روح الفکاهة وعلاقتها بالتفاعل الاجتماعي لدى الطلاب الموهوبين

 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

 

 

روح الفکاهة وعلاقتها بالتفاعل الاجتماعی

لدى الطلاب الموهوبین

 

إعــــــــــداد

الطالب / علی محمد علی الماطری

إشراف

الدکتور/  جهاد محمد الهرش

أستاذ التربیة الخاصة المساعد

کلیة التربیة - جامعة الباحة

 

 

}    المجلد الخامس والثلاثون–العدد الثانی عشر- دیسمبر2019م{

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص الدِّراسة:

هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف إلى روح الفکاهة وعلاقتها بالتفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین بمحافظة محائل عسیر تبعاً لمتغیر الصف الدراسی، ولتحقیق غایات الدراسة الحالیة تم إتباع المنهج الوصفی ألارتباطی. وقد تکونت عینة الدراسة من جمیع الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة فی محافظة محائل عسیر وعددهم (70) طالب. وقد أعدا الباحث مقیاس روح الفکاهة ومقیاس التفاعل الاجتماعی للإجابة على أسئلة الدراسة. وأشارت النتائج إلى أن نمط روح الفکاهة لدى الطلاب الموهوبین کان النمط المتوازن بمتوسط حسابی مقداره (3.08). کذلک أن درجة مهارات التفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین کانت بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.84)، وقد جاء بعد "التعاون مع الآخرین" فی الترتیب الأول بمتوسط حسابی مقداره (3.96) وبدرجة مرتفعة، یلیه بعد "الإقبال على الآخرین "فی الترتیب الثانی بمتوسط حسابی مقداره (3.90) وکذلک بدرجة مرتفعة، یلیه بعد "الاتصال بالآخرین "فی الترتیب الثالث بمتوسط حسابی مقداره (3.75) وکذلک بدرجة مرتفعة، بینما جاء بعد "الاهتمام بالآخرین "فی الترتیب الأخیر بمتوسط حسابی مقداره (3.73) وکذلک بدرجة مرتفعة. کذلک أظهرت النتائج عدم  وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة روح الفکاهة والتفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین تعزى لمتغیر الصف الدراسی (أول ثانوی، ثانی ثانوی، ثالث ثانوی). وقد أشارت النتائج إلى أن هناک ارتباط موجب ودال إحصائیا بین درجة روح الفکاهة وأبعاد التفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین، وقد تراوحت معاملات الارتباط بین درجة روح الفکاهة وأبعاد التفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین (.473  - .915)، وهی قیمة مرتفعة ودالة إحصائیا.

وفی ضوء النتائج توصی الدراسة بضرورة مراعاة روح الفکاهة لدى الموهوبین لما لها من آثار إیجابیة فی التفاعل الاجتماعی لدیهم.

الکلمات المفتاحیة: روح الفکاهة، التفاعل الاجتماعی، الموهوبین.

Study abstract:

  The current study aimed to identify the spirit of humor and its relation to the social interaction of the gifted students in Asir governorate according to the variable of the class. To achieve the objectives of the current study, the descriptive descriptive approach was followed. The sample of the study consisted of all gifted students in the secondary stage in the governorate of Mu'aiel Asir, number (70) students. The researcher prepared a measure of humor and social interaction to answer the study questions. The results indicated that the gifted students' humor was the balanced pattern with an average of 3.08. The level of social interaction skills among gifted students was generally high with an average of 3.84. After "cooperation with others", the score of the social interaction skills in the first rank was 3.96 and higher, followed by "turnout" With an average of 3.90 and a high score, followed by "contact" in the third order with an average of 3.75 and a high score, while "attention to others" came in the last order with an average of 3.73 and a high score. The results also showed that there were no statistically significant differences in the level of humor and social interaction among gifted students due to the grade (first secondary, second secondary, third secondary). The results showed that there was a positive and statistically significant correlation between the level of humor and the social interaction dimensions of gifted students. The correlation coefficients between the level of humor and the dimensions of social interaction among gifted students (.915 –.473) were high and statistically significant.

In the light of the results, the study recommends that the spirit of humor of the gifted should be taken into consideration because of their positive effects on their social interaction.

Keywords: spirit of humor, social interaction, gifted.

 

 

المبحث الاول : -الإطار العام للدراسة

المقدمة

یعتبر الموهوبون فی کل مجتمع هم الثروة القومیة التی تعمل على تقدم وازدهار الأمم، إذ تمثل الموهبة الکنز الثمین والثروة، فلا یمتاز بها إلا فئة قلیلة من الأفراد (رفقة مجلى، 2011، 33) والموهوبون هم الاستثمار الحقیقی للقدرات العقلیة، فعن طریقهم یتوفر للمجتمع ما یحتاج إلیه من تمیز فی الأداء العلمی والإنسانی والفنی والتخیل والآمال والطموحات للمجتمع، فالاهتمام بهذه الفئة ضرورة حتمیة وواجب حضاری یفرضه التحدی العلمی والتنافس والتسارع نحو الکمال فی تحقیق الحاجات الضروریة للإنسان. (حابس العواملة، وآخرون، 2013، 113) ومع هذا، قد تشکل موهبة الطالب وطاقاته المتمیزة عقبة تعوق توافقه الاجتماعی وتحول دون عقد علاقات جیدة وصداقات مع الآخرین، وتعرضه للتجاهل والنبذ من قبل أقرانه ومن ثم الشعور بالوحدة النفسیة والانسحاب الاجتماعی، وهذه نتیجة حتمیة للشعور بالاختلاف. وأشارت الدراسات إلى أن الموهوبین عقلیا عرضة للمشکلات الاجتماعیة وخاصة عندما تکون الموهبة فی مستوى مرتفع، حیث تزید هذه الموهبة من تعرض الموهوب للمشکلات التکیفیة والاجتماعیة، فهم أکثر حساسیة للصراعات الاجتماعیة، ویمرون بدرجة من الاغتراب والضغوط والقلق أکثر من غیرهم، ولدیهم أیضا مقدرة على التعامل مع هذه الضغوط أکثر من غیرهم، وبالتالی هناک حاجة ماسة إلى التدخل والاهتمام بشکل خاص من الأهل والمدرسین لمساعدتهم على التغلب على الصعوبات والمشکلات التی قد تصادفهم (عبد المطلب القریطى، 2009، 226)، المشار الیة فی (دراسة البحیرى، 2011،64). وأن روح الفکاهة کمهارة اجتماعیة تواصلیة یمکن أن تسهم فی تنمیة التفاعل والتواصل الاجتماعی بین الطلاب الموهوبین والآخرین، وتجعلهم أکثر تفاؤلاً وإقبالاً على الحیاة. ویعتبر الضحک والمرح وروح الفکاهة سلوک اجتماعی یرتبط بالإنسان دون غیره من المخلوقات، فالإنسان کائن ضاحک، وقد اعتبره البعض فناً ابتدعته النفس البشریة لمواجهة ما فی حیاتها من شدة وقسوة وحرمان، ولکن الحقیقة أنه آیة من آیات الله فی خلق البشر، فهو سبحانه الذی میز الإنسان بالضحک والبکاء إلى جانب أشیاء أخرى کثیرة على رأسها العقل والمنطق قال تعالى: (¼çm¯Rr&ur uqèd y7ysôÊr& 4’s5ö/r&ur) (سورة النجم، آیة 43 ).

مشکلة الدراسة :تسعى الدراسة الحالیة  إلى التعرف على طبیعة العلاقة بین روح الفکاهة والتفاعل الاجتماعی والفروق بینهما حسب الصف لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محافظة محائل عسیر.

ومن هنا قام الباحث بصیاغة مشکلة الدراسة الحالیة من خلال السؤال الآتی:             ما هی الفروق فی درجة روح الفکاهة، ودرجة التفاعل الاجتماعی، وفقا لاختلاف الصف             )الأول، الثانی، الثالث (الثانوی، و ما طبیعة العلاقة بین روح الفکاهة والتفاعل الاجتماعی لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فیمحافظة محائل عسیر ؟

أسئلة الدراسة: ومما سبق قام الباحث بصیاغة أسئلة الدراسة کلاتی:

1- ما درجة روح الفکاهة لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محافظة محائل عسیر؟

2- ما درجة التفاعل الاجتماعی لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محافظة محائل عسیر ؟

3- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة روح الفکاهة لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین تعزى لمتغیر الصف الدراسی )الأول، الثانی، الثالث  (الثانوی؟

4- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة مهارات التفاعل الاجتماعی لدى         طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین بمحافظة محائل عسیر تعزى لمتغیر الصف الدراسی  )الأول، الثانی، الثالث ( الثانوی ؟

5- هل توجد علاقة ذات دالة إحصائیة بین درجة روح الفکاهة ومهارات التفاعل الاجتماعی لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محفظة محائل عسیر؟

أهداف الدراسة:تسعى هذه الدراسة إلى تحقیق الأهداف التالیة:

1- التعرف على درجة روح الفکاهة لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محافظة محائل عسیر.

2- التعرف على درجة التفاعل الاجتماعی لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محافظة محائل عسیر.

3- الکشف عن الفروق فی درجة روح الفکاهة لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محافظة محائل عسیر باختلاف الصف )الأول، الثانی، الثالث (الثانوی.

4- الکشف عن الفروق فی درجة التفاعل الاجتماعی لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محافظة محائل عسیر باختلاف الصف )الأول، الثانی، الثالث (الثانوی

5- التعرف على نوع العلاقة بین روح الفکاهة و التفاعل الاجتماعی لدى طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین فی محافظة محائل.

أهمیة الدراسة: ستمد الدراسة الحالیة أهمیتها من خلال:

الأهمیة النظریة: التعرف على الحاجات النفسیة لدى الطلاب الموهوبین فی ظل اهتمام الأمم بهم واعتبارهم من دعائم تقدم الأمم وتطورها، ورکزت الدراسة الحالیة على فئة الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة، حیث لاقت هذه الفئة بعض التجاهُل فی الدراسات السابقة، بالرغم مما تعانیه من حاجات نفسیة مختلفة وما یتوافق مع مرحلة المراهقة.

- تمثل متغیرات الدراسة (روح الفکاهة، التفاعل الاجتماعی) سمات شخصیة لا یمتلکها سوی الإنسان، ویجب تنمیتها والاهتمام بها، وذلک لما لها من الآثار الطیبة على الصحة النفسیة والجسدیة للفرد.

- تعتبر روح الفکاهة والتفاعل الاجتماعی من استراتیجیات التعلم الواعدة فی القرن الحالی، نظرا لما تحدثه من نمو ممتد الأثر فی شخصیة المتعلم الصغیر، والذى یمتد أثرها على نمو الجانب المعرفی، والتربوی من خلال التوافق الاجتماعی الإیجابی مع الآخرین.

- تتناول الدراسة متغیرین على درجة من الأهمیة والتی قد تبدو ذات تأثیر بالغ صحیاً ونفسیاً واجتماعیاً فی حیاة الطالب الموهوب الدراسیة والسلوکیة والمستقبلیة، وتفاعلاته الاجتماعیة الخاصة به.

الأهمیة التطبیقیة: توجیه کل من السادة المعلمین والمربین إلی أهمیة تناول روح الفکاهة فی مجال التعلیم عند تطویر الکتب المدرسیة والتعلم، وبما توفره هذه الدراسة من إطار نظری حول روح الفکاهة والتفاعل الاجتماعی، والعلاقة بینهما بشکل یسهم فی زیادة وعیهم بأهمیة هذین المتغیرین، مما یساعد على زیادة تحصیل الطالب الموهوب، ورفع کفاءة احتفاظه بالمعلومة  التی یتلقاها.

- توفیر معلومات وأدوات بحث، تسهم فی فتح المجال للمزید من البحوث والدراسات فی هذا الموضوع، والتی قد یستفید منها باحثین آخرین، لقلة الدراسات العربیة - فی حدود علم الباحث-  التی تناولت هذین المتغیرین معاً فی ضوء اختلاف النتائج التی توصلت إلیها الدراسة الحالیة.

- إثراء المکتبة السعودیة من خلال هذه الدراسة ونتائجها عن تأثیر روح الفکاهة على التفاعل الإجتماعی والعلاقة بینهما.

- تساعد روح الفکاهة التلامیذ على تقبل طرق تدریس حدیثة للمناهج، و تسهم فی تغییر روتین الحصة الذی یعتمد بالدرجة الأولی علی شرح المعلم.

- الاستفادة من نتائج الدراسة والتی قد تسهم فی توجیه القائمین على العملیة التربویة والعمل على وضع البرامج والأنشطة المنهجیة واللامنهجیة التی تساعد على تزوید الطلاب بالتغذیة الراجعة حول المهارات الاجتماعیة التی قد تحتاج إلى مزید من الممارسة لتحقیق التفاعل الاجتماعی بما یسهم فی الارتقاء بالعملیة التربویة.

- إصدار بعض المنشورات التربویة والإرشادیة التی تسهم فی توجیه مشاعر الطلاب إلى الجوانب الاجتماعیة الإیجابیة،  وإقامة مجالس الآباء والمعلمین التی تسهم فی فهم واستیعاب متطلبات الطلاب الموهوبین فی المدارس وحاجاتهم وبالتالی شعورهم بالرضا والسعادة.

مصطلحات الدراسة:

الفکاهة: التُعریف فی اللغة: بأنها " الطرافة والمزاح، والفاکه: المزاحُ والمفاکهة: الممازحَة بمُلح الکلام التی تصدر عن الفکه: طیب النفس (شاکر عبد الحمید،2003:13 )

وتُعرف اصطلاحا: بأنها رسالة اجتماعیة یقصد بها إثارة الضحک أو الابتسامة "            (Jones ,2007, 30).

ویعرف الباحث الفکاهة فی هذه الدراسة بأنها: سلوکیات أو أفکار أو أقوال لفظیة أو حرکیة أو تصویریة مضحکة، تحتوى على عناصر متناقضة أو غیر متوقعة تثیر الدهشة وتحدث الضحک وتستدعى الحس الفکاهی لإدراک التناقض فی المعنى والشکل وتذوقه          والتعبیر عنه.

وتشتمل الفکاهة على الأبعاد الآتیة:

- الجوانب المعرفیة Cognitive: ویقصد بها تلک العملیات العقلیة الخاصة بالإدراک والخیال والإبداع والفهم والتذوق للفکاهة.

- الجوانب الانفعالیة Emotional:  ویقصد بها تلک المشاعر السارة الخاصة بالتسلیة والبهجة والمرح والاستمتاع.

- الجوانب السلوکیة Behavioral:  ومنها الضحک بأصواته ونغماته، وحرکات عضلات الوجه، وتعریة الأسنان أو کشفها، والأصوات التی تصدر من الحلق، والتغیرات فی أوضاع الجسم وحرکاته.

- الجوانب الاجتماعیة Social: ویقصد بها تلک السیاقات الخاصة بالتفاعل الاجتماعی أو الاتصال الاجتماعی بین الأشخاص.

- الجوانب السیکوفسیولوجیة Psycho physiological: حیث تشتمل مواقف الفکاهة على تغیرات فی نمط موجات المخ الکهربائیة، نشاطات کذلک فی الجهاز العصبی المستقل، وفی التنفس وإنتاج الهرمونات، وحالة التنشیط العامة فی المخ (Ziv ,2012,84).

     روح الفکاهة: التُعریف فی اللغة: تعرف فی قاموس ( (APA,2007,451 بأنها: "القدرة على إدراک الجوانب المضحکة فی الموقف والتعبیر عنها فهی تنبع من العملیات البیولوجیة المعقدة فی الدماغ والجهاز العصبی".

   وتُعرف اصطلاحا:  یذکر( (  Ruch & Hofmann ,2012,63 أنها: "مفهوم فرضی یشیر إلى سمة شخصیة، لا یمکن ملاحظتها مباشرة وإنما یستدل علیها من السلوکیات الملاحظة والخبرات التی یتم تقریرها، وهو اختراع للعقل البشری، ولیس موجود فی أی کائن أخر".

وفی الثقافة العربیة عرفها( عبد العزیز محمود ، 2013،3  ( بأنها: "مجموعة من السمات والقدرات النفسیة والاجتماعیة التی تمیز بعض الأفراد،  وتظهر فی القدرة على جعل الآخرین یضحکون، وإضافة جو من البهجة والسرو، والقدرة على إنتاج الفکاهة وتوظیفها فی مواجهة الضغوط ومنغصات الحیاة، وتقدیر الکومیدیا وکل ما هو فکاهی، والقدرة على الاستمتاع والضحک وقضاء الأوقات المرحة".

التعریف الاجرائی: یعبر عنها بالدرجة التی یحصل علیها الطالب الموهوب على مقیاس روح الفکاهة المستخدم فی الدراسة الحالیة. ویتضمن ثلاثة أنماط (نمط الشخصیة الجادة، نمط الشخصیة المتوازنة ، نمط الشخصیة الفکاهیة)".

    ویعرف الباحث روح الفکاهة فی هذه الدراسة بأنها: "عملیة معرفیة وجدانیة تنطوی على تبنی اتجاهات إیجابیة نحو نوعیة السلوک الذی یثیر المرح والضحک، فضلا عن القدرة على إدراک الجوانب المضحکة فی الموقف، والتعبیر عنها بما یعمل على تسهیل التفاعلات الاجتماعیة، وتدعیم الذات فی مواجهة المواقف الضاغطة، وذلک کما تعکسه؛ الدرجة التی یحصل علیها الطالب الموهوب على مقیاس روح الفکاهة المستخدم فی هذه الدراسة".

       التفاعل الاجتماعی: التعریف فی اللغة: یقصد به التأثیر المتبادل بین شخصین أو أکثر، وأی تفاعلا بین الشخص وبعض التنبیهات الاجتماعیة المباشرة أو الغیر مباشرة التی تتضمن حضور نفسی وهو من أهم دعائم الحیاة الاجتماعیة (عبد الحلیم، طریف، عبد المنعم، ،2008،5).

ویعرف اصطلاحاً: أیضا  التفاعل الاجتماعی بأنه: "سلسلة دینامیکیة من الأفعال والتصرفات الاجتماعیة بین الأفراد أو المجموعات الذین یعدلون سلوکیاتهم أو أفعالهم واستجاباتهم تبعاً لأفعال الشخص الذی یتفاعلون معه، ویمکن التمییز بین التفاعلات الاجتماعیة فی أن منها ما یحدث بشکل عرضی، أو متکرر، أو طبیعی، أو منظم"  )هنودة، 2013،1).

التعریف الإجرائی:"هو الدرجة الکلیة التی یحصل علیها الطالب الموهوب على مقیاس التفاعل الاجتماعی، المستخدم فی الدراسة الحالیة. ویتضمن أربعة أبعاد (الإقبال على الآخرین، التعاون مع الآخرین، الاتصال بالآخرین، الاهتمام بالآخرین)".

ویعرف الباحث التفاعل الاجتماعی فی هذه الدراسة بأنه: قدرة الفرد على التحرک نحو الآخرین، وإقباله علیهم، وحرصه على التعاون معهم، والاتصال بهم، والتواجد وسطهم، والانشغال بهم، والاهتمام بأمورهم، والعمل على جذب اهتمامهم وانتباههم نحوه، ومشارکتهم انفعالیا، والتواصل معهم، والسرور لتواجده بینهم".

ویشتمل التفاعل الاجتماعی على الأبعاد الآتیة:

- الإقبال على الآخرین: یشیر إلى السعی نحو إقامة العلاقات مع الآخرین من خلال التواجد معهم، والاتصال بهم، ومساعدتهم.

- التعاون مع الآخرین: یشیر إلى العملیة التی یعمل أو یشارک فیها الفرد الآخرین أحداث حیاتهم بقصد تحقیق أهداف مشترکة.

-  الاتصال بالآخرین: یشیر إلى نقل الفرد لأفکار معینة أو معنى محدد إلى الآخرین.

-  الاهتمام بالآخرین: یشیر إلى تلبیة الحاجات النفسیة للآخرین من خلال مشارکتهم الأنشطة الاجتماعیة، والسؤال عن شؤونهم (Ziv ,2012,56)، )هنودة، 2013،42 ).

مفهوم الموهبة: التعریف فی اللغة: کلمة موهبة مأخوذة من الفعل (وهب) له الشی (یهبه) وهباً، وهبةً: أی أعطاه إیاه بلا عوض و (الوهبة): الهبة: الاستعداد الفطری لدى المرء للبراعة فی فن أو نحوه (ابن منظور، 2005، 157)

وتعرف اصطلاحاً: هی قدرة عقلیة استثنائیة, أو هی مقدار النقاط التی یحصل علیها الفرد علی اختبار ذکاء، وأجری تیرمان دراسة فردیة لذوی القدرات والذکاء المرتفع، واعتبر أن الموهوب هو الذی یکون ذکائه أکثر من 140 علی اختبار الذکاء، واعتقد تیرمان أن الذکاء صفة راسخة، أی أن الذکاء من وجهة نظره مرتبط بالعامل الوراثی. Davidson,2008,58)).

التعریف الاجرائی: یعبر عنها بالدرجة التی یحصل علیها الطالب الموهوب على مقیاس (موهبة) السعودی الذی تجریة وزارة التعلیم.

الطالب الموهوب: یعرف اصطلاحاً: هو ذلک الطالب ذوی مستوی الأداء الرفیع، ویحتاج         إلی برامج تربویة وخدمات تعلیمیة أکثر مما یتم تقدیمه فی البرنامج المدرسی المعتاد بهدف إتاحة الفرصة لتحقیق فائدة له وللمجتمع، ویؤکد هذا التعریف علی مستوی الأداء الرفیع         فی أی مجال من المجالات التالیة: القدرة العقلیة العامة، الاستعداد الدراسی الخاص، السلوک القیادی، التفکیر الابتکاری، الفنون المختلفة، المهارات الحیاتیة " النفسیة والاجتماعیة"         (أمل البوعینین، 2010،56).

أما التعریف الاجرائی: فهو الطالب الذی تم اختیاره بعد اجتیازه اختبار قیاس الموهبة الذی تجریة وزارة التعلیم. ttp://www.mezn.org/mzn/abouteduplc.php

ویعرف الباحث الطلاب الموهوبین فی هذه الدراسة بأنهم: الطلاب الذین لدیهم قدرات وإمکانیات مرتفعة الأداء فی مجالات عدیدة، کالسمات الشخصیة والجسمیة والعقلیة التقلیدیة والإبداعیة والانفعالیة والاجتماعیة والمهاریة کالفنیة والریاضیة واللغویة والأکادیمیة " التفوق الدراسی"، وتدل علیهم إجرائیا الدرجة التی یحصلون علیها على قائمة تقدیر الموهبة.

حدود الدراسة:

الحدود الزمانیة:قام الباحث بتطبیق الدراسة خلال الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1438ه – 1439ه.

الحدود المکانیة: اقتصرت الدراسة الحالیة على مدارس التعلیم العام الثانویة للبنین بمحافظة محائل عسیر.

الحدود البشریة: طبقة هذه الدراسة علىطلاب المرحلة الثانویة الصف )الأول، الثانی،         الثالث  (الثانوی الموهوبین فی محافظة محائل عسیر.

الحدود الموضوعیة: تحددت الدراسة الحالیة فی موضوع روح الفکاهة والتفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین .

المبحث الثانی : -الإطار النظری والدِّراسات السابقة

أولاً: الأدب النظری :یتناول الأدب النظری ثلاث محاور على النحو الآتی:

المحور الأول: روح الفکاهة: تعد روح الفکاهة من أحد الاتجاهات الحدیثة التی یلجأ إلیها التربویین من أجل تحسین العملیة التعلیمیة، و من أجل تنمیة و تحسین التواصل و التفاعل الاجتماعی داخل الفصول الدراسیة بین المعلمین و طلابهم. إن روح الفکاهة لیست بمتغیر حدیث العهد بل یعود إلى منذ العصور القدیمة، فقد کانت الفکاهة من الوسائل التی تستخدم لإسعاد الآخرین ولإدخال البهجة و السرور علیهم.

إن الفکاهة ینبغی أن تشتمل على خمسة شروط لکی تکون مضحکة. فیتطلب الشرط الأول أن یفهم المتلقی الفکاهة فی السیاق الاجتماعی الذی تتم فیه الفکاهة. و بعبارة أخرى، یجب أن تکون هناک صلة بالواقع الذی تتم فیه. الشرط الثانی، التحدی المعرفی، و یصر على أن الفکاهة تحدیا للمستقبلین. فیجب أن تندرج ضمن التواصل بین عدم الإهانة وعدم فقدان الجمهور فی العرض. الشرط الثالث، الجدة أو التناقض، تتطلب الفکاهة أن تکون فریدة من نوعها فی إیصالها. الشرط الرابع، یشیر إلى أن الفکاهة التی یتم تسلیمها فی نقطة مناسبة فی الوقت المناسب. وأخیرا، فإن الشرط الخامس، درجة الارتباط، یجب أن تکون الفکاهة لمواقف غیر شخصیة، و لیس لمس حساسیات المتلقی.  ( Evans-Palmer , 2009 , 34 )

 هذا ولاحظ الباحث أن هناک اختلاف فی التعریفات التی تناولت هذا المفهوم وذلک لاختلاف تعامل هؤلاء الباحثین مع البنیة النظریة التی اختاروها، فعلى سبیل المثال، تعرف روح الفکاهة على أنها بناء متعدد الأبعاد، یشمل کل من خلق الفکاهة، والشعور بالمرح، والاعتراف الشخصی بالفکاهة، وتقدیر الفکاهة، واستخدام الفکاهة کآلیة للتأقلم وتحقیق الأهداف الاجتماعیة (Dowling & Fain , 1999 , 38 ; Cann & Matson , 2014 , 177). کما تعرف أیضاً على أنها تفسیر الفرد لمحتوى الفکاهة من أجل التسلیة (Wu et al. , 2016 , 187 ).

ویتفق الباحث مع ما أشار إلیه (Martin et al. , 2003 , 49 ; Scheel & Gockel , 2017 , 11-12 ; Campbell et al. , 2015 , 10) إلى أن روح الفکاهة یمکن النظر إلیها على أنها قدرة معرفیة cognitive ability والتی تشیر إلى أن روح الفکاهة عبارة عن القدرة على خلق وفهم، وإعادة إنتاج، وتذکر النکات. کما یمکن تعریفها من حیث کونها استجابة جمالیة aesthetic response على أنها تقدیر الفکاهة، والتمتع بأنواع معینة من روح الدعابة.

جوانب روح الفکاهة: تشمل روح الفکاهة على الجوانب التالیة:

• الجوانب المعرفیة Cognitive: ویقصد بها تلک العملیات العقلیة الخاصة بالإدراک والخیال والإبداع والفهم والتذوق للفکاهة.
• الجوانب الانفعالیة Emotional: ویقصد بها تلک المشاعر السارة الخاصة بالتسلیة والبهجة والمرح والاستمتاع.
• ·      الجوانب السلوکیة Behavioral: ومنها الضحک بأصواته ونغماته، وحرکات عضلات الوجه، وتعریة الأسنان أو کشفها، والأصوات التی تصدر من الحلق، والتغیرات فی أوضاع الجسم وحرکاته.
• الجوانب الاجتماعیة Social: ویقصد بها تلک السیاقات الخاصة بالتفاعل الاجتماعی أو الاتصال الاجتماعی بین الأشخاص.
• الجوانب السیکوفسیولوجیة Psycho physiological: حیث تشتمل مواقف الفکاهة على تغیرات فی نمط موجات المخ الکهربائیة، نشاطات کذلک فی الجهاز العصبی المستقل، وفی التنفس وإنتاج الهرمونات، وحالة التنشیط العامة فی المخ (عمر، 2012م، 25-26).

أهمیة روح الفکاهة: تساعد الفرد على التکیف الاجتماعی، وتساعده على التعامل ومواجهة المحن، کما تساهم فی الشعور بالرفاهیة النفسیة ( Ho et al. , 2012 , 77 ; Lussier et al. , 2017 , 168 ).

العوامل التی تساهم فی نهضة روح الفکاهة: هناک مجموعة من العوامل و التی یوردها ( قاسم وآخرون، 2013م، 578 ) والتی تساهم فی نهضة ونشر روح الفکاهة، ویمکن عرضها وتوضیحها على النحو التالی:

1. التخفف من وطأة المحرمات الاجتماعیة: حیث تقدم الفکاهة لها صمام أمان للتعبیر عن الأفکار التی یصعب التعبیر عنها بصورة عادیة مثل الأمور السیاسیة والأمور الثقافیة فمن خلال الفکاهة یتم التنفیس المنضبط )أو المتحکم فیه) .
2. مواجهة الخوف و القلق: فیمکن من خلال الضحک على الأشیاء التی تخیفنا ویصعب أن نخضعها لسیطرتنا ونجعلها أقل تهدیدا لنا بحیث نستطیع من خلال الفکاهة أن ندافع عن أنفسنا ضد الخوف والقلق الذی نشعر به.
3. اللعب العقلی: فالفکاهة تمنحنا نوعا من التحرر المؤقت من سیطرة القوالب النمطیة والطرائق المنطقیة الجامدة من التفکیر، وتسمح لنا بالهروب المؤقت بشکل ممتع خالی من قیود الواقع وتتیح لنا لفترة من فترات الأصالة والخیال والإبداع.

       بعض الأسالیب لتشجیع الفرد على الشعور بالفکاهة: وتتلخص بعض تلک الأسالیب فیما أوردته کل من (المشرفی والبکاتوشی، 2012م، 70):

1. نموذج الفکاهة:القصص المضحکة، الضحک بصوت عالِ، التعامل باستخفاف مع المشکلات الصغیرة مثل اللبن المسکوب.
2. المفارقة: وهی حدوث ما لا یتوقع.
3. المبالغة: وهی ما یتخیل بطل الفکاهة القیام به، و إن کان من المحال تحقیقه فی الواقع.
4. الموقف الفکاهی:هو العمل الذی یقو به بطل الفکاهة )لا یعتمد على اللفظ فقط (.

وتشتمل روح الفکاهة على الأنماط التالیة:

الأول: (نمط الشخصیة الجادة): وتعرف على انها: هی شخصیة ذو طبیعة جادة, ولا تؤمن برؤیة الجانب المضحک فی الأشیاء.

الثانی: (نمط الشخصیة المتوازنة) وتعرف على انها: هی شخصیة تتمتع بالتوازن السلیم فی روح الفکاهة, وانها تستطیع رؤیة الجانب المضحک فی العدید من المواقف, وفی نفس الوقت تتمتع بالقدرة على التعاطف مع الاخرین فی محنهم.

الثالث: (نمط الشخصیة الفکاهیة) وتعرف على انها: هی شخصیة تتمتع بروح فکاهة قوی جداً وتتقدم فی حیاتها بمراج معتدل.  ( السرسی، 2014م، 99 ).

النظریات المفسرة لروح الفکاهة:

     نظریة التحلیل النفسی: وتستند نظریات التحلیل النفسی على أفکار فردیة من أن الفکاهة کآلیة دفاعیة لتجنب المشاعر غیر السارة والتعبیر عن محرکات القمع، فأی شخص            یجد  النکتة العدوانیة مضحکة عادة یقمع العدوان مما یساعد ذلک فی توفیر الطاقة السلبیة          التی کان سیستخدمها الفرد فی التفکیر فی السلوکیات العدوانیة والانفعالات السالبة.                 (Blevins , 2010 , 10)

وقد تم الاعتماد على هذه النظریة فی إعداد المقیاس المستخدم فی هذه الدراسة.

نظریة التفوق Superiority theory: تستمد هذه النظریة من افتراض أن الناس یحصلون على المتعة عندما یکون لدیهم مشاعر السیطرة أو السلطة. وتعد تلک النظریة من أقدم نظریات التی اهتمت بالنکت و التی یرجع تاریخها إلى دراسات أفلاطون وأرسطو. و عادة ما تستهدف الفکاهة التفوقیة الفرد الذی لا یملک الراوی التعاطف معه. فعندما تستهدف النکتة التفوقیة مجموعة یمکن أن تقلل من تلک المجموعة، وتعزز القوالب النمطیة، أو حتى تبطل لغة المجموعة. ومــــــــــــــــــن المفارقات أن القمع المشترک بین أفراد المجموعة المستهدفة بهذا النوع من الفـــــــــــــکاهة یجعلها مقبولة. وهذا بدوره یمکن أن یساعد فی تعزیز الشعور بالتماسک ویعزز هویـــــــــــــــــــــــــــــة المجموعـــــــــة الذاتیـــة ( Bateman , 2006 , 16 ) .

نظریة التنافر: یعد الفیلسوف الألمانی کانط أول من طرح تلک النظریة، وفی تلک النظریة یرتبط تفسیر الضحک بعنصر المفاجأة فی الفکاهة و ما تحمله من مفارقات غیر متوقعة و معانِ متنافرة. و تضمن فکاهة التنافر ما یسمى بالحلول المتناقضة، حیث تنطوی على جزئیین: أولهما ذو مضمون مألوف، وثانیهما غیر متوقع و شاذ، وتؤدی إلى تحول فی وجهات النظر           (شاهین، 2010م، 699 ).

نظریة المفاجأةSurprise Theory: ترى نظریة المفاجأة أو الإغاثة ترى الضحک من المنظور الفسیولوجی والنفسی حیث أن الضحک هو التنفیس عن الطاقة العصبیة أو الإفراج عن التوتر. وقام هربرت بدمج المنهجیة العلمیة والفکر الفلسفی. حیث یرى الضحک على النحو "الهیدرولیکی" أن الطاقة العصبیة بناء یحتاج إلى التفریغ. فالطاقة النفسیة أو العصبیة مع قاعدة من المشاعر أو الأفکار العدائیة أو القمعیة المضطهدة، ینظر إلیها على أنها صمام أمان للمشاعر والأفکار المحظورة للأحلام. (Teehan 2006 , 27 )

المحور الثانی: التفاعل الاجتماعی: عملیات التفاعل الاجتماعی القائمة بین الأفراد تصنف إلى أکثر من صنف وذلک حسب تأثیرها فی الروابط الاجتماعیة من حیث تعزیزها أو تمزیقها، وتشمل:العملیات المجمعة أو الإیجابیة وهی العملیات التی تؤدی إلى زیادة الروابط الاجتماعیة و تقویة العلاقات بین الأفراد والجماعات وتندرج تحتها مجموعة من العملیات الجزئیة کالتعاون والتلاؤم والتکیف والتمثیل والتنشئة الاجتماعیة. أو العملیات الممزقة أو الهدامة وهی التی تؤدی إلى التنافر بین الأفراد و الجماعات وأضعاف الروابط والعلاقات الاجتماعیة ویندرج تحتها عدد من العملیات الجزئیة کالمنافسة والصراع والقهر.(البرکات ویاسین، 2010م،110 ).

    ویعرف التفاعل الاجتماعی على أنه تأثیر متبادل بین شخصین أو أکثر، وأی تفاعلا بین الشخص وبعض التنبیهات الاجتماعیة المباشرة أو الغیر مباشرة التی تتضمن حضور نفسی وهو من أهم دعائم الحیاة الاجتماعیة (السید وآخرون، 2008م،2).

العوامل التی تساعد على التفاعل الاجتماعی: هناک مجموعة من العوامل التی تساهم  تساعد على التفاعل الاجتماعی الإیجابی وتماسک الجماعة منها:

1. تأکید قیمة الأهداف المشترکة بدلا من الأهداف الفردیة عن طریق العمل الجماعی والشعور بالجماعة.
2. وجود تنسیق بین أنشطة الأفراد و فاعلیتها فی تحقیق أهداف الجماعة.
3. تأکید کل فرد لولایة نحو الجماعة عن طریق الفعل والقول والتفکیر والإحساس. )الصیاطی وآخرون، 2010م، 108-109 )

     اسس التفاعل الاجتماعی: یعتمد التفاعل الاجتماعی على مجموعة من الأسس والتی یمکن توضیحها على النحو التالی:

1. الاتصال: لا یمکن بطبیعة الحال إن یکون هنالک تفاعل بین فردین دون إن یتم اتصال بینهم ویساعد الاتصال المتعددة على وحدة الفکر والتوصل إلى السلوک التعاونی.
2. التوقع: هو اتجاه عقلی واستعداد للاستجابة لمنبه معین. ویؤدی التوقع دوراً أساسیا فی عملیة التفاعل الاجتماعی حیث یصاغ سلوک الإنسان وفق ما یتوقعه من رد فعل الآخرین. فهو عندما یقوم بأداء معین یضع فی اعتباره عدة توقعات لاستجابات الآخرین کالرفض أو القبول والثواب أو العقاب ثم یقیم تصرفاته ویکیف سلوکه طبقاً لهذه التوقعات.

3.   الرموز ذات الدلالة: یتم الاتصال والتوقع ولعب الأدوار بفاعلیة عن طریق الرموز ذات الدلالة المشترکة لدى أفراد الجماعة کاللغة وتعبیرات الوجه والید وما إلى ذلک. وتؤدی کل هذه الأسالیب إلى إدراک مشترک بین أفراد الجماعة و وحدة الفکر والأهداف فیسیرون فی التفکیر والتنفیذ فی اتجاه واحد. ( سعدالله، 2009م، 10-11؛ أبو النیل، 2009م، 440-445 )

خصائص التفاعل الاجتماعی: تتسم بمجموعة من الخصائص، والتی یمکن توضیحها على النحو التالی:

1. یعد التفاعل الاجتماعی وسیلة اتصال وتفاهم بین أفراد المجموعة، فمن غیر المعقول أن یتبادل أفراد المجموعة الأفکار من غیر ما یحدث تفاعل اجتماعی بین أعضائها.
2. إن لکل فعل رد فعل، مما یؤدی إلى حدوث التفاعل الاجتماعی بین الأفراد.

أهداف التفاعل الاجتماعی:یحقق التفاعل بین الأفراد مجموعة من الأهداف منها:

1. ییسر التفاعل تحقیق أهداف الجماعة ویحدد طرائق إشباع الحاجات.
2. یساعد على تقییم الذات والآخرین بصورة مستمرة .
3. یساعد التفاعل على التنشئة الاجتماعیة للأفراد و غرس الخصائص المشترکة بینهم .   (زهیر، 2012م، 43 )

أشکال التفاعل الاجتماعی: هناک عدة أشکال للتفاعل الاجتماعی ومنها:

1. التعاون: ویعتبر التعاون من أهم أشکال التفاعل الاجتماعی ویتضمن العمل المشترک بین أفراد الجماعة أو بین الجماعات.
2. التنافس: وفیه یحاول کلا من الأفراد الجماعات تحقیق الأهداف المنشودة عن طریق الندیة أو الجهود المتعارضة، و قد تکون المنافسة شریفة لتحقیق الأفضل والأحسن والأجود، کما أنها قد تبنى على الغش والخداع والسلوک المضاد للآخرین.
3. التوافق:  ویقصد به المرونة فی التعامل و التوازن والحل الوسط ویعبر عن تقریب وجهات النظر بین الأفراد وبین الجماعات و العمل على إیجاد نوع من التوافق بین الأطراف المتنازعة.
4. الصراع: نزاع بین الأفراد أو الجماعات یتخلله شعور عدائی بین الأطراف المتصارعة أو المتنازعة مما قد یؤدی إلى التخاصم أو العداء أو حتى إلى القتال ( سعدالله، 2009م،63).

مستویات التفاعل الاجتماعی:

1. التفاعل بین الأفراد: أن نوع التفاعل القائم بین الأفراد هو أکثر أنواع التفاعل الاجتماعی شیوعاً.
2. التفاعل بین الجماعات: إن التفاعل القائم بین القائد وأتباعه أو المدرس وتلامیذه أو المدیر ومجلس الإدارة.                                             
3. التفاعل بین الأفراد والثقافة:المقصود بالثقافة فی هذه الحالة العادات والتقالید وطرائق التفکیر والأفعال والصلات البیئیة السائدة بین أفراد المجتمع ویتبع التفاعل بین الفرد والثقافة منطقیاً اتصال الفرد بالجماعة .

ویشتمل التفاعل الاجتماعی على الأبعاد التالیة:

1-      بعد الإقبال على الآخرین: ویعنی التحرک نحوهم والحرص على التعاون معهم والاتصال بهم والتواجد وسطهم .

2-      بعد التعاون مع الآخرین: ویعنی الحرص على التعاون معهم والشعور بالسعادة لذلک.

3-      بعد الاتصال بالآخرین: ویعنی القدرة على اقامة علاقة جیدة وصداقات مع الاخرین والحفاظ علیها ، والاتصال الدائم بهم ومراعاة قواعد الذوق الاجتماعی العام فی التعامل معهم.

4-      بعد الاهتمام بالآخرین: ویعنی الانشغال الفرد بالأخرین والسرور لوجوده معهم و وجودهم معه، والعمل جاهدا على جذب انتباههم واهتمامهم نحوه ومشارکتهم انفعالیا               ) ابنالعربی، 2009، 431).

النظریات المفسرة للتفاعل الاجتماعی: وفیما یلی عرض لبعض تلک النظریات على النحو التالی:

      نظریة بیلز : حاول فیها دراسة مراحل وأنماط التفاعل الاجتماعی وحدد بیلز فی کتابة “تحلیل عملیة التفاعل” المراحل والأنماط وتکلم عن عملیة التفاعل الاجتماعی على ضوء نتائج دراسته وملاحظته حولها. و بحث بیلز کان حول موضوع أو مشکلة، یرید أعضاء الجماعة الوصول إلى حلها مع الإشارة إلى أن للمشکلة عدة حلول و عدة خطوات یمکن القیام بها للوصول إلى الحل وأدت هذه الدراسة إلى تقدیم نموذجاً لتحلیل عملیة التفاعل الاجتماعی. یعتبر من أهم أسالیب البحث فی دینامیات الجماعة. لاحظ بیلز التفاعل الاجتماعی للجماعة عینة البحث من خلال مرآة یرى بها من جانب واحد. هذا و قد قسم مراحل التفاعل الاجتماعی حسب الترتیب التالی:

1. التعرف: أی الوصول إلى تعریف مشترک للموقف ویشمل طلب المعلومات والتعلیمات والتکرار والإیضاح والتأکید ما هی المشکلة، لماذا یجتمعون، وما هی الأشیاء المتوقعة منهم.
2. التقییم: أی تحدید نظام مشترک نقیم فی ضوئه الحلول المختلفة ویشمل ذلک طلب الرأی والتقییم والتحلیل والتعبیر عن المشاعر والرغبات "ما شعورهم نحو المشکلة، هل المشکلة مهمة ...الخ إبداء الرأی والتقییم والتحلیل والتعبیر عن المشاعر.
3. الضبط: أی محاولات الأفراد للتأثیر بعضهم فی البعض الآخر و یشمل: طلب الاقتراحات والتوجیه والطرق الممکنة للعمل والحل "ماذا یعملون بالضبط" .
4. اتخاذ القرارات: أی الوصول إلى قرار نهائی و یشمل ذلک: عدم الموافقة والرفض والتمسک بالشکلیات وعدم المساعدة والموافقة وإظهار القبول والفهم والطاعة .
5. ضبط التوتر: أی علاج التوترات التی تنشأ فی الجماعات ویشمل ذلک إظهار التوتر، والانسحاب من میدان المناقشة وتخفیف التوتر وإدخال السرور والمرح .

التکامل: أی صیانة تکامل الجماعة ویشمل ذلک، إظهار التفکک والعدوان والانتقاص من قدر الآخرین وتأکید الذات أو الدفاع عنها، وإظهار التماسک و رفع مکانة الآخرین وتقدیم العون والمساعدة و المکافأة . (الحافی، 2013م، 14 ) وقد تم الاعتماد على هذه النظریة فی إعداد المقیاس المستخدم فی هذه الدراسة.

النظریة السلوکیة: یرى السلوکیون عملیة التفاعل بین الأفراد والجماعات إلى نظریة المؤثر والاستجابة والتعزیز التی یتزعمها العالم الأمریکی (سکنر)، ویرى السلوکیون أن المخلوقات الاجتماعیة لیست سلبیة فی تفاعلها بل إن لدیهم المقدرة على الاستجابة للمؤثرات أو المنبهات التی یتلقونها خلال عملیة التنشئة الاجتماعیة القائمة على التفاعل والشخصیة التی تتکون وتشکل الفرد أو الجماعة وهی نتیجة مباشرة لهذا التفاعل، فالتفاعل یتمثل فی الاستجابات المتبادلة بین الأفراد فی وسط أو موقف اجتماعی بحیث یشکل سلوک الواحد مؤشراً أو منبهاً لسلوک الآخر.

وهم یؤکدون أن التفاعل الاجتماعی لا یبدأ ولا یستمر إلا إذا کان المشترکون فیه یتلقون شیئاً من التدعیم أو الإثابة التی تقوم على مبدأ إشباع الحاجة المتبادل. فالتفاعل هنا هو إشباع لحاجات الطرفین اللذین یقوم بینهما التفاعل، فالطفل یحصل على ما یرید من والدیه، و الوالدان یحصلان على ما یریدان من تعلم الطفل للکلام و التواصل اللغوی. (المطیری، 2014م، 44 )

     نظریة نیوکمب : ینظر نیوکمب إلى التفاعل وکأنه نوع من الجهاز أو النظام الذی ترتبط أجزاءه ببعضها، و یتوقف عمل جزء منه على أداء بقیة الأجزاء لوظائفها. و على هذا الأساس یقوم الناس الذین یحدث بینهم التفاعل بتغییر سلوکهم نتیجة لهذا التفاعل حیث یعتدل سلوک أحد الطرفین إذا حدث تغییر فی سلوک الطرف الآخر.  إن نمطاً من العلاقة المتوازنة تسود بین شخصین متفاعلین عند تشابه اتجاهاتهما و آرائهما بالنسبة لشیء أو شخص أو موقف و إن نمطاُ من العلاقة المتوترة غیر المتوازنة ینشأ بین الطرفین المتآلفین إذا کان کل منهما یحمل أفکارا أو اتجاها ًمتبایناً نحو طرف ثالث مشترک. کما ینشأ نمطاً من العلاقة غیر المتوازیة بین طرفین غیر متآلفین حتى و لو کانا متشابهین فی مواقفهما واتجاهاتهما بالنسبة للطرف الثالث. و هکذا یستنتج ( نیوکمب ) إن مدى الصداقة و الود والتجاذب تقوى بین الطرفین الذین تربطهما موقف واتجاهات وأفکار وآراء متشابهة نحو الأشخاص أو الأشیاء أو الموقف و الآراء ذات الاهتمام المشترک. ( العادلی، 2014، 339).

    نظریة سابمسون : یمیل أو یتجه الفرد إلى تغییر إحکامه فی المواقف غیر المتوازنة التی یسودها التوتر أکثر منه فی المواقف المتوازنة، ویمیل الأشخاص بصورة عامة إلى إصدار الأحکام المشابهة لأحکام من یحبون أو یألفون والمخالفة لأحکام من لا یحبون. و لقد أثبتت التجارب التی أجراها ( سابمسون ) إن العلاقات المتوازنة فی نطاق التفاعل الاجتماعی تکون ناتجة عن :

1. اعتقاد أحد الطرفین أن الطرف الآخر الذی نحب یحمل نفس الآراء ویحمل نفس القیم والمعتقدات التی یحمل أو مشابهاً لها .
2. اعتقاد بأن الطرف الآخر الذی لا نحب لا یحمل آراء ومعتقدات أو قیماً شبیهة           بآرائه وأحکامه .

أما العلاقات غیر المتوازنة (التوتر) فتکون حسب نتائج التجارب التی أجراها (سابمسون) أیضاً وهذه النتائج هی ما یأتی:

1. الاعتقاد بان الطرف الآخر الذی نحب یصدر أحکاما تخالف أحکامنا .
2. الاعتقاد بأن الطرف الآخر الذی لا نحب یصدر أحکاما تشابه إحکامنا.

وفی کلتا الحالتین فان لأهمیة الحکم أو الرأی أو القیمة أثراً کبیراً فی وحدة أو قوة العلاقة الناشئة عن الموقف لأن یؤدی اهتماماً أکبر للأمور الهامة و الخطیرة التی تؤثر فی حیاته وتکیفه مع مجتمع أکثر من تلک التی تکون ذات أثر محدود فی ذلک کالأحکام المتعلقة بالأکل والشرب مقارنة بالأحکام المتعلقة بفلسفة الحیاة أو القیم الاجتماعیة أو الأخلاقیة أو الدینیة أو السیاسیة ( الأخزمی، 2011، 41-42 ).

      نظریة فیلدمان فی التکامل الاجتماعی: تستند نظریة التفاعل الاجتماعی عند "فیلدمان" على خاصیتین رئیسیتین، هما: الاستمرار أو التآزر السلوکی بین أعضاء الجماعة والجماعات الأخرى، ومن خلال دراسة قام بها " فیلدمان" على ستة مجموعات من الأطفال، وما توصل إلیه هو أن التفاعل الاجتماعی مفهوم متعدد یتضمن ثلاثة أبعاد:

1. التکامل الوظیفی: ویقصد به النشاط المتخصص والمنظم الذی یحقق متطلبات الجماعة من حیث تحقیق أهدافها وتنظیم العلاقات الداخلیة فیها والعلاقات الخارجیة بینها وبین الجماعات الأخرى.
2. التکامل التفاعلی: ویعنی به التکامل بین الأشخاص من حیث التأثیر والتأثر وعلاقة الحب المتبادلة.
3. التکامل المعیاری: و یقصد به التکامل فیما یتعلق بالمعاییر الاجتماعیة، أو القواعد السلوکیة المقبولة التی تضبط سلوک الأفراد فی الجماعة. ( ساحة، 2012م، 79- 80 )

المحور الثالث: الطلاب الموهوبین: إن مصطلح الموهبة یمکن تعریفه من حیث اللغة على أنه الاستعداد الفطری لدى المرء للبراعة فی فن أو نحوه (بترجی، 2011م، 32 ). والموهبة بالمعنى العام تعنی قدرة خاصة موروثة کالمواهب الفنیة، ویقصد بها الاستعدادات للتفوق فی المجالات غیر الأکادیمیة کالفنیة مثل: الرسم و الموسیقى والشعر والتصویر         ( الأزرق، 2012م، 176).

تصنیف الموهوبین: اختلف آراء واتجاهات الباحثین حول تصنیف الموهوبین، فقد تم تصنیفهم بناء على وجهات نظر مختلفة من قِبل الباحثین: تصنیف الموهوبین من وجهة نظر مارلاند تتمثل فی الآتی:

1. الموهوبون عقلیاً:  ویتمیزون بدقة الملاحظة، وسرعة التعلم والمبادرة، ومعالجة المعلومات بطریقة مرکبة، مهتمین بالبحث ومستمتعین بتکوین الفروق والتخمینات الذکیة.
2. الموهوبون أکادیمیاً:  لدیهم مقدرة عالیة على التذکر، مع سرعة اکتساب المهارات المعرفیة الأساسیة.
3. المبدعون: یتمیزون بتفکیر مستقل، ویتمتعون بروح الدعابة أو المرح، ویستطیعون استخدام الأدوات أو الألعاب بطریقة تخیلیة.
4. الموهوبون فی القیادة: یتمیزون بالجرأة، والثقة بالنفس، یقودون زملائهم فی الأنشطة الجماعیة،کما یحظون بینهم بالشعبیة.
5. الموهوبون فی الأنشطة الریاضیة:  لدیهم مقدرة على التناسق الحرکی، و یتمیز أداؤهم الحرکی بالدقة والسرعة.

خصائص الطلبة الموهوبین: تتسم بمجموعة من الخصائص والتی یمکن توضیحها على النحو التالی:

الخصائص المعرفیة: یتمیز الطلبة الموهوبون والمتفوقون عقلیا بخصائص سلوکیة معرفیة تمیزهم عن أقرانهم فی مرحلة مبکرة من نموهم. وتلعب التنشئة الأسریة والظروف المحیطة دورا هاما فی استمرار تنمیة هذه الخصائص مع التقدم فی السن، بینما قد یؤدی عدم توافر الرعایة السلیمة إلى إخفاء کثیر من هذه الخصائص بسبب حساسیة الموهوب والمتفوق، وقد یؤدی إلى جعلها قوى سلبیة معیقة للتعلم. ولذلک ینبغی أن تفهم الخصائص المعرفیة فی ضوء            الاعتبارات التالیة:

• الطلبة الموهوبون و المتفوقون لیسوا مجتمعا متجانسا کما قد یتبادر للذهن، وهناک مجال للتفاوت بالنسبة لکل من هذه الخصائص، وکلما ازدادت درجة الموهبة والتفوق عند الفرد کلما ازدادت درجة تفرده عن غیره.
• الخصائص المعرفیة لیست ثابتة أو جامدة ولکنها تتطور من خلال التفاعل مع المحیط بدرجات متفاوتة، وعلیه فإن بعض الخصائص قد لا یظهر لدى بعض الطلبة فی مراحل مبکرة من نموهم وقد یظهر فی مراحل متأخرة تبعا للرعایة فى البیئة.

   أمـا أهـم الخصائص المعرفیـة التی تتردد فـی المراجـع المتخصصـة فتشمل ما یلی:

أولا:   القدرة على التعامل مع النظم الرمزیة والأفکار المجردة: یظهر الطفل الموهوب والمتفوق قدرة فائقة على تعلم ومعالجة النظم اللغویة والریاضیة فی مرحلة مبکرة من العمر.

ثانیا: حب الاستطلاع: یکشف الطفل الموهوب والمتفوق فی سن مبکرة عن رغبة قویة فی التعرف على العالم من حوله وفهمه، وذلک من خلال قوة ملاحظته وطرحه التساؤلات التی تبدو غیر منسجمة مع مستواه العمری أو الصفی. وتعد جدیة الراشدین فی الاستجابة لهذه التساؤلات وتقدیم المعلومات المناسبة عنصرا هاما فی بناء الشخصیة الاستکشافیة وتقویتها لدى الطفل، کما أن استهتار الوالدین والمعلمین أو تجاهلهم لتساؤلات الطفل الموهوب والمتفوق - ولا سیما فی المراحل المبکرة لنموه - قد یکون له آثار مدمرة على عملیة التعلم واکتساب المعرفة فی المستقبل.

ثالثا: تفضیل العمل الاستقلالی: یتمیز الموهوب والمتفوق بنزعة قویة للعمل منفردا ولاکتشاف الأشیاء بطریقته الخاصة بأقل قدر من التوجیه من قبل المعلمین أو الوالدین.

رابعا: قوة الترکیز: یتمتع الموهوب والمتفوق بقدرة فائقة على الترکیز على المشکلة أو المهمة التی یقوم بمعالجتها، و یرافق هذه القدرة على الترکیز طول مدة الانتباه. 

خامسا: قوة الذاکرة: یوصف الطلبة الموهوبون والمتفوقون باتساع وعمق معارفهم وقدرتهم على اکتساب واختزان کم هائل من المعلومات حول موضوعات متنوعة. ویرتبط بذلک حقیقة أن الموهوب والمتفوق بطبیعته محب للاستطلاع، کثیر الأسئلة.

سادسا: حب القراءة: یوصف الطلبة الموهوبون والمتفوقون بأنهم مهوسون کتب مولعون بالقراءة. وقراءاتهم متنوعة و متبحرة.

سابعا: تنوع الاهتمامات والهوایات: یتصف الطلبة الموهوبون والمتفوقون بتنوع وکثرة اهتماماتهم وهوایاتهم.

ثامنا: تطور لغوی مبکر: یظهر الطلبة الموهوبون والمتفوقون مستویات متقدمة من التطور اللغوی والقدرة اللفظیة.

الخصائص الانفعالیة: یقصد بالخصائص الانفعالیة تلک الخصائص التی لا تعد ذات طبیعة معرفیة أو ذهنیة، ویشمل ذلک کل ما له علاقة بالجوانب الشخصیة والاجتماعیة والعاطفیة. وفیما یلی عددا من الخصائص الانفعالیة أهمها:

أولا:النضج الأخلاقی: تشیر عدة دراسات إلى وجود علاقة إیجابیة بین مراحل النضج الأخلاقی وبین مراحل النضج العقلی أو المعرفی. وقد أشارت دراسات تـیرمان إلى أن الطلبة الموهوبین والمتفوقین فی عینة دراسته الطولیة أظهروا تقدما فی مستوى نضجهم الأخلاقی بمعدل یوازی مستوى النضج الأخلاقی لمن یکبرونهم سنا بأربع سنوات.

ثانیا: روح الفکاهة: یمتلک الطلبة الموهوبون والمتفوقون غالبا القدرة على ملاحظة مفارقات الحیاة الیومیة وإدراک أوجه التناقض وعدم الانسجام فی المواقف والحوادث التی یختبرونها بصورة أکثر یسرا و وضوحا من أقرانهم، وذلک بالاعتماد على مخزونهم المعرفی الواسع وسرعتهم فی التفکیر وإدراک العلاقات. و فی کثیر من الأحیان یلجؤون إلى استخدام النکتة اللاذعة أو المبطنة فی التکیف مع محیطهم من أجل تقلیل الآثار السلبیة لخبراتهم المؤلمة على تقدیرهم لأنفسهم وللآخرین.

ثالثا: القیادیة: یقصد بالقیادیة امتلاک قدرة غیر عادیة على التأثیر فی الآخرین أو إقناعهم أو توجیههم. ومن بین أهم مظاهر القیادیة: القدرة على التفکیر، حل المشکلات، اتخاذ القرارات و الالتزام بها، الثقة بالنفس، رکوب المخاطر إذا لزم الأمر العمل باستقلالیة، الصدق مع النفس، التوجه الإیجابی لمساعدة الآخرین عند الحاجة و المبادرة.

رابعا: الحساسیة المفرطة والحدة الانفعالیة: یظهر الطلبة الموهوبون والمتفوقون عادة حساسیة شدیدة لما یدور فی محیطهم الأسری و المدرسی والاجتماعی بشکل عام، وکثیرا ما یشعرون بالضیق أو الفرح فی مواقف قد تبدو عادیة لدى غیرهم من الطلبة العادیین. کما إن الحساسیة الزائدة وقوة المشاعر هی المظهر الأکثر وضوحا فی النمو العاطفی للطفل الموهوب والمتفوق، وهی القوة المحرکة للموهبة وبدونها تکون الموهبة کالجسد بلا روح. ومن السلوکیات التی تعکس الحساسیة الزائدة وقوة المشاعر:

• الانسحاب من الموقف خوفا على مشاعر الآخرین .
• الابتعاد عن الآخرین والمشارکة الوجدانیة .
• الخوف من المجهول والقلق والاکتئاب والشعور بالإثم .

خامسا: الکمالیة: الکمالیة صفة یجری التأکید علیها فی المجتمعات التی تسودها روح التنافس. وتسهم المؤسسات التربویة والاجتماعیة ودوائر المال والأعمال والدیانات بنصیب فی ترسیخ هذه الظاهرة . وقد درست صفة الکمالیة فی العصور القدیمة من منظور فلسفی ودینی وأدبی، کما درست حدیثا من منظور تربوی و نفسی. ومن أبرز السلوکیات أو الخصائص المرتبطة بالکمالیة:

• التفکیر بمنطق کل شیء أو لا شیء All-or-Nothing.
• السعی القهری لبلوغ أهداف مستحیلة.
• وتقییم الذات على أساس مستوى الإنجاز والإنتاجیة . (عامر، 2009م،54 )

ثانیاً: الدراسات السابقة :

المحور الأول: دراسات تناولت روح الفکاهة عند الموهوبین

هدفت دراسة واو ( Wu , 2016 ) إلى التعرف على الاختلاف بین الذکور والإناث الموهوبین فی أنماط الفکاهة، کما هدفت إلى التعرف على العلاقة بین أنماط الفکاهة والعزو لدى عینة من طلبة المرحلة الثانویة . تکونت عینة الدراسة من ( 431) من طلبة المرحلة الثانویة، واشتملت أدوات الدراسة على استبیان أنماط الفکاهة ومقیاس العزو، وتمثل منهج الدراسة فی المنهج الارتباطی. وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود اختلاف بین الذکور والإناث فی استخدام أنماط الفکاهة لصالح الذکور، و کذلک وجود اختلاف بین الذکور و الإناث فی العزو لصالح الإناث . کما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة إحصائیة بین أنماط الفکاهة والعزو لدى عینة الدراسة ..  

اجرى الفلاح ( 2009م ) دراسة هدفت إلى التعرف على أهمیة الفکاهة فی التعبیر التواصلی اللفظی وغیر اللفظی فی عملیة التواصل الاجتماعی لدى طلبة مدارس بنغازی الموهوبین فی لیبیا، من خلال استخدام الفکاهة تربویا، بهدف تحقیق شخصیة إیجابیة         للطفل ومستقبله، ولتحقیق هذا الهدف تم تصمیم برنامج تربوی فکاهی یتضمن أنشطة                (لفظیة ، وفنیة، وموسیقیة، وقصصیة، وتمثیلیة، وحرکیة ). تکونت العینة من (30) طفل منهم (15) طفل مجموعة تجریبیة، (15) طفل مجموعة ضابطة. شملت الأدوات علی استمارة الحالة الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة، ومقیاس مهارات التعبیر التواصلی اللفظی وغیر اللفظی، وبرنامج الأنشطة التربویة الفکاهیة لطفل الروضة، وتوصلت النتائج إلى أن نمو تعبیر الطفل الفکاهی والإبداعی، نتیجة لنمو تعبیریته التواصلیة، وکذلک نمو قدرة الطفل على مواجهة مشکلاته بطریقة مقبولة اجتماعیاً ومرنة وأصبح أکثر تقبلا للفکاهة.

المحور الثانی: دراسات تناولت التفاعل الاجتماعی عند الموهوبین

هدفت دراسة برایستو وآخرون (  Prasetyo et al . , 2016 ) إلى التعرف على العلاقة بین التفاعل الاجتماعی وسلوکیات المشاغبة لدى عینة من الموهوبین . تکونت عینة الدراسة من (50) من الموهوبین. اشتملت أدوات الدراسة على مقیاس التفاعل الاجتماعی ومقیاس سلوکیات المشاغبة، وتمثل منهج الدراسة فی المنهج الارتباطی .أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة إحصائیة بین التفاعل الاجتماعی وسلوکیات المشاغبة .

وقد اجر کل من  البرکات ویاسین ( 2010م ) دراسة هدفتهذهالدراسةإلىمعرفةالعلاقةبینالتفاعلالاجتماعیومستوىالطموحلدىطلبةالمرحلةالثانویة الموهوبینفی محافظةاربدولتحقیقهذاالغرضتمتطبیقمقیاسین،أحدهماللتفاعلالاجتماعیوالآخرلمستوىالطموح،على عینةمکونةمن٤٨٣طالبوطالبةفیالمرحلةالثانویةفیمحافظةاربدفیالأردن، وتمثل منهج الدراسة فی المنهج الارتباطی.وقدأظهرتالدراسةأنهناک مستوىعالیمنالتفاعلالاجتماعیوکذلکتوصلتالدراسةإلىارتفاعمستوىالطموحالأکادیمیلدىأفرادالعینة وکذلکوجودعلاقةإیجابیةدالهإحصائیامابینالتفاعلالاجتماعیومستوىالطموحلدىالطلبة .

التعقیب على الدراسات السابقة:

      من حیث الموضوع:تناولت الدراسة الحالیة موضوع روح الفکاهة وعلاقته بالتفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین بالمرحلة الثانویة ، ویعد هذا الموضوع من الموضوعات التی شغلت اهتمام العدید من الباحثین، حیث أکده الدراسات السابقة على أهمیة روح الفکاهة ودورها فی تحسین التفاعل الاجتماعی و تنمیة لدى الطلاب الموهوبین.

من حیث العینة:العینة التی تطبق علیها الدراسة الحالیة هم عینة من طلاب المرحلة الثانویة الموهوبین. قد اختلفت عینة الدراسة الحالیة مع عینات بعض الدراسات السابقة، حیث اهتمت تلک الدراسات بتناول روح الفکاهة و التفاعل الاجتماعی لدى فئات عمریة مختلفة.

من حیث الأدوات :اشتملت أدوات دراسات المحور الأول على مقاییس واستبیانات روح الفکاهة، وفی الدراسة الحالیة سوف یقوم الباحثة بإعداد مقیاسین أحدهما لروح الفکاهة والآخر للتفاعل الاجتماعی من اعداد الباحث.

      من حیث المنهج :تشابهت الدراسة الحالیة مع عدد من الدراسات السابقة  کدراسة واو وآخرون (Wu et al , 2016 )، و دراسة شراب ( 2011م )، و دراسة برایستو وآخرون          (  Prasetyo et al . , 2016 )، و دراسة البرکات ویاسین ( 2010م )، و دراسة الصیاطی وآخرون ( 2010م ). من حیث استخدامها للمنهج الوصفی الارتباطی، فی حین اختلفت          مع بعض الدراسات کدراسة الخولی (2016م )، ودراسة الفلاح (2009م) التی استخدمت المنهج التجریبی.

     مدى استفادة الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة: استفاد الباحث من الدراسات السابقة فی دراسته الحالیة التی یقوم بها فی عدة جوانب تمثلت فی إسهامات تلک الدراسات فی تحدید مشکلة الدراسة، وأهمیتها، وتحدید المفاهیم، وکذلک إعداد الأدب النظری للدراسة الحالیة، بالإضافة إلى تحدید عینة الدراسة، وإعداد أدوات الدراسة، وطریقة التطبیق، وتحدید المعالجة الإحصائیة التی یتم استخدامها فی الدراسة الحالیة، وتفسیر ما ستسفر عنه الدراسة الحالیة من نتائج اعتمادا على ما توصلت إلیه الدراسات السابقة التی تم عرضه.

اوجه التفرد فی الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة: تفـــــــــــــردت الدراســــــــــة الحالیة عن الدراسات السابقة إذ تعتبر الدراسة الأولى من نوعها حسب علم الباحث التی تناقـــــــــــش (روح الفکاهة وعلاقتها بالتفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین) وتمیزت کذلک هذه الدراسة ببحث العلاقة بین متغیر روح الفکاهة ومتغیر التفاعل الاجتماعی.

منهجیة الدراسة: تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف إلى نمط روح الفکاهة وعلاقتها           بالتفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین والفروق فی ذلک تبعاً لمتغیر الصف الدراسی،           ولتحقیق غایات الدراسة الحالیة تم إتباع المنهج الوصفی (الإرتباطی) لأنه یتناسب مع طبیعة الدراسة وأهدافها.

مجتمع الدراسة: تکون مجتمع الدراسة من جمیع الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة         فی محافظة محائل عسیر، وعددهم ( 70 ) طالب.

عینة الدراسة: تألفت عینة الدراسة الحالیة مما یلی:

1. العینة الاستطلاعیة: قام الباحث باشتقاقعینةوالتی بلغ عددها (30) طالباً من مجتمع الدراسة، تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة وتم تطبیق أدوات الدراسة علیهم بهدف التحقق من صدق وثبات أدوات الدراسة.
2. عینة الدراسة الرئیسیة: وتکونت من (70) طالباً من طلاب المرحلة الثانویة الموهوبینً بمحافظة محائل عسیر، والذین تم اختیارهم بطریقة الحصر الشامل وبما یشکل(100%) من مجتمع الدراسة، والجدول (1) یبین توزیعهم تبعاً لمتغیر الدراسة (لمتغیر الصف الدراسی) والنسبة المئویة.

أدوات الدراسة: بعد اطلاع الباحث على الدراسات السابقة والأبحاث ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالیة قام بإعداد مقیاسین الاول لقیاس درجة روح الفکاهة لدى الطلاب الموهوبین. والثانی لقیاس مهارات التفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین، وفیما یلی وصف لإجراءات إعداد کل منها:

أ) مقیاس روح الفکاهة: مقیاس روح الفکاهة الذی تم أعداده من قبل الباحث. والذی یقیس درجة تحقق روح الفکاهة فی أنماطها الثلاثة (الجادة، المتوازنة، الفکاهیة). ویتضمن المقیاس صورة واحدة وتحتوی على (24) فقرة تقیس أنماط روح الفکاهة، تقع إجابتها على مقیاس خماسی.

ب) مقیاس التفاعل الاجتماعی: تم أعداده من قبل الباحث والذی یقیس التفاعل الاجتماعی والمتکون من أربعة أبعاد هی:

البعد الأول (الإقبال على الآخرین)،البعد الثانی(التعاون مع الآخرین)،البعد الثالث           (الاتصال بالآخرین)،البعد الرابع(الاهتمام بالآخرین) ولکل بعد فقراته الخاصة.

المبحث الثالث : -نتائج الدِّراسة والتوصیات والمقترحات

جاءت نتائج الدراسة حسب تسلسل أسئلتها على النحو التالی:

النتیجة الأولى: أن نمط روح الفکاهة لدى الطلاب الموهوبین کان النمط المتوازن بمتوسط حسابی مقداره (3.08). وقد تراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (1.99) إلى (4.21) وتنوعت بین نمط روح الفکاهة المتوازن والفکاهی على التوالی. وقد کانت أعلى فقرة فی المقیاس الفقرة الخامسة عشرة "أشعر بالسعادة عندما اضحک الجمیع" ضمن النمط الفکاهی، بینما جاءت الفقرة الثانیة عشرة "أضحک کثیراً على مهرجی السیرک" بالمرتبة الأخیرة ضمن النمط المتوازن.

النتیجة الثانیة: أن درجة مهارات التفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین کانت بشکل عام مرتفعة بمتوسط حسابی مقداره (3.84).وقد تراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (2.69) إلى (4.60) بدرجة متوسطة ومرتفعة على التوالی، وقد جاء بعد "التعاون مع الآخرین" فی الترتیب الأول بمتوسط حسابی مقداره (3.96) وبدرجة مرتفعة، یلیه بعد "الإقبال على الآخرین "فی الترتیب الثانی بمتوسط حسابی مقداره (3.90) وکذلک بدرجة مرتفعة، یلیه بعد "الاتصال بالآخرین "فی الترتیب الثالث بمتوسط حسابی مقداره (3.75) وکذلک بدرجة مرتفعة، بینما جاء بعد "الاهتمام بالآخرین "فی الترتیب الأخیر بمتوسط حسابی مقداره (3.73) وکذلک بدرجة مرتفعة. وقد کانت أعلى فقرة فی المقیاس الفقرة العاشرة "اشعر بالسعادة عندما أساعد الآخرین" بدرجة مرتفعة، بینما جاءت الفقرة الثالثة "أبادر بزیارة زملائی" بالمرتبة الأخیرة وبدرجة متوسطة.

النتیجة الثالثة: عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة روح الفکاهة لدى الطلاب الموهوبین تعزى للصف الدراسی (أول الثانوی، ثانی الثانوی، ثالث الثانوی). وبعبارة أخرى لم تختلف تقدیرات الطلاب الموهوبین لدرجة روح الفکاهة لدیهم باختلاف صفوفهم الدراسیة.

النتیجة الرابعة: عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة مهارات التفاعل الاجتماعی تعزى للصف الدراسی (أول الثانوی، ثانی الثانوی، ثالث الثانوی). وبعبارة أخرى لم تختلف تقدیرات الطلاب الموهوبین لدرجة مهارات التفاعل الاجتماعی لدیهم باختلاف صفوفهم الدراسیة.

النتیجة الخامسة: هناک ارتباط موجب ودال إحصائیا بین درجة روح الفکاهة وأبعاد التفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین، وقد تراوحت معاملات الارتباط بین درجة روح الفکاهة وأبعادا لتفاعل الاجتماعی لدى الطلاب الموهوبین (0.473** - 9150.** )، وهی قیمة مرتفعة ودالة إحصائیا. أی کلما زادت درجة روح الفکاهة لدى الطلاب الموهوبین زادت مهارات التفاعل الاجتماعی لدیهم والعکس صحیح.

ثانیا: التوصیات: من خلال نتائج الدراسة الحالیة یمکن التوصیة بما یلی:

1. استخدام روح الفکاهة فی التعامل مع الطلاب الموهوبین لما لها آثار إیجابیة فی التفاعل الاجتماعی لدیهم.
2. استخدام روح الفکاهة فی بعض الأنشطة التعلیمیة للطلاب الموهوبین لما لها آثار إیجابیة فی زیادة مشارکتهم واندماجهم فی هذه الأنشطة.
3. إرشاد وتوجیه الطلاب على العمل الجماعی والمشترک مع أقرانهم حتى لا یشعرون بالضیق عندما یعملون لوحدهم.
4. حث الطلاب الموهوبین على التزاور فیما بینهم، فقد أظهرت نتائج الدراسة الحالیة قلة الزیارات فیما بینهم.

ثالثا: المقترحات: من خلال نتائج الدراسة الحالیة یمکن تقدیم المقترحات البحثیة التالیة:

1. إجراء دراسة مشابهة لهذه الدراسة على عینات أخرى وفی مناطق أخرى فی المملکة العربیة السعودیة.
2. إجراء دراسة تتناول أثر متغیرات أخرى مثل الترتیب الولادی، ومستوى دخل الأسرة، ومستوى تعلیم الوالدین وغیرها من المتغیرات الدیمغرافیة للطلبة.
3. إجراء دراسة تجریبیة لمعرفة أثر التدریب باستخدام روح الفکاهة على تنمیة مهارات التفاعل الاجتماعی لدى الطلبة الموهوبین فی مراحل دراسیة أخرى.

 

 

 

المراجع

أولاً المراجع العربیة

- القرآن الکریم، سورة النجم، آیة 43.

1)   ابن منظور، إبراهیم حمد . ( 2005م ) . فاعلیة برنامج تدریبی قائم على الکفاءة الوجدانیة والاجتماعیة فی تنمیة التفکیر الناقد لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة . رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة کفر الشیخ.

2)   ابن العربی، یحیى محمد  . ( 2009م ) . أنماطالتفاعلالاجتماعیالسائدةلدىطلبةالمدارسالثانویةفیدولةالکویت . رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الدراسات التربویة والنفسیة العلیا، جامعة عمان العربیة .

3)   أبو النیل / محمد السید . ( 2009م ) . علم النفس الاجتماعی عربیا وعالمیاً . القاهرة: مکتبة الأنجلو .

4)   الأخزمی، مریم ناصر . ( 2011م ) . الفرقفیالمهاراتاللغویةوالتفاعلالاجتماعیلدىالتلامیذالمعاقین ذهنیاًالمدمجینوغیرالمدمجینفیسلطنةعمان . رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، جامعة الخلیج العربی.

5)   الأزرق، عبدالرحمن صالح الجیلانی . ( 2012م ) . التفوق و الموهبة و الإبداع: إشکالیة المفاهیم بین التطابق و الاختلاف . المؤتمرالعلمیالعربیالتاسعلرعایةالموهوبینوالمتفوقین - شبابمبدعإنجازات واعدة - المجلس العربی للموهوبین والمتفوقین - الأردن، 2، 165-191 .

6)   أمل جاسم البوعینین (2010).  رعایة الموهوبین من فئة الإعاقة وذوی صعوبات التعلم، قطر. بحث مقدم إلى المؤتمرالسابعللمجلسالعربیلرعایةالموهوبینفی عمان. ص25.

7)   بترجی، عادل عبدالجلیل . ( 2011م ) . النموذج التام لتطویر الموهبة فی مدارس دار الذکر الأهلیة للبنین بمحافظة جدة. دار دیبونو للنشر والتوزیع: الأردن .

8)   البرکات، صالح سلامه ویاسین، عمر صالح . ( 2010م ) . العلاقة بین التفاعل الاجتماعی ومستوى الطموح لدى طلبة المرحلة الثانویة فی محافظة اربد . مجلة الدراسات البیئیة، 3، 109-120 .

9)   الحافی، سمیرة سلیمان . ( 2013م ) . أثرتوظیفالألعابالتعلیمیةفیتنمیةالتفاعلالاجتماعیلدىأطفالالریاض بعمر 5-6 سنوات فیمحافظاتغزة . رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة .

10)        حابس سلیمان العواملة؛ لبنى جودت عکروش؛ بلال عادل الخطیب (2013). مستوى السمات الشخصیة التی یتمتع بها طلبة ریاض الأطفال الموهوبین فی مدینة عمان وفقا لمقیاس براید وعلاقته ببعض المتغیرات، المجلة العلمیة، المجلد (29)، العدد (1)، ینایر.

11)        الخولی، عبدالحمید فرج إبراهیم . ( 2016م ) . فاعلیة برنامج تدریبی قائم على الکفاءة الوجدانیة والاجتماعیة فی تنمیة الإقدام على المخاطرة المحسوبة لدى الطلاب الموهوبین فی المرحلة الثانویة . رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة کفر الشیخ.

12)        رفقة مکرم مجلى (2011). تربیة الأطفال الموهوبین. مکتبة المتنبى، الدمام، المملکة العربیة السعودیة.

13)        زهیر، آلاء . ( 2012م ) . التفاعل الاجتماعی بأبعاده ( الإقبال، التعاون، الإیصال، الاهتمام بالآخرین ) وعلاقته بالشخصیة القیادیة لدى مدربی فرق الدور الأول ألتأهیلی للدور الممتاز فی کرة الید . مجلةعلومالتربیةالریاضیة (کلیة التربیة الریاضیة - جامعة بابل ) - العراق، 5 ( 2 )، 37-71 .

14)        ساحة، مصطفی. ( 2012م ). القیمالدینیةوالتفاعلالاجتماعی دراسةمیدانیةلطلبةالشریعةالإسلامیةبالمرکزالجامعیغردایة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، معهد العلوم الإنسانیة والاجتماعیة.

15)        السرسى، أسماء محمد (2014): مهارة التفاعل الاجتماعی وعلاقتها بالثقة بالنفس لدى عینة من أطفال ما قبل المدرسة، مجلة دراسات الطفولة ، معهد الدراسات العلیا للطفولة، جامعة عین شمس، مجلد 17، عدد 62 .

16)        سعد الله، محمد فیصل یوسف . ( 2009م ) . أنماطالتفاعلالاجتماعیالسائدةلدىطلبةالمدارسالثانویةفیدولةالکویت . رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الدراسات التربویة والنفسیة العلیا، جامعة عمان العربیة .

17)        السید، عبد الحلیم محمود وفرج، طریف شوقی  ومحمود، عبد المنعم شحاتة.           ( 2008 م ). علم النفس الاجتماعی المعاصر. القاهرة: إیتراک للنشر والتوزیع.

18)        شاهین، إیمان فوزی سعید . ( 2010م ) . فاعلیة استخدام الفکاهة ضمن استراتیجیات التعامل مع قلق الموت لدى عینة من الشباب والمسنین . المؤتمرالسنویالخامسعشر (الإرشاد الأسری وتنمیة المجتمع نحو آفاق إرشادیة رحبة ) - مصر، 2، 695-44 .

19)        الصیاطی، إبراهیم بن سالم و رسلان، محمود یوسف و علی، محمد النوبی محمد .    ( 2010م ) . إدمان الإنترنت و دوافع استخدامه فی علاقتهما بالتفاعل الاجتماعی لدى طلبة الجامعة . المجلةالعلمیةلجامعةالملکفیصل - العلوم الإنسانیة و الإداریة، 11 ( 1 )، 91-144 .

20)        القریطی، عبد المطلب أمین (2009). الموهوبون والمتفوقون (خصائصهمواکتشافهمورعایتهم، القاهرة: دار الفکر العربی.

21)        فایزة عبد المجید، محمد البحیرى، هناء مصطفی عواد (2011).مهارة المشارکة الاجتماعیة وعلاقتها بالمهارات الاتصالیة لدى عینة من أطفال الروضة، مجلة دراسات الطفولة، مجلد 14، عدد 50.

22)        العادلی، راهبة عباس . ( 2014 م ) . التفاعل الاجتماعی کمؤشر لصعوبات التعلم لأطفال الروضة ذوی القصور فی المهارات قبل المدرسیة . مجلة کلیة التربیة الأساسیة، 20 ( 83 )، 325=368.

23)        عامر، طارق عبدالرؤوف. ( 2009م ). الاتجاهات الحدیثة للموهوبین و المتفوقین: رعایتهم -خصائصهم -اکتشافهم. القاهرة: المکتبة الأکادیمیة.

24)        عمر، ذیاب أحمد ذیاب . ( 2012م ) . أثراستخدامالفکاهةفیتحصیلطلبةالصفالتاسعفیالوسطالعربیواتجاهاتهم نحومادةالجغرافیةوإیجادبیئةصفیةآمنة . رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الیرموک .

25)        الفلاح، فاطمة مفتاح . ( 2009م ) . الفکاهة وتنمیة التعبیر التواصلی عند أطفال الروضة بمدینة بنغازى . رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة عین شمس .

26)        قاسم، نادر فتحی وعبدالفتاح، عبدالعزیز محمود وشاهین، إیمان فوزی سعید .        ( 2013م ) . الخصائص السیکومتریة  لمقیاس حس الفکاهة متعدد الأبعاد . مجلةالإرشادالنفسی -مصر، 36، 577-604 .

27)        عبد العزیز محمود عبد العزیز (2013). أحداث الحیاة الضاغطة وعلاقتها بروح  المرح ومعنى الحیاة لدى عینة من الشباب الجامعی. رسالة ماجستیر )غیر منشورة(، کلیة التربیة، جامعة عین شمس.

28)        شاکر عبد الحمید (2008).  الفکاهةوالضحک: رؤیةجدیدة، سلسلة عالم المعرفة، الکویت: المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، العدد 289 ینایر.

29)        المشرفی، انشراح إبراهیم  و البکاتوشی، جنات عبدالغنی . ( 2012م ). فاعلیة برنامج أنشطة تربویة قائم على استخدام استراتیجیة الحس الفکاهی فی تحسین مفهوم الطفل الیتیم لذاته. مجلةالطفولةوالتنمیة -مصر، 5 (19)، 59-100 .

30)        المطیری، بشایر مشعل نهار . ( 2014م ) . المعاملةالوالدیةوعلاقتهابالتفاعلالاجتماعیلدىالأطفالالمعاقینعقلیا بدولةالکویت . رسالة ماجستیر غیر منشور، کلیة الدراسات العلیا، جامعة الخلیج العربی .

31)        هنودة، علی. ( 2013م ).التفاعلالاجتماعیالمدرسیوعلاقتهبالتحصیلالدراسیلدىبعض تلامیذالتعلیمالثانوی. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة محمد خیضر.

ثانیاً: المراجع الأجنبیة

1)     APA Dictionary of psychology (2007). American Psychological Association, and divergent thinking. Procedia Social and Behavioral Sciences, 2,3236-3240.

2)     Bateman , W . ( 2006 ) . The relationship between a sense of humor and Situational leadership styles, flexibility, and effectiveness . PhD , Nova Southeastern University.

3)     Blevins , T . ( 2010 ) . Humor in Therapy: Expectations, Sense of Humor, and Perceived Effectiveness . PhD , Auburn University .

4)     Cann , A & Matson , C . ( 2014 ) . Sense of humor and social desirability: Understanding how humor styles are perceived . Personality and Individual Differences , 66 , 176-180 .

5)     Evans-Palmer , T . ( 2009 ) . The Relationship Between Sense Of Humor And Self-Efficacy: An Exploration Of The Beliefs Of Art Teachers. PhD , University of the Incarnate Word .

6)     Jones, Craig Douglas (2007). The Secret Source of Humor is Sorrow..Humor as Acoping Mechanism IN The Dying Process,

7)     Lussier , B . ; Grégoire , Y & Vachon , M . ( 2017 ). The role of humor usage on creativity, trust and performance in business relationships: An analysis of the salesperson-customer dyad . Industrial Marketing Management , 65 , 168-181 .

8)     Prasetyo , Y . ; Masruroh , N . ; Rosadi , R &  Rini , M . ( 2016 ) . Social Interaction Ability and The Bullying Behaviors among Adolescents: A correlational study .  Arch Physiother Glob Res , 20 ( 2 ) , 35-38 .

9)     Ruch, W., & Hofmann, J. (2012). A temperament approach to humor. In: Gremigni, P. (Ed.) Humor & health promotion. Nova Science Publisher,Inc

10)  Scheel , T & Gockel , C . ( 2017 ) . Humor at Work in Teams , Leadership , Negotiations , Learning and Health . Springer .

11)  Teehan , R . ( 2006 ) . The relationship between emotional intelligence, sense of humor, And job satisfaction in masters of business students at a Midwestern university . PhD , Capella University .

12)  Whitfiled, G and Davidson,A.(2008). Cognitive Behavioural therapy Explained. Oxon, U.K, Radclife Publishing Ltd

13)  Wu , C . ; Lin , H & Chen , H . ( 2016 ) . Gender differences in humour styles of young adolescents: Empathy as a mediator . Personality and Individual Differences , 99 , 139-143 .

14)  Ziv, A. (2012). Personality and sence of Humor: New York: Spring Pubishing Company.

 

 

 

 

 

Article View: 414

PDF Download: 225