التحليل العاملي التوکيدي لمقياس إدمان الهواتف الذکية لدى عينة من طلاب الثانوية العامة بدولة الکويت

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس إدمان الهواتف الذکیة لدى عینة من طلاب الثانویة العامة بدولة الکویت

إعــــــــــداد

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد الخامس -  مایو 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص

هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على البناء العاملی لمکونات مقیاس إدمان الهاتف الذکی SAS لدى عینة من طلاب الثانویة بمحافظة الجهراء، أجریت الدراسة على عینة مکونة من (306) من طلاب الثانویة بمحافظة الجهراء بدولة الکویت؛ حیث تراوحت أعمار عینة الدراسة من طلاب الثانویة العامة ما بین 16 سنوات إلى 19 عامًا بمتوسط عمری قدره 17.25 عام وانحراف معیاری قدره 1.10 عام، وأظهرت النتائج حسن مطابقة النموذج للبیانات بمؤشرات ممتازة حیث بلغتCFI=0.902, TLI= 0.898, RMSEA= 0.056, GFI= 0.905, IFI= 0.912، کما یتسم المقیاس بثبات إعادة التطبیق، وألفاکرونباخ، والاتساق الداخلی، لمکونات المقیاس الستة وهی: اضطراب الحیاة الیومیة، التوقع الإیجابی، الانسحاب، العلاقة الموجهة نحو الفضاء الالیکترونی، فرط الاستخدام، التحمل.

الکلمات المفتاحیة: إدمان الهاتف الذکی، التحلیل العاملی التوکیدی.

The current study aims at identifying the factorial structure of smartphones addiction scale (SAS) in a sample of secondary school students in Al Jahra governorate, Kuwait (N= 306) with age range 16-19 (M= 17.25, SD =1.10). Results show excellent goodness of fitness indices (CFI=0.902, TLI= 0.898, RMSEA= 0.056, GFI= 0.905, IFI= 0.912). The scale proved to have a test -retest reliability, Cronbach’s alpha, and internal consistency for all the six dimensions: disturbing daily life, positive anticipation, withdrawal, cyberspace-oriented relationships, overuse and tolerance.

Keywords: smartphone addiction, Confirmatory factor analysis  

مقدمة:

لم تعد الهواتف الذکیة مجرد هواتف محمولة فقط بل تعمل مثل الکمبیوتر وتزود المعلومات, کما أن لها العدید من الوظائف المتنوعة مثل الاتصال والکامیرا ومشغل الوسائط المتعددة والتصفح عبر الانترنت وخدمات البرید الإلکترونی, وتسهیل عملیة التواصل الاجتماعی, والألعاب Chen, Liu, Ding, Ying, Wang & Wen, 2017))، کما أن الاعتماد على الهاتف الذکی وتطبیقاته المتنوعة أمر ضروری لدى أغلب الشعوب, فالهاتف الذکی وسیلة حیاة أساسیة لا یستطیع أن یستغنی عنها أی أنسان فی القرن الحادی والعشرین, لأن من خلال الهاتف الذکی یستطیع الإنسان تسییر أمور کثیرة فی حیاته وقضاء کثیر من مصالحه وانقضاء خدمات متنوعة یحققها له الهاتف الذکی وفی وقت أسرع ودون              مجهود وتضییع للوقت وبسهولة مذهلة فی کبسة زر واحدة, فهو یعد الأفضل فی مجال المال والأعمال وإدارة شئون الحیاة بما فیها التواصل الاجتماعی الذی أخذ شکلا افتراضیا مثل الاعتماد على برامج المحادثة والتواصل الاجتماعی بدلا من الشکل الاجتماعی المتعارف علیه (نجوى محمد, 2017).

کما یعد الاستخدام المفرط للهواتف الذکیة ظاهرة حقیقیة, واستخدام الهواتف الذکیة یعنی استخدام الإنترنت, والانترنت أصبح من أهم وسائل الإعلام التی تمتاز بالفوریة             والتنوع المعلوماتی؛ حیث یمکن لمستخدم الهاتف الذکی الوصول للمعلومات والأخبار والبرامج ومواقع التواصل الاجتماعی التی یفضلها, وبالتالی یستطیع مستخدم الهاتف الذکی أن             یقرر بذاته کبیعة الأخبار والبرامج التی تلبی حاجاته الشخصیة والتی یرغب بمتابعتها      (مصطفى هیلات, 2016).

کما أن إدمان التکنولوجیا هو نوع من الإدمان السلوکی غیر الکیمیائی الذی ینطوی على التفاعل بین الإنسان والآلة Griffiths, 1996)). لذا تعد مشکلات استخدام الهاتف الذکی من المشکلات الصحیة العامة والمنتشرة ولا یعرف الکثیر من مستخدمی الهاتف الذکی هذه المشکلات المتنوعة من جراء الاستخدام المفرط للهاتف الذکی(Luk, Wang, Shen, Wan, Chau, Oliffe, Viswanath, Chan & Lam, 2018)، وإذا کان إدمان الإنترنت            تم تصنیفة فی الدلیل التشخیصی والإحصائی الخامس DSM-5 على أنه اضطراب           متعلق بالإدمان, لذا یمکن أن یکون إدمان الهاتف الذکی شکلا من أشکال الإدمان السلوکی(Arpaci & Esgi, 2018) .

ولا توجد فروق فی إدمان الهاتف الذکی ترجع لمتغیر النوع ذکور وإناث                والحالة الاجتماعیة وعدم وجود علاقة ارتباط بین إدمان الهاتف الذکی وکل من العمر الزمنی والمرحلة الدراسیة وإنما توجد فروق فی إدمان الهواتف الذکیة وفقا لعدد ساعات الاستخدام (حباب عثمان, سلوى الأمین, صلاح بخیت, 2018).

مشکلة الدراسة:

تکمن مشکلة الدراسة ومبرراتها فی أن الهاتف الذکی أصبح واحدًا من أکثرأدوات الاتصال شعبیة وأهمیة, لکن استخدامه بشکل مفرط یعد من المشکلات الاجتماعیة فی جمیع أنحاء العالم, کما أثار قلقًا جدیدًا متعلق بالصحة العقلیة حیث یمیل المستخدم إلى تنمیة وزیادة الاعتماد علیه (Emad & Haddad, 2015)، کما یرتبط إدمات الهواتف الذکیة بضعف الأداء المهنی والأکادیمی وتدنی تقدیر الذات والاضطرابات النفسیة(Ko, Yen, Yen, Chen & Chen, 2012; Jenaro, Flores, Gomez-Vela, Gonzolez-Gill & Caballo, 2007) ونظرا لأرتفاع نسبة انتشار الهاتف الذکی بین الأفراد واستخدامه بشکل مفرط بین الشباب والکبار کانت هناک حاجة ماسة لتقنین مقیاس یستخدم لقیاس وتشخیص إدمان الهاتف الذکی, کما لا یوجد مقیاس لتشخیص إدمان الهاتف الذکی بالمجتمع الکویتی.

ومما سبق تتحدد مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیس التالی: "هل یوجد بناء عاملی واضح لمقیاس إدمان الهاتف الذکی (SAS) Smartphones Addiction Scale لدى عینة من طلاب الثانویة العامة بمحافظة الجهراء بدولة الکویت؟"

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالیة إلى التحقق من البناء العاملی لمقیاس إدمان الهاتف الذکی لدى عینة من طلاب الثانویة العامة بمحافظة الجهراء بدولة الکویت.

أهمیة الدراسة:

تتحدد الأهمیة النظریة والتطبیقیة للدراسة فی التقاط التالیة:

الأهمیة النظریة للدراسة:

أهمیة دراسة السلوک الإدمانی مثل: (إدمان الانترنت والفیس بوک والهاتف الذکی...إلخ) وخصوصا لدى الشباب, لما لها من آثار سلبیة على الفرد من الناحیة الاجتماعیة والنفسیة والجسمیة والأداء الأکادیمی.

جذب أنظار الباحثین حول دراسة إدمان الهاتف الذکی قی علاقته بمتغیرات وفئات عمریة مختلفة.

المساهمة فی إثراء المکتبة النفسبة بدراسة عن أحد الإدمانات السلوکیة وهو إدمان الهاتف الذکی.

الأهمیة التطبیقیة للدراسة:

توفیر أداة تتمتع بخصائص سیکومتریة جیدة یمکن الاعتماد علیها فی قیاس إدمان الهاتف الذکی, لدى طلاب الثانویة بالمجتمع الکویتی.

المساهمة فی جذب انظار القائمین بالعملیة التربویة فی التوعیة بمخاطر الاستخدام المفرط للهاتف الذکی.

الإطار النظری:

التلیفون الذکی هو جهاز قابل للبرمجة, ویوفر العدید من مستوى الوظائف              التی یمکن مقارنتها بأجهزة الکمبیوتر الشخصی, بالإضافة إلى أنه یوفر الوقت والمال           حیث یتم من خلاله إجراء المکالمات العادیة والتعاملات المالیة والتحقق من السجلات           الطبیة والوصول إلى المعلومات والترفیه وفی بعض البلدان یتم من خلاله المشارکة فی الانتخابات المحلیة, کما أن أکثر من ثلث سکان العالم یستخدمون الهواتف الذکیة (Rozgonjuk, Rosenvald, Janno & Taht, 2016).

ولا یشیر مصطلح الإدمان فی الوقت الحاضر إلى تعاطی المخدرات أو المواد المخدرة فقط, ولکن أصبح مصطلح الإدمان یشیر أیضا إلى المقامرة أو الإنترنت أو الألعاب أو حتى الهواتف الذکیة والتی تندرج تحت فئة الإدمان السلوکی (Lee, 2006)، فمصطلح اضطراب الهاتف الذکی قد یکون مضللا إلى حد ما, لأنه لیس اضطرابا یمکن تشخیصه حالیا             (Tossel, Kortum, Shepard, Rahmati & Zhong, 2015), لذا بدلا من استخدام                  مصطلح الهاتف الذکی ینصح باستخدام مصطلحات أخرى مثل: الاستخدام المفرط              للهواتف الذکیة أو استخدام الهاتف الذکی المسبب للمشاکل أو الاستخدام القهری للهاتف الذکی(Ching, Yee, Ramachandran, Lim, Sulaiman, Foo & Hoo, 2015; Lepp, Barkley, Sanders, Rebold & Gates, 2013).

الاستخدام المفرط للهاتف الذکی ومفهوم الإدمان

کثیر من الناس یعتبرون أنفسهم مدمنین عندما یستمتعون بشیء أو یقومون بشیء بشکل متکرر ومع ذلک من الناحیة الإکلینیکیة یظهر الإدمان نفسه کموضوع متعلق بالتحمل والانسحاب والمشکلات الاجتماعیة (Holden, 2001)، وعلى الرغم من أن مفهوم الإدمان کان یرتبط فی الماضی بإساءة استخدام المواد المخدرة والمؤثرة نفسیًا, إلا أن تأثیر التکنولوجیا على الحیاة الیومیة لدى معظم الناس أدى إلى ربط مفهوم الإدمان بالمفاهیم السلوکیة (Kwon, Kim, Cho & Yang, 2013)، ولکن استخدام مصطلح إدمان الهاتف الذکی هو المستخدم             عادة فی المؤلفات والدراسات البحثیة, ویتمیز هذا النوع من الإدمان بسلوکیات مفرطة فی استخدام الهاتف الذکی إلى المدى الذی یهملون فیه الأفراد مجالات الحیاة الأخرى           (Beranuy, Oberst, Carbonell & Chamarro, 2009; Park & Lee, 2012).

ویمکن تقسیم الإدمان إلى فئتین هما: الإدمان الناتج عن استخدام المواد ذات التأثیر النفسی مثل: تعاطی الکحول أو المخدرات, والإدمان الناتج عن السلوکیات التی یقوم بها الشخص بصورة مفرطة مثل: ألعاب الفیدیو ووالتسوق وإدمان الإنترنت(Kim & Kim, 2002).

وعلى الرغم من التطور فی وضع تصور للإدمان, إلا أنه لا توجد معاییر تشخیصیة معترف بها رسمیا لإدمان الهواتف الذکیة, لذا تمت مناقشة ما إذا کان إدمان الهاتف الذی یندرج تحت الاضطرابات العقلیة وذلک فی الدلیل التشخیصی والإحصائی الخامس للاضطرابات العقلیة, فهناک فریق یرى أن استخدام الهاتف الذکی بشکل لا یمکن السیطرة علیه، وبصورة متکررة یؤدی إلى مشاکل اجتماعیة، وسلوکیة، وعاطفیة, ولکن بشکل عام یشتمل الإصدار الخامس للاضطرابات النفسیة على أن إدمان الهاتف الذکی اضطراب منفصل, وهذه الحقیقة لا تعنی عدم وجود هذا الاضطراب السلوکی, کما أن بناء هذا الاضطراب السلوکی لا یزال غیر واضح, فبطبیعة الحال سوف یستغرق الأمر بعض الوقت لفهم التأثیر الکامل للهواتف الذکیة, لأن التکنولوجیا الخاصة بالهاتف الذکی تعد بحد ذاتها حدیثة نسبیا, کما أن التأثیر یجب مراعاته بعنایة فی سیاق عالمنا المعاصر(Rozgonjuk, Rosenvald, Janno & Taht, 2016).

      وعموما یتکون إدمان الهاتف الذکی من أربعة مکونات رئیسة والتی تشبه إلى           حد کبیر مکونات إدمان الانترنت وهی: 1- الاستخدام القهری للهاتف: مثل سلوکیات             التحقق المستمر من الرسائل أو التحدیثات، 2- التحمل: مثل تزاید الرغبة فی الاستخدام          بصورة مستمرة. 3- الانسحاب: مثل الشعور بالضیق، والغضب بدون استخدام الهاتف،         4- الضعف الوظیفی: مثل التأثیر على أنشطة الحیاة الأخرى والتواصل والعلاقات الاجتماعیة(Lin, Chiang, Lin, Chang, Ko, Lee & Lin, 2016; Chen , Liu, Ding, Ying, Wang & Wen, 2017).

الآثار السلبیة للاستخدام المفرط للهاتف الذکی

على الرغم من أن الهواتف الذکیة لها العدید من المزایا التی نلاحظها بوضوح حیث توفر لنا العدید من الکمالیات التی لم تکن متصورة قبل خمسون عامًا؛ ولکن خلال السنوات الأخیرة تم الإبلاغ عن العدید من الجوانب الضارة المرتبطة باستخدام الهواتف الذکیة، والتی یجب معالجتها, نذکر منها ما یلی:

یرتبط الاستخدام المفرط للهواتف الذکیة والتقنیات المحمولة سلبًا بالأداء الأکادیمی والرفاه الشخصی (Rozgonjuk, Rosenvald, Janno, & Taht, 2016).

یرتبط استخدام الهاتف الذکی والتقنیات المحمولة إیجابیا بالقلق(Lepp, Barkley & Karpinski, 2014).

یرتبط استخدام الهاتف الذکی إیجابیا بأعراض التوتر واضطرابات النوم والاکتئاب (Thomee, Harenstam & Hagberg, 2011)

غالبا ما یکون مستخدمو الهواتف الذکیة حالتهم البدنیة أسوأ من مستخدمی الهواتف الذکیة بصورة أقل (Lepp, Barkley, Sanders, Rebold & Gates, 2013).

الاستخدام المفرط للهاتف الذکی یسبب الصداع، والتهیج، والغضب، ومشاکل الترکیز، وإرهاق العین Acharya, Acharya & Waghrey, 2013)).

حوالی 22% من حوادث المرور ناتجة عن أنشطة ثانویة مثل: التقنیات الرقمیة أثناء           القیادة أو عبور الطریق بالنسبة للمشاة(Klauer, Dingus, Neale, Sudweeks, & Ramsey, 2006).

کما تستخدم الهواتف الذکیة فی نشر المعلومات، والشائعات، والإعلانات الصادقة، والکاذبة، وإشعال الثورات (عبد الله التمیمی, 2011).

الدراسات السابقة

یعرض الباحث فیما یلی للدراسات التی حاولت التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس الهاتف الذکی النسخة الکاملة, والتی یمکن الاستعانة بها فی تفسیر النتائج النهائیة للدراسة الحالیة, وهی کما یلی:

هدفت دراسة کل من Kwon, Kim, Cho & Yang (2013) إلى التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس إدمان الانترنت النسخة المختصرة والنسخة الکاملة للمقیاس لدى عینة من الکوریین؛ حیث تکونت عینة الدراسة من (540) مشارک من الذکور والإناث وکان متوسط أعمارهم (14,5) عام, وتوصلت الدراسة إلى تمتع النسخة المختصرة بخصائص سیکومتریة جیدة حیث بلغ معامل الفاکرونباخ من خلال الصدق التلازمی للنسخة الأصلیة (9,11) کما کان للمقیاس صدق تلازمی مرتفع مع مقیاس إدمان الهاتف الذکی Smartphone addiction scale (SAS) حیث بلغ معامل الارتباط بین المقیاسین (0,958) وللذکور (0,958) وللإناث (0,959), کما بلغ معامل لفاکرونباخ للنسخة الکاملة للمقیاس إلى (0,966).

وهدفت دراسة کل من Demirci, Orhan, Demirdas, Akpinar & Sert (2014) التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس إدمان الهاتف الذکی النسخة             الکلیة لدى عینة من طلاب کلیة الطب الترکیین؛ حیث تکونت عینة الدراسة من (301), واستخدم بجانب مقیاس إدمان الهاتف الذکی مقیاس إدمان الإنترنت ومقیاس مشکلات           استخدام التلیفون, وتوصلت الدراسة إلى وجود سبعة عوامل للمقیاس وهی کما یلی بمسمیاتها, العامل الاول وهو اضطراب الحیاه الیومیة والتحمل ویتکون من ثمانیة بنود هی:                  (1, 2, 5, 29, 30, 31, 32, 33), والعامل الثانی وهو أعراض الانسحاب ویتکون من سبعة ینود هی: (10, 11, 12, 13, 14, 15, 16), والبعد الثالث هو التوقع الإیجابی ویتکون من خمسة بنود هی (6,7, 8, 9, 20), العامل الرابع وهو العلاقات الموجهة نحو الفضاء الإلکترونی ویتکون من أربعة بنود هی: (21, 22, 23, 26), العامل الخامس وهو فرط الاستخدام ویتکون من أربعة بنود هی (17, 18, 19, 28), العامل السادس وهو الاعتماد على شبکة التواصل الاجتماعی ویتکون من بندین وهما (24, 25), العامل السابع وهو الاعراض الجسدیة ویتکون من ثلاثة بنود هی (3, 4, 27), کما بلغ معامل الفاکرونباخ (0,947) کما بلغ ثبات إعادة التطبیق للمقیاس (0,841) والتجزئة النصفیة للمقیاس کانت (0,893), کما توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط مرتفعة بین النسخة الترکیة لمقیاس إدمان الهاتف الذکی ومقیاس إدمان الإنترنت ومقیاس مشکلات استخدام التلیفون.

وایضا دراسة کل من Ching, Yee, Ramachandran, Lim, Sulaiman, Foo, Loong & Hoo (2015) هدفت إلى التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس إدمان الهاتف الذکی النسخة الکلیة (SAS) لدى عینة من طلاب کلیة الطب المالیزیین بعد ترجمة النسخة إلى لغة الملایو (SAS-M), حیث تکونت عینة الدراسة من 99 من الذکور و 129 من إناث وتراوحت أعمارهم ما بین (19- 22) عامًا, کما استخدم فی هذه الدراسة مقیاس إدمان الإنترنت المترجم إلى لغة الملایو (IAT) لمعرفة مدى ارتباطه بمقیاس إدمان الهاتف الذکی المستخدم فی هذه الدراسة, وتوصلت الدراسة إلى أن المقیاس یتکون من ستة أبعاد کما هی بنفس مسمیاتها بالنسخة الأصلیة للمقیاس کما بلغ الاتساق الداخلی للمقیاس بمعامل ألفاکرونباخ (0,096)، وتراوح معامل الفاکرونباخ لبنود المقیاس ما بین (0,936- 0,940), کما یوجد ارتباط کبیر بین جمیع أبعاد مقیاس إدمان الهاتف الذکی والدرجة الکلیة للمقیاس ووالدرجة الکلیة لمقیاس إدمان الإنترنت النسخة الملایة حیث کان جمیعها دال عند مستوى دلالة (0,001) بأستثاء بعد التوقع الإیجابی کان غیر دالا کأحد أبعاد مقیاس الهاتف الذکی, کما توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط بین جمیع أبعاد مقیاس الهاتف الذکی (العلاقة الموجهه نحو الفضاء الإلکترونی, اضطراب الحیاة الیومیة, التحمل, الاستخدام المفرط, التوقع الإیجابی, الإنسحاب) والدرجة الکلیة للمقیاس حیث کانت کما یلی على التوالی (0,818, 0,766, 0,783, 0,810, 0,440, 0,803) وجمیعها دال عند مستوى دلالة (0,001), وکانت معاملات الفاکرونباخ للابعاد کما یلی على التوالی (0,877, 0,843, 0,865, 0,837, 0,865, 0,861), وأیضًا بلغ معامل ثبات إعادة التطبیق بعد أسبوع (0,85).

وهدفت دراسة کل من (Elhai, Levine, Dvorak & Hall, (2017 إلى معرفة العلاقة بین الاستخدام غیر الاجتماعی للهاتف الذکی بأعراض القلق والاکتئاب ومشکلات الهاتف الذکی لدى عینة من سکان أمریکا الشمالیة, حیث تکونت عینة الدراسة من (308) مشارک وکانت أعمارهم لا تقل عن (18) عامًا, ومن نتائج الدراسة أن مقیاس إدمان الهاتف الذکی یتکون من ستة أبعاد کما فی المقیاس الأصلی وبنفس مسمیاتها, حیث یتکون العامل الأول وهو اضطراب الحیاة الیومیة من خمسة بنود من (1- 5), والعامل الثانی وهو التوقع الإیجابی ویتکون من ثمانیة بنود وهی بنود المقیاس من (6- 13), والعامل الثالث وهو الانسحاب ویتون من ستة بنود ویشمل بنود المقیاس من (14- 19), العامل الرابع وهو العلاقة الموجهة نحو الفضاء الإلیکترونی ویتکون من سبعة بنود ویشمل بنود المقیاس من (20- 26), العامل الخامس وهو فرط الاستخدام ویتمون من اربعة بنود وهی بنود المقیاس من (27- 30), والعامل السادس وهو التحمل ویتکون من ثلاثة بنود وهی من (31- 33), کما أشارت الدراسة إلى تمتع المقیاس بخصائص سیکومتریة مرتفعة.

وحاولت دراسة کل منSfendla, Laita, Nejjar, Souirti, Touhami & Senhaji (2018) معرفة الخصائص السیکومتریة لمقیاس إدمان الهاتف الذکی بالبیئة العربیة لدى عینة من المغربیین, حیث تکونت عینة الدراسة للنسخة الکلیة من (440) مشارک, وتوصلت الدراسة إلى صلاحیة المقیاسین فی قیاس إدمان الهاتف الذکی لدى عینة الدراسة من المغربیین؛ حیث توصلت الدراسة إلى وجود ستة عوامل للنسخة الکاملة وهی العامل الأول الانسحاب ویتکون من ستة بنود هی (16, 17, 15, 18, 24, 19, والعامل الثانی هو العلاقة الموجهة نحو الفضاء الإلیکترونی ویتکون من خمسة بنود هی (21, 23, 26, 20, 22), والعامل الثالث هو اضطراب الحیاة الیومیة ویتکون من خمسة بنود هی: (3, 2, 4, 5, 1), والعامل الرابع وهو تخفیف الانفعالات السلبیة ویتکون من أربعة بنود هی: (8, 9, 7, 6), والعامل الخامس هو التوقع الإیجابی ویتکومن من خمسة بنود هی: (13, 11, 12, 10, 14), والعامل السادس هو فرط الاستخدام والتحمل ویتکون من ثمانیة بنود هی: (29, 30, 32, 28, 31, 33, 25, 27) کما بلغ معامل ألفاکرونباخ لهذه النسخة (0,94) وللأبعاد کما یلی على التوالی: (0,81, 0,86, 0,84, 0,83, 0,78, 0,81).

تعقیب عام على الدراسات السابقة

بعد عرض الدراسات السابقة التی أمکن العثور علیها ذات الصلة بطبیعة وأهداف الدراسة الحالیة أمکن التعقیب علیها فی النقاط التالیة:

ندرة الدراسات التی حاولت التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس فی البیئة العربیة حیث لم یجد الباحث سوى دراسة واحدة وهی دراسةSfendla, Laita, Nejjar, Souirti, Touhami & Senhaji (2018)، والتی تم إجراؤها لدى عینة من طلاب الجامعة المغربیین, وذلک فی حدود إطلاع الباحث.

ندرة الدراسات التی حاولت التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس لدى طلاب الثانویة رغم ارتفاع عدد مستخدمی الهاتف الذکی لدى هذه الفئة العمریة من الأفراد, وذلک فی حدود           إطلاع الباحث.

جمیع الدراسات السابقة والعبر ثقافیة التی حاولت التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس توصلت إلى أن المقیاس له خصائص سیکومتریة مرتفعة، وأنه یتکون من (33) بندًا موزعة على ستة أبعاد.

عدم وجود دراسة واحدة حاولت التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس بالمجتمع الکویتی بوجه عام ولدى طلاب الثانویة بالتحدید, رغم أن المقیاس له شهرة عالمیة وترجم إلى العدید من اللغات والثقافات, وذلک فی حدود إطلاع الباحث.

منهج وإجراءات الدراسة:

منهج الدراسة:

استخدم الباحث فی هذه الدراسة المنهج الوصفی للتحقق من البناء العاملی لمقیاس إدمان الهاتف الذکی, لدى عینة من طلاب الثانویة، لأنه الأنسب للدراسة الحالیة، وللتحقق من مدى صحة التساؤل الخاص بالدراسة.

عینة الدراسة:

أمکن للباحث الحصول على عینة مکونة من (306) من طلبة وطالبات الثانویة العامة بمحافظة الجهراء بدولة الکویت؛ حیث تراوحت أعمار عینة الدراسة من الطلاب ما بین 16 سنوات إلى 19 عامًا بمتوسط عمری قدره 17.25 وانحراف معیاری قدره 1.10، ویمکن وصف عینة الدراسة وخصائصها وفق جدول (1).

جدول (1) خصائص عینة الدراسة من طلاب الثانویة العامة بمحافظة الجهراء (ن= 306)

أداة الدراسة:

مقیاس إدمان الهاتف الذکی Smartphone Addiction Scale (SAS)

أعد مقیاس إدمان الهاتف الذکی کل من Kwon, Lee, Won, Park, Min, Hahn, Gu, Choi & Kim (2013) وهو مقیاس یعتمد للتقریر الذاتی لقیاس إدمان الهاتف الذکی, ویتکون المقیاس من (33) بندًا وفق لمقیاس لیکرت السداسی ومقسمة إلى ستة أبعاد هی: البعد الأول: اضطراب الحیاة الیومیة Daily-Life Disturbance: ویتکون من خمسة بنود وهی البنود من (1- 5), البعد الثانی: التوقع الإیجابی :Positive Anticipation ویتکون من ثمانیة بنود ویشمل بنود المقیاس من (6- 13), البعد الثالث: الانسحاب Withdrawal: ویتکون من ستة بنود ویشمل بنود المقیاس من (14- 19), البعد الرابع: العلاقة الموجهة نحو الفضاء الإلیکترونیCyberspace Oriented Relationship: ویتکون من سبعة بنود ویشمل بنود المقیاس من (20- 26), البعد الخامس: فرط الاستخدام Overuse: ویتکون من أربعة بنود ویشمل بنود المقیاس من (27- 30), البعد السادس: التحمل Tolerance: ویتکون من ثلاثة بنود ویشمل بنود المقیاس من (31- 33). ویتم الإجابه على بنود المقیاس من خلال اختیار أحد البدائل الست المتاحة أمام کل بند والتی تمتد من (لا أوافق بشدة= 1, أوافق بشدة= 6), وتتراوح الدرجة على المقیاس ما بین (33- 198) والدرجة المرتفعة على المقیاس تشیر إلى شدة إدمان الهاتف الذکی. وللتأکد من صدق المقیاس تم تطبیقة على عینة قوامها (197) مفردة من الراشدین الکوریین بواقع (133 من الإناث, 64 من الذکور وتراوحت أعمار العینة ما بین (18- 53) عام, وبلغ معامل الفاکرونباخ للمقیاس ککل (0,967) وکانت کما یلی بالنسبة للأبعاد على التوالی (0,858, 0,913, 0,876, 0,904, 0,825, 0,865). کما تم التحقق من الصدق التلازمی للمقیاس من خلال استخدام مقیاس البرنامج التشخیصی الذاتی الکوری لإدمان الانترنت (K-scale) ومقیاس کمبرلی یونغ لقیاس إدمان الانترنت (Y-scale)، ومقیاس التناظر البصری (VAS), وهذه المقاییس کانت جمیعها مرتبطة ارتباط ایجابی بأبعاد مقیاس إدمان الهاتف الذکی وعند مستوى دلالة (0,01).

نتائج الدراسة ومناقشتها

للإجابة على تساؤل الدراسة والذی ینص على أنه "هل یوجد بناء عاملی واضح لمقیاس إدمان الهاتف الذکی (SAS)لدى عینة من طلاب الثانویة العامة"، للتحقق من صحة هذا التساؤل أمکن التأکد من البناء العاملی للمقیاس من خلال أجراء التحلیل العاملی التوکیدی للعوامل الستة الخاصة بالمقیاس للتأکد من البناء العاملی وبعد التأکد من بناء النموذج أمکن التأکد من باقی الخصائص السیکومتریة للمقیاس بالصورة النهائیة فی البیئة الکویتیة کالاتساق الداخلی وثبات الفأکرونباخ وإعادة التطبیق، ویمکن توضیح ذلک من خلال ما یلی:-

وللتحقق من مدى صلاحیة النموذج وفقا لنظریة النمذجة البنائیة أمکن للباحث التحقق من النموذج البنائی لمقیاس إدمان الهاتف الذکی من خلال إجراء تحلیل عاملی توکیدی للتحقق من مدى صلاحیة وکفاءة النموذج البنائی للمقیاس لدى عینة الدراسة الحالیة من طلاب الثانویة، حیث أمکن بناء النموذج المقترح وفق لمکونات المقیاس الأصلیة فی البیئة الأجنبیة کما هو موضح بالشکل (1).

شکل (1) النموذج المقترح للتحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس إدمان الهاتف الذکی لطلاب الثانویة العامة (306)

بعد بناء النموذج بالشکل المقترح أمکن اختبار مدى ملاءمة النموذج لطبیعة البیانات التی أمکن جمعها من عینة الدراسة، وبعد اختبار مدى صحة النموذج کان هناک بعض التعدیلات المقترحة لتحسین النموذج وذلک من خلال تقلیل عدد الأخطاء، وبعد إجراء بعض التحسینات للنموذج تشیر المؤشرات إلى وجود ملاءمة جیدة للنموذج لدى عینة الدراسة الحالیة، ویمکن عرض النموذج بعد التعدیل کما فی شکل (2).

شکل (2) النموذج النهائی للتحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس إدمان الهاتف الذکی لطلاب الثانویة العامة (306)

وتشیر المؤشرات إلى تحقق النموذج لدى العینة الکویتیة، حیث بلغت قیمة کا2 (935.910) وهی قیمة دالة عند مستوى دلالة 0.001 وکان من المفترض أن قیمة کا2 تکون غیر دالة حتى یمکن قبول النموذج غیر أن من أهم عیوب هذا المؤشر تأثره بحجم العینة المستخدمة، فالعینات ذات الحجم الکبیر قد تؤدی إلى رفض النموذج حتى لو کان نموذجًا جیدًا أو قریبًا من النموذج المقترح والبیانات صغیرة، وکذلک قد تؤدی العینات صغیرة الحجم إلى قبول نماذج أقل جودة أو ذات اختلاف کبیر نسبیًا بینها وبین الأخرى (هشام جادالرب، 2006؛ محمد تیغزة، 2012)، ولذا فقد اقترح بولن Bollen (1989) استخدام النسبة بین قیمة مربع کای إلى درجات الحریة کمؤشر مشتق للملاءمة لحل مشکلة تأثر قیمة مربع کای بحجم العینة، وینبغی أن تقل القیمة عن خمسة حتى تکون ملائمة، وبحساب قیمة مربع کای المعیاریة أو النسبیة مع العلم بأن قیمة درجة الحریة بلغت (476) نجد أنها بلغت (1.966) مما یعنی أن التناقض بین البیانات والنموذج لیس کبیرًا بدرجة تؤدی إلى رفض النموذج لدى عینة الدراسة الحالیة وبهذا یعنی أن النموذج مقبول، ومن خلال تتبع المؤشرات الأخرى لتدلیل على صحة النموذج فقد بلغ مؤشر الملاءمة المقارن Comparative Fit Index (CFI) (0.902) وهو یعد من أفضل المؤشرات القائمة على المقارنة، ویقوم بمقارنة مربع کای للنموذج المفترض بقیمة مربع کای للنموذج المستقل (Kline, 2005). وهی قیمة تقع فی حدود المعقولة لقبول النموذج.

کما أمکن استخدام مؤشر تاکر– لویس Tucker-Lewis Index (TLI) أو مؤشر المطابقة غیر المعیاری Non-Normed Fit Index (NNFI) والذی بلغت قیمته (0.898) وتقع فی حدود المعقولة لقبول النموذج، کما تم استخدام مؤشر الجذر التربیعی لمتوسط مربعات خطأ الاقتراب Root Mean Square Error of Approximation (RMSEA) حیث بلغ (0.056) وهی مطابقة معقولة للنموذج حیث إن القیمة المتعارف علیها أن تقل عن (0.08).

کما تم حساب مؤشر جودة المطابقة Goodness-of-Fit Index (GFI) ویدل على نسبة التباین والتغایر التی یستطیع النموذج الذی یفترض الباحثان تفسیره، وتدل القیمة التی تقترب من 0.90 على حُسن المطابقة للنموذج مع البیانات، وفی النموذج الحالی نجد أن القیمة بلغت (0.905) وهی قیمة تعبر عن مطابقة مقبولة إلى حد ما، وکما تم استخدام مؤشر المطابقة المقارنة أو التزایدیة لبولنComparative Fit Indices/Incremental Fit Indices وهو مؤشر یقدر مدى التحسن النسبی فی المطابقة التی یتمتع بها النموذج المفترض مقارنة بالنموذج القاعدی، وفی النموذج الحالی بلغت قیمته (0.912) وهی قیمة ملائمة حیث إن المدى المثالی لهذا المؤشر أن تکون القیمة تساوی 0.90 فأکثر لقبولها مما یعنی قبول النموذج الحالی، وبهذا فقد سجلت جمیع مؤشرات الملاءمة قیمًا مقبولة وبصفة عامة یمکن قبول النموذج فی ضوء درجات القطع المتعارف علیها.

کما یمکن الاستدلال على الصدق البنائی (التقاربی – التمایز) من خلال عدة أدلة یکشف عنها التحلیل العاملی التوکیدی، حیث نجد أن تشبعات الفقرات على العوامل الخاصة بها تراوحت بین (0.22 - 0.62) مما یجعل هذه الفقرات تقع فی الحدود المقبولة للصدق التقاربی حیث نجد أن مؤشر التشبعات یشیر إلى أن القیم تتراوح بین 0.50- 0.90، تکون التشبعات التی تتراوح بین 0.50 -0.70 تکون مقبولة أما التی تتراوح بین 0.70 - 0.90 فتکون ممتازة.

الدلیل الثالث لصدق التمایز حیث تتراوح العلاقة الارتباطیة المتعددة بین العوامل فی النموذج الحالی بین (0.22- 0.85) وتعد القیم مقبولة إذا تراوحت بین (0.20 -0.50)، وممتازة إذا تراوحت بین (0.50-0.70)، وبمراجعة القیم نجد أن معظم القیم تتراوح فی المستوى الممتاز، مما یفسر استقلال العوامل عن بعضها بعضًا.

کما أمکن التحقق من ثبات المقیاس حیث أمکن حساب ثبات الاتساق الداخلی للمقیاس على مستوى ارتباط الفقرات بدرجة البُعد ودرجة کل بعد من الأبعاد بالدرجة الکلیة للمقیاس کما أمکن حساب ثبات إعادة التطبیق من خلال إعادة تطبیق المقیاس على عینة بلغ قوامها (50) مشارک من عینة الدراسة، وکما أمکن حساب ثبات الفأکرونباخ للمقیاس ککل، ویمکن توضیح الثبات للصورة النهائیة لمقیاس إدمان الهاتف الذکی کما هو موضوح بجدول (2).

جدول (2) الاتساق الداخلی بین درجات البنود ودرجة البعد، ودرجات الأبعاد الفرعیة والدرجة الکلیة على مقیاس إدمان الهاتف الذکی لدى عینة طلاب الثانویة العامة (ن= 306)

یتضح من خلال جدول (2) أن هناک خصائص سیکومتریة جیدة لدى المقیاس الحالی حیث بلغت معاملات الاتساق الداخلی للبنود بالأبعاد الفرعیة للمقیاس ما بین 0.451 إلى 0.881 وهی قیم جیدة للاتساق الداخلی للبنود، کما بلغت معاملات الارتباط بین الأبعاد الفرعیة والدرجة الکلیة للمقیاس 0.784 إلى 0.864 للأبعاد الفرعیة، وهی قیم جمیعها یعبر عن ثبات جید للمقیاس مما یجعل المقیاس بالصورة النهائیة له مناسبًا للبیئة الکویتیة لدى طلاب الثانویة، وکما یمکن توضیح معاملات ثبات إعادة التطبیق والفاکرونباخ لمقیاس إدمان الهاتف الذکی لدى عینة طلاب الثانویة العامة کما فی جدول (3).

جدول (3) ثبات إعادة التطبیق والفاکرونباخ لمقیاس إدمان الهاتف الذکی لدى عینة طلاب الثانویة العامة (ن= 306)

یتضح من خلال جدول (3) أن الاختبار یتسم بخصائص سیکومتریة جیدة، حیث بلغت قیمة معاملات الارتباط بین التطبیق الأول والثانی على عینة مکونة من 50 مفردة (0.847، 0.697، 0.754، 0.810، 0.824، 0.779، 0.714) لمتغیرات اضطراب الحیاة الیومیة، التوقع الإیجابی، الانسحاب، العلاقة الموجهة نحو الفضاء الالیکترونی، فرط الاستخدام، التحمل، وللدرجة الکلیة لمقیاس للهاتف الذکی على التوالی، وکما بلغت قیمة معامل ثبات الفأکرونباخ (0.754، 0.798، 0.753، 0.825، 0.810، 0.833، 0.799) لمتغیرات اضطراب الحیاة الیومیة، التوقع الإیجابی، الانسحاب، العلاقة الموجهة نحو الفضاء الالیکترونی، فرط الاستخدام، التحمل، وللدرجة الکلیة لمقیاس للهاتف الذکی على التوالی.

کما أمکن حساب ثبات التجزئة النصفیة حیث بلغت قیمة التجزئة النصفیة بعد التصحیح بمعادلة جتمان (0.861) للدرجة الکلیة لمقیاس إدمان الهاتف الذکی، وهی قیم جمیعها یعبر عن ثبات جید للمقیاس مما یجعل المقیاس بالصورة النهائیة له مناسبًا للبیئة الکویتیة لدى طلاب الثانویة.

لقد جاءت نتیجة الدراسة الحالیة تؤکد صدق الخصائص السیکومتریة للنسخة الأصلیة للمقیاس وأن المقیاس یتکون من (33) بندًا موزعة على ستة أبعاد وبنفس مسمیاتها, کما تعزز نتیجة الدراسة ما توصلت إلیه دراسة کل من Kwon, Kim, Cho & Yang, (2013) والتی توصلت إلى تمتع المقیاس بخصائص سیکومتریة مرتفعة لدى عینة من الکوریین حیث بلغ معامل الفاکرونباخ (0,966). وایضا تؤید نتیجة الدراسة الحالیة ما توصلت إلیه دراسة کل من Ching et all (2015) وهو أن المقیاس یتکون من نفس الأبعاد ونفس البنود مع اختلاف ترتیبها فقط فی التحلیل العاملی, وأن المقیاس له خصائص سیکومتریة مرتفعة, من خلال معامل الفاکرونباخ والصدق التلازمی وإعادة التطبیق, لدى عینة من المالیزیین.

کما تؤکد نتیجة الدراسة الحالیة على ما توصلت إلیه دراسة کل من Elhai, Levine, Dvorak & Hall, (2017) وهو أن المقیاس له خصائص سیکومتریة مرتفعة ویتکون من ستة أبعاد لنفس البنود مع اختلاف ترتیب الأبعاد وبنود کل بعد فی التحلیل العاملی لدى             عینة من سکان أمریکا الشمالیة. وایضًا تعزز نتیجة الدراسة ما توصلت إلیه دراسة کل منSfendla, Laita, Nejjar, Souirti, Touhami & Senhaji (2018) والتی حاولت التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس لدى عینة من المغریبیین, وتوصلت إلى أن المقیاس له خصائص سیکومتریة مرتفعة وأن المقیاس یتکون من ستة أبعاد ولنفس البنود مع اختلاف ترتیبها وترتیب بنودها داخل التحلیل العاملی.

وأیضا تتفق نتائج الدراسة الحالیة مع ما توصلت إلیه دراسة کل من دمیرکی واورهان ودمیرداس وأکبنار وسیرتDemirci, Orhan, Demirdas, Akpinar & Sert (2014) وهو أن المقیاس له خصائص سیکومتریة مرتفعة ولکن تختلف معها فی أنها توصلت إلى تکون المقیاس من سبعة أبعاد ولنفس عدد البنود ولیست ستة أبعاد, وذلک لدى عینة من طلاب الجامعة الترکیین.

الاستنتاجات والتوصیات والمقترحات البحثیة:

یتمتع المقیاس الحالی بخصائص سیکومتریة جیدة لدى طلبة وطالبات الثانویة العامة بدولة الکویت، ویمکن استخدامه فی دول الخلیج العربی، والوطن العربی والتأکد من مدى صلاحیته بشکل موسع.

إعداد البرامج التثقیفیة لتوعیة الشباب بمخاطر الاستخدام المفرط للهاتف الذکی.

العمل على توعیة الأسرة والقائمین على العملیة التربویة بمخاطر استخدام الهاتف الذکی على الفرد من الناحیة الصحیة، والنفسیة، والأداء الأکادیمی, والتفاعل الاجتماعی.

إعداد دراسة تستهدف إعداد برنامج معرفی سلوکی للحد من استخاد الهاتف الذکی لدى عینة من طلاب الثانویة.

إجراء دراسة تستهدف معرفة العلاقة بین إدمان الهاتف الذکی ووجهة الضبط والاکتئاب, لدى عینة من طلاب الثانویة.

إجراء دراسة تستهدف معرفة العلاقة الارتباطیة بین إدملن الهاتف الذکی وبعض الأمراض السیکوسوماتیة لدى عینة من طلاب الثانویة العامة.

المراجع:

حباب عبد الحی محمد عثمان, سلوى محمد الأمین, صلاح الدین عطا الله بخیت. (2018). إدمان الهواتف الذکیة لدى طلبة جامعة الخرطوم. مجلة کلیة التربیة- جامعة بنها, 29(114), 485- 512.

محمد بوزیان تیغزة. (2012). التحلیل العاملی الإستکشافی والتوکیدی: مفاهیمهما ومنهجیتهما بتوظیف حزمة SPSS ولیزرل LISREL. الأردن. دار المسیرة.

مصطفى قسیم محمد هیلات. (2016). إدمان استخدام الهاتف الذکى وعلاقته بأسالیب التفکیر لدى الطالبات المتفوقات والمنذرات أکادیمیا فى کلیة الأمیرة عالیة الجامعیة. مجلة التربیة جامعة الأزهر, 1(169), 532- 562.

نجوى إبراهیم عبد المنعم محمد. (2017). فاعلیة برنامج معرفی سلوکی لعلاج إدمان تطبیقات المحادثة والتواصل الاجتماعی على الهاتف الذکی لدى عینة من طلاب جامعة الملک فیصل. مجلة الإرشاد النفسی – جامعة عین شمس, (50), 183- 208.

هشام فتحی جاد الرب. (2006). البناء العاملی وتکافؤ القیاس لأحد مقاییس الاکتئاب لدى المراهقین من طلاب المدارس الثانویة باستخدام التحلیل العاملی التوکیدی: دراسة مقارنة عبر ثقافیة. المجلة المصریة للدراسات النفسیة, 16 (50)، 437-484.

Acharya, J. P., Acharya, I., & Waghrey, D. (2013). A study on some of the common health effects of cell-phones amongst college students. Journal of Community Medicine & Health Education, 3(214). 32- 44.

Arpaci, I & Esgi, N. (2018). Psychometric properties of the Turkish version of the smartphone addiction inventory (SPAI). Curr Psychol, 1-7.

Beranuy, M., Oberst, U., Carbonell, X & Chamarro, A. (2009). Problematic Internet and mobile phone use and clinical symptoms in college students: The role of emotional intelligence. Computers in Human Behavior, 25, 1182–1187.

Bollen, K.A. (1989). Structural Equation with Latent Variables. New York: John Wiley.

Chen , B., Liu, F., Ding, S., Ying, X., Wang, L & Wen, Y. (2017). Gender differences in factors associated with smartphone addiction: a crosssectional study among medical college students. BMC Psychiatry, 17, 341- 350.

Ching, S. M., Yee, A., Ramachandran, V., Lim, S. M. S., Sulaiman, W. A. W., Foo, Y. L & Hoo, F. k. (2015). Validation of a Malay Version of the Smartphone Addiction Scale among Medical Students in Malaysia. Plos one, 2, 1- 11.

Demirci, K., Orhan, H., Demirdas, A., Akpinar, A & Sert, H. (2014). Validity and Reliability of the Turkish Version of the Smartphone Addiction Scale in a Younger Population. Klinik Psikofarmakoloji Bulteni-Bulletin of Clinical Psychopharmacology, 24:3, 226-234

Elhai, J. D., Levine, J. C., Dvorak, R. D & Hall, B.J. (2017). Non-social features of smartphone use are most related to depression, anxiety and problematic smartphone use. Computers in Human Behavior, 69, 75- 82.

Emad, A.S, Haddad, E. (2015). The Influence of Smart Phones on Human Health and Behavior: Jordanians’ Perceptions. International Journal of Computer Networks and Applications, 2 (2): 52–56.

Griffiths, M. (1996). Gambling on the internet: a brief note. J Gambl Stud. 12(4), 471–474.

Holden, C. (2001). Behavioral addictions: Do they exist?. Science, 294(5544), 980–982.

Jenaro, C., Flores N., G0mez-Vela, M., Gonzolez-Gil, F & Caballo, C. (2007). Problematic internet and cellphone use: Psychological, behavioral, and health correlates. Addiction research & theory, 15, 309–320.

Kim, S & Kim, R. (2002). A study of internet addiction: Status, causes, and remedies. Journal of Korean Home Economics Association English Edition, 3(1), 1-19.

Klauer, S. G., Dingus, T. A., Neale, V. L., Sudweeks, J. D & Ramsey, D. J. (2006). The impact of driver inattention on near-crash/crash risk: An analysis using the 100-car naturalistic driving study data. Washington, DC: United States.

Kline, R.B (2005) Principles and Practice of Structural Equation Modeling. Third Edition. Now York: Guilford Press.

Ko, C.H, Yen, J.Y., Yen. C.F., Chen C.S & Chen, C.C. (2012). The association between Internet addiction and psychiatric disorder: a review of the literature. European Psychiatry, 27, 1–8.

Kwon, M., Kim, D., Cho, H & Yang, (2013). The Smartphone Addiction Scale: Development and Validation of a Short Version for Adolescents. PLOS ONE, 8(12), 1-7.

Kwon, M., Lee, J. Y., Won, W. Y., Park, J. W., Min, J. A., Hahn, C., Gu, X., Choi, J. H & Kim, D. J. (2013). Development and validation of a smartphone addiction scale (SAS). PLoS One, 8(2), 1- 7.

 Lee, Y.S (2006) Biological model and pharmacotherapy in Internet Addiction. J Korean Med Assoc, 49(3), 209–214.

Lepp, A., Barkley, J. E & Karpinski, A. C. (2014). The relationship between cell phone use, academic performance, anxiety, and satisfaction with life in college students. Computers in Human Behavior, 31, 343-350.

Lepp, A., Barkley, J. E., Sanders, G. J., Rebold, M & Gates, P. (2013). The relationship between cell phone use, physical and sedentary activity, and cardiorespiratory fitness in a sample of US college students. International Journal of Behavioral Nutrition and Physical Activity, 10 (79). 15- 25.

Lin, Y.H., Chiang, C.L., Lin PH, Chang, L.R., Ko, C.H., Lee, Y.H & Lin, S.H. (2016). Proposed diagnostic criteria for Smartphone addiction. PLoS One, 11(11), 1- 4.

Luk, T. T., Wang, M. P., Shen, C., Wan, A., Chau, P. H., Oliffe, J., Viswanath, K.Y., Chan, S. S & Lam, T. H. (2018). Short version of the Smartphone Addiction Scale in Chinese adults: Psychometric properties, sociodemographic, and health behavioral correlates. Journal of Behavioral Addictions, 7(4), 1157–1165.

Park, N & Lee, H. (2012). Social implications of smartphone use: Korean college students' smartphone use and psychological well-being. Cyberpsychology, Behavior, and Social Networking 15, 491–497.

Rozgonjuk, D., Rosenvald, V., Janno, S & Taht, K. (2016). Developing a shorter version of the Estonian Smartphone Addiction Proneness Scale (E-SAPS18). Cyberpsychology: Journal of Psychosocial Research on Cyberspace, 10(4) , 1- 18.

Sfendla, A., Laita, M., Nejjar, B., Souirti, Z., Touhami, A. A. O & Senhaji, M. (2018). Reliability of the Arabic Smartphone Addiction Scale and Smartphone Addiction Scale-Short Version in Two Different Moroccan Samples. Cyberpsychology, Behavior, and Social Networking, 21(5), 325- 332.

Thomee, S., Harenstam, A & Hagberg, M. (2011). Mobile phone use and stress, sleep disturbances, and symptoms of depression among young adults - A prospective cohort study. BMC Public Health, 11(66). 12- 17.

Tossel, C., Kortum, P., Shepard, C., Rahmati, A & Zhong, L. (2015). Exploring smartphone addiction: Insights from long-term telemetric behavioral measures. International Journal of Interactive Mobile Technologies, 9(2), 37-43.