المياه الجوفية في مصر | ||||
Journal of Environmental Studies and Researches | ||||
Article 7, Volume 6, (1), March 2016, Page 62-69 PDF (1017.07 K) | ||||
Document Type: Original Article | ||||
DOI: 10.21608/jesr.2016.78239 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Authors | ||||
حسن شلیویح عبد الله مشوط العجمي* 1; حسن محمد الشايب2; احمد جمال الدین عبد الحميد3 | ||||
1باحث دراسات عليا بقسم مسوح الموارد الطبيعية - معهد الدراسات والبحوث البيئية – جامعة مدينة السادات | ||||
2قسم الچيولوجيا کليــة العــلــوم جامعة المنوفـــــيـة | ||||
3معهد البحوث والدراسات البيئية جامعة مدينة السادات | ||||
Abstract | ||||
المياه الجوفية في مصر تتوزع خزانات المياه الجوفية المتجددة بين وادى النيل، واقليم الدلتا. وتعتبر تلک المياه جزءآ من موارد مياه النيل . ويقدر ما يتم سحبه من مياه تلک الخزانات نحو 6.5 مليار م3 وذلک منذ عام2006. ويعتبر ذلک في حدود السحب الآمن والذى يبلغ أقصاه نحو 7.5 مليار م3 حسب تقديرات معهد بحوث المياه الجوفية. کما يتميز بنوعية جيدة من المياه تصل ملوحتها إلى نحو 300-800 جزء في المليون في مناطق جنوب الدلتا. ولا يسمح باستنزاف مياه تلک الخزانات إلا عند حدوث جفاف لفترة زمنية طويلة، لذلک تعتبر هذة المياه ذات قيمة استراتيجية هامــة. ومن المقدر أن يقترب السحب من هذه الخزانات إلى نحو 7.5 مليار م3 بعد عام 2017 . أما خزانات المياه الجوفية غير المتجددة فتمتد تحت الصحراء الشرقية والغربية وشبه جزيرة سيناء . وأهمها خزان الحجر الرملىالنوبى في الصحراء الغربية والذى يقدر مخزونه بنحو 40 ألف مليار م3 ، حيث يمتد في أقليم شمال شرق إفريقيا ويشمل أراضىمصروالسودانوليبياوتشاد ، ويعتبر هذا الخزان من أهم مصادر المياه الجوفية العذبة غير المتاحة في مصر للأستخدام نظراً لتوافر تلک المياه على أعماق کبيرة، مما يسبب أرتفاعاً في تکاليف الرفع والضخ. لذلک فإن ما تم سحبه من تلک المياه نحو 0.6 مليار م3 /السنة وهى تکفى لرى نحو 150 ألف فدان بمنطقة العوينات . ومن المتوقع أن يزداد معدل السحب السنوى إلى نحو 2.5-3 مليار م3 /السنة کحد سحب آمن وأقتصادى. وعامة يجب تفادى الأثار الناتجة عن الإنخفاض المتوقع في منسوب الخزان الجوفى، وذلک بالتحول من نظام زراعة المساحات الشاسعة إلى نظام المزارع المحددة بمساحات متفرقة (2000 - 5000فدان) وذلک للحفاظ على الخزانات الجوفية لفترات طويلة | ||||
Full Text | ||||
تعتبر موارد المیاه الجوفیة أحد الموارد المائیة غیر التقلیدیة والتی تتمیز بإنتشارها جغرافیاً فی جمهوریة مصر العربیة وبصفة رئیسیة فی المناطق الأربعة التالیة:
مصادر المیاه الجوفیة فی مصر خزان وادى النیل ومنطقة بحیرة السد العالى: یعتبر خزان المیاه الجوفیة أسفل وادى النیل فی مصر العلیا هو أیضاً ثانى أکبر الخزانات الجوفیة المتجددة بمصر وشمال إفریقیا، یمتد الخزان ما بین الجیزة إلى أسوان بطول حوالى 900 کیلو متر. ویبلغ متوسط عرضه حوالى 14 کم وأقل عرض له عند أسوان (2کم) وأقصى عرض له عند مدینة المنیا (20 کم) تبلغ المساحة الکلیة لحوض وادى النیل بین القاهرة وأسون حوالى 100 کیلو متر مربع. أما بالنسبة لضفاف بحیرة السد العالى فإن البحیرة عموماً تمتد على مسافة حوالى 500 کم منها حوالى 350 کم داخل جمهوریة مصر العربیةو150 کم داخل السودان وضفاف بحیرة السد العالى تتکون من بعض السیول التى تتسع وتضیف فی مواقع مختلفة وفى الجزء الجنوبی الغربی یقع خور توشکى الذى یؤدى غرباً إلى منخفض توشکى ومنطقة مشروع توشکىالحالى. ویخترق مجرى نهر النیل فی مساره من أسوان إلى الجیزة مجموعة من التکوینات الجیولوجیة التى تظهر بالتتابع من الجنوب إلى الشمال وتکون الأساس الصخرى للنهر وتظهر الصخور الأقدم عمراً إبتداء من صخور الحجر الرملىالنوبى فی أقصى الجنوب ویتتابع ظهور الطبقات الأحدث ناحیة الشمال. غیر أن منخفض مجرى نهر النیل القدیم والحدیث یمتلئ برواسب أحدث من الصخور الأساسیة وهى رواسب النهر القدیم والحدیث والتى تحتوى على التکوینات الأساسیة الحاملة للمیاه الجوفیة.
هذا ویمکن تقسیم مجرى وادى النیل من الناحیة الجیولوجیة إلى القطاعات الآتیة حسب ظروف ونوعیة وعمر الصخور الأساسیة التى یخترقها النهر
الطبقات الحاملة للمیاه یتواجد الخزان فی أسفل نهر النیل أساساً فی طبقات حاملة للمیاه ضمن الرواسب النهریة. هذه الرواسب تحتوى على طبقتین رئیسیتین حاملتین للمیاه مثل ما هو الحال فی خزان دلتا نهر النیل. الطبقة العلیا هى طبقة قلیلة الأهمیة من الناحیة المائیة وتتکون من الطین والغرین اللذین یتمیزان بنفاذیة منخفضة عموماً سواء فی الإتجاهالأفقى أو الرأسى وبذلک تعمل کطبقة شبه منفذة تغطى الطبقة السفلیة. وتغطى هذه الطبقة عموماً حوالى 70% من مساحة أرض وادى النیل. وتعتبر الطبقة السفلیة هى الطبقة الرئیسیة المنتجة للمیاه الجوفیة وتتکون من الرمال المتدرجة وتتمیز بنفاذة عالیة فی الاتجاهین الأفقىوالرأسى. هذ وتتراوح الطبقة الرئیسیة الحاملة للمیاه ما بین طبقة شبه حبیسة فی المناطق التى تعلوها الطبقة شبه المنفذة (أو شبه الکتیمة) إلى ظروف طبقة میاه حرة السطح فی المناطق التى لا تتواجد فیها الطبقة شبه الکتیمة. أما فی منطقة بحیرة السد العالی فإن المیاه الجوفیة تتواجد أساساً فی خزان الحجر الرملی النوبى الذى ینقسم إلى مستویین: المستوى العلوی یتکون من الحجر یتراوح سمکه بین 75 و 125 متر به بعض متداخلات من الطفلة وتبلغ مسامیة صخور الخزان هنا من 4 إلى 85 متر/یوم. وتتأثر هیدرولوجیة هذا المستوى بمستوى المیاه ببحیرة السد العالى إلى حد کبیر وتتذبذب معها.
المستوى الأسفل یتراوح سمکه بین 10 و195 مترا وبه متداخلات أکثر من الطفلة. وتتأثر حرکة المیاه الجوفیة فی هذا المستوى بشکل أقل بمستوى المیاه الجوفیة ببحیرةالسد العالى.
مصادر التغذیة المصدر الرئیسى لتغذیة خزان وادى النیل بالمیاه هو التغلغل العمیق لمیاه الرى والمیاه المترشحة من قنوات الرى. هذا وتم تقدیر الکمیة الکلیة لتغذیة الخزان الجوفى لحوض وادى النیل (الرواسب النهریة) بحوالى 6.2 ملیار متر مکعب/ سنة. غیر أن المیاه المستغلة حالیاً أقل من ذلک بکثیر وهناک فائض کاف یمکن استغلاله فی مشاریع زراعیة وتنمویة. أما مصدر التغذیة فی خزانات المیاه الجوفیة بمنطقة بحیرة السد العالى فهو أساس رشح میاه البحیرة فی معظم المناطق إلا أن بعض أنواع المیاه الجوفیة وخصوصاً تلک البعیدة عن البحیرة والتى تقع ضمن نطاق المستوى الأسفل فإنها تحتوى على نوعیات من المیاه القدیمة المختزنة. هذا وقد دلت الدراسات التى أجریت بین کل من هیئة بحیرة السد العالىومرکز بحوث الصحراءوجامعة القاهرة أن معدل التسرب السنوى من البحیرة یبلغ 2.7 ملیار متر مکعب وهى کمیة هائلة یمکن استغلال جزء منها محلیاً لأغراض الرى دون التخوف من تصریف المیاه إلى البحیرة ثانیة حیث أن مستوى المیاه الجوفیة یمیل فی إتجاه بعیداً عن البحیرة وبذلک تتجه تیارات المیاه الجوفیة بعید عنها. نوعیة المیاه بخزان وادى النیل : یتضح من بیانات الآبار التى تستغل طبقة الرمال المتدرجة فی خزان وادى النیل أن 75% من میاه هذه الآبار تتمیز بدرجة ملوحة أقل من 500 مجم/لتر حیث تکون الکاتیونات الغالبة فی المیاه هىالماغنسیوموالصودیوموالأنیونات الغالبة هىالبیکربونات. ومثل هذه النوعیة من المیاه تکون صالحة لکثیر من الاستخدامات، ومع ذلک فإنه یلاحظ تواجد نوعیة أقل جودة من المیاه الجوفیة فی الطبقة العلویة فی بعض مناطق وادى النیل.
خزان الدلتا یشغل السهل الفیضی لدلتا نهر النیل شمال مدینة القاهرة بین فرعی رشیدودمیاط حتى البحر المتوسط شمالاً، وامتداد حوافها الشرقیة حتى قناة السویس، والغربیة حتى وادی النطرون غرباً. ویتکون الخزان الجوفی بالدلتا من رسوبیات الحقب الرباعی والثلاثی المتآخر من الرمال والحصى تتخللها راقات طفلیة تزداد فی اتجاه الشمال. ویتراوح سمک الخزان ما بین 100 متر عند القاهرة جنوباً إلى 1000 متر عند الساحل شمالاً. ویحد الخزان من أعلى غطاء من الطمی السلتی شبه المنفذ بسمک یتراوح ما بین 20 متراً جنوب الدلتا إلى 60 متراً فی الجزء الشمالی منها، مکسباً الخزان خصائص الخزان شبه المقید، بینما یتلاشى عند الحواف الشرقیة والغربیة لسهل الدلتا الفیضی لیصبح الخزان ذا مستوى مائی حر. وتشکل صخور البالیوسین الطفلیة عدیمة النفاذیة قاعدة الخزان الجوفی.[1] قدرت السعة التخزینیة للخزان الجوفی بالدلتا بحوالی 400 ملیار متر مکعب فی حین یبلغ معدل تغذیته السنویة من تسرب الفائض من میاه الری النیلیة ومن شبکات الری بحوالی 6 ملیار متر مکعب، والتی لا تُعتبر مصدراً للمیاه الجوفیة بل تعتمد على ما یتم تخزینه منها موسمیاً فی مستودع رسوبیات الدلتا لإستغلالها فی أغراض الشرب وکاستخدام مشترک فی أغراض الری مع المیاه النیلیة فی فترة أقصى الإحتیاجات. والمیاه الجوفیة بخزان الدلتا الجوفی ذات نوعیة جیدة جداً (الملوحة 300-800 جزء فی الملیون) فی مناطق جنوب الدلتا بینما تتزاید الملوحة مع العمق وشمالاً حیث تتراوح بین 1000-5000 جزء فی الملیون عند کفر الشیخ فی وسط الدلتا والإسماعیلیة فی شرق الدلتا ودمنهور فی غرب الدلتا إلى 30000 جزء فی الملیون فی المناطق القریبة من الساحل.
الخزانات الساحلیة الساحل الشمالی الغربی تتمیز المنطقة الساحلیة الشمالیة بارتفاع معدلات الهطول المطری (100 - 300 مم) التی تغذی خزانات جوفیة محدودة الإمتداد بتکوینات الحقب الرباعی والحدیث. وأسفرت دراسات مصادر المیاه الجوفیة بمنطقة الساحل الشمالی الغربی والممتدة من برج العرب وحتى السلوم عن وجود الخزانات الجوفیة التالیة:
تشکل سلسلة الغرود الرملیة الساحلیة مخزناً طبیعیاً لتجمع میاه الأمطار التی تتسرب رأسیاً فیها مکونة خزانات للمیاه العذبة الجاثمة على میاه مالحة نتیجة لتوغل میاه البحر المالحة فیها، ویتم استغلالها بمعدلات صغیرة بواسطة الخنادق (منطقة القصر) لتجنب زیادة ملوحتها مع السحب. وتتواجد الرواسب الغریانیة الحاملة للمیاه الجوفیة فی الأجزاء العلیا لمجاری سیول الودیان الواقعة فی الجزء الغربی لمنطقة الساحل بین السلوم وفوکه، وهی ذات امتداد محدود وبسمک لا یتعدى 10 أمتار. وقد أظهرت نتائج اختبارات الضخ بالآبار المستغلة للکثبان الرملیة والرواسب الغریانیة وتقییم مصادر المیاه الجوفیة بهما عن أن معامل السریان ومعامل التوصیل الهیدرولیکی لهما حوالی 15 متر مربعاً/للیوم، 12,8 متر مربع/یوم و16,4 متر مربع/ یوم على الترتیب.[2]
یتکون من الصخور الجیریة المتفتتة والمنتشرة بطول الساحل الشمالی، المحتویة على میاه جوفیة بکمیات کبیرة وبملوحة مقبولة فوق المیاه المالحة. وأسفرت نتائج تجارب الضخ عن أن متوسط معامل السریان لهذا التکوین یبلغ 26 متر مربع/یوم، ومعامل التوصیل الهیدرولیکی 32,5 متر/ یوم.[1]
یتکون من الصخور الجیریة التابعة لعصر البلیوسین، ویتواجد الخزان الجوفی بتکوین علم الخادم بمنطقة السهول الداخلیة الممتدة من رأس حبیصة حتى الضبعة حیث تشکل منطقة الضبعة ترکیباً حوضیاً مکوناً خزاناً معلقاً للمیاه الجوفیة الضاربة للملوحة (2888-3320 جزءاً فی الملیون). ویتواجد الخزان الجوفی بتکوین قصر قرطاجی الجیری الرملی فی منطقة سهل غوط رباح (شرق مرسى مطروح) حیث ملوحة محتواه من المیاه الجوفیة تتراوح ما بین 700-1875 جزءاً فی الملیون.[3]
تتواجد هذه الخزانات فی تراکیب حوضیة للصخور الجیریة لعصر المایوسین الأوسط بسمک 12-20 متراً، مکونة میاهاً معلقة فوق مستوى سطح البحر بمناطق فوکة وقطاف (الضبعة). وقد أسفرت تجارب الضخ على آبار منطقة فوکة عن أن متوسط قیمة معامل السریان 24 متراً مربعاً/یوم. وبینما بلغت ملوحة المیاه بحوض فوکة 2000 جزء فی الملیون، فإن المیاه الجوفیة بحوض قطاف تتمیز بعذوبتها حیث تتراو ملوحتها بین 125 إلى 570 جزءاً فی الملیون.[4]
الساحل الشمال الشرقی
تتواجد المیاه الجوفیة بمنطقة رمانة - بئر العبد فی تجمعات الکثبان الرملیة والتی تمتد من التخوم الشمالیة لجبل المغارة جنوباً إلى السهل الساحلی رمانة - بئر العبد شمالاً والتی یحدها من أسفل مکون الحجر الرملی الکلسی المعروف باسم "الکرکار"، ویبلغ السمک المشبع بالمیاه بالکثبان الرملیة 120 متراً فی الجنوب ویقل شمالاً لیصبح 10 أمتار عند الطریق الساحلی. ویتراوح المیاه ما بین 2,6 أمتار فوق سطح البحر عند بلدة قاطیة فی الجنوب إلى مستوى سطح البحر أو تحته عند منطقة السبخات الساحلیة والتی تُعتبر منطقة الصرف الطبیعی لمیاه الخزان الجوفی حیث تُفقد بالبخر.[5]
تتواجد المیاه الجوفیة بمنطقة الشریط الساحلی العریش/ رفح فی رسوبیات الحقب الرباعی والتی تمتد من الساحل شمالاً ولمسافة 15-20 کم جنوباً، وتشمل التتابعات الجیولوجیة التالیة:
وتمثل الصخور الطفلیة والجیریة التابعة للحقب الثلاثی قاعدة الخزان الجوفی بینما یمثل مستوى المیاه الجوفیة حده العلوی، ویتراوح سمک الخزان ما بین 5 أمتار عند الحد الجنوبی لدلتا الوادی (منطقة لحفن) إلى 80 متراً شرق مدینة العریش. فی حین یتراوح سمکه ما بین 20 متراً جنوب رفح إلى 60 متراً فی منتصف الحوض الرسوبی بین شیخ زویدورفح.
ویمتد من عیون موسى شمالاً وحتى أبو ردیس جنوباً مروراً بمناطق عیون موسى، رأس سدر، أبوزنیمة والتی تقع فی نطاقها بعض الأودیة الهامة مثل وادی سدرووادی غرندلووادی فیران. وبالرغم من وجود عدة تکوینات جیولوجیة حاملة للمیاه الجوفیة تابعة لعصور جیولوجیة متعاقبة من الحقب الرباعی حتى الکریتاوی السفلی إلا أن نتائج حفر الآبار الضحلة والعمیقة بمناطق السهل الساحلی الممتد من عیون موسى حتى أبو ردیس أوضحت ضعف الإمکانیات المائیة بالتکوینات الضحلة وشدة ملوحة المیاه بالتکوینات العمیقة.[6]
یعتبر الخزان الجوفی برسوبیات العصر الرباعی (مجموعة الطور) بمنطقة سهل القاع والممتدة على الساحل الشرقی لخلیج السویس ما بین وادی فیران شمالاً ورأس محمد جنوباً من الخزانات الجوفیة التی بدأ فی استغلالها منذ عام 1972م فی تغطیة احتیاجات منطقة الطور/ شرم الشیخ من میاه الشرب.[6]
الساحل الغربی لخلیج العقبة أوضحت نتائج الدراسات الجیولوجیة والجیوفیزیقیة ونتائج حفر الآبار فی مناطق السهل الساحلی طابا-شرم الشیخعلى الساحل الغربی لخلیج العقبة أن ظروف المیاه الجوفیة بها یمکن تلخیصها فیما یلی:
أدى قرب خط الساحل من الکتل الجبلیة لصخور القاعدة وضیق السهل الساحلی وانخفاض معدل الهطول المطری بالمنطقة، بالإضافة إلى صغر مساحة تجمیع الأمطار للودیان الصغیرة التی تصب فیها وانحدارها الشدید فی اتجاه الخلیج، إلى ضعف إمکانیات المنطقة من المیاه الجوفیة من حیث الکم والنوع بسبب صعوبة تغذیة رسوبیات الودیان ودلتیاتها الساحلیة بمیاه الأمطار والجریان السطحی.وقد أسفرت نتائج المسح الجیوفیزیقی وحفر بعض الآبار بالمجرى السفلی لوادیی ملااخ والمحاشی بالمنطقة عن ارتفاع ملوحتها (15000-50000 جزء فی الملیون) مما أدى إلى اللجوء لعملیات تحلیة البحر أو المیاه الجوفیة المالحة أو استغلال المیاه الجوفیة العمیقةبمنطقة شعیرة بالمجرى العلوی بوادی واتیر ونقلها إلى مناطق الأنشطة السیاحیة على ساحل الخلیج.[7]
تتواجد المیاه الجوفیة بمنطقة نویبع بدلتا وادی واتیر الساحلیة فی رواسب الحقب الرباعی، والتی تتکون من الرمال والحصى وفتات صخور القاعدة المجواه، غیر أنه لم تجر أیة دراسات تفصیلیة للتعرف على الوضعیة الهیدروجیولوجیة للخزان الجوفی بالمنطقة بما فی ذلک سمکه الکلی المشبع بالمیاه ومعدلات تغذیته والتغیر فی ملوحة المیاه مع العمق ومدى توغل میاه الخلیج المالحة داخل الخزان بهدف تحدید إمکانیاته المتاحة من المیاه الجوفیة للإستغلال الآمن دون إحداث تدهور فی نوعیة المیاه على المدى الطویل.[8]
تماثل ظروف المیاه الجوفیة بمنطقة دهب مثیلتها بمنطقة نویبع حیث تتواجد برسوبیات الحقب الرباعی بدلتا وادی دهب والتی لم یتم دراستها تفصیلیاً لتحدید إمکانیاتها المتاحة للإستغلال.[9]
أدت الظروف الجیولوجیة لموقع مدینة شرم الشیخ وما حولها من وقوعها على شریط ساحلی ضیق بین ساحل الخلیج والکتلة الجبلیة لجنوب سیناء، مع الإنحدار الشدید لمجاری الودیان التی تصب فیه إلى افتقار المنطقة لمصادر میاه جوفیة ذات نوعیة مقبولة بالتکوینات الجیولوجیة المختلفة، حیث أسفرت نتائج الحفر الإختباری بالمنطقة لاختبار تکوین رمال المایوسین عن ارتفاع ملوحة المیاه الجوفیة والتی تراوحت ما بین 6000-16000 جزء فی الملیون. وتجرى حالیاً عملیات تحلیة میاه الخلیج لتوفیر احتیاجات الأنشطة السیاحیة وحاجة المدینة من میاه الشرب بالإضافة إلى المیاه الجوفیة المنقولة من مدینة الطور، ویُجرى تنفیذ عملیات الحفر الإختباری بوادیی نبق وکید لاختبار وجود مصادر للمیاه الجوفیةبرسوبیات الوادیین ذات نوعیة مقبولة.[10]
ساحل البحر الأحمر (الزعفرانة- حلایب) لم تحظ حتى الآن منطقة السهل الساحلی الغربی للبحر الأحمر بأیة دراسات لمصادر المیاه الجوفیة بها ولتقییم إمکانیاته المتاحة لأغراض التنمیة المستدیمة، سوى بعض التقاریر العامة التی أعدت عن نتائج حصر الآبار والعیون القائمة بالمنطقة الساحلیة، الزعفرانة-حلایب، والدراسات الجیولوجیة والجیوفیزیقیة الإقلیمیة وحفر الآبار الإختباریة التی أجریت بمناطق وادی دارا وشجر جنوب رأس غارب ووادیی حوضین وکراف بمنطقة حلایبوشلاتین.
تم حصر العیون والآبار التی تستمد میاهها من المیاه الجوفیة لصخور الحجر الجیریالمتشقق التابع للعصر الکریتاوی بهضبة الجلالة القبلیة والتی تزود دیری سانت انطونیووسانت بول بالمیاه بمعدل 100 متر مکعب/یوم بملوحة 1600 جزء فی الملیون.
من واقع نتائج الدراسات الجیولوجیة والجیوفیزیقیة وحفر الآبار الإختباریة/ الإنتاجیة التی قامت بها شرکات البترول ومرکز بحوث الصحراءبمناطق شجر ورأس شقیر ووادی دارا جنوب رأس غارب، أمکن الإستدلال على مصادر للمیاه الجوفیة بتکوینی ردیس الرملی التابع لعصر المایوسین بمنطقة شجر- رأس شقیر ورمال النوبیا بمنطقة وادی دارا. وقد أسفرت عملیات حفر واختبارإحدى عشر بئراً بمنطقة شجر ورأس شقیر جنوب رأس غارب، عن عمق طبقة رمال الغرندل المستغلة بهذه الآبار یتراوح ما بین 600-900 متر من سطح الأرض وبسمک یتراوح ما بین 90-140 متراً فی حین یتراوح عمق سطح المیاه بالآبار ما بین 30-50 متراً من سطح الأرض.
أسفرت أعمال الدراسات الجیولوجیة السطحیة ونتائج حفر آبار الإستکشاف البترولی والتعدینی بالمنطقة عن أنها تتمیز بوجود تکوینات الحجر الرملیوالمارلوالحجر الجیری التابعة للزمن الثلاثی الأوسط، تغطیها المصاطب الزلطیة ورسوبیات الشواطئ القدیمة التابعة لعصر البلایستوسین مع وجود تراکیب الحوضیة الرسوبیة الهامة والمتاخمة للحافة الشرقیة لسلاسل جبال البحر الأحمر کحوض الزیت جنوب غارب وحوض عش الملاحة شمال غرب الغردقة، والتی تتطلب دراستها هیدروجیولوجیا لاحتمال وجود تجمعات للمیاه الجوفیة العمیقة بها. وأسفرت عملیات الحفر الإختباری بمنطقة دشة الضبعة جنوب مدینة الغردقة عن وجود میاه جوفیة بتکوین المایوسین بملوحة حوالی 5000 جزء فی الملیون، والتی یتم معالجتها فی منتجع الجونة السیاحی. وأوضح الحصر المیدانی للآبار القائمة بالمنطقة (جنوب، 1969م) وجود المیاه الجوفیة بالرسوبیات الودیانیة بوادی باشا بمنطقة سلسلة جبال البحر الأحمر جنوب غرب الغردقة بسمک یصل إلى 85 متراً، ویبلغ عمق المیاه الجوفیة بها حوالی 16 متراً من سطح الأرض وتدر 80 متر مکعب/یوم من المیاه العذبة.
أشارت نتائج الدراسات القلیلة التی أجرتها شرکات التعدین وهیئة المساحة الجیولوجیة والمشروعات التعدینیة بالمنطقة الساحلیة الممتدة من سفاجا شمالاً حتى رأس بیناس جنوباً، وبیانات الحصر المیدانی للآبار والعیون الطبیعیة الموجودة بها إلى وجود المیاه الجوفیة بصخور المایوسین الرملیة بمنجم الحمراوین، بسفاجا على عمق 12 متراً من سطح الأرض، وتبلغ إنتاجیة الآبار المستغلة بها 500 - 1000 متر مکعب/یوم بملوحة کلیة تتراوح ما بین 2300 - 2800 جزء فی الملیون، وبالرسوبیات الودیانیة بوادی کریم غرب القصیر حث یبلغ سمک الطبقة الحاملة للمیاه 700 متر وعمق سطح المیاه 30 متراً من سطح الأرض، إلا أن إنتاجیة الآبار المستغلة لهذا التکوین من المیاه العذبة تتراوح ما بین الضعیفة إلى المتوسطة حیث تبلغ 6 أمتار مکعبة/یوم بئر أبو غصون، 10 متر مکعب/ یوم ببئر وادی کریم بالقصیر . و100 متر مکعب/ یوم ببئر وادی لاهامیبرأس بیناس.
تعتبر المیاه الجوفیة هی المصدر الرئیسی للمیاه العذبة فی هذه المنطقة النائیة على ساحل البحر الأحمر ویشکل الخزان الجوفی برسوبیات الحقب الرباعی الخزان الرئیسی بالمنطقة. وتعتمد إمکانیات المیاه الجوفیة وملوحتها على معدل الهطول المطری بالمنطقة والمتغیر من عام لآخر بل ومن موسم لآخر، وتسربها من خلال صخور القاعدة المتشققة إلى رسوبیات الودیان خاصةبوادی حوضین وکراف والذین یعتبران أهم الودیان بالمنطقة من حیث احتمالات إمکانیاتهما المائیة لتمیزهما بکبر مساحة مستجمع المیاه بهما. وتوضح بیانات الآبار التی تم حصرها بوادی حوضین ورحبة بالمنطقة الجبلیة شرق مدینة شلاتین أن آبار الجاهلیة ورحبة وأبرق تقع جمیعها على مسار فوالق تسمح بتصاعد المیاه المتجمعة بصخور القاعدة المتشققة من خلالها إلى رسوبیات الودیان المستغلة بهذه الآبار، وأن ملوحة میاه هذه الابار تتراوح ما بین 1000 - 1500 جزء فی الملیون فی حین أسفرت نتئج حصر الابار القائمة بدلتا وادی حوضین ونتائج البئر الإختیاریة التی تم حفرها فی مدخل الوادی عن ارتفاع ملوحة المیاه الجوفیة (6000 - 9000 جزء فی الملیون) وهو ما یعزی إلى ضعف ما یُرد من میاه الجریان السطحی بالودیان إلى دلتیاتها بهذه المنطقة وتسرب معظم ما یسقط من میاه الآمطار محلیا بالمجرى العلوی للودیان من خلال تشققات صخور القاعدة السائدة بالمنطقة.
خزان المغرة ویتواجد فی الجزء الشمالی فی الصحراء الغربیة ویمتد فی مساحة 50,000 کم^2 فی الحواف الغربیة لخزان الدلتا الجوفی شرقاً إلى منخفض القطارة غرباً وإلى مشارف البحر المتوسط شمالاً وإلى الحافة الشمالیة لمرتفع البحریة / أبو رواش الترکیبی جنوباً والفیوم فی الجنوب الغربی. ویتکون مکون المغرة من الرمال والحجر الرملی وتداخلات طفلیة وسلتیة تابعة لعصر المایوسین الأسفل والتی تتحول إلى الطفل بالقرب من ساحل البحر المتوسط ودلتا النیل ومتداخلة مع الصخور الجیریة والطفلیة لمکون مرمریکا فی الهضبة الغربیة غرب منخفض القطارة. وتشکل صخور البازلت أو طفل الضبعة التابعة لعصر الأولیجوسین قاعدة الخزان الجوفی لمکون المغرة، بینما یتراوح سمکه الکلی ما بین 200 متر بوادی الفارغ إلى 800 متر بحوض أبو الغرادیق شرق منخفض القطارة والذی یتناقص فی اتجاه الشمال والغرب لیتداخل مع الصخور الجیریة لمکون مرمریکا الجیری وصخور الهضبة الجیریة الغربیة. ویشکل مکون المغرة خزاناً جوفیاً ذا مستوى مائی حر جنوب خط عرض 30 شمالاً، بینما یختفی تحت رسوبیات البلایوسین شمالاً لیصبح من الخزانات المقیدة. ویتراوح مستوى المیاه الجوفیة بخزان المغرة ما بین -10 من سطح البحر عند الحواف الغربیة لخزان الدلتا (وادی الفارغ) شرقاً إلى -50 متراً من سطح البحر عند منخفض القطارة غرباً، و -48 متراً من سطح البحر عند بئر مسواج جنوب منخفض القطارة، ویتراوح السمک المشبع بالمیاه بمکون المغرة الرملی ما بین 75 متراً و700 متر. وقد أسفرت نتائج تجارب الضخ التی أجریت على الآبار المستغلة لخزان المغرة الجوفی عن أن قیمة معامل التوصیل الهیدرولیکی تتراوح ما بین 0.1 إلى 0.3 متر/یوم عن المنطقة المتاخمة لمنخفض القطارة تتزاید إلى 10 - 25 متراً/ یوم بوادی الفارغ، بینما تتراوح معامل السریان ما بین 500 إلى 5000 متر مربع/یوم. وتتباین نوعیة المیاه بخزان المغرة الجوفی، حیث تبلغ ملوحتها اقل من 500 جزء فی الملیون فی المنطقة المتاخمة لغرب الدلتا (منطقة وادی الفارغ) وتزداد غرباً وشمالاً لتبلغ 10000 جزء فی الملیون بواحة المغرة على الحافة الشرقیة لمنخفض القطارة. وأوضحت الدراسات الهیدروکیمیائیة أن المیاه الجوفیة بخزان المغرة هی خلیط من میاه حفریة ومیاه متجددة حیث تحدث تغذیة للخزان من میاه خزان الدلتا بمعدل یتراوح ما بین 50 - 100 ملیون متر مکعب سنویاً، یُفقد جزء منه بالبخر فی مناطق سبخات، وبحیرات وادی النطرون | ||||
References | ||||
مصادر
| ||||
Statistics Article View: 1,281 PDF Download: 736 |
||||