مدى التزام معلمي التربية الخاصة بمعايير الخطة التربوية في غرف المصادر

مدى التزام معلمی التربیة الخاصة بمعاییر الخطة التربویة فی غرف المصادر

الدکتور

أحمد عبدالحمید عوفان المکاحلة

أستاذ مساعد، قسم التربیة الخاصة،جامعة البلقاء التطبیقة، کلیة الأمیرة رحمة الجامعیة

ملخص الدراسة:-

    هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى التزام معلمی التربیة الخاصة فی غرف المصادر بمعاییر الخطة التربویة الفردیة، کما وهدفت إلى تحدید معاییر الخطة التربویة الفردیة العالمیة فی غرف المصادر، ولتحقیق ذلک تم بناء مقیاس معاییر الخطة التربویة والذی تکون من ثلاث مجالات؛ مجال الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة، ومجال العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة، ومجال تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة، تکونت عینة الدراسة من (183) معلما ومعلمة من معلمی المدارس الحکومیة والخاصة فی العاصمة عمان، ( 116) معلما ومعلمة من المدارس الخاصة، (67) معلما ومعلمة من المدارس الحکومیة.

 أظهرت النتائج بأن المعلمین لدیهم درجة مرتفعة فی الالتزام بمعاییر الخطة التربویة فی مجالی  العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة، ومجال تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة، إما فی مجال الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة فکان مدى الالتزام متوسطا  فی کل من المدارس الحکومیة والخاصة، کما أظهرت النتائج  أن جمیع الفروق کانت لصالح معلمی المصادر فی المدارس الخاصة, أی أن درجة التزام المعلمین فی المدارس الخاصة بمعاییر الخطة التربویة کان أفضل من معلمی المدارس الحکومیة على جمیع مجالات الخطة التربویة والدرجة الکلیة للخطة التربویة.

الکلمات المفتاحیة : معاییر الخطة التربویة، غرف المصادر، معلمی التربیة الخاصة

The Degrees Of Commitment Of The  Special Education Teachers To The Standards Of The Individual Educational Plan In Resource Rooms.

Dr. Ahmad Abed-Alhameed Al Makahleh

Assistant professor in Special Education Department

Al-Balqa’ University : Prince Rahma University  College.

Abstract

          The current study aimed to investigate the extent to which the special education teachers are committed to the standards of the individual educational plan in resource rooms. Also, it  aimed at identifying the standards of the  global individual educational plan inside the resource rooms. To achieve the goals of the study, an educational plan measurement was constructed consisting of three fields: the field of basic considerations in the educational plan, the field of ​​the main elements in the educational plan, and the  field of the application and implementation of standards in the educational plan. The study sample consisted of 183 male and female teachers from public and private schools in the capital city, Amman.  116 teachers were from private schools and the remaining 67 teachers were from public schools.

          The results showed that the teachers have a high degree of commitment to the standards of the  educational plan in the two fields of the main elements in the educational plan, and the field of the application and implementation of standards in the educational plan. However, in the field of the basic considerations in the educational plan , the teachers in both private and public schools showed medium commitment . moreover, the results showed that all differences were in favor of teachers in private schools i.e. the degree of commitment of teachers in private schools to the standards of the  educational  plan was better than the teachers in the public school in all fields of the educational plan and in the total score of the educational plan.

Key words:  standards of the educational plan, resource rooms, special education teachers

مدى التزام معلمی التربیة الخاصة بمعاییر الخطة التربویة فی غرف المصادر

الدکتور

أحمد عبدالحمید عوفان المکاحلة

أستاذ مساعد، قسم التربیة الخاصة،جامعة البلقاء التطبیقة، کلیة الأمیرة رحمة الجامعیة

 مقدمة :

                   تؤکد التربیة الخاصة إلى أن الطلاب المعاقین لدیهم مجموعة من الاحتیاجات والخصائص والقدرات تختلف عن أقرانهم، کما وتؤکد التربیة الخاصة على أهمیة مراعاة الفروق الفردیة منذ بدایة التدریب من خلال ما یسمى (بالبرنامج التربوی الفردی) الذی یحدد احتیاجات الطالب وقدراته ومتطلباته الخاصة.  فمناهج ذوی الاحتیاجات الخاصة لا توضع سلفاً، وإنما توجد خطوط عریضة تشکل المحتوى التعلیمی العام لهذه المناهج ثم یوضع البرنامج التربوی الفردی للطالب بناء على مستوى الأداء الحالی على الاختبارات المتعددة والتی یتم تطبیقها من خلال فریق متعدد التخصصات.

                    کما أن المنهاج هو الطریق الواضح أو الخطة المرسومة، وهو وصف لما یجب أن یتعلمه الطلاب، وما یجب أن یعلمه المعلمین، وتشیر کلمة المنهاج إلى جمیع الخبرات المخطط لها والمقدمة بواسطة المدرسة لمساعدة الطلاب ذوی صعوبات التعلم على اکتساب النتائج التعلیمیة المحددة إلى أقصى قدر تسمح به إمکانیات الطلاب( Johnson, D., & Johnson, R,2006 ).

ومن خلال مراجعة الأدب التربوی یتبین أن صعوبات التعلم حالة خاصة لیست ناتجة عن إعاقة عقلیة أو حسیة، أو اضطرابات سلوکیة، أو حرمان بیئی أو ثقافی، أو اقتصادی، أو قصور تعلیمی. وهم لیسوا مجموعة متجانسة من حیث طبیعة الصعوبة أو مظاهرها، وأن معظم هذه الصعوبات مرتبطة بخلل وظیفی فی الجهاز العصبی المرکزی، وهؤلاء أصحاب صعوبات التعلم بحاجة إلى عنایة تربویة خاصة، تتضمن برامج خاصة، وأسالیب مختلفة فی تعلیمهم، لیتمکنوا من الاستخدام الکامل لقدراتهم العقلیة (الزعبی، 2003).

   کما تعتبر فئة ذوی صعوبات التعلم من فئات التربیة الخاصة التی نالت وما تزال تنال الاهتمام من التربویین على اختلاف تخصصاتهم، کما تنال اهتمام الآباء، والمعلمین، ووزارات التربیة فی مختلف البلدان، وذلک لأنهم یمثلون شریحةً کبیرةً وواسعةً من ذوی الحاجات الخاصة، إضافةً إلى تقدم وسائل الکشف والتقییم لهذه الفئة، ووضع الاستراتیجیات المناسبة للتعامل معها بکل فاعلیة وکفاءة، والکشف عن الخصائص والسمات الممیزة لفئة صعوبات التعلم،  والکشف عن المشکلات التی تواجههم والتی یعانون منها         .(  Helper,J ,2014)

   وأشار الخطیب (2004) إلى أن الطالب الذی یعانی من صعوبات تعلمیه له خصائص فردیة، فلیس باستطاعتنا أن ندرک مواطن القوة والضعف لدیه، وأن نضع البرامج التعلیمیة الفعالة إلا عندما نفهم أنماط التفاعل بین خصائص الطالب والمهمات التعلمیة والأفراد الآخرین فی البیئة الاجتماعیة، فمن خلال الموائمة بین طبیعة المهمات التعلیمیة والاستراتیجیات التعلیمیة والتفاعلات الشخصیة من جهة، ومواطن الضعف ومواطن القوة لدى الطفل من جهة ثانیة نستطیع عمل الکثیر على صعید تنمیة قدراته التعلیمیة وتوافقه الاجتماعی، ولذلک جاءت هذه الدراسة لبیان مدی التزام معلمی التربیة الخاصة بمعاییر الخطة التربویة فی غرف المصادر.

      ویرى (Heward, 2002) المشار له فی (الخطیب  والحدیدی، 2004) أن الطلاب ذوو صعوبات التعلم هم أولئک الطلاب الذین یعانون من اضطراب فی واحدة أو أکثر من العملیات النفسیة الأساسیة المتضمنة فی فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المکتوبة. وهذا الاضطراب قد یتضح فی ضعف القدرة على الاستماع، أو التفکیر، أو التکلم، أو القراءة، أو التهجئة، أو الحساب. ویشمل هذا الاضطراب حالات مثل الإعاقات الإدراکیة، والتلف الدماغی، والخلل الدماغی البسیط، وعسر الکلام، والحبسة الکلامیة النمائیة. ولا یشمل الطلاب الذین یواجهون مشکلات تعلمیه ترجع إلى الإعاقات البصریة أو السمعیة أو الحرکیة، أو التخلف العقلی، أو الاضطراب الانفعالی، أو الحرمان البیئی أو الاقتصادی أو الثقافی.

      ویشار إلى أن الطلبة ذوی صعوبات التعلم هم الطلاب الذین یظهرون اضطراباً واحداً أو أکثر من العملیات النفسیة الأساسیة المرتبطة فی فهم واستخدام اللغة المنطوقة، أو اللغة المکتوبة، والتی تبدو فی نقص القدرة على الاستماع والتفکیر والکلام والقراءة والکتابة والتهجئة والحساب، والتی تعود إلى اضطراب فی العملیات الإدراکیة لکنها لا تعود إلى أسباب مرتبطة بالإعاقات الحسیة أو العقلیة أو الانفعالیة (Mercer, 2007).

   کما نجد أن رعایة الطلاب المعاقین تطورت وبشکل واضح خلال الفترة الزمنیة الماضیة حتى أصبحت تعنی فی ابسط مجالاتها تقدیم التعلیم المناسب لذوی الإعاقة مع مراعاة قدراتهم وحاجاتهم ومستوى إدراکهم، حتى إن طبیعة الخدمات تنوعت وتغیرت وأصبح هناک العدید من البدائل التربویة بالإضافة إلى استخدام الأدوات المساندة لهم حیث تقدم لهم الخدمات بناء على الخطة التربویة الفردیة من علاج نطقی وعلاج طبیعی وعلاج وظیفی وتأهیل اجتماعی مهنی ومن هنا برزت أهمیة الخطة التربویة الفردیة التی من خلالها یمکن تثبیت حقوق ذوی الإعاقة للحصول على خدمات متنوعة ومناسبة وتنظیم الإجراءات التی یجب تقدیمها لذوی الإعاقة من أجل تحسین طبیعة الخدمات لهم. وعملیة تطویر المعاییر الخاصة بالخطة التربویة الفردیة تهدف إلى تامین خدمات مناسبة على مستوى الطلبة المعاقین فی کافة المجالات النمائیة Lerner, J. 2010). )

   کما أن تطبیق المعاییر على الخطة التربویة الفردیة یساعد فی تحسین طبیعة الخدمات التی تقدم للطلبة المعاقین وتطویر آلیات التعلیم والتدریب والإعداد لتطویر مخرجات التعلیم التی یسعى المیدان التربوی إلى تحقیقها بناء على التطور فی میدان التربیة الخاصة فی الأردن.

أهمیة الدراسة :  یمکن تحدید أهمیة هذه الدراسة فی ضوء الاعتبارات التالیة:

الاعتبارات النظریة:

1-     تشکل الخطة التربویة الفردیة حجر الزاویة فی بناء منهاج الطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة إذ تعتبر بمثابة المنهاج الفردی لکل طفل، وتعد هذه الخطة بعد الحصول على نتائج تقییم الأداء الحالی للطالب على أبعاد المنهاج المختلفة

2-     تتناول هذه الدراسة موضوعاً أساسیاً فی العمل مع الطلبة المعاقین فی غرف المصادر وتحدید المعاییر الأساسیة التی تبنی الخطة التربویة  الفردیة علیها والتی تعتبر منهجا تربویا فردیا یراعی  قدرات الفرد وإمکانیاته للوصول به إلى أقصى درجة تسمح به قدراته.

3-       تسعى هذه الدراسة إلى تحدید ومعرفة مدى التوافق بین المعاییر العالمیة للخطة التربویة الفردیة للعمل مع المعاقین و الواقع الذی تطبق به هذه المعاییر، حیث تهدف إلى  تزوید فی المیدان بمعاییر الجودة العالمیة لتطبیقها فی غرف المصادر.

الاعتبارات العملیة:

1-    تعدُ الخطة التربویة احد الرکائز الأساسیة فی تعلیم الطلبة المعاقین وتساعد القائمین علی العملیة التعلیمیة والمعلمین على الوعی بأساسیات الخطة التربویة الفردیة وما هی متطلباتها وآلیة تنظیمها مع التطبیق التام لکافة محتویاتها. لأنها وثیقة أساسیة بین یدی المعلم تساعده على السیر بخطوات منتظمة وواضحة للعمل مع طلاب من ذوی الإعاقة .

2-   تبین مستوى الأداء الحالی ونقاط القوة والضعف الأهداف طویلة المدى لتی تحفظ حقوق الطالب ذوی الإعاقة للحصول على الخدمات المناسبة.

3-   توفر إطاراً واضحا فی بناء لخطة التربویة بناءً على المعاییر العالمیة و تقدیم المعلومات   اللازمة للمعلمین فی المیدان لتحسین وتطویر مستوى الأداء  لتقدیم وتطویر الخدمات المناسبة.

4-   تساعد على التقییم والمراجعة الذاتیة  لجمیع الخطط التربویة للعاملین فی المیدان.      

مشکلة الدراسة :

    تتضح مشکلة الدراسة فى أهمیة الالتزام بمعاییر الخطة التربویة لدى معلمی غرف المصادر، وإن غیاب مجموعة من الآلیات لتطویر العمل مع الطلبة المعاقین فی غرف المصادر، وعدم وجود نطام موحد فی کتابة الخطة التربویة الفردیة بناء على مجموعة من المعاییر لتطویر مستوى الأداء للطلاب والعاملین فی المیدان کان احد لأسباب لإجراء مثل هذه الدراسة .

    من خلال عمل الباحث کمشرف میدانی للطلبة فی الجامعة تبین بأن هناک اختلاف واضح فی تطبیق الخطة التربویة الفردیة فی المدارس الحکومیة والخاصة، حیث تبنی هذه الخطة بناء علی اجتهاد شخصی لبعض المشرفین والمعلمین فکان من الضرورة إجراء مثل هذه الدراسة لتحدید معاییر الخطة التربویة التی من خلالها یمکن الانطلاق لعمل مهنی یؤدی إلى تطویر مستوى أداء العاملین فی المیدان.

    وبالرجوع إلى الأدب النظری على حد علم الباحث وجد أنه لم تتوافر دراسات سابقة تبحث فی معاییر عالمیة لبناء الخطط التربویة لذوی الاحتیاجات الخاصة، فکان لا بد من إجراء هذه الدراسة لتوفیر أداة تقییم لمعاییر تطبیق الخطة تربویة الفردیة فی غرف المصادر فی الأردن تساعد المشرفین والمعلمین على تقییم ومراجعة مستوى الأداء وتطویر العمل فی غرف المصادر.

و من هنا تتمثل مشکلة الدراسة فی السؤالین التالیین:

-           السؤال الأول : ما مدى التزام معلمی غرف المصادر بمعاییر الخطة التربویة الفردیة ؟

-           السؤال الثانی : هل هناک فروق بین معلمی غرف المصادر فی المدارس الخاصة  ومعلمی غرف المصادر فی المدارس الحکومیة؟

أهداف دراسة : تتمثل أهداف الدراسة فی :

1-   وصف مدى التزام معلمی غرف المصادر بمعاییر بناء الخطة التربویة الفردیة .

2-   تطویر معاییر بناء الخطة التربویة الفردیة فی غرف المصادر .

3-   بناء أداة تتمتع بدلالات صدق وثبات تساعد العاملین فی المیدان على المراجعة والتقییم وتطویر مستوى أداء العاملین فی غرف المصادر .

4-   المقارنة بین أداء معلمی غرف المصادر فی المدارس الحکومیة والمدارس الخاصة    فی الالتزام بمعاییر الخطة التربویة.

مصطلحات الدراسة:

(1) معلمی غرف المصادر: هم المعلمون العاملون فی المدارس الخاصة والحکومیة، ویحملون شهادة بکالوریوس فی التربیة الخاصة، ویقومون بتدریب طلاب التربیة الخاصة فی غرف المصادر من خلال برنامج تربوی فردی.

(2) غُرف المصادر: غرف صفیة مرفقة بالمدرسة العادیة ومجهزة بالأثاث والوسائل التعلیمیة تشرف على تدریب طلبة صعوبات التعلم والتی یشرف علیها معلمون ومعلمات یحملون مؤهلات فی التربیة الخاصة حیث یقسم هؤلاء الطلبة إلى مجموعات تتراوح من (3-4) أفراد .

(3) الخطة التربویة الفردیة: فهی المنهج الذی یصمم لتلبیة احتیاجات کل طالب بحیث یکون محتواه  مجموعة من الخبرات والأنشطة والمفاهیم والمهارات والأسالیب، وهذا المنهج یتصف بأنه مبنی على مجموعة من المعاییر بحیث یراعی الفروق الفردیة والنمائیة للطفل.

 (4) معاییر الخطة التربویة الفردیة: فهی تلک المواصفات والخصائص والشروط التی ینبغی توافرها فی الخطة التربویة الفردیة فی مجالاتها الثلاث؛ الاعتبارات الأساسیة، العناصر الرئیسیة، تطبیق وتنفیذ الخطة التربویة.

محددات الدراسة:  تتحدد الدراسة الحالیة بما یلی:

-  اقتصر مجتمع الدراسة على معلمی الطلبة ذوی صعوبات التعلم الملتحقین بغرف المصادر فی بعض المدارس الحکومیة والخاصة فی العاصمة عمان .

-  اقتصر تطبیق معاییر الخطة التربویة - أداة الدراسة- على معلمی غرف المصادر.

الإطار النظری للدراسة

      تختلف المناهج العامة التی توضع للطلبة غیر المعوقین عن المناهج التی توضع للطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة فی عدد من الجوانب الرئیسیة، فالمناهج العامة التی تعد للطلبة غیر المعوقین یتم إعدادها سلفا من قبل لجان مختصة لتناسب مرحلة عمریة ودراسیة معینة ، ولیس فردا معینا، فی حین أن المنهاج فی التربیة الخاصة لا یتم إعداده مسبقا، وإنما یتم إعداده لیناسب طفلا معینا، وذلک فی ضوء نتائج قیاس مستوى أداؤه الحالی من حیث جوانب القوة والضعف لدیه، فلا یوجد فی التربیة الخاصة منهاج عام للطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة وإنما یوجد أهداف عامة وخطوط عریضة لما یمکن أن یسمى بمحتوى المنهاج، والتی یشتق منها الأهداف التعلیمیة التی تشکل أساس المنهاج الفردی لکل طفل من ذوی الاحتیاجات الخاصة على حدة، ولکننا بالرغم من ذلک، فإننا نستطیع أن نلمس بان المنهاج فی التربیة الخاصة، لا یختلف فی الجوهر عن المنهاج العام المعد للطلبة غیر المعوقین ، لأنه یتضمن فی التحلیل الأخیر نفس العناصر الرئیسیة المشار إلیها ( الأهداف والمحتوى والوسائل والتقییم )(صالح ،2002).
1- استراتیجیات بناء المنهاج للطلاب ذوی الاحتیاجات الخاصة

   یعتبر النموذج الذی قدمه ویهمان  (Wehman 2001)  المشار له فی صالح (2002) فی بناء المنهاج لذوی الاحتیاجات الخاصة من النماذج المقبولة والمعتمدة فی مجالات التربیة الخاصة وهو یمر بعدد مراحل أو خطوات رئیسیة هی؛  التعرف على السلوک المدخلی،  قیاس مستوى الأداء الحالی،إعداد الخطة التربویة الفردیة، إعداد الخطة التعلیمیة الفردیة، تقویم الأداء النهائی.

   وفیما یلی توضیح لکل خطوة من هذه الخطوات

أولاً : التعرف على السلوک المدخلی:-

    یعتمد بناء مناهج الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة على معرفتنا بخصائص هؤلاء الأطفال فالأطفال ذوی الإعاقة الذهنیة الشدیدة یختلفون فی احتیاجاتهم عن الأطفال ذوی الإعاقة الذهنیة المتوسطة أو البسیطة، وکذلک الأطفال ذوی بطء التعلم یختلفون فی احتیاجاتهم عن الأطفال ذوی صعوبات التعلم وهکذا، وبالتالی فنحن بحاجة منذ البدایة إلى معلومات أولیة سریعة عن الفئة التی نتعامل معها بشکل عام ، حتى نتمکن من السیر قدما فی بناء المنهاج ( الوقفی، 2015).

 ثانیاً : قیاس مستوى الأداء الحالی:-

     أن منهاج الطالب ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة یوضع بعد مرحلة التعرف على الأداء الحالی للطالب، ویعتبر قیاس مستوى الأداء الحالی هو حجر الزاویة فی التربیة الخاصة، وتهدف هذه العملیة إلى تبیان نقاط القوة ونقاط الضعف أو الاحتیاج فی أداء الطالب باستخدام مقیاس أو أکثر من المقاییس التی تقیس المهارات السلوکیة المختلفة فی کل بعد من الأبعاد المختلفة التی یتضمنها محتوى المنهاج الخاص بالأطفال ذوى الاحتیاجات التربویة الخاصة (صالح،2002 ).

أهداف  تحدید مستوى الأداء الحالی

-       العمل على اتخاذ قرارات على نحو أفضل فیما یتعلق بأبعاد البرنامج التربوی الفردی .

-       إن أی طفل من الأطفال یمتلک قدراً من الطاقة وعلیه فلا یجب رفض تعلیم أی طفل .

-        العمل على تحدید الإعاقات المصاحبة لدی الطالب ( سواء کانت حسیة أو حرکیة أو لغویة ….الخ ) ومدى تأثیرها على مشارکة الطالب فی البرنامج

-       تحدید أولویات التدریس ووسائل وطرق التدریس المناسبة .

-        تحدید واختیار المعززات المناسبة للاستخدام مع الطالب

-       تحدید مستویات الأداء المتوقعة بناء على قدرات الطالب

-       الحکم على درجة الجودة التی یستطیع الطالب تحقیقها فی أدائه للمهمة

-         الحصول على أکبر قدر من المعلومات عن أداء الطالب وأسلوبه فی الأداء

-       إعطاء مجال للعمل على تغییر البیئة والسلوک ومفهوم الذات لدى الطالب. (هارون، 2000)

-  ثالثا : إعداد الخطة التربویة الفردیة                                          :
    بعد الانتهاء من قیاس مستوى الأداء الحالی تبدأ عملیة إعداد الخطة التربویة الفردیة ، حیث تعتبر هذه الخطة بمثابة المنهاج الخاص للطفل ذوی الاحتیاجات الخاصة، والخطة التربویة الفردیة هی خطة تصمم بشکل خاص لطفل معین لکی تقابل حاجاته التربویة، بحیث تشمل کل الأهداف المتوقع تحقیقها وفق معاییر معینة وفی فترة زمنیة محددة (الروسان وهارون، 2001)

أهمیة الخطة التربویة الفردیة:-

1. هی ترجمة فعلیة لجمیع إجراءات القیاس والتقویم التی أجریت للطالب لمعرفة نقاط القوة والاحتیاجات الطالب.
2. .بمثابة وثیقة مکتوبة تؤدی إلى حشد الجهود التی یبذلها ذوو الاختصاصات المختلفة لتربیة الطالب ذوی الاحتیاجات الخاصة وتدریبیة.
3.  تعمل على إعداد برامج سنویة للطالب فی ضوء احتیاجاته الفعلیة .
4. هی ضمان لإجراء تقییم مستمر للطالب واختیار الخدمات المناسبة فی ضوء ذلک التقییم .
5.  تعمل على تحدید مسئولیات کل مختص فی تنفیذ الخدمات التربویة الخاصة .
6. تؤدی إلى إشراک والدی الطالب فی العملیة التربویة لیس بوصفهما مصدر مفید للمعلومات فقط وإنما کأعضاء فاعلین فی الفریق متعدد التخصصات .
7.  تعمل بمثابة محک للمسائلة عن مدی ملائمة وفاعلیة الخدمات المقدمة للطالب (الخطیب والحدیدی،2004).

مکونات الخطة التربویة الفردیة

     تشمل الخطة التربویة الفردیة عدداً من الجوانب تتمثل فیما یلی

1-    المعلومات العامة عن الطفل والتی تشمل أسم الطفل وتاریخ المیلاد ومستوى درجة الإعاقة والجنس والسنة الدراسیة وتاریخ التحاقه بالمعهد أو البرنامج .

2-    ملخص حول نتائج التقییم على الاختبارات المختلفة التی أجریت للطفل إضافة إلى أسماء أعضاء فریق التقییم وتاریخ إجراء هذه الاختبارات

3-   الأهداف التعلیمیة الفردیة التی سیتم العمل بها مع الطفل خلال الفترة الزمنیة للخطة : هل هی سنة دراسیة أم فصل دراسی، أم شهر أم شهرین، وفی العادة یتم ذکر ذلک بالإشار إلى أن ذلک سیتم تحقیقه خلال الفترة ما بین، وحتى ) الوقفی، 2012 ).

رابعاً : الخطة التعلیمیة الفردیة:-

    تشکل الخطة التعلیمیة الفردیة الجانب التنفیذی للخطة التربویة الفردیة فبعد إعداد الخطة التربویة تکتب الخطة التعلیمیة الفردیة، والتی تتضمن هدفا واحداً فقط من الأهداف التربویة الواردة فی الخطة التربویة الفردیة من أجل تعلیمها للطفل ذوی الاحتیاجات الخاصة .فکل هدف تعلیمی فی الخطة التربویة الفردیة ینبغی أن نطور له خطة تعلیمیة فردیة مستقلة (البطاینة واخرون، 2005).

    إن معرفة مستوى الطالب على الأهداف الفرعیة للمهارة أو الهدف التعلیمی یسمى الخط القاعدی، وعن طریق عمل هذا الخط أو معرفته یتجنب المعلم إضاعة الوقت فی تعلیم الطالب مهارات یعرفها، أو البدء معه من مستوى أعلى مما هو علیه  (الوابلی، 2011).

خامسا : تقویم الأداء النهائی للأهداف التعلیمیة:-

           یعد التقویم عنصراً أساسیاً فی البرنامج التربوی الفردی، ویهدف التقویم إلى معرفة مقدار ما تحقق من أهداف بغیة التعرف على أوجه النجاح وتعزیزها والتعرف على أوجه القصور ومعالجتها. وللتقییم أهمیة کبیرة فی اتخاذ قرارات على نحو أفضل فیما یتعلق بالبرنامج . ومعرفة مدى صلاحیة الأسالیب التعلیمیة المستخدمة، التعرف على مدى النجاح الذی حققه البرنامج للطالب ، والعمل على تکییف الأسالیب التعلیمیة أو تعدیلها لتصبح ملائمة للطالب (الوقفی، 2015) .

الدراسات السابقة :

    فی هذا الجزء سیتم التطرق الى الدراسات التی بحث فی الخطط التربویة و الخطط للطلبة ذوی صعوبات التعلم، وعلى حد علم الباحث لم تتوفر دراسات عربیة بحثت فی المعاییر العالمیة للخطط التربویة للطلبة ذوی صعوبات التعلم. ومن الدراسات التی تطرقت للخطة التربویة الفردیة والطلبة ذوی صعوبات التعلم.

       فقد أجرى کورنیت ( Cornett, 2016 ) دراسة بعنوان " الطلبة ذوی صعوبات التعلم : الخطة الدراسیة واستراتیجیات قادرة على توفیر التفاعل " وتکونت عینة الدراسة من (4) ذکور و(4) إناث من الطلبة ذوی صعوبات التعلم، حیث تم فی هذه الدراسة مناقشة الخطة الدراسیة واستراتیجیات ونماذج قادرة على تطویر التعلم للطلبة ذوی صعوبات التعلم، حیث شارک فیها فریق مؤلف من مجموعة من المعلمین لعمل برنامج لتطویر المهارات الاجتماعیة،  باستخدام الخطة الدراسیة واستراتیجیة التعلم الجماعی. أشارت نتائج الدراسة إلى أن استخدام هذه الطریقة وتطبیقها تسهم فی رفع المهارات، ومستویات التقدیر، وزیادة الثقة ومحاولة التعلم للطلبة ذوی صعوبات التعلم . کما أشارت الدراسة إلى أن تطبیق الاستراتیجیات والنماذج تسهم فی توفیر الفرصة للطلاب لأن یصبحوا أشخاصا متعلمین وتقدیم الدعم والمساعدة من قبل المعلمین.

          وحاول کورت وجیفون (Court and Givon, 2013) بدراستهما اختبار أثر برنامج تدریبی فی المهارات الاجتماعیة قائم علی الخطط الفردیة على الطلبة (الذکور والإناث) وقد تکونت عینة الدراسـة من (12) طـالباً من الطلبة ذوی صعـوبات التعـلم، الذین تتراوح أعمـارهم بین (13-14) سنة، حیث قام الباحثان بتقسیم عینة الدراسة إلى مجموعتین: المجموعة الأولى تکونت من ستة طلاب، والمجموعة الثانیة تکونت من ست طالبات، وتم تطبیق (20) ساعة من التدریب على برنامج المهارات الاجتماعیة قائم علی الخطط الدراسیة الفردیة على جمیع الطلبة (الذکور والإناث) ولمدة (5) أشهر، بمعدل جلسة واحدة أسبوعیاً، وقد تضمن البرنامج مهارات حل المشکلات، وتأکید الذات، والإصغاء، والتعبیر عن المشاعر، وکیفیة تکوین الأصدقاء. أشارت النتائج إلى أنه وبالرغم من التحسن الذین طرأ على الذکور والإناث، إلا أن النتائج أظهرت فروقاً ذات دلالة بین الذکور والإناث فی تقییم الذات وإدراک المشکلات للإناث.

       وأجرى روبنسون (Robinson, 2009) دراسة هدفت إلى تقییم فاعلیة برنامج للتدریب على المهارات الاجتماعیة فی التفاعل والمشارکة مع الأقران من خلال الخطط الدراسیة الخاصة بمناهج ذوی الاحتیاجات الخاصة، وتحسین مفهوم الذات للطلبة ذوی صعوبات التعلم، تکونت عینة الدراسة من (7) طلاب یعانون من صعوبات التعلم وقد تلقى الطلبة برنامجاً تدریبیاً فی المهارات الاجتماعیة وأظهرت نتائج الدراسة تحسناً ملموساً فی المهارات الاجتماعیة بالنسبة لأفراد المجموعة التدریبیة.

        وأجرى لیمش (Lemish, 2008) دراسة هدفت إلى العمل على اتخاذ قرارات على نحو أفضل فیما یتعلق بأبعاد البرنامج التربوی الفردی .، حیث تکونت عینة الدراسة من (30) من الذکور، و(13) من الإناث فی الصفوف الثالث والرابع والخامس الأساسی، وقد تلقى (25) طالباً وطالبة التدریب على برنامج اتخاذ القرارات لمدة تزید عن سبعة أشهر وبواقع (45) دقیقة تدریبیة أسبوعیاً. وقد أظهرت نتائج الدراسة فاعلیة البرنامج فی تطویر مهارة العمل على اتخاذ قرارات على نحو أفضل فیما یتعلق بأبعاد البرنامج التربوی الفردی.، إضافة إلى قدرة الطلاب على تعمیم استخدام هذه المهارة فی المجالات التی یغطیها البرنامج کما أشارت النتائج إلى التطور الملحوظ فی أداء الطلاب فی مهارة حل المشکلات الاجتماعیة.

   وقام کلا من بیمشی و بیر (Beamish & Biyer ,1999 ) بدراسة هدفت إلى تطویر مجموعة من المعاییر التی تدل على أفضل الخدمات فی برامج  المبکر فی کونیرلاند, تتکون العینة الدراسة من(371) کونت من (137) من الآباء و (234) من العاملین فی میدان أشارت النتائج إلى أن معیار الکفاءة المهنیة کان الأدنى قبولا لدى أفراد العینة , و التواصل مع العاملین الأعلى قبولا, و جمیع المعاییر حصلت على درجات عالیة، کما أشارت الدراسة على أن جمیع المعاییر تطبق و لکن بشکل جزئی :ومن المعاییر التی حصلت على درجات علیا  تتمرکز الخدمة حل الأسرة , و سهولة التواصل مع العاملین و تطبیق البرامج التاهلیة أن المعاییر التی حصلت على درجات متدنیة الکفاءة المهنیة وتدریس و تطویر أداه العاملین , و دراسة الحالة و تغذیة الراجعة.

إجراءات الدراسة

- مجتمع الدراسة:  اقتصر مجتمع الدراسة على معلمی الطلبة ذوی صعوبات التعلم الملتحقین بغرف المصادر فی محافظة العاصمة عمان فی المدارس الحکومیة والخاصة.

- عینة الدراسة: تکونت عینة الدراسة من (183) معلما ومعلمة من معلمی المدارس الحکومیة والخاصة فی عمان، (116) معلما ومعلمة من المدارس الخاصة، (67) معلما ومعلمة من المدارس الحکومیة.

أداة الدراسة:  مقیاس معاییر الخطة التربویة:-

    تم بناءمقیاس معاییر الخطة التربویة من ثلاث مجالات بعد الاطلاع على الادب النظری المتعلق بالخطة التربویة الفردیة، حیث تکون المقیاس من ثلاث مجالات مجال الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة، ومجال العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة، ومجال تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة.

 (1) صدق البناء: للتحقق من صدق البناء تم تطبیق مقیاس معاییر الخطة التربویة على (30) معلما من معلمی غرف المصادر وتم استخراج معامل ارتباط الفقرات مع الدرجة الکلیة للبعد المنتمیة  على  مجالات مقیاس  معاییر الخطة التربویة و الجدول التالی یبین هذه النتائج :

جدول ( 1)  معاملات ارتباط الفقرات بالدرجة الکلیة للمجال المنتمیة له على

 

مقیاس

 معاییر الخطة التربویة

*دال إحصائیا عند 0.05         **دال إحصائیا عند 0.01

    یبین الجدول (1) أن معاملات الارتباط بین الفقرات والدرجة الکلیة لمجال الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة تراوحت معاملات الارتباط بین (0.332 و 0.801) و لمجال العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة تراوحت معاملات الارتباط بین (0.308 و 0.697) و لمجال تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة تراوحت معاملات الارتباط بین (0.310 و 0.876), وجاءت جمیع معاملات الارتباط مناسبة وتدل على صدق البناء لمقیاس معاییر الخطة التربویة.

(2) ثبات المقیاس

    للتحقق من الثبات تم تطبیق مقیاس معاییر الخطة التربویة على (30) معلما من معلمی غرف المصادر, وتم استخراج معامل ثبات الاتساق الداخلی باستخدام معامل کرونباخ الفا والجدول التالی یبین هذه القیم

 

جدول (2) معاملات الثبات المقاییس المحسوبة بطریقة الاتساق الداخلی (کرونباخ الفا)

 لمجالات مقیاس معاییر الخطة التربویة

یبین الجدول (2 ) أن معاملات الثبات بطریقة الاتساق الداخلی کرونباخ الفا بلغت للدرجة الکلیة لمقیاس الخطة التربویة ( 0.827) و جاء لمجال  الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة ( 0.739) و لمجال العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة ( 0.708 ) ولمجال تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة (0.778) وهی قیم مناسبة و تدل على ثبات المقیاس

نتائج الدراسة:-

    هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى التزام معلمی غرف المصادر بمعاییر الخطة التربویة الفردیة, و ذلک من خلال الإجابة عن الأسئلة التالیة :

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول : ما مدى التزام معلمی غرف المصادر بمعاییر الخطة التربویة الفردیة؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابیة و الانحرافات المعیاریة  ودرجة الالتزام

بمعاییر الخطة التربویة و الجدول التالی یبین هذه الدرجات :

جدول (3) المتوسطات الحسابیة و الانحرافات المعیاریة  المعیاریة  ودرجة الالتزام

بمعاییر الخطة التربویة مرتبة ترتیبا تنازلیا

    یبین الجدول (3) ان درجة الالتزام بمعاییر الخطة التربویة جاءت للدرجة الکلیة بمتوسط حسابی ( 3.02) وبدرجة التزام مرتفعة . حیث تراوحت جاء مجال (العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة)  بالرتبة الاولى و بأعلى متوسط حسابی ( 3.12) و بدرجة التزام  مرتفعة, تلاه مجال (تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة ) بمتوسط حسابی (3.01) و و بدرجة التزام  مرتفعة , فی حین جاء مجال (الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة) بالرتبة الاخیرة بـأقل متوسط حسابی (2.92) وبدرجة التزام متوسطة .

تفصیل مجالات معاییر الخطة التربویة

المجال الأول : الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة

الجدول (4) المتوسطات الحسابیة و الانحرافات المعیاریة  المعیاریة  ودرجة الالتزام بمعاییر الخطة التربویة فی مجال الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة مرتبة ترتیبا تنازلیا

    یبین الجدول (4) أن المتوسطات الحسابیة لدرجة الالتزام بمعاییر الخطة التربویة فی مجال الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة تراوحت بین (1.39 و 3.92 ) و بدرجة التزام منخفضة و متوسطة ومرتفعة, حیث جاءت الفقرة (یتم إعداد خطة   تربویة فردیة لکل طالب تکون موثقة) بالرتبة الأولى و بأعلى متوسط حسابی ( 3.92) و بدرجة التزام مرتفعة , و جاءت الفقرة (  تعتمد الخطة التربویة الفردیة على فریق متعدد التخصصات .) بالرتبة الأخیرة و بأقل متوسط حسابی ( 1.39) و بدرجة التزام منخفضة.

المجال الثانی : العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة

جدول (5) المتوسطات الحسابیة و الانحرافات المعیاریة  المعیاریة  ودرجة الالتزام بمعاییر الخطة التربویة فی مجال العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة مرتبة ترتیبا تنازلیا

    یبین الجدول (5) أن المتوسطات الحسابیة لدرجة الالتزام بمعاییر الخطة التربویة فی مجال العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة تراوحت بین (1.49 و 4.00 ) و بدرجة التزام منخفضة و متوسطة ومرتفعة, حیث جاءت الفقرتان  تحتوی الخطة  التربویة الفردیة على المعلومات الشخصیة للطالب . و یحدد فی الخطة التربویة الفردیة الأهداف طویلة المدى بطریقة اجرائیه قابله للقیاس و الملاحظة . ) بالرتبة الأولى و بأعلى متوسط حسابی ( 4.00) و بدرجة التزام مرتفعة , و جاءت الفقرة تحدید  المواد و المستلزمات التعلیمیة وغیر تعلیمیة اللازمة.) بالرتبة الأخیرة و بأقل متوسط حسابی ( 1.49) و بدرجة التزام منخفضة.

المجال الثالث : تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة

الجدول (6) المتوسطات الحسابیة و الانحرافات المعیاریة  ودرجة الالتزام بمعاییر الخطة التربویة فی مجال تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة مرتبة ترتیبا تنازلیا

     یبین الجدول (6) أن المتوسطات الحسابیة لدرجة الالتزام بمعاییر الخطة التربویة فی مجال تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة تراوحت بین (1.53 و 3.72 ) و بدرجة التزام منخفضة و متوسطة ومرتفعة, حیث جاءت الفقرة (یتم إعداد الخطة التربویة الفردیة  فی فترة لا تتجاوز أسبوعین من نهایة إجراءات التقییم) بالرتبة الأولى و بأعلى متوسط حسابی ( 3.72) وبدرجة التزام مرتفعة , و جاءت الفقرة ( إعداد تقاریر شهریة وسنویة للخطة التربویة الفردیة ) بالرتبة الأخیرة و بأقل متوسط حسابی ( 1.53) و بدرجة التزام منخفضة.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی : هل هناک فروق بین معلمی  المصادر فی المدارس الخاصة  ومعلمی المصادر فی المدارس الحکومیة؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة و قیمة "ت" للعینات

المستقلة لمعرفة دلالة الفروق فی مجالات معاییر الخطة الوطنیة تبعا لمتغیر نوع المدرسة  و الجدول

التالی یبین هذه النتائج.

 

الجدول ( 7 ) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة و اختبار"ت" للعینات المستقلة على مجالات معاییر الخطة الوطنیة تبعا لمتغیر نوع المدرسة

     یبین الجدول (7) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی جمیع مجالات معاییر الخطة التربویة و الدرجة الکلیة لمعاییر الخطة التربویة , وجاءت جمیع الفروق لصالح معلمی المصادر فی المدارس الخاصة, أی أن درجة التزام المعلمین فی المدارس الخاصة بمعاییر الخطة التربویة کان أفضل من معلمی المدارس الحکومیة على جمیع مجالات الخطة التربویة والدرجة الکلیة للخطة التربویة.

مناقشة النتائج فی مجالات الخطة التربویة

            أظهرت النتائج بأن المعلمین لدیهم درجة مرتفعة فی الالتزام بمعاییر الخطة التربویة فی مجالی  العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة، ومجال تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة، إما فی مجال الاعتبارات الأساسیة فی الخطة التربویة فکان مدى الالتزام متوسطا  فی کل من المدارس الحکومیة والخاصة، کما أظهرت النتائج  أن جمیع الفروق کانت لصالح معلمی المصادر فی المدارس الخاصة, أی أن درجة التزام المعلمین فی المدارس الخاصة بمعاییر الخطة التربویة کان أفضل من معلمی المدارس الحکومیة على جمیع مجالات الخطة التربویة والدرجة الکلیة للخطة التربویة.

     ویمکن أن یعزى ذلک أن منهاج الطلاب ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة یوضع بعد مرحلة التعرف على الأداء الحالیة للطلاب، حیث یعتبر قیاس مستوى الأداء هو حجر الزاویة فی التربیة الخاصة، وذلک بهدف بیان نقاط القوة ونقاط الضعف  کما أن بناء و قیاس معاییر برامج الطلبة ذوی صعوبات التعلم والتی یقوم علیها معلم الصف تقوم على خدمة الطلبة ذوی صعوبات التعلم حیث أشارات النتائج أن العناصر الرئیسیة فی الخطة التربویة مهمه بالدرجة الأولی حیث یتم من خلالها تحدید الأهداف العامة والخاصة لتلک الخطة، ویمکن أن یعزى ذلک إلى التدریب الذی تعرض له المعلمین فی مرحلة الاعداد الجامعی والتدریب المیدانی، أو من خلال التدریب خلال العمل المیدانی فی المدارس.  ومن المهم تطبیق وتنفیذ المعاییر فی الخطة التربویة وذلک لقیاس مستوی أداء الطلاب ذوی الاحتیاجات الخاصة ومدى فاعلیة البرنامج التربوی الفردی.

    کما أشارت النتائج إلی أن هناک فروق فردیة بین معلمی المدارس الخاصة والحکومیة لصالح المدارس الخاصة ویمکن أن یعزى ذلک لطبیعة الدورات والتدریب الذی یتعرض له معلمی التربیة الخاصة فی مدارسهم، أما بالنسبة لمعلمی المدارس الحکومیة فإن ذلک مرتبط بالخبرات التی تعرضوا لها أو بتعلیمات المشرف التربوی.

توصیات البحث:-

     من خلال نتائج البحث یتقدم الباحث ببعض التوصیات وهی علی النحو التالی:-

-       تعمیم معاییر الخطة التربویة الفردیة على المعلمین فی غرف المصادر للالتزام بها عند إعداد وکتابة کل خطة تربویه فردیة لکل طالب بناءً على أدوات القیاس والتشخیص التی تم تطبیقها.

-       التدریب على الخطط التربویة الفردیة بناء على المعاییر للخطة التربویة فی مناهج التعلیم الجامعی واجراء التعدیلات علیها بناء متابعة التطور التربوی فی اعدادها، من حیث المجالات الثلاث لکل من العاملین فی المدارس الحکومیة والخاصة.

-       إجراء المزید من الدراسات العربیة التی ترتبط بهذا الموضوع للتعرف على مستوى العاملین فی المیدان، والعمل على التعریف بالمعاییر واهمیة الالتزام بها.

 

 

المراجــع

أولاً – المراجـع العـربیة:

-  البطاینة،  أسامه والرشدان، مالک والسبایلة عبید و الخطاطبة عبد المجید .(2005). صعوبات التعلم النظریة والممارسة، ط1، عمان: دار المسیرة.

-   الخطیب، جمال (2004). تعلیم الطلبة ذوی الحاجات الخاصة فی المدارس العادیة، ط1، عمان: دار وائل للنشر والطباعة.

-   الخطیب، جمال و الحدیدی منى  (2004). مناهج وأسالیب التدریس فی التربیة الخاصة، دار الفلاح، عمان، الأردن.

-  الخطیب،  جمال و الحدیدى منى  (2004). المدخل إلى التربیة الخاصة، ط1، مکتبة الفلاح للنشر والتوزیع، الکویت.

-  أحمد الزعبی (2003). التربیة الخاصة للموهوبین والمعوقین وسبل رعایتهم وإرشادهم، ط1،  دمشق: دار الفکر للنشر والطباعة.

-  هارون،  صالح (2000). تدریس ذوی الإعاقات البسیطة فی الفصل العادی، ط1، الریاض: دار الزهراء للنشر.

- الوابلی، عبد الله (2011). المنهج المرجعی لمرحلة التهیئة ببرامج التربیة الفکریة . الأمانة العامة للتربیة الخاصة بوزارة المعارف . الریاض

- الروسان، فاروق وهارون، صالح (2001). مناهج وأسالیب تدریس مهارات الحیاة الیومیة لذوی الفئات الخاصة. مکتبة الصفحات الذهبیة . الریاض

- صالح، یوسف (2002). مناهج وأسالیب تدریس الأطفال ذوی الإعاقة الذهنیة . مادة تدریبیة لبرنامج: تعلیم وتدریب الأطفال ذوی الإعاقة الذهنیة من منظور حدیث . مرکز التدخل المبکر بمدینة الشارقة للخدمات الإنسانیة .

ثانیاً- المراجـع الأجـنبیة:

-  Cornett , R. ( 2016 ). Empower students with learning Disabilities : Strategies That provide structure . Intervention in School and Clinic , Vol . 41 Issue 5 , P 310- 313 .

-  Court, D, and Givon, S. (2013). Group Intervention Improving Social Skills of Adolescents with Learning Disabilities, Teaching Exceptional Children, 36(2), 50-55.

- Helper, J.B. (2014). Mainstraming children learning disabilities: Have We Improved their environment? Social Work in Education, 16(13), P.143-153.

-  Johnson, D., & Johnson, R. (2006). Mainstreaming and cooperative learning strategies. Exceptional Children, 52(6), 553-561.

-  Lemish, A. (2008). The effectiveness of a social cognitive problem solving training program for children who have a learning disability. DAI, 59(3), P.724.

-  Lerner, J. (2010). Learning Disabilities theories, Diagnosis and teaching Strategies (8^th ed) Houghton Mifflin Company Boston, New York.

-  Lerner, J. (2013). Learning disabilities. Journal of Learning Disabilities, vol. 9, pp: 73-99.

- Mercer, C. (2007). Students with Learning disabilities (5^th ed). New Jersey : Prentice-Hall, Inc.

- Robinson, B. (2009). The Application of a formal Social Skills Training Program to Enhance the Social Skills of a Group of Disabled adolescents. DAI, 60(4), P.1891.

 

Article View: 646

PDF Download: 1,573