أثر الندرة النسبية للموارد المائية علي نسب الاکتفاء الذاتي لأهم مجموعات المحاصيل الغذائية في مصر

  تنبع أهمیة الدراسة من اعتماد الزراعة المصریة علی میاه نهر النیل، وفی نفس الوقت هناک تخوف من تناقص کمیة الموارد المائیة المتاحة للعدید من الأسباب مثل احتمالیة تراجع حصة مصر من نهر النیل أو التغیرات المناخیة، لذلک تستهدف الدراسة تحدید الترکیب المحصولی المتوقع فی ظل سیناریوهات مرتبطة بتناقص الموارد المائیة بنحو ملیار متر مکعب بشکل تدریجی عن طریق استخدام أسلوب البرمجة الخطیة، بالإضافة إلی دراسة تأثیر هذه السیناریوهات علی نسب الاکتفاء الذاتی لأهم مجموعات المحاصیل الزراعیة، وقد تبین تناقص المساحات المحصولیة والإنتاج لمعظم المحاصیل الزراعیة وبالتالی عدم تحقیق أیا من المحاصیل الاکتفاء الذاتی وتراجع نسب الاکتفاء الذاتی مع السیناریوهات المتتالیة، وتوصی الدراسة بأسالیب أفقیة ورأسیة لتنمیة الموارد المائیة فی مصر.

 

الموارد المائیة – نهر النیل – البرمجة الخطیة- الاکتفاء الذاتی- الترکیب المحصولی- إنتاج زراعی- المساحة المحصولیة.

أثر الندرة النسبیة للموارد المائیة علی نسب الاکتفاء الذاتی

لأهم مجموعات المحاصیل الغذائیة فی مصر

 

 

 

مستخلص

     تنبع أهمیة الدراسة من اعتماد الزراعة المصریة علی میاه نهر النیل، وفی نفس الوقت هناک تخوف من تناقص کمیة الموارد المائیة المتاحة للعدید من الأسباب مثل احتمالیة تراجع حصة مصر من نهر النیل أو التغیرات المناخیة، لذلک تستهدف الدراسة تحدید الترکیب المحصولی المتوقع فی ظل سیناریوهات مرتبطة بتناقص الموارد المائیة بنحو ملیار متر مکعب بشکل تدریجی عن طریق استخدام أسلوب البرمجة الخطیة، بالإضافة إلی دراسة تأثیر هذه السیناریوهات علی نسب الاکتفاء الذاتی لأهم مجموعات المحاصیل الزراعیة، وقد تبین تناقص المساحات المحصولیة والإنتاج لمعظم المحاصیل الزراعیة وبالتالی عدم تحقیق أیا من المحاصیل الاکتفاء الذاتی وتراجع نسب الاکتفاء الذاتی مع السیناریوهات المتتالیة، وتوصی الدراسة بأسالیب أفقیة ورأسیة لتنمیة الموارد المائیة فی مصر.

 

  کلمات مفتاحیة :

الموارد المائیة – نهر النیل – البرمجة الخطیة- الاکتفاء الذاتی- الترکیب المحصولی- إنتاج زراعی- المساحة المحصولیة.

 

  مقدمة:

     تمثل الموارد المائیة أحد عناصر الإنتاج الأساسیة للتوسع الزراعی الأفقی، وبذلک تعتبر أهم عوامل التنمیة الزراعیة فی مصر، وتعتمد الزراعة فی مصر بصفة أساسیة علی میاه نهر النیل، والتی یقدر نصیب مصر منها بنحو 55,5 ملیار متر مکعب سنویا حیث یحصل القطاع الزراعی علی نحو 75% من إجمالی میاه نهر النیل، ونظرا لطبیعة ری الأراضی الزراعیة فی مصر والتی تعتمد بشکل أساسی علی الری بالغمر فإن کمیة الفقد فی المیاه یصل لمعدلات عالیة إذا ما قورن بالدول التی تعتمد علی طرق الری الحدیثة کالری بالرش والری بالتنقیط، لذا فإن أی تراجع فی حصة مصر من میاه النیل سوف یؤثر سلبا علی صور استخدام الموارد المائیة ولا سیما استخدامات القطاع الزراعی المصری.

     وفی ضوء الوضع الراهن ونظرا لقیام أثیوبیا بإنشاء سد النهضة فمن الممکن أن یتأثر نصیب مصر من میاه نهر النیل، لذلک من الضروری دراسة الآثار المتوقعة لتراجع نصیب مصر من میاه نهر النیل علی الاکتفاء الذاتی من أهم مجموعات المحاصیل الزراعیة وذلک من خلال عدة بدائل أو سیناریوهات محتملة لانخفاض الموارد المائیة یفترضها البحث.

مشکلة الدراسة:

     یتبین فی ضوء ما تقدم اعتماد القطاع الزراعی بشکل أساسی علی میاه نهر النیل فی الزراعة، لذلک یترتب علی إنشاء أی سدود علی نهر النیل تأثر حصة مصر من میاه النهر مما یؤدی إلی تأثر القطاع الزراعی بشکل مباشر وکبیر، لذلک تتمثل أهمیة البحث فی دراسة مدی تأثر القطاع الزراعی بتراجع حصة مصر من میاه النهر بوضع عشرة بدائل ( سیناریوهات) محتملة، حیث یتم افتراض تناقص میاه الری بنحو ملیار متر مکعب بشکل تدریجی والتعرف علی التراکیب المحصولیة المحتملة فی ظل هذه البدائل باستخدام نموذج ریاضی یمکن أن یحاکی المتوقع ویهدف إلی تعظیم صافی الدخل الزراعی من المحاصیل المزروعة، ثم دراسة تأثیر هذه البدائل علی الاکتفاء الذاتی لأهم مجموعات المحاصیل الزراعیة.

الهدف من الدراسة

     یهدف البحث إلی تحدید الترکیب المحصولی المتوقع مع کل سیناریو محتمل من السیناریوهات المرتبطة بتراجع حصة مصر من میاه نهر النیل وذلک بافتراض أن یتم التناقص فی میاه الری بنحو ملیار متر مکعب بشکل تدریجی، بالإضافة إلی دراسة تأثیر هذه البدائل علی الاکتفاء الذاتی لأهم مجموعات المحاصیل الزراعیة موضع الدراسة.

 

فرض الدراسة

       یتأثر الاکتفاء الذاتی لأهم مجموعات المحاصیل الغذائیة فی مصر مع تناقص الموارد المائیة بمعدل تدریجی مقداره ملیار متر مکعب سنویا.

منهجیة الدراسة ومصادر البیانات

     تحقیقا لهدف البحث یتم الاعتماد علی التحلیل الوصفی لشرح وعرض مختلف الجوانب النظریة، وکذلک التحلیل الکمی المتمثل فی أسلوب البرمجة الخطیة وحساب نسب الاکتفاء الذاتی لمجموعات المحاصیل موضع الدراسة، وقد تطلب لإجراء وتنفیذ البحث الاستعانة بمختلف البیانات الإحصائیة التی تصدرها العدید من الجهات ومنها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضی، الجهاز المرکزی للتعبئة العامة والإحصاء، المنظمة الدولیة للأغذیة والزراعة، وکذا الاستفادة من الأبحاث والدراسات السابقة التی تناولت موضوع الدراسة، بالإضافة إلی الشبکة الدولیة للمعلومات (الإنترنت).

النموذج الریاضی المستخدم

     اعتمدت الدراسة علی أسلوب البرمجة الخطیة الریاضی حیث یهدف إلی تعظیم صافی الدخل الزراعی من المحاصیل المزروعة , و کان النموذج المستخدم علی النحو التالی :

Max.  π =ⁿ ∑_j=1  p_j  x_j

Subject to:

       ⁿ∑_j=1 a_ij x_j ≤ b_i      all    i = 1  to m

    where x_j ≥ 0        all     j = 1 to  n

حیث:

= دالة هدف النموذجπ

 j  النشاط الانتاجی (المحصول)= Xj

jصافی عائد الفدان بالجنیه للنشاط  = p_j

 i = معامل النشاط من الموردa_i

i=حجم القید من المورد  b_i

 

توصیف نموذج البرمجة الریاضیة الخطیة:

أولا دالة الهدف :

     تعمل نماذج البرمجة الخطیة علی حل مشاکل التعظیم أو التدنیة فی إطار القیود التی تفرضها واقعیة المشکلة، لذا فقد تم تصمیم عشرة سیناریوهات مختلفة تفترض تعظیم صافی الدخل الزراعی بحیث یقوم السیناریو الأول بإیجاد الترکیب المحصولی الأمثل الذی یعظم صافی الدخل الزراعی فی حدود الموارد المائیة المتاحة حالیا وهی 39.5 ملیار متر مکعب من میاه النیل ثم تستهدف السیناریوهات التالیة إیجاد الترکیب المحصولی الأمثل الذی یعظم صافی الدخل الزراعی مع افتراض تناقص میاه الری الزراعی بنحو ملیار متر مکعب بشکل تدریجی.

ثانیا الانشطة الزراعیة :

     تتکون الأنشطة الزراعیة التی یتضمنها نموذج البرمجة الخطیة من 55 نشاطا محصولیا یبلغ إجمالی مساحتها نحو 13365,71 ألف فدان، تمثل نحو 85,87 % من إجمالی المساحة المحصولیة فی عام 2016 و قد تم استبعاد مساحات الحدائق و الفاکهة والنخیل والأشجار الخشبیة والمحاصیل المستدیمة والتی تقدر نسبتها بنحو 14,13 % من اجمالی المساحة المحصولیة علی مستوی الجمهوریة , و تشمل هذه الأنشطة نحو 29 نشاطا شتویا یبلغ إجمالی مساحتها نحو 6735,76 ألف فدان، بینما تشمل نحو 26 نشاطا محصولیا صیفیا ونیلیا یبلغ إجمالی مساحتها نحو 6629,95 ألف فدان.

ثالثا : محددات النموذج

     اقتصرت محددات النموذج الریاضی للبرمجة الریاضیة الخطیة علی قیود الموارد الارضیة الشتویة والصیفیة والنیلیة وقیود الموارد المائیة .

1-المحددات الخاصة بالموارد الأرضیة:

     تضمنت المحددات الخاصة بالموارد الأرضیة الزراعیة فی مصر کل من القیود الفیزیقیة والقیود التنظیمیة, وتتعلق القیود الفیزیقیة بإجمالی مساحات المحاصیل الشتویة ومساحات المحاصیل الصیفیة و النیلیة , بحیث لا تزید المساحة المنزرعة بمختلف المحاصیل عن 6735755 فدان للشتوی، ونحو 6629953 فدان للصیفی والنیلی, فی حین تتعلق القیود التنظیمیة بالحد الأدنی والحد الأعلی لمساحات جمیع المحاصیل الزراعیة موضع الدراسة والتی تم تحدیدها وفقا لاعلی وأقل مساحة تم زراعتها من کل محصول خلال الفترة (2011-2016)، بالإضافة إلی قید خاص بمحصول القمح نظرا لأنه محصول استراتیجی ذو أهمیة خاصة فإن الباحث قد تدخل بقرار تنظیمی لتثبیت مساحته عند 2617 ألف فدان اعتبارا من السیناریو الخامس وحتی السیناریو العاشر وإلا ستنخفض مساحته بصورة خطیرة وقد یتلاشی إنتاجه،  ومن غیر المنطقی أن تسمح الدولة بحدوث هذا لمحصول بهذه الأهمیة دون أن تتدخل بتقنین مساحته.

2- المحددات الخاصة بالموارد المائیة :

     یبلغ إجمالی حجم الموارد المائیة المتاحة لنموذج البرمجة الخطیة نحو 39,5 ملیار متر مکعب وهی تمثل نحو 98,4 % من إجمالی الموارد المائیة المتاحة من میاه نهر النیل التی یستخدمها قطاع الزراعة والتی تقدر بنحو 40,14 ملیار متر مکعب عند سد أسوان ( من إجمالی 55,5 ملیار متر مکعب یستخدمها جمیع القطاعات) وذلک بعد استبعاد کمیة الموارد المائیة للمحاصیل التی لا یتضمنها نموذج التحلیل والتی تستخدم فی ری حدائق الفاکهة والنخیل , وتفترض الدراسة عشرة سیناریوهات محتملة تتناقص فیها میاه الری بنحو ملیار متر مکعب بشکل تدریجی ویتم التعرف علی التراکیب المحصولیة المحتملة فی ظل هذه البدائل.

أولا: مفهوم الاکتفاء الذاتی ( الإطار النظری )

     یجب التفرقة بین مفاهیم متقاربة شکلا لکنها تختلف فی المعنی وهی الاکتفاء الذاتی والأمن الغذائی وانعدام الأمن الغذائی المزمن، وانعدام الأمن الغذائی المؤقت حیث أنها مفاهیم غیر مترادفة.

Self- Sufficiency1- مفهوم الاکتفاء الذاتی

 یعرف الاکتفاء الذاتی علی أنه ذلک النصیب من المعروض المحلی للغذاء و الذی یتم توفیره من خلال المصادر المحلیة⁽¹⁾ .

و نشیر إلی نقطتین بهذا المفهوم :

أ- الاکتفاء الذاتی هو تعبیر عن إرادة سیاسیة أکثر مما هو تعبیر عن هدف کمی محدد, فهو هدف سیاسی تسعی إلیه حکومات الدول لتحقیق الأمن و الاستقرار السیاسی وعدم تبعیتها للدول الخارجیة, بغض النظر عن التکلفة البدیلة لعملیة الاکتفاء الذاتی والمتمثلة فی تخصیص الموارد فی أنشطة أکثر إنتاجیة وبغض النظر عن مبدأ المیزة النسبیة الأمر الذی یخفض من کفاءة استخدام الموارد⁽²⁾.

ب- یقع هذا المفهوم فی نطاق أضیق من مفهوم الأمن الغذائی حیث الأول یسعی إلی عدم اللجوء إلی العالم الخارجی و محاولة الکف عن الاستیراد , بینما یهتم مفهوم الأمن الغذائی بقدرة الدولة علی توفیر غذاء ملائم لأفرادها سواء عن طریق الإنتاج المحلی أو اللجوء إلی العالم الخارجی .

  ویمکن استخدام هدف الاکتفاء الذاتی من الغذاء کأداة لتحقیق هدف اقتصادی آخر مثل:

1-توفیر النقد الأجنبی من أجل مزید من الواردات غیر الغذائیة .

2- دعم الدخول الزراعیة لتجنب تکالیف عملیة الهجرة .

3- زیادة درجة الأمن الغذائی, وهنا نشیر إلی أن هدف تحقیق الأمن الغذائی إنما یتضمن فی ثنایاه ضرورة تحقیق نسبة من الاکتفاء الذاتی لبعض المحاصیل الأساسیة⁽³⁾ .

Food Security2- مفهوم الأمن الغذائی

     لم یشع استخدام مفهوم الأمن الغذائی إلا فی السبعینیات نتیجة تفاقم أزمة الغذاء العالمیة وهو مفهوم ذو أبعاد اقتصادیة وسیاسیة , وتعرف منظمة الأغذیة والزراعة (الفاو) الأمن الغذائی بأنه "مقدرة الدولة علی تأمین المواد الغذائیة اللازمة لتغذیة السکان بشکل یلبی الاحتیاجات الضروریة الأساسیة لنمو الإنسان وبقائه فی صحة جیدة , لذا فلابد من توافر مخزون من المواد الغذائیة یمکن اللجوء الیه فی حالة حدوث کوارث طبیعیة تقلل من إنتاج الغذاء أو فی حالة تعذر حصول الدولة علی المواد الغذائیة عن طریق الاستیراد من الخارج"⁽⁴⁾.

       بینما یعرف البنک الدولی الأمن الغذائی بأنه " إمکانیة حصول کل الناس فی کافة الأوقات علی احتیاجاتهم الغذائیة , ویتحقق الأمن الغذائی لدولة ما عندما تکون قادرة علی إمداد مواطنیها باحتیاجاتهم الغذائیة فی أوقات الأزمات , وأوقات انخفاض الإنتاج المحلی وظروف السوق الدولیة "^(5)،(6).

Chronic food insecurity 3- حالة انعدام الأمن الغذائی المزمن 

    وهی صورة مستمرة لعدم القدرة علی الحصول علی الغذاء، وترتفع تکلفة هذا الوضع علی مستوی الأسرة , أوالدولة التی تعانی منه حیث یتم التعرض للأمراض والأوبئة، وترجع جذور مشکلة غیاب الأمن الغذائی المزمن إلی عدم توازن الموارد لإنتاج الغذاء أو الحصول علیه^(7)،(8).

Transitory food insecurity 4- حالة انعدام الأمن الغذائی المؤقت 

        وهی حالة انخفاض مؤقت فی قدرة الأفراد علی الحصول علی الغذاء نتیجة لعدم استقرار إنتاج الغذاء وأسعاره, أو دخول الأفراد والشکل المتطرف لهذه الحالة هی المجاعة⁽⁹⁾.

ثانیا: تقدیر الترکیب المحصولی المتوقع فی ظل السیناریوهات المحتملة لتناقص میاه نهر النیل، وحساب أهم المؤشرات الاقتصادیة المرتبطة بها:

السیناریو الأول :

     یوضح جدول رقم (1) الترکیب المحصولی الأمثل الذی یقترحه السیناریو الأول ویتم فیه تعظیم الدخل الزراعی فی ظل استخدام الموارد المائیة الحالیة والتی تتمثل فی 39.5 ملیار متر مکعب من المیاه ، ویتضح فی جدول رقم (2) صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو الأول ویقدر بنحو 73,96 ملیار جنیه, ویتضح أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 13366 ألف فدان منها نحو6736 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة و نحو 6630 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة و النیلیة بنسبة 50,40% , 49,60% علی الترتیب.

السیناریو الثانی :

     یوضح جدول رقم (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولی المصری عند زراعتها باستخدام 38,5 ملیار متر مکعب من الموارد المائیة، ویتضح من جدول رقم (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو الثانی یقدر بنحو 72,91 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 12600 ألف فدان منها نحو 6253 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 6347 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة 49,63% , 50,37% علی الترتیب، حیث أن انخفاض الموارد المائیة المتاحة بنحو ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 484 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 283 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 766 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة بنحو 1051 ملیون جنیه.

السیناریو الثالث :

     یوضح جدول رقم (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولی المصری عند زراعتها باستخدام 37,5 ملیار متر مکعب من الموارد المائیة، ویتضح من جدول رقم (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو الثالث یقدر بنحو 70,84 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 12200 ألف فدان منها نحو 5890 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 6310 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة 48,29% , 51,71% علی الترتیب، حیث أن انخفاض الموارد المائیة المتاحة بنحو2 ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 847 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 320 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 1166 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة بنحو 3127 ملیون جنیه. 

السیناریو الرابع :

        یوضح جدول رقم (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولی المصری عند زراعتها باستخدام 36,5 ملیار متر مکعب من الموارد المائیة، ویتضح من جدول رقم (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو الرابع یقدر بنحو 69,52 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 12000 ألف فدان منها نحو 5840 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 6160 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة  48,67% , 51,33% علی الترتیب، حیث أن انخفاض الموارد المائیة المتاحة بنحو3 ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 897 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 470 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 1366 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة بنحو 4445 ملیون جنیه.

السیناریو الخامس :

        یوضح جدول رقم (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولی المصری عند زراعتها باستخدام 35,5 ملیار متر مکعب من الموارد المائیة، ویتضح من جدول رقم (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو الخامس یقدر بنحو 67,24 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 11600 ألف فدان منها نحو 5655 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 5945 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة  48,75 % , 51,25% علی الترتیب، حیث أن انخفاض الموارد المائیة المتاحة بنحو4 ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 1082 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 685 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 1766 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة بنحو 5722 ملیون جنیه.

السیناریو السادس :

        یوضح جدول رقم (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولی المصری عند زراعتها باستخدام 34,5 ملیار متر مکعب من الموارد المائیة، ویتضح من جدول رقم (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو السادس یقدر بنحو 66,51 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 11400 ألف فدان منها نحو 5425 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 5975 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة  47,59% , 52,41% علی الترتیب، حیث أن انخفاض الموارد المائیة المتاحة بنحو5 ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 1312 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 655 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 1966 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة بنحو 7453 ملیون جنیه.

السیناریو السابع :

     یوضح جدول رقم (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولی المصری عند زراعتها باستخدام 33,5 ملیار متر مکعب من المیاه، ویتضح من جدول رقم (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو السابع یقدر بنحو 63,20 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 11000 ألف فدان منها نحو 5211 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 5789 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة  47,37% , 52,63% علی الترتیب، حیث أن انخفاض الموارد المائیة المتاحة بنحو6 ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 1526 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 841 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 2366 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة بنحو 10767 ملیون جنیه.

السیناریو الثامن :

     یوضح جدول رقم (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولی المصری عند زراعتها باستخدام 32,5 ملیار متر مکعب من الموارد المائیة، ویتضح من جدول رقم (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو الثامن یقدر بنحو 62 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 10600 ألف فدان منها نحو 5000 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 5600 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة  47,17 %, 52,83% علی الترتیب، حیث أن انخفاض الموارد المائیة المتاحة بنحو7 ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 1737 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 1030 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 2766 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة المصریة بنحو 11969 ملیون جنیه.

السیناریو التاسع :

      یوضح جدول رقم (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولی المصری عند زراعتها باستخدام 31,5 ملیار متر مکعب من المیاه، ویتضح من جدول رقم (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع من زراعة مختلف المحاصیل الزراعیة وفقا للسیناریو التاسع یقدر بنحو 61,74 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 10200 ألف فدان منها نحو 4900 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 5300 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة  48,04% , 51,96 % علی الترتیب، حیث أن انخفاض الموارد المائیة المتاحة بنحو8 ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 1837 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 1330 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 3166 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة المصریة بنحو 12219 ملیون جنیه.

السیناریو العاشر:

     یوضح جدول (1) المساحات المتوقعة بالفدان لمختلف المحاصیل الزراعیة عند زراعتها باستخدام 30,5 ملیار متر مکعب من المیاه، ویتضح من جدول (2) أن صافی الدخل الزراعی المتوقع  وفقا للسیناریو العاشر یقدر بنحو 58,14 ملیار جنیه, ویتبین أن إجمالی المساحة المحصولیة المتوقع زراعتها تقدر بنحو 9800 ألف فدان منها نحو 4600 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الشتویة ونحو 5200 ألف فدان مزروعة بالمحاصیل الصیفیة والنیلیة بنسبة  46,94% , 53,06 % علی الترتیب، حیث أن انخفاض المیاه بنحو9 ملیار متر مکعب سوف یؤدی إلی انخفاض المساحة الشتویة المزروعة بنحو 2137 ألف فدان، والمساحة الصیفیة والنیلیة بنحو 1430 ألف فدان، أی أن إجمالی الانخفاض فی المساحة المحصولیة تقدر بنحو 3566 ألف فدان مما یؤدی إلی انخفاض صافی دخل الزراعة بنحو 15828 ملیون جنیه.

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول (1): المساحات المقترحة للمحاصیل الزرعیة وفقا للسیناریوهات المفترضة لنقص الموارد المائیة

المصدر: نتائج التحلیل الریاضى لنماذج البرمجة الخطیة

ملاحظات علی جدول (1):

1-     تشمل محاصیل العدس والحمص والترمس والحلبة ومحصول البرسیم یشمل التحریش والمستدیم

2-     تشمل محاصیل الکمون والینسون والنعناع والبابونج والشمر والبردقوش والعتر والکراویة والکسبرة .

3-     تشمل محاصیل الکوسة والکرنب والبسلة والفلفل والباذنجان .

4-     یشمل الصیفیة والنیلیة .

5-     تشمل محاصیل فول الصویا والسمسم وعباد الشمس .

6-    الطبیة والعطریة الصیفیة والنیلیة تشمل محاصیل الکرکدیه والریحان و الحناء .

7-    محصول الطماطم یشمل الصیفیة والنیلیة ومحصول البطاطس یشمل الصیفیة والنیلیة .

8-    الخضروات الصیفیة والنیلیة الأخرى تشمل الخیار والکوسة والباذنجان والفلفل والبطیخ والبامیة والکرنب.

جدول رقم (2): أهم المؤشرات الاقتصادیة المرتبطة بالتراکیب المحصولیة المقترحة وفقا للسیناریوهات المفترضة لنقص الموارد المائیة

المصدر : حسبت بواسطة الباحث من نتائج التحلیل الریاضى لنموذج البرمجة الخطیة .

ثالثا الانخفاض المتوقع فى الانتاج :

     یرتبط حجم الانخفاض فى الانتاج بالانخفاض فى المساحة المزروعة، فالعلاقة بین حجم الانتاج المتحصل علیه من محصول ما والمساحة المنزرعة منه علاقة طردیة , فإذا انخفضت المساحة المزروعة أدی ذلک لانخفاض إنتاج المحصول بینما إذا زادت المساحة المزروعة زاد الإنتاج, ویوضح جدول (3) حجم الانخفاض فى إنتاج مختلف المحاصیل الزراعیة بالترکیب المحصولى المصرى بالألف طن نتیجة لتراجع المساحة المنزرعة من کل محصول بفعل انخفاض الموارد المائیة المتاحة للزراعة بمقدار ملیار متر مکعب من سیناریو إلى آخر، فإذا نظرنا إلی أهم المحاصیل الزراعیة الشتویة مثل :

محصول القمح: نجد أن حجم الانخفاض فی الإنتاج عند انخفاض الموارد المائیة بنحو ملیار متر مکعب یقدر بنحو 1,25 ملیون طن، وثبت هذا الانخفاض عند نقص الموارد المائیة بنحو 2 ملیار متر مکعب، وقد زاد انخفاض إنتاج المحصول إلی نحو 1,94 ملیون طن مع انخفاض الموارد المائیة بنحو 3 ملیار متر مکعب، بینما بلغ الانخفاض فی الإنتاج نحو 1,25  ملیون طن عند تراجع الموارد المائیة بنحو 4 ملیار متر مکعب، ثم تلاشی الانخفاض فی الإنتاج بدایة من السیناریو السادس وذلک نتیجة التدخل بقرار تحدید مساحة زراعة محصول القمح نظرا لأهمیته الاستراتیجیة.

محصول الشعیر: زادت المساحة المزروعة من هذا المحصول فی السیناریو الثانی أی عند انخفاض الموارد المائیة المتاحة للزراعة بنحو ملیار متر مکعب، ونتیجة لذلک زاد الإنتاج بنحو 39 ألف طن عن مثیله فی السیناریو الأول، بینما تلاشت هذه الزیادة فی السیناریو الثالث، وعادت مرة أخری فی السیناریو الرابع حیث وصلت إلی مقدار 39 ألف طن، بینما أدی انخفاض المساحة المزروعة فی السیناریوهات التالیة حتی الثامن إلی انخفاض الإنتاج بمقدار 12 ألف طن، بینما تلاشت زراعة وإنتاج محصول الشعیر فی السیناریوهین التاسع والعاشر.

محصول الفول البلدی: لم یحدث انخفاض فی مساحته المقدرة بالسیناریو الثانی والثالث عن مثیلتها المقدرة بالسیناریو الأول حیث کانت المساحة المزروعة ثابتة لذلک لم یحدث أی تغیر فی إنتاج هذا المحصول، بینما ظهر التراجع فی إنتاجه عند انخفاض الموارد المائیة بنحو 3 ملیار متر مکعب ، واستمر الانخفاض فی الإنتاج فی السیناریوهات التالیة حتی تلاشت المساحة المزروعة من محصول الفول البلدی عند انخفاض الموارد المائیة بنحو 8 ملیار متر مکعب.

محصول البرسیم التحریش: نلاحظ زیادة مساحته عند انخفاض الموارد المائیة بنحو ملیار متر مکعب ونتیجة لذلک زاد الإنتاج بنحو 2,22  ملیون طن، إلا أنه مع انخفاض الموارد المائیة بنحو 2 ملیار مترمکعب انخفض إنتاج المحصول بنحو 134,12  ألف طن، ومع زیادة انخفاض الموارد المائیة استمر الانخفاض فی إنتاج المحصول حتی آخر سیناریو.

محصول البرسیم المستدیم: نلاحظ زیادة مساحته مع انخفاض الموارد المائیة بنحو ملیار مترمکعب حیث زاد الإنتاج منه بنحو 2,39  ملیون طن، ثم انخفض إنتاجه بنحو 1,12  ملیون طن بسبب انخفاض مساحته عندما انخفضت الموارد المائیة بنحو 2 ملیار متر مکعب، ثم استمر الانخفاض فی إنتاج المحصول بنسب مختلفة مع انخفاض الموارد المائیة إلی أن بلغ أقصاه بنحو 15,46  ملیون طن مع السیناریو الأخیر.

محصول بنجر السکر: لم تتغیر مساحته فی السیناریو الثانی والثالث عما هو مقدر لها فی السیناریو الأول، لذلک لم یحدث أی انخفاض فی الإنتاج، إلا أنه مع انخفاض الموارد المائیة بنحو 3 ملیار متر مکعب حدث انخفاض فی الإنتاج یقدر بنحو 581,47 ألف طن واستمر هذا الانخفاض ثابتا حتی بلوغ النقص فی الموارد المائیة 9 ملیار متر مکعب.

وبالنسبة لمحاصیل البصل والطماطم والکوسة والکرنب والبسلة والفلفل والباذنجان فقد ثبتت إنتاجیتها فی السیناریوهات الأولی مع ثبات مساحاتها المقدرة ثم بدأ الانخفاض فی الإنتاج مع انخفاض الموارد المائیة المتاحة، أما محاصیل العدس والحمص والترمس والحلبة والکتان والثوم والکمون فقد انخفض إنتاجها تدریجیا مع انخفاض الموارد المائیة المتاحة ثم تلاشت زراعتها نهائیا.

    وبالنسبة لأهم المحاصیل الصیفیة والنیلیة مثل:

محصول الأرز: تناقص إنتاج محصول الأرز بمقدار 1,2 ملیون طن عند انخفاض الموارد المائیة بنحو ملیار متر مکعب، واستمر هذا الانخفاض مع السیناریو الثالث ثم وصل الانخفاض فی الإنتاج إلی 1,26 ملیون طن نتیجة تراجع مساحته مع السیناریو الرابع، واستمر الانخفاض فی الإنتاج مع السیناریوهین الخامس والسادس، إلا أنه مع زیادة الانخفاض فی الموارد المائیة لنحو 6 ملیار متر مکعب حدث زیادة فی الإنتاج نتیجة قدرة محصول الأرز علی المنافسة بین المحاصیل الزراعیة علی المساحة المزروعة نظرا لارتفاع صافی عائد الفدان الذی یحققه مقارنة بالمحاصیل الأخری التی تراجعت مساحتها فتزاید الإنتاج إلی نحو 857 ألف طن، ومع زیادة انخفاض الموارد المائیة لنحو 7 ملیار متر مکعب، ونحو 8 ملیار متر مکعب، ونحو 9 ملیار متر مکعب بلغ حجم الزیادة فی الإنتاج نحو 208,26 ألف طن، ونحو 536,67 ألف طن، ونحو 556,7 ألف طن علی الترتیب، وذلک نتیجة لتلاشی زراعة الکثیر من المحاصیل الزراعیة الحقلیة والخضریة الصیفیة وتحول بعضها لزراعة الأرز نظرا لارتفاع صافی عائد الفدان له مما یعطیه میزة کبیرة علی المنافسة بین المحاصیل حتی ولو کانت احتیاجاته المائیة مرتفعة.

محصول الذرة الشامیة الصیفیة: تبین حدوث ثبات فی إنتاج محصول الذرة الشامیة الصیفی عند انخفاض الموارد المائیة الزراعیة بنحو ملیار متر مکعب نتیجة تساوی مساحته مع المساحة المقدرة فی السیناریو الأول، بینما تناقص الإنتاج عند انخفاض الموارد المائیة بنحو ملیار متر مکعب بمقدار 284 ألف طن، واستمر الانخفاض فی الإنتاج مع انخفاض الموارد المائیة حتی زاد الانخفاض فی الإنتاج بشکل کبیر حیث بلغ نحو 1,40 ملیون طن،  1,45 ملیون طن علی الترتیب مع السیناریوهین التاسع والعاشر.

محصول قصب السکر: فی البدایة احتفظ محصول قصب السکر بمساحته فی السیناریو الثانی برغم انخفاض الموارد المائیة، إلا أنه فی السیناریو الثالث انخفض الإنتاج بمقدار 668,35 ألف طن، وتزاید الانخفاض بدرجة کبیرة بنحو 2,67 ملیون طن مع انخفاض الموارد المائیة بنحو 3 ملیار متر مکعب، واستمر الانخفاض فی الإنتاج مع نقص الموارد المائیة وفقا للسیناریوهات المتتالیة.

محصول القطن: مع انخفاض الموارد المائیة بنحو ملیار متر مکعب إلی 2 ملیار متر مکعب انخفض الإنتاج بنحو 32,60 ألف طن، 32,29 ألف طن علی الترتیب، مع زیادة الانخفاض التدریجی فی الموارد المائیة بنحو ملیار متر مکعب بدایة من 3 ملیار متر مکعب إلی نحو 9 ملیار متر مکعب حدث انخفاض ثابت فی إنتاج محصول القطن یقدر بنحو 69,60 ألف طن.

محصول فول الصویا: مع انخفاض الموارد المائیة وفقا للسیناریوهات المختلفة لم یحدث انخفاض فی المساحة المزروعة من هذا المحصول بل علی العکس زادت مساحته وبالتالی زاد إنتاجه بمقدار 28,80 ألف طن، ویشیر ذلک إلی قدرة المحصول علی المنافسة علی المساحة الصیفیة المزروعة مقارنة ببقیة المحاصیل الصیفیة والنیلیة المنافسة نظرا لارتفاع صافی عائد الفدان منه.

محصول الفول السودانی: تبین ثبات إنتاج محصول الفول السودانی خلال جمیع السیناریوهات نتیجة ثبات المساحة المزروعة من هذا المحصول برغم استمرار النقص فی الموارد المائیة .

     بالنسبة لمحاصیل الذرة الشامیة النیلی والذرة الرفیعة الصیفی والسمسم وعباد الشمس والحناء والخیار الصیفی والکوسة الصیفی والفلفل الصیفی والطماطم النیلی والبطاطس الصیفی والبطاطس النیلی فقد زاد الإنتاج لهذه المحاصیل فی مجموعة السیناریوهات الأولی مع نقص الموارد المائیة ثم ینخفض إنتاجها مع استمرار نقص الموارد المائیة.

     أما محصولی البطیخ الصیفی والکرکدیه فیستمرا فی زیادة إنتاجهما مع تناقص الموارد المائیة بسبب قدرة هذین المحصولین علی المنافسة بین مختلف المحاصیل الصیفیة والنیلیة، بینما یثبت إنتاج محاصیل الباذنجان الصیفی والبامیة الصیفی والطماطم الصیفی فی جمیع السیناریوهات، وینخفض إنتاج محصولی الکنتالوب والکرنب النیلی مع استمرار النقص فی الموارد المائیة.

     جدول(3): الانخفاض المتوقع فى إنتاج المحاصیل بالألف طن وفقا لسیناریوهات نقص الموارد المائیة      ملحوظة: لم یتضمن الجدول السیناریو الأول لأنه یستهدف تعظیم صافی الدخل الزراعی فی ظل الموارد لمائیة

 المتاحة للنموذج وهی 39,5 ملیار متر مکعب من میاه النیل ولا یتضمن انخفاض فی الموارد المائیة.

 

تابع جدول (3)

1-     (الصفر) = لا یوجد تغیر فى المساحة المزروعة .

2-      ( - ) = عدم زراعة المحصول .

3-     ( + ) = زیادة فى الانتاج الکلى نتیجة زیادة المساحة .

المصدر : حسبت بواسطة الباحث من نتائج التحلیل الریاضى لنموذج البرمجة الخطیة

رابعًا: حساب نسب الاکتفاء الذاتی لأهم مجموعات المحاصیل الزراعیة الغذائیة وفقا للسیناریوهات المفترضة لنقص المیاه:

 بالنظر إلی نسب الاکتفاء الذاتی لمجموعات المحاصیل الزراعیة الغذائیة موضع الدراسة فی الجدول رقم (4) یلاحظ انخفاضها جمیعا عن نسبة 100% وهذا یعنی أن الإنتاج المحلی من مختلف المحاصیل الزراعیة لا یکفی لسد حاجة الاستهلاک المحلی، ویزداد الأمر سوءا حیث تتناقص نسب الاکتفاء الذاتی مع استمرار تناقص الموارد المائیة، ولکن یختلف درجة تأثر هذه النسب لمجموعات المحاصیل الغذائیة المختلفة کالتالی:

 فبالنسبة لمحاصیل الحبوب کانت نسبة الاکتفاء الذاتی 55% وفقا للسیناریو الأول وبدأت فی التناقص تدریجیا نتیجة انخفاض إنتاج محاصیل الحبوب مع استمرار التناقص فی الموارد المائیة فبلغت49,6 % وفقا للسیناریو الثانی أی مع تناقص الموارد المائیة بملیار متر مکعب، ثم استمرت النسبة فی التناقص مع تناقص الموارد المائیة حتی انتهت بحوالی 48,9 % وفقا للسیناریو العاشر.

    أما محاصیل البقول فقد بلغت نسبة الاکتفاء الذاتی لها26,6 % وفقا للسیناریو الأول، ثم انخفضت لتصبح 22,3 % وفقا للسیناریو الثانی أی عند انخفاض الموارد المائیة بملیار متر مکعب، واستمرت النسبة فی الانخفاض فی السیناریوهات المتتالیة مع تناقص المیاه حتی بلغت معدلات خطیرة فوفقا للسیناریوهین التاسع والعاشر بلغت النسبة  لمحاصیل البقول  1,3%.

وبالنسبة لمحاصیل الخضر کانت نسبة الاکتفاء الذاتی 59,8 % وفقا للسیناریو الأول، ثم تزایدت النسبة إلی 65,5 % مع تزاید إنتاج مجموعة کبیرة من الخضر وفقا للسیناریو الثانی والتی لها قدرة عالیة علی المنافسة مع باقی المحاصیل لارتفاع صافی العائد الخاص بها، ولکن لم تلبث النسبة أن انخفضت فی السیناریو الثالث والسیناریوهات التالیة مع إنخفاض إنتاجها مع تناقص الموارد المائیة حتی انتهت النسبة بحوالی 47,6 % وفقا للسیناریو العاشر.

أما المحاصیل الزیتیة فقد کانت نسبة الاکتفاء الذاتی 43,6 % وفقا للسیناریو الأول، ثم تزایدت النسبة إلی 46,3 % مع تزاید إنتاج بعض هذه المحاصیل وفقا للسیناریو الثانی والتی لها قدرة عالیة علی المنافسة مع باقی المحاصیل لارتفاع صافی العائد الخاص بها، ثم ثبتت النسبة فی السیناریو الثالث، وعادت للارتفاع مع السیناریو الرابع، ثم تناقصت فی السیناریوهات التالیة مع إنخفاض إنتاجها مع تناقص الموارد المائیة حتی انتهت النسبة بحوالی 43,1 % وفقا للسیناریو العاشر.

     وبالنسبة للمحاصیل السکریة فقد کانت نسبة الاکتفاء الذاتی 89,7 % وفقا للسیناریو الأول والثانی، ثم تزایدت النسبة إلی 92,5 % وفقا للسیناریو الثالث بسبب زیادة إنتاج هذه المحاصیل برغم تناقص الموارد المائیة  دلیلا علی أن لها قدرة عالیة علی المنافسة مع باقی المحاصیل لارتفاع صافی العائد الخاص بها، ثم تناقصت النسبة فی السیناریو الرابع وعادت للزیادة فی الخامس، ثم أخذت النسبة فی التناقص تدریجیا من السیناریو السادس وحتی السیناریو الاخیر مع إنخفاض إنتاجها نتیجة تناقص الموارد المائیة حتی انتهت النسبة بحوالی 79,7 % وفقا للسیناریو العاشر.

جدول (4):نسب الاکتفاء الذاتى ( % ) لمجموعات المحاصیل موضع الدراسة وفقا للسیناریوهات المختلفة لنقص المیاه

المصدر : محسوب بواسطة الباحث بالاعتماد على نتائج برنامج البرمجة الخطیة

 

شکل (1) :نسب الاکتفاء الذاتى ( % ) لمجموعات المحاصیل موضع الدراسة وفقا للسیناریوهات المختلفة لنقص المیاه

 

     المصدر: الجدول رقم (4)

 

الخاتمة والتوصیات

     نظرا لاعتماد الزراعة المصریة الرئیسی علی میاه نهر النیل فإن احتمالیة تناقص الموارد المائیة المتاحة للزراعة - فی حالة تراجع حصة مصر من میاه نهر النیل أو حدوث تغیرات تکنولوجیة معینة - یؤثر بشکل کبیر علی مساحات وإنتاج المحاصیل الزراعیة وبالتالی علی الاکتفاء الذاتی منها، لذلک اعتمد البحث علی أسلوب البرمجة الخطیة الریاضیة لحساب التراکیب المحصولیة المتوقعة فی ظل سیناریوهات مختلفة تفترض تناقص الموارد المائیة بملیار متر مکعب سنویا بشکل تدریجی، فبالنسبة للمحاصیل الشتویة اتضح تراجع مساحة وإنتاج محصول القمح بشکل تدریجی، إلا أنه بدءا من السیناریو الخامس قد تم تثبیت مساحته بشکل تحکمی من جانب الباحث حتی لاتتلاشی مساحته المزروعة وإنتاجه وذلک نظرا لأهمیته الاستراتیجیة، ویلاحظ انخفاض مساحة وإنتاج معظم المحاصیل الزراعیة مع انخفاض الموارد المائیة حتی یتلاشی زراعة بعضها مثل الشعیر والفول البلدی والعدس والحمص والترمس والحلبة والکتان والثوم والکمون، أما المحاصیل الصیفیة فقد تراجعت مساحات وإنتاج معظم المحاصیل الزراعیة مع انخفاض الموارد المائیة فی السیناریوهات المتتالیة مثل الذرة الشامیة الصیفیة، وقصب السکر والقطن والذرة الشامیة النیلیة والذرة الرفیعة الصیفیة والسمسم وعباد الشمس والحناء والخیار الصیفی والکوسة الصیفی والفلفل الصیفی والطماطم النیلی والبطاطس الصیفیة والبطاطس النیلی والکنتالوب والکرنب النیلی، بینما زاد إنتاج محاصیل الأرز وفول الصویا والکرکدیه والبطیخ الصیفی بسبب قدرة هذه المحاصیل علی المنافسة مع غیرها لارتفاع صافی العائد الخاص بها، وثبتت مساحة وإنتاج الباذنجان الصیفی والبامیة الصیفی والطماطم الصیفی.

     وعند حساب نسب الاکتفاء الذاتی لأهم مجموعات المحاصیل الزراعیة الغذائیة یلاحظ انخفاضها جمیعا عن نسبة 100%، وهذا یعنی أن الإنتاج المحلی من مختلف المحاصیل الزراعیة لا یکفی لسد حاجة الاستهلاک المحلی، ویزداد الأمر سوءا حیث تتناقص نسب الاکتفاء الذاتی مع استمرار تناقص الموارد المائیة.

     وقد اتضح صحة فرض الدراسة فقد ظهر تأثر الاکتفاء الذاتی لمجموعات المحاصیل الغذائیة المختلفة مع تناقص الموارد المائیة ، ولکن یظهر هذا التأثر بدرجات مختلفة :

فقد تناقص الاکتفاء الذاتی لمجموعة محاصیل البقول تناقصا خطیرا فقد بلغت نسبته 1,3% فی السیناریو العاشر، وبالنسبة لمحاصیل الحبوب فقد تناقصت نسبة الاکتفاء الذاتی بمقدار 6% فقط بدایة من السیناریو الأول وانتهاء بالسیناریو العاشر، ولکن یرجع ذلک إلی تثبیت المساحة المزروعة بمحصول القمح تحکمیا من جانب الباحث بدایة من السیناریو الخامس حتی لا تتلاشی مساحته المزروعة مع أهمیته الاستراتیجیة الکبیرة، أما محاصیل الخضر والمحاصیل السکریة فقد تناقصت نسب الاکتفاء الذاتی منها بحوالی 12%، 10% علی الترتیب بدایة من السیناریو الأول وحتی السیناریو الأخیر، أما المحاصیل الزیتیة فقد تأثرت تأثرا طفیفا حیث انخفضت نسبة الاکتفاء الذاتی بحوالی 0,5% بدایة من السیناریو الأول وحتی السیناریو الأخیر. 

         ونظرا لأن مشکلة إمکانیة تحقیق وفر مائى فى الموارد المائیة من المعوقات الرئیسیة لتطبیق أى خطة قومیة زراعیة, وأن انخفاض کمیة میاه الرى تشکل المشکلة الرئیسیة الأولى فى سبیل نجاح سیاسة التوسع الزراعى الأفقى التی تستهدف تحقیق تنمیة الإنتاج الزراعى، لذلک توصی الدراسة کما یتضح بالجدول رقم (5) بالعمل فی اتجاهین  هما:

1- التنمیة الأفقیة للموارد المائیة ( وسائل زیادة عرض الموارد المائیة)

2-التنمیة الرأسیة للموارد المائیة ( وسائل ترشید الطلب علی الموارد المائیة)

1- التنمیة الأفقیة للموارد المائیة ( وسائل زیادة عرض الموارد المائیة)

        وتعنی العمل على التوسع فى زیادة تلک المصادر المائیة وزیادة العرض الاقتصادى للموارد المائیة مستقبلا عن طریق زیادة الموارد المائیة من مصادرها المختلفة ⁽¹⁰⁾، حیث تتمثل إمکانیة تنمیة الموارد المائیة الحالیة  فی المصادر الرئیسیة الأربعة التالیة:

1-1 تنمیة میاه النیل (مشروعات أعالی النیل): حیث تضیع کمیات کبیرة من میاه النیل فی منطقة مستنقعات جنوب السودان، ولزیادة الإیراد المائی النیلی اتفقت حکومتی مصر والسودان علی تنفیذ عدة مشروعات مشترکة هی: مشروع تقلیل الفاقد من مستنقعات بحر الجبل والزراف ویستهدف أن یکون إجمالی الوفر المائی نحو 7 ملیار متر مکعب عند أسوان⁽¹¹⁾،  ومشروع تقلیل الفاقد من مستنقعات بحر الغزال ویستهدف أن یکون إجمالی الوفر المائی نحو 7 ملیار متر مکعب عند أسوان⁽¹¹⁾، ومشروع تقلیل الفاقد من مستنقعات خور مشار ونهر السوباط ویستهدف أن یکون الوفر المائی نحو 4 ملیار متر مکعب عند أسوان⁽¹¹⁾، ومن ثم یتضح أن کمیة المیاه التی یمکن إضافتها بعد تنفیذ مشروعات أعالی النیل تبلغ نحو 18 ملیار متر مکعب تقسم مناصفة بین مصر والسودان، تخص مصر منها 9 ملیار متر مکعب⁽¹²⁾.

1-2 تنمیة میاه الأمطار: تبلغ کمیة الأمطار فی المتوسط التی تسقط علی سیناء حوالی 120 ملیون متر مکعب، وحوالی 90 ملیون علی الساحل الشمالی، وحوالی 25 ملیون متر مکعب فی الصحراء الشرقیة، وتتمیز هذه الکمیات من الأمطار بالتذبذب الشدید من سنة إلی أخری، حیث تتراوح ما بین صفر إلی 5 ملیون متر مکعب / سنة إلی 100-200 ملیون متر مکعب / سنة،ویمکن الاستفادة من میاه الأمطار کمصدر رابع لزیادة عرض الموارد المائیة المستقبلیة عن طریق إقامة السدود والخزانات لتوفیر حوالی 1,2 ملیار متر مکعب سنویا تمثل نحو 9% من جملة الموارد المائیة التی یمکن زیادتها، وهناک مشروعات لزیادة کفاءة استغلال میاه الأمطار، منها تعلیة سد الروافحة بوادی العریش لتصبح سعته التخزینیة 6,8 ملیون متر مکعب، وتطهیره من الرواسب وسد الفجوات لمنع تسرب المیاه منه، وإنشاء سد ترابی بمنطقة الضبعة بارتفاع 20 متر لیحجز 40 ملیون متر مکعب سنویا، وتقدر جملة الموارد المائیة المطریة بحوالی 1,2 ملیر متر مکعب فی السنة^{(13) (14)}، وتوصی الدراسة بضرورة تنفیذ الخطة التی وضعها قطاع المیاه الجوفیة بوزارة الموارد المائیة والری لحصاد میاه الأمطار والسیول لتنمیة الشریط الحدودی والتی تتمثل فیما یلی: إنشاء عدد 20 سد ترابی علی امتداد وادی الجرافی وروافده بسعة حوالی نصف ملیون متر مکعب لکل سد، وإنشاء عدد 35 خزان میاه أرضی علی امتداد الوادی وروافده بسعة 630 متر مکعب للخزان الواحد، وکذلک خطة للمیاه الجوفیة بسیناء تتمثل فی حفر 58 بئر وإقامة 42 سد بالإضافة إلی 108 خزان أرضی.⁽¹⁵⁾ 

     1-3 تنمیة المیاه الجوفیة: الإسراف فی میاه الری، وتغییر ترکیب الدورات الزراعیة والتکثیف الزراعی، وتغییر نظم الری، وامتداد نهر النیل من الجنوب إلی الشمال بطول البلاد کان له أثر کبیر فی زیادة مستوی الخزان الجوفی فی مصر، وتعتبر خزانات المیاه الجوفیة فی الدلتا والوجه القبلی من أکبر الخزانات العالمیة للمیاه الجوفیة حیث تبلغ سعته حوالی 400 ملیار متر مکعب، ویغذی کل عام بحوالی 7,5 ملیار متر مکعب نتیجة لتسرب المیاه إلی الخزان الجوفی، وتقدر کمیة المیاه المستخدمة من المیاه الجوفیة المصریة فی الوجهین البحری والقبلی بحوالی2,6 ملیار متر مکعب، ویمکن زیادتها إلی نحو 4,9 ملیار متر مکعب سنویا^{(13) (14)}.

   1-4 إعادة استخدام میاه الصرف الزراعی: أدی الإسراف فی الری إلی زیادة میاه الصرف والتی یمکن إعادة استخدامها مرة أخری لأغراض الری والاستصلاح بعد خلطها بنسب معینة بمیاه عذبة أو بدون خلطها، وتشیر بعض التقدیرات أن کمیة میاه الصرف الزراعی التی یمکن الاستفادة منها فی أغراض الری نحو 10 ملیار متر مکعب، یستخدم منها الآن نحو 4,4 ملیار متر مکعب، حیث تقدر کمیة میاه الصرف المستخدمة حالیا بنحو 2,6 ملیار متر مکعب فی الوجه البحری وحوالی 1,8 ملیار متر مکعب فی الوجه القبلی، ومن ثم یتضح أن کمیة المیاه التی یمکن إضافتها بعد تنفیذ مشروعات تنمیة میاه الصرف تبلغ نحو 5,6 ملیار متر مکعب⁽¹⁶⁾.

2-التنمیة الرأسیة للموارد المائیة ( وسائل ترشید الطلب علی الموارد المائیة)

       وتعنی استغلال المتاح من تلک الموارد أفضل استغلال ممکن، وترشید استغلالها والارتفاع بکفاءة استخدام الموارد المائیة فى القطاع الزراعى وهی تمثل الاتجاه الثانی لتنمیة الموارد المائیة عن طریق ترشید الاستخدام الحالی لها وتقلیل الفقد بها، ومما لا شک فیه أن الاستخدام الحالی للموارد المائیة بعیدا عن الاستخدام الأمثل، وتترکز التنمیة الرأسیة للموارد المائیة فی الآتی:

2-1 تحسین فتحات الری الحالیة واتباع طریقة التوزیع النسبی للمیاه: حیث أن النظام المتبع حالیا فی توزیع المیاه یعتمد علی فتحات مائلة وکبیرة لا تتناسب مع احتیاجات الزمام، بل أن ما یصل الزمام یزید عن احتیاجاته الفعلیة، کذلک وجود البوابات الخشبیة علی فتحات وأفمام ترع التوزیع والترع الفرعیة یؤدی إلی تسرب وفقد کمیة تصل إلی حوالی 4% من تصرفات الترع الفرعیة علی مستوی الجمهوریة، الأمر الذی یتطلب وجود بوابات حدیدیة مزودة بهدارات حتی نتلافی نسبة الفقد، وبذلک یمکن توفیر کمیة من المیاه تقدر 5,4 ملیار متر مکعب سنویا⁽¹¹⁾.

2-2 مراجعة قطاعات الترع الحالیة والاهتمام بتطهیر الترع: حیث أن اتساع قطاعات الترع الحالیة عن قطاعاتها التصمیمیة سنة تلو الأخری یؤدی إلی فقد کمیة کبیرة من المیاه، کذلک تعمیق الترع والمجاری المائیة لتعمیم نظام الری بالرفع مما یدفع المزارعین إلی عدم الإسراف فی استخدام میاه الری عما هو مشاهد فی حالة الری بالراحة، ونمو الحشائش فی المجاری المائیة یؤدی کذلک إلی فقد مائی کبیر وانسداد المجاری المائیة، حیث یبلغ الوفر المائی الناتج من تطهیر الترع ومقاومة الحشائش وإعادة قطاعات الترع إلی قطاعاتها التصمیمیة وقت إنشائها بنحو 3,45 ملیار متر مکعب سنویا⁽¹⁷⁾.

2-3 ضبط المقننات المائیة من أجل تعظیم الإنتاج من الوحدة المائیة، واستنباط أنواع جدیدة من المحاصیل تقلل من استخدام المیاه: أوضحت الدراسات التی أجرتها وزارة الموارد المائیة والری أنه یمکن تخفیض 6% علی الأقل من المقننات المائیة الحالیة وتعطی نفس کمیة الإنتاج قبل التخفیض، حیث یؤدی اتباع المقننات المائیة الحدیثة إلی توفیر کمیة من المیاه تقدر بنحو 3 ملیار متر مکعب سنویا⁽¹⁸⁾، بالإضافة إلی استنباط أنواع جدیدة من المحاصیل تقلل من استخدام المیاه خاصة المحاصیل الشرهة لاستهلاک المیاه مثل الأرز، وفی کفر الشیخ تم بالفعل تجربة زراعة مایسمی بالأرز الهوائی أو سخا107 الذی یتحمل العطش ویتمیز بفترات ری متباعدة، ویستهلک الفدان حوالی 6000 متر مکعب من المیاه مقارنة بالأصناف القدیمة التی کانت تستهلک فی المتوسط 9000 متر مکعب للفدان، وکذلک توصی الدراسة بتطبیق طرق الزراعة التی توفر میاه الری فی حقول الأرز مثل الزراعة بالتسطیر، والزراعة الجافة، والزراعة علی خطوط.

2-4 استخدام طرق الری الحدیثة والاهتمام بالإرشاد الزراعی فی مجال الری : وذلک بالتوسع فی استعمال الری بالخطوط والأحواض الطولیة والاهتمام بعملیات التسویة للأراضی، کل ذلک یؤدی إلی رفع کفاءة الری وتطبیق النظم الحدیثة کالری بالتنقیط والری بالرش، وقد أثبتت التجارب أن إنتاجیة کثیر من المحاصیل تزید تحت نظام الری بالرش عنها فی ظل الری السطحی بمقدار 1-3 % ، ویوفر الری بالرش حوالی 43,87 % من کمیة المیاه المستخدمة فی ظل نظام الری بالغمر، وتحویل نظام الری السطحی إلی نظام الری بالتنقیط فی حدائق الفاکهة یوفر حوالی 6,8 ملیار متر مکعب سنویا⁽¹⁹⁾.

2-5 تقلیل الفاقد بالبخر من الخزانات المائیة: فقد اتجه الباحثون إلی دراسة إمکانیة استخدام الأغشیة الکیماویة لتقلیل الفاقد بالبخر من أسطح الخزانات وبحیرات المیاه العذبة نظرا لتزاید الحاجة إلی تدبیر موارد مائیة عذبة، وفی مصر تم تجربة استخدام مادة کحول أسیتولکمحلول یوضع فی موزعات لنشره فوق سطح المیاه، حیث تشیر نتائج الدراسات إلی إمکانیة خفض معدل البخر بمقدار 30% من البخر الحادث فی بحیرة السد العالی عند تغطیة سطح الماء باستخدام مادة أحادیة الجزئ مثل کحول أسیتول، حیث تقدر کمیة المیاه المتوفرة علی أساس التجارب المعملیة المبدأیة بنحو 3ملیار متر مکعب سنویا من نسبة البخر من سطح بحیرة السد العالی البالغة حوالی 10 ملیار متر مکعب سنویا⁽²⁰⁾.

2-6 الاهتمام بالإرشاد المائی وتوعیة الزراع بضرورة الری اللیلی، وتوحید زراعتهم علی الترع الفرعیة: مع توحید مواعید الری علی المساقی الخاصة، حیث أن الإسراف فی استخدام میاه الری یؤدی إلی الإضرار بالمحاصیل المزروعة والأراضی الزراعیة، کل ذلک یؤدی إلی الوفر المائی ووصول المیاه إلی نهایات الترع الفرعیة حیث تقدر کمیة المیاه المتوفرة بنحو 3 ملیار متر مکعب سنویا.

     ومن کل ماسبق یتبین ان مایمکن أن توفره التنمیة الأفقیة یقدر بحوالی 20,7 ملیار متر مکعب سنویا، تمثل نحو 39,5 % من جملة مایمکن أن توفره تنمیة الموارد المائیة الحالیة، بینما التنمیة الرأسیة یمکن أن توفر حوالی 31,7 ملیار متر مکعب، تمثل نحو 60,5 % کما تتضح من بیانات الجدول رقم (5)⁽¹⁷⁾.

جدول (5): إمکانیة تنمیة الموارد المائیة الحالیة بجمهوریة مصر العربیة عام 2016

المصدر: وزارة الموارد المائیة والری، السیاسة المائیة المستقبلیة، بیانات غیر منشورة، 2016.

     

     ثم أوصت الدراسة بمجموعة من الأسالیب لتنمیة الموارد المائیة فی مصر أفقیا مثل تنمیة میاه النیل عن طریق إقامة مشروعات أعالی النیل، وتنمیة المیاه الجوفیة، واستغلال میاه الأمطار وإعادة استخدام میاه الصرف الزراعی، أو تنمیة الموارد المائیة رأسیا عن طریق تحسین فتحات الری الحالیة، ومراجعة قطاعات الترع الحالیة والاهتمام بتطهیر الترع، وضبط المقننات المائیة من أجل تعظیم الإنتاج من الوحدة المائیة، واستخدام طرق الری الحدیثة والاهتمام بالإرشاد الزراعی، وتقلیل الفاقد بالبخر من الخزانات المائیة، والاهتمام بالإرشاد المائی وتوعیة الزراع بضرورة الری اللیلی. 

 

 

 

 

 

 

 

Article View: 1,379

PDF Download: 962