استراتيجيات التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي. | ||||
العلوم التربوية | ||||
Volume 33, Issue 2 - Serial Number 4, April 2025, Page 441-457 PDF (419.89 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/ssj.2025.451397 | ||||
![]() | ||||
Author | ||||
أ/ ابتسام أسعد أحمد اللياتي | ||||
Abstract | ||||
المقدمة: في ظل التسارع الهائل للتطورات التكنولوجية، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) يمثل نقطة تحول محورية في إعادة تشكيل الأنظمة التقليدية في شتى القطاعات، وعلى رأسها التعليم. فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة حسابية أو تقنية برمجية، بل غدا نظامًا متكاملاً يتفاعل مع المستخدم، ويتعلم منه، ويقدم حلولًا ذكية تتسم بالدقة، والتخصيص، والفعالية. ويُعد إدماجه في التعليم أحد أبرز مظاهر التحول الرقمي الذي يشهده العالم، إذ يوفر إمكانيات غير محدودة لتحسين جودة التعليم وتوسيع نطاق الوصول إليه. يعد الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا، برز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الابتكارات التي أحدثت تحولاً نوعيًا في مختلف القطاعات بشكل عام، وقطاع التعليم بشكل خاص. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي أداة فاعلة تسهم في تحسين جودة وكفاءة العملية التعليمية من خلال توفير بيئات تعلم ذكية، وتحليل البيانات التعليمية، وتخصيص المحتوى التعليمي بما يتناسب مع احتياجات المتعلمين. لقد ساهم الذكاء الاصطناعي في تجاوز الكثير من الإشكالات التقليدية التي لطالما عانى منها التعليم العام، مثل الاعتماد الكلي على المعلم كمصدر وحيد للمعلومة، وضعف مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، وثبات طرق التقييم وأساليب التدريس. وبفضل أدواته المتقدمة كأنظمة التعليم التكيفي (Adaptive Learning)، والتوصيات التعليمية المدعومة بالخوارزميات، والمساعدين الأذكياء (Chatbots)، وتحليل البيانات التعليمية الضخمة (Learning Analytics)، أصبح بالإمكان تصميم بيئات تعليمية تتسم بالمرونة، والشمول، والتفاعلية، وتقدم تجربة تعلم أكثر إثراءً وتحفيزًا. في المملكة العربية السعودية، يمثل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية ضمن مستهدفات رؤية 2030، لا سيما في محور التحول الوطني والابتكار في التعليم. فقد أطلقت وزارة التعليم ومركز الذكاء الاصطناعي في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عدة مبادرات لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير المحتوى الرقمي، وتحسين مخرجات التعلم، وتحليل الأداء المدرسي. كما شهدت بعض المدارس في المملكة تجارب ميدانية في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحديد نقاط الضعف والقوة لدى الطلاب، وتخصيص الدروس تبعًا لاحتياجاتهم. ولا تقتصر تجارب الدمج على السعودية فحسب، بل تمتد إلى دول عديدة في العالم مثل الصين التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير مدارس ذكية بالكامل تعتمد على تحليلات بيانية دقيقة، والولايات المتحدة التي أدخلت روبوتات تعليمية في بعض الفصول الدراسية. أما في الدول العربية، فقد بدأت بعض المبادرات تظهر تدريجيًا، وإن كانت بحاجة إلى استراتيجيات وطنية شاملة لتحقيق التكامل الفعلي بين التقنية والتربية. والجدير بالذكر إن اعتماد استراتيجيات التعليم قائمة على الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا أكاديميًا، بل ضرورة فرضتها متطلبات العصر الرقمي وتحدياته. فقد مكّن الذكاء الاصطناعي المعلمين من تطوير أساليبهم التدريسية، ويسرعلي كثير من المتعلمين والمعلمين العملية التعليمية من كما أتاح للمتعلمين فرصًا أكثر تفاعلًا وفعالية في اكتساب المعرفة. وتتنوع هذه الاستراتيجيات بين التعليم التكيفي، والتعلم المعزز بالروبوتات، واستخدام أنظمة التوصية، وتحليل سلوك المتعلم لتقديم تغذية راجعة فورية. وتتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بين التعلم التكيفي، والتوصية بالمحتوى، وتحليل سلوك المتعلمين، ونماذج التقييم الذكي، والمساعدات الافتراضية، والتفاعل مع الروبوتات التعليمية، وغيرها من الابتكارات التي تثري بيئة التعلم. وفي ظل هذه التطورات، تبرز الحاجة إلى دراسات تحليلية تقيّم مدى فاعلية هذه التطبيقات واستراتيجياتها في سياقات التعليم العام، مع التركيز على التجارب المحلية والعالمية الناجحة. في هذا السياق، يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على أبرز استراتيجيات التعليم المعززة بالذكاء الاصطناعي، مع بيان أثرها على جودة التعليم، وطرح عدد من النماذج والتجارب التطبيقية التي يمكن الاستفادة منها في تطوير الممارسات التربوية داخل المؤسسات التعليمية. | ||||
Statistics Article View: 3 PDF Download: 4 |
||||