نظرية التنمية المهنية عند أحمد القلقشندي من خلال کتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا | ||||
مجلة کلية التربية فى العلوم التربوية | ||||
Article 1, Volume 40, Issue 4, October 2016, Page 15-54 PDF (5.06 MB) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/jfees.2016.86339 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
عبداللطيف بن عبدالعزيز الرباح الرباح | ||||
Abstract | ||||
أجابت الدراسة عن الأسئلة الآتية : ما أخلاقيات المهنة عند القلقشندي ؟ وما أبرز الجوانب الوجدانية والمعرفية والمهارية في التنمية المهنية عند القلقشندي ؟ کما ختمت بتقديم إطار تربوي تطبيقي مستنبط من نظرية القلقشندي في التنمية المهنية . ومن نتائجها إبراز معايير أخلاقيات المهنة عند القلقشندي ومنها الجودة والجدارة والنزاهة وحسن السمعة والسرية والإخلاص . کما أظهرت الدراسة فلسفة القلقشندي في عرض مجالات التنمية المهنية والعلاقة بينها ، وکيفية تنميتها ، وختمت الدراسة بعرض إطار تربوي تطبيقي ، يمکن الاستفادة منه في برامج التنمية للممارسين التربويين . | ||||
Keywords | ||||
التنمية المهنية; أحمد القلقشندي; صبح الأعشى; صناعة الإنشا | ||||
Full Text | ||||
نظریة التنمیة المهنیة عند أحمد القلقشندی من خلال کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا إعداد : د.عبداللطیف بن عبدالعزیز الرباح ملخص : أجابت الدراسة عن الأسئلة الآتیة : ما أخلاقیات المهنة عند القلقشندی ؟ وما أبرز الجوانب الوجدانیة والمعرفیة والمهاریة فی التنمیة المهنیة عند القلقشندی ؟ کما ختمت بتقدیم إطار تربوی تطبیقی مستنبط من نظریة القلقشندی فی التنمیة المهنیة . ومن نتائجها إبراز معاییر أخلاقیات المهنة عند القلقشندی ومنها الجودة والجدارة والنزاهة وحسن السمعة والسریة والإخلاص . کما أظهرت الدراسة فلسفة القلقشندی فی عرض مجالات التنمیة المهنیة والعلاقة بینها ، وکیفیة تنمیتها ، وختمت الدراسة بعرض إطار تربوی تطبیقی ، یمکن الاستفادة منه فی برامج التنمیة للممارسین التربویین .
Abstract: The study has answered the following questions: What are the professional ethics according to Al_Qalqashandi? What are the most prominent emotional, cognitive and professional sides in regard to the professional development according to Al_Qalqashandi? The study has concluded by providing practical and educational framework derived from the theory of Al_Qalqashandi in professional development. The study has highlighted the standards of professional ethics according Al_Qalqashandi, including the quality and dependability, integrity, good well, confidentiality and loyalty. It has also appointed the Al_Qalqashandi philosophy and approach toward the professional development sides and the relationship between them, and how should it be improved. Finally, the study has concluded by providing an educational and practical framework, which can benefit from the development programs for practitioners and researchers.
نظریة التنمیة المهنیة عند أحمد القلقشندی من خلال کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا إعداد : د.عبداللطیف بن عبدالعزیز الرباح تمهید : تقدم النظریة التربویة إفادات مهمة فی فهم واقع العمل التربوی ، وتسهم فی تشخیصه ، وحل مشکلاته . فآراء الخبراء المنظرین فی المیدان التربوی لاتقدّر بثمن . إن التطور الواسع فی النظم التعلیمیة ، وضرورة مواکبتها لمعطیات العصر المتجددة والمتسارعة یستدعی ضرورة استمراریة التعلم للمعلم ، وتوسع مفهوم التنمیة المهنیة وضرورة استمراریته یحتم على التربویین إعطاء مزید من الاهتمام بالتنمیة المهنیة . یقول أبو جامع ( 2013) " لما کان التعلیم الجامعی غیر قادر على مواجهة التحدیات التی تواجهه بمعزل عن العاملین بالجامعة لذا بات من الضروری السعی بتنمیة مهاراتهم على النحو الذی یمکنهم من الاضطلاع بأدوارهم المنسجمة مع متطلبات العصر " . ص 757 لذا فإن الحاجة إلى التنمیة المهنیة یتطلب أساساً نظریاً یکون منطلقا للممارسة فی مجال التنمیة المهنیة . یحفل الموروث العربی بکثیر من النظریات التی تحتاج إلى إعادة صیاغتها وإبراز معالمها ، ومن ثَم توظیفها فی الممارسة التربویة فی المجال المناسب ، وذلک لما تحمله من خبرات وإرشادات وتوجیهات أصیلة تفید الباحث ، والممارس المیدانی للعمل التربوی. ومن أبرز العلماء الذین قدموا انتاجا علمیا متمیزا فی التنمیة المهنیة القلقشندی فی کتابه الشهیر ( صبح الأعشى فی صناعة الإنشا ) . حیث ذکر ابن العماد ابن العماد ( 1431ه ) أن القلقشندی ( ت 821هـ ) یمتاز بتمکنه من فن الکتابة وممارستها لمدة طویلة ، وإضافة إلى هذه الخبرة العملیة فقد تمکن فکریا من أسسها وآدابها حتى أخرج کتابه الشهیر صبح الأعشى فی صناعة الإنشا فی 14 مجلدا تضمنت کل ما یحتاجه الراغب فی التمکن من الکتابة . کما عبر صراحة فی ضرورة تطویرها باعتبارها مهنة فهو إذن یتبنى تمهین الکتابة مما یعنی ضرورة التنمیة المهنیة للکاتب یقول القلقشندی (1340 هـ ) " الکتابة من أشرف الصنائع وأرفعها ، وأربح البضائع وأنفعها ، وأفضل المآثر وأعلاها ، وآثر الفضائل وأغلاها ". (ج1ص6) وبالنظر فی کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا یتبین شمولیته على الجوانب المهمة لبناء نظریة متکاملة فی التنمیة المهنیة . حیث یشتمل باستفاضة کبیرة على الجوانب المهمة فی التنمیة المهنیة وهی الجانب المعرفی والجانب الوجدانی والجانب المهاری ، کما یمتاز بدقته نظرا لحساسیة المجال الذی کتب فیه واشتغل فیه وهو الکتابة فی دیوان البلاط المملکوی مما یتطلب مستوى عالٍ من الجودة والبعد عن الخطأ ، وقد کان عرض المعلومات یسیر باتساق ومنهجیة منتظمة ، بحیث یسهل على الباحث استجلاء النظریة ؛ فقد عالج موضوع التنمیة المهنیة بطریقة تربویة منهجیة متمیزة ، واهتم بتطویر الجوانب الأساسیة فی التنمیة المهنیة فیبدأ بالجانب الوجدانی ثم المعرفی ویختم بالمهاری فی تسلسل منطقی ، وتوظیف لکل مجال فی المجالات الأخرى . وهذا الربط والتوظیف متسق ومطرد فی النظریة بشکل عام .
وإذا کان کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا فی مجال محدد کتوجیهات لتنمیة قدرات الکُتّاب فإن النظریة المستنبطة بإذن الله ستکون ذات طابع تربوی یمکن بناء نماذج للتنمیة المهنیة للمشتغلین فی العمل التربوی عامة. تحدید مشکلة الدراسة : یحتاج الممارس التربوی لکثیر من المهارات المتجددة التی تتطلبها طبیعة عمله وطبیعة متغیرات العصر . ولکون التنمیة المهنیة أساسا ینبغی أن تنطلق من الممارس نفسه فإن تحدید احتیاجاته من المعلومات والقیم والمهارات یعتمد کثیراً على قدرته على فهم عمله وما یحتاجه انطلاقا من مسلمات التنمیة المهنیة عامة . وقد أشارت منى الأسمر (1430 هـ) أن برامج التنمیة المهنیة تحتاج إلى ضبط منهجی فأدوارها الحالیة لا تزید عن تقدیم محاولات متواضعة فی شکل دورات یغلب علیها أسلوب المحاضرات النظریة والموضوعات التقلیدیة فی التربیة ، مع غیاب واضح للجانب التطبیقی. ویلاحظ على معظمها عدم التنظیم والتنسیق، فلیست هناک سیاسات، وخطط، وأهداف واضحة ویؤخذ علی غالبیتها ضعف التخطیط العلمی لها وفق استراتیجیة واضحة . ولاشک أن وجود مرجعیة نظریة یساعد فی حسن الإعداد وترابط أنشطة التنمیة المهنیة ، وانسجامها . والمطلع على نظریة القلقشندی فی التنمیة المهنیة یجد إنها تتسم بالشمول والترابط والاتساق ، مع الإثراء بالنماذج والأمثلة . ولذا : وجود حاجة لإبراز معالم نظریة القلقشندی فی التنمیة المهنیة ، وبیان المجالات التربویة التی یمکن توظیفها فیها " .
أسئلة البحث : تتمثل أهداف البحث فی مایلی :
أهمیة الموضوع : تمثلت أهمیة البحث فی الجانبین النظری والتطبیقی : الأهمیة النظریة :
الأهمیة التطبیقیة :
حدود البحث : اقتصر البحث على ماله صلة مباشرة فی التنمیة المهنیة من خلال کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا . التی عالجها فی مجمل الکتاب المکون من 14 جزءً اعتمادا على الطبعة الأولى الصادرة من دار الکتب المصریة عام 1340هـ / 1922م . منهج البحث : نظرا لأن أجابة أسئلة البحث تتطلب دراسة النصوص فی کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا فإن المنهج المناسب لذلک هو المنهج الاستنباطی الذی عرّفه فودة وعبدالله ( 1410هـ ) بأنه "الطریقة التی یقوم فیها الباحث ببذل أقصى جهد عقلی ونفسی عند دراسة النصوص بهدف استخراج مبادئ تربویة مدعمة بالأدلة الواضحة " ص 42 المصطلحات : النظریة التربویة: یعرفها مور ( 1986 ، ص 23 ) بأنها "مجموعة من المبادئ المنظمة المترابطة وإرشادات الموجهة إلى المعنیین بالممارسة التربویة ، وهی نشاط من مستوى أعلى تهدف إلى توجیه الأنشطة التربویة فی المؤسسات التعلیمیة " ، وهذا یعنی أن النظریة تشکل منطلقا مهماً للممارسات والنشطة والفعالیات ، وتأتی أهمیتها بأنها توجه وتضبط الممارسات ، وإلا کانت عرضة للعشوائیة والتناقض وعدم الاتساق . ویمکن تعریفها إجرائیا بأنها : المبادئ المنظمة المترابطة والإرشادات المستنبطة من کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا للقلقشندی التی یمکن للمربین توظیفها فی مسیرتهم العملیة . التنمیة المهنیة : یعرفها عبد الحمید ( 2000 ، ص 161) بأنها " عملیة مستمرة على مدى سنوات الخدمة تشمل مجموعة من الخبرات والأنشطة التی تمکن المعلمین من تحسین کفاءتهم المهنیة فی تدریس الطلاب والقیادة وتأهیلهم لمواجهة ما یستحدث من تطورات تربویة وعلمیة ، وذلک من خلال التخطیط العلمی والتقویم المستمر " ویمکن تعریف نظریة التنمیة المهنیة إجرائیا : مجموعة المبادئ ، والإرشادات ، والتوجیهات ، والأنشطة المترابطة المستنبطة من کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا التی تسهم فی تمکُّن الممارس من تحسین کفاءته فی عمله ، وتأهیله المستمر لمواجهة المتغیرات ، وفق خطة علمیة مدروسة وتقویم مستمر . الإطار المفهومی : سوف یتناول الحدیث فی هذا الجزء : التعریف بالمؤلف ، ثم التعریف بالکتاب ، وعرض مفهوم النظریة وأهمیتها فی التربیة ، والتنمیة المهنیة ودورها الفعال فی الوقت الحاضر للتربویین عامة . أولا : التعریف بالقلقشندی : یعد أبو العباس شهاب الدین أحمد بن علی بن أحمد القلقشندی ( نسبة لبلدة فی مصر) المولود سنة 756هـ والمتوفى سنة 821هـ . من أشهر علماء عصره وردت ترجمته عند الکتانی (1402هـ ) ، والسخاوی (1412هـ ) وابن العماد (1413هـ ) ، ویمکن إبراز معالم شخصیته فی:
ثانیا : کتاب صبح الأعشى فی صناعة الإنشا : یرکز الکتاب على التنمیة المهنیة للکاتب ، واهتمام القلقشندی بذلک واضح جدا فهو قد أکد ابتداء على أن الکتابة صنعة یقول : "والمؤلفون فی هذه الصنعة قد اختلفت مقاصدهم فی التصنیف وتباینت مواردهم فی الجمع والتألیف " (ج 1 ص 7) . والصنعة هی المهنة التی تحتاج من ممارسها استمرار التنمیة وتطویر الذات. سبب التألیف: کتب مقامة ذکر فیها أن أی إنسان بحاجة لحرفة یتعلق بها ومعیشة یتمسک بسببها ، ثم ذکر أهمیة مهنة الکتابة وأنها تلیق بطالب العلم . ثم نصحه بعض أصدقائه بالتفصیل والتوسع فی هذا الباب یقول : " أشار علی من رأیه مقرون بالصواب ، ومشورته عریَّة عن الارتیاب أن أُتبعها بمصنف مبسوط یشتمل على أصولها وقواعدها ویتکفل بحل رموزها وذکر شواهدها لیکون کالشرح لها " ج1 ص 9 جاءت کتابة القلقشندی مفصلة للغایة بذکر ما یتعلق بالإعداد والتأهیل والمعلومات التخصصیة فی مجال الکتابة والمعلومات الثقافیة العامة التی تتصل بالمهنة مباشرة أو غیر مباشرة . اشتمل الکتاب على مقدمة کبیرة جاءت فی خمسة أبواب وثلاثة عشر فصلا . أبدع فیها فی الحدیث عما مایجب معرفته قبل ممارسة مهنة الکتابة کتهیئةٍ وترغیبٍ فیها ، ثم اتبعها بعشر مقالات فصل فیها الحدیث عن العلوم التی یحتاجها الکاتب کالنحو والتصریف والمعانی والبدیع ، والحدیث ، والشعر ، والخط ، والفلک ، والجغرافیا ، والتاریخ ، والوصایا ، والعقود ، وغیرها ، وقد طبع قدیما (1340) فی أربعة عشر مجلد . وقد أطال فیها کثیرا وتحدث عن علوم کثیرة متنوعة ، ولو إنه اکتفى بذکر أهمیتها ونماذج منها ، ثم الإحالة إلى مظانِّها لأمکن خدمة الکتاب بالتحقیق . وجانب التنمیة المهنیة ظاهر بارز فیه بل إن الکتاب عرضٌ مفصلٌ لنظریته فی التنمیة المهنیة . ثالثا : أهمیة النظریة التربویة : النظریة هی المرجعیة التی توجه الممارسات التربویة ، ولأن التربیة نشاط یرتبط بالإنسان ذلک الکائن شدید التعقید . فمن المهم أن تستند هذه الممارسات إلى أساس نظری تنطلق منه ، ویوجّه مسارها . یرى عبدالعال ( 1411هـ ) أن تقدم التربیة یتطلب اهتماما متزایدا بالنظریة واعترافا حقیقیا بضرورتها کما أن مصطلح النظریة یستخدم بطریقة واسعة فضفاضة . وبعیدا عن الخوض فی تفاصیل الاتجاهات فی مفهوم النظریة . فإن الباحث یرى أن النظریة التربویة مجموعة مترابطة من المبادئ والقواعد والمفاهیم تستند إلى أصول عقدیة وتشریعیة ، ومحصلة من خبرات الخبراء والممارسین . وهذا یعنی أن النظریة التربویة لیست مهمتها کشف الحقائق وتفسیرها . بل تقدم إفادات وتوجیهات وإرشادات قابلة للنقد والتقویم والتطویر. رابعا : أهمیة التنمیة المهنیة فی التربیة : نظرا لسرعة التغیر والتبدل فی الحیاة الاجتماعیة ولارتباط العملیة التربویة بالواقع الاجتماعی وتکیفها معه ، ولضرورة استیعاب التغیرات التقنیة المؤثرة فی المجتمع ؛ فإن مهنة التعلیم بحاجة إلى تنمیة قدرات المعلمین ، وتطویر مهاراتهم ومعلوماتهم باستمرار . ومع التغیرات المتسارعة على الصعید الاجتماعی المحلی والدولی وظهور مجتمع المعرفة والاقتصاد القائم علیها والانفجار المعرفی ، وتعدد أدوار المعلم کل ذلک أکد على أهمیتها . والتنمیة المهنیة مفهوم واسع یدخل تحته عدة أنواع من الأنشطة الهادفة لتطویر أداء المعلم فی مجالات عدة کالتدریب ، والتعلیم المستمر ، والتربیة الذاتیة ، والنشاط الشخصی فی القراءة والاطلاع ، وحضور الندوات والمؤتمرات ، وورش العمل المتخصصة . الدراسات السابقة : تتکون الدراسات السابقة فی المجال من محورین : 1. دراسات تناولت النظریة التربویة . 2. دراسات تناولت التنمیة المهنیة . أولا: دراسات فی النظریة التربویة :
ثانیاً : دراسات فی التنمیة المهنیة :
ومن خلال عرض مجموعة من الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالیة یتضح أن مرور المجتمعات بالعدید من المتغیرات والتحدیات بات من الضروری الاستمرار فی تطویر کافة المجالات بوجه عام وفی مجال التنمیة المهنیة للمعلم بوجه خاص وذلک للدور البارز الذی یقوم به المعلم فی نجاح العملیة التعلیمة بجوانبها المختلفة مع الأخذ فی الاعتبار ضرورة استناد عملیة التنمیة المهنیة لأسس ونظریات تربویة رصینة کما أوصت به مجموعة من الدراسات السابقة مما یؤکد أهمیة الدراسة الحالیة . أولا : أخلاقیات المهنة (Professional Ethics) عند القلقشندی : أهمیة أخلاق المهنة : الممارس لأی مهنة مطالب بالقیام بالأعمال الموکلة إلیه ، وکذلک الالتزام بأخلاقیات المهنة ؛ فالأداء الوظیفی یعنی القیام بالحد الأدنى من المهام المکلف بها العامل أو الموظف ، مع تنفیذ الأوامر الصادرة من رئیسه فقط . وکذا أهمیة القیام بالأداء على الوجه الأکمل، وبأفضل صورة فنیة ممکنة فی إطار المعلومات التی اکتسبها الفرد أثناء سنوات دراسته ، والخبرة العملیة التی تراکمت لدیه ، ولکن إذا اعتبر الفرد أن مهامه تنحصر فی ذلک فقط ، فإن ذلک یُعد خللا فی عمله إذ یتحتم علیه تمثل القیم والأخلاقیات التی تتطلبها المهنة . والسلوک المهنی یتطلب قیام الموظف أداء التزامات معینة . أما أخلاقیات المهنة فهی فرع من منظومة الأخلاق ، والممارس لمهنة معینة یواجه أنواعاً خاصة من المشکلات ذات الطبیعة الأخلاقیة کحسن التعامل مع الجمهور ، والشعور بالمسؤولیة تجاه المهنة والعاملین فیها وتجاه المجتمع کافة ، ویتعین على الفرد مواجهتها بشکل مستمر ووفق معاییر ثابتة. معاییر أخلاق المهنة عند القلقشندی : تعد المعاییر مرتکزات وأطر مرجعیة للعمل . وقد تضمنت نظریة القلقشندی ترکیزاً على معاییر أخلاقیات المهنة ، وهی :
ثانیا : مجالات التنمیة المهنیة : تناولت نظریة القلقشندی مجالات التنمیة المهنیة : المجال الوجدانی والمجال المعرفی والمجال المهاری . وقد رتّب القلقشندی فی نظریته المجالات الثلاثة ، دون أن یصرح بذلک لکن ذلک واضح تماما من طریقته فی الحدیث عما یحتاجه صاحب المهنة . وقد أبرز القلقشندی مجالات التنمیة المهنیة أثناء حدیثه عن اللغة العربیة بدأ بالجانب الوجدانی ؛ فتحدث عن فضل اللغة العربیة وما اختصت به بین اللغات وهذا جانب وجدانی فإشعار الکاتب بممیزات اللغة العربیة وتفوقها مما یحببه بهذه اللغة والحرص على تعلمها واتقانها والاستزادة منها باستمرار ، ثم ینتقل إلى أسلوب وجدانی آخر وهو الحدیث عن احتیاج الکاتب إلى اللغة العربیة وعلومها فی مهنته فربط المعلومات بالمهنة والتأکید على أنها معلومات وظیفیة تدخل فی صمیم عمله مهم للغایة یساعد فی دافعیته للتعلم ، وبعد أن توفرت الدافعیة نحو التعلم یدخل فی تفاصیل المعلومات اللغویة وهو الجانب المعرفی فی التنمیة المهنیة ، ثم یختم بالجانب المهاری الذی یحول المعلومات التی تلقاها الفرد إلى قدرة داخلیة تُترجم إلى سلوک وظیفی متقدم وذلک من خلال تفصیل القلقشندی فی کیفیة تصرف الموظف فی الألفاظ اللغویة ، وکیفیة تصرف الکاتب فی المعلومات النحویة ، وکیفیة انتفاع الکاتب فی علوم البلاغة . لیؤکد أن المعلومات اللغویة لیست ترفا فکریا بل حاجة وظیفیة . هذا مثال على أسلوب القلقشندی فی نظریته وهو تکامل المجالات الوجدانیة والمعرفیة والمهاریة . وفی ما یلی مزید من التفصیل عن مجالات التنمیة المهنیة : أ. المجال الوجدانی : الجانب الوجدانی من أهم محرکات السلوک الإنسانی وهو محرک داخلی ، ولاشک أن المحرک الداخلی أقوى وأشد ، وأکثر استمراریة من المحرکات الخارجیة کالتعزیز والثواب والعقاب . وقد وظّف القلقشندی المجال الوجدانی بشکل کبیر فی التنمیة المهنیة ؛ حیث رکّز على استثمار الجانب الوجدانی فی تعزیز تنمیة الجانبین المعرفی ، ثم یختم بالجانب المهاری ، وسلک فی ذلک طریقتین :
ومن أسالیبه العامة فی تکوین الاتجاهات الإیجابیة الثناء على الکاتب ، وبین رفعة قدره ومکانته الاجتماعیة الممیزة " مرتبته فی زماننا أرفع مرتبة ، ومحله أعظم محل " ج1 ص 101، ثم یؤکد على أهمیة إعداد نفسه وتطویر قدراته ، لأن هذه المنزلة العالیة تستحق مزیدا من التنمیة والتطویر " ومن کانت هذه مرتبته فالسبب الذی رتبه فیها أفضل الأسباب وأجدرها بالتقدیم على الاستحقاق والاستیعاب " ج1 ص 102 أی أن الأسباب الموجبة لهذه المکانة هی أفضل أسباب الجهد والعمل ، ولذلک تستحق هذه الوظیفة تنمیة مهنیة مستمرة بناء علیه .
ب. المجال المعرفی : نظرا لأن الکتابة من المهن العلمیة التی تتطلب إثراء مستمرا وتنوعا فی المجالات المعرفیة فقد کان اهتمام القلقشندی بالجانب المعرفی کبیرا ، وبحکم خبرته الطویلة ، وثقافته الموسوعیة فقد ضمّن کتابه معلومات دقیقة وواسعة ومتنوعة عن العلوم التی یحتاجها الکاتب ، فبدأ بالمعلومات الجغرافیة الطبیعیة على مستوى العالم عن الأرض والبحار وما فیها .ثم عن التاریخ السیاسی بذکر الخلفاء والحکام فی التاریخ الإسلامی ، ثم عن تفاصیل جغرافیة دولة الممالیک ، ثم المعلومات الفنیة التی یشترک فیها کل الکتّاب کمعرفة الألقاب الرسمیة ونحوها. ویؤکد على الاهتمام بخصوصیات الثقافة ، والمصطلحات السائدة فی المهن والطبقات المختلفة " إن صاحب هذه الصنعة یحتاج إلى التشبث بکل فن من الفنون حتى إنه یحتاج إلى معرفة ماتقوله النادبة بین النساء ، والماشطة عن جلوة العروس ، وإلى مایقوله المنادی فی السوق على السلعة فما ظنک بما فوق هذا ، وذلک أنه مؤهل أن یهیم فی کل وادٍ ، فیحتاج أن یتعلق بکل فن" .ج1 ص 145 . کما رکّز على ضرورة معرفة المصطلحات الخاصة بکل علم کالطب والهندسة ، وحتى مصطلحات الدارجة بین الفئات الأقل یقول " وربما احتاج إلى معرفة مادون ذلک فی الرتبة کمعرفة مصطلح الفتیان ومعرفة مصطلح سفل الناس " ج 1 ص 146 . والمراد أن یکون عارفا بکل مایدور حوله من مصطلحات وتقلیعات متجددة .کما أشار إلى أهمیة تعلم اللغات الأجنبیة " اعلم أن الذی ینبغی تعلمه من اللغات العجمیة هو ما تتعلق به حاجته فی المخاطبة والمکاتبة " . ج1 ص 166 . فتعلم اللغات مهم لکنه لیسا ترفا أو تمیزا وإنما مرتبط بالحاجة الوظیفیة إلى ذلک . ت. المجال المهاری : المهارة مکون أساس للشخص الناجح تمتلک بالممارسة . یعرفها شحاته والنجار ( 1424هـ) بأنها " القیام بعملیة معینة بدرجة عالیة من السرعة والاتقان مع اقتصاد فی الجهد المبذول " ص 302 . فالمهارة طاقة کامنة تمکن الفرد من أداء العمل بأعلى درجة من الاتقان وأقل تکلفة فی الوقت والجهد واکتسابها یزید من فاعلیة الفرد وقدرته على الانتاج بکفاءة عالیة مع توفیر الجهد. والمهارة تکتسب بالممارسة والتدریب ، وقد اهتم القلقشندی باکتساب المهارات من خلال توجیهه لکیفیة توظیف المعلومات ، واکتساب القدرة على أداء العمل بأفضل صورة . وقد تمیزت نظریته بربط المهارات بالمعارف والمعلومات ؛ فبعد أن یذکر المعلومات التی یحتاجها الکاتب یبصّر الکاتب فی کیفیة تأثیر المعلومة على شخصیته . فمثلا بعد أن تحدث عن أهمیة الثروة اللفظیة من الکلمات والمصطلحات تحدث عن کیفیة توظیفها فیقول : " المقصد الرابع : فی کیفیة تصرف الکاتب فی الألفاظ اللغویة وتصریفها فی وجوه الکتابة لاخفاء أنه إذا أکثر من حفظ الألفاظ اللغویة ، وعرف الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد والمتقاربة المعانی تمکّن من التعبیر عن المعانی التی یضطر إلى الکتابة فیها بالعبارات المختلفة ، والألفاظ المتباینة ، وسهل علیه التعبیر عن مقصوده " ج1 ص 163، ثم ذکر مثالا لرسالة فی التهنئة بمولود ملیئة بالعبارات الجزلة بألفاظ مختلفة ، ثم علّق علیها بأنه یمکن کتابة عدة رسائل فی التهنئة مشتقة منها ؛ فهو هنا یشیر إلى المحاکاة والاقتباس والتدرب علیها مما یعزز مهارة الکاتب ویقوی ملکته . بل إنه صرّح بالمهارة فی قوله " إذا مهر فیها وعرف طرقها أتى فی کلامه بالسحر الحلال ، وصاغ من ألفاظه ومعانیه مایقضی له بالفصاحة التامة والبلاغة الکاملة من وجوه تحقیق الکلام وتحسینه وتدبیجه وتنمیقه ، وإذا فاتته هذه العلوم ، أو کان ناقصا فیها نقصت صناعته بقدر ماینقص من ذلک" ج1 ص 185 ، وفی اکتساب مهارة الاستفادة من آیات القرآن العظیم أشار إلى کیفیة تضمین الآیات فی الرسائل مع التنبیه علیه ، ثم ذکر بعض الأمثلة التی یمکن النسج على منوالها ، ومثله فی الأحادیث النبویة ذکر أنها تضمّن الرسائل وذکر بعض النماذج . ولاشک أن الفرد إذا تزوّد بمعلومة بغرض توظیفها یختلف عن الاطلاع بقصد زیادة المعرفة فقط . ویؤکد على نواتج التعلم على المتعلم من تطویر مهاراته وقدراته فی موضع آخر قالاً : " وأما النظر فی رسائل البلغاء من فضلاء الکتاب فلما فی ذلک من تنقیح القریحة ، وإرشاد الخاطر وتسهیل الطرق والنسج عل منوال المُجید ، والاقتداء بطریقة المحسن " ج 1 ص 277 . وهذا مما یبرز مکانة المهارة وأثرها فی التمکن من المهنة . کما أشار إلى بعض المهارات الاجتماعیة والمعرفیة الضروریة لکل من یقوم بوظیفة عامة ، ومنها : 1. مهارة الاقتباس : الاقتباس فی الکتابة الأدبیة مصطلح مختلف المعنى عن الاقتباس فی الکتابة العلمیة ، وقد عرفه ابن فارس ( 1399هـ ) "القَبَسُ فی اللغة : شعلةٌ من النار یقتبسها أی: یأخذها من معظم النار" ج5 ص 48. وعرفه القلقشندی اصطلاحا : " هو أن یضمِّن الکلام شیئا من القرآن ، ولا ینبّه علیه . وقد تحدّث عنه مطولا وذکر أنواعه وکیف یوظفه بل إنه فی حدیثه عن التنمیة المهنیة وتدریب الکاتب کان یستخدم الاقتباس ویستشهد به یقول : " ومنه قولی فی خطبة هذا الکتاب فی الإشارة إلى فتح الدیار المصریة : فتوجهت إلیها عزائم الصحابة زمن الفاروق فجاسوا خلال الدیار ، وعرها وسهلها واقتطعتها أیدی المسلمین من الکفار وکانوا أحق بها وأهلها " ج 1 ص 199 ولاشک أن تضمین آیة أو جزء منها فی النص یعطیه قوة فی التعبیر ، وبلاغة فی الکلام ، وتأثیرا فی السامع . یوحی بقدرة الکاتب على السیطرة على ثروته اللغویة وحسن توظیفها . 2. مهارة التلخیص : مع کثرة تدفق المعلومات وغزارتها تبرز أهمیة التلخیص للترکیز على أصل الموضوع ، وقد رکز على هذه المهارة القلقشندی فبعد أن ذکر الحاجة إلى التلخیص وأهمیته تحدث عن کیفیة التلخیص قائلا : " والطریق إلى کتابة الملخصات أن یحذف مافی صدر الکتاب من الحشو ، ثم یعمد إلى مقاصد الکتاب فیستوفی فصوله ویتصورها بذهنه ثم ینظر فی متعلقات تلک الفصول ... وکیفیة کتابته أن یترک من رأس الوصل قدر ثلاثة اصابع بیاضا ثم قدر أصبعین عن یمینه وقدر أصبعین عن یساره " ثم یدخل فی تفاصیل فنیة إجرائیة للتلخیص . التوصیات والمقترحات : أولا : التوصیات :( الإطار التطبیقی لنظریة القلقشندی فی التنمیة المهنیة فی مجال التعلیم ) : نظرا لإمکانیة تطبیق النظریة وتوظیفها فی مجال التنمیة المهنیة فی التعلیم ؛ ولأنها تتعلق بقطاع واسع من الممارسین التربویین الذین تتنوع خبراتهم وتخصصاتهم ومهامهم ؛ فالمعلم یختلف عن قائد المدرسة وعن المشرف التربوی . کما أن معلم الأطفال یختلف عن معلم الکبار . لذا فإن الباحث . رأى من المناسب لتوظیف النظریة وضع إطار عام للتنمیة المهنیة للتربویین مشتقا من نظریة القلقشندی . وفیما یلی تفصیل محتویات الإطار . أ . أخلاقیات مهنة التعلیم : تتضمن أخلاقیات مهنة التعلیم عدة عناصر أبرزها :
ب . المجال الوجدانی : رکّز القلقشندی کثیراً على ضرورة تکوین اتجاه إیجابی بین المهنة وبین تطویر المعلومات والمعارف والمهارات ورفع الکفاءة الذاتیة فیما له علاقة بأداء الموظف ، ویمکن توظیف نظریته فی الجانبین المعرفی والمهاری ، باعتبار أن الجانب الوجدانی محرک للسلوک نحو إثرائهما . وقد اعتمد أسلوب الإسهاب والتفصیل فی بیان مکانة المهنة التی ینتمی لها الفرد ، وما تتمیز به عن المهن الأخرى . ولاشک أن مهنة التعلیم تتحلى بمکانة سامیة بین المهن الأخرى ، فهی صناعة الإنسان ومؤشر تقدم الأمة . والقلقشندی حینما تحدث عن مهنة الکتابة أکثر فی إطرائها حتى کان یوحی للمشتغلین بها أنها أفضل المهن مستشهدا بنصوص شرعیة عن أهمیة الکتابة وأثرها فی الحیاة . کما رکّز على بیان أهمیة المشتغل بالکتابة حتى یخیل للقارئ أنها أم المهن یقول : " ومهنته فی زماننا أرفع مرتبة ومحله أعظم محل " . ولا شک أن مهنة الکتابة لاتقارن بالتعلیم منزلة وشرفا ، فینبغی التأکید على شرف المهنة ، ولیس کثیرا أن یخصص لها مقرر ضمن مقررات الإعداد التربوی یعنى بمکانتها فی الماضی والحاضر مع ذکر نماذج من سیر المعلمین الأفذاذ . کما ینبغی أخذ کافة التدابیر التی ترفع من مکانة المعلم الاجتماعیة والأدبیة ؛ فتدنی مکانته وسمعته تطرد الأکفاء وأصحاب القدرات إلى مهن أکثر تمیزا فی المجتمع . ومن ذلک عدم تمکین الضعفاء من الخریجین من مهنة التدریس . وتطویر مقاییس واختبارات اجتماعیة ونفسیة لاختیار المؤهلین لحمل رسالة المعلم . کما رکزت نظریة القلقشندی على تکوین الاتجاهات نحو العلوم والمعارف التی یقترحها فی التنمیة المهنیة ویحتاجها الکاتب ؛ فیفصل باستمرار فی أهمیة العلم قبل التفصیل فیه حتى یشعر الکاتب أن تحصیله لهذا العلم لیس ترفا بل حاجة مهنیة ملحة . فقد کان یخصص جزء فی بدایة حدیثه عن کل علم وفن عن وجه احتیاج الکاتب إلیها . وفی الواقع تعقد الدورات وورش العمل والبرامج التطویریة للمعلمین لکنها تکاد تخلو من حدیث عن الجانب التوظیفی لها . کما أن المعلم ینبغی أن یرکز على هذا الجانب فیمهد لطلابه عن أهمیة المعلومات التی سوف یعرضها فی حیاتهم العامة مما یشعرهم بالحاجة إلیها مما یکون اتجاها موجبا نحو تعلمها. جـ . المجال المعرفی : تتطلب مهنة التعلیم الاطلاع المستمر على الجدید فی مجال التخصص ومجال المهنة ودورها الاجتماعی وعلاقتها بضبط السلوک وتوجیهه ، ومستجدات العصر ومعطیاته التقنیة الواسعة ذات الاستخدام فی مجال التعلیم ، ومن الأسالیب المهمة فی ذلک تنشیط المؤتمرات والندوات التربویة المحلیة المبسطة التی تعقد فی المدن والمحافظات ، ویشارک فیها المعلمون بأوراق عمل ، وورش تدریبیة ، ولتشجیعهم على ذلک یمکن أن تربط الوظائف القیادیة والإشرافیة بها ، وکذلک حفزهم على المشارکة بأبحاث فی المجلات والدوریات العلمیة المتخصصة . وهذا مأخوذ من توجیه القلقشندی إلى الاطلاع المستمر فی الإعداد المهنی والإعداد الثقافی العام ، حیث توسع کثیرا فی عرض العلوم والمعارف التی یحتاجها الکاتب . د. المجال المهاری : یحتاج المعلم لکثیر من المهارات الناعمة کالتواصل الاجتماعی الفعال ، وإدارة الصف ، واکتشاف المواهب ، وصیاغة الأسئلة ، وتوظیف التقنیة فی التعلیم ، وحل المشکلات . مما یتطلب تعلیماً وتدریباً مستمرین ، وتنمیة مهنیة مستدامة لمواکبة ظروف العصر وظروف الطلاب ومعطیاتها ، وقد أکد القلقشندی فی نظریته على تنمیة مهاراته من خلال توجیه الکاتب باستمرار إلى کیفیة توظیف المعلومات فی تطویر أدائه المهنی ، ولذلک فمن المهم فی التدریب التربوی أن توضح نواتج التعلم المستهدفة لتوجه بوصلة التفکیر للوصول إلیها فذلک أدعى لتحقیقها . ثانیا : المقترحات : 1. إجراء دراسة عن نظریة القلقشندی فی العلوم والمعارف . 2. إجراء دراسات استنباطیة لأعلام التربیة الإسلامیة لاستجلاء مناهجهم التربویة ؛ فمثلا المنهج التربوی للبخاری فی تبویب کتابه ، وابن الجوزی فی القدرة على التأثیر فی الناس ، وابن تیمیة فی تدریس العقیدة ، وابن القیم فی التفکر والتفکیر . والماوردی فی أخلاقیات المهنة. 3. استنباط نظریات جزئیة فی التربیة الإسلامیة من خلال رؤیة مجموعة من المفکرین والکتاب فی التربیة الإسلامیة . کضبط السلوک ، ومراعاة الفروق الفردیة وتفرید التعلیم ، وتقویم الطلاب. 4. إجراء دراسات فی التنمیة المهنیة للمعلم لدى علماء آخرین ممن لهم اهتمامات بهذا الجانب .
المصادر والمراجع قائمة المراجع :
| ||||
Statistics Article View: 673 PDF Download: 371 |
||||