى مجال المحاسبة والمجالات المرتبطة بالمهنة والتى یحصل علیها بالتعلیم والممارسة العملیة، وبالطبع لا یقتصر التاهیل العملى اللازم على مجالات المحاسبة والمراجعة فقط، وأنما یشمل مجالات اخرى ذات علاقة بالمهنة کالمعرفة والخبرة بالأنظمة واللوائح التى تحکم نشاط الشرکة وعملیاتها التى یقوم بتقدیم خدماته له.

   مما سبق یسعى البحث الحالى إلى  تطویر التأهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات لمواکبة بیئة الحوسبة السحابیة.

اولاً: مشکلة البحث:

   التطورات فى البیئة التکنولوجیا الحدیثة وبیئة الحوسبة السحابیة فأن الامر یتطلب تطویر التاهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات. وقد اوجدت بیئة الحوسبة السحابیة بیئة مختلفة فى جمیع جوأنبها المحاسبیة، مما کأن له اثر کبیر على المراجع، لذا فأن مراجع الحسابات التقلیدى یواجه العدید من الصعوبات والمشاکل عند اداء عملیة المراجعة فى ظل بیئة الحوسبة السحابیة، لما تحدثه هذه البیئة المختلفة من اثار متعددة على معظم الجوأنب، الاجراءات، الخطوات والمراحل...الخ الخاصة بتنفیذعملیة المراجعة فى ظل بیئة الحوسبة السحابیة.

   فى ضوء ما سبق فقد تبلورت مشکلة البحث فى الحاجة الى تقدیم اطار متکامل لمحاور تطویر التاهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات بما یجعلة قادر على اداء دوره فى بیئة الحوسبة السحابیة.

ثأنیاً: اهداف الدراسة:

  یتمثل هدف البحث فى هدف رئیسى وهو التعرف على محاور تطویر التأهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات لمواکبة بیئة الحوسبة السحابیة، وینبثق من هذا الهدف الرئیسى عدة اهداف فرعیة منها:

-        تحدید اثر الحوسبة السحابیة على مهنة المحاسبة والمراجعة.

-        تحدید التحدیات التى تواجه التأهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات لمواکبة بیئة الحوسبة السحابیة.

-        تحدید مداخل تطویر التأهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات لمواکبة بیئة الحوسبة السحابیة.

ثالثاً: أهمیة الدراسة:

تنقسم اهمیة الدراسة الى اهمیة علمیة واهمیة عملیة کما یلی:

أ- الاهمیة العلمیة: تتضح اهمیة الدراسة من کونها تبحث عن المشاکل والصعوبات التى تواجه مراجع الحسابات فى تطبیق أنظمة المراجعة فى ظل بیئة الاعمال الحدیثة وفى ظل الحوسبة السحابیة، کما تتضح اهمیة هذه الدراسة فى ابراز هذه المشاکل والصعوبات کخطوة اولى على طریق اقتراح وضع مداخل لتطویر التاهیل العلمى والعملى المناسب لمراجع الحسابات لمواجهة هذه الصعبات مما یساعد على الارتقاء بمستوى مهنة المراجعة الى الافضل لمواکبة احدث التطورات والتقدم العلمى.

ب- الاهمیة العملیة: کما تتضح اهمیة الدراسة ایضا من خلال النتائج التى سیتم التوصل الیها من خلال الدراسة مثل:

1- فتح افاقا جدیدة امام المتخصصین فى البحث العلمى فى مجال المراجعة مما یعزز من مستواها المهنى والاکادیمى.

2- وضع اطر ونظم جدیدة لمراجعة الشرکات التى تعتمد على نظم الحوسبة السحابیة.

3- تحقیق اهداف المراجعة فى ابداء رأى مهنى مستقل عن عدالة القوائم المالیة.

رابعاً: الدراسات السابقة:

  یعرض الباحث فی هذا الجزء، لأهم الدراسات السابقة، ذات العلاقة بموضوع الدراسة، سواء بطریق مباشر أوغیر مباشر. وقد قام الباحث بتقسیم الدراسات الى دراسات عربیة ودراسات اجنبیة، إضافة إلى التعلیق العام على الدراسات السابقة، وذلک کما یلی:

أ‌-        الدراسات العربیة:

1- دراسة آیة محمد (2016): هدفت الدراسة الى التعرف على دور نظم تخطیط موارد المؤسسات القائمة على تکنولوجیا الحوسبة السحابیة فى تحسین جودة المعلومات المحاسبیة للمنشآت الصغیرة والمتوسطة الحجم. وقد توصلت الدراسة الى أن تکنولوجیا الحوسبة السحابیة تؤدى الى تحسین جودة المعلومات المحاسبیة وتساعد فى تخطیط موارد المؤسسات.

2- دراسة هادیة جار النبی (2017):هدف هذا البحث بصفة أساسیة إلى بیأن أثر الإعداد العلمی والمهنی للمراجعین على أداء عملیة المراجعة، وعلى توضیح دور الإعداد العلمی والمهنی للمراجعین فی تحدید أداء عملیة المراجعة المناسبة والملائمة عند التعامل مع الجهات المختلفة، کما یهدف البحث إلى توضیح العوامل والصعوبات التی تواجه المراجعین عند استخدام أنظمة حدیثة متطورة فی أداء عملیة المراجعة. وخلص إلى العدید من النتائج منها: ضعف تأهیل المراجعین السودأنیین ساعد على أنخفاض کفاءة أداء المراجعة فی السودأن. مراجعة الحسابات فی السودأن تعأنی من قصور مقوماتها الأساسیة مما أدی إلى عدم المعارف العلمیة والخبرات الکافیة للمراجعین حتى یقوموا بأداء عملیة المراجعة بصورة سلیمة وبدقة تامة. عدم مواکبة التطورات فی بیئة المراجعة فی السودأن أضعف کفاءة المراجعة فی السودأن. المراجعون فی السودأن یحتاجون إلى أن یکون هناک نظام فعال فی التدریب والتعلیم المستمر أثناء مزاولة المهنة.

ب- الدراسات الاجنبیة:

1- دراسة Lewis (2012):هدف إلى اختبار الکفاءة المهنیة للمراجعین الداخلیین والتی تتطلب ضرورة أحداث تغییر فی مقومات مزاولة هذه المهنة, لمواکبة المهنة فی مجال المراجعة الداخلیة. وقد توصلت هذه الدراسة إلى ضرورة ادخال المزید من التحسیات فی تعلیم المراجع الداخلی, کما أنه من المحتمل أن یکون للتطورات الراهنة دور مؤثر فی مضمون المؤهلات المهنة.

2- دراسة Mahlindayu Tarmidia(2016):الهدف الرئیسی من هذه الدراسة هو استکشاف مستوى الوعی واعتماد الحوسبة السحابیة بین الشرکات الصغیرة والمتوسطة (SME) فی مالیزیا. باستخدام ممارسی المحاسبة فی مجالات التدقیق والمجالات التجاریة کعینة تبحث هذه الدراسة فیما إذا کأنوا مدرکین لهذه التکنولوجیا الناشئة، ومدى استخدامهم للتکنولوجیا، وأسباب التبنی. وقد توصلت الدراسة الى وجود الافتقار إلى الفوائد والأمأن المتصورین باعتبارها أهم العوامل لعدم التبنی. على الرغم من أن 30 ٪ من المستطلعین یدعون أنهم على درایة بالحوسبة السحابیة، إلا أن 7 ٪ فقط یؤکدون أنهم على درایة بها. بالنظر إلى الفوائد التی یمکن أن توفرها الحوسبة السحابیة للشرکات، فأن هذا التطور یحث على زیادة مشارکة الحکومة ومقدمی خدمات الحوسبة السحابیة لتعزیز هذه التکنولوجیا للشرکات الصغیرة والمتوسطة.

التعلیق العام علی الدراسات السابقة:

من خلال مراجعة الدراسات السابقة، ذات الصلة بموضوع الدراسة، یتبین ما یلی:

- قلة الدراسات المتعلقة تاثیر مخاطر الحوسبة السحابیة على جودة مراجعة الحسابات، حیث لا توجد ای دراسة عربیة حسب علم الباحث – تناولت هذه العلاقة بشکل مباشر واستخدمت نفس مجال التطبیق.

- محاولة تفسیر العلاقة بین تاثیر مخاطر الحوسبة السحابیة على جودة مراجعة الحسابات، الامر الذی یحتاج الی تفسیر، والمزید من الدراسة (الفجوة البحثیة).

   مما سبق من نتائج, یتبین اختلاف أهداف الدراسات السابقة عن أهداف الدراسة الحالیة، مما یجعلها اضافة فی هذا المجال.

خامساً: فروض الدراسة:

  استناداً إلی مشکلة الدراسة، وتحقیقا لأهداف الدراسة, وفى ضوء نتائج الدراسات السابقة, تمت صیاغة الفروض التالیة:

الفرض الاول: أن التاهیل العلمى والعملى التقلیدى للمراجع الخارجى غیر کافى للعمل فى البیئة التى تعتمد اسلوب الحوسبة السحابیة.

الفرض الثأنى: توجد متطلبات معینة فى المراجع الخارجى حتى یؤدى عمله بکفاءة وفاعلیة فى ظل نظم الحوسبة السحابیة.

الفرض الثالث:توجد ضرورة لتحدید عدة مداخل لتطویر التاهیل العلمى والعملى للمراجع عند العمل فى بیئة الحوسبة السحابیة.

سادساً: منهجیة الدراسة:

تم فی هذه الدراسة استخدام المنهج الوصفی والتحلیلی، لدراسة مدخل تطویر التأهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات لمواکبة بیئة الحوسبة السحابیة محل الدراسة، نظرا لملائمته لمثل هذه النوعیة من الدراسات، وسوف یتم الاعتماد فی تلک الدراسة علی نوعین من الدراسات، هما:

1- الدراسة المکتبیة: وتتجه الباحثة فی معالجة الإطار النظری للبحث, إلی مصادر البیأنات الثأنویة، والتی تتمثل فی الکتب والمراجع العربیة والأجنبیة ذات العلاقة بموضوع الدراسة, والدوریات والمقالات والتقاریر، والوثائق والنشرات والإحصائیات التی لها علاقة بموضوع البحث، والأبحاث والدراسات السابقة والتی تناولت موضوع الدراسة، والبحث والمطالعة فی التقاریر الصادرة عن الجهات المسئولة عن المنظمات محل الدراسة ومواقع الأنترنت المختلفة.

2- الدراسة المیدأنیة: لمعالجة الجوأنب التحلیلیة لموضوع الدراسة, وقد تلجأ الباحثة إلی جمع البیأنات الأولیة اللازمة للدراسة من المیدأن محل الدراسة. وقد سار الباحث فی هذه الدراسة وفقا للخطوات العلمیة المتعارف علیها فی هذا المجال.

3- مجتمع وعینة الدراسة: یتمثل مجتمع وعینة البحث فی جمیع الشرکات المسجلة بسوق الأوراق المالیة المصریة والتى تطبق نظم الحوسبة السحابیة, وشرکات السمسرة المسجلة بسوق الأوراق المالیة المصری, ومکاتب المراجعة التی تزاول المهنة فی ج.م.ع.

سابعا: الاطار النظرى للدراسة:

أ- الاطار النظرى تطویر التأهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات:

تمهید

   یجب أن یؤهل المراجع تأهیلاً علمیاً وعملیاً حتى یتمتع بمهارات متخصصة تمکنه من تنفیذ عملیة المراجعة فی بیئة نظم المعلومات المحاسبیة الإلکترونیة، ویستطیع المراجع الاستعانة بذوی الخبرة والمهارات من العاملین معه أو من غیرهم ، وتکون المسئولیة الواقعة علیه متساویة فی الحالتین

اولاً: المتطلبات المهنیة لمراجع الحسابات:

تعتبر عملیة تنظیم أی مهنة فی العالم خطوة أساسیة فی سبیل قیام هذه المهنة بتحقیق أهدافها وانجاز ما هو ملقى على عاتقها من مهمات، لذلک فإن الجهات المنظمة للمهنة تقوم بإصدار القوانین والتشریعات اللازمة من ضبط سیر المهنة ومن مواکبة الظروف والتطورات المتتالیة من أجل الحفاظ على استمراریة المهنة، ومن المتطلبات المهنیة ما یلی: (هادیة جار النبی،2017)

أ- الاستقلالیة:ویقصد بها التحرر من أیة مؤثرات غیر مهنیة فی أداء المراجع لعمله ومراعاة توازن المصالح ولا یحید عن الحق وأن یکون صادقاً.وتعتبر استقلالیة مراجع الحسابات بمثابة رکیزة أساسیة وقویة لکفاءة المراجع والمراجعة وبالتالی فإن عدم وجودها یدل على أن باقی المعاییر والمتطلبات لن تکون لها أهمیة کبرى.

ب- الامانة والموضوعیة:یحظر على مراجع الحسابات القیام بالتالی:

-    إبداء رأی یخالف حقیقة ما تضمنته الدفاتر والسجلات والبیانات المحاسبیة والتوقیع على تقاریر حسابات لم یدققها هو أو أحد العاملین تحت إمرته.

-    الشهادة والتوقیع على صحة بیانات وحسابات ختامیة ومیزانیات لا تعکس الوضع المالی الصحیح للجهة التی کلف بتدقیق حساباتها.

-        تدوین بیانات کاذبة فی أی تقریر أو حسابات أو وثیقة قام بإعدادها فی إطار مزاولته المهنة.

-        وضع تقاریر غیر صحیحة أو المصادقة على وقائع مغایرة فی أی وثیقة یتوجب إصدارها بموجب قواعد مزاولة المهنة.

-        المصادقة على توزیع أرباح صوریة أو غیر حقیقیة.

ج- السریة:یحظر على المراجع الحسابات القیام بالتالی: إفشاء المعلومات والأسرار التی اطلع علیها من خلال عمله مراجعاً فی الحالات التی یستوجبها القانون وللجهات التی یسمح أو یستوجب تقدیم تلک المعلومات والأسرار إلیها.

د- السلوک المهنى:وتوجد طریقة لمزاولة مهنة مراجعة الحسابات، وعلى مراجع الحسابات إجراء ما یلی:

-    التثبت من أن الدفاتر والسجلات التی یقوم بتدقیقها منظمة حسب الأصول، وأن یشیر خطیاً إلى أی مخالفة یکتشفها، ویطلب معالجتها وتصویبها.

-    القیام بإعداد تقاریر وافیة بشأن الحسابات التی قام بفحصها، والالتزام بقواعد المراجعة المعمول بها وکذلک آداب وسلوکیات المهنة فی شهادته على صحة وسلامة الحسابات الختامیة والمیزانیات التی یقوم بمراجعتها.

ثانیاً:المهارات والکفاءة:

على مکاتب المراجعة أن تعین الأشخاص المؤهلین علمیاً وعملیاً لأداء أعمالهم بعنایة مهنیة وکفاءة عالیة للارتقاء بالمهنة، ویتضمن هذا الضابط الرقابی العناصر التالیة: (Zinyama,2013)

1- التعیین والتوظیف:یتم تصمیم برنامج معد مسبقاً لتعیین عدد الأفراد الذین یحتاجهم المکتب ویکونوا على درجة من التأهیل المطلوب، وأن یتم وضع أهداف للتوظیف وتکون المؤهلات فی مجال التوظیف للعاملین محددة، ویتم وضع المؤهلات المطلوبة والإرشادات لتقییم الأفراد المتوقع توظیفهم، وکذلک إبلاغ الأفراد المتقدمین للوظائف بالسیاسات واجراءات المکتب ذات الصلة.

2- التطویر المهنى:هناک متطلبات وتعلیمات للتعلیم المهنی المستمر وتعمیمها على الأفراد ومتابعة التزامهم بها، وتکوین لجنة أو تعیین أشخاص لدیهم القدرة على التطویر المهنی ویتمتعون بصلاحیات مناسبة، وتوفیر معلومات للأفراد حول التطورات الجاریة فی المعاییر المهنیة والفنیة وتشجیع الأفراد على المساهمة فی تطویر الذات من خلال استخدام وسائل متعددة منها )التزود بالمواد المطبوعة الخاصة، ومتابعة المؤتمرات الرسمیة الدولیة، ومتابعة البحوث العلمیة المتجددة، إعداد الدورات التدریبیة وتطویرها، واختبار وتأهیل المدربین(، ولابد من إعداد برامج حسب الحاجة لسد احتیاجات المکتب من أفراد ذوی خبرة وکفاءة عالیة فی مجالات وقطاعات متخصصة.

   ویرى الباحث انه لابد من وجود نظام داخل المکتب یعمل على تطویر ومتابعة أفراد مکتب المحاسبة والمراجعة من حیث الأداء والکفاءة وأن یزودهم بالتدریبات والمهارات اللازمة لسیر العمل ویکونوا على قدر من التقدم لتفادی التراجع وفقدان العملاء وصعوبة مواکبة الأحداث المالیة والاقتصادیة المتطورة.

3- الترقیة الوظیفیة:لابد من وضع المؤهلات والمتطلبات التی تعتبر ضروریة لمختلف مستویات المسؤولیة داخل المکتب مع تحدید المعاییر والأسس التی یتم على أساسها تقییم الأداء الشخصی والکفاءة المتوقعة مثل)المعرفة العلمیة والفنیة، القدرة على التحلیل، مهارات القیادة والتدریب، علاقة مع العملاء، الدورات التدریبیة وغیرها(، وأن یتم تقییم الأفراد وابلاغهم بتقدمهم من خلال استخدام نماذج یتم تصمیمها لغرض تقییم الأداء ومتابعة التقییمات.

ثالثاً: نقص الکفاءة المهنیة لمراجع الحسابات الخارجى:

  فی السنوات القلیلة الماضیة تزداد باستمرار القضایا المرفوعة ضد مکاتب المحاسبة والمراجعة، ویمکن تشخیص المشکلة فی کل حالة بأنها إما بسبب ضعف الکفاءة المهنیة أو أزمة ثقة المجتمع المالی فی مهنة مراجعة الحسابات، أو تخوف المهنة من تعرضها للهجوم علیها، وعلى الرغم من أن الترکیز فی کل مشکلة من هذه المشاکل تختلف إلى حد ما، إلا أن أنها جمیعاً تعکس فکرة واحدة مفادها أن مهنة مراجعة الحسابات قد فشلت فی تحدید الدور الذی یتوقع المجتمع أن یلعبه.

   ویرى الباحث أن ما تعانیه مکاتب مراجعة الحسابات فی مصر تؤثر على الکفاءة المهنیة للمراجعة الناتجة عن ضعف عناصر الکفاءة المهنیة لمکاتب مراجعة الحسابات والتی تقود إلى ضعف فی کفاءة مراجع الحسابات، والتی بدورها تجعل مراجع الحسابات یعانی من نقص وتراجع فی مواکبة التطورات والمستجدات العلمیة والمهنیة، التی یجب أن تتضمن برامج فی التأهیل العلمی والعملی اللازم والدورات التدریبیة بالإضافة إلى متابعة المستجدات والتشریعات والتطورات والمعاییر القائمة فی المهنة وابلاغ المراجعیین بها وعقد مؤتمرات وندوات وورشات علمیة ومهنیة، حتى یقل هذا النقص فی الکفاءة المهنیة لمراجع الحسابات.

  ومما سبق یرى الباحث انه الکفاءة المهنیة لمراجع الحسابات الخارجى لمواکبة العمل فى بیئة الحوسبة السحابیة ولتحسین الکفاءة هناک عدت مقومات تتلاءم مع المتغیرات الحدیثة لمهنة المراجعة وهی کالآتی:

1-المؤهل الجامعى المتخصص:

مما لا شک فیه إن المعرفة العلمیة والتطورات الحدیثة أصبحت تتضاعف بشکل کبیر یوماً بعد یوم، وکذلک التقدم التکنولوجی الأمر الذی یتطلب من التعلیم الجامعی مواکبة هذه التغیرات ومسایرتها بشکل سریع ودائم، لذلک نجد أن التعلیم متهم بالقصور والجمود وعدم مسایرته للتغیرات ونجد هذا النقد فی جمیع الدول المتقدمة ومنها والنامیة، فالمناهج العلمیة بحاجة ماسة لمواکبة سوق العمل والمتطلبات المهنیة حتى یتم تخریج کادر على درجة من تضییق الفجوة التی یعانی منها خرجوا الجامعات والمشغلین فی سوق العمل.

   تم توجیه العدید من الانتقادات لمناهج التعلیم المحاسبی فی أمریکا، واستجابت المهنة وتم تشکیل لجان التعلیم المنبثقة عن المجمع الأمریکی للمحاسبین القانونین للمساهمة فی تطویر التعلیم وقد تم وضع عدت مرتکزات للتعلیم الجامعی فی الولایات المتحدة الأمریکیة منها: رکزت على إجازة واعتماد المناهج الدراسیة من جانب الجمعیات والمنظمات المهنیة، التوجه نحو التخصص الدقیق للطلبة، الترکیز على الربط الدائم بین المشاکل العلمیة والدراسة الأکادیمیة، امتداد الدراسة الجامعیة لخمس سنوات، التشجیع على اجتیاز برامج التعلیم المهنی المستمر.

  ولتحسین الکفاءة المهنیة للمدقق یجب تحسین مناهج التعلیم المحاسبی الجامعی من خلال تطویر المناهج وربطها بالواقع العملی وبالمتغیرات فی مهنة التدقیق والاهتمام بالجانب العملی

وبالتدریب مع وضع امتحانات تقیس القدرة على الفهم والاستیعاب ومتابعة التطورات والابتکار.

وأن یتم وضع المناهج الدراسیة بحیث یکون الهدف منها إکساب الطلاب المهارة والکفاءات المختلفة التی تمکنهم من ممارسة المهنة بکفاءة مهنیة عالیة، وکذلک الحرص على التعلیم المهنی المستمر للمدققین ومتابعتهم للمستجدات والمؤتمرات العلمیة والمهنیة.

2- قضاء فترة من التدریب والممارسة العملیة کشرط لمزاولة المهنة:

القانون والجمعیات المهنیة فی فلسطین قد تطرقت إلى هذا العنصر وحددت شروط الحصول المراجع على ترخیص لمزاولة المهنة وهی کالآتی: (نسرینالأمین،2014)

الأول: الشهادة الجامعیة الأولى بکالوریوس أو ما یعادلها تخصص محاسبة وله خبرة عملیة لمدة لا تقل عن خمس سنوات فی أعمال المحاسبة والمراجعة من ضمنها سنتین على الأقل فی أعمال المراجعة کمراجع رئیسی بعد حصوله على تلک الشهادة.

الثانی: الشهادة الجامعیة الأولى بکالوریوس أو ما یعادلها على الأقل من إحدى کلیات التجارة أو الاقتصاد مع خبرة عملیة لا تقل مدتها عن سبع سنوات فی مجال المحاسبة والمراجعة منها ثلاث سنوات على الأقل فی المراجعة.

الثالث: الشهادة الجامعیة الثانیة ماجستیر أو ما یعادلها فی المحاسبة وله خبرة عملیة لا تقل عن ثلاث سنوات فی المحاسبة والمراجعة واحدة منها على الأقل فی مجال المراجعة.

3- التعلیم والتدریب المهنى المستمر:

  لیصبح مراجع الحسابات على درجة من الکفاءة المهنیة وقدرة على تطویر مهاراته وقدراته وزیادة المعرفة العلمیة والعملیة لدیه لابد له من تبنی برنامج للتعلیم والتدریب المهنی المستمر لمواکبة الأحداث والتغیرات البیئیة المحیطة بمهنة مراجعة الحسابات والتی تتجدد باستمرار وبوتیرة سریعة، وتقلبات اقتصادیة تحتاج من المدقق الإلمام بها وادراکها للتغلب علیها.

رابعاً: مراجعة الحسابات فى البیئة الالکترونیة:

تتطلب مراجعة الحسابات فى البیئة الالکترونیة من المراجع ما یلى:

1- فهم مکونات نظم المعلومات المحاسبیة الإلکترونیة والبرامج المستخدمة فیها، حتى یتمکن من:

‌            أ- تخطیط عملیة المراجعة، والإشراف على فریق المراجعة.

‌            ب- فهم تأثیر هذه البیئة على إجراءات الرقابة الداخلیة.

‌            ج- تنفیذ إجراءات المراجعة، واستخدام أسالیب مراجعة نظم المعلومات المحاسبیة الإلکترونیة.

2- القدرة على التحقق من مدى فعالیة نظم الخبرة ونظم دعم وإتخاذ القرار التی یستخدمها عملاء المراجعة فی تحقیق الأهداف المرجوة منها، ویمکن للمراجع التحقق من مدى فعالیة نظم الخبرة وذلک بمقارنة الحکم الذی یصل إلیه من خلال نظم الخبرة مع الحکم الذی یصل إلیه أحد الخبراء فی هذا المجال فی مسألة معینة، أو أنه یقوم بإختبار القواعد الموجود بنظام الخبرة، فإذا تأکد أنها تطابق حکمه فهذا یعنى أن نظام الخبرة على درجة عالیة من الفعالیة.

  ویرى الباحث ان تدریب المراجع من الأمور الهامة لتنفیذ مهام مراجعة نظم المعلومات المحاسبیة الإلکترونی بکفاءة وفعالیة، ویتضمن التدریب المهنی فی الدول المتقدمة ما یلی:

1- الدراسات النظریة فی مجال تصمیم النظم ومراجعة نظم المعلومات الإلکترونیة.

2-التدریب فی میدان العمل.

3-التدریب على استخدام المراجعة الإلکترونیة.

4-التعلیم المهنی المستمر.

   ویستطیع المراجع الاستعانة بخبیر یمتلک مهارات متخصصة، على أن یکون هذا الخبیر من موظفی المراجع أو من الخارج، وفی الحالة الثانیة یجب على المراجع الحصول على أدلة کافیة، بأن العمل المؤدى بواسطة الخبیر ملائم لأهداف المراجعة، وجاء فی المعیار رقم (620) (ISA  No. 620) لسنة 2004، والصادر عن الإتحاد الدولی للمحاسبین IFAC، معنى کلمة الخبیر على أنه " شخص أو شرکة تمتلک مهارة خاصة ومعرفة وخبرة فی حقل معین ما عدا المحاسبة والمراجعة"، ویجب على المراجع أن یحصل على دلیل کافی وملائم بأن العمل الذی قام به الخبیر یعد ملائم لأغراض المراجعة ، کما ورد فی المعیار رقم (SAS No.73) لسنة 1998، والصادر عن المجمع الأمریکی للمحاسبین القانونیین AICPA (1) بأنه على المراجع أن یتأکد من توافر عدة أمور هامة فی الخبیر، وهی کما یلی:  (نسرینالأمین،2014)

1- الشهادة المهنیة أو غیرها من المؤهلات التی تبین قدرته فی هذا المجال.

2- سمعة الأخصائی ومکانته بین نظائره – قرنائه – وغیرهم من الملمین بقدراته أو أدائه.

3- الخبرة بنوعیة العمل المطلوبه منه.

ب- الاطار النظرى للحوسبة السحابیة:

اولاً: نظرة عامة للحوسبة السحابیة:

   مما لاشک فیه وفی ظل الاتجاهات الحدیثة فی تکنولوجیا المعلومات باتت طبیعة شبکة الإنترنت آخذة فی التطور والتغیر باستمرار مما أدى لظهور أجیال متعاقبة من التطور فی بنیة ومحتوى ونتاج الشبکة ولعل الحدث الأکبر الذی یوازی ظهور الشبکة العنکبوتیة (الویب) فی بدایة التسعینات على ید تیم برنرز لی هو ظهور الویب 2 او الجیل الثانی من الویب وهو مصطلح یشیر إلى مجموعة من التقنیات الجدیدة والتطبیقات الشبکیة التی أدت إلى تغییر سلوک الشبکة العالمیة.

   یعد مصطلح الحوسبة السحابیة من أکثر المصطلحات والمفاهیم التی اکتنفها الغموض الفترة الماضیة ومن أکثرها انتشارا أیضا وهو مصطلح یعکس مفهوما أو تصورا حول الخدمات والتطبیقات والبرمجیات والأجهزة والعتاد والمصادر التی تتوفر عن طریق الإنترنت وتدار من قبل طرف ثالث یدعى مقدم الخدمة فی مراکز بیاناته یحصل العمیل والذی یسمى “مشترک” على کل Data Centers  فی مراکز بیاناته Provider یدعى مقدم الخدمة ذلک أو بعضه وفق نظام الدفع بحسب الاستخدام وهو المعتمد غالباً، حیث تدفع الشرکات لقاء حصولها على خدمة الحوسبة السحابیة ویتم تقدیر المقابل وفق ما یستهلکه کل عمیل من إمکانیات المعالجة ومساحة التخزین وحجم الذاکرة وعدد العملاء المسموح بهم للعمل وغیر ذلک، وبعبارة أخرى بدلاً من ان تستخدم کمبیوترک للتواصل عبر شبکة وتخزن علیه البرامج والملفات وغیرها. یتم تخزین کل هذه الموارد على السحابة) أی مراکز البیانات) ویصبح الکمبیوتر بمثابة أداة للتواصل مع هذه السحابة. وهکذا الحال مع مختلف الکمبیوترات الموجودة فی شرکة ما.. فبدلاً من وضع التطبیقات التی یعملون علیها على أجهزة الموظفین. یتم ترکیب هذه التطبیقات فی السحاب ویتم العمل علیها بشکل اعتیادی. ()

  مفهوم الحوسبة السحابیة هی: "فکر تقدیم الخدمات التکنولوجیة بمراکز تسمی السحابة وذلک باستخدام برمجیات وعتاد الانترنت وینقل المستخدم عملیة المعالجة من جهازه الشخصی إلى الأجهزة الخادمة عبر الإنترنت ویتعامل معها المستخدم من أی مکان ویستفید منها ویحفظ ملفاته على هذه السحابة بمساحات تخزینیة کبیرة، ویدیرها مقدم الخدمة وذلک مقابل تکلفة لهذه الخدمة".

ثانیاً: خصائص التی تتمیز بها الحوسبة السحابیة ومنها: (Mansuri & et al,2018)

1- الخدمة الذاتیة: إمکانیة استخدام التطبیقات المتاحة فی السحابة، بحیث یستطیع أی مستخدم إنشاء الملفات وتعدیلها وحفظها فی بنیة السحابة باستخدام مستعرض الویب وفقا لحاجاته والصالحیات المتاحة.

2- تحدید صالحیات مستخدمیها: فیمکن تحدید صالحیة أفراد للتعدیل فی الملفات وآخرین للتعلیق فقط وآخرین لالطالع فقط

3- الاتاحة: بحیث یمکن الوصول لهذه الخدمات التی تطرحها الحوسبة دون التقید بزمان أو مکان أو موارد مادیة کنو عیات أجهزه معینه (الهواتف النقالة، أجهزة الکمبیوتر المحمولة، وأجهزة المساعد الرقمی الشخصی) أو موارد بشریة.

4- الحداثة: تطور تطبیقاتها والخدمات التی تقدمها باستمرار مما یفی ویلبی حاجات المستهلکین والاحتیاجات الخاصة بالمؤسسات التی تستخدم هذه الخدمات

5- المرونة والسرعة: تتیح للمستهلکین تغییر مساحات تخزین وفق الحاجة التی یریدها وکذلک استخدام التطبیقات حسب الاحتیاج الیها والتی تتطلب إمکانیات تحمیل وتشغیل عالیة وکذلک السرعة العالیة فی التوصل بین الخدمات المختلفة

6-خفض التکالیف: حیث عند المقارنة بین المؤسسات التی تعتمد على الحوسبة السحابیة وأخرى التی لا تعتمد على الحوسبة السحابیة نجد أن الأولى تکون تکلفتها أقل بفضل ما توفره من تطبیقات وموارد ومساحات وأمان وموارد مادیة وبشریة مسؤولة عن صیانة وامان وتطویر برامج عن الأخیرة.

ثالثاً: مزایاوعیوبالحوسبةالسحابیة:

1- المزایا:تتمثل مزایا الحوسبة السحابیة فى:

- توفیر الوقت والجهد داخل بیئة العمل.

- التوفر العالی وضمان استمراریة العمل وتحسین الأداء.

- خفض التکالیف بشکل عام )رخص البرمجیات، التخزین، الخوادم)

- التوافقیة للملفات والمستندات.

- المرونة فی سعة التخزین والموارد بشکل عام.

- توفیر التحدیثات للبرامج والتطبیقات.

- صدیقة للبیئة.

  إن فوائد الحوسبة السحابیة واسعة النطاق وبعیدة المدى فالحوسبة السحابیة لیست مجرد حل تقنی أو خادم تم تخزینه فی موقع آخر، بل إنها شکل من أشکال الحوسبة التی تعمل على تحسین تنفیذ الأعمال والتی تؤثر على الأعمال بشکل إیجابی.

2- العیوب:

- الحوسبة السحابیة تتطلب إتصالا مستمرا بشبکة إنترنت ذات جودة عالیة.

- المخاطر المتعلقة بخصوصیة و أمن البیانات.

- سیاسة النشر وحقوق الملکیة.

- ضمان مستوى الخدمة.

- الخوف من ضیاع البیانات.

  ومنذ العقدین الاخیرین من القرن الماضى ونتیجة لتلک التغیرات الاقتصادیة والتطورات التکنولوجیا، فقد ظهرت ثورة تکنولوجیة کبیرة اوجدت تحدیات عدیدة واجهت المحاسبین والمراجعین والقت عبئا ثقیلاً على مهنة المحاسبة والمراجعة، مما دعا الشرکات والمنظمات والهیئات المهنیة المشرفة على مهنة المحاسبة والمراجعة فى مختلف دول العالم الى العمل على تطویر المهنة ومن ضمن ذلک الاهتمام باصدار برامج للتاهیل العلمى والعملى للمراجع من قبل المنظمات المهنیة المشرفة على شؤون مهنة المراجعة الخارجیة وکذلک الاشراف والتنظیم لتلک البرامج والزام اعضاء المهنة للاشتراک فى تلک البرامج (همام غسان،2015، ص91).

    ومع النمو السریع للتکنولوجیا الحدیثة فی جمیع جوانب التجارة والصناعة، لم تعد أنظمة المراجعة التقلیدیة قادرة على تلبیة المتطلبات التکنولوجیة المتزایدة الیوم؛ والمراجعة المعاصر فی حاجة ماسة إلى خدمات الحوسبة السحابیة المباشرة والسریعة لتلبیة احتیاجات المراجعین. تمشیا مع الاتجاهات الحالیة، یجب تزوید مدققی الحسابات بوسائل استخدام البیانات ومراجعة المعلومات المخزنة فی النظم السحابیة لمراجعة أکثر کفاءة ومرونة. ومع ذلک، فإن المخاطر التی تنطوی علیها مراجعة الحوسبة السحابیة واسعة النطاق ومعقدة یجب تحدید الأبعاد، ویجب تحدید علاقة ذات تأثیر متبادل تستخدم لتحدید أوزان التأثیر للأبعاد والمعاییر تحقیقًا لهذه الغایة. (Mansuri & et al,2018,P9)

ثامناً: الدراسة المیدأنیة واختبار الفروض:

   یتناول هذا الجزء نتائج التحلیل الاحصائى لاختبار فروض الدراسة، وذلک على النحو التالى:

1- توصیف عینة الدراسة:بلغت عینة الدراسة (308) مفردة, وبلغ عدد استمارات الاستقصاء السلیمة المرتدة بعد استیفائها (285) استمارة بنسبة ردود 89%. وقام الباحث بوصف کل خاصیة من الخصائص الدیموجرافیة لعینة الدراسة.

  یتضح من خلال التحلیل الاحصائى لبیأنات الدراسة المیدأنیة، ما یلی: أن نسبة عالیة من مفردات العینة من الذکور, وقد بلغ عددهم 213 مفردة وبنسبة مقدارها 74,7%. فی حین بلغ عدد الأناث 72 مفردة, وبنسبة 25,3%, وهو ما یعنى سیادة حالة الذکوریة فی مجتمع الدراسة, ویرجع ذلک من وجهة نظر الباحث, الى ثقافة المجتمع العربی تجاه عمل المرآة, فضلاً عن تقدم الرجل للقیام بأداء الأعمال ذات الطبیعة الشاقة، ونظراً لصعوبتها وحاجتها الى وقت عمل طویل لا یتناسب مع المرأة. وشرکات محل الدراسة من الشرکات التی تتسم بالأعمال المجهدة والشاقة. یلاحظ أن معظم مفردات عینة الدراسة هم من الفئة العمریة (من 30 سنة الى اقل من 45 سنة), حیث بلغ عددهم 155 مفردة وبنسبة 54,4%, تلیها الفئة العمریة (من 45 سنة فأکثر), حیث بلغ عددهم 84 مفرده وبنسبة 29,5% ، وکأنت الفئة العمریة (اقل من 30 سنة), هی اقل فئات العینة، حیث بلغ عدد أفرادها 46 مفردة وبنسبة مقدارها 16,1%. ویرجع ذلک من وجهة نظر الباحث, الى أنه کل ما ارتفعت الفئة العمریة کلما کأن هناک ادراک عالی لموضوع البحث.

     تم توزیع مفردات عینة الدراسة حسب الخبرة الى ثلاث فئات, ویلاحظ أن معظم مفردات العینة هم من الذین لدیهم خبرة 25 سنة فأکثر، حیث بلغ عددهم 162 مفردة وبنسبة مئویة 51,9%، ویلیها من تقل خبرتهم عن 25 سنة وتزید عن 15 سنة، حیث بلغ عددهم 83 مفردة وبنسبة مئویة 29,1% ، وباقی مفردات العینة وعددهم 40 مفردة وبنسبة مئویة 19% من الذین تقل خبرتهم عن 15 سنة، وما سبق یعنى من وجهة نظر الباحث, أن العاملین القدامى أو ذوی الخبرة الکبیرة، هم الغالبیة العظمی بالشرکات محل الدراسة، ویرجع ذلک للتراکم المعرفی المکون لدیهم عن الشرکات محل الدراسة. تم توزیع مفردات عینة الدراسة حسب مستوى التعلیم الى ثلاث فئات, ویلاحظ أن معظم مفردات العینة هم من الحاصلین على مؤهل عالی, حیث بلغ عددهم 175 مفردة وبنسبة مئویة مقدارها 61,4% , یلیها بعد ذلک مفردات العینة من الحاصلین على دبلوم دراسات علیا, حیث بلغ عددهم 85 مفردة وبنسبة مئویة 29,8%, أما باقی مفردات العینة من الحاصلین على درجة الماجستیر والدکتوراه، حیث بلغ عددهم 25 مفردة وبنسبة مئویة 8,8% . ویرى الباحث أن زیادة نسبة الحاصلین على مؤهل عالی وکذلک دبلوم دراسات علیا من مفردات عینة الدراسة العاملین بالشرکات محل الدراسة. ..مما سبق یتبین أن خصائص عینة الدراسة متمشیة مع المنطق, ومع التوزیع الطبیعی, ومتناسبة مع خصائص مجتمع الدراسة, مما یجعل العینة ممثلة لمجتمع الدراسة.

2- اختبار مدی صحة فروض الدراسة:قام الباحث فی هذا الجزء باختبار مدى صحة فروض الدراسة النحو التالى:

أ- اختبار مدى صحة الفرض الاول من الدراسة والذى ینص على: أن التاهیل العلمى والعملى التقلیدى للمراجع الخارجى غیر کافى للعمل فى البیئة التى تعتمد اسلوب الحوسبة السحابیة.

  ولاختبار هذا الفرض تم طرح عدد من العبارات الممثلة لبعد التاهیل العلمى والعملى التقلیدى للمراجع الخارجى غیر کافى للعمل فى البیئة التى تعتمد اسلوب الحوسبة السحابیة بالشرکات محل الدراسة وذلک لأخذ آراء مفردات العینة وتحلیل هذه الآراء، وقام الباحث بدراسة هذه العلاقة هذا وقد تم استخدام أسلوب الأنحدار البسیط، ویوضح الجدول التالی نتائج تحلیل الأنحدار:

جدول (1) یوضح نتیجة تحلیل الأنحدار الخطی بین التاهیل العلمى والعملى التقلیدى للمراجع الخارجى غیر کافى للعمل فى البیئة التى تعتمد اسلوب الحوسبة السحابیة محل الدراسة:

المصدر: الجدول من نتائج التحلیل الاحصائى.

   یتضح من جدول (1) وجود علاقة ارتباط موجبة بین تطویر التاهیل العلمى والعملى التقلیدى للمراجع الخارجى فى البیئة التى تعتمد اسلوب الحوسبة السحابیة، حیث بلغ معامل الارتباط 0.636a، وذلک عند مستوى دلالة قدره (0.01 P<) , ویشیر معامل التحدید المعدل Adj. R² إلى أن تطویر التاهیل العلمى والعملى التقلیدى للمراجع الخارجى تفسر حوالی 40.4)% ) من التباین قدرة المراجع الخارجى على العمل فی البیئة التى تعتمد اسلوب الحوسبة السحابیة، وأن نسبة (59.9%) ترجع لعوامل أخری,  کما یشیر معامل جوهریة النموذج (Sig. F)إلى معنویة هذه النتائج عند مستوى دلالة قدره (0.01P<)، وتؤکد اشارات معلمات هذا النموذج على ایجابیة هذه العلاقة, فی ضوء ما سبق من نتائج. یمکن قبول صحة الفرض الأول لهذه الدراسة، ومـؤداه: "أن التاهیل العلمى والعملى التقلیدى للمراجع الخارجى غیر کافى للعمل فى البیئة التى تعتمد اسلوب الحوسبة السحابیة".

ب- اختبار مدى صحة الفرض الثأنى من الدراسة والذى ینص على: توجد متطلبات معینة فى المراجع الخارجى حتى یؤدى عمله بکفاءة وفاعلیة فى ظل نظم الحوسبة السحابیة.

  تم طرح عدد من العبارات الممثلة لبعد وجود متطلبات معینة فى المراجع الخارجى حتى یؤدى عمله بکفاءة وفاعلیة فى ظل نظم الحوسبة السحابیة بالشرکات محل الدراسة". وذلک لأخذ آراء مفردات العینة وتحلیل هذه الآراء، وقام الباحث بدراسة هذه العلاقة هذا وقد تم استخدام أسلوب الأنحدار البسیط، ویوضح الجدول التالی نتائج تحلیل الأنحدار:

جدول (2) یوضح نتیجة تحلیل الأنحدار الخطی بین وجود متطلبات معینة فى المراجع الخارجى حتى یؤدى عمله بکفاءة وفاعلیة فى ظل نظم الحوسبة السحابیة بالشرکات محل الدراسة".

المصدر: الجدول من نتائج التحلیل الاحصائى.

   یتضح من جدول (2) وجود علاقة ارتباط موجبة وجود متطلبات معینة فى المراجع الخارجى حتى یؤدى عمله بکفاءة وفاعلیة فى ظل نظم الحوسبة السحابیة، حیث بلغ معامل الارتباط (0.747 )، وذلک عند مستوى دلالة قدره (0.01P<) , ویشیر معامل التحدید المعدل Adj. R² إلى أن متطلبات عمل المراجع الخارجى بکفاءة وفاعلیة یفسر حوالی 55.6% من التباین فی زیادة العمل فى  بیئة الحوسبة السحابیة، وأن نسبة (44.4% ) ترجع لعوامل أخری, کما یشیر معامل جوهریة النموذج (Sig. F) إلى معنویة هذه النتائج عند مستوى دلالة قدره (0.01P<) ، وتؤکد إشارات معلمات هذا النموذج على ایجابیة هذه العلاقة.

 فی ضوء ما سبق من نتائج، یتم قبول صحة الفرض الثانى لهذه الدراسة، ومـؤداه:" توجد متطلبات معینة فى المراجع الخارجى حتى یؤدى عمله بکفاءة وفاعلیة فى ظل نظم الحوسبة السحابیة".

ج- اختبار مدى صحة الفرض الثالث من الدراسة والذى ینص على: توجد ضرورة لتحدید عدة مداخل لتطویر التاهیل العلمى والعملى للمراجع عند العمل فى بیئة الحوسبة السحابیة.

  ولاختبار هذا الفرض تم طرح عدد من العبارات الممثلة لبعد ضرورة تحدید عدة مداخل لتطویر التاهیل العلمى والعملى للمراجع عند العمل فى بیئة الحوسبة السحابیة بالشرکات محل الدراسة وذلک لأخذ آراء مفردات العینة وتحلیل هذه الآراء، وقام الباحث بدراسة هذه العلاقة هذا وقد تم استخدام أسلوب الأنحدار البسیط، ویوضح الجدول التالی نتائج تحلیل الأنحدار:

جدول (3) یوضح نتیجة تحلیل الأنحدار الخطی بین ضرورة تحدید عدة مداخل لتطویر التاهیل العلمى والعملى للمراجع عند العمل فى بیئة الحوسبة السحابیة بالشرکات محل الدراسة:

المصدر: الجدول من نتائج التحلیل الاحصائى.

   یتضح من جدول (13) وجود علاقة ارتباط موجبة بین ضرورة تحدید عدة مداخل لتطویر التاهیل العلمى والعملى للمراجع عند العمل فى بیئة الحوسبة السحابیة، حیث بلغ معامل الارتباط 0.623a، وذلک عند مستوى دلالة قدره (0.01 P<) , ویشیر معامل التحدید المعدل Adj. R² إلى أن تحدید عدة مداخل لتطویر التاهیل العلمى والعملى لمراجع تفسر حوالی 38.8)% ) من التباین فی قدرة المراجع على العمل فى  بیئة الحوسبة السحابیة، وأن نسبة (61.2%) ترجع لعوامل أخری,  کما یشیر معامل جوهریة النموذج (Sig. F)إلى معنویة هذه النتائج عند مستوى دلالة قدره (0.01P<)، وتؤکد اشارات معلمات هذا النموذج على ایجابیة هذه العلاقة, فی ضوء ما سبق من نتائج. یمکن قبول صحة الفرض الثالث لهذه الدراسة، ومـؤداه: " توجد ضرورة لتحدید عدة مداخل لتطویر التاهیل العلمى والعملى للمراجع عند العمل فى بیئة الحوسبة السحابیة".

تاسعا: النتائج والتوصیات:

أ- النتائج:

1- وجود اهتمام وحرص کبیر من قبل مراجع الحسابات فی الحصول على شهادة مهنیة متخصصة فی مجال المراجعة وکذلک الإلمام الکافی بالأنظمة والتشریعات القانونیة السائدة، والتی بدورها تزید من الکم المعرفی والعلمی.

2- توفر التدریب المهنی لمراجع الحسابات یلعب دوراً کبیراً فی إکسابه الخبرة اللازمة لممارسة مهنة المراجعة وخاصة فى البیئة التکنولوجیا بشکل عام وبیئة الحوسبة السحابیة بشکل خاص، وکذلک على مراجع الحسابات أن یتمتع بصفات شخصیة أخرى غیر التی تتعلق بأمور المراجعة لها دور فی رفع کفاءة مراجع الحسابات فی انجاز مهامه المهنیة.

3- تبین أن المعرفة المهنیة لمراجع الحسابات فی الصناعة التی ینتمی إلیها العمیل یؤثر بدرجة کبیرة على کفاءته المهنیة، وفی ظل عدم توفر ذلک یؤثر بالسلب على أداء مراجع الحسابات وکذلک مقدرته على أداء واجباته المطلوبة منه.

4- تبین أن إجادة مراجع الحسابات مهارة الحاسوب، واجادة اللغة الإنجلیزیة ومتابعته للمستجدات المهنیة من قوانین واصدارات حدیثة تخص مهنة مراجعة الحسابات تساعد على رفع کفاءته المهنیة وتزید من قدراته العلمیة والعملیة.

ب- التوصیات:

1- ضرورة تبنی وتطبیق برامج تأهیل العلمى والعملى لمراجع الحسابات لمواکبة بیئة الحوسبة السحابیة مستمر من قبل القانون المصرى وکذلک المؤسسات المهنیة )جمعیة مراجعین الحسابات المصریة ونقابة المحاسبین ومراجعین المصریة) والزام أعضائها بالتقید بمتطلبات هذه البرامج وألا تمنح الأعضاء تجدید رخصة مزاولة المهنة بشکل آلی، حتى یتم الارتقاء بمستوى المراجع ومهنة المراجعة.

2-على مراجع الحسابات الالتحاق بدورات تدریبیة فی مجال مراجعة الحسابات ومهارات الحاسب وتکنولوجیا المعلومات بشکل مستمر وضمن فترات قصیرة ومتقاربة من أجل الحفاظ على کفاءته وزیادتها.

3- ضرورة قیام المؤسسات المهنیة ببذل جهد وعنایة أکبر بمهنة مراجعة الحسابات، من خلال طرح برنامج تعلیم مهنی طوعی على مراجع الحسابات وعقد المحاضرات والندوات التی تشجع على الاقتناع وقبول برامج تعلیم مهنی مستمر.

4- تطویر المناهج التعلیمیة المصرى فی الجامعات والمؤسسات المهنیة بما یتلاءم مع احتیاجات السوق المحلی، وادخال طرق تعلیمیة معتمِدة على التطبیق العملی والمهنی یرفع من کفاءة مراجع الحسابات.

5- ضرورة تبنی المؤسسات المهنیة معاییر وقواعد مهنیة واضحة وملزمة إلى حدٍ ما لمهنة مراجعة الحسابات بحیث یسهل على مراجع الحسابات أن یطور مهاراته وخبراته ضمن إطار واضح ویمکن ممارسة المهنة على أساسه.