نموذج مقترح لتحديد حجم رأس المال الأمثل المطلوب لتحقيق التنمية المستدامة " دراسة تطبيقية علي الشرکات الحکومية بدولة الکويت " | |||||||||||||||||||||||
Journal of Environmental Studies and Researches | |||||||||||||||||||||||
Article 6, Volume 6, (3), June 2016, Page 376-390 PDF (1.19 MB) | |||||||||||||||||||||||
Document Type: Original Article | |||||||||||||||||||||||
DOI: 10.21608/jesr.2016.79068 | |||||||||||||||||||||||
View on SCiNiTO | |||||||||||||||||||||||
Authors | |||||||||||||||||||||||
رفاعي إبراهیم رفاعي1; حسنين السید طه2; محمد فتحی عزازي1; طلال هلال علی الشمري* 1 | |||||||||||||||||||||||
1قسم مسوح الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية – جامعة مدينة السادات | |||||||||||||||||||||||
2کلية التجارة – جامعة مدينة السادات | |||||||||||||||||||||||
Abstract | |||||||||||||||||||||||
شهد العالم خلال العقود الثلاثة الماضية إدراکا متزايدا بأن نموذج التنمية الحالي (نموذج الحداثة) لم يعد مستداما، بعد أن ارتبط نمط الحياة الاستهلاکي المنبثق عنه بأزمات بيئية خطيرة مثل فقدان التنوع البيئي، وتقلص مساحات الغابات المدارية، وتلوث الماء والهواء، وارتفاع درجة حرارة الأرض(الدفء الکوني)، والفيضانات المدمرة الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه البحار والأنهار، واستنفاد الموارد غير المتجددة، مما دفع بعدد من منتقدي ذلک النموذج التنموي إلى الدعوة إلى نموذج تنموي بديل مستدام يعمل على تحقيق الانسجام بين تحقيق الأهداف التنموية من جهة وحماية البيئة واستدامتها من جهة أخرى. وفي هذا السياق نجد أن البشرية تواجه في الوقت الحاضر مشکلتين حادتين، تتمثل الأولى في أن کثيرا من الموارد التي نعتبر وجودها الآن من المسلمات معرضة للنفاد في المستقبل القريب، أما الثانية فتتعلق بالتلوث المتزايد الذي تعاني منه بيئتنا في الوقت الحاضر والناتج عن الکم الکبير من الفضلات الضارة التي ننتجها. ونتيجة لذلک فقد أسهمت الضغوط المشترکة لکل من ازدياد الوعي بالندرة القادمة وتفاقم مشکلة السّمية في العالم إلى بروز مسألة الحفاظ على البيئة واستدامتها کموضوع مهم سواء في مجال الفکر أو السياسة. والتنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحاضر دون التضحية أو الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. کما أن التنمية المستدامة هي الاستعمال المثالي الفعال لجميع المصادر البيئية ، الحياة الاجتماعية والاقتصاد للمستقبل البعيد مع الترکيز على حياة أفضل ذات قيمة عالية لکل فرد من أفراد المجتمع في الحاضر والمستقبل. وتتناول التنمية المستدامة والمتکاملة ثلاث جوانب رئيسية مع ما يتفرع عنها من مؤشرات فرعية وهذه الجوانب هي الجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي والجانب الإنساني، والتي يجب أن تتفاعل وتتشابک مع بعضها من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو تحقيق الرفاهية للإنسان في جميع متطلبات الحياة ما أمکن. وتکمن المبادئ الرئيسية للتنمية المستدامة التي تکوِّن المقومات السياسية والاجتماعية والأخلاقية لإرسائها وتأمين فعاليتها هي کالتالي: الإنصاف: أي حصول کل إنسان على حصة عادلة من ثروات المجتمع وطاقاته. التمکين: أي إعطاء أفراد المجتمع إمکانية المشارکة الفعالة في صنع القرارات أو التأثير عليها. حسن الإدارة والمساءلة: أي خضوع أهل الحکم والإدارة إلى مبادئ الشفافية والحوار والرقابة والمسئولية. التضامن: بين الأجيال وبين کل الفئات الاجتماعية داخل المجتمع وبين المجتمعات الأخرى. ويرکز هذا البحث على مراجعة قياس والتقرير عن التنمية المستدامة (ASD) وفائدتها في عملية اتخاذ القرارات في المشروعات الاقتصادية. ومن أجل تقييم المحاسبة عن التنمية المستدامة بصورة صحيحة في المشروعات الاقتصادية، وتقييم المحاسبة عن التنمية المستدامة بصورة صحيحة لا بد أولاً من إيجاد صيغة مفاهيمية ترتکز على التنمية المستدامة. | |||||||||||||||||||||||
Full Text | |||||||||||||||||||||||
یشیر العدد المتنامی للمساهمین والمدراء والموظفین الیوم إلى الحاجة لسلوک الشرکات بصورة مسئولة عن موضوع البیئة والتنمیة المستدامة. ویدلل على ذلک العدید من العوامل التحفیزیة بما فیها الرغبة فی تجنب التعقیدات وتدخلات الحکومة التی ترتب تکالیف إضافیة على هذه الشرکات بالإضافة إلى الحاجة لتحسین العلاقات العامة وتعزیز الحمایة. ویمکن القول بأن مشکله تسجیل ومراجعه الجهود نحو تحقیق التنمیة المستدامة من الأسباب التی أدت إلى نشوء مفهوم ضرورة التزام الشرکات بالتقریر عن التنمیة المستدامة عدد من الحوادث التی التصقت بشرکات عملاقه فی عدد من الدول خلال عقد التسعینات فمثلا شرکه شل للبترول فی نیجیریا حیث أدت أنشطه استخراج البترول إلى تلویث المیاه وقوضت قرى بأکملها ومجتمعات تعیش حول حقول البترول . ویرى أحد الباحثین انه نتیجة لحوادث شرکه شل فی منتصف التسعینیات أسفرت المناقشات بین الأطراف المعنیة الرئیسیة والإدارة عن أضافه التزامین جدیدین إلى مبادئ الشرکة وهما :
وبالتالی أضافت الشرکات المحاسبة والتقریر عن الآثار الاجتماعیة إلى قائمه تقاریرها وأصبحت مراجعه تلک العناصر أمرا هاما لجمیع الأطراف المعنیة ( مستهلکین ، ملاک ،عمال ،المجتمع ککل ) . ولیست فقط حمله الأسهم ویقصد بالمراجعة فی هذا المجال توفیر تأکید لجمیع الأطراف ولیس فقط المساهمین أن الشرکة تعمل بشکل یتفق مع توقعاتهم وفى ضوء خبرة شرکه شل فی السنوات الأخیرة وجد أن التقریر عن التنمیة المستدامة لیست فقط عملیه مفیدة ولکنها أیضا أداة إداریه قیمه یمکن أن تستخدم لتحقیق أو تحسین الأداء . ولهذا صار جدل أن إعلان الشرکات عن مسؤولیاتها نحو البیئة والمجتمع الذی تعمل فیه ما هو إلا قناع یغطى الآثار السلبیة لأنشطتها وان من یعانى من تلک الآثار هم الفقراء بالدول النامیة والبیئة التی یعیشون فیها وقد استخدمت الشرکات باستمرار ما أسمته برامج المسؤولیة الاجتماعیة لإیقاف Blocking أی محاولات لوجود تشریعات دولیه تلزم الشرکات بمسؤولیتها عن آثار أنشطتها لان بعض أصحاب الأعمال یرون أن مثل هذه التشریعات ستضر بأرباحها . و وفقا لمسح عام قام به مکتب المحاسبة والمراجعة الدولی KPMG سنه 2012 فان 45% من اکبر 250 شرکه فی العالم یصدرون تقاریر عن الأداء البیئی والاجتماعی أو تقاریر عن الاستدامة بالإضافة للتقاریر المالیة ویمثل هذا اتجاها دولیا وعددا متزایدا من الشرکات تطلب مراجعه التحقق من هذه التقاریر بواسطة محققین مستقلین وهناک بعض النتائج التی أوردها ذلک المسح والاستقصاء : (1) من 250 شرکه محل الفحص وجد أن 45 % تصدر تقاریر مفصله عن أدائها البیئی والاجتماعی مقارنه 35% سنه 2004 . (2) اکبر 100 شرکه فی هذا الاستقصاء والذی ضم شرکات من 29 دوله کانت الیابان صاحبه اکبر عدد من الشرکات التی تصدر تلک التقاریر یلیها بریطانیا وأمریکا وهولندا وفینلندا وألمانیا وکندا . (3) هناک جوانب من التنمیة المستدامة یتم التقریر عنها مثل الصحة , الأمان , البیئة فی تلک التقاریر ولکن نقاطا أخرى بدأت تظهر مثل الأبعاد الاجتماعیة . ویلاحظ أن نصف الشرکات الکندیة محل الفحص أصدرت تقاریر کاملة على الاستدامة مقابل التقریر عن الصحة ,الأمان, البیئة الأکثر شیوعا ولکن 1 % فقط من تلک الشرکات الکندیة تخضع تقاریرها للفحص والمراجعة وهو ما یعکس أرباحها ومسؤولیاتها أمام المساهمین والعمال الموردین والمنافسین . ولکن هناک تغیرات فی الاتجاهات فالمزید من الشرکات تلقى مزید من الاهتمام نحو المسؤولیة الاجتماعیة وتدرک أن علیها بناء الثقة بینها وبین کل الأطراف المعنیة بعملها وحمایة سمعتها . ومن أسباب عدم إصدار تقاریر عن الاستدامة ما یلی :
ویسجل أحد الباحثین أن أکثر من 200 شرکه عالمیه قد أصدرت تقاریر عن الاستدامة سنه 2012 وفقا لما أصدره موقع corporate Register .com المتخصص فی متابعه تلک التقاریر قائمه الشرکات المصدرة تضم شرکات أمریکیة مثل DowChemical,fordmotor,Johnson& Johnson and Procter Gamble والشرکات الأوربیة ویابانیه مثل British airways canon, siemens ,Nissan and shell . ویلخص الباحث إلى أن مفهوم قیاس وتقریر عن التنمیة المستدامة یعنى قیام الشرکات بقیاس نتائج أعمالها من الناحیة البیئیة والاجتماعیة بجانب المالیة وقد نشأ وتطور هذا المفهوم نتیجة أضرار سببتها شرکات عالمیه مختلفة لکل من البیئة والعمال والمجتمع المحیط فی بلدان عدیدة وبالتالی نشأ وعى ومطالبه من عدة جهات أن تعترف الشرکات بمسؤولیاتها على الحفاظ على البیئة وحقوق العمال والمستهلکین وعلى حق الأجیال القادمة فی الموارد ومن المتوقع أن تحقق الشرکات عدة فوائد من جراء اتجاه الشرکات لهذا النحو منها زیادة الثقة بها وتحسن صورتها لدى المستهلک والعمال ونظرا لان الجدل حول قیاس ومراجعه تقاریر التنمیة المستدامة مازال فی بدایته فهناک العدید من التساؤلات التی تثار حول أمور متعددة تخصه .
تتمثل الأهداف الرئیسیة للبحث فیما یلی: (1) التعرف علی مفهوم مراجعة التنمیة المستدامة ، ومدی تطبیقه فی شرکات النفط الکویتیة . (2) التعرف علی أهداف مراجعة التنمیة المستدامة ، ومدی تطبیقه فی شرکات النفط الکویتیة . (3) التوصل إلی نموذج مقترح لتحدید رأس المال الأمثـل المطلوب لتحقیق التنمیة المستدامة . ج
تتضمن منهجیة البحث ما یلی : (1) الدراسة المکتبیة : استهدفت الدراسة المکتبیة جمع البیانات الثانویة لتحقیق أهداف البحث ، وتشمل الدراسة المکتبیة علی بیانات عن مفهوم التنمیة المستدامة ، المراجعة البیئیة ، المحاسبة عن التنمیة المستدامة ، ومؤشرات التنمیة المستدامة . ولقد اعتمد الباحث فی الحصول علی البیانات الثانویة علی المصادر التالیة :
1- مفهوم التنمیة المستدامة : ظهرت عدة مفاهیم للتنمیة المستدامة من قبل العدید من المؤسسات والمنظمات الدولیة وکذلک الخبراء والاقتصادیین. فقد عرف الاتحاد العالمی للمحافظة على الموارد الطبیعیة للتنمیة المستدامة بأنها السعی الدائم لتطویر الحیاة الإنسانیة مع الأخذ بنظر الاعتبار قدرات النظام البیئی الذی یحفظ الحیاة فی حین عرف مؤتمر قمة الأرض المنعقد فی البرازیل حزیران 1992 التنمیة المستدامة بأنها ضرورة انجاز الحق فی التنمیة أما المؤتمر الدولی للأمم المتحدة المنعقد فی کوی نهاکن عام 1995 فقد تبنى رؤیة سیاسیة واقتصادیة وأخلاقیة وروحیة للتنمیة مبنیة على کرامة الإنسان وحقوقه والمساواة والاحترام والسلام والدیمقراطیة والتسامی على مختلف القیم الدینیة والأخلاقیة والخلفیات الثقافیة للشعوب والتی تتعارض مع هذه الرؤیة وأکد المؤتمر الدولی للتنمیة المستدامة الذی انعقد فی جوهانسبرغ فی جنوب أفریقیا عام 2002 على الالتزام بإقامة مجتمع عالمی منصف یدرک ضرورة کفالة الکرامة الإنسانیة للمجتمع، حیث یمثل السلام والأمن والاستقرار واحترام الإنسان والحریات الأساسیة بما فیها الحق فی التنمیة واحترام التنوع الثقافی فی حین عرف ادوارد باربر التنمیة المستدامة بأنها ذلک النشاط الاقتصادی الذی یؤدی إلى الارتفاع بالرفاهیة الاجتماعیة مع أکبر قدر من الحرص على الموارد الطبیعیة المتاحة وبأقل قدر ممکن من الأضرار والإساءة إلى البیئة وأن هذا التعریف یربط تحقیق الرفاهیة الاقتصادیة والرفاهیة الاجتماعیة معا لتحقیق التنمیة المستدامة (عبدا لله, 1998) ویعرف ببزی التنمیة بأنها منفعة غیر منخفضة لعضو المجتمع لألف عام قادم وأن هذا التعریف استند على مفهوم المنفعة المتحققة والتی لا تتسم بالانخفاض خلال مدة زمنیة طویلة أما ببج فقد عرفها بأنها الحفاظ على الفرص للأجیال وهذا یعین بأن الموارد الحالیة هی لیس من حق الأجیال الحالیة وإنما للأجیال القادمة التی لها الحق فیها ولذلک لا یمکن للأجیال الحاضرة أن تستنزف أو استنفاذ جمیع الموارد المتوفرة حالیاً ویعرف المدیر التنفیذی لبرنامج الأمم المتحدة للتنمیة المستدامة بأنها التنمیة التی لا تکتفی بتولید النمو الاقتصادی فقط، بل توزع عائداته بشکل عادل وتجدد البیئة وتحافظ علیها وتمکن الناس وتوسع خیاراتهم وتؤهلهم للمشارکة فی القرارات التی تؤثر فی حیاتهم (صالح، 2000) وقد أصدرت لجنة التنمیة المستدامة المنبثقة عن قمة الأرض کتابا حول مؤشرات التنمیة المستدامة تضمن نحو 130 مؤشراً مصنفة فی أربع فئات أو أبعاد رئیسیة هی اقتصادیة واجتماعیة وبیئیة وتکنولوجیة (محمد، 2006)
أولا : البعد الاقتصادی: ویتضمن هذا البعد الانعکاسات والمؤشرات الحالیة والمستقبلیة للنشاط الاقتصادی على البیئة والذی یتضمن: 1- معدل نصیب الفرد من استهلاک الموارد الطبیعیة إذ یستهلک الفرد فی الدول المتقدمة وخاصة الصناعیة فی المتوسط أضعاف ما یستهلکه الفرد فی الدول النامیة من النفط والغاز والفحم ویرى سولو وهارتوک بأن الاستهلاک یکون مستدام إذا حافظ على مستواه أو تزاید عبر الزمن، أما إذا انخفض عن مستواه أو تناقص عبر الزمن فیکون هذا الاستهلاک غیر مستدام 2- القضاء على الفقر تهتم التنمیة المستدامة فی الدول النامیة بتوجیه الموارد فیها من أجل الاستغلال الأمثل لتحسین ورفع مستویات المعیشة فی تلک البلدان فالطلب المحلی على المنتجات الزراعیة والسلع المصنعة والخدمات سیزداد مع تزاید السکان مما یتطلب إشباع الحاجات الأساسیة للإفراد من تلک السلع والخدمات فی البلدان النامیة. 3- الحد من التفاوت فی توزیع الدخول وتهدف التنمیة المستدامة إلى تقلیل الفوارق فی توزیع الدخول بین الأغنیاء والفقراء وأن هذا الهدف یتطلب العمل على أن توجه السیاسات الاقتصادیة والاجتماعیة فی البلدان النامیة إلى استثمار الموارد المتاحة فیها والعدالة فی التوزیع بین الجمیع لضمان حقوقهم من تلک الموارد على شکل استثمارات وسلع وخدمات وبأسلوب مستدام یقلل من الضغط على البیئة
ثانیا : البعد الاجتماعی: ویضمن هذا البعد ما یلی : 1- الحکم الصالح ویعد من أهم متطلبات التنمیة المستدامة توفر الحکم الصالح للمجتمع ویتم اختیاره بأسلوب دیمقراطی وأن تکون المشارکة فی الحکم من قبل جمیع أفراد المجتمع، وأن تحقیق هذا الهدف سینعکس على القرارات السیاسیة والاقتصادیة التی ستکون فی صالح المجتمع 2- توفیر خدمات الصحة والتعلیم إن التنمیة البشریة المستدامة هی الهدف الأساس لکل الأنظمة السیاسیة من خدمات صحیة وبرامج تعلیمیة متکاملة من المراحل الأولیة إلى المراحل العلیا وإن اکتساب وتطویر المعارف الإفراد من أجل المساهمة الحقیقیة فی استدامة التنمیة 3- النمو السکانی وتوزیع السکان تعنی التنمیة المستدامة فی هذا المجال السیطرة والتحکم فی نمو السکان والاهتمام برعایة وتکوین الأسرة بشکل عام، وکذلک العمل على توزیع السکان بین المناطق الحضریة والریفیة بصورة مخططة من أجل عدم المساس بالبیئة الخضراء المتمثلة بالأراضی الزراعیة وتخفیف حدة التلوث فی المدن الکبرى
ثالثا : البعد البیئی: ویعنی البعد البیئی للتنمیة المستدامة تحقیق الرفاهیة الاقتصادیة للأجیال الحاضرة والقادمة مع الحفاظ على البیئة وحمایتها من التلوث وتمکینها من توفیر مستوى معیشی یتحسن باستمرار مع مرور الزمن وأن هذا البعد یتضمن : 1- المحافظة على الموارد المائیة تهدف التنمیة المستدامة إلى المحافظة على الاستخدامات المائیة من خلال تقلیل الهدر وإنشاء السدود لحزن المیاه والمحافظة على المیاه الجوفیة وکذلک العمل على تحسین شبکات میاه والصرف الصحی وتحسین نوعیة میاه الشرب 2- حمایة المناخ من الاحتباس الحراری وتعنی عدم المخاطرة باستخدام کل ما من شأنه أحداث تغییرات کبیرة فی المناخ العالمی، فالإشعاعات المختلفة والمخلفات النوویة والکیماویة تؤدی إلى حدوث أثار سلبیة وتغیرات مناخیة تؤثر على الحیاة فی الکرة الأرضیة فالهدف الأساس للتنمیة المستدامة العمل على أیجاد بیئة خضراء خالیة من التلوث وحمایة البیئة من جمیع الآثار السلبیة لجمیع المخلفات الصناعیة. رابعا : البعد التکنولوجی: أدى استخدام التکنولوجیا إلى زیادة الإنتاجیة وانعکاسه على تحسن المستوى المعیشی ومن أهم أبعاده هی: 1- استعمال التکنولوجیا الأنظف فی الصناعة إذ أن انتشار الصناعات والمنشآت أدى إلى زیادة التلوث، ففی البلدان المتقدمة یتم الحد من تدفق التلوث أو مکافحة التلوث البیئی من خلال فرض غرامات مالیة کبیرة أو وضع إجراءات وقوانین صارمة على المنشآت من أجل تقلیل التلوث 2- تبنی التکنولوجیا العالیة أن التکنولوجیا المستخدمة فی البلدان النامیة کثیراً ما تکون أقل کفاءة وأکثر تسبباً للتلوث من التکنولوجیا المستجدة فی البلدان الصناعیة
2- المراجعة البیئیة : إن التقدم الصناعی وتطور وسائل النقل وکثرها کان لهما آثار سلبیة على البیئة, نتیجة لهذا برزت العدید من الجهات والجمعیات والمؤسسات التی تنادی بضرورة حمایة البیئة والاعتناء بها, تعد البیئة من أبرز القضایا التی تخطی باهتمام کبیر من عدة أطراف وسائل الإعلام, جمعیات حمایة البیئة, جمعیات حمایة المستهلک وغیرها من الجمعیات التی ظهرت والتی تعمل من أجل حمایة البیئة. لأجل هذا عملت العدید من المنظمات على الاهتمام بالبیئة, وذلک من خلال نبنی أو استخدام نظام یمکنها من تطویر أدائها البیئی, ولم یعد هدفها هو تحقیق عوائد اقتصادیة فقط بل أصبحت تهتم بحمایة البیئة التی تعمل فی إطارها. و تعمل المنظمات التی وضعت حمایة البیئة ضمن أهدافها الإستراتیجیة على التأکد من مدى فعالیة وحیویة نظامها البیئی, وذلک التأکد مما إذا کان استخدامه یتم کما هو مخطط, وما إذا کان یتم تطبیقه فعلاً, تتم هذه العملیة من خلال القیام بما یسمى بالمراجعة البیئیة, تحدد هذه المراجعة کذلک مدى التزام المنظمة بالقوانین والتشریعات التی تهدف إلى حمایة البیئیة وکذا مختلف عناصرها, وأن المنظمة لا تساهم فی تلوثها بشکل أو بأخر. وفی ضوء ما سبق, یعرف الباحث المراجعة البیئیة یلیها فحص انتقادی منظم وتقویم موضوعی موثق وبشکل مستمر للأداء البیئی للشرکة عن طریق فریق عمل متخصص وستقل من داخل أو خارج الشرکة, للتأکد من التزامها بالقوانین والتشریعات والبرامج والسیاسات الإداریة البیئیة فی ضوء المخطط لها, وتقویم فعالیة تنفیذها, وتوصیل النتائج التی یتم التوصل إلیها من خلال تقریر یقدم فی الأطراف المهتمة ویفهم من هذا التعریف أن المراجعة البیئیة تهدف إلى: أ- إجراء فحص انتقادی منظم وتقویم موضوعی موثق وبشکل مستمر مستقل للأداء البیئی للشرکة. ب- التحقق من مدى کفاءة وفعالیة تنفیذ الشرکة للقوانین والسیاسات والأنشطة والبرامج الخاصة بحمایة البیئة. ت- فحص وتقویم التنفیذ الفعلی للأداء البیئی للشرکة فی ضوء المعاییر والأهداف والخطط الموضوعة بهذا الشأن. د- التأکد من فعالیة نظام الإدارة البیئیة للشرکة, وما إذا کانت الأسالیب الرقابیة تساعد على اکتشاف وتجلب الانحرافات. هـ توصیل النتائج التی تم التوصل إلیها بشأن الأداء البیئی للشرکة, من خلال تقریر یقدم إلى کافة الأطراف المهتمة.
ومن ناحیة أخرى، تتمیز المراجعة البیئیة بمجموعة من الخصائص, یمکن استنتاجها من المفاهیم والأهداف التی تسعى المراجعة البیئیة إلى تحقیقها, ومن هذه الخصائص ما یلی:
أ- تعد المراجعة البیئیة جزء أساسی من نظام الإدارة البیئیة المطبق بالشرکة تعمل على فحص وتقییم هذا النظام. ب- یتسع نطاق المراجعة البیئیة لیشمل القیام بفحص انتقادی مستمر ومنظم لکافة العملیات الإنتاجیة التی تقوم بها الشرکة, یشارک فی أداء هذا الفحص هیئة أو فریق عمل من تخصصات متنوعة یجمع بین القانونیین, المهندسین, الکیمائیین, المحاسبین والمراجعین وآخرون ذوى اختصاص ولهم علاقة بالمراجعة البیئیة ویتمتعون بالحیاد والاستقلالیة. ث- تجمع المراجعة البیئیة بین المراجعة البیئیة الداخلیة التی یتولى القیام بها فریق عمل من داخل الشرکة من بینهم المراجع الداخلی, والمراجعة البیئیة الخارجیة التی تسند مهمة القیام بها لفریق عمل من خارج الشرکة من بینهم المراجع الخارجی. د- تعد المراجعة البیئیة مراجعة مستمرة تتم بشکل منتظم على مدار الفترة المالیة, ولیست مراجعة نهائیة تتم مرة واحدة فی نهایة الفترة المالیة فقط. ه- تساعد المراجعة البیئیة کافة الأطراف المهتمة فی اتخاذ قراراتها, خاصة قرارات الاستثمار والتمویل, من خلال التحقق من مدى التزام الشرکة بالقوانین والتشریعات والالتزامات البیئیة, وتحدید المشاکل والأسباب التی تعوق تنفیذ الشرکة لها.
تعرف وکالة حمایة البیئة الأمریکیة المراجعة البیئیة على أنها فحص انتقادی دوری منظم وموثق وموضوعی, بواسطة المنظمة أو بواسطة جهة مستقلة ذات سلطة قانونیة للعملیات الإنتاجیة وما یرتبط بها من أنشطة فرعیة, لتحدید تأثیرها على البیئة ومتغیراته. الاتحاد الدولی للتجارة یعرف المراجعة البیئیة على أنها أداة إداریة تنطوی على تقییم منظم وموثق ودوری وموضوعی لکیفیة أداء النظم والإدارة والمعدات البیئیة لعملها, بهدف المساعدة فی حمایة البیئة, عن طریق تسهیل الرقابة الإداریة على الممارسات البیئیة وتقییم مدى الالتزام بسیاسات الشرکة والتی تتضمن الوفاء بالمتطلبات القانونیة.
من خلال التعاریف السابقة نلاحظ أنه:
- یشار إلى المراجعة البیئیة على أنها أداة إداریة تستخدم داخل المنظمة فقط, أی لیس لها علاقة بالأطراف الخارجیة, ولکن فی الحقیقة یتم نشر و الإفصاح عن تقریرها. - لیست هناک إشارة إلى الطریقة التی تتم بها المراجعة, ولا إلى الأنشطة التی یهتم بها والمعاییر التی یستند علیها المراجع. - لم یتم الإشارة فی التعاریف السابقة کذلک إلى التقاریر التی ویجدر بالمراجع أن یعمل على إعدادها فی نهایة عملیة المراجعة, وذلک للأطراف المعنیة بنتائج هذه العملیة. - عدم الإشارة إلى مصطلح الشفافیة الذی یعد معیار رئیسی فی التقاریر التی یعمل المراجع على إعدادها
و فیما یلی تعریف شامل للمراجعة البیئیة, هذا التعریف هو للجهاز المرکزی للمحاسبات بمصر, المراجعة البیئیة هی منهج خاص بمراجعة السیاسات والبرامج والأنشطة البیئیة, الذی یشمل المراجعة المالیة, ومراجعة کفاءة واقتصاد وفعالیة هذه السیاسات والبرامج والأنشطة, لفحص مدى الالتزام الفعلی بتطبیق القوانین واللوائح التی تحکم الأنشطة والبرامج البیئیة بالجهة محل المراجعة, والتأکد من سلامة التصرفات المالیة, وإبقاء الرأی فی صحة ودقة البیانات الخاصة بها, ومدى الکفاءة والاقتصاد والفعالیة فی تحقیق السیاسات والبرامج والأنشطة البیئیة وإعداد تقریر بذلک . بعد هذه التعاریف یمکن القول أن المراجعة البیئیة هی عملیة فحص انتقادی, یقوم بها أشخاص لهم علاقة (مهندسین, خبراء, مستشارین...)یعملون على التأکد من أن النظام البیئی للمنظمة یلتزم بالقوانین والتشریعات التی من شأنها المحافظة على البیئة, هذه العملیة لا تتم فی تاریخ محدد فقط وإنما هی عملیة متکررة ومستمرة. ولذلک فإن المجتمع بمختلف مستویاته وأجهزته أدرک مدى الحاجة إلى الاهتمام والعنایة بالبیئة, والأخذ بعین الاعتبار مجال تأثرها ومدى تأثیرها على أداء عملیات مختلف المنظمات, وکرد فعل لهذا الاهتمام عملت العدید من المنظمات على القیان بما یعرف بالمراجعة البیئیة والتقریر من أدائها البیئی کذلک, من خلال الجهة أو الفرد الذی یقوم بالمراجعة البیئیة یمکن تصنیف هذه المراجعة إلى مراجعة بیئیة داخلیة أو مراجعة بیئیة خارجیة, یفهما یلی تتطرق لتعریف کل منهما.
(1) المراجعة البیئیة الداخلیة: تعد من عناصر نظام المراجعة داخل المنظمة, تهتم بمراجعة أنشطة المنظمة خلال فترات زمنیة محددة تسمى بفترة المراجعة (حیث تکون أقل من 3 سنوات), یقوم بهذه العملیة مجموعة من الأفراد یشتغلون داخل المنظمة, ومن أجل توافر الموضوعیة والخلو من التحیز, فإن هؤلاء الأفراد یشترط فیهم أن یکونوا مستقلین وحیادیین من الموضوع والأنشطة محل المراجعة. یشترط فی هؤلاء الأفراد کذلک-سواء على المستوى الفردی أو الجماعی – المعرفة والمهارات, التی تکون مطلوبة لأداء هذا العمل, من ضمن أهداف هذه المراجعة نجد:
- فحص مدى التزام المنظمة باللوائح والقوانین. - تقییم مدى ملائمة نظام المحاسبة البیئیة, وأن الإفصاح عن الأمور البیئیة تم بالشکل الملائم. - تحدید آثار العملیات والمنتجات والخدمات- مخرجات المنظمة – على البیئة (2) المراجعة البیئیة الخارجیة یقوم بهذه العملیة مجموعة أفراد من خارج المنظمة: قانونیین, مهندسین, محاسبین آخرین, أفراد ذوى اختصاص ولهم علاقة بالمراجعة البیئیة, تهدف هذه المراجعة إلى: - التأکد من مدى فعالیة نظام الإدارة البیئیة. - تقییم مدى ملائمة نظام المحاسبة البیئیة, وأن الإفصاح عن المشاکل البیئیة یتم بالشکل الملائم. - تقییم مدى التزام المنظمة بالقوانین والتشریعات البیئیة. - تحدید ما إذا کان المستهلک معرض لتحمل التزامات أو تحملها فعلاً - تحدید ما إذا کانت المنظمة عملت على رفع التلوث والنفایات والمواد السامة التی سبق أن تعرضت للتلوث. و هناک مجموعة من الأسباب التی أدت إلى ضرورة الطلب على المراجعة البیئیة وحتمیتها, من هذه الأسباب ما یلی
أ- مخاطر التعرض لعقوبات وجزاءات قوانین وتشریعات حمایة البیئة:من أجل حمایة البیئة والحد من الأضرار التی تلاحقها, قامت عدة منظمات وأجهزة محلیة ودولیة بالعمل على إصدار جملة من القوانین والتشریعات التی من شأنها المحافظة على البیئة, منها اتفاقیة مونتریال التی أصدرت عام 1989 بغرض اتحاد إجراءات دولیة لحمایة البیئة نتیجة للأضرار التی حدثت فی طبقة الأوزون .
ب- الضغوط المتزایدة من جماعات حمایة البیئة: تم إنشاء جمعیات تهتم بالبیئة لها عدة تسمیات منها (جمعیة حمایة البیئة – جمعیة أصدقاء البیئة...) عمل هذه الجمعیات هی نشر الوعی البیئی لدى مختلف أفراد المجتمع, تشکل هذه الجمعیات وسیلة ضغط فی العدید من الدول على المنظمات من أجل البیئة والمحافظة علیها من مختلف الأضرار التی قد تتعرض لها.
ج- زیادة الوعی البیئی للمستهلکین والمستثمرین والمؤسسات المالیة والموردین: نتیجة لزیادة الوعی البیئی لدى المستهلک, أصبح هذا الأخیر یعمل على شراء المنتجات التی لا تسبب أضرارا للبیئة و التی تعرف باسم المنتجات الصدیقة أو المنتجات الخضراء, ولکی تحافظ المنظمة على عملائها – حصتها السوفیت – کان لزاما علیها الاهتمام بالبیئة. بالإضافة إلى معلومات من الأداء المالی والوضعیة المالیة للمؤسسة, أصبح المستثمر بحاجة إلى معلومات عن الأداء البیئی, فالممارسات البیئیة من شأنها أن تؤدی إلى زیادة الالتزامات والمخاطر البیئیة, مما یؤدی إلى تخفیض الأرباح التی تحققها المنظمة نتیجة التأثیرات البیئیة السالبة لأنشطتها. المؤسسات المالیة ومؤسسات منح القروض هی الأخرى أصبحت بحاجة إلى مراجعة المعلومات البیئیة, الهدف من هذا هو تقییم المخاطر البیئیة التی قد تترتب على منح الائتمان للمنظمات والوحدات الاقتصادیة, حتى لا تتعرض لمخاطر منح ائتمان مقابل ضمانات لها تأثیرات بیئیة سالبة مثل منح ائتمان بضمان عقارات ملوثة
ح- مشاکل التلوث البیئی: تعد من أبرز الأسباب التی أدت إلى ضرورة الاهتمام بالمراجعة البیئیة, من أهم هذه المشاکل نجد – مشاکل تلوث الغذاء – مشاکل تلوث الماء - مشاکل تلوث التربة - مشاکل تلوث الهواء. خ- التنظیمات العلمیة والمهنیة فی مجال المراجعة والمحاسبة: تزاید الاهتمام من طرف التنظیمات العملیة والمهنیة فی مجال المحاسبة والمراجعة والتی تقر بضرورة الإفصاح عن الأداء البیئی, وذلک بشکل ضروری فمثلا مجلس معاییر المحاسبة المالیة وهشة تناول الأوراق المالیة فی الولایات المتحدة الأمریکیة, اعترفت بأهمیة القیاس والاعتراف والإفصاح عن الالتزامات المحتملة الناتجة عن القوانین البیئیة, بالإضافة إلى تحدید التکالیف البیئیة باعتبارها عبئا وحملا على المنظمة, مع ضرورة الإفصاح عن الأداء البیئی. فلا شک أن التأثیرات البیئیة لأنشطة المنشآت الاقتصادیة قد تطلب تطویر معاییر للقیاس والإفصاح عن المعلومات البیئیة ذات الصلة بأنشطة المنشآت الاقتصادیة, وبأثر ذلک بطبیعة الأمر على ممارسة المراجعین لأعمالهم عند المراجعة القوائم المالیة .
3- المحاسبة عن التنمیة المستدامة : فی ظل الصعوبة بتحدید مصطلح المحاسبة عن التنمیة المستدامة نتیجة عدم وجود قبول عام حول هذه الأداة الجدیدة, إلا أنه عندما یؤسس هذا المصطلح بصورة منطقیة سوف یتم تعریفه وتحدیده بصورة صحیحة, ویشار هذا إلى التعریف الخاص بشرکة at&t الخاص بالمحاسبة المستدامة: بأنها العملیة الدینامیکیة التی تمکن الأفراد من أدراک الإمکانیات المتاحة وتحسین جودة الظروف المعیشیة بالطرق التی تحمی وتعزز بأن واحد نظم مساندة هذه الظروف على الکرة الأرضیة, وتتطلب عملیة فهم وتطبیق الاستدامة إدراک جدید للعالم ونظمه الطبیعیة وإدراک کیف تؤثر تصرفاتنا على الموارد وعلى الأجیال القادمة. والاستدامة عبارة عن نسیج یجب أن یلف جمیع أوجه الحیاة ویرتب علینا تحدیات لتطبیق المصفوفات الجدیدة, والحلول المناسبة فی قراراتنا الیومیة. وتترجم الاستدامة إلى خیارات وکل خیار له تکلفة, تکلفة حقیقیة, وهی عبارة عن مجموع التکالیف البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة مقابل المنافع العائدة من کل خیار. وتجدر الملاحظة إلى أن التکلفة البیئیة فی أخر القائمة ولا یعنی ذلک أنها غیر مهمة بل تمثل التکلفة البیئیة جزء من المالیة, حیث تأتی التکالیف الاقتصادیة والاجتماعیة فی مقدمة المجموعة. ویؤخذ على هذا التعریف أنه یحذو حذو التعریف التاریخی لمارشال للمتغیر الخارجی ومن منظور اتخاذ القرارات فی الشرکات لابد من تقییم کل المنافع والتکالیف الخاصة بنشاطات التنمیة المستدامة والتعریف المقبول الذی یأخذ التکالیف والمنافع "المحاسبة عن المنافع والتکالیف البیئیة والاقتصادیة والاجتماعیة والداخلیة والخارجیة. ویمکن أن یعمل المحاسبون والمسئولون عن البیئة معاً على تشجیع مبادرات التنمیة المستدامة داخل الشرکات، وللقیام بذلک لابد للمحاسبین الإداریین من استخدام المحاسبة عن التنمیة المستدامة ضمن سیاق الأعمال، وتحدید المساهمین الملائمین وبالنهایة تحدید معدل العائد على الاستثمار فی التنمیة المستدامة. وتعتبر التنمیة المستدامة، منظمة داخلیاً، من حیث التعریف، ویحتاج المحاسبون عند اتخاذ القرارات إلى التعامل مع نشاطات الشرکات من خلال النظر إلیها على أنها نشاطات منتظمة أو منضبطة داخلیاً. وقد أشارت مراجع الأعمال فی السبعینات والثمانینات إلى هذا الأسلوب بأسلوب نظم التفکیر بالنظرة الأخیرة Lateral view systems thinking (Laszlo, 1972). ویشیر الواقع الفعلی إلى أنه المحاسبة على التنمیة المستدامة سوف تجنب الأفراد الذین لدیهم خبرة فی المحاسبة مصحوبة بالتدریب الإضافی فی مجال أو أکثر من المجالات الآتیة: وهی علم البیئة، الکیمیاء، الهندسة، الفیزیاء، علم المناخ، قانون البیئة، تقدیر المخاطر وقطاع البنوک، التأمین البیئی، العلاقات العامة والصحافة، تکنولوجیا المعلومات والنظم الدینامیکیة بالإضافة لنماذج المحاکاة باستخدام الحاسبات الإلکترونیة. و تمثل التنمیة المستدامة الیوم أحد أهم القضایا الإداریة بالنسبة للشرکات التی ترید أن یکون لها مستقبل فی القرن الواحد والعشرین. حیث الأداء الاجتماعی والبیئی الجید یمثل عاملاً رئیسیاً من الأعمال الناجحة فی هذه الشرکات (Paul Anderson, 2001). إن معظم الشرکات التی تتکفل بإتباع التنمیة المستدامة فی عملیاتها، ترکز فی برامجها الاقتصادیة والبیئیة والاجتماعیة، على کیفیة تحقیق هدف تعظیم قیمة الشرکات. وعلى الرغم من عدم وجود أیة شرکات تستخدم بصورة کاملة المحاسبة عن التنمیة المستدامة ASD، إلا أنه من الناحیة النظریة تم تصمیم هذه الأداة لتقلیل التقدیرات الشخصیة ولتزوید متخذی القرارات بمقومات التقویم الموضوعی للعائد على الاستثمار ROI من خلال تبنی مبادرات التنمیة المستدیمة. وتبدأ الصعوبة بتعریف المحاسبة عن التنمیة المستدامة فی المصطلح نفسه حیث تتعدد الآراء بتعدد المحاسبین أنفسهم وفیما یلی بعض من فروع المصطلح التی ترکز على العنصر البیئی فی عملیة التنمیة المستدامة.
4- الاتجاهات السائدة فیما یتعلق بالإفصاح عن التنمیة المستدامة : یوجد العدید من الاتجاهات الخاصة بالإفصاح عن التنمیة المستدامة فی الشرکات الإنتاجیة طبقاً لدراسة (Bennet and James, 1999) ویمکن إجمالها فی الاتجاهین الآتیین: الاتجاه الأول: المسؤولیة الاجتماعیة/ أخلاقیات الأعمال. ینص هذا الاتجاه على مواجهة التحدیات الاجتماعیة والبیئیة، من خلال خلق مجتمع حضری معلوماتی .وتوسیع نطاق المساءلة فی الشرکات الإنتاجیة، من الترکیز التقلیدی على المتغیرات داخل الشرکات، إلى الترکیز على المتغیرات الخارجیة والمجتمع بصورة عامة.
الاتجاه الثانی: قابلیة تطبیق الأعمال/إدارة الأداء وینص الاتجاه الثانی على أن الشرکات تسلط الانتباه على عملیة قیاس وتحسین الأداء غیر المالی، مثل الأداء البیئی إذا أرادت أن تحقق أهدافها طویلة الأجل. وبذلک یرید المساهمون صورة کاملة عن أوضاع الشرکات والمعلومات التی تساعد فی تحدید مکاسبهم من الاستثمار فیها. وغالباً ما تستخدم الشرکات التی تتبنى هذا الاتجاه أسلوب البطاقات المتوازنة للإدارة الاستراتیجیة (Kaplan and Norton, 1996) ویوضحه الجدول الآتی:
وبالإضافة لذلک ،وفیما یتعلق بالشرکات التی تستخدم المعرفة بصورة أساسیة، یتم الترکیز بصورة کبیرة على الأصول غیر الملموسة ولیس الأصول المادیة الملموسة .حیث قیاس وإدارة مثل هذه الأصول، یعتبر عمل یستحق البحث والتطویر.
والجدول الآتی یبین مؤشر الأصول غیر الملموسة (Sveiby, 1997).
النموذج المقترح : إن السؤال الذی یطرحه هذا النموذج، یتعلق بتحدید القیمة المثلى للأصول الثابتة، والأصول المعرفیة، والأصول البشریة ، والأصول البیئیة ، وغیرها من الأصول الضروریة لتحقیق التنمیة المستدامة : ویتمثل رأس المال الکلی برؤوس الأموال الآتیة :
وهکذا فان الأصول التی تکون، کل نوع من أنواع رؤوس الأموال ،هی أصول متنوعة موجودة ضمن أنواع رؤوس الأموال المختلفة. ولکن بنسب مختلفة، حیث تشکل هذه النسب مصفوفة المعاملات التی یتم التوصل إلیها کما یلی :
تتمثل أنواع الأصول بـ(N) نوع ویمثل المعامل (aij) نسبة هذه الأصول فی کل نوع من أنواع رؤوس الأموال. حیث (i) تمثل هنا رأس المال الفرعی، و(j) عبارة عن نوع الأصول. وطبقا لذلک إن رأس المال (Y1) یحتوی على المعاملات (aij) التی تبین نسب الأصول المتنوعة التی تدخل ضمن (Y1) کرأس مال. ویمکن ترتیب المعاملات ضمن مصفوفة (A=[(aij)]) بالنسبة لـ(N) أنواع الأصول المختلفة حیث نسب aij........ , a2j , a1j تمثل نسب الأصول التی تدخل ضمن رأس المال (Y1) وهکذا . ویتضمن هذا النموذج، قطاعا مفتوحا، خارج شبکة (N)، أنواع الأصول المختلفة . ویتمثل هذا القطاع المفتوح بالإنفاق على عوامل الإنتاج، أو على أنواع الأصول فی کل نوع (Yi) من رؤوس الأموال الفرعیة، التی تکون رأس المال الکلی . وان مجموع معاملات أی سطر أو عامود من مصفوفة المعاملات یجب أن یحقق :
وان قیمة الإنفاق على عوامل الإنتاج ضمن القطاع یتمثل بالأتی :
وطبقا لذلک تتحدد قیمة کل نوع من أنواع الأصول بالآتی: X1 = a11 X1+a12 X2 + …………………a1n Xn +E1 X2 = a21 X1+a22 X2 + …………………a2n Xn +E2 . Xn = an1 X1+an2 X2 + …………………ann Xn +En وبذلک یمکننا تمثیل نسب الاستثمار فی کل نوع من أنواع الأصول من خلال المعادلات الآتیة: (1-a11 ) X1-a12 X2 - …………………a1n Xn =E1 -a21 X1+(1-a22 ) X2 …………………-a2n Xn =E2 -an1 X1 - an2 X2 - …………………(1-ann ) Xn =En
ویتمثل ذلک فی مصفوفة:
وبإهمال الواحد على الیسار،یمکن ببساطة کتابة المصفوفة کما یلی : -A = [-a ij ] والمصفوفة عبارة عن مجموع المصفوفة من الشکل (In)، ویمکن کتابة المصفوفة کما یلی : (I-A)X =E وطالما أن (I-A) مفردة یجب أن نوجد معکوسها (I-A)-1، ونحصل على الحل الوحید للنظام السابق فی المعادلة الآتیة : X* = (I-A)-1 E وبتوفر البیانات الخاصة بأنواع هذه الأصول، ومصفوفة المعاملات، التی تمثل العلاقات بینها، یمکن عندها تحدید القیم المثلى للأصول بمختلف أنواعها. والتی تشکل الأنواع المتعددة من رؤوس الأموال داخل شرکات النفط الکویتیة موضوع البحث.
(1) تتعدد التحدیات التی تواجه محاسبة البیئة المستدامة ومنها ما یلی :
(2) السؤال الذی طرحه هذا البحث، هل تستطیع المحاسبة المساعدة فی قیاس التنمیة المستدامة ؟، على الرغم من أن المؤشرات مهمة لقیاس مدى التقدم فی تحقیق التنمیة المستدامة. الا أنها تقدم مضمون العلاقات المتداخلة بین هذه المقاییس . وتعتبر الأسالیب المحاسبیة مفیدة فی بناء الإحصائیات، واختبار الدینمکیة، ولیس الثبات وتأسیس صیغ مفاهمیة واسعة عن قیاس التنمیة المستدامة . وفی مجال البیئة على سبیل المثال ، تم تطویر حسابات المخزون والتدفقات النقدیة للموارد الطبیعیة والتلوث ، بالإضافة إلى المواد الأولیة ، وتساعد الأسالیب المحاسبیة هنا فی اشتقاق المؤشرات الخاصة بکثافة واستمراریة النماذج السائدة من المدخلات فی العملیة الإنتاجیة. (3) شجعت التوصیات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادی والتنمیة على تطویر مؤشرات خاصة باستعمال مصادر المواد الأولیة بین دول المنظمة ، بالإضافة إلى الأدوات الأساسیة لتقویم کفاءة الموارد . ویقوم عمل المنظمة على تطویر حسابات بالوحدات المادیة (عادة بالأطنان) ، متضمنة الإنتاج والاستخراج والتحویل والاستهلاک والتکریر والتصرف بالأنواع المختلفة من المواد الأولیة. وعلى الصعید الاجتماعی کان الوضع أقل تطورا" ، بالرغم من محاولة العمل على إیجاد مصفوفات المحاسبة الاجتماعیة لربط المتغیرات الاجتماعیة مثل قوة العمل وتوزیع الدخل مع المقاییس المختلفة للنشاط الاقتصادی. (4) لا یزال هناک نقصا" کبیرا" فی إیجاد الصیغ المحاسبیة التی تربط بین الأبعاد الثلاثة للتنمیة المستدامة بآن واحد. ویرى الباحث أن المطلوب هنا توفیر المقاییس التی ترتکز على تکامل هذه الأبعاد، واشتقاق مقاییس تتعلق برأس المال الاجتماعی ، وتحدید کیفیة توزیع الأصول المختلفة مثل(الأصول المادیة والأصول المالیة والأصول البیئیة) مابین السکان وبین الدول. ولعل النموذج الذی اقترحه الباحث یمثل مساهمة فی هذا المجال. (5) إن فهم روابط التنمیة المستدامة وإیجاد السیاسة المطلوبة والموازنة بین الأبعاد الاقتصادیة والبیئیة والاجتماعیة، یتطلب وسائل بحث متطورة ترتکز على نماذج حدیثة من الأسالیب الإحصائیة . ویکمن التحدی الحقیقی عند القیام بقیاس التنمیة المستدامة فی تطویر المؤشرات وجمعها ضمن صیغ محاسبیة. (6) یعتبر موضوع الاستدامة موضوع معقد وأحیاناً یساء فهمه واستخدامه. فبالنسبة للعدید من الأفراد،تشیر الاستدامة، إلى التعامل مع البیئة بأسلوب صحیح. ولا یعنی ذلک فقط تخفیض أو تقلیل العوادم والحمایة وتکریر العوادم أو النفایات.
z و فی ضوء النتائج السابقة أمکن للباحث التوصل إلی مجموعة من التوصیات والتی تم عرضها فیما یلی : (1) العمل على تفسیر التنمیة المستدامة، من خلال ثلاثة أبعاد، اقتصادیة وبیئیة واجتماعیة، حیث یمثل أساس هذا المفهوم مجموعة من الأصول، التی تساعد عملیة التنمیة المستدامة .ویمکن تقسیمها إلى الفئات الآتیة:
(2) الفصل بین النفقات البیئیة والتکالیف التشغیلیة بصورة عامة، عند توزیعها على العملیات والمنتجات أو الموازنات من قبل الشرکات، حیث تساعد فی قرارات الموازنات الرأسمالیة. (3) عرض حجم الإنفاق البیئی من قبل الشرکات بصورة منفصلة ، بحیث یبین مدى مساهمة هذه الشرکات فی حمایة البیئة، وبالطبع إن المستویات العلیا للإنفاق البیئی لا ترتبط بالضرورة مع جوهر الأداء البیئی. ولابد هنا من استخدام التکالیف الفعلیة وفصل الإنفاق البیئی عن تقنیات الإنتاج الحدیثة التی تساهم بصورة مشترکة فی زیادة الإنتاجیة وإزالة التلوث. (4) استخدام التکالیف الخارجیة ،حیث یمکن تعریف تکلفة المتغیر الخارجی "عبارة عن تکلفة تفرضها الشرکة على الآخرین سواء الأفراد أو الشرکات الأخرى .ومثال ذلک الشرکة التی تزیل ملوثات الهواء الناتجة عن نشاطاتها الاقتصادیة قد تفرض تکالیف صحیة على الأسر أو الأفراد. وتعتبر هذه التکالیف خارجیة لأن الشرکة لا تأخذ بالحسبان ذلک عندما تقرر حجم التلوث الواجب إزالته. (5) یجب أن تهدف الشرکات، بصورة رئیسیة ، للحفاظ على الإنتاجیة وبنفس الوقت تقلیل الضرر البیئی المرافق للعملیة الإنتاجیة ، أو بمعنى آخر من أجل أی مستوى معطى من الإنتاج، إن الهدف تقلیل الضرر على البیئة. ویتطلب ذلک وجود مؤشرات کافیة، وربطها مع المؤشرات الاقتصادیة مثل الإنتاج (معبر عنه مادیاً ونقدیاً) .وبذلک یمکن الإفصاح عن الارتباط بین النشاط الاقتصادی والنشاط البیئی ضمن تقاریر البیئة التی تصدرها الشرکات. إن أیة تخفیضات فی مقدار الطاقة المستخدمة، أو الانبعاثات فی الوحدة الواحدة من الناتج، یمکن اعتباره تقریباً مناسبا،ً للتخفیض فی التأثیر البیئی، فی الوحدة الواحدة من النشاط الاقتصادی. ویوازی ذلک، على المستوى الکلی أو الحسابات القومیة، مؤشر نسبة انبعاثات ثانی أکسید الکربون فی البلد ککل، مقارنة مع الناتج القومی الإجمالی له. وإذا حددنا مقیاسا" لمتوسط أداء أی قطاع اقتصادی، بالنسبة للأداء البیئی، على سبیل المثال، مدى استخدام الموارد فی الوحدة الواحدة من الناتج. عندها یمکن مقارنة الأداء البیئی فی أیة شرکة مع هذا القطاع على صعید القطاع الواحد.
| |||||||||||||||||||||||
References | |||||||||||||||||||||||
أولا : مراجع عربیة :
ثانیا : مراجع باللغة الانجلیزیة :
| |||||||||||||||||||||||
Statistics Article View: 2,029 PDF Download: 822 |
|||||||||||||||||||||||