مدى فاعلية برنامج إرشادي لتنمية مهارات القراءة الحرّة لدى طلاب التعليم الثانوي - نظام المقررات | ||||
دراسات في الارشاد النفسي والتربوي | ||||
Article 2, Volume 6, السادس - Serial Number 6, July 2019, Page 1-18 PDF (615.25 K) | ||||
Document Type: بحوث نشر لدرجة الماجستیر والدکتوراه | ||||
DOI: 10.21608/dapt.2019.110814 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
محمد التويجري* | ||||
المملکة الغربية السعودية | ||||
Abstract | ||||
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّکَ الْأَکْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) .[العلق: 1-5]. من هذه الآيات الکريمات ابتدأت الحياة العلمية والعملية، وجاءت أول کلمة فيها هي کلمة (اقرأ) وما ذاک إلا لأن القراءة هي مفتاح التعلّم، وسر التفوق العلمي والفکري، فالقراءة إلى جانب أنها عبادة فهي فِهمٌ للحياة، وإدراکٌ للماضي، وتنظيم ٌللحاضر، وتخطيطٌ للمستقبل، وهي لأبنائنا وطلابنا مهارةٌ تُنمّي ثقتهم بأنفسهم، وترفع من کفاءتهم في إنجاز أعمالهم، وتزيد من قدراتهم في المنافسة على المراکز المتقدمة، وتهيئهم للتعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة، إلى جانب أنها تُصيرهم أعضاءً بارزين وفعّالين في محيط أسرتهم ومدرستهم بل ومجتمعهم؛ ومن أجل ذلک جاء اختيار الباحث لموضوع بحثه المهم (القراءة الحرّة)، و مما دعا الباحث أيضًا لطرق هذا الموضوع أنه في مجال عمله ويلتقي کل يوم مع الطلاب (مُرشدًا طلابيًا) مما يتحتم عليه البحث في مشکلاتهم، فلاحظ مشکلة خطيرة وهي (العزوف عن القراءة الحرّة) حتى وصل الأمر بالبعض إلى کُره القراءة والمطالعة الحرّة، ولا شک أن هذا أمرٌ خطير إذا استشعرنا أهميتها، "فلولا القراءة لم يتعلم الإنسان ولم يحقق الحکمة من وجوده على هذه الأرض وهي عبادة الله وطاعته وعمارة هذه الأرض" (آل جار الله،1422هـ، ص5). | ||||
Keywords | ||||
فاعلية برنامج إرشادي; تنمية مهارات القراءة الحرّة; طلاب التعليم الثانوي; نظام المقررات | ||||
Full Text | ||||
التمهید للبحث: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّکَ الْأَکْرَمُ (3) الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ (5) .[العلق: 1-5]. من هذه الآیات الکریمات ابتدأت الحیاة العلمیة والعملیة، وجاءت أول کلمة فیها هی کلمة (اقرأ) وما ذاک إلا لأن القراءة هی مفتاح التعلّم، وسر التفوق العلمی والفکری، فالقراءة إلى جانب أنها عبادة فهی فِهمٌ للحیاة، وإدراکٌ للماضی، وتنظیم ٌللحاضر، وتخطیطٌ للمستقبل، وهی لأبنائنا وطلابنا مهارةٌ تُنمّی ثقتهم بأنفسهم، وترفع من کفاءتهم فی إنجاز أعمالهم، وتزید من قدراتهم فی المنافسة على المراکز المتقدمة، وتهیئهم للتعامل مع المواقف الاجتماعیة المختلفة، إلى جانب أنها تُصیرهم أعضاءً بارزین وفعّالین فی محیط أسرتهم ومدرستهم بل ومجتمعهم؛ ومن أجل ذلک جاء اختیار الباحث لموضوع بحثه المهم (القراءة الحرّة)، و مما دعا الباحث أیضًا لطرق هذا الموضوع أنه فی مجال عمله ویلتقی کل یوم مع الطلاب (مُرشدًا طلابیًا) مما یتحتم علیه البحث فی مشکلاتهم، فلاحظ مشکلة خطیرة وهی (العزوف عن القراءة الحرّة) حتى وصل الأمر بالبعض إلى کُره القراءة والمطالعة الحرّة، ولا شک أن هذا أمرٌ خطیر إذا استشعرنا أهمیتها، "فلولا القراءة لم یتعلم الإنسان ولم یحقق الحکمة من وجوده على هذه الأرض وهی عبادة الله وطاعته وعمارة هذه الأرض" (آل جار الله،1422هـ، ص5). ویأتی الدور على المدارس الحکومیة والأهلیة بجمیع مراحلها هامًا فی تنمیة مهارات القراءة الحرّة لدى الطلاب وذلک عن طریق التشجیع والتحفیز والتخطیط، وإتاحة الفرصة لهم عن طریق قنواتٍ متعددة، وکذا نشر الوعی بأهمیة القراءة الحرّة بین أسر الطلاب، ویؤکد ذلک ما قاله مصطفى (1411هـ، ص103) من "أن المدارس تلعب دورًا أساسیًا فی تکوین عادة القراءة الحرّة، وما لم تتمکن المدرسة من ذلک فإن رسالتها لم تؤدها بدرجة کافیة". وسیاسة المملکة العربیة السعودیة التعلیمیة لم تغفل هذا الجانب فقد دعت عبر نص المادة الرابعة والأربعین الذی یشیر إلى "تنمیة مهارات القراءة وعادة المطالعة سعیًا وراء زیادة المعارف "(وزارة المعارف، 1416هـ، ص12). وقد اهتم أهل الاختصاص من التربویین والمثقفین فی موضوع القراءة الحرّة فعقدوا العدید من اللقاءات والندوات سواء داخل المؤسسات التربویة أو بشکل عام للمجتمع کإقامة معارض للکتاب أو تفعیل دور المسابقات لتشجیع الشباب على القراءة. وکل ما یهدف إلیه الباحث أن یُقدم نتائج ثریة یستفید منها الدارسون والمرشدون الطلابیون فی المیدان التربوی، کما یأمل الباحث من خلال تطبیق البرنامج الإرشادی أن یُقرّب الطلاب من القراءة الحرّة ویحببهم لها وینمی من مهاراتهم فیها، وأن یکون هذا البرنامج مقترحًا جاهزًا لکل من أراد أن ینمی مواهب طلابه فی القراءة الحرّة خاصة فی التعلیم الثانوی. المبحث الاول : الاطار العام للبحث مشکلة البحث: إن المتأمل فی الکثیر من شبابنا وطلابنا هذا الأیام لیجد الانصراف التام والانشغال عن منبع العلم ولبنة الرقی ألا وهی القراءة الواعیة الهادفة. وقد أکدت الدراسات العلمیة أن العزوف عن القراءة مشکلة موجودة وقائمة وأنها تستحق الدراسة ووضع الخطط اللازمة للتغلب علیها، کما أجمع الخبراء والمعلمون وأمناء المکتبات العامة والمدرسیة على ذلک وهذه المشکلة لم تکتشف حدیثًا بل هی مُلاحظة قبل سنوات عدیدة وحتى الآن والمشکلة نفسها قائمة. ویمکن تحدید مشکلة البحث فی العزوف عن القراءة الحرّة خاصة بین أوساط طلابنا والأَمرُّ أن هذه المشکلة تنتقل من جیلٍ إلى جیل، فیتوجب على المربین والدارسین والباحثین الالتفات إلى هذه المشکلة ووضع الخطط العلمیة المدروسة والبرامج الهادفة لتجاوزها. وفی ضوء العرض السابق یمکن أن نحدّد مشکلة البحث بالسؤال التالی: "هل یمکن للبرنامج الإرشادی المُقدّم فی هذا البحث أن یُنمِّی مهارات القراءة الحرّة لدى طلاب (التعلیم الثانوی-نظام المقررات)؟". أهداف البحث:- یتمثل الهدف الرئیس لهذا البحث فی الآتی: أن یتفاعل المشارکون بالبرنامج الإرشادی مع القراءة الحرّة وینمّوا مهاراتهم فیها. ویتفرع عن هذا الهدف الرئیس الأهداف الفرعیة التالیة:
أهمیة البحث: الأهمیة النظریة: إن حثّ وتشجیع الطلبة على القراءة الحرّة، بإتاحة الفرصة لهم من خلال استغلال حصص الانتظار والفسح وتفعیل المسابقات المرتبطة بالقراءة الحرّة وغیر ذلک، لهو من أفضل الأنشطة اللاصفیّة التی تلبی حاجات ومیول ورغبات الطلبة على اختلاف أمزجتهم وأذواقهم. کما أنها تساعدهم على صقل شخصیاتهم بحیث یکونون قادرین على مواکبة العصر بثقة وجرأة، وأیضًا فی حل مشکلاتهم والوقایة منها "فالاستعانة بالقراءة الحرّة فی معالجة المشکلات یساعد الطالب على النمو السلیم"( مصطفى، 1425هـ، ص116). ولا شک أن القراءة الحرّة التی یختارها القارئ بنفسه من غیر أن یجبره أحد على قراءتها، هی أکثر القراءات فائدةً ومتعة فی نفس الوقت. فالقارئ عادةً، یستبقی فی ذهنه ولمدّة أطول، ما یستمتع به أکثر. ومن أهمیة هذا الموضوع خاصة للطلاب ما أورده یونس (2001م، ص3): أنه من بین (41) دراسة أشارت(36) منها إلى أن الطلاب الذین یستخدمون القراءة الحرّة أفضل فی اختبارات الفهم فی القراءة من الطلاب الذین یتلقون تعلیمًا تقلیدیًا فی القراءة، علاوة على ذلک أظهرت الدراسات طویلة المدى أن الطلاب الذین یقرؤون قراءة حرّة ظهرت لدیهم اتجاهات إیجابیة ومناسبة نحو التعلم. وعلى ضوء ذلک أصبح فی وقتنا الحالی -عصر الانفجار المعرفی والصناعی- من الأهمیة بمکان الالتفات إلى هذا الموضوع المهم دراسةً وبحثًا وتصمیمًا للبرامج وعملاً على مستوى کافة الأصعدة، یقول عدس (1998م، ص22): "والمطالعة فی عصرنا الراهن ضرورة من الضرورات، تماماً کالماء والهواء، تقتضیها تغذیة العقول، وتهذیب الوجدان، ونمو المعرفة، وهی فوق ذلک کله تکشف عن میول الإنسان الخاصة، وتساعد على تنمیة مواهبه، وتحدید اتجاهاته". الأهمیة التطبیقیة: یتوقع الباحث بمشیئة الله أن ینتج عن بحثه هذا الآتی: -أن یسعى البرنامج الإرشادی المستخدم فی هذا البحث إلى تفاعل الطلاب مع القراءة الحرّة. -أن یستفید المرشدون الطلابیون من البرنامج الإرشادی المستخدم فی هذا البحث. -الإسهام فی فتح المجال أمام الباحثین لتصمیم المزید من البرامج الإرشادیة لتنمیة القراءة الحرّة ومهاراتها لدى طلابنا. -أن یقدم المقیاس البعدی تصورًا واضحًا لأهمیة تفعیل القراءة الحرّة لدى طلابنا. حدود البحث:- حُدد البحث بعدد من المحددات الموضوعیة والمکانیة والزمانیة وهی کالتالی: - الحدود الموضوعیة: سیقتصر البحث على تحدید مدى فاعلیة برنامج إرشادی فی تنمیة مهارات القراءة الحرّة لدى طلاب (التعلیم الثانوی-نظام المقررات) بمنطقة القصیم. - الحدود المکانیة: سیطبق البحث على عینة من طلاب (التعلیم الثانوی-نظام المقررات) بمنطقة القصیم - السعودیة. - الحدود الزمانیة: سیتم تطبیق البحث فی الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1431/1432هـ. مصطلحات البحث: (البرنامج الإرشادی):- ذکر الزعبی (1428هـ، ص305) بأنه: "برنامج علمی مخطط ومنظم لتقدیم مجموعة من الخدمات الإرشادیة المباشرة وغیر المباشرة، فردیًا أو جماعیًا للمسترشدین داخل الأسرة وخارجها (أولیاء أمور الطلاب) بهدف مساعدتهم فی تحقیق النمو السوی، وتحقیق الصحة النفسیة والتوافق النفسی والتربوی والاجتماعی بشکل سلیم". ویتبنى الباحث تعریف الزعبی لشمولیته وإیضاحه من خلال تعریف هدف البرنامج الإرشادی. (تنمیة): - ذکر الزعبی (2004م، ص7) بأنها: "عملیة مرکبة وشاملة ومتعددة الأبعاد، وهی تعنی جهدًا واعیًا مخططًا له لتحسین المستقبل وتقوم على توظیف کافة الجهود، وتوسیع مجالات النشاط الإنسانی، وتعزیز القدرات الإنسانیة، ومشارکة فعالة من المجتمع سواء فی السعی إلى تحقیق الأهداف أو المشارکة فی جنی ثمارها". ویتبنى الباحث تعریف الزعبی تعریفًا لمصطلح التنمیة حیث الوضوح والشمولیة. (مهارات):- ذکر الراشد (1421هـ، ص14) بأن المهارة هی: "القدرة المکتسبة للقیام بأنماط من السلوک المعقد و المنظمة تنظیماً جیدًا بکل یسر وإتقان ، و التی تتم تنمیتها من خلال التدریب المخطط و المتواصل ، و الممارسة المنظمة". وهذا التعریف هو الذی یتبناه الباحث حیث غطّى جوانب عدة للمهارة. (القراءة الحرّة):- عرفها مجاور (1420هـ، ص358) بأنها "لون من ألوان النشاط یحاول دائمًا أن یربط الإنسان بمنابع الثقافة والمعرفة بدافع الرغبة والمیل الذاتی ". ویتبنى الباحث تعریف مجاور حیث الإیجاز والشمولیة. (نظام المقررات):- أوردت الإدارة العامة لتطویر المناهج فی الدلیل الإرشادی لنظام المقررات (1431هـ) توضیحًا لهذا النظام بأنه : هیکل جدید فی المرحلة الثانویة قامت بصیاغته(إدارة التعلیم الثانوی -مشروع تطویر التعلیم الثانوی) بوزارة التربیة والتعلیم بالمملکة العربیة السعودیة یقوم على: -نظام الساعات الدراسیة المقننة التی یسجلها الطالب فی کل فصل دراسی. -نظام المعدلات الفصلیة والتراکمیة. -نظام المنهج التکاملی الذی یربط بین المقررات الدراسیة. -الاهتمام بالجانب التطبیقی المهاری. -أسالیب نوعیة فی التعلیم والتعلّم وأدوات جدیدة فی التقویم. المبحث الثانی : الإطار النظری والدراسات السابقة أولا : - الإطار النظری: مفهوم القراءة الحرّة:- أورد یونس(2001م، ص3) مفهومًا للقراءة الحرّة بأنها "اختیار الکتب التی یرغب الطلاب فی قراءتها بغرض المتعة" ، وعرفها الرامینی (2009م، ص185) بقوله: "القراءة الحرّة هی التی یقرؤها الطالب من تلقاء نفسه وباختیاره حسب میوله واحتیاجاته التی یحاول أن یشبعها عن طریق القراءة، وأهمیة هذه القراءة أنها تعزز بالطالب الثقة بالنفس والاعتماد علیها نتیجة لاکتساب مهاراتها" ، وذکرت وزارة التربیة الکویتیة(2008م، ص8) المقصود بالقراءة الحرّة: "قراءة الکتب والموضوعات التی یختارها القارئ بنفسه ،من غیر أن یجبره أحد على قراءتها". والقراءة الحرّة تعلیم ذاتی وتعریفه ورد ضمن دراسة حدیثة قام بها المرکز العربی للبحوث التربویة لدول الخلیج العربی، وهی دراسة میدانیة شملت دول الخلیج، وانتهت الدراسة إلى تعریف إجرائی للتعلیم الذاتی وهو: النشاط التعلیمی الذی یقوم به الفرد من رغبته الذاتیة واقتناعه الداخلی بهدف تنمیة استعداداته وإمکاناته وقدراته مستجیبًا لحاجاته ومیوله واهتماماته، بما یحقق تنمیة شخصیته وتکاملها والتفاعل والإسهام مع مجتمعه عن طریق الاعتماد على نفسه والثقة بقدراته فی التعلّم (فی مصطفى، 1425هـ، ص109). أهمیة القراءة الحرّة:- إنّ أهمّ مؤشر حول أهمیّة القراءة ، هو الأمر الإلهی للنبیّ محمد e بکلمة "اقرأ" فی بدایة أوّل آیة سماویة نزلت علیه. یذکر بکار ( 1419هـ، ص29) تحت عنوان (القراءة هی البدایة): "لحکمة بالغة کان أول ما نزل من القرآن الکریم: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ (1) [العلق: 1].ودستورنا الخالد (القرآن) مشتق من القراءة، وأعظم اختراع اخترعته البشریة کان الکتابة؛ والکتابة غیر ذات قیمة إذا لم تعقبها القراءة؛ فإذا لم یتهیأ لنا أن نقرأ ما کُتب حرمنا من نعمة تراکم المعرفة الذی یمکننا من تجاوز کینونتنا الثقافیة". وتکمن أهمیة القراءة الحرّة بأنها هی الحضارة کما رأى ذلک الشیخ (2008م، ص29): "بأن هناک تلازم بین القراءة والحضارة، کما أن هناک تلازم بین الوقت والحیاة، أو الحیاة والحضارة، وهذا یعنی أنه لا حضارة لمن لا حیاة له، والحیاة من غیر القراءة لا تشکل حضارة. إذن القراءة هی الحضارة، والحضارة هی القراءة، والمتخلف عن رکب الحضارة یعد میتاً، ولماذا لا یعد میتاً ؟ لأنه لم یستثمر وقته فی القراءة، ولو قرأ لأحدث تقدماً فی کل المجالات، واتصل بالعالم الآخر، ولذلک قیل : أمة تقرأ أمة ترقى". مهارات القراءة الحرّة:- لو اطلعنا على کثیر ممن کتبوا فی مهارات القراءة لوجدنا أن مجمل المهارات داخلة تحت موضوعین أساسین هما: أ- المهاراتالحسیة: هی حرکات العین (وقد یُستعاض عن العین باستخدام حاسة اللمس عند فقدان البصر کما فی طریقة برایل)، وتَعرّف الحروف والکلمات، والنطق الصحیح، والتنغیم (أی: الأداء الصوتی المناسب)، ومراعاة الوقوف، والسرعة فی القراءة . ب- المهاراتالعقلیة: هی إدراک المعانی، والفهم الصحیح، واستخراج الأفکار، وتصنیفها، والتفریق بین الأفکار الرئیسة منها والفرعیة، وفهم العلاقات بینها، وإدراک المعانی القریبة والمعانی البعیدة، والتفاعل مع المقروء، والتحلیل والنقد والحکم ...إلخ. الجانب التأصیلی للقراءة: القراءة هی أول کلمة فی الإسلام وأسمى کلمة وهی من أَسَّس للعلم بشتى جوانبه وبمختلف عصوره، وهنا عالمیة الإسلام وسموه بآیة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّکَ الْأَکْرَمُ (3) الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ (5).[العلق: 1-5]. وقوله تعالى: الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَیَانَ (4) [الرحمن: 1-4]. الإرشاد الطلابی والقراءة الحرّة: القراءة الحرّة هی أساس لأن یفهم من خلالها الطالب ذاته ویعرف خبراته ویحل مشکلاته وینمی إمکاناته فعلى المرشد الطلابی تعلیم الطالب وتدریبه على القراءة الحرّة، وأیضًا من الأهداف التی حددتها الإدارة العامة للتوجیه والإرشاد الهدف رقم (3) وهو: "العمل على اکتشاف مواهب وقدرات ومیول الطلاب والعمل على توجیه واستغلال تلک المواهب والقدرات والمیول فیما یعود بالنفع على الطالب بشکل خاص والمجتمع بشکل عام"(فی أبوعباة ونیازی، 1421هـ، ص22). فلا شک أن تنمیة القراءة الحرّة لدى الطلاب هی استغلال للمواهب والمیول والقدرات التی تعود على الطالب ومجتمعه بالنفع. کما حددت الإدارة العامة للتوجیه والإرشاد أیضًا مهام ومسؤولیات المرشد الطلابی وجاءت المسؤولیة رقم (6) أن على المرشد الطلابی: "تنفیذ برامج وخدمات الإرشاد الدینی والوقائی والتربوی والأکادیمی المهنی والاجتماعی والأخلاقی والنفسی حسب الإطار المحدد لکل منها، واتخاذ الوسائل الممکنة لتأدیة تلک الخدمات"(فی أبوعباة ونیازی، 1421هـ، ص24). والقراءة الحرّة فعّالة فی جمیع برامج وخدمات التوجیه والإرشاد المختلفة ففی الإرشاد الدینی والأخلاقی فالقراءة داعمة للسلوک الإیجابی ومنفرة للسلوک السلبی، وأیضًا للإرشاد الوقائی فهی تُبصر الطلاب من الوقوع فی المشکلات الصحیة والاجتماعیة والنفسیة والدراسیة، وأیضًا القراءة الحرّة داخلة ضمن الإرشاد النفسی فهی وسیلة من وسائل العلاج للمشکلات النفسیة کما سنرى ذلک لاحقًا، أیضًا ضمن الإرشاد الاجتماعی فهی داعمة للاتجاهات الاجتماعیة الإیجابیة، کما أنها تُبصر الطلاب بالفرص المتاحة لهم فی المجتمع بعد المرحلة الثانویة فهی إذًا ضمن برامج الإرشاد التعلیمی والمهنی. طبیعة طلاب المرحلة الثانویة: وحین نؤکد على القراءة الحرّة وأهمیة تفعیل المرشد الطلابی لها فإن ذلک یعود من طبیعة هذه المرحلة الحساسة التی تتطلب من المرشد الطلابی مضاعفة الجهد یقول مجاور (1420هـ، ص24): "فالأولاد فی هذه المرحلة فی کل الأزمنة والعصور یخضعون لضغوط اجتماعیة، والتغیرات الاجتماعیة التی تحدث فی حیاتهم تؤثر إلى حد کبیر على عملیة تکیف الفرد فالقلق والاضطراب وعدم الاطمئنان وفقد الثبات الانفعالی کل ذاک ملاحظ فی هذه الفترة الزمنیة. وهذه الظروف التی یمر بها المتعلم تؤثر علیه بالنسبة إلى المدرسة، فالمراهق فی هذه الفترة الزمنیة نجد أن لدیه فهمًا جدیدًا لذاته کفرد، وفهمًا جدیدًا لشؤون حیاته المختلفة". والمرحلة الثانویة هی: "مرحلة النضوج الفکری، والمعرفة العلمیة، وعصر الحاسوب والتی یکون الفرد فیها جزءًا مهمًا من العملیة التربویة لدینا، ویستطیع فهم کیفیة العملیة التربویة. لذلک لابد من إدراک ذلک لکی یستطیع تجاوز المشکلات التی یمر بها الفرد"(لابودا، 2008م، ص77). أهداف مقرر القراءة لیست لمجرد القراءة: ومن خلال أهداف مقرر القراءة فی التعلیم العام یتبین لنا أن القراءة لیست لمجرد القراءة بل هی أبعد من ذلک تنتهی الأهداف إلى السعی لرفع مستوى الطلاب ووعیهم وحل مشکلاتهم بأنفسهم یذکر الخلیفة (1425هـ، ص149): " تتمثل أهداف المطالعة فی هذه المرحلة فی تعوید الطلاب القراءة الناقدة التی تمتاز بالموازنة، وإکسابهم القدرة على استخدام المراجع والانتفاع بالمکتبة واستخراج الأفکار الجزئیة، وتنظیمها عن طریق تکلیفهم إعداد ملخصات والانفعال بالمقروء، والانتفاع بالأفکار والمعانی المستنبطة فی مشکلات حیاتهم". وجاء فی مقرر الکفایات اللغویة (1431هـ، المقدمة) الخاص بنظام المقررات فی التعلیم الثانوی أن الدرس اللغوی لیس مقصودًا فی ذاته، وإنما هو وسیلة لما وراءه: من مهارات التواصل مع المجتمع ومهارات التفکیر وهو یفتح لک المجال واسعًا للتدریب والتمهُّر والإتقان، ویعطیک الفرصة للتعلّم والتعاون والتفکیر والإبداع. الإرشاد باستخدام القراءة:- طرق الإرشاد عدیدة ومما ینبغی أن یتنبه إلیه المرشد الطلابی هو عدم الاقتصار على طریقة أو طریقتان؛ بل ینوع باستخدام الطرق العدیدة فی الإرشاد فرّب مسترشد تنجع معه طریقة لا تفلح مع مسترشد آخر، ومن الطرق الإرشادیة: الطرق الواقعیة ومنها الإرشاد باستخدام القراءة وقد أوضح الشناوی (1416هـ، ص398) هذه الطریقة بقوله: تعتمد هذه الطریقة على الاستفادة من الکتب والمؤلفات على اختلاف أنواعها فی مساعدة المسترشد على مواجهة مشکلته. ثانیاً : -الدراسات السابقة والتعلیق العام علیها هناک العدید من الدراسات العربیة والأجنبیة التی تناولت موضوع القراءة وموضوع القراءة الحرّة وقلیل منها طبقت برنامجًا لتفعیل القراءة الحرّة. وسوف یستعرض الباحث عددًا من الدراسات ذات العلاقة بموضوع البحث مرتبة حسب الزمن: - دراسة مصطفى (1411هـ) وقد هدفت إلى معرفة مستوى الانتظام فی القراءة الحرّة، وکشف جملة المتغیرات والعوامل المسؤولة عن مستوى الانتظام فی القراءة ، وقد تألف مجتمع الدراسة من طلاب وطالبات الکلیات الجامعیة فی الإمارات العربیة، وتکونت العینة من (334) طالباً وطالبة. کما استخدمت الدراسة استبانة الاستقصاء Questionnaire کأداة لجمع المعلومات المرتبطة بالظاهرة المدروسة وهی من تصمیم الباحث. وتکونت الاستبانة فی صورتها النهائیة نتیجة للحذف والإضافة من (45 مفردة). وبعد ذلک حللت البیانات بطریقة اختبار کا2 ، واتخذ مستوى الدلالة (0.05) کحد أدنى لتقدیر مدى دلالة الفروق بین المجموعات المختلفة. وقد أظهرت الدراسة نتائج من أهمها: أن نسبة من یمارسون القراءة الحرّة بصفة منتظمة بین طلاب وطالبات الجامعة 43.8% (أقل من نصف عینة البحث) ، عدم اهتمام نسبة کبیرة من طلاب وطالبات عینة البحث بشراء المواد المقروءة، وهو مظهر یدل على ضعف الوعی القرائی ، تعتبر الأسرة الوسیط التربوی الأساسی فی تکوین عادة القراءة الحرّة ، فی سن الثامنة عشرة تنشط القراءة ویتسع مجالها. دراسة الحاجی (1423هـ) وقد هدفت إلى تشخیص واقع القراءة الحرّة لدى الشباب فی دول الخلیج العربی ، وقد تألف مجتمع الدراسة من طلاب وطالبات السنة النهائیة من المدارس الثانویة فی دول مجلس التعاون الخلیجی فی العام الدراسی المشار إلیه (231933) طالباً وطالبة. کما بلغ حجم العینة الفعلیة (4909) طالباً وطالبة. واعتمدت الدراسة على أداة استبانة متخصصة صُممت لهذا الموضوع.کما استخدم الباحث فی تحلیل البیانات تحلیل التباین الأحادی (ANOVA) ، واختبار المدى المتعدد (Multiple Range Tests). وقد أظهرت الدراسة نتائج من أهمها: أن ما یقرب من(90%) من العینة لا یزورون المکتبة القریبة من منازلهم إن وجدت. وأشار معظم أفراد العینة (79%) بأنهم لم یتمکنوا من مصاحبة آبائهم إلى زیارات المکتبات العامة للقراءة فیها. کما أجمعت نسبة کبیرة منهم (87%) بأن القراءة الحرّة تفیدهم فی تحسین مستواهم الدراسی. وأن(52%) ترى أن المدرسة لا تشجع على ممارسة القراءة الحرّة ولا ترصد لها الجوائز. وهناک غالبیة کبیرة (75%) من أفراد العینة لا ترى بأن هناک وقتاً محدداً للقراءة الحرّة خلال الیوم الدراسی، کما أفاد قسم کبیر منهم (69%) بعدم وجود نشاط تربوی للاستفادة من القراءة الحرّة فی الفصل الدراسی. دراسة العنزی (1423هـ) تهدف إلى تحدید مهارات القراءة بشکل عام، وفی المرحلتین المتوسطة والثانویة بشکل خاص ، وتألف مجتمع الدراسة من جمیع معلمی اللغة العربیة للمرحلتین المتوسطة والثانویة بمدینة الریاض وجمیع مشرفی اللغة العربیة بمدینة الریاض. وتکونت عینة البحث مما نسبته (20%) من معلمی اللغة العربیة بمدینة الریاض وثلاثة عشر من المتخصصین فی تعلیم القراءة وطرق تدریس اللغة العربیة کعینة للدراسة. وقام الباحث بتصمیم استفتاء شمل قائمة بمهارات القراء للمرحلتین المتوسطة والثانویة کأداة للدراسة. واستخدمت الأسالیب الإحصائیة التالیة لتحلیل البیانات: التکرارات والمتوسطات الحسابیة، والنسب المئویة، وتحلیل التباین، ومعامل ارتباط (بیرسون)، ومعامل ارتباط (ألفا کرونباخ) لتحدید ثبات أداة البحث. ومن أهم النتائج التی قدمتها الدراسة: أنها حددت خمسة محاور لمهارات القراءة فی المرحلة الثانویة. دراسة الغامدی (1426هـ) وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على أسباب عزوف طلاب المرحلة الثانویة عن القراءة الحرّة من وجهة نظر معلمی اللغة العربیة والطلاب وتکون المجتمع الأصلی لهذه الدراسة من فئتین: - جمیع معلمی اللغة العربیة الذین یُدرسون فی المرحلة الثانویة الحکومیة النهاریة للبنین. - جمیع الطلاب الذین یَدرسون مادة المطالعة فی المدارس الثانویة الحکومیة النهاریة بمدینة الریاض. وجاءت عینة البحث من خمسمئة طالب من طلاب المرحلة الثانویة، وخمسین معلماً من معلمی اللغة العربیة الذین یدرسون فی المرحلة الثانویة. وقد استخدم الباحث الاستبانة کأداة لجمع بیانات بحثه الحالی وقد اشتملت على خمسین سبباً. وتم استخدام الأسالیب الإحصائیة التالیة:-معادلة (ألفا کرونباخ)، ومعامل ارتباط (بیرسون)، والتکرارات والنسب المئویة، والانحرافات المعیاریة، والمتوسطات الحسابیة، واختبار (ت) T-Testلدلالة الفروق بین آراء العینتین. ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة عن أسباب العزوف عن القراءة الحرّة:-عدم تنظیم الطالب لوقته، وانعدام المیل إلى القراءة الحرّة، وعدم تعود الطالب منذ صغره على القراءة الحرّة، أیضًا قلة المسابقات والتی تحث على القراءة الحرّة. -دراسة العلیان (1427هـ) وقد هدفت إلى الکشف عن معوقات القراءة الحرّة لدى طلاب وطالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة بالریاض ، وتکون مجتمع الدراسة من طلاب وطالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة بالریاض، وجاءت العینة من (293) طالب و(288) طالبة من طلاب وطالبات جامعة الإمام. وعن أداة الدراسة فقد تم تصمیم استبانة Questionnaire کأداة لجمع المعلومات المرتبطة بالظاهرة المدروسة. أما الأسالیب الإحصائیة المستخدمة فی تحلیل البیانات ما یلی:- معامل الثبات (ألفا کرونباخ)، ومعامل ارتباط (بیرسون)، والتکرارات والنسب المئویة، والانحرافات المعیاریة والمتوسطات الحسابیة، واختبار (ت) T-Test ، واختبار (ف) F-Test (لتحلیل التباین الأحادی)، واختبار LSD البعدی. وقد أظهرت الدراسة نتائج من أهمها: یرى أفراد العینة من الطلاب والطالبات أن أکثر المعوقات (الشخصیة) تأثیرًا فی ممارسة القراءة الحرّة هی: قضاء وقت الفراغ فی أنشطة أخرى غیر القراءة، وجود وسائل عدیدة تغنی عن القراءة الحرّة کالقنوات الفضائیة ، یرى أفراد العینة من الطلبة والطالبات أن أکثر المعوقات (الاجتماعیة) تأثیرًا فی ممارسة القراءة الحرّة هی: قلة توافر مکتبات عامة فی الأحیاء، قلة طرح قضایا القراءة الحرّة فی وسائل الإعلام المختلفة، یرى أفراد العینة من الطلبة والطالبات أن أکثر المعوقات (التربویة - الأکادیمیة) تأثیراً فی ممارسة القراءة الحرّة هی: کثرة متطلبات المقررات الدراسیة. تعلیق عام على الدراسات السابقة: 1- یمکن تقسیم الدراسات السابقة إلى ثلاثة محاور: - المحور الأول: دراسات تناولت واقع القراءة الحرّة والعوامل المؤثرة والمیول القرائیة وهی: دراسة مصطفى (1411هـ)، وسنی (1418هـ)، والحاجی (1423هـ)، والغامدی (1426هـ)، والعلیان (1427هـ)، والشهری (2008م)، والمهوس (2009م). - المحور الثانی: دراسات تناولت القراءة الحرّة باستخدام أداة البرنامج التطبیقی وهی: دراسة نصر (1997م)، والعقیل (1418هـ)، والمطوع (1419هـ)، ولافی (2000م)، والراشد (1421هـ)، وقحوف (2009م). - المحور الثالث: دراسات تناولت جوانب التدریبات وأثرها فی تنمیة مهارات القراءة: دراسة بابقی (1420هـ)، و العنزی (1423هـ)، و حویس (1428هـ)، والدعفس (1429هـ)، و العذیقی (1430هـ). 2-أوجه اتفاق البحث الحالی مع الدراسات السابقة: - اتفق البحث الحالی مع إحدى عشرة دراسة من الدراسات السابقة من أصل ثمانیة عشر دراسة من حیث المرحلة التعلیمیة المطبق فیها وهی المرحلة الثانویة وهذا دلیل على أن سن هذه المرحلة هو السن الذی تنشط فیه القراءة الحرّة وبحاجة إلى توجیه وإرشاد. - اتفق البحث الحالی مع ست دراسات من الدراسات السابقة من حیث حدود العینة والتی جاءت أقل من المئة. - اتفق البحث الحالی مع الدراسات السابقة –ما عدا أربع دراسات- من حیث مکان التطبیق وجمیعها تم تطبیقها فی المملکة العربیة السعودیة. - اتفق البحث الحالی مع جمیع دراسات المحور الثانی من حیث الأداة المستخدمة وهی البرنامج التطبیقی. - اتفق البحث الحالی مع جمیع الدراسات السابقة من ناحیة التوصیة بأهمیة دور القراءة سواء الحرّة أم المقررة دراسیًا ودور المؤسسات التعلیمیة فی تفعیل مهاراتها والتشجیع علیها. 3-أوجه اختلاف البحث الحالی مع الدراسات السابقة: - اختلف البحث الحالی عن الدراسات السابقة بأنه تناول القراءة الحرّة من الجانب الإرشادی، وقدّم برنامجًا یقدمه وینفذه المرشد الطلابی ولیس أمین مصادر التعلم أو أی شخص آخر فی المدرسة، وهناک دراسة وحیدة قدّمت برنامجًا إرشادیًا فی موضوع القراءة الحرّة وهی دراسة المطوع (1419هـ)؛ ولکن هذه الدراسة قصرت القراءة الحرّة على مجال واحد من مجالات الإرشاد وهو المجال الإرشادی الدینی ولکن البحث الحالی طرق القراءة الحرّة فی جمیع مجالات التوجیه والإرشاد وهی المجالات الستة الدینی والتربوی والمهنی والوقائی والاجتماعی والنفسی. -اختلف البحث الحالی من ناحیة طرقه لکثیر من المهارات المختلفة المحببة للقراءة الحرّة من خلال البرنامج الإرشادی المُطبق. - اختلف البحث الحالی من حیث تطبیق البرنامج على عینة من طلاب المرحلة الثانویة لیست ثانویة عامة کبقیة الدراسات السابقة بل هی ثانویة تُطبق (نظام المقررات) التابع لمشروع تطویر التعلیم الثانوی بالمملکة العربیة السعودیة. - اختلف البحث الحالی مع کل الدراسات السابقة من الناحیة الزمنیة فهو مطبق فی الفصل الدراسی الثانی من عام 1431-1432هـ. - اختلف البحث الحالی عن الدراسات السابقة من الناحیة المکانیة فقد طبق فی منطقة مختلفة عن أماکن تطبیق الدراسات السابقة وهی منطقة القصیم. وقد استفاد البحث الحالی من الدراسات السابقة فی توجیه الفروض، وطریقة عرض الإطار النظری، وتحدید منهج البحث، وأداة مقیاس القراءة. فروض البحث:- بناءً على ما ورد فی الإطار النظری وما خرجت به الدراسات السابقة یقدم الباحث الفروض التالیة: 1- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعتین التجریبیة والضابطة فی مهارات القراءة الحرّة قبل تطبیق البرنامج الإرشادی. 2- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی الدرجات قبل وبعد تنفیذ البرنامج الإرشادی وذلک لصالح التطبیق البعدی. 3- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات طلاب المجموعة التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة على المستوى المعرفی بعد تطبیق البرنامج الإرشادی. 4- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات طلاب المجموعة التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة على المستوى المهاری بعد تطبیق البرنامج الإرشادی لتنمیة مهارات القراءة الحرّة. 5- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات طلاب المجموعة التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة على مستوى المقیاس ککل بعد تطبیق البرنامج الإرشادی. المبحث الثالث : منهج البحث وإجراءاته منهج البحث:- اتبع الباحث المنهج شبه التجریبی Qausi-experimental Designs. وذلک لمناسبته للتحقق من فروض البحث، فعندما تکون الظواهر التی یسعى الباحث لدراستها ظواهر لا یمکن التحکم فیها ویصعب دراستها باستخدام المنهج التجریبی لاعتبارات أخلاقیة أو اجتماعیة أو عملیة یلجأ الباحث لاستخدام المنهج شبه التجریبی وهو دراسة العلاقة بین متغیرین دون التحکم الکمی الصارم. مجتمع البحث:- یتکون مجتمع البحث من طلاب المستوى الثانی فی التعلیم الثانوی المُطبِق لنظام المقررات بمنطقة القصیم، وعدد المدارس المُطبقة لهذا النظام (ست) مدارس فقط، وعدد الطلاب فیها الدارسون فی المستوى الثانی (588) طالبًا، و(المستوى الثانی فی نظام المقررات یقابل الفصل الدراسی الثانی من الصف الأول الثانوی فی النظام العادی). عینة البحث:- تم اختیار عینة البحث بالطریقة العشوائیة والتی تعنی أن الفرصة متساویة ودرجة الاحتمال واحدة لأی فرد من أفراد مجتمع البحث لیتم اختیاره أحد أفراد عینة البحث دونما أی تأثر أو تأثیر. وتم الاختیار العشوائی بالطریقة البسیطة حیث أعطى الباحث کل فرد من أفراد مجتمع البحث رقمًا ثم خلط الأرقام جیدًا حتى لا یمکن تسلسلها أو معرفتها، ومن ثم تم سحب أرقام بعدد حجم العینة المراد تطبیق البرنامج الإرشادی علیها بصفتهم عینة ممثلة لمجتمع البحث. وقد تکونت العینة من ( 60 ) طالبًا من طلاب المستوى الثانی لنظام المقررات بالتعلیم الثانوی بمنطقة القصیم-السعودیة، (30) طالبًا منهم مجموعة ضابطة و(30) طالبًا من مجموعة تجریبیة. أدوات البحث:- تم تحدید أداتین للبحث الحالی وهما: 1- مقیاس القراءة. 2- البرنامج الإرشادی (من إعداد الباحث). الأسالیب الإحصائیة المستخدمة لتحلیل البیانات: استخدم الباحث عددًا من الأسالیب الإحصائیة لمعالجة بیانات دراسته وهی: 1- معامل ارتباط بیرسون. 2- معامل (ألفا کرونباخ). 3- المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة. 4- اختبار (ت) T-Test فی العینات المستقلة وغیر المستقلة. المبحث الرابع : - ملخص نتائج الدِّراسة والتوصیات والمقترحات أولاً : - نتائج الدراسة : فی ضوء نتائج الدراسة المیدانیة ومناقشة وتحلیل فروض البحث تم التوصل إلى النتائج التالیة: 1- بالنسبة للتساؤل الرئیس للبحث فقد اتضح للباحث أن البرنامج الإرشادی قد نمّى مهارات القراءة الحرّة لدى طلاب (التعلیم الثانوی-نظام المقررات) وذلک لأن جمیع متوسطات عبارات التطبیق البعدی للبرنامج الإرشادی أکبر من متوسطات التطبیق القبلی للبرنامج الإرشادی، وأن هناک فروقًا ذات دلالة إحصائیة بین التطبیق القبلی والبعدی للبرنامج الإرشادی للقراءة الحرّة لدى الطلاب وذلک لصالح التطبیق البعدی للبرنامج الإرشادی للقراءة الحرّة. 2- کما اتضح للباحث عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعتین التجریبیة والضابطة فی مهارات القراءة الحرّة قبل تطبیق البرنامج الإرشادی. 3- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات طلاب (التعلیم الثانوی-نظام المقررات) فی البرنامج الإرشادی قبل وبعد تنفیذه وذلک لصالح التطبیق البعدی. 4-توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات طلاب المجموعة التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة على المستوى المعرفی بعد تطبیق البرنامج الإرشادی لتنمیة مهارات القراءة الحرّة لدى طلاب (التعلیم الثانوی-نظام المقررات). 5-توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات طلاب المجموعة التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة على المستوى المهاری بعد تطبیق البرنامج الإرشادی لتنمیة مهارات القراءة الحرّة لدى طلاب (التعلیم الثانوی-نظام المقررات). 6- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات طلاب المجموعة التجریبیة والضابطة لصالح المجموعة التجریبیة على مستوى المقیاس ککل بعد تطبیق البرنامج الإرشادی. ثانیاً : - توصیات الدراسة: 1- تفعیل البرنامج الإرشادی –المستخدم فی هذا البحث- من قبل المرشدین الطلابیین وغیره من البرامج الإرشادیة التی تهتم بجانب الطرق الواقعیة والتی من خلالها یستطیع الطالب أن ینمّی مواهبه ویصقل شخصیته ویحل مشاکله من تلقاء نفسه. 2- تصمیم برامج إرشادیة أخرى لتحفیز طلابنا ومجتمعنا نحو ممارسة القراءة الحرّة، فإذا صُممت البرامج الإرشادیة بعنایة وقدمت للمرشدین الطلابیین تیسر تطبیقها داخل المیدان التربوی وتم أیضًا تضمینها من قبل المرشد الطلابی ضمن خطته الفصلیة المنهجیة. 3- ینبغی على المرشدین الطلابیین فی جمیع المراحل التعلیمیة الثلاث التنویع بالطرق الإرشادیة ومنها: الإرشاد باستخدام القراءة، أیضًا استخدام أسلوب (العلاج بالقراءة/ الببلیوثیرابیا) فقد أثبتت الدراسات والتجارب نجاح هذا العلاج لکثیر من المشکلات. 4- توعیة المجتمع المدرسی من قبل المرشد الطلابی بأهمیة القراءة الحرّة من خلال قنوات عدیدة منها: الإذاعة الإرشادیة والمسابقات والنشرات التوعویة ووضع بعض الکتیبات الجذّابة والمجلات المتنوعة المهتمة بهموم وشؤون الطلاب فوق طاولة أنیقة داخل غرفة الإرشاد. 5- توعیة المعلمین من قبل الإرشاد الطلابی داخل المدرسة بضرورة توجیه الطلاب إلى مکتبة المدرسة من خلال الرجوع للبحث عن معلومات المقرر، أیضًا استغلال حصص الانتظار بالتوجه إلى مکتبة المدرسة والاستفادة منها. ثالثاً : - مقترحات لدراسات مستقبلیة: 1- تطبیق البرنامج الإرشادی المستخدم فی هذا البحث على طلاب من المرحلة المتوسطة وقیاس مدى فاعلیة البرنامج فی تنمیة مهارات القراءة الحرّة لدى طلاب هذه المرحلة. 2- تطبیق البرنامج الإرشادی المستخدم فی هذا البحث على طلاب من بیئة مختلفة أو منطقة أخرى وقیاس مدى فاعلیة البرنامج فی تنمیة مهارات القراءة الحرّة لدى طلاب هذه البیئة. 3- إجراء دراسة لمدى فاعلیة برنامج إرشادی فی مهارات القراءة الحرّة وأثره على الجانب التعلیمی والمهنی لدى الطلاب على عینة من طلاب التعلیم الثانوی. 4- إجراء دراسة لمدى فاعلیة برنامج إرشادی فی مهارات القراءة الحرّة وأثره على الجانب النفسی لدى الطلاب على عینة من طلاب التعلیم الثانوی. 5- إجراء دراسة لمدى فاعلیة (العلاج بالقراءة/ الببلیوثیرابیا) فی المساعدة على حل مشکلات الطلاب التربویة والسلوکیة فی التعلیم الثانوی بالمملکة العربیة السعودیة | ||||
References | ||||
المراجع
| ||||
Statistics Article View: 902 PDF Download: 455 |
||||