ملامح النظام الأکاديمي المعاصر لدراسة الإدارة العامة في أوروبا | |||||||||||||||||||||||
مجلة کلية الاقتصاد والعلوم السياسية | |||||||||||||||||||||||
Article 7, Volume 19, Issue 3 - Serial Number 76, July 2018, Page 193-230 PDF (972.47 K) | |||||||||||||||||||||||
Document Type: المقالة الأصلية | |||||||||||||||||||||||
DOI: 10.21608/jpsa.2018.89652 | |||||||||||||||||||||||
View on SCiNiTO | |||||||||||||||||||||||
Author | |||||||||||||||||||||||
محمد عوض العربي* | |||||||||||||||||||||||
کلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مصر | |||||||||||||||||||||||
Abstract | |||||||||||||||||||||||
سعت الدراسة إلى التعرف على بعض أهم ملامح النظام الأکاديمي لدراسة تخصص الإدارة العامة في دول أوروبا بهدف الإلمام بالتوجهات الأکاديمية العامة في هذه البقعة المهمة من العالم الغربي حيث إسهاماتها في العناية بالحقل أسوة بمدارس الإدارة العامة الأمريکية، حيث أوضحت الدراسة بعض الملامح السائدة في مدارس وجامعات دول شرق ووسط أوروبا ، دول غرب أوروبا (المدرسة الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية) ، نماذج دول شمال وجنوب أوروبا، وقد بينت الدراسة أن التجربة الأوروبية غنية ليس فقط على مستوى الممارسات الإدارية بالأجهزة الحکومية، وإنما على مستوى الحقل الأکاديمي النظري أيضاً، حيث کان للتنوع الکبير في جانب الممارسة أثره على تنوع البرامج الدراسية المعنية بدراسة الإدارة العامة، وبالرغم من ذلک تبذل العديد من المؤسسات والاتحادات والمدارس الأوروبية جهوداً عديدة في سبيل الوصول لتصميم برامج دراسية تحمل الطابع الأوروبي الخالص بما يتماشى مع روح الاتحاد وتجربته في التکامل الإقليمي على مختلف الأصعدة المؤسسية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وفي سبيل ذلک استعرضت الدراسة بعض الجهود المؤسسية المبذولة في سبيل تطوير رؤية موحدة لدراسة الإدارة العامة من منظور أوروبي، مع بيان بعض العوامل الدافعة والمعززة لهذا الاتجاه والصعوبات والمشکلات التي تواجهه، وکذلک بعض مناطق التجديد البحثي في مجال الفکر الأوروبي المعاصر لدراسة الإدارة العامة. | |||||||||||||||||||||||
Highlights | |||||||||||||||||||||||
سعت الدراسة إلى التعرف على بعض أهم ملامح النظام الأکادیمی لدراسة تخصص الإدارة العامة فی دول أوروبا بهدف الإلمام بالتوجهات الأکادیمیة العامة فی هذه البقعة المهمة من العالم الغربی حیث إسهاماتها فی العنایة بالحقل أسوة بمدارس الإدارة العامة الأمریکیة، حیث أوضحت الدراسة بعض الملامح السائدة فی مدارس وجامعات دول شرق ووسط أوروبا ، دول غرب أوروبا (المدرسة الإنجلیزیة ، الفرنسیة ، الألمانیة) ، نماذج دول شمال وجنوب أوروبا، وقد بینت الدراسة أن التجربة الأوروبیة غنیة لیس فقط على مستوى الممارسات الإداریة بالأجهزة الحکومیة، وإنما على مستوى الحقل الأکادیمی النظری أیضاً، حیث کان للتنوع الکبیر فی جانب الممارسة أثره على تنوع البرامج الدراسیة المعنیة بدراسة الإدارة العامة، وبالرغم من ذلک تبذل العدید من المؤسسات والاتحادات والمدارس الأوروبیة جهوداً عدیدة فی سبیل الوصول لتصمیم برامج دراسیة تحمل الطابع الأوروبی الخالص بما یتماشى مع روح الاتحاد وتجربته فی التکامل الإقلیمی على مختلف الأصعدة المؤسسیة سواء السیاسیة أو الاقتصادیة أو الاجتماعیة، وفی سبیل ذلک استعرضت الدراسة بعض الجهود المؤسسیة المبذولة فی سبیل تطویر رؤیة موحدة لدراسة الإدارة العامة من منظور أوروبی، مع بیان بعض العوامل الدافعة والمعززة لهذا الاتجاه والصعوبات والمشکلات التی تواجهه، وکذلک بعض مناطق التجدید البحثی فی مجال الفکر الأوروبی المعاصر لدراسة الإدارة العامة. الکلمات الدالة: : نظام أکادیمی ، برامج الإدارة العامة، البرامج الدراسیة الأوروبیة الموحدة لدراسة الإدارة العامة. | |||||||||||||||||||||||
Keywords | |||||||||||||||||||||||
نظام أکاديمي; برامج الإدارة العامة; البرامج الدراسية الأوروبية الموحدة لدراسة الإدارة العامة | |||||||||||||||||||||||
Full Text | |||||||||||||||||||||||
ملامح النظام الأکادیمی المعاصر لدراسة الإدارة العامة فی أوروبا
مستلخص: سعت الدراسة إلى التعرف على بعض أهم ملامح النظام الأکادیمی لدراسة تخصص الإدارة العامة فی دول أوروبا بهدف الإلمام بالتوجهات الأکادیمیة العامة فی هذه البقعة المهمة من العالم الغربی حیث إسهاماتها فی العنایة بالحقل أسوة بمدارس الإدارة العامة الأمریکیة، حیث أوضحت الدراسة بعض الملامح السائدة فی مدارس وجامعات دول شرق ووسط أوروبا ، دول غرب أوروبا (المدرسة الإنجلیزیة ، الفرنسیة ، الألمانیة) ، نماذج دول شمال وجنوب أوروبا، وقد بینت الدراسة أن التجربة الأوروبیة غنیة لیس فقط على مستوى الممارسات الإداریة بالأجهزة الحکومیة، وإنما على مستوى الحقل الأکادیمی النظری أیضاً، حیث کان للتنوع الکبیر فی جانب الممارسة أثره على تنوع البرامج الدراسیة المعنیة بدراسة الإدارة العامة، وبالرغم من ذلک تبذل العدید من المؤسسات والاتحادات والمدارس الأوروبیة جهوداً عدیدة فی سبیل الوصول لتصمیم برامج دراسیة تحمل الطابع الأوروبی الخالص بما یتماشى مع روح الاتحاد وتجربته فی التکامل الإقلیمی على مختلف الأصعدة المؤسسیة سواء السیاسیة أو الاقتصادیة أو الاجتماعیة، وفی سبیل ذلک استعرضت الدراسة بعض الجهود المؤسسیة المبذولة فی سبیل تطویر رؤیة موحدة لدراسة الإدارة العامة من منظور أوروبی، مع بیان بعض العوامل الدافعة والمعززة لهذا الاتجاه والصعوبات والمشکلات التی تواجهه، وکذلک بعض مناطق التجدید البحثی فی مجال الفکر الأوروبی المعاصر لدراسة الإدارة العامة. الکلمات الدالة: : نظام أکادیمی ، برامج الإدارة العامة، البرامج الدراسیة الأوروبیة الموحدة لدراسة الإدارة العامة.
مقدمة: تمثل الحالة الأوروبیة فی مجال دراسة الإدارة العامة نموذجاً علمیاً ثریاً و جدیراً بالدراسة والاهتمام، حیث لعبت المدارس الأوروبیة والمعاهد والکلیات المتخصصة سواء فی مجال العلوم الإداریة أو المتخصصة فی مجال العلوم الاجتماعیة بوجه عام کالعلوم السیاسیة والقانون والاقتصاد وعلم النفس والاجتماع – لعبت کلها دوراً مهماً فی إرساء دعائم الحقل والاعتراف به کمجال متخصص ومستقل فی دراسة موضوعات إدارة الشأن العام والسیاسات العامة والقطاع الحکومی وذلک بالتزامن مع إسهامات المدارس الأمریکیة على امتداد الزمن والعقود السابقة من عمر الحقل، على الرغم من أن الدعوة لإنشاء علم للإدارة العامة هی دعوة أمریکیة المنشأ بالأساس على ید العالِم الکبیر(وودرو ویلسون 1887 م)، إلا أن هذا لا یمحی أو ینکر الأثر الکبیر الذی ساهمت به مدارس الإدارة العامة الأوروبیة فی تطویر الحقل لاسیما إسهامات وأفکار عالم الاجتماع الألمانی الشهیر ماکس فیبر ودراساته عن البیروقراطیة وأنماط السلطة، دراسات الفرنسی هنری فایول عن التقسیمات الإداریة وغیرهم ..، وجهود العالِم الاقتصادی الألمانی لورنز فون ستین([1]) الذی یراه البعض أنه المؤسس الفعلی لحقل الإدارة العامة فی أوروبا، إلى جانب الإسهامات المعاصرة لمدارس دول غرب أوروبا (الإنجلیزیة ، الألمانیة ، الفرنسیة). من هنا جاءت فکرة الدراسة حیث اهتمام الباحث بدراسة بعض الملامح الرئیسیة لدراسة تخصص الإدارة العامة فی الحالة الأوروبیة من الناحیة الأکادیمیة بهدف الوقوف على درجة تطور برامج دراسة الإدارة العامة فی المدارس الأوروبیة والخریطة الانتشاریة لهذه البرامج سواء فی نماذج دول غرب أوروبا أو الشمال حیث نماذج الدول الإسکندنافیة مروراً بدول شرق ووسط أوروبا، حیث الجهود والاتجاهات الحدیثة لتطویر برامج دراسیة فی مجال الإدارة العامة التی تحمل الطابع الأوروبی الموحد تماشیاً مع سیاسات الاتحاد وفکرة التکامل الإقلیمی بالکیان الأوروبی من ناحیة، إلى جانب البرامج المحلیة المنتشرة على صعید جامعات ومدارس الدولة الواحدة من ناحیة أخرى، وطبیعة المحددات والعوامل والأسباب التی دفعت الفکر الأوروبی المعاصر للتفکیر فی هذه المسألة، والکیانات المؤسسیة الداعمة لهذا التوجه الحدیث والجهود المبذولة لتحقیق هذا الغرض، مع الوقوف على بعض نقاط ومحطات التجدید فی دراسات الحقل بالکیانات الأکادیمیة الأوروبیة من حیث المشروعات المستقبلیة والأفکار البحثیة وقضایا الممارسة الجدیدة التی تشغل فکر الأساتذة والرواد والباحثین الأوروبیین ومراکز الفکر والرأی، وکذلک التعرف على بعض التحدیات والصعوبات التی تواجه النظام الأکادیمی الأوروبی المهتم بتخصص الإدارة العامة فی سبیل توحید معاییر أوروبیة موحدة لدراسة برامج الإدارة العامة لاسیما على مستوى مرحلة الماجستیر تماشیاً مع طبیعة الوحدة الأوروبیة ومؤسسات الاتحاد. المشکلة البحثیة یعود الفضل فی تطور علم الإدارة العامة کتخصص علمی مستقل إلى إسهامات کل من الفکر الأمریکی والفکر الأوروبی، وبالرغم من هیمنة النموذج الأمریکی على کثیر من دراسات الإدارة العامة سواء من حیث المؤلفات أو المنشورات العلمیة أو الحرکة البحثیة إلا انه لایمکن بأی حال من الأحوال إهمال أو تجاهل إسهامات المدرسة الأوروبیة فی تطور الحقل، خاصة مع تنامی اتجاه لإنشاء برامج دراسیة أکادیمیة فی تخصص الإدارة العامة تحمل الطابع الأوروبی الخالص Europeanization of Public Administration Studying، بل والدعوة أیضاً (لتدویل) هذه البرامج سواء على مستوى الماجستیر أو الدکتوراه أو بکلمات أخرى إکسابها صفة الدولیة Internationalization وجعلها منافسة حتى للنموذج الأمریکی، وقد أثارت هذه المتغیرات شغف الباحث من حیث التساؤل حول العوامل والأسباب التی دفعت الکیان الأوروبی للتفکیر فی هذا الاتجاه وحجم الجهود المؤسسیة التی تم بذلها للعنایة بهذا التوجه مع الوقوف على بعض نقاط التجدید فی دراسة الظاهرة الإداریة وقضایا الممارسة فی الفکر الإداری الأوروبی المعاصر. أهداف الدراسة تهدف الدراسة للوقوف على عدة نقاط منها:
عرض الدراسات السابقة توافرت لدى الباحث بعض الدراسات التی ناقشت الحالة الأکادیمیة لحقل الإدارة العامة فی الکیان الأوروبی ویمکن الإشارة لهذه الدراسات فی إطار محورین أساسیین على النحو التالی: المحور الأول الدراسات التی اهتمت بحالة الأنظمة الإداریة السائدة بدول شرق ووسط أوروبا ومن ثم انعکاساتها على دراسة الإدارة العامة بهذه الدول : دراسة د. آیة ماهر ، بعنوان " تجربة دول شرق ووسط أوروبا فی إصلاح نظم الخدمة المدنیة"([2])، حیث أشارت خلالها الباحثة إلى عدد من تجارب الإصلاح والتطویر الإداری بدول شرق ووسط أوروبا البالغ عددها 13 دولة تشمل ألبانیا، البوسنة-الهرسک، بلغاریا، جمهوریة التشیک، إستونیا، جمهوریة ماکدونیا، المجر، لاتفیا، لیتوانیا، بولندا، رومانیا، سلوفاکیا وسلوفانیا، حیث لم تبدأ عملیات الإصلاح والتطویر الإداری بأنظمة هذه الدول إلا بعد 1990 حیث تحررها من الحکم السوفیتی، فی حین أن برامج الإصلاح فی دول غرب أوروبا بدأت منذ 1960 على حد وصف الباحثة، ومع هذا فإن نماذج شرق ووسط أوروبا قد احتفظت لنفسها بطابعاً ممیزاً کنتاج لفترة الحکم السوفیتی التی مرت بها وأنها لم تتأثر بالدرجة المطلوبة بالثورة العلمیة والتکنولوجیة التی حظیت بها دول غرب أوروبا، لکن على الصعید الإداری بدأت تشهد بعض التحسن من خلال تلقی الدعم من منظمة التعاون الاقتصادی (OECD) والاتحاد الأوروبی فی إطار برامج تحسین الحوکمة والإدارة الحکومیة المعروفةب SIGMAبدول شرق ووسط أوروبا خاصة ببدایات عقد التسعینیات، أما دراسة([3]) Juraj Nemec (edt.), Europeanization in Public Administration Reformsفقد سلطت الضوء على عدد من جهود الإصلاح والتطویر الإداری المتبعة فی أجهزة الخدمة المدنیة فی عدد من دول شرق ووسط أوروبا وما لذلک من انعکاسات على حالة حقل الإدارة العامة فی هذه النماذج، والمزایا والعیوب الناتجة عن انضمام بعض هذه النماذج لعضویة الاتحاد الأوروبی فی ظل تجربة الاندماج السیاسی والإداری والاقتصادی التی تعیشها دول الاتحاد، أما دراسةKatarína Staroňová & Gyorgy Gajduschek, , Public administration education in CEE countries: Institutionalization of a discipline ([4]) فقد رسمت بدورها إطاراً تحلیلیاً ممیزاً أفاد الباحث فی استشفاف ملامح حقل الإدارة العامة فی عدد من دول شرق ووسط أوروبا مثل سلوفاکیا، سلوفینیا، المجر، إستونیا، جمهوریة التشیک.. ، وقد توصلت هی الأخرى إلى أن نماذج دراسة الإدارة العامة فی هذه الدول لم تصل بعد لمستوى النضج المطلوب على غرار النماذج السائدة بباقی دول أوروبا. المحور الثانی: الدراسات التی اهتمت بطبیعة النظام الأکادیمی السائد بدول غرب أوروبا وطرح فکرة المنظور الأوروبی الموحد لدراسة تخصص الإدارة العامة: منها دراسة Marleen Brans & Laurien Coenen ,The Europeanization of Public Administration teaching([5]) التی ناقشت فکرة غیاب نمط موحد لبرامج دراسة الإدارة العامة بالجامعات الأوروبیة، وأن النظام الأکادیمی الأوروبی قد عانى من هذه المعضلة منذ أکثر من 25 عاماً على الرغم من الجهود التنسیقیة المشترکة بین دول الاتحاد لتحسین وتقریب الفجوات فی سیاسات التعلیم العالی، کما تناولت الدراسة بعض الجهود المؤسسیة الأوروبیة فی سبیل احتواء تلک الفجوة للتقریب بین المدارس الأوروبیة وصولاً لملامح مشروع موحد لبرامج دراسة الإدارة العامة فی أوروبا، لاسیما مشروع SOCRATES – ERASMUS ، والشبکة الأوروبیة للإدارة العامة، فی حین جاءت دراسة Jana Bertels, Geert Bouckaert, Werner Jann, "European Perspectives for Public Administration (EPPA)"([6]) ، وهی عبارة عن دراسة مسحیة إحصائیة حاول من خلالها الباحثین تحدید بعض مناطق التجدید فی حقل الإدارة العامة الأوروبی، مع تحدید بعض المشکلات والفجوات التی یعانی منها الحقل، مع محاولة لرسم صورة مستقبلیة تحمل ملامح الإدارة العامة کعلم أوروبی المعالم، أما دراسة Tony Verheijen and Bernadette Connaughton, "Public Administration Education and Europeanization: Prospects for The Emancipation of a Discipline? "([7]) فقد ساعدت الباحث على رسم إطاراً تحلیلیاً تاریخیاً لتطور برامج دراسة الإدارة العامة فی المدارس الأوروبیة المختلفة، المدرسة الأنجلوساکسونیة، المدرسة الفرنسیة النابلیونیة، المدرسة الألمانیة ، واتجاه دراسة التخصص فی عدد من دول شرق ووسط أوروبا، فی حین أن دراسة Shufeng Yan and Marleen Brans, "European Approaches to MPA Education: Convergence and Divergence"([8])قد أفادت الباحث فی تسلیط الضوء على بعض الجهود المؤسسیة للنهوض بحقل الإدارة العامة على صورته الأوروبیة، بالإضافة للتطور التاریخی لدراسة هذه البرامج فی سیاق المدارس الأوروبیة على اختلاف توجهاتها ومذاهبها وخلفیاتها الدراسیة، مع التأکید على الطبیعة البینیة لحقل الإدارة العامة بالتناغم مع سائر تخصصات العلوم الاجتماعیة الأخرى خاصة العلوم السیاسیة والاقتصاد والقانون ومدرسة إدارة الأعمال وعلم النفس والاجتماع. وقد أفاد الباحث من هذه الأدبیات والدراسات بشکل عام على النحو التالی:
فی حین تتمثل مجالات الإضافة المتوقعة من هذه الدراسة لما سبقها من دراسات من خلال ما یلی:
التساؤلات البحثیة تنبع من المشکلة البحثیة التی رسمها البحث عدة تساؤلات بحثیة فرعیة یمکن بیانها على النحو التالی:
منهاجیة الدراسة * اعتمد الباحث فی معالجة فکرة البحث على أسلوب تحلیل المضمون الکیفی من خلال الرجوع إلى محتویات عدد من البرامج الدراسیة المتخصصة فی مجال الإدارة العامة بمدارس وجامعات عدد من دول الاتحاد الأوروبی بهدف تتبع مناطق الاستمرار والتغیر فی طبیعة الفکر الإداری الأکادیمی الأوروبی المعاصر تحدیداً فیما یتصل بطریقة تناول ودراسة موضوعات الإدارة العامة، ومن ثم الوقوف على مناطق التجدید والصعوبات التی تواجه المدارس الأوروبیة فی طریق التطویر وتوحید رؤیة مشترکة لدراسة تخصص الإدارة العامة على صعید الکیان المؤسسی الإقلیمی الأوروبی الموحد. * اعتمد الباحث على استخدام مصادر البیانات الثانویة والحدیثة قدر المستطاع للوقوف على الصورة الحالیة للقطاع الأکادیمی الأوروبی المتخصص فی مجال دراسات الشأن العام والحوکمة والسیاسات العامة، خاصة الدراسات المقارنة الحدیثة لبرامج الإدارة العامة فی بعض الجامعات والمدارس الأوروبیة بدول شمال وشرق ووسط وغرب أوروبا. تقسیم الدراسة أولاً : تطور البرامج الأکادیمیة لدراسة الإدارة العامة فی أوروبا. ثانیاً : خریطة الدراسة الأکادیمیة لتخصص الإدارة العامة فی المدارس الأوروبیة. ثالثاً : فکرة الوصول لنمط أوروبی موحد لبرامج دراسة الإدارة العامة وتدویل هذه البرامج. رابعاً: بعض الآلیات المؤسسیة الأوروبیة الداعمة لاتجاه تصمیم برامج أکادیمیة لدراسة الإدارة العامة وأدوات التنسیق المشترک بین المدارس الأوروبیة. خامساً : بعض ملامح الاتجاهات الحدیثة فی الفکر البحثی الإداری الأوروبی. سادساً : بعض التحدیات التی تواجه الحرکة الأوروبیة الحالیة فی مجال تطویر حقل الإدارة العامة. وفیما یلی تتناول الدراسة هذه الأفکار بمزید من التحلیل والعرض على النحو التالی..
أولاً : تطور البرامج الأکادیمیة لدراسة الإدارة العامة فی أوروبا اقترنت البدایات الأولى للدراسة العلمیة للإدارة العامة فی القارة الأوروبیة بدراسة مفاهیم الدولة بوجه عام والعلوم السیاسیة والقانونیة بوجه خاص، إذ تم إنشاء أول برنامج لدراسة العلوم الکامیرالیة ([9]) فی بدایات القرن الثامن عشر المیلادی فی بروسیا (ألمانیا حالیاً) وکان محور الاهتمام الأساسی ینصب حول أمور تنظیم الدولة بالمفهوم الواسع للدولة ککیان قومی موحد, کما أن دراسة العلوم السیاسیة والعلوم القانونیة فی فرنسا فی القرن السابع عشر المیلادی قد لعبت دوراً مؤثراً فی التمهید لظهور تخصص الإدارة العامة کعلم نظری. یرجع الفضل فی ظهور برامج دراسیة تعلیمیة مستقلة لدراسة الإدارة العامة فی القارة الأوروبیة تحدیداً إلى مدارس دول أوروبا الغربیة، لاسیما المملکة المتحدة وفرنسا وألمانیا الاتحادیة، حیث ظهور أول برامج دراسیة مستقلة عن العلوم والفروع المعرفیة الأخرى لدراسة الإدارة العامة وذلک منذ ما یربو على خمسة عقود من الزمان (50 عاماً) أی حقبة الستینیات تقریباً من القرن العشرین، ذلک أن حقل الإدارة العامة بطبیعة الحال هو من الحقول "الناشئة" حدیثة العهد إلى حد کبیر بالعلوم الاجتماعیة والإنسانیة إذا ما قورنت بالعلوم السیاسیة (الفلسفة الیونانیة والحضارة الأغریقیة 2300 عام) أو علم الاقتصاد (آدم سمیث 1776 م). ([10]) ومع الارتباط التاریخی لظهور الإدارة العامة کأجهزة حکومیة مملوکة للدولة مع ظهور أول شکل من أشکالها، فقد عُدت الإدارة العامة جزءاً من علوم دراسة الدولة لاسیما العلوم السیاسیة، لذا کان من المنطقی الربط بین کلا الاتجاهین أی ربط الإدارة العامة کنشاط بالدولة، وربط علم الإدارة العامة کحقل دراسی بالعلوم السیاسیة، وفی سیاق الحالة الأوروبیة فی التاریخ المعاصر نجد أنفسنا أمام ثلاث أنماط من الأنظمة المرتبطة بنشأة الدولة، فهناک النظام الأنجلو ساکسونی ویمثله المملکة المتحدة، وهناک النظام النابلیونی وتمثله فرنسا، وهناک النظام الجرمانی وتمثلة ألمانیا الاتحادیة.([11]) أسفر التنوع فی أنماط الحکم والإدارة وفقاً لتقالید کل دولة أوروبیة عن وجود تباین کبیر فی أسالیب الإدارة العامة المتبعة داخل کل دولة أو داخل کل نموذج من هؤلاء، وبطبیعة الحال کان من المنطقی أن تتباین محتویات البرامج والمناهج التعلیمیة لدراسة موضوعات الإدارة العامة، ففی النمط الأنجلو ساکسونی (بریطانیا وأیرلندا) تأتی برامج الإدارة العامة متأثرة إلى حد کبیر بالمدرسة الاقتصادیة ومدرسة إدارة الأعمال حیث البیئة الرأسمالیة الصرفة، وفی النمط النابلیونی (فرنسا) تتأثر برامج الإدارة العامة بالعلوم السیاسیة والقانون والسیاسات الحکومیة وعلم النظم السیاسیة أو علم دراسة الحکومات، حیث ساد هذا الاتجاه فی العدید من نماذج دول غرب أوروبا ( فرنسا، أسبانیا، بلجیکا)، أما النمط الثالث (ألمانیا) تأتی برامج الإدارة العامة متأثرة بمفاهیم دولة القانون أو الدولة القویة والمدرسة القانونیة الحقوقیة التی سادت بدورها فی العدید من دول القارة الأوروبیة حتى فترة نهایة الحرب العالمیة الثانیة، حیث کانت الإدارة العامة کجهاز حکومی هی بمثابة أداة قویة وصارمة لتطبیق القانون وتنفیذ السیاسات العامة. وبعد حقبة الحرب العالمیة الثانیة (منتصف الأربعینیات وبدایات الخمسینیات) بدأت برامج دراسة الإدارة العامة فی أوروبا فی التحول تدریجیاً من الصبغة القانونیة الجافة، إلى شکل أخرى جدید یمیل أکثر لتغلیب المدخل الإداری الاحترافی أکثر من مجرد دراستها من منظور المدخل القانونی الدستوری الرسمی المرتبط بنشأة الدولة مستفیداً فی نفس الوقت من المداخل الأخرى التی غلبت على دراسة الإدارة العامة ، کمدخل العلوم السیاسیة والقانون والاقتصاد وإدارة الأعمال وعلم النفس وعلم الاجتماع .. وغیرها من العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، وبهذا یمکن القول أن دراسة الإدارة العامة الأوروبیة قد تحولت تدریجیاً من الطابع القانونی الرسمی إلى طابع جدید یتسم بثلاث سمات رئیسیة : ([12])
تتسم عملیة التغییر التی مر بها حقل الإدارة العامة فی أوروبا بوجه عام بأنها عملیة تغییر "تطوریة" تراکمیة تدریجیة أکثر من کونها عملیة تغییر"ثوریة" جذریة ، فظهور أقسام مستقلة لدراسة الإدارة العامة فی أوروبا هی ظاهرة حدیثة نسبیاً بالرغم من أن دراسات الحوکمة والإدارة العامة لیست بجدیدة على المجتمع الأکادیمی الأوروبی، بید أن النظام الأکادیمی المعاصر لدراسة للإدارة العامة فی أوروبا بدأ فی النهضة فعلیاً من بعد فترة الحرب العالمیة الثانیة على النحو التالی:
ثانیاً : خریطة الدراسة الأکادیمیة لتخصص الإدارة العامة فی المدارس الأوروبیة تختلف مجالات اهتمام علم الإدارة العامة على صورته الأوروبیة باختلاف نموذج الدولة، ذلک أنه لاتوجد قواعد صالحة للعمل فی کل زمان ومکان، کما نستطیع أن نتلمس وجود أو اندماج تخصص الإدارة العامة فی قلب العدید من المدارس والتخصصات العلمیة سواء من إدارة أعمال أو الاقتصاد أو العلوم السیاسیة أو القانون فی قلب الحالة الأوروبیة، مما یعکس معها بقوة الطبیعة البینیة لحقل الإدارة العامة على الأقل داخل الإقلیم الأوروبی.([15]) فلقد شهد تخصص الإدارة العامة فی قارة أوروبا العدید من المسمیات المعبرة عن حالة الحقل والتغیرات التی لحقت به حیث تتباین وتتفاوت هذه المسمیات للأقسام أو حتى المدراس العلمیة المعبرة عن تخصص الإدارة العامة، بدایة من الإدارة العامةPA (Public Administration) حیث الإدارة الحکومیة فی صورتها الکلاسیکیة کما عبر عنها نموذج ماکس فیبر، مروراً بعقد الستینیات حیث تغیر المسمى داخل الجامعات الأوروبیة لاسیما المملکة المتحدة تأثراً بتوجهات المدرسة الأمریکیة حیث تحول المسمى إلى السیاسات العامة PP (Public Policy schools) إلى جانب تغلیب لغة التحلیل الکمی والعنایة بمخرجات السیاسات العامة والبرامج الحکومیة وتأثیرات السیاسات المتبعة على المجتمع، وبعد ذلک بما یقرب من 20 عاماً أی بدایات الثمانینیات تغیر المسمى إلى PM (Public Management) حیث الإدارة العامة الحکومیة بأسالیب القطاع الخاص أو قطاع الأعمال، ثم ظهر مفهوم الإدارة العامة الجدیدة New Public Management (NPM) تعبیراً عن مصالح المواطن تغیر النظرة نحوه کمالک للخدمة العامة ولیس مجرد متعامل سلبی متلقی للخدمة إلى جانب تغلیب مسألة العدالة الاجتماعیة فی السیاسات، ثم تغیرت المسمیات إلى مفهوم الخدمة العامة الجدیدة أوNPS(New Public Service) فی إشارة لدور أکثر إیجابیة للمواطن حیث الاتجاه للمشارکة فی صنع السیاسات العامة وأسالیب توصیل الخدمة العامة ولیس مجرد انتظارها فی صورتها النهائیة بناءاً على طلبه والحدیث عن مفهوم القیمة العامة، وأخیراً ولیس آخراً تتحدث الأدبیات الغربیة عن مسمى جدید لدراسات الحقل فی إطار ما یعرف بمدرسة الحوکمة العامة الجدیدة أو NPG (New Public Governance) حیث تغلیب القیم اللیبرالیة الغربیة الحرة فی النشاط الإداری والعمل العام من حیث النزاهة والشفافیة واحترام حقوق الإنسان.([16])
المصدر: الباحث. وبتأمل السیاق الأکادیمی الأوروبی فی تخصص الإدارة العامة یلاحظ وجود أکثر من نموذج أو إطار لدراسة حقل الإدارة العامة باختلاف المدارس والتجارب الدولیة ونظرتها لنشاط الإدارة العامة على النحو التالی:
ومع مطلع عقد التسعینیات من القرن العشرین، ومع سقوط الشیوعیة بدأت دول وسط وشرق أوروبا فی التکیف عملیاً مع الوضع الجدید حیث إعادة بناء مؤسساتها السیاسیة والحکومیة على أسس لیبرالیة، إلا أنها تعثرت فی بدایاتها مرات عدیدة فی سیاق الفترة الانتقالیة التی مرت بها کأی دولة إلا أنها لم تتخلص جذریاً من کثیر من الممارسات الإداریة المستندة للقوة والسلطة والنفوذ وتأکید سطوة الدولة التی تخللت أداءات بیروقراطیاتها فی فترة ما بعد سقوط الشیوعیة، غیر أن العدید من الأنظمة الأوروبیة التی تدین بالمذهب اللیبرالی الغربی قد حاولت مراراً خاصة من خلال أذرعها السیاسیة والمالیة (البنک الدولی، صندوق النقد الدولی، منظمة دول ال OECD ..) إمدادها بالمساعدات والبرامج التنمویة أملاً فی التخلص من آثار الحقبة السوفیتیة. وبهذا وجدت أنظمة الإدارة العامة بهذه الدول أمام العدید من الخیارات والنماذج لإعادة تشکیل أجهزتها الإداریة حیث بیروقراطیات ما بعد الحقبة السوفیتیة، فکان أمامها خیار النموذج الأنجلوساکسونی، أو النموذج الفرنسی أو النموذج الألمانی، ومن ثم بدأت آثار اللیبرالیة الغربیة فی الظهور ببرامج دراسة الإدارة العامة بدول شرق ووسط أوروبا، خاصة بعد عام 1994 م حیث إنشاء (شبکة مدارس الإدارة العامة فی دول شرق ووسط أوروبا المعروفة اختصاراً باسم NISPAcee) بتمویل أجنبی ودعم من الجمعیة الأوروبیة لاعتماد وجودة برامج الإدارة العامة EAPAA ، حیث اتجهت ال NISPAcee لإقامة روابط بحثیة مشترکة مع جامعات ومعاهد الإدارة العامة بدول أوروبا الغربیة فتم عقد المؤتمرات وتبادل الخبرات فی المجال سواء فیما تعلق بالممارسات الإداریة أو خبرات التدریس والبحث العلمی، ومع هذا لاتزال حالة الأجهزة الإداریة ومستوى الأداء الإداری فی تلک الدول فی طور النمو، فلم تصل بعد لدرجة النضج الذی وصلت إلیه باقی دول غرب أوروبا على الرغم من الجهود المبذولة، وقد کان لهذا الأمر انعکاساته على حالة حقل الإدارة العامة بهذه الدول. ([23]) وعلى الرغم مما سبق، إلا أنه لا تزال العدید من برامج دراسة الإدارة العامة فی نماذج دول شرق ووسط أوروبا تتسم بالسمات التالیة: ([24])
ثالثاً : فکرة الوصول لنمط أوروبی موحد Europeanization لبرامج دراسة الإدارة العامة وتدویل Internationalization هذه البرامج أسفرت تجربة التکامل والاندماج الأوروبیة عن منح دراسات الإدارة العامة الأوروبیة طابعاً خاصاً، فمع الاتجاه نحو المؤسسیة الأوروبیة والحدیث عن فکرة السیاسات الأوروبیة الموحدة وآلیات تنفیذها المشترکة، وبالرغم من أنه حتى عهد قریب لم یکن هناک ثمة نمط موحد لدراسة موضوعات الإدارة العامة فی المدارس والمعاهد الأوروبیة المعنیة بالعلوم الإداریة بفعل التنوع الکبیر فی ظروف کل دولة من دول الاتحاد الأوروبی ال 28، ومع التباین فی بنیة ووظائف أجهزة الإدارة العامة الحکومیة داخل کل دولة أو نموذج، فقد انعکست تأثیرات کل ذلک على بنیة ومحتوى برامج دراسة الإدارة العامة فی الکلیات والمعاهد الأوروبیة، ففی مسح أجراه أحد الباحثین 2014 حول أنماط البرامج الدراسیة المتخصصة فی دراسة الإدارة العامة شارکت فیه35 جامعة من 21 دولة أوروبیة مختلفة حول تصنیف تخصصات البرامج الدراسیة المعنیة بالإدارة العامة أو إدارة الشأن العام (عینة 46 برنامج دراسی ما بین الماجستیر والدکتوراه)، أمکن تبویب وتصنیف هذه البرامج وفقاً لمادتها الأساسیة أو محور تخصصها على النحو التالی: v برامج ترکز على طبیعة العملیة الإداریة و الإجرائیة فی القطاع الحکومی. v برامج ترکز على عملیة صنع وإعداد السیاسات العامة. v مفاهیم الخدمة العامة والسیاسات. v إنتاجیة القطاع الحکومی. v توظیف الطرق العلمیة والمنهاجیة فی حل مشکلات الجهاز الإداری. v الشأن أو الحیز الحکومی العام بمفهوم ال Public Domain.([26]) وعلى الرغم من ذلک هناک مساعی حثیثة نحو ما یعرف بعملیة (أوربة Europeanization) البرامج الدراسیة للإدارة العامة بوصفها برامج "أوروبیة المحتوى والمنشأ" برعایة المؤسسة المسئولة عن منح الاعتماد لتلک البرامج أی " الجمعیة الأوروبیة للإدارة العامة ".([27]) مع التباین الکبیر فیما بین الأنظمة الأوروبیة سواء من حیث طبیعة البرامج الدراسیة العلمیة المتخصصة فی مجال الإدارة العامة أو من حیث طبیعة الممارسات الإداریة التی تتم داخل الأجهزة الحکومیة الأوروبیة على أرض الواقع، ومع الجهود التی یبذلها الاتحاد الأوروبی لتوحید سیاسات دوله الأعضاء والمناخ الإداری داخل أنظمة هذه الدول فی ظل تفاوت الخلفیات الثقافیة والحضاریة والاجتماعیة لدول الاتحاد، حیث أن بعضها یصطبغ بالصبغة القانونیة، والبعض الآخر بالصبغة الإداریة الرسمیة، والبعض الآخر ملتزم بالتوجه اللیبرالی نحو قیم الحوکمة، مع کل هذه الشواهد والملابسات خاصة مع مطلع التسعینیات بدأ الفکر الأکادیمی الأوروبی المعنی بتخصص الإدارة العامة فی التفکیر جلیاً بشأن توحید معاییر تدریس وتعلیم مجال الإدارة العامة لتتماشى مع سیاق الوحدة الأوروبیة ، وهو ما تبلور بشکل أوضح مع قیام الجمعیة الأوروبیة للإدارة العامة بمنح الاعتماد وشهادات الجودة للبرامج الدراسیة الأکادیمیة بالمعاییر الأوروبیة الجدیدة الموحدة فی عدد من جامعات ومدارس أوروبا بوجه عام مع بدایات تأسیس الجمعیة عام 1999 م.([28]) یکاد یتفق رواد المدارس الأوروبیة حول إیجاد نوع من التوازن بین مسألة دراسة برامج الإدارة العامة على مستوى الماجستیر والدکتوراه من منظور أوروبی فی السیاق القومی الإقلیمی الموحد، وفی نفس الوقت عدم إهمال العامل الوطنی فی تزوید الخریجین بالمعارف الوطنیة المتخصصة حسب حالة کل دولة لتؤهلهم لشغل الوظائف بالقطاع الحکومی بالدول التی ینتمون إلیها، فعلى سبیل المثال یلاحظ أن تخصص الإدارة العامة فی فرنسا إنما یأتی عبر کلیات القانون والحقوق وبعض کلیات العلوم السیاسیة ومدارس العلوم الاجتماعیة، ویختلف الوضع عنه فی هولندا حیث ینفرد تخصص الإدارة العامة بمدارس ومعاهد وکلیات متخصصة ومستقلة بذاتها وفی بعض الأحیان تقترن مع تخصص العلوم السیاسیة، أما فی دول وسط وشرق أوروبا نجد أنه عادة ما یندرج تخصص الإدارة العامة فی سیاق مدارس وکلیات الاقتصاد تأثراً بالحقبة الاشتراکیة التی مرت بها عدد من هذه الأنظمة حیث فترات الأنظمة الاقتصادیة مرکزیة التخطیط، فی حین أنه تشیر خبرة المملکة المتحدة فی دراسة المجال إلى أن البیت الرئیسی لتخصص الإدارة العامة إنما یأتی فی إطار مدارس إدارة الأعمال، هذا تقریبا هو حال أکثر من 191 برنامج دراسی حالیاً على المسرح الأوروبی على مستوى الماجستیر والدکتوراه، فهی إما تنتمی لبیت العلوم السیاسیة أو إدارة الأعمال والأقتصاد أو العلوم القانونیة، وذلک بحسب خلفیة البیئة المحلیة التی یصطبغ بها المجتمع وذلک على مدار آخر 25 عام من عمر الحقل فی الحالة الأوروبیة على وجه الخصوص.([29]) ومن أمثلة برامج ماجستیر الإدارة العامة الأوروبیة EPAMs ، برنامج ماجستیر السیاسات الأوروبیة بمعهد دراسات الحوکمة بالجامعة الکاثولیکیة بمدینة لیفین، بلجیکا، والمصنفة الثالثة على مستوى أوروبا من حیث أفضل المعاهد الأوروبیة المتخصصة فی دراسات الإدارة العامة لعام 2015م، حیث رُوعِی فی تصمیم البرنامج أن یعکس الطابع الأوروبی من خلال حزمة المقررات والمحتوى العلمی الموجه للدارسین، حیث یضم عدداً من المقررات الأساسیة والاختیاریة: ([30]) جدول یبین طبیعة موضوعات المقررات برنامج ماجستیر السیاسات الأوروبیة بمعهد دراسات الحوکمة بالجامعة الکاثولیکیة، بلجیکا
المصدر: الجدول من تصمیم الباحث، أما مصدر المحتوى الموقع الإلکترونی لمعهد دراسات الحوکمة بالجامعة الکاثولیکیة ببلجیکا: Catholic University Leuven, Belgium, Public Governance Institute, Master in European Politics and Policies.
والسؤال الآن الذی یتبادر إلى الذهن، هو أنه لماذا تسعی المؤسسات الجامعیة والأکادیمیة الأوروبیة صاحبة برامج وتخصصات الإدارة العامة إلى تعمیق البُعد الأوروبی فی سیاق برامجها الدراسیة وذلک بالرغم من أن دراسة الإدارة العامة والحوکمة لیست بالجدیدة على المجتمع الأکادیمی الأوروبی، لعل مرد ذلک کما وضحت الأدبیات إلى ما یلی:
ومع الجهود الأوروبیة الحکومیة المبذولة للتکامل على مختلف الأصعدة والمستویات من حیث حرکة توحید السیاسات والإجراءات الحکومیة، وجدت الأمور مؤخراً طریقها للحراک فی اتجاه مغایر، حیث الحدیث عن إمکانیة توحید أو على الأقل المقاربة بین برامج دراسة الإدارة العامة فی شکل برامج دراسیة مصممة لهذا الغرض - سواء کان على مستوى الماجستیر أو الدکتوراه أو حتى لنیل درجة البکالوریوس - بما یعکس سیاسة الاتحاد الأوروبی ومؤسساته، حیث أصبح التوجه الأوروبی المعاصر یدور حول إیجاد نوع من التکامل والتناغم المعرفی والدراسی فی النظام الأکادیمی لدراسة الإدارة العامة، فی صورة برامج أوروبیة الطابع خالصة المعالم، بحیث تعکس الأداء الأوروبی الإداری الموحد أو الممکن توحیده على الأقل داخل المؤسسات الحکومیة الأوروبیة وصولاً لإمکانیة تعمیمه أو وصوله لدرجة العالمیة لیمثل نموذجاً دولیاً معتمداً على مستوى دول العالم أجمع بل ومنافساً للأسلوب أو النمط الأمریکی وذلک على حد تعبیر الکثیر من أساتذة ورواد الحقل بالجامعات الأوروبیة.([34]) وهذا یفتح الباب أمام تسلیط بعض الضوء على بعض الجهود المؤسسیة الأوروبیة الداعمة فی هذا المجال وهو ما یتضح من خلال السیاق التالی.. رابعاً: بعض الآلیات المؤسسیة الأوروبیة الداعمة لاتجاه تصمیم برامج أکادیمیة لدراسة الإدارة العامة وأدوات التنسیق المشترک بین المدارس الأوروبیة تزخر البیئة الأکادیمیة الأوروبیة بالعدید من المقومات المؤسسیة الداعمة لاتجاه تقریب الرؤى والنماذج البحثیة الأوروبیة فیما یتعلق بالدراسة العلمیة لتخصص الإدارة العامة من منظور أوروبی، وکخطوة عملیة لتحقیق هذا الهدف، أفادت الجهود الأوروبیة الداعمة لهذا الاتجاه من وجود العدید من الکیانات المؤسسیة القادرة على تحقیق ذلک على النحو التالی:
والذی هدف إلى ضرورة إیجاد سیاسات تناغمیة موحدة ومتسقة مع بعضها البعض داخل الکیان الأوروبی الموحد فیما یتصل بسیاسات التعلیم العالی الأوروبی بالجامعات المعاهد والمؤسسات الأکادیمیة بوجه عام لتکون قادرة على الوصول لأعلى درجات التمیز والقدرة على المنافسة خاصة مع النظام الجامعی المتبع فی کلیات ومعاهد الولایات المتحدة الأمریکیة سواء على مستوى البکالوریوس أو برامج الماجستیر أو برامج الدکتوراه.
والذی سار على نفس درب إعلان السوربون، حیث التأکید على نفس النهج الوحدوی للتنسیق بین سیاسات التعلیم العالی بالجامعات الأوروبیة بهدف تعزیز مجالات التعاون المشترک بین مختلف المؤسسات الجامعیة القائمة على إدارة منظومة التعلیم العالی الأوروبی من حیث المحتوى العلمی للبرامج الدارسیة، برامج التدریب ورفع الکفاءة المهنیة، زیادة معدلات الحراک الطلابی للدارسین بل والقائمین بالتدریس فی شتى الجامعات الأوروبیة.
الذی دعا لرسم خطط تنفیذیة ترجمة التوصیات الواردة بالإعلانات سالفة البیان ووضعها موضع التنفیذ والتطبیق الفعال على أرض الواقع، من حیث تطویر البرامج التعلیمیة الحالیة وتعزیز مجال الابتکار المعرفی وتطویر البنى التحتیة لمرفق التعلیم الجامعی، بحیث تصبح الجامعات الأوروبیة بمثابة مرجعیة عالمیة من حیث معاییر الجودة وأسوة لجمیع جامعات العالم فی المستقبل القریب.
استجابة لما سبق، شرعت العدید من البرامج الدراسیة الأوروبیة المنتشرة فی جمیع أنحاء أوروبا وجامعاتها وبرامجها الأکادیمیة المتخصصة فی الإدارة العامة فی العنایة بصورة کثیفة بمقررات الإدارة العامة المقارنة الأوروبیة، بل وجعلت منها مقررات أصیلة ذات طبیعة إجباریة فی العدید من برامج ماجستیر الإدارة العامة ولیس على مستوى برامج الدکتوراه فحسب، إلى جانب تدریس آلیات اتخاذ القرار الأوروبیة الموحدة، وأسالیب إدارة مؤسسات الاتحاد الأوروبی وآلیات وطرق عملها، لیس هذا فحسب، بل وتطرقت المؤسسات الجامعیة الأوروبیة لفکرة إنشاء شبکة أو اتحاد مشترک فیما بینها یجمع ما بین هذه المؤسسات والأقسام والمعاهد العلمیة المتخصصة فی برامج الإدارة العامة بهدف تبادل المعلومات والخبرات والمعارف والبحوث والطاقات البحثیة الشابة والمؤلفات والدوریات والبعثات والمؤتمرات والندوات وکافة الأنشطة الأکادیمیة والفکریة والبحثیة والعلمیة ذات الصلة ببرامج دراسة الإدارة العامة، حیث لعبة المفوضیة الأوروبیة دوراً بارزاً فی هذه المسألة.([36])
أ- تضم هذه الشبکة فی عضویتها أکثر من 122 من المؤسسات الأکادیمیة والمعاهد الأوروبیة المتخصصة فی برامج الإدارة العامة سواء على مستوى البکالوریوس أو الدراسات العلیا، وهی تسعى باستمرار لزیادة أعضائها تحقیقاً للغرض الذی أنشات من أجله کخطوة نحو تدویل برامج الإدارة العامة الأوروبیة، فهی تراعی فی نفس الوقت ضم الجامعات ذات التخصصات الأصیلة فی مجال الإدارة العامة بحیث تکون هذه الشبکة ممثلة للقارة الأوروبیة قدر المستطاع فی تخصص الإدارة العامة، وتحقیقاً لذلک لجأت الشبکة لإبرام عدد من التشبیکات مع کیانات مشابهة ومناظرة على المستوى الإقلیمی مثل شبکة معاهد الإدارة العامة بدول وسط وشرق أوروبا NISPAcee. ([40]) ب- تعمل الشبکة کمحور ارتکاز أو قاعدة تنطلق منها المبادرات الساعیة لتعزیز البعد الأوروبی فی مجال دراسة الإدارة العامة وتنفیذ المشروعات العلمیة والأنشطة المتصلة بهذا الغرض تحت إشرافها ورعایتها مثل مشروعات برنامج SOCRATES - ERASMUS . ج- تمثل الشبکة وعاءاً کبیراً ومرکزاً لتبادل الآراء ووجهات النظر فیما بین المؤسسات الأکادیمیة الأوروبیة المتخصصة فی مجال الإدارة العامة حیث مناقشة التحدیات والصعوبات التی تواجه الحقل من جهة، وکذا مناقشة المشکلات العملیة الحیة التی تشوب بعض أداءات أنظمة الإدارة العامة الحکومیة بأجهزة الخدمة المدنیة الأوروبیة من ثم اقتراح الحلول لها واقتراح خطط وبرامج الإصلاح والتطویر الإداری. د- العمل على تعزیز جانب المعرفة العلمیة المتخصصة فی مجال الإدارة الحکومیة لدى المسئولین الحکومیین الملتحقین بالبرامج الدراسیة المتخصصة فی الإدارة العامة. هـ- قامت الشبکة بتنفیذ العدید من المشروعات العملیة المحققة لأهدافها على النحو التالی :
یعد هذا الکیان المؤسسی أحد أهم الکیانات العلمیة المسئولة عن برامج التبادل الطلابی والبعثات المتخصصة بدرجة ماجستیر الإدارة العامة والدراسات المقارنة فی أوروبا، بالإضافة للعدید من الشراکات مع برامج مماثلة فی نطاق إقلیم دول حوض البحر المتوسط.
جاء إنشاء المعهد الأوروبی للإدارة العامة فی مدینة ماتریخت عام 1981 م لیکون واحداً من أکبر المراکز الفکریة الأوروبیة Think Tank المتخصصة فی دراسة مشکلات الإدارة العامة فی دول أوروبا بفروعه المنتشرة فی کل من لکسمبرج وبرشلونة، کأحد جهود تدعیم فکرة التکامل والاندماج الأوروبی ومرکزاً من مراکز التمیز الفکری فی المجال الإداری، حیث تقوم رسالة المعهد([43]) على مد ید العون الفنی والعلمی لدول الاتحاد الأوروبی لتدعیم وصقل وتنمیة القدرات الإداریة للعاملین الحکومیین الأوروبیین بأجهزة الخدمة المدنیة بدول الاتحاد قاطبة بل والدول الأخرى غیر الأوروبیة التی تربطها صلات وعلاقات تعاون مع الاتحاد الأوروبی، ویقوم المعهد برسم خطط تدریبیة لتدریب الکوادر الحکومیة الأوروبیة إلى جانب عقد المؤتمرات الدولیة والندوات وورش العمل وبرامج التعلم الإلکترونی، ویحظى المعهد بدعم کبیر من المفوضیة الأوروبیة، کما تمول أنشطته وبرامجه من الموازنة العامة للاتحاد الأوروبی.([44])
أنشأت الجمعیة عام 1999م على غرار الاتحاد الوطنی الأمریکی لمدارس الإدارة والشئون العامة بالولایات المتحدة ((NASPAA, USA وذلک بهدف منح شهادات الجودة والاعتماد الأوروبیة لبرامج الإدارة العامة بدول الاتحاد الأعضاء مع تعزیز البعد الابتکاری فی المقررات الدراسیة وتطویر المناهج الجامعیة المتخصصة فی دراسة الإدارة العامة فی أوروبا. 10. الشبکة الأوروبیة للإدارة العامةEPAN ([48])
خامساً : بعض الاتجاهات الحدیثة فی الفکر البحثی الإداری الأوروبی
10. المزج بین المفاهیم النظریة ودراسة الحالات العملیة Case Study approach فی دراسة الموضوعات وتصمیم البرامج الدراسیة هی من المسائل الأساسیة لضبط معاییر الجودة التعلیمیة فی محتوى المقررات الأوروبیة. سادساً : بعض التحدیات التی تواجه النظام الأکادیمی الأوروبی فی حقل الإدارة العامة على الرغم من کل تلک الجهود المبذولة والرؤى والاتجاهات المتصاعدة فی اتجاه التطویر المستمر لمجال الإدارة العامة فی الصعید الأوروبی، إلا أنه توجد العدید من التحدیات التی قد تعیق بدرجة ما أو بأخرى جهود التطویر منها على سبیل المثال:
الخاتمة والتوصیات أ - نتائج الدراسة:
ب- بعض التوصیات:
ج- توصیات ببحوث مستقبلیة فی نفس الإطار:
| |||||||||||||||||||||||
References | |||||||||||||||||||||||
هوامش الدراسة ([1]) لورنز فون ستین Lorenz Von Stien (18 نوفمبر 1815 م – 23 سبتمبر 1890 م ) عالم اقتصاد ألمانی الجنسیة ، تخصص أیضاً فی علم الإدارة العامة وعلم الاجتماع، عمل مستشاراً لأمبراطور الیابان خلال فترة حکم المیجی، له العدید من الآراء السیاسیة التی أثرت فی حکم الیابان بالقرن التاسع عشر، کما عمل أستاذاً للاقتصاد السیاسی بجامعة فیینا منذ عام 1855 – 1885 م أرسى خلالها دعائم علم الإدارة العامة فی أوروبا متأثراً بدراسة علم المالیة العامة ، تشابهت أفکاره مع بعض جوانب الفکر المارکسی لکنها خلت من الطابع الثوری ، تبنی المنطق الجدلی الهیجلی فی دراسته للإدارة العامة والاقتصاد. [2]))د. آیة ماهر، " تجربة دول شرق ووسط أوروبا فی إصلاح نظم الخدمة المدنیة"، مؤتمر إصلاح الخدمة المدنیة فی مصر، شرکاء فی التنمیة Partners In Development (PID) ، فندق ماریوت – القاهرة، 22 یونیو 2008. ([3]( Juraj Nemec (edt.) , Europeanization in Public Administration Reforms, Selected Revised Papers from the 23rd NISPAcee Annual Conference, Tbilisi, Georgia, May 21–23, 2015. ([4]) Katarína Staroňová & Gyorgy Gajduschek, (2016), Public administration education in CEE countries: Institutionalization of a discipline, Policy and Society, 35:4,pp. 351-370. ([5]) Marleen Brans & Laurien Coenen ,(2016), The Europeanization of Public Administration teaching, Policy and Society, 35:4,pp.333-349. ([6])) Jana Bertels, Geert Bouckaert, Werner Jann, "European Perspectives for Public Administration (EPPA)", Paper to be presented at the Stand-alone Session on "European Perspectives for Public Administration", EGPA Annual Conference 2016, Utrecht, the Netherlands, 22 - 26 August 2016. ([7]) Tony Verheijen and Bernadette Connaughton, "Public Administration Education and Europeanization: Prospects for The Emancipation of a Discipline? ",Public Administration, Vol. 81 No. 4, (2003),pp.834-836. ([8]) Shufeng Yan and Marleen Brans, "European Approaches to MPA Education: Convergence and Divergence", Chinese Public Administration Review, Volume 3· Numbers 1/2 · March/June 2005,pp.43 -56. ([9]) العلوم الکامیرالیة Cameralism: مجموعة العلوم المعنیة بفن إدارة الدولة وتسییر شئونها العامة من خلال البیروقراطیة الحکومیة وأجهزتها المملوکة للدولة، حیث ضمت هذه النوعیة من العلوم 3 أنواع أساسیة من المعارف هی علم السیاسات العامة والمالیة العامة والاقتصاد ولکن لیس بالمعنى المتطور المعروف حالیاً عن هذه العلوم والمعارف، ظهرت للمرة الأولى فی الجامعات البروسیة (الألمانیة) عام 1727 م على ید الملک فریدیریک ویلیام الأول بهدف تحسین إدارة شئون الدولة. ([12](Shufeng Yan and Marleen Brans, "European Approaches to MPA Education: Convergence and Divergence", Chinese Public Administration Review, Volume 3 · Numbers 1/2 · March/June 2005, p.44. ([14])Marleen Brans & Laurien Coenen," The Europeanization of Public Administration teaching ", Policy and Society, Vol . 35, No. 4,(2016) ,p. 348. ([15]) لمزید من التوضیح یمکن الرجوع لدراسة : Gyorgy Hajnal, "Public Administratiom Education in Europe" Continuity or reorientation?" Teaching Public Administration,Vol.33, No. (2), 2015, pp. 95 -114. ([16] (Jana Bertels, Geert Bouckaert, Werner Jann, "European Perspectives for Public Administration (EPPA)", Paper to be presented at the Stand-alone Session on "European Perspectives for Public Administration", EGPA Annual Conference 2016, Utrecht, the Netherlands, 22 - 26 August 2016, p.1. ([19]) Edoardo Ongaro, Sandra Van Thiel, Andrew Massey, Jon Pierre, and Hellmut Wollmann ," Public Administration and Public Management Research in Europe: Traditions and Trends" , in :E.Ongaro and S.Van Thiel (eds.), The Palgrave Handbook of Public Administration and Public Management in Europe, (England:springer, 2017), pp.4- 7. ([22]) Katarína Staroňová & Gyorgy Gajduschek, "Public administration education in CEE countries: Institutionalization of a discipline", Policy and Society, Vol.35, No.4, (2016), pp.351. ([23])Polonca Kovac, Tina Jukic, " Declarations and Reality of Europeanized Public Administration in Eastern Europe: Journals Content Analysis in Slovenia and Crotia", Transylvanian Review of Administrative Sciences, No. 50 E/2017, pp.128 -129. ([25]) Alina Georgiana," Profiroiu, Lecturer and Student Perspective Regarding Teaching Public Administration in Romania", Transylvanian Review of Administrative Sciences, Special Issue,(2017),p.142. ([30])Catholic University Leuven, Belgium, Public Governance Institute, Master in European Politics and Policies. ([33])Ivan Kopric , "Governance and Administrative Education in South Eastern Europe: Genuine Development, Conditionality, and Hesitations", HKJU-CCPA, vol.13,No.1,2013, pp.32-33. ([43]) لمزید من التفاصیل حول أنشطة المعهد یمکن الرجوع للتقریر السنوی الصادر فی 2015 : European Institute of Public Administration, Annual Report 2015. ([46]) EGPA Annual Conference, "Governance of Public Sector Organizations, Understanding the transformation of European public administration, changing arrangements for coordination and collaboration", Milano, Italy, 30 August – 1 September, 2017. Ani Matei and Lucica Mate Procedia," Internationalization of master programmes in public Administration:An EU-US comparative study", Social and Behavioral Sciences,Vol. 83, (2013),pp.734 – 738. ([51]) Peter bogason and marleen brans, " Training and Teaching :making public administration Teaching and theory relevant", European Political Science, Vol.7, 2008,p.89. ([52](Dion Curry, Steven Van de Walle, Stefanie Gadella, Public As an Academic Discipline:Trends and Changes in the COCOPS Academic Survey of European Public Administration Scholars , COCOPS, February 2014, pp.28-29. ([53]( Christopher Pollit, Future Trends in European public Administration and Management: An Outside(In Perspective, COCOPS, April 2014, pp.5-9 . ([54])Frans-Bauke van der Meer, Arthur Ringeling ," An Education Strategy for Practitioners in Public Administration Master’s Programs", Journal of Public Affairs Education (JPAE),No.1,(2016), pp.78 –79. | |||||||||||||||||||||||
Statistics Article View: 818 PDF Download: 855 |
|||||||||||||||||||||||