تعليم ريادة الأعمال لمرحلة قبل التعليم الجامعي في المملکة العربية السعودية | ||||
المجلة التربوية لتعليم الکبار | ||||
Article 9, Volume 2, Issue 1, January 2020, Page 237-278 PDF (8.38 MB) | ||||
Document Type: دوریات | ||||
DOI: 10.21608/altc.2020.116921 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
عزيزة محمد الغامدي* | ||||
المملکة العربية السعودية | ||||
Abstract | ||||
يمر الاقتصاد العالمي اليوم بمرحلة انتقالية نحو الاقتصاد الجديد المعتمد على رأس المال الفکري الذي حل محل الموارد الطبيعية، وأصبحت تقنية الأفکار الابتکارية وتحويلها إلى منتجات لريادة أعمال مستقبلية أحد أهم عوامل التنمية الاقتصادية لمواجهة التحديات، والتي من أشدها، مشکلات البطالة والفقر وتدني مستويات المعيشة. ولذلک رأت العديد من دول العالم أن ريادة الأعمال Entrepreneurship تمثل أحد أهم الحلول لمواجهة تلک التحديات الاقتصادية والتنموية التي يعاني منها العالم وخاصة الدول العربية، بعد أن أثبتت العديد من الدراسات أن ريادة الأعمال أحد السبل لتوفير فرص العمل في القطاع الخاص، وأن تعليم ريادة الأعمال في سن مبکرة؛ يساهم في بناء جيل جديد من المبدعين، ويمنح اقتصاد الدول ديناميکية تساعدها على التحول من اقتصاد الاستهلاک إلى اقتصاد الإبداع والابتکار، ويطور ثقافة العمل الحر الذي يساعد على الحد من البطالة والمشاکل الاجتماعية (المخلافي، 2017، 574) . فتعليم ريادة الأعمال له دور هام في تشجيع رواد الأعمال لتأسيس أعمالهم؛ من خلال تلقي النواحي النظرية التي تساعد على ممارسة الأعمال على أسس صحيحة (عيد، 2014، 147). فتعزيز ثقافة الريادة يحقق قدرًا کبيرًا من النجاح الاقتصادي والاجتماعي الفردي والجماعي؛ ما يشکل ثروة هامة تساعد على إيجاد فرص العمل من خلال المشاريع الصغيرة التي تبدأ بأفراد يتمتعون بعقلية رجال الأعمال، فيما يتجه کثيرٌ منهم إلى تأسيس شرکات کبيرة مستقبلاً. کما أن الدراسات أوضحت بأن نسبة إمکانية إنشاء مشروع خاص للذين يدرسون ريادة الأعمال تساوي أربعة أضعاف النسبة للذين لا يدرسون ريادة الأعمال، کما أن الدخل المتوقع للذين يدرسون ريادة الأعمال يزيد حوالي 20% إلى 30% عن دخل الذين يدرسون التخصصات الأخرى(عبد الهادي وسلمان، 2010، 34). من هذا المنطلق شهدت العديد من البلدان المتقدمة، إصلاحات في أنظمتها التعليمية؛ لمواءمة المطالب الاقتصادية والاجتماعية، فاتجهت نحو إدخال مقررات ومساقات ريادة الأعمال إلى نظمها التعليمية والأکاديمية باعتبارها إحدى الوسائل الفعالة في بناء القدرات والمهارات اللازمة لممارسة ريادة الأعمال؛ ما أسهم في بعث جيل جديد من رواد الأعمال، مکتسبًا جدارات ومعارف لازمة لإطلاق وتطوير الأعمال التجارية. | ||||
Keywords | ||||
ريادة الأعمال; لمرحلة قبل التعليم الجامعي; المملکة العربية السعودية | ||||
Full Text | ||||
کلیة التربیة کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم المجلة التربویة لتعلیم الکبار– کلیة التربیة – جامعة أسیوط =======
تعلیم ریادة الأعمال لمرحلة قبل التعلیم الجامعی فی المملکة العربیة السعودیة
إعــــــــــداد عزیزة محمد الغامدی
} المجلد الثانى – العدد الأول – ینایر 2020م { Adult_EducationAUN@aun.edu.eg
مقدمة البحث: یمر الاقتصاد العالمی الیوم بمرحلة انتقالیة نحو الاقتصاد الجدید المعتمد على رأس المال الفکری الذی حل محل الموارد الطبیعیة، وأصبحت تقنیة الأفکار الابتکاریة وتحویلها إلى منتجات لریادة أعمال مستقبلیة أحد أهم عوامل التنمیة الاقتصادیة لمواجهة التحدیات، والتی من أشدها، مشکلات البطالة والفقر وتدنی مستویات المعیشة. ولذلک رأت العدید من دول العالم أن ریادة الأعمال Entrepreneurship تمثل أحد أهم الحلول لمواجهة تلک التحدیات الاقتصادیة والتنمویة التی یعانی منها العالم وخاصة الدول العربیة، بعد أن أثبتت العدید من الدراسات أن ریادة الأعمال أحد السبل لتوفیر فرص العمل فی القطاع الخاص، وأن تعلیم ریادة الأعمال فی سن مبکرة؛ یساهم فی بناء جیل جدید من المبدعین، ویمنح اقتصاد الدول دینامیکیة تساعدها على التحول من اقتصاد الاستهلاک إلى اقتصاد الإبداع والابتکار، ویطور ثقافة العمل الحر الذی یساعد على الحد من البطالة والمشاکل الاجتماعیة (المخلافی، 2017، 574) . فتعلیم ریادة الأعمال له دور هام فی تشجیع رواد الأعمال لتأسیس أعمالهم؛ من خلال تلقی النواحی النظریة التی تساعد على ممارسة الأعمال على أسس صحیحة (عید، 2014، 147). فتعزیز ثقافة الریادة یحقق قدرًا کبیرًا من النجاح الاقتصادی والاجتماعی الفردی والجماعی؛ ما یشکل ثروة هامة تساعد على إیجاد فرص العمل من خلال المشاریع الصغیرة التی تبدأ بأفراد یتمتعون بعقلیة رجال الأعمال، فیما یتجه کثیرٌ منهم إلى تأسیس شرکات کبیرة مستقبلاً. کما أن الدراسات أوضحت بأن نسبة إمکانیة إنشاء مشروع خاص للذین یدرسون ریادة الأعمال تساوی أربعة أضعاف النسبة للذین لا یدرسون ریادة الأعمال، کما أن الدخل المتوقع للذین یدرسون ریادة الأعمال یزید حوالی 20% إلى 30% عن دخل الذین یدرسون التخصصات الأخرى(عبد الهادی وسلمان، 2010، 34). من هذا المنطلق شهدت العدید من البلدان المتقدمة، إصلاحات فی أنظمتها التعلیمیة؛ لمواءمة المطالب الاقتصادیة والاجتماعیة، فاتجهت نحو إدخال مقررات ومساقات ریادة الأعمال إلى نظمها التعلیمیة والأکادیمیة باعتبارها إحدى الوسائل الفعالة فی بناء القدرات والمهارات اللازمة لممارسة ریادة الأعمال؛ ما أسهم فی بعث جیل جدید من رواد الأعمال، مکتسبًا جدارات ومعارف لازمة لإطلاق وتطویر الأعمال التجاریة. وأدرکت حکومة المملکة العربیة السعودیة أهمیة النشاط الریادی ودوره فی عملیة التنمیة المستدامة؛ لذلک سارعت إلى ممارسة العدید من الجهود من خلال الخطة الإستراتیجیة الوطنیة (2030) والتی کان من أهدافها التفصیلیة: ضمان المواءمة بین مخرجات التعلیم واحتیاجات سوق العمل، والتوسع فی التدریب المهنی لتوفیر احتیاجات سوق العمل، وتحسین جاهزیة الشباب لدخول سوق العمل، وتعزیز ودعم ثقافة الابتکار وریادة الأعمال، وذلک ضمن هدف زیادة معدلات التوظیف. کما ویتضح ذلک التوجه أیضا من خلال الخطط الخمسیة والبرامج والمؤسسات التعلیمیة والأکادیمیة التی رکزت على الابتکار والتقنیات لتطویر مجال ریادة الأعمال، فدعمت المنشآت الصغیرة والمتوسطة التی تعد مولداً رئیساً للوظائف فی قطاعات الأعمال، إضافة إلى إسهامها بشکل کبیر فی تحویل السعودیین ذوی السمات والقدرات الریادیة من طالبی عمل إلى أصحاب أعمال، وتهیئة البیئة المناسبة لهم لإنشاء المشروعات الجدیدة، وإمدادها بأسباب البقاء والدیمومة. ومن أبرز تلک الجهود فی مجال تعلیم ریادة الأعمال التی بذلتها حکومتنا الرشیدة مؤخرا ، إدخال بعض الموضوعات التی تعنى بإکساب المتعلم مهارات سوق العمل وریادة الأعمال فی بعض المقررات، ومنها مقرری العلوم الإداریة والمهارات الإداریة الذی یتم تدریسه لمسار العلوم الإداریة فی النظام الثانوی الفصلی ونظام المقررات، ومقرری تربیة مهنیة ومهارات حیاتیة لنظام المقررات(وزارة التعلیم، 2018). ولم تغفل جانب الأنشطة والمبادرات فقد أطلقت وزارة التعلیم مشروع ریادة الأعمال فی التعلیم وهو مشروع وطنی لتطویر مهارات الطلاب/الطالبات فی إدارة الأعمال وإنشاء المشاریع الاستثماریة وترسیخ ثقافة العمل الحر (وزارة التعلیم، 2018). وعلى الرغم من تلک الجهود المبذولة فی مجال ریادة الأعمال وتعلیمها فی المملکة العربیة السعودیة، إلا أن الرؤیة الوطنیة 2030کشفت مؤخرا ضعف مساهمة المنشآت الصغیرة والمتوسطة فی الناتج المحلی الإجمالی، بحیث لم تتعدَ (20%) مقارنة ببعض الدول حیث تصل النسبة فیها إلى (70%)(رؤیة المملکة 2030، 41). وهذا یؤکد بأن هناک إشکالیة فی مجال ریادة الأعمال وتعلیمها فی المملکة العربیة السعودیة، رغم الأهمیة القصوى لها فی تحقیق الرؤى والتطلعات الوطنیة؛ فمن هنا انبثقت فکرة هذا البحث الحالی، والتی هدفت التعرف إلى واقع تعلیم ریادة الأعمال فی المملکة العربیة السعودیة لمرحلة ما قبل التعلیم الجامعی. مشکلة الدراسة: وعلى الرغم من أن ریادة الأعمال تسهم بدور فاعل فی دعم عملیة التنمیة الوطنیة للدول من خلال توفیر فرص العمل ونشر ثقافة العمل الحر، وبالتالی الحد من معدلات البطالة والفقر(العانی، 2010، 3). إلا أن المملکة لا تزال تعانی من ارتفاع معدل البطالة، حیث بلغ نحو(12%) من إجمالی القوى العاملة فی المجتمع، بحسب تقریر مصلحة الإحصاءات العامة لعام (2018 WWW.cdsi.gov.sa ). کما أشار تقریر المرصد العالمی لریادة الأعمال لعام (2009)، وفق مؤشر نشاط ریادة الأعمال فی المراحل المبکرة(TEA) إلى أن (4.7%) من إجمالی السکان البالغین فی السعودیة(18-64 سنة)، هم الذین أسسوا مشاریع أعمال جدیدة یقل عمرها عن ثلاث سنوات ونصف وهی تعد نسبة متدنیة مقارنة ببعض الدول مثل: الجزائر(16.7%)، جامایکا(26.8%)، لبنان(15%)، غزة بفلسطین(8.6%). لیس هذا فحسب، بل إن الدراسة التی قام بها المرصد العالمی لریادة الأعمال(2009) حول الاتجاهات والإدراکات الریادیة فی (54) دولة فی العالم، کشفت أن النسبة الأکبر من السکان السعودیین (35%) منهم لیس لدیهم الرغبة لاستغلال الفرص وتأسیس مشروع ریادی، مما یشیر إلى وجود عوامل مثبطة فی بیئة ریادة الأعمال السعودیة تحد من توجه الأفراد نحو ممارسة النشاط الریادی والمهن الحرة، الأمر الذی یستدعی اتخاذ التدخلات والإجراءات المناسبة من قبل الحکومة من کافة النواحی. ومن واقع عمل الباحثة کمشرفة تربویة فی مدارس التعلیم العام، ومن خلال معایشة طالبات تلک المرحلة، ومن خلال دراسة استطلاعیة أجرتها الباحثة على عینة من طالبات المرحلة الثانویة بجدة، والتی کشفت نتائجها عن وجود ضعف فی امتلاک مهارات ریادة الأعمال وأساسیات بناء المشاریع. وبناء على ما سبق، تسعى هذه الدراسة إلى رصد وتحلیل واقع تعلیم ریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة بهدف التعرف إلى ذلک الواقع والجهود المبذولة على مستوى التعلیم لریادة الأعمال لتطویر ودعم نشاط ریادة الأعمال، و الکشف عن الجوانب التی لا تزال بحاجة إلى التطویر لنقل صورة حقیقیة وواضحة لصناع القرار فی هذا المجال وبما یسهم فی تحقیق أهداف الرؤیة الإستراتیجیة للمملکة العربیة السعودیة 2030. ومن هنا تبلورت مشکلة البحث فی الأسئلة التالیة: - ما واقع تعلیم ریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة لمرحلة دون التعلیم الجامعی؟ - ما النماذج العالمیة الرائدة لتعلیم ریادة الأعمال؟ - ما الدور المتوقع من التعلیم الحکومی لریادة الأعمال لتحقیق أهداف رؤیة 2030؟ أهداف البحث: یهدف البحث الحالی التعرف إلى: - واقع تعلیم ریادة الأعمال لمرحلة قبل التعلیم الجامعی بالمملکة العربیة السعودیة. - النماذج العالمیة الرائدة لتعلیم ریادة الأعمال. - الدور المتوقع من التعلیم الحکومی لریادة الأعمال لتحقیق أهداف الررؤیة الوطنیة 2030. أهمیة البحث: - قد تساعد نتائج هذا البحث الإدارة العلیا والوسطى والتنفیذیة فی مؤسسات التعلیم فی التعرف على أسالیب تنمیة ریادة الأعمال لدى المتعلمین/المتعلمات فی مرحلة قبل التعلیم الجامعی؛ وذلک من خلال عرض النماذج الرائدة عالمیا فی تعلیم ریادة الأعمال وکیفیة الإفادة منها، مما سیکون له نتائج إیجابیة فی توفیر کافة البرامج وأسالیب التدریس والسیاسات والإستراتیجیات اللازمة لتفعیل أدوارهم. - یفید مؤسسات التعلیم قبل الجامعی فی توضیح أوجه القصور فی برامجها ومناهجها وسیاساتها فیما یتعلق بتعلیم ریادة الأعمال. - قد تفید نتائج هذا البحث متعلمی/متعلمات مرحلة قبل التعلیم الجامعی، وذلک من خلال الکشف عن واقع تعلیم ریادة الأعمال، وسبل تطویره لتلک المرحلة بالمملکة العربیة السعودیة فی ضوء رؤیة 2030. - یفید البحث القائمین على التدریب فی مراجعة البرامج المقدمة لتدریبهم، وتوجیه النظر نحو التدریب على ریادة الأعمال وتنمیة جداراته. حدود الدراسة: - الحدود الموضوعیة: اقتصر موضوع الدراسة على دراسة واقع تعلیم ریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة لمرحلة قبل التعلیم الجامعی(المرحلة الثانویة) من خلال الوثائق التالیة: (الخطط الخمسیة للتنمیة، مؤسسات التعلیم قبل الجامعی بالمملکة العربیة السعودیة"المقررات الدراسیة للمرحلة الثانویة- الأنشطة الوزاریة"، مبادرة ریادی، أولمبیاد ریادی، متجر ریادی، قناة ریادی). - الحدود الزمانیة: طبقت الدراسة خلال الفصل الدراسی الثانی لعام 1439/1440ه. - الحدود المکانیة: طبقت هذه الدراسة على واقع تعلیم ریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة لمرحلة قبل التعلیم الجامعی(المرحلة الثانویة). - محددات البحث: من المحددات التی واجهت البحث هی: ندرة المراجع باللغة العربیة فی مجال ریادة الأعمال والتعلیم الریادی، بالإضافة إلى ضیق الوقت لإعداد هذا البحث وصعوبة منهجه المستخدم (الوثائقی). - مصطلحات البحث: الریادة: تعرف بأنها:" قدرة الفرد على ترجمة الأحلام والأفکار إلى واقع ضمن بیئة العمل، ووضع أهداف والسعی لتحقیقها، والمبادرة فی صنع الفرص واقتناصها" (مؤسسة نور الحسین، 2008، 5). ریادة الأعمال: عرفها دافت Daft 2010 بأنها "عملیة بدء عمل تجاری وتنظیم الموارد الضروریة له مع افتراض المخاطر والمنافع المرتبطة به. أو إنها إنشاء شیء جدید ذی قیمة، وتخصیص الوقت والجهد والمال اللازم للمشروع، وتحمل المخاطر المصاحبة، واستقبال المکافأة الناتجة"(النجار والعلی، 2006، 5). کما تعرفها موسوعة ویکبیدیا "بأنها الجودة فی صناعة ریادی قادر على فتح مشروع أو مؤسسة، والتی ترکز على الجهود والمخاطر المأخوذة من جانب الأفراد على مستواهم الشخصی أو إدارة الأعمال على حد سواء، وعلى الابتکارات الناجمة من سعیهم لتحقیق النجاح الاقتصادی"(Wikipedia,The free Encyclopedia, 2012). التعلیم لریادة الأعمال: تعرفها منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة بأنها" مجموعة من أسالیب التعلیم النظامی الذی یقوم على إعلام وتدریب وتعلیم أی فرد یرغب بالمشارکة فی التنمیة الاقتصادیة الاجتماعیة من خلال مشروع یهدف إلى تعزیز الوعی الریادی وتأسیس مشاریع الأعمال أو تطویر مشاریع الأعمال الصغیرة"( منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة ، 2010، 21). عرفه المرصد العالمی لریادة الأعمال ( (GEMلعام 2008" عملیة لبناء المعارف والمهارات حول ریادة الأعمال بصورة عامة، وهو جزء من برامج ومناهج التعلیم فی المدارس الأساسیة والثانویة ومؤسسات التعلیم الجامعی(المرصد العالمی لریادة الأعمال، 2008، 8). ویعرف التعلیم لریادة الأعمال إجرائیا على أنه: مجموعة الخطط والسیاسات والأسالیب والمقررات الدراسیة والأنشطة والمبادرات التی تهدف إلى إعلام وتدریب وتعلیم متعلمی/ متعلمات مرحلة قبل التعلیم الجامعی لمهارات ریادة الأعمال، لترجمة الأحلام والأفکار إلى واقع ضمن بیئة العمل، ووضع أهداف والسعی لتحقیقها، والمبادرة فی البدء بمشروع وإدارته ونموه مع مواجهة المخاطر المحتملة باحترافیة وإبداع. الإطار النظری والدراسات السابقة أولا: الإطار النظری لقد تطرق البحث لریادة الأعمال کمدخل عام لموضوع الدراسة، والمتمثل فی واقع التعلیم لریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة، وذلک من حیث: المفهوم، والنشأة والتطور، والأهداف والأهمیة، والجدارات اللازمة لسوق العمل. والإشارة إلى النماذج العالمیة الرائدة فی تعلیم ریادة الأعمال. مع عرض مبسط لواقع ریادة الأعمال فی المملکة العربیة السعودیة. مفهوم الریادة، النشأة والتطور: الریادة Entrepreneurship لغة: الرائد فی اللغة الذی یرسل فی التماس النجاة وطلب الکلأ والجمع رواد وأصل الرائد الذی یتقدم القوم یبصر لهم الکلأ ومساقط الغیث (سمعت الرواد یدعون إلى ریادتها) أی طلب الناس إلیها (معجم لسان العرب، د.ت).استعمل هذا المصطلح لأکثر من (2٠٠) عـام، إلاّ أن الغمـوض یکتنفه بعض الشیء، إذ أن کلمة المبادرات الفردیة والأعمال الریادیة مشتقة من کلمات فرنسیة وتعنی (بین)، ولذلک فإن المبادر أو الریادی یأخذ مکاناً بین المجهزین والزبائن أو المنتجین والزبائن، وفـی الـوقـت ذاته یتبنـى المخاطـرة لتحقیـق النجـاح(حسین،2013، 389). الریادة هی الفعل الرئیس الذی یؤکـد علـى الإبـداع، والإنتاجبة، والعمل، والنمو الاقتصادی. واسـتخدم مفهوم الریادی Entrepreneur لأول مرة فی اللغة الفرنسیة فی بدایة القرن السادس عشر وکـان مفهـوم الریادة یستخدم للدلالة على المخاطرة التـی ترافـق الحمـلات الاستکـشافیة. وبالرجوع إلى المدرسة التقلیدیة یمکن أن نعد الإشارة الضمنیة لرائد المدرسة العلمیـة لـلإدارةFredrickTaylor والتی مفادها أن البحث التجریبی یؤدی إلى اکتشاف أفضل طریقة لإنجاز العمل هی بدایة التفکیـر بمفهوم الریادیة وجوانبها (اکتشاف الفرص). فضلاً عن أشارة Fayol Henry إلى المبادرة بوصفها واحدة من القواعد الإداریة الأربع عشرة التی وضعها للإدارة الناجحة (إبراهیم وحبیش، 2010، 67).أما المدرسة الإنسانیة (السلوکیة) فقد أشارت الدراسات الحدیثة إلى إن الفرد ومـن خـلال علاقتـه بالجماعة یستطیع أن یکون خلاقاً فی عمله. وکذلک یرى McGregorفی إحدى افتراضـات نظریـة (Y) المستندة إلى العلوم السلوکیة ، والتی تنص على أن القدرة على الإبداع والتطویر موزعة بین عدد کبیر مـن الأفراد ومن المفروض استغلال جزء کبیر منها. أما فی المدرسة الحدیثة المعاصرة فیمکن الرجوع إلى بدایات ظهور الریادة فی حقل الإدارة وفی الإدارة الإستراتیجیة بشکل خاص إلى مقالـة Mintzberg فـی عـام ١٩٧٣ التی کشف فیها عن التقاطع بین حقول الإدارة الإستراتیجیة والریادیة وذلک بتقدیمـه فکـرة (صـنع الإستراتیجیة الریادیة). وقد عرفها الاقتصادی الفرنسی کانتیلون Cantillon بأنها" التوظیف الذاتی بغض النظر عن الطبیعة والاتجاه، وذلک مع تحمل المخاطر وتنظیم عوامل الإنتاج، وذلک بغرض إنتاج سلعة أو خدمة مطلوبة فی السوق". کما أن الاتحاد الأوربی عرّف ریادة الأعمال عام 2003 م بأنها "الأفکار والطرق التی تمکن من خلق وتطویر نشاط ما عن طریق مزج المخاطرة والابتکار أو الإبداع والفاعلیة فی تسییر وإدارة الأنشطة والأعمال وذلک ضمن مؤسسة جدیدة أو قائمة". وفی ما یلی إیجاز لأبرز التعریفات التی وضعها المفکرون لتوضیح مفهوم ریادة الأعمال: عرَف دولنق dollin ریادة الأعمال Entrepreneurship فی عام 1995 م بأنها: "عملیة خلق منظمة اقتصادیة مبدعة من أجل تحقیق الربح أو النمو تحت ظروف المخاطرة وعدم التأکد"، کما عرفها Wickham "أسلوب فی الإدارة، وأن هذه الإدارة الریادیة تسعى وراء الفرص وتقود التغییر، علاوة على أنها إدارات ذات توجه إستراتیجی، بمعنى أنها إدارة الإستراتیجیة، مما یعنی أن الریادة مدخل إداری یمکن تعلمها"(مصطفى، 2014، 7). کما نجد أن الشمیمری وآخرون (2010، 98)، قد عرفوا ریادة الأعمال بأنها "إنشاء عمل جدید یتسم بالإبداع ویتصف بالمخاطرة". أما قاموس أکسفورد فقد وضح الریادة بأنها الشجاعة التی تحتاجها لبدء فی مشروع جدید جریء Oxford, 2005,.260)). وقد عرفها Carbonar 1998أنها"عمل یبدأ بالتخطیط المحدد لمواجهة مخاطر محسوبة بناء على معرفة السوق والموارد المتاحة وذلک لتحقیق النجاح المأمول" ( Carbonar, 1998, 4 ). وعرفت بأنها" مجموعة من الخصائص المتعمقة ببدء الأعمال والتخطیط لها وتنظیمها وتحمل المخاطر والإبداع فی إدارتها" ( الدوری والسعیدی، 2013 ، 28 ). والشکل التالی یوضح المفاهیم الفرعیة التی ینطوی علیها تعریف ریادة الأعمال. شکل رقم (1): مفهوم ریادة الأعمال
المصدر: من إعداد الباحثة مما سبق یمکن التوصل لمسلمة أساسیة وهی أن ریادة الأعمال لا تقتصر فقط- کما یعتقد الکثیر- على إقامة المشروعات، وإنما تتعدى ذلک لتکون مجالا لتنمیة المعارف والمهارات والاتجاهات المتعلقة بسوق العمل ککل، وفی هذا الصدد نشیر إلى أن تلک المسلمة هی الموجه العام فی هذا البحث. أهداف تعلم ریادة الأعمال: یمکن أن یحرص رائد الأعمال على تعلم الأصول المهنیة لریادة الأعمال انطلاقا من أحد الأغراض التالیة: - اکتشاف ذاته لیتعرف على مدى استعداده أن یکون رائد أعمال أم لا. - التعرف على ما یتوفر لدیه من الخصائص الشخصیة والسلوکیة التی یتسم بها رائد الأعمال والتعرف على نسبة توافر کل خاصیة. - إدراک ما یلزمه لیکون رائد أعمال محترف. - دراسة سبل التوصل للأفکار والتعرف على کیفیة التفرقة بین الفکرة وبین الفکرة الریادیة. - تعلم کیفیة تحویل الفکرة لمشروع ریادی منتج. - دراسة الکیفیة التی یجب أن یدار بها المشروع الریادی. - دراسة سبل التخطیط لنمو المشروع منذ البدایة فی مرحلة التنفیذ. - دراسة آلیات تجنب الأزمات قبل حدوثها وکیفیة الاستفادة لمواجهتها حین حدوثها بالبدائل القابلة للتنفیذ وفق سیناریوهات متوقعة. - کیفیة تحویل فکرته لخدمة اقتصاد المعرفة. - فهم طبیعة العمل المنظومی للمشاریع الریادیة کی تندمج جمیعها فی منظومة الاقتصاد المعرفی (عید، 2014، 155؛ إبراهیم، 2015، 146). أهمیةتعلیمریادةالأعمال : إن تعلم ریادة الأعمال وأصولها له أهمیة فی العدید من جوانب الحیاة المهنیة والمجتمعیة والشخصیة، ومن أجل بناء الاقتصاد المعرفی ومواجهة مشکلة البطالة، ونشیر هنا إلى بعض الجوانب التی توضح تلک الأهمیة: - تعلم ریادة الأعمال خطوة أساسیة نحو غرس روح المبادرة وزیادة فرص نجاح الأعمال وصناعة قادة المستقبل لتحمل أعباء النمو الاقتصادی القومی المتواکب مع التوجهات العالمیة. - یزید من القدرات المتمیزة لخلق الثروة من خلال الاستقرار على الفرص ذات العلاقة بالتوجه بالمعرفة على المستوى العالمی، بما یحقق مساهمة هامة فی بناء مجتمع المعرفة. - ینتج رواد فی الإبداع والابتکار بما یمکن من التحول نحو إحداث طفرة فی بناء الاقتصاد المعرفی من خلال الأفکار المتجددة ذات العلاقة بتنمیة مجتمع المعرفة. - تعلم ریادة الأعمال یساهم فی زیادة الأصول المعرفیة وتعظیم ثروة الأفراد بما یزید من الثروة والتراکم الرأسمالی فی مجال المعرفة على مستوى الوطن العربی. - یکسب العاملین بالمؤسسات القائمة مهارات نادرة ومبتکرة تمکنهم من زیادة معدل نمو المبیعات بنسبة تفوق قرنائهم بنسبة کبیرة. - یزید من احتمال تطویر منتجات جدیدة، نظرا لأن الریادیین یصبحون أکثر إبداعا. - یؤدی إلى زیادة احتمال امتلاک المتعلمین لأفکار مشروعات أعمال تجاریة ذات التکنولوجیا العالیة والتی تخدم التوجه نحو بناء مجتمع المعرفة والمساهمة فی التغلب على مشکلة البطالة. - یؤدی إلى تغییر هیکل ترکز الثروة فی الأمم، بما یحقق الاستقرار الاقتصادی والتحول من ارتکاز الاقتصاد على عدد محدود من أصحاب رؤوس الأموال نحو امتلاک أکبر عدد من أفراد المجتمع للثروة بما یحقق الاستقرار وتحقیق التنوع فی مجالات العمل. - یساهم فی تحویل الأفکار إلى مشاریع بمعدلات أکثر من غیرها بما یحقق قیمة وتمیز على المستوى القومی والعالمی ویدعم التوجه نحو مجتمع المعرفة. - یمنح العدید من الفرص المرتبطة بإحداث تقدم تکنولوجی یستند إلى المعرفة وتؤکد حالة جامعة ولایة أریزونا على أن تعلیم ریادة الأعمال بالجامعة قد زاد من القیمة المضافة للمجتمع حیث ارتفعت أعداد المشروعات الخاصة التی أقامها الطلاب لخدمة مجتمعاتهم وساهمت فی التغلب على مشکلة البطالة (Ibrahim and Soufani ,2002,174 ,Landstr ,2004,95). ریادة الأعمال وسوق العمل: فی ظل التنافس الاقتصادی أصبح تعلم ریادة الأعمال ضرورة ملحة لمواکبة احتیاجات سوق العمل المستمرة، والمتغیرة وقد بدأ تعلم ریادة الأعمال من خلال المقررات الدراسیة، والبرامج التعلیمیة فی ظل فلسفة، وسیاسة تعلیمیة لریادة الأعمال فی مختلف المستویات التعلیمیة فی کثیر من دول العالم، وینتشر مجال ریادة الأعمال فی الوقت الراهن من خلال الأنظمة التعلیمیة المتنوعة التقلیدیة منها والإلکترونیة فی معظم مدارس وجامعات العالم، وقد ساهمت عوامل کثیرة فی إثارة الاهتمام بریادة الأعمال وإقامة المشروعات، منها معاناة العدید من الدول خلال السنوات الأخیرة من الرکود الاقتصادی وارتفاع معدلات البطالة والتقلبات التی شهدتها الأسواق العالمیة بدرجة لم یشهدها العالم منذ الحرب العالمیة الثانیة (شحاتة، 2013،40). وقد أدى هذا الوضع إلى زیادة اهتمام صانعی السیاسات وصانعی القرارات السیاسیة بالدور المتوقع لرواد الأعمال، باعتبارهم یمثلون أحد الحلول المطروحة لخفض معدلات البطالة، وباعتبارهم المحرک لتحقیق الازدهار والنمو الاقتصادی هذا من ناحیة، ومن ناحیة أخرى فقد أصبح هناک اهتمام خاص بدور المشروعات الصغیرة نظرا لقدرتها على التواؤم مع البیئات الاقتصادیة المتقلبة، وکذلک لأن هیکلها یتیح مسایرة التغییر بشکل یسمح لها بالبقاء والاستمرار، وقد أدرکت العدید من الدول هذه الحقیقة وقامت بالاعتماد على معاییر سیاسیة جدیدة لدعم المشروعات الصغیرة وریادة الأعمال، کذلک فقد بذلت جهودا تسویقیة متنوعة وبخاصة للإعلان والترویج للأنشطة الابتکاریة وتحسین جدارات الأفراد القائمین علیها (Karenand others,2009,8-11). نتیجة لذلک بدأت المقررات الدراسیة، والبرامج التعلیمیة والتدریبیة، فی مجال ریادة الأعمال فی الظهور بین المناهج الدراسیة للعدید من مؤسسات التعلیم الجامعی و قبل الجامعی فی جمیع أنحاء العالم، کما أصبحت المنظمات الحکومیة وشبه الحکومیة، إحدى المصادر الرئیسة للتدریب والتعلیم والدراسات المتخصصة فی مجال ریادة الأعمال. وأصبح مجال ریادة الأعمال عنصرا رئیسیا من عناصر منظومة التعلیم منذ بدایة التسعینات من القرن الماضی، فقد حققت برامج تعلیم ریادة الأعمال نموا غیر مسبوق، ومن الممکن ملاحظة مظاهر هذا النمو من زیادة اهتمام أعضاء هیئة التدریس بمجال ریادة الأعمال، فضلا عن تنامی عدد المنظمات والمؤسسات والمراکز المتخصصة فی مجال التدریب على جدارات ریادة الأعمال من حیث التنظیم، والتخطیط، والتنفیذ، والمتابعة ((Barakat and Hyclak.2009,3. وعلى الرغم من الاهتمام المطرد بتعلم ریادة الأعمال فی العدید من دول العالم، إلا أن اهتمام مؤسسات التعلیم العربیة الجامعیة وما قبل الجامعیة بهذا المجال مازال موضع التفکیر ولم یتخط إلى موضع التنفیذ الحقیقی المؤثر، و لم تستجب بالدرجة الکافیة حتى الآن لمتطلبات واحتیاجات السوق العربیة والأقلیمیة والعالمیة فی مجال ریادة الأعمال (Haddad and Al Habash.,2011,167). وبما أن التعلیم وسیلة مهمة لتنمیة مهارات ریادة الأعمال، فهذا یتطلب إعادة النظر فی کیفیة إدارة وتطویر المدارس، والجامعات، ومهنة التعلیم، وعملیتی التعلیم والتعلم، ویعد رئیسیا أن تسهم کافة مراحل التعلیم من ریاض الأطفال وحتى التعلیم الثانوی والعالی فی عملیة تعلم ریادة الأعمال، وبذلک تحقق أثرا تراکمیا إجمالیا یقضی إلى اکتساب المجتمع بأکمله صفة ریادة الأعمال. ونلحظ فی العدید من الدول التی تبنت توجه ریادة الأعمال حرصها على أن یکون للإعلام ومؤسسات المجتمع المدنی والمؤسسات الصناعیة والبنوک دور مهم فی المساعدة على نشر ثقافة ریادة الأعمال بطرق متنوعة قویة وعملیة؛ فعلى سبیل المثال هناک العدید من برامج المسابقات المتمیزة بعنوان رائد الأعمال تستهدف عقد مسابقات عملیة تطبیقیة بین عدد من المتقدمین ومن یفوز یحصل على تمویل مالی واستشاری کبیر للبدء فی مشروعه الخاص، ومن تلک البرامج، برنامج رائد الأعمال على قناة دبی واحد Dubai one(موقع تلیفزیون دبی وان، برنامج رائد الأعمال). ومع تزاید حجم الأدبیات فی مجال تعلم ریادة الأعمال والتدریب علیها یتضح أن هناک فجوة کبیرة بین حجم تلک الأدبیات التی تناولت مؤسسات التعلیم العالی والتعلیم قبل الجامعی لصالح التعلیم العالی,195) Dainow,1986)، ومع الثمانینیات نلاحظ دفعة قویة من قبل تلک الأدبیات نحو تبنی تعلم ریادة الأعمال فی مراحل التعلیم قبل الجامعی من مرحلة ریاض الأطفال وحتى التعلیم الثانوی العام والفنی، وتؤکد تلک الأدبیات أن تعلم ریادة الأعمال فی التعلیم العالی یتوقف على مدى تعلم المتعلم فی المراحل التعلیمیة السابقة مثلها مثل تعلم لغة أجنبیة، فکلما بدأ المتعلم تعلمها فی الصغر کلما کان اکتسابه لها أفضل وکلما بدأها فی الکبر صعب علیه أن یتقنها ,189) Filion,1994). وتؤکد التجارب المختلفة التی تتعلق بتعلم ریادة الأعمال أنها أخذت أشکالا کثیرة، منها تقدیم برامج متخصصة أو وحدات تعلیمیة متخصصة فی مجالات معرفیة بعینها أو مقررات ما أو من خلال الأنشطة الإثرائیة أو من خلال النوادی والمخیمات الصیفیة ومشاریع التخرج وغیرها من الأشکال التعلیمیة المختلفة التی یمکنها أن تقدم ریادة الأعمال فی صور نظریة وتطبیقیة (شحاتة، 2013، 44). یمکن فهم ریادة الأعمال بأنها جدارة الأفراد على تحدید الفرص الناجحة فی سوق العمل سواء من خلال تکوین، وإنشاء مشروع، أو العمل فی وظیفة ما ضمن مشروع ریادی، ویرتبط بهذا الفعل القدرة على تدبیر المواد اللازمة، واتخاذ الإجراءات التی من شأنها أن تعلی من القیمة المضافة من الفرص المتاحة للعمل، وهذا یعنی أن ریادة الأعمال تحتاج إلى أفراد لدیهم القدرة على رؤیة الفرص، وتقییمها، وتحدید جدواها ونفعها، وتحدید الموارد والإمکانات اللازمة لتحقیقها (Omolayo , 2009,98). إن ریادة الأعمال عملیة تتم من خلال تحویل فکرة مجردة إلى مشروع قائم، بحیث یقدم منتجا أو خدمة جدیدة تؤثر فی حیاة البشر، ولهذا فإن ریادة الأعمال تتضمن ثلاث مکونات رئیسة هی: الفکرة الجدیدة وتحویل هذه الفکرة إلى واقع عملی من خلال مشروع قائم، تسویق مخرجات المشروع، وتشیر الدراسات إلى أن ریادة المشروعات، تلعب دورا مهما فی اقتصادیات الأمم وفی الحیاة الاجتماعیة لأفراد المجتمع (Bridges, 2008,4-10). جدارات العمل فی إطار تعلم ریادة الأعمال: لقد ارتبط هذا مصطلح جدارات فی الأونة الأخیرة بنواتج التعلم المستهدفة، وترکز الخطط، التی تدعم نمو الجدارة بین المتعلمین على تقییم انتقال المهارات، التی تتعلق بالتعلم الحر. وتعرفها منظمة الأمم المتحدة على أنها مرکب مکون من (Skills,attributes and behaviour) المهارات (العملیة)، والمواصفات (القدرات العقلیة والمعرفیة والتکنولوجیة) والسلوکیات (القیم والمبادئ والالتزام والعلاقات) التی ترتبط بنجاح الفرد فی وظیفة أو مشروع ما. ویرى Kofi Annan أن الجدارة توفر للمجتمع ولقطاعات التنمیة به أعلى فرصة للأداء المتمیز، وأنها السبیل لإعداد مؤسسات العمل لمواجهة التحدیات فی القرن الحادی والعشرین (United nation, 2009,3). أما الاتحاد الأوروبی فیرى أن الجدارة هی مکون وخلیط من المعرفة والمهارة والاتجاهات معا فی مکون واحد مرتبط بمدى النجاح فی أداء الأعمال والمهام بسوق العمل وتنمیة ذاته (European Communities, 2007,3). والجدیر بالذکر أن الأدبیات العالمیة فی هذا المجال حددت عددا من جدارات العمل العامة ویقصد بها الجدارات التی یجب أن یکتسبها المتعلم دون أن تکون مرتبطه بمجال صناعی، أو تجاری، أو مهنی، أو وظیفی معین فهی جدارات عامة یتطلبها سوق العمل وتعتبر من المتطلبات الأساسیة للفرد للتکیف مع متطلبات مجتمع المعرفة ومنها: جدارة بناء العلاقات، حل المشکلات، العمل الفریقی، المبادرة، جدارة التعامل التقنی، إدارة التغییر، إقامة المشروعات(شحاتة، 2013، 63). شکل رقم(2): جدارات سوق العمل للتکیف مع مجتمع المعرفة
المصدر: من إعداد الباحثتة والسؤال الذی یطرح نفسه الآن کیف یمکن لخریج إحدى مؤسسات التعلیم العالی أو الثانوی أن ینجح فی إقامة مشروع معین دون أن تتوافر لدیه تلک الجدارات، ولهذا السبب تفترض الدراسة الحالیة أن جدارات سوق العمل هی کل متواصل متکامل معا ویجب تنمیتها منذ الصغر وطوال سنوات الدراسة هذا من ناحیة، ومن ناحیة أخرى من الصعوبة بمکان أن تقوم مؤسسات التعلیم فی مرحلة معینة بتنمیة تلک الجدارات بالشکل المطلوب دون أن یکون لدى المتعلمین مستوى مقبول من جدارات العمل فی مراحل سابقة. النماذج العالمیة الرائدة لتعلیم ریادة الأعمال لقد ظهرت العدید من النماذج العالمیة لتعلیم ریادة الأعمال فی دول رائدة فی هذا المجال، منها النموذج الفنلندی، و نموذج Filion& Dolabela، و نموذج O,Connor لسیاسة التربیة لریادة الأعمال فی أسترالیا، ونموذج Basu للتربیة لریادة الأعمال بالهند، ونموذج Mirzanti,Simatupang&Larso لسیاسة ریادة الأعمال فی إندونیسیا. وسیتم عرض وتحلیل تلک النماذج بالفصل الثالث؛ بهدف التعرف علیها والإفادة منها فی مجال تعلیم ریادة الأعمال فی مؤسسات التعلیم قبل الجامعی بالمملکة العربیة السعودیة. ریادة الأعمال فی المملکة العربیة السعودیة: إن من أقوى التحدیات فی مجال ریادة الأعمال فی المملکة تتمثل فی التعلیم، حیث یرى الکثیر من المفکرین أن أسلوب التعلیم لا یشجع على الابتکار والاختراع أو حتى العمل الحر أو فی القطاع الخاص, ولذلک نجد أن نسبة کبیرة من الخریجین غیر مؤهلین التأهیل المناسب وغیر أکفاء للدخول فی مثل هذه المشروعات الریادیة سواء کانوا مبتکرین أو مدیرین لهذه المؤسسات. وقد أوصى مهدی (2014،119) فی دراسته ضرورة إیجاد جهات متعددة وعلى رأسها مؤسسات التعلیم ووسائل الإعلام تتبنى دعم ریادة الأعمال وتساهم فی نشر ثقافتها والترویج لها ومحاولة اکتشاف المبدعین والمتفوقین والموهوبین فی کافة المجلات وتوفیر البرامج التی تستوعب قدراتهم العقلیة والإبداعیة بما یحقق الغایات المنشودة. فمنذ عقدین من الزمان أیقن الحریصون على توفیر الاستقرار الاقتصادی باعتباره وسیلة لتحقیق الأمن الاقتصادی للمجتمعات من أن تعلیم ریادة الأعمال هو أحد المداخل التی تساعد على ذلک، فقد بدأت المقررات الدراسیة والبرامج التعلیمیة والتدریبیة فی مجال ریادة الأعمال فی الظهور بین المناهج الدراسیة للعدید من مؤسسات التعلیم العام والعالی فی العالم، کما أصبح مجال ریادة الأعمال أحد الرکائز الرئیسیة فی منظومة التعلیم قبل الجامعی منذ بدایة التسعینات من القرن العشرین (الشمری، 2014، 150-149). ولکن تشیر الدراسات المنشورة عام 2010م التی توضح نشاط رواد الأعمال فی العالم أن من بین دول الاقتصاد العامل حصلت المملکة العربیة السعودیة على أقل معدل لإجمالی ریادة الأعمال ) 4.7% ) من السکان البالغین شرکاء فی تأسیس أعمال جدیدة أو یمتلکون أعمال حدیثة تقل عن ثلاث سنوات ونصف(. کما أوضحت إحصاءات المرصد العالمی لریادة الأعمال2009 م المنشور عام 2010 م. إجمالی ریادة الأعمال لنشاط 26 ملیون رائدا للأعمال فی 13 دولة، ویلاحظ تدنی عدد رواد الأعمال فی السعودیة حیث لم یتجاوزا 723 ألف، وهو عدد ضئیل جدا بما یمکن تصوره فی الدولة من فرص وإمکانات(الشمیمری والمحیمید، 2014، 88). ثانیا: الدراسات السابقة یسعى هذا الجزء من البحث إلى استعراض بعض الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع البحث الحالی، وتم تناولها وتحلیلها من خلال الوقوف على الأهداف، والمنهج، والأداة، والمجتمع، والعینة، وأهم النتائج وأبرز ما ورد فیها من توصیات ذات علاقة بموضوع البحث الحالی. هذا وقد تم تصنیفها إلى: دراسات عربیة، ودراسات أجنبیة. - دراسات عربیة: نظرا لندرة الدراسات العربیة التی تناولت واقع ریادة الأعمال وتعلیمها فی التعلیم قبل الجامعی؛ ولوجود العدید من الدراسات التی تناولت الموضوع فی التعلیم الجامعی، ولأن مدخلات التعلیم العالی هی مخرجات التعلیم قبل الجامعی فقد تم أیضا الاعتماد علیها. والتی من أبرزها دراسة الکساسبة (2008م) التی هدفت إلى قیاس الاستعداد للریادة لدى طلبة إدارة الأعمال فی جامعة البتراء فی الأردن، واستخدمت المنهج الوصفی، واستطلعت أداة الدراسة وهی استبانة رأی عینة عشوائیة مکونة من (213) طالباً وطالبة، وتوصلت النتائج إلى أن (48,8%) منهم لدیهم استعداد أولی تجاه الریادة، وأن (49,3%) منهم درجة استعدادهم ضعیفة نحو الریادة لانخفاض مستوى مهارات الریادة لدیهم. ومن توصیاته ضرورة الاهتمام بتعلیم ریادة الأعمال. وأجرى ناصر والعمری(2011)دراسة هدفت إلى قیاس خصائص الریادة لدى طلاب الدراسات العلیا فی إدارة الأعمال الریادیة وأثرها فی الأعمال الریادیة من خلال دراسة تحلیلیة مقارنة بین جامعتی عثمان العربیة ودمشق، واستخدم المنهج الوصفی المقارن، واستطلعت أداتها وهی الاستبانة رأی (115) طالبا وطالبة، وتوصلت النتائج إلى أن خصائص الریادة عموما جاءت بمستوى متوسط، أما بالنسبة لمستوى سلوک العمل الریادی بین الطلبة جاء بین المتوسط والمرتفع، مع وجود علاقة موجبة بین خصائص الریادة لدى طلبة الدراسات العلیا فی إدارة الأعمال الریادیة فی جامعتی عثمان العربیة ودمشق وبین الأعمال الریادیة. وهدفت دراسة شحاتة (2013م) إلى تنمیة جدارات سوق العمل لدى المتعلمین فی مؤسسات التعلیم العالی من خلال سیاسات وبرامج ریادة الأعمال والمتمثلة فی بناء العلاقات، حل المشکلات، العمل الفریقی، المبادرة، جدارة التعامل التقنی، القیادة وتحفیز المجموعات، الولاء لمؤسسة العمل، إدارة التغییر والتطویر، مقاومة الضغوط، تنمیة الأداء، التوجه والمساعدة، إدارة المشروعات، واستخدم المنهج الوصفی(المسحی، الوثائقی)، وأستطلع رأی (900) طالباً من (جامعة المنصورة، الأسکندریة، عین شمس)، وتوصلت مجموعة من النتائج ومنها أن درجة وعی الطلبة بإدارة المشروعات کانت ضعیفة، أما بقیة الجدارات فکانت نتائجها متفاوتة بین طلبة الجامعات وتتراوح بین المتوسطة إلى العالیة. ولقد أجرى عوض الله (2014م) دراسة هدفت إلى قیاس مستوى ریادة الأعمال لدى طلاب جامعة الطائف ودور الجامعة فی تنمیتها، واستخدم المنهج الوصفی، وتکونت الأداة من ثلاثة أبعاد؛ لقیاس مستوى ریادة الأعمال لدى الطلاب وهی: السمات الریادیة العامة، سلوکیات الأعمال الریادیة، المهارات الریادیة. أما قیاس دور الجامعة فی تنمیتها فقد تناول سبعة أبعاد هی: الرؤیة والرسالة والإستراتیجیة، القیادة والحوکمة، الموارد والبنیة التحتیة، التعلیم للریادة، والدعم الجامعی، والتدویل والعلاقات الجامعیة الخارجیة، وتقویم ریادة الأعمال. استطلعت رأی (657) طالباً. وتوصلت النتائج إلى أن طلاب الجامعة یمتلکون خصائص الریادة بدرجة متوسطة. وهدفت دراسة العانی (2015م) إلى الکشف عن درجة توفر المهارات الریادیة لدى عینة من طلبة جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، واستخدم المنهج الوصفی المسحی، استطلعت رأی (592) طالبا وطالبة. وأظهرت نتائج الدراسة أن درجة توفر المهارات الریادیة تراوحت بین العالیة والمتوسطة حیث جاء محور المهارات الشخصیة کأعلى متوسط حسابی، یلیه محور المهارات القیادیة ثم محور المهارات الإداریة وجاء محور المهارات التقنیة کأقل متوسط حسابی. وقد أجرى عید ( 2016) دراسة هدفت إلى الکشف عن واقع اتجاهات طلاب الجامعات العربیة (جامعة مدینة السادات، جامعة النهضة، الجامعة الأمریکیة بالقاهرة، جامعة القصیم، جامعة الکویت) نحو ریادة الأعمال، واستخدم المنهج الوصفی المسحی، وتکونت الأداة من الأبعاد التالیة المکون المعرفی والمکون العاطفی ومکون المیل للسلوک، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، من أهمها انخفاض مستوى المعرفة بریادة الأعمال بصفة عامة لدى طلاب الجامعات العربیة. کما أجرت نور العتیبی (1437) دراسة هدفت إلى تقییم مشروع التعلیم للریادة من منظور تربوی إسلامی، ووضع تصور مقترح لتطبیق التعلیم للریادة فی المرحلة الثانویة بالمملکة العربیة السعودیة. واستخدمت المنهج الوصفی الوثائقی والاستنباطی. وتوصلت إلى مجموعة من النتائج منها: أن التعلیم للریادة من منظور إسلامی یسهم فی بناء شخصیة إسلامیة قادرة على مواجهة التحدیات المستمرة. وتوصلت إلى أنه یمکن الاستفادة من نظام سلطنة عمان الذی یعزز روح الریادة من خلال بذل الکثیر من الجهود لتحسین وتطویر المناهج وتقدیم التوجیه المهنی للطلاب حسب مستویاتهم التعلیمیة، وتقدیم أنشطة للطلاب لمساعدتهم على التعرف على مواهبهم وقدراتهم على التخطیط للمستقبل. - دراسات أجنبیة: أجرتMatlay (2008م) دراسة هدفت إلى التعرف على أثر التعلیم للریادة على نتائج المشاریع بعد التخرج فی مؤسسات التعلیم العالی بالمملکة المتحدة، طبقت على عینة قدرها (64) خریجاً من ثمانی جامعات، واستخدمت المنهج الوصفی، وکانت أداتها المقابلات شبه المقننة، وأشارت النتائج إلى أن احتیاجات الدراسات العلیا لتعلیم ریادة الأعمال لا تطابق الواقع الفعلی من حیث المهارات الریادیة والمعارف والمواقف، وهذا التفاوت سیؤثر على تصورات صاحب المشروع من الاحتیاجات التعلیمیة الحالیة والمستقبلیة، وعلى الرغم من ذلک هم راضین عن نتائج تعلیم ریادة الأعمال. وهدفت دراسة Roudaki(2009 م) إلى التعرف على مدرکات طلاب کلیة التجارة، بجامعة لینکولن نحو دور البرامج الجامعیة فی تنمیة ریادة الأعمال، واستخدمت المنهج الوصفی، استطلعت أداتها وهی الاستبانة رأی (434) طالباً وطالبة من الطلاب الجامعیین والدراسات العلیا، وتوصلت النتائج إلى أن للنظام التعلیمی والمناهج والبرامج الدراسیة دور هام فی تعلیم ریادة الأعمال وتعزیز روح المبادرة والتنمیة المهنیة فی مجال الأعمال فی المستقبل، وأن المناهج الجامعیة الحالیة لا تدعم رغبتهم فی إنشاء مشاریعهم الخاصة، وإن کان لدیهم اتجاهات إیجابیة نحو التسویق والمحاسبة والتحلیل والاقتصاد المالی، ویرغبون فی وجود مدربین ریادیین. وقد أجرى داوکت Doucet(2011) دراسة هدفت إلى تقییم منهاج ریادة أعمال المدارس الثانویة بأمریکا، من خلال تقییم خریجی شبکة تعلیم الریادة فی الأعمال، والذی یعتبر برنامجا وطنیا فی المدارس الثانویة لتعزیز المهارات والمعرفة الخاصة بریادة الأعمال، واستخدم الباحث منهج بحث مختلط مثل النوعی والوصفی، وکانت أدواته لجمع البیانات کمیة ونوعیة مثل الاستبانات والمقابلة. وبلغت العینة (960) خریجا. وتوصلت الدراسة إلى أن المنهاج قد أوجد لدیهم عقلیة متجددة راغبة فی أن تکون من رواد الأعمال، و نمى لدیهم الحرص على متابعة مهنة ریادة الأعمال بالکلیة، ونمى لدیهم الإحساس بالقدرة على إحداث تغییرات فی العالم على الرغم من صغر سنهم، وزاد من تقدیرهم لذاتهم. وأجرىZhang and Zhang ( 2013م) دراسة هدفت إلى التعرف على الخصائص النفسیة لرواد الأعمال لدى طلاب الجامعات فی الصین، واستخدم المنهج الوصفی التحلیلی، واستطلعت استبانة رأی عینة قوامها (829) طالبا وطالبة، وشملت الخصائص النفسیة خمسة جوانب هی القدرة على إنشاء المشاریع والوعی بتنظیم المشاریع ودوافع تنظیمها، وتوصلت إلى أن وعی الطلاب بریادة الأعمال و بالمشاریع کان بدرجة منخفضة و غیر کاف لتحقیق النجاح فی مجال الأعمال التجاریة، ومن الضروری تطویر المستقبل المهنی للطلاب. أما دراسة اندرسون Andersson(2015) فقد هدفت إلى البحث فی آثار تعلیم ریادة الأعمال خلال المرحلة الثانویة على أداء المشاریع طویلة الأجل، وذلک من خلال دراسة تتبعیة لمدة ستة عشر عاما بعد التخرج، وقد قارنت مجموع تعداد طلاب المدارس الثانویة السویدیین البالغ عددهم (211754) طالب فی ثلاثة أفواج سویدیة من خریجی البرنامج التدریبی لتطویر مهارات طلاب المدارس مع عینة مطابقة لأفراد مماثلة، وذلک من أجل النظر فی میولهم طویلة المدى فی ریادة الأعمال. وتبین من خلال البیانات، أن للبرنامج التدریبی تأثیر فی تطویر مهارات الطلاب وأثر إیجابا فی میلهم نحو البدء فی مشاریع جدیدة. تعلیق عام على الدراسات السابقة: اتفق البحث الحالی مع جمیع الدراسات السابقة فی أنها نفذت فی نطاق التعلیم، وفی استخدام المنهج الوصفی ولکن بمداخله المتعددة، واختلف معها فی نوع الأداة إذ أن أغلب الدراسات استخدمت الاستبانة إضافة للمقابلة کما فی دراسة داوکت Doucet(2011)، حیث کانت الأداة دراسة وثیقة مشروع التعلیم للریادة الذی وضعته منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلوم والثقافة. أما البحث الحالی فاتفق مع دراسة نور العتیبی (1437) فی کون أداته هی الوثائق التی تناولت تعلیم ریادة الأعمال فی مرحلة قبل التعلیم الجامعی. وتباین المجتمع والعینة من دراسة لأخرى تبعا لنوع المستجیب. هذا وقد استفاد البحث الحالی من الدراسات السابقة فی: - تکوین فهم أعمق لمشکلة البحث، ومفاهیمها وأبعادها المختلفة. - المساعدة فی بناء الإطار النظری، والإحاطة بما یمکن إدراکه من محاور مهمة ذات علاقة مباشرة بمشکلة البحث. - الاستفادة من نتائج الدراسات السابقة فی تفسیر نتائج هذا البحث، وکذلک فی وضع التوصیات والمقترحات وفقا لطبیعة الدراسة. منهجیة البحث وإجراءاته - منهج البحث: المنهج المستخدم فی هذا البحث هو المنهج الوصفی الوثائقی، ویراد به" الجمع المتأنی والدقیق للسجلات والوثائق المتوفرة ذات العلاقة بموضوع-مشکلة البحث- ومن ثم التحلیل الشامل لمحتویاتها بهدف استنتاج ما یتصل بمشکلة البحث من أدلة وبراهین تبرهن على إجابة أسئلة البحث"( العساف، 2016، 226). - إجراءات البحث: لقد تمت عملیة مسح واسعة للأدبیات المتوفرة حول موضوع واقع التعلیم لریادة الأعمال فی المملکة العربیة السعودیة والجهود المبذولة فی ذلک، ثم تم إجراء تحلیل دقیق لمضامینها، والتوصل لعدد من الاستنتاجات، وتم تبویبها کالتالی: - التعلیم لریادة الأعمال فی الخطط الخمسیة للتنمیة الوطنیة (1970م- 2019م). - تعلیم ریادة الأعمال فی مؤسسات التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة لمرحلة قبل التعلیم الجامعی(المقررات الدراسیة للمرحلة الثانویة- الأنشطة الوزاریة الداعمة لتعلیم ریادة الأعمال). - مبادرة "ریادی" التی تسعى للتثقیف بریادة الأعمال والاستثمار فی التعلیم العام والجامعی. - أولمبیاد ریادی الذی یهدف إلى إتاحة الفرصة لتشجیع أصحاب الأفکار الإبداعیة والخلاقة من المبادرین والمبادرات من الطلاب. - متجر ریادی هو منصَّة إلکترونیة تمکِّن الطلاب المتدرِّبین من إنشاء شرکات افتراضیة على الإنترنت. - قناة ریادی هو موقع إعلامی تفاعُلی یحثُّ الـخُطى نحو تنمیة التفکیر الإبداعی الریادی فی المجال الإعلامی للطلاب المتدرِّبین. نتائج البحث وتوصیاته ومقترحاته أولًا: إجابة السؤال الأول وتحلیل النتائج ومناقشتها وتفسیرها واقع تعلیم ریادة الأعمال لمرحلة قبل التعلیم الجامعی فی المملکة العربیة السعودیة: لقد تمت عملیة مسح واسعة للأدبیات المتوفرة حول موضوع واقع التعلیم لریادة الأعمال فی المملکة العربیة السعودیة والجهود المبذولة فی ذلک، ثم تم إجراء تحلیل دقیق لمضامینها، والتوصل لعدد من الاستنتاجات، وتم تبویبها کالتالی: - التعلیم لریادة الأعمال فی الخطط الخمسیة للتنمیة الوطنیة (1970م- 2019م). - تعلیم ریادة الأعمال فی مؤسسات التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة لمرحلة قبل التعلیم الجامعی(المقررات الدراسیة للمرحلة الثانویة- الأنشطة الوزاریة الداعمة لتعلیم ریادة الأعمال). - مبادرة "ریادی" التی تسعى للتثقیف بریادة الأعمال والاستثمار فی التعلیم العام والجامعی. - أولمبیاد ریادی الذی یهدف إلى إتاحة الفرصة لتشجیع أصحاب الأفکار الإبداعیة والخلاقة من المبادرین والمبادرات من الطلاب. - متجر ریادی هو منصَّة إلکترونیة تمکِّن الطلاب المتدرِّبین من إنشاء شرکات افتراضیة على الإنترنت. - قناة ریادی هو موقع إعلامی تفاعُلی یحثُّ الـخُطى نحو تنمیة التفکیر الإبداعی الریادی فی المجال الإعلامی للطلاب المتدرِّبین. - التعلیم لریادة الأعمال فی الخطط الخمسیة للتنمیة الوطنیة (1970م- 2019م): القارئ للخطط الخمسیة العشر للتنمیة فی المملکة العربیة السعودیة (1970-2019) یجد بأن أهدافها وتوجهاتها العامة تأکد على أهمیة تطویر الموارد البشریة لتمکین عناصر المجتمع المختلفة من زیادة مساهمتها الإنتاجیة فی تنویع مصادر الدخل الوطنی، وضرورة تنویع فرص التعلیم وتوسعة التعلیم الصناعی والتدریب على المهارات المکتبیة والمواضیع التجاریة، وغرس روح العمل الجاد الشریف لدى المواطن، وکذلک تشجیع المبادرات الفردیة، وإعداد العامل المنتج وتوفیر الروافد التی توصله إلى القدرة على إیجاد مصدر رزقه، کما رکزت على أهمیة رفع مستوى البرامج والمقررات التعلیمیة ذات العلاقة بالعلوم والتقنیة فی کافة مستویات التعلیم، ودعم الخدمات المساندة لها. والترکیز على الإبداع والابتکار لعملیة ریادة الأعمال، وضرورة العنایة بالموهوبین والمبدعین وخاصة فی المجالات العملیة والتقنیة، وأهمیة استقطابهم للعمل بالمراکز البحثیة، وإبراز مواهب المبدعین والمخترعین. وضرورة إنشاء کیان مؤسسی متخصص یتولى رعایة قطاع ریادة الأعمال والمنشآت الصغیرة الناشئة ومعالجة التحدیات التی تواجه هذا القطاع وتوفیر الدعم اللازم وإنشاء حاضنات الأعمال والحاضنات التقنیة والتجهیزات الأساسیة. لقد بات واضحا من خلال تحلیل أهداف خطط التنمیة،کیف أنها رکزت على أهمیة ریادة الأعمال، وضرورة دعم المبدعین والریادیین، لکن السؤال الذی یطرح نفسه هل تُرجمت تلک الأهداف لواقع عملی؟ وما نسبة تحقق تلک الأهداف؟ من خلال فحص الواقع وتحلیل الوثائق والتقاریر ونتائج الدراسات السابقة، تبین بأنه رغم تلک الجهود إلا أن هناک ضعفا فی مستوى ریادة الأعمال فی المجتمع السعودی. - تعلیم ریادة الأعمال فی مؤسسات التعلیم قبل الجامعی بالمملکة العربیة السعودیة: یعد التعلیم أهم الرکائز المؤثرة فی مسیرة التنمیة لأی بلد. ولقد أدرکت حکومتنا الرشیدة منذ تأسیسها أهمیة التعلیم فی عملیة التنمیة الشاملة، مما جعلها تولی هذا القطاع أهمیة کبیرة وتمنحه الدعم السخی مادیا وفنیا، حیث یتم تخصیص نسبة کبیرة من الموازنة العامة لقطاع التعلیم والتدریب، وعلى سبیل المثال تم تخصیص(193 ملیارا ریال)، أی (25%) من موازنة (2019م) لقطاع التعلیم (وزارة التعلیم، 2019). وتحقیقا لأحد أهداف هذا البحث والذی یرمی إلى الکشف عن واقع تعلیم ریادة الأعمال على مستوى مؤسسات التعلیم قبل الجامعی، فقد تم إجراء مراجعة شاملة وفحص وتحلیل للخطط والأدلة الدراسیة بهدف التعرف على کل ما یختص بتدریس ریادة الأعمال سواء کمقرر دراسی أو کأنشطة مساندة. یتضح مما سبق جملة من الحقائق المتعلقة بواقع تعلیم ریادة الأعمال فی مؤسسات التعلیم ما قبل الجامعی، وهی کالتالی: - لا یوجد أی مقرر متخصص فی تدریس ریادة الأعمال فی کافة المراحل لنظامی التعلیم الحکومی الثانوی (المقررات، الفصلی). - إن ما یتم تدریسه فی التعلیم العام لنظام الثانویة الفصلی للمستوى الثالث مسار العلوم الإداریة مقرر العلوم الإداریة (1) یحتوی على موضوعات بها مقدمة لریادة الأعمال وبعض مهارات سوق العمل من خلال الموضوعات التالیة :أساسیات الإدارة، وظائف الإدارة، وظائف المنظمة، موضوعات فی الإدارة ( مفهوم القیادة، أهمیة القیادة وصفاتها، نظریات القیادة، مفهوم العلاقات الإنسانیة، نظریات العلاقات الإنسانیة، مفاهیم الإدارة الإلکترونیة، تطبیقات الإدارة الإلکترونیة). أما المستوى الرابع لمسار العلوم الإداریة فیشتمل مقرر العلوم الإداریة (2) على : مفاهیم اقتصادیة عامة، العرض والطلب، التجارة الدولیة، التنمیة الاقتصادیة، المشکلات الاقتصادیة. والمستوى الخامس یشتمل مقرر العلوم الإداریة (3) على : تعریف بعلم المحاسبة وأهدافها، النظام المحاسبی واستخداماته، محاسبة العملیات التجاریة، التقاریر المالیة، استخدام الحاسب فی معالجة العملیات المحاسبیة. و مقرر العلوم الإداریة (4) للمستوى السادس فیحتوی على : ریادة الأعمال، المشروعات الصغیرة، خطوات تأسیس المشروعات الصغیرة، العوامل المؤثرة على نجاح المشروعات الصغیرة، إدارة العمل فی المشروعات الصغیرة، الأسالیب التقنیة لإدارة المشروعات الصغیرة - کما یدرس فی التعلیم العام لنظام الثانویة الفصلی للمستوى الثالث مسار العلوم الإداریة مقرر مهارات إداریة، والذی یحتوی على الموضوعات التالیة: الدافعیة والإنجاز للنجاح، التطویر الذاتی، مهارة حل المشکلات، مهارة إدارة الوقت، مهارة الاتصال. أما المستوى الرابع فیحتوی مقرر مهارات إداریة على الموضوعات التالیة : مفاهیم أساسیة فی العمل وأخلاقیاته، عالم العمل فی المملکة العربیة السعودیة، مهارات البحث عن وظیفة، سلوکیات العمل. ومقرر مهارات إداریة للمستوى الخامس یشتمل على: مفهوم السکرتاریة والسکرتیر، إدارة الملفات، إدارة الاتصالات، التقنیة الحدیثة وإدارة العمل المکتبی. أما موضوعات المستوى السادس فتحوی على: مفاهیم أساسیة فی البیع والشراء، خطوات العملیة الشرائیة، السلوک الشرائی والاستهلاکی، مهارات وطرق البیع، خطوات العملیة البیعیة. - أما بالنسبة للتعلیم الثانوی الحکومی لنظام المقررات فیدرس مقرر علوم إداریة (1) لمسار العلوم الإنسانیة ویشتمل على المحتویات التالیة: أساسیات الإدارة، التخطیط، التنظیم، الإشراف الإداری والقیادی، الرقابة، الاتصال الإداری، المنشآت الصغیرة. أما مقرر علوم إداریة (2) یشتمل على المحتویات التالیة: المشکلة الاقتصادیة، العرض والطلب، الناتج القومی والدخل القومی، التجارة الدولیة، المشکلات الاقتصادیة. ویدرس أیضا مقرر مهارات إداریة (1) و یشتمل على المحتویات التالیة: مهارة تحلیل المشکلات واتخاذ القرارات ومهارة التخطیط، السکرتاریة ومکننة العمل المکتبی، مهارات البیع والشراء. وأیضا ضمن المقررات مقرر تربیة مهنیة لنظام المقررات المسار المشترک یشتمل على المحتویات التالیة: ثقافة العمل، المهارات الوظیفیة (1)، المهارات الوظیفیة (2)، السلوک الوظیفی. ومن المقررات مقرر المهارات الحیاتیة والتربیة الأسریة لنظام المقررات المسار المشترک یشتمل على المحتویات التالیة: المهارات الشخصیة والاجتماعیة، مهارات تدعیم الاستقرار الأسری وتفعیل الأدوار والمسؤولیات، مهارات التفکیر، مهارات استثمار الوقت، تنمیة الوعی المجتمعی والولاء الوطنی (عین، 2019). - أما بالنسبة للأنشطة فقد أطلقت الوزارة مشروع ریادة الأعمال فی التعلیم وهو مشروع وطنی لتطویر مهارات الطلاب/الطالبات فی إدارة الأعمال وإنشاء المشاریع الاستثماریة وترسیخ ثقافة العمل الحر وذلک عبر تنفیذ ورش تدریبیة وفعالیات إثرائیة فی مجال الاقتصاد وإکساب الطالب/الطالبة الأسس العلمیة لریادة الأعمال(وزارة التعلیم، 2019). بناء على التحلیل السابق لمقررات وأنشطة وزارة التعلیم لمرحلة قبل التعلیم الجامعی اتضح بأن هناک قصورا فی مجال تعلیم ریادة الأعمال، فلایوجد مقرر مختص بتعلیم ریادة الأعمال، وإنما فقط موضوعات متفرقة فی بعض المقررات المشار إلیها أعلاه، ناهیک عن أن تلک الموضوعات اختصت بها المرحلة الثانویة فقط، دون المراحل الأخرى. وبالنسبة للأنشطة فقد کشفت الدراسة الاستطلاعیة التی أجرتها الباحثتان عن ضعف لدى متعلمات المرحلة الثانویة فی امتلاک مهارات ذلک المشروع فیما یختص بإدارة الأعمال وإنشاء المشاریع الاستثماریة، مما یؤکد وجود خلل إما فی التدریب على ذلک المشروع أو قد یکون منشأ الخلل قصور فی المقررات الدراسیة أو عدم تمکن المعلمات فی إکساب المتعلمات تلک المهارات من خلال الأنشطة الصفیة وأللا الصفیة. - مبادرة "ریادی" التی تسعى للتثقیف بریادة الأعمال والاستثمار فی التعلیم العام والجامعی. هی مبادرة تصبَّ فی سیاق سعی الوزارة لتجوید مُخرَجات التعلیم لتتواکب مع رؤیة المملکة الوطنیة الطَّمُوحة 2030. إنها ترکِّز على الاقتصاد المزدهر من خلال توفیر الفُرَص للجمیع عبر بناء منظومة تعلیمیة مرتبطة باحتیاجات سوق العمل، وتنمیة الفُرَص لروَّاد الأعمال والمنشآت الصغیرة کرافد مهم وحیوی للاقتصاد؛ لتکوین منظومة إستراتیجیة متکاملة لتثقیف النشء من طلاب وطالبات بمهارات سوق العمل، وتحفیزهم على الدخول فی عالم ریادة الأعمال فی المستقبل. وتأتی هذه المبادرة استکمالاً لجهود وزارة التعلیم ودورها الرائد فی نَشْر ثقافة ریادة الأعمال، وإنشاء حاضنات الأعمال والمسرِّعات، التی قدَّمت العدید من الفُرَص لأبنائنا الطلاب والطالبات لدعم مشاریعهم، ولتُضیف أهداف أکثر شمولیة،ً ونطاق أکثر اتساعاً، لتشمل البنین والبنات فی المرحلة الثانویة والجامعیة على حدٍّ سواء، وأشار مالک المبادرة وکیل الوزارة للتعلیم الدکتور نیاف الجابری: إن المبادرة تعد أحد مبادرات التحول الوطنی، التی تستهدف الطلاب والطالبات فی المرحلة الثانویة والجامعیة، ونزولا للمرحلة المتوسطة والابتدائیة إلى مرحلة ریاض الأطفال. وقال الجابری: إن فریق مبادرة "ریادی" عمل على الشراکات طویلا، إعداد، وتهیئة، وتجهیزات، وتم الاستعانة والاستفادة من خبراء فی ست جامعات سعودیة وأیضا خبراء خارجیین من أوربا وأمریکا، مما جعل المبادرة تبنى على احتیاج مستقبلی. وبین مدیر المبادرة خالد بن صالح العبد السلام أن المبادرة فی انطلاقتها تستهدف البنین والبنات وتسعى لتنفیذ برامجها کمحاکاة، لیستطیع الطالب والطالبة على ضوئها محاکاة رجال الأعمال لکی یصلون إلى مرحلة أن یکون لهم منجزا افتراضیا على مواقع الأنترنت وممارسة حقیقیة داخل المدرسة، وهذا ما سیتم بواسطة مشروعات "ریادی" المتجر الافتراضی وقناة "ریادی" ومحاکاة " ریادی"، مضیفا "وهذا کله داعم للطلبة کی یستطیعوا أن یبنون لهم ثقافة ریادیة جیدة، ومن زاویة أخرى مهمة جدا أن هذه المبادرة تشمل الطلبة فی التعلیم العام والجامعی على حد سواء مع اختلاف ما سیقدم فی کل من المرحلتین. وفی المرحلة الأولى من مبادرة "ریادی" تم استهداف عدد من الإدارات التعلیمیة، للوصول إلى 50% من الإدارات ثم یتم التوسع أکثر للوصول إلى 100٪ ی نهایة المبادرة (وزارة التعلیم، 2018). وبناء على تحلیل واقع تلک المبادرة من خلال المدارس المستفیدة ومن خلال الموقع اتضح لنا بأن عدد الفعالیات (49384) فعالیة، وبلغ عدد المدارس المشارکة (1309) مدرسة، وعدد الطلاب ( 49384) طالبا. وبلغ عدد الدورات ثمان دورات فقط، وبلغ عدد الطلاب المستفیدین منها (70125) طالبا. رغم تلک الجهود الکبیرة التی تبذلها حکومتنا الرشیدة فی مجال ریادة الأعمال إلا أننا من خلال قراءة الأرقام نلحظ بأن هذه المبادرة لم تحظ بسمعة وانتشار فی کافة أوسط الطلبة والمعلمین. وکما تعتبر تلک الإحصائیات فی الأرقام غیر متناسبة مع ضخامة المبادرة وتکلفتها المالیة. - أولمبیاد ریادی أولمبیاد ریادی یهدف إلى إتاحة الفرصة لتشجیع أصحاب الأفکار الإبداعیة والخلاقة من المبادرین والمبادرات من الطلاب من خلال عرض أفکارهم فی إطار بیئة تنافسیة تربویة مشجِّعة، یخضعون من خلالها لعملیات تقییم من قِبَل خبراء ومحکِّمین وفق معاییر علمیة تحدِّد الأفکار الریادیة المتمیزة لترشیحها للفوز؛ حیث یبلغ مجموع جوائز الأولمبیاد لتلک المرحلة 200 ألف ریال تُوزَّع على الفائزین على مستوى إدارات التعلیم. وأفاد وزیر التعلیم أن المبادرة ترکِّز على الاقتصاد المزدهر من خلال توفیر الفرَص للجمیع عبر بناء منظومة تعلیمیة مرتبطة باحتیاجات سوق العمل، وتنمیة الفُرَص لروَّاد الأعمال والمنشآت الصغیرة کرافد مهم وحیوی للاقتصاد، لتکوین منظومة إستراتیجیة متکاملة لتثقیف النشء من طلاب وطالبات بمهارات سوق العمل، وتحفیزهم على الدخول فی عالم ریادة الأعمال فی المستقبل. ولقد تم تخصیص میزانیة تصل إلى 50 ملیون ریال لـ”ریادة الأعمال” فی التعلیم العام والعالی بدأت منذ عامین وسوف تستمر لمدة خمس سنوات ومن ثم یتم الاعتماد فی تخصیص المیزانیة على الشراکات مع الجهات ذات العلاقة, مشیرا فی الوقت نفسه إلى توقیع شراکة مع مجموعة سیدکو القابضة لتدریب 2 ملیون طالب وطالبة من خلال برنامج “ریالی” للوعی المالی و ریادة الأعمال (موقع ریادی، 2018). وبناء على ماسبق، ومن خلال رصد واقع ذلک الأولمبیاد من خلال موقع ریادی یتبین لنا بأن عدد المشارکین فی أولمبیاد ریادی 2018 بلغ (4186) مشترکا. ومن خلال الاطلاع على المشارکات لوحظ بساطة الأفکار وسطحیتها إلى حد کبیر مما ینبئ بأن هناک ضعفا فی المهارات الریادیة لدى طلبة المرحلة. أما بالنسبة لأولمبیاد ریادی 2019 فقد حدد فی مسار تصمیم الأفلام التوعویة الریادیة فقد بلغ عدد المشارکات (623) مشارکة، ویعتبر العدد ضعیفا مقارنة بعدد طلاب المرحلة وضخامة المبادرة. - متجر ریادی هو منصَّة إلکترونیة تمکِّن الطلاب المتدرِّبین من إنشاء شرکات افتراضیة على الإنترنت. بحیث تخضع هذه الشرکات لمعاییر محدَّدة تجعل منها مُشابِهة للشرکات التی على أرض الواقع، من خلال وجود الهویة الجیِّدة وتکوین الهیکل التنظیمی من الإدارة التنفیذیة إلى التسویق والعلاقات العامة والإدارة المالیة وإدارة الإنتاج...وغیرها. وتعمل هذه المنصَّة على شکل شبکة تواصُل اجتماعیة لیتمکَّن الطلبة مِن عَرْض منتَجاتهم الافتراضیة على أفراد المجتمع کافة ضِمْن إطار تنافُسی مشجِّع (موقع ریادی، 2018). ومن خلال رصد واقع تلک الشرکات اتضح بلوغ عددها إلى (6518) شرکة، وبلغ عدد المنتجات (301618) منتجا. لوحظ بأن هناک شرکات بدون إنتاج، ناهیک عن بساطة المنتجات وعدم عمق فکرتها الابتکاریة. مما یشیر إلى وجود ضعف فی المهارات الریادیة لدى طلبة هذه المرحلة. - قناة ریادی هو موقع إعلامی تفاعُلی یحثُّ الـخُطى نحو تنمیة التفکیر الإبداعی الریادی فی المجال الإعلامی للطلاب المتدرِّبین. وهو مختصّ بنشر الفیدیوهات الموجَّهة لهم فی نطاق المبادرة ومجالها، لیُسهِم فی زیادة مشارکاتهم فی مجال ریادة الأعمال، کما یُعَدُّ قناة للتواصُل فیما بینهم، خصوصاً مع المزایا العدیدة التی یوفِّرها من خلال اعتماده على الأسلوب التشارُکی وإمکانیة رَبْطه مع مواقع التواصُل الاجتماعی کافة (موقع ریادی، 2018). ومن خلال رصد واقع هذه القناة اتضح إصدارها لعدد من الفیدیوهات بلغ (20)، وبلغ عدد المشاهدات (41464). وبشکل إجمالی الفیدیوهات مصممة بطریقة جیدة وهادفة، ولکنها تحتاج إلى تداول انتشار أکبر خارج نطاق القناة؛ لیستفید من محتواها أکبر عدد من الطلبة. ثانیًا: إجابة السؤال الثانی وتحلیل النتائج ومناقشتها وتفسیرها النماذج العالمیة الرائدة لتعلیم ریادة الأعمال تناول هذا الجزء عرضا تفصیلیا لتجربة تعلیم ریادة الأعمال فی فنلندا لمرحلة التعلیم قبل الجامعی، کم تم عرض نماذج متعددة لتعلیم ریادة الأعمال فی دول رائدة فی هذا المجال؛ بهدف التعرف على تلک التجارب والنماذج للإفادة منها فی مجال تعلیم ریادة الأعمال فی مؤسسات التعلیم قبل الجامعی بالمملکة العربیة السعودیة. - تجربة تعلیم ریادة الأعمال فی فنلندا: أصبح وجود رواد الأعمال ضروریا للاقتصاد الفنلندی؛ ففی السنوات العشر الماضیة، قامت الشرکات الصغیرة التی یعمل فیها أقل من عشرة موظفین بتوفیر غالبیة الوظائف. ولکن عمر أکثر من 45 %ً من رواد الأعمال یتجاوز خمسین عاما ، ما یبین الحاجة الملحة لإقناع عدد متزاید من الشباب بالنظر لریادة الأعمال باعتبارها مسارا مهنیا. وبصرف النظر عن الحاجة المتزایدة لوجود هؤلاء الشغوفین بتولی مسؤولیة الشرکات القائمة، فإن القطاعات الناشئة وأخرى سریعة النمو، مثل الشرکات ّ العاملة فی التکنولوجیا الصحیة وتکنولوجیا التنظیف، تحمل إمکانیات مبشرة لرواد أعمال الجدد. ومع وجود العدید من الصناعات التی تشهد تحولا ً سریعا بسبب تطویر معداتها رقمیا وأوتوماتیکیا، ینبغی على فنلندا السعی للحصول على مواقع الریادة فی تلک القطاعات الجدیدة والناشئة. تعتنق فنلندا مفهوما واسعا عن تعلیم ریادة الأعمال، حیث یرجع تاریخ تعلیم الریادة فی شکله الحالی فی فنلندا إلى منتصف عقد التسعینات من القرن المنصرم. ففی عام 1992 ،قام المجلس الوطنی للتعلیم بتعیین لجنة مهمتها وضع تصور عن ریادة الأعمال واقتراح نماذج تنمویة مختلفة وتطبیقها، بناء على مراجعة الوضع القائم آنذاک. ونتیجة لذلک، اقترحت وزارة التعلیم والثقافة إطارا لإدراج ریادة أعمال ضمن المناهج التعلیمیة فی جمیع المراحل الدراسیة بدءا بالمدارس الابتدائیة وحتى المرحلة الجامعیة. تختلف الأهداف بحسب اختلاف المرحلة الدراسیة؛ ففی التعلیم العام، ینصب الترکیز على خلق توجه إیجابی واکتساب المعارف والمهارات الأساسیة لریادة الأعمال وتعلم المنهج الریادی عبر المهام العملیة (المجلس الوطنی الفنلندی للتعلیم،2014م.( ً وابتداء من عام 2016م ،سوف یرکز منهج التعلیم العام الجدید بشکل متزاید على ریادة الأعمال والمهارات الحیاتیة العملیة، حیث یتم تشجیع المدارس على التعاون مع الشرکات المحلیة لتقدیم مشاریع تمکن التلامیذ من التعرف على الوظائف ومنشآت أعمال. بعد تسع سنوات من تطبیق التعلیم الشامل، یتکمن الطلاب من الالتحاق بالتعلیم العام أو المهنی مع انطلاق المرحلة الثانویة. ففی حین تقدم بعض المدارس الثانویة العامة دورات اختیاریة عن ریادة الأعمال، یتیح التعلیم الثانوی المهنی الفرصة لجمیع الطلاب لاکتساب المهارات والمعارف الأساسیة عن الریادة. بالإضافة لذلک، یستطیع طلاب التعلیم المهنی تعلم مهارات ریادیة فی فترات الدراسة، کما تتوفر لدیهم مواد دراسیة اختیاریة إضافیة عن ریادة الأعمال تتیح لهم فرصة التدریب العملی اللازم تمام کافة مقررات المنهاج. ولعل أکثر البرامج شهرة وانتشارا هو برنامج «إنجاز شرکة صغیرة»، والذی یتعلم الطلاب عبره تأسیس شرکة لمدة عام واحد. کما تعرض بعض الجهات التی تقدم التدریب خیارا مبسطا یعرف باسم «تعلم واکسب» یسمح بالعمل فی الأعمال الحرة بدوام جزئی من خلال مکتب التعاون فی المدرسة. یوفر التعلیم المهنی للبالغین إمکانیة الدراسة لصقل مؤهلاتهم فی العمل الحر، کما یتیح هذا البرنامج، الذی یتمتع أیضا بشعبیة بین خریجی الجامعات، فرصة الالتحاق برحلة تدوم عاما ونصف لحضور دورات تدریب اعتیادیة والحصول على ارشاد والتدریب على مهارات الأعمال. لم یکن الطریق ممهدا لتعلیم ریادة الأعمال فی التعلیم العالی فی فنلندا. ولکن الجامعات بذلت جهودا حثیثة لزیادة الخریجین الراغبین بالعمل الحر. کما أسهمت مراکز وحاضنات الأعمال الداعمة للشرکات الناشئة وفعالیات مثل سلاش2 فی تسلیط المزید من الضوء على تعلیم ریادة الأعمال الأکادیمی. کما أن للتعلیم العالی دور هام فی إطلاق طاقات الابتکار فی الشرکات التی تسعى لتحقیق النمو. أ) أنا ومدینتی یتضمن المنهاج الأساسی الوطنی الفنلندی کیانا متعدد المناهج یسمى "المواطنة التشارکیة وریادة الأعمال". حیث یتعین على التلامیذ التعرف على عالم العمل والریادة واکتساب المعارف الأساسیة للعمل وما یتصل بها من مهام ووظائف فی المجتمع المدرسی، والقطاع العام وقطاع الأعمال، وریادة الأعمال کمهنة. ولإنجاز هذه الأهداف، یتصدر المکتب الفنلندی للمعلومات الاقتصادیة قصب ّ السبق، عبر برنامج التدریب العملی الذی طوره تحت مسمى "أنا ومدینتی". أین یجری تعلیم البرنامج؟ وعلى ید من؟ یمثل برنامج «أنا ومدینتی» مقررا من عشر ساعات من العمل النظری التوجیهی یحصل علیه الطلاب داخل فصول الدراسة، إلى جانب قضاء یوم واحد فی بیئة تعلم مادیة أقیمت على مساحة 500 متر مربع تعرف باسم المدینة؛ والبرنامج عبارة عن نموذج یحاکی الحیاة التجاریة فی فنلندا، جرى تعزیزه بربطه بالخدمات البلدیة ذات الصلة بعمله. قام بتبنی هذا المفهوم فی العام 2009 مُ المکتب الفنلندی للمعلومات الاقتصادیة بهدف تقدیم تجربة إیجابیة عن الحیاة العملیة. وقد وصل عدد المواقع المتصلة بهذا البرنامج إلى ثمانیة تغطی مناطق متعددة فی فنلندا تعمل على تقدیم تجربة تعلیمیة معمقة. ولکن قبل قضاء ذلک الیوم فی «المدینة»، ینبغی على التلامیذ إتمام برنامج توجیهی یدرسه معلموهم فی الصف باستخدام منهاج «أنا ومدینتی»، الذی یشمل کتاب الفروض الدراسیة ودلیل المعلم. وأثناء زیارتهم «المدینة»، یتم تدریب التلامیذ وتوجیههم على ید مدرسی برنامج «أنا ومدینتی» الحاصلین على درجة الماجستیر فی التربیة والمدربین من قبل المکتب الفنلندی للمعلومات الاقتصادیة ومن قبل ممثلین عن الشرکات التی تدیر موقع «المدینة» ذی الصلة. کما تتیح «المدینة» الفرصة لطلاب الجامعات المحلیة والمدارس المهنیة للمشارکة فی البرنامج کموجهین تحت التدریب. من هم المتعلمون؟ البرنامج موجه لتلامیذ الصف السادس الفنلندیین، الذین أتموا المنهج الدراسی للبرنامج بإشراف معلمیهم. ماذا یتعلمون؟ یشتمل المنهج النظری التوجیهی الذی یدوم لعشر ساعات على الموضوعات التالیة:
یتم دمج دروس القسم التوجیهی ضمن المناهج الرئیسیة التی تدرس داخل قاعات الدراسة، وقد صمم المحتوى بناء على أهداف التعلم لطلاب الصف السادس. وتنقسم النقاط الرئیسیة لتلک الدروس عادة إلى ثلاثة موضوعات: تعلیم الفنلندیة کلغة أولى، والتربیة المدنیة، والریاضیات. لماذا نعلم ریادة الأعمال لهذه الفئة من المتعلمین؟ وما نتائج التعلم؟ إعداد التفکیر الریادی رصیدا لا یقدر بثمن لشعب فنلندا، التی یبلغ عدد سکانها 5.5 ملیون نسمة وتعانی من ارتفاع نسبة کبار السن. فبالإضافة إلى هؤلاء الذین یشرعون فی تأسیس مشاریع خاصة، تحتاج فنلندا لقادة یمتلکون القدرة على التفکیر الخلاق وموظفین قادرین على العمل لتنمیة الشرکات القائمة وإدارة الخدمات البلدیة بطریقة مستدامة. ولذا سعت فنلندا لإدراج ریادة الأعمال ضمن مناهج جمیع مراحل التعلیم لتعزیز دور المواطنة الفعالة وتطویر الشباب. بالنسبة للتلامیذ، بدءا من مرحلة الروضة وحتى الصف التاسع، یتمثل الهدف العام فی تقدیم منهج تعلمی ملموس یرکز على المواطنة وبناء مهارات خاصة بالمعرفة المالیة وفهم طریقة سیر الحیاة العملیة والمجتمع بکافة تفاصیله. وفی السنوات الخمس الماضیة، استطاع برنامج «أنا ومدینتی» تقدیم تجربة تعلیمیة معمقة للأعداد المتزایدة من تلامیذ الصف السادس. وبنظرة عامة، فقد شکل برنامج «أنا ومدینتی» أساسا متینا للتفکیر الریادی، حیث تمکن التلامیذ من إلمام بعدة مهن مختلفة، واکتساب المعارف والمهارات المطلوبة لشغل مختلف الوظائف داخل الشرکات، والاطلاع على أهمیة العمل کفریق واحد. وفق ّ إفادتهم، تکمن التلامیذ من تعلم الآتی: v وضع الموازنات وخطط الإنفاق. v العمل الجماعی مع الآخرین بطریقة مهذبة وودیة. v حل المشاکل وطلب المساعدة من أقران. v فهم معنى العمل وکیفیة سیر المشاریع. کیف یجری التعلیم؟ یعتمد برنامج «أنا ومدینتی» على تطبیق التعلیم عن طریق العمل. وکجزء من عملیة التوجیه، یقدم التلامیذ طلباتهم للحصول على وظیفة داخل "المدینة" عن طریق تسجیل أعلى ثلاثة رغبات لدیهم؛ بعدها یتم ترشیحهم للعمل فی إحدى الشرکات أو شغل إحدى الوظائف البلدیة أو تخییرهم بإنشاء شرکة خاصة تابعة لبرنامج «أنا ومدینتی». وأثناء فعالیات الیوم بـ"المدینة"، یتم تکلیف المتعلمین بمهام حقیقیة؛ وعلیه یتقاضون أجرا عن العمل ذلک الیوم (یوجد عملة خاصة بـ"المدینة") وبیع الخدمات ومواجهة مواقف حقیقیة کتلک التی یواجهها عمدة المدینة أو رئیس مجلس المدینة. تتألف نواة «المدینة» من حولی 15 إلى 18 قمرة، یقضی فیها التلامیذ یومهم فی ُ أداء المهام المتصلة بالوظائف التی عّینوا فیها. وتترواح أنواع الشرکات التی یعمل فیها التلامیذ بین شرکات دولیة کبرى، مثل سامسونج، وأخرى محلیة صغیرة. وکما هی الحال فی جمیع المدن الفنلندیة، هناک عمدة مسؤول عن اتخاذ القرارات البلدیة. وباعتباره بیئة تعلیمیة، یعکس برنامج «أنا ومدینتی» خصائص المجتمع الفنلندی ویقدم نظرة ثاقبة عن کیفیة عمل الشرکات ورواد الأعمال ودور القطاع العام. کیف یجری قیاس وتقییم أثر البرنامج؟ وما الذی نقیسه؟ یهدف البرنامج إتاحة الفرصة لجمیع طلاب الصف السادس الفنلندیین لاختبار کیفیة سیر العمل فی المجتمع، إلى جانب تناوله عدة قضایا مثل: v لماذا ندفع الضرائب؟ v ما معنى الحیاة العملیة؟ v لماذا نحتاج الشرکات؟ v ماذا یلزم لإطلاق شرکة ما وتشغیلها، بما فی ذلک التمویل والقیادة ومهارات البیع؟ یتم جمع إفادات التلامیذ والمعلمین أثناء الیوم وفی نهایته. وقد قیم 73 %من التلامیذ تجربتهم التعلیمیة بمنحها تسعة أو حتى عشرة نقاط من أصل عشرة. ویمکن للمدربین، الذین یراقبون باستمرار تطور مجموعات التلامیذ خلال تجربتهم فی المدینة، إجراء تغییرات تربویة على ترتیبات الیوم بشکل فوری إذا لزم الأمر. کیف یحصل البرنامج/المنهاج على التمویل؟ تشمل مرحلة إنجاز المشروع عادة مفاوضات مع واحد أو أکثر من مسؤولی البلدیة الراغبة فی استضافة نموذج المدینة التعلیمی. وبعد الوصول لاتفاق عام یمتد على ثلاث سنوات، یتم إدخال الشرکات لموقع المدینة، بحیث تقوم کل واحدة برعایة ملف متکامل لمشروع الأعمال، بما فی ذلک العلامة التجاریة مثل الشعارات والتجهیزات المکتبیة والأثاث والمنتجات والمعلومات المتعلقة بالخدمة، أو أی تجهیزات أخرى من شأنها جعل التجربة محسوسة للتلامیذ قدر المستطاع، ویشمل ذلک حتى رسالة الرئیس التنفیذی بالصوت والصورة. وتبلغ موازنة تشغیل المدینة نحو 400000یورو سنویا. ما أنواع المشاریع التی یتم إطلاقها أو تقییمها؟ باعتباره برنامجا تمهیدیا خاصا بطلاب الصف السادس، لا تتوفر الفرصة إنشاء أی مشاریع. ما مدى انتشار البرنامج وقابلیته للتوسع؟ إجمالا، شارک أکثر من 100000 تلمیذ و5000 معلم فی برنامج "أنا ومدینتی "وینتظر حصول 4000 ٍ تلمیذ على فرصة اتمام دراسة البرنامج فی العام الدراسی2015ً / 2016م تزامنا مع افتتاح مواقع البرنامج الجدیدة. حصل برنامج «أنا ومدینتی» على جائزة ترویج المشاریع الأوروبیة لعام 2013 ،وکان من ضمن الفائزین بجوائز وایز لعام 2014 .ولا یزال المفهوم الذی یطرحه البرنامج فی مراحله المبکرة فی توجهه للعالمیة. کما أن هناک مبادرة، تم تجربتها فی العام 2015-2016 ،لتوسیع نطاق البرنامج فی صیغة مختلفة للوصول إلى طلاب الصف التاسع (باتریشیا وآخرون، د.ت، 40-45). - نموذج Filion& Dolabela قدم,2007,15) Filion& Dolabela) نموذجه للتربیة لریادة الأعمال طبقا لمراحل التعلیم من التعلیم الأساسی وحتى الثانوی ویقوم هذا المدخل على زیادة الحریة والثقة بالنفس فی خلق الفرص، ومن خلال تشکیل الحلم المجتمعی وحلم النشاط ومحاولة تحویلها إلى عمل ملموس، فالأطفال یتعلمون کیفیة إجادة عملیة النشاط، وکیفیة تصمیم وتنفیذ المشروعات والأشیاء المتطلبة للنجاح فی ذلک. ویتعلمون کیفیة المبادرة والمسؤولیة عن إنجازاتهم، ومن ثم فدوره التعلم الریادی التی تنتج عن الحلم یمکن تلخیصها فی ست مراحل هی: الحلم المجتمعی أی المعرفة بالاحتیاجات المجتمعیة والقیم والعادات، ثم تقدیم صورة للمستقبل الذی یرید الطفل أن یکون فردا فیه وهو حلم النشاط، والذی سیحقق الحلم المجتمعی، ثم سعی الطالب إلى تحقیق حلم النشاط فیتعلم کل شیء یساعده فی تحقیق مشروعه وهو حلم البناء سیؤدی إلى تحقیق حلم النشاط. - نموذج O,Connor لسیاسة التربیة لریادة الأعمال فی أسترالیا قدمت هذه الدراسة (2013) نموذجا نظریا للتربیة لریادة الأعمال مرتکزا إلى النظریة الاقتصادیة، من أجل البحث عن الدافع لتطبیق ریادة الأعمال، ودوافع الحکومة الأسترالیة لتطبیقها، وقد قام النموذج على سؤال الدراسة الرئیس وهو کیف یوجه صانعو السیاسات التربیة لریادة الأعمال لتحقیق أهداف اقتصادیة محددة، وقد قدمت الدراسة تصورها قائما على ثلاثة محاور رئیسة وهی القطاع المعرفی وهو یختص بالتنمیة الاقتصادیة وتقدیم المعرفة الخاصة بریادة الأعمال من خلال الترکیز على الابتکار، والجانب الاجتماعی وهو مختص بالاستخدام الاقتصادی ویتمثل فی الریادة الاجتماعیة، وقطاع مؤسسات الأعمال وهو مختص بالإنتاجیة الاقتصادیة وهو الریادة على مستوى المؤسسات على ربط ریادة الأعمال بالسیاسة الاقتصادیة، وارتکاز التنمیة الاقتصادیة إلى الابتکار على مستوى الأفراد. حاول هذا النموذج وضع إطار عام لسیاسة التربیة لریادة الأعمال، من خلال ثلاثة محاور رئیسة وهی القطاع المعرفی ویتعلق بکافة برامج التعلیم والتدریب التی یمکن أن تقدمها الدولة لریادة الأعمال سواء من خلال وزارة التعلیم أو الوزارات الأخرى، والقطاع االاجتماعی وهی مدى اکتساب مهارات التطبیقات الاقتصادیة للریادة من خلال المشارکة المجتمعیة للاستفادة من ریادة الأعمال ودعمه، والقطاع الاقتصادی وهو الهدف الرئیس من النموذج وهو بتشجیع البرامج الریادیة على مستوى الشرکات الهادفة للربح ومستوى الأفراد الریادیین، أی أن، النموذج قائم على التکامل بین القطاعات. - نموذج Basu للتربیة لریادة الأعمال بالهند: استهدف نموذج (Basu,2014)تقویم وضع التربیة لریادة الأعمال ووضع نموذج نظری لها بدولة الهند، وقد قدمت الدراسة التصور المقترح لدمج التربیة لریادة الأعمال کجزء من تدریس المواد التجاریة والخاصة بالأعمال، وقد قدمت الدراسة تصورا لطریقة دمج مبادئ ریادة الأعمال على مستوى المناهج وطرق التدریس الأفضل لها، وطرق تقویمها، وقد عرض البحث لمعوقات تدریس ریادة الأعمال فی الهند من ضعف النظام المؤسسی وقلة خبرة المعلمین فی تدریسها، والترکیز على نواتجها. ویمثل هذا النموذج إطارا لدمج ریادة الأعمال بشکل جزئی فی التعلیم التجاری والأعمال، یساعد على تشجیع ریادة الأعمال، ودعم المعرفة المتعلقة بها بالاعتماد على الأبحاث المرتکز إلى الواقع والممارسات المرتکزة إلى السیاق البیئی، ولتطبیق هذا النموذج لابد من إیمان القائمین على التعلیم بالمجال التجاری بأهمیة وجدوى ریادة الأعمال على کل من المستوى القصیر فیما یخص الطلاب، وعلى المستوى البعید المساهمة فی التنمیة الاقتصادیة للدولة. - نموذج Mirzanti,Simatupang&Larso لسیاسة ریادة الأعمال فی إندونیسیا: استهدف نموذج(Mirzanti,Simatupang&Larso,2015) وضع تصورا مقترحا لسیاسة ریادة الأعمال، وقد وضع البحث تصورا تم تقسیمه إلى ثلاث مستویات وهی المستوى الأعلى والأوسط والأدنى، فعلى المستوى الأعلى تم وضع سیاسة لریادة الأعمال تقوم على تمهید عام لثقافة ریادة الأعمال، وتطویر البنى التحتیة والتنظیمات لتبنی ریادة الأعمال، والترکیز على التعلیم بشکل خاص، وعلى المستوى الأوسط بالترکیز على دعم الأعمال وتطویر الحوافز للریادیین، وعلى المستوى الأدنى وهو مستوى الأفراد، تحسین الدافعیة لریادة الأعمال، وتنمیة المهارات الریادیة، ومهارات إدارة الأعمال. فی هذا النموذج تم دمج ریادة الأعمال فی السیاسة العامة للدولة من خلال مستویات تبدأ من الأفراد وحتى مستوى الحکومة، فعلى مستوى الأفراد اهتم النموذج بالمهارات والفرص والدافعیة، وعلى المستوى المتوسط أعطى النموذج الاهتمام للأعباء الإداریة والحوافز، أما على المستوى الأعلى فقد غطى النموذج ثقافة ریادة الأعمال والبنیة التحتیة لها والتعلیم. وقد رکز النموذج فی مراحله الثلاثة على التربیة والتدریب لریادة الأعمال من خلال خمسة مجالات رئیسة وهی مستوى السیاسة، والفئة المستهدفة منها، والمتغیرات التی تسهم فی تحقیقها وفی هذا المجال اهتم الإطار بالتربیة لریادة الأعمال، ثم عملیات التدخل سواء من خلال مشروعات أو برامج لریادة الأعمال، والمجال الأخیر اهتم بقیاس الأثر من خلال مؤشرات تقیس الفعالیة ابتداء من مستوى الأفراد وحتى مستوى الدولة. وبعد أن استعرضنا تلک النماذج العالمیة الرائدة لتعلیم ریادة الأعمال، اتضح لنا ضخامة تلک النماذج وکیف أنها على کافة مستویات الریادة وتعلیمها وتفاصیلها الدقیقة، فینبغی الإشارة هنا إلى ضرورة تبنی تلک النماذج وخاصة النموذج الفنلندی لتعلیم ریادة الأعمال، فتعلیم ریادة الأعمال فیه تبدأ من مرحلة ریاض الأطفال وحتى المرحلة الجامعیة. ثالثًا: إجابة السؤال الثالث وتحلیل النتائج ومناقشتها وتفسیرها - الدور المتوقع من تعلیم ریادة الأعمال فی تحقیق أهداف رؤیة 2030: باستقراء رؤیة 2030 یمکن الوصول إلى استنتاج مفاده أن للمملکة ضمن هذه الرؤیة المستقبلیة هدفا إستراتیجیا عاما بارزا وواضحا، وهو تنویع الاقتصاد واستدامته وذلک من خلال توسیع القاعدة الإنتاجیة والاعتماد على مصادر إضافیة والتوسع فی الإیرادات غیر النفطیة. وهذا الهدف ظل نقطة محوریة مشترکة بین کل الخطط الخمسیة للتنمیة(1970-2014). ومن ثم یمکن القول بأن جمیع الأهداف ما هی إلا وسائل وأدوات للوصول إلى هذا الهدف الإستراتیجی الکبیر، ومن أبرز الأهداف الفرعیة ما یلی: ارتفاع حجم الاقتصاد السعودی وانتقاله من المرتبة(19) إلى المراتب الـ(15) الأولى على مستوى العالم. زیادة الإیرادات غیر النفطیة من (163) ملیارا إلى(1) ترلیون ریال سنویا. رفع نسبة الصادرات غیر النفطیة من(16%) إلى(50%) على الأقل من إجمالی الناتج المحلی غیر النفطی. ارتفاع مساهمة المنشآت الصغیرة والمتوسطة فی إجمالی الناتج المحلی من(20%) إلى (35%). الوصول من المرکز(80%) إلى المرکز(20%) فی مؤشر فاعلیة الحکومة. الوصول بمساهمة القطاع الخاص فی إجمالی الناتج المحلی من(40%) إلى(60%). الوصول إلى(1) ملیون متطوع فی القطاع غیر الربحی سنویا مقابل(11) ألف الآن. رفع نسبة مشارکة المرأة فی سوق العمل من (22%) إلى(30%). تخفیض معدل البطالة من(11.6%) إلى(7%). وبصورة أکثر تفصیلا یمکن توضیح العلاقة بین رؤیة المملکة وریادة الأعمال والتعلیم الحکومی لریادة الأعمال فی النقاط التالیة: - تهدف رؤیة 2030 إلى تنویع واستدامة الاقتصاد وارتفاع حجم الاقتصاد السعودی وانتقاله من المرتبة(19) إلى المراتب الـ(15) الأولى على مستوى العالم. زیادة الإیرادات غیر النفطیة من (163) ملیارا إلى(1) ترلیون ریال سنویا. رفع نسبة الصادرات غیر النفطیة من(16%) إلى(50%) على الأقل من إجمالی الناتج المحلی غیر النفطی(رؤیة 2030، 57). ومن المتوقع أن تسهم ریادة الأعمال فی تحقیق هذه الأهداف الاقتصادیة من منطلق أنها القوة التی تقف خلف الإبداع والابتکار وإیجاد الثروة وتولید عدد کبیر من فرص العمل على المدى الطویل، والتی تستوعب جزءا من العمالة، مما یحد من الفقر وتزاید العاطلین عن العمل وغیرها من المشکلات الاجتماعیة. - تستهدف رؤیة 2030 التوسع فی الشراکات والاستثمارات على مستوى عالی. فالمشاریع الریادیة تمثل النواة الأساسیة فی بناء الشرکات الکبیرة، بما فیها الشرکات متعددة الجنسیة التی تستطیع بنشاطاتها أن تتجاوز الحدود الوطنیة بحثا عن أماکن جدیدة لتوسیع استثماراتها وتصریف منتجاتها مما یؤدی إلى جلب وتراکم الثروة وانعاش الاقتصاد الوطنی وهذا ما أکدت علیه الرؤیة" نشجع الشرکات الواعدة لتکبر وتصبح عملاقة(رؤیة 2030، ص7). - تستهدف رؤیة المملکة التوجه نحو الخصخصة لبعض المشاریع والخدمات الحکومیة ولاسیما متدنیة الأداء منها. إن المنشآت الناشئة والصغیرة والمتوسطة من أهم محرکات النمو الاقتصادی، إذ تعمل على خلق الوظائف ودعم الابتکار وتعزیز الصادرات وتسهم المنشآت الصغیرة والمتوسطة بنسبة متدنیة من الناتج المحلی الإجمالی مقارنة بالاقتصادیات المتقدمة" سنسعى إلى خلق فرص توظیف مناسبة للمواطنین فی جمیع أنحاء المملکة عن طریق دعم ریادة الأعمال وبرامج الخصخصة والاستثمار فی الصناعات الجدیدة"( رؤیة 2030، ص36). ومن هنا یتعین على مؤسسات التعلیم إعداد جیل من الریادیین لیکون لهم دور بارز فی اقتناص الفرصة والتعهد بتجدید وتشغیل تلک المشاریع إما عن طریق الخصخصة أو الشراکة. - تسعى رؤیة 2030 إلى "نقل وتوطین التکنولوجیا الحدیثة وتشجیع المستثمرین المحلیین فی تقنیة المعلومات"(رؤیة 2030، ص42)، وکذلک "الاستثمار فی شرکات التقنیة الناشئة عبر العالم"(رؤیة 2030، ص42) وهذا یعد جانبا من نشاط رواد الأعمال ولاسیما الریادة التکنولوجیة، وهنا یتجلى دور مؤسسات التعلیم لإعداد جیل من رواد الأعمال المتمیزین لتحقیق هذا الهدف بالتعاون من برنامج "بادر" للتدریب على الریادة التکنولوجیة بمدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة. - تهدف الرؤیة إلى تخفیض معدل البطالة من(11.6%) إلى(7%)، وذلک من خلال توفیر فرص العمل للشباب والخریجین من الجامعات ومؤسسات التدریب فی مجالات غیر القطاع الحکومی الذی وصل إلى مرحلة التشبع، لذلک یمکن من خلال التعلیم الریادی بناء القدرات والروح الریادیة للطلبة وبما یساعدهم على المبادرة وتأسیس مشروعاتهم التجاریة، انطلاقا من أن ریادة الأعمال تستهدف التحرر والاستقلال من الاعتماد على وظائف الآخرین ، والاعتماد على التوظیف الذاتی، ونشر ثقافة العمل الریادی وتأسیس المهن الحرة فی أوساط الشباب ورواد الأعمال المحتملین، کما یمکن الترکیز على التعلیم الریادی لبناء ما یعرف بریادة الخریجین والشباب وریادة المرأة. - تهدف رؤیة المملکة إلى "رفع مساهمات المنشآت الصغیرة والمتوسطة من النسبة المتدنیة حالیا (20%) من الناتج المحلی الإجمالی لتصل إلى (35%)"(رؤیة 2030، 41) ولقد شخصت الرؤیة أسباب ذلک التدنی، ومنها ضعف الکفایات المناط بها تشغیل المنشآت الصغیرة والمتوسطة، ومن هنا ندرک الدور المنوط بمؤسسات التعلیم نحو إعداد الکفایات الریادیة القادرة على إدارة وتشغیل المنشآت الصغیرة والناشئة وبما یجعل منها منشآت ناجحة وداعمة للاقتصاد الوطنی بصورة قویة. کما وعدت الحکومة من خلال الرؤیة على مساعدة رواد الأعمال على تطویر مهاراتهم وابتکاراتهم، "مساعدة المنشآت الوطنیة الصغیرة على تصدیر منتجاتها وخدماتها وتسویقها عن طریق دعم التسویق الإلکترونی والتنسیق مع الجهات الدولیة ذات العلاقة"(رؤیة 2030، 41). - ورد فی الرؤیة الوصول من المرکز(80%) إلى المرکز(20%) فی مؤشر فاعلیة الحکومة. وهنا یتعین على مؤسسات التعلیم الاهتمام بالتعلیم لما یعرف بالریادة الحکومیة أو المؤسسیةInstitutional Entrepreneurship بهدف بناء جیل من القادة المقتدرین والمبدعین لإحداث ثورة فی العمل الحکومی والتخلص من الثقافة البیروقراطیة وغرس ثقافة الإبداع والمبادرة فی الجهاز الحکومی للدولة. وکذلک من ضمن الأهداف: الوصول إلى ملیون متطوع فی القطاع غیر الربحی سنویا مقابل(11)ألف الآن. وهنا یجب أن تحرص مؤسسات التعلیم على إدخال مقررات ما یعرف بالریادة الاجتماعیة(التطوعیة)، وذلک بهدف بناء فئة من الشباب یمارسون هذا النمط من أنماط الریادة والذی یقع على عاتقه المبادرة فی حل مشکلات المجتمع بطرق ابتکاریة وفعالة. أبرز النتائج: توصلت عملیة التحلیل الکیفی للوثائق التی تم الحصول علیها من المصادر الأساسیة والثانویة، إلى عدد من النتائج، سوف یتم عرضها فی هذا المبحث مع طرح جملة من التوصیات التی تنسجم مع تلک النتائج والاستنتاجات، وهی على النحو التالی: - تأکید الخطط الخمسیة للتنمیة(1970-2019) على أهمیة تطویر الموارد البشریة، وتنویع التعلیم عموما، وتطویر التعلیم والتدریب الصناعی والتجاری، وغرس روح العمل لدى المواطن، وتشجیع المبادرات الفردیة، وإعداد العامل المنتج، وتطویر المقررات التعلیمیة ذات الطابع التقنی، والترکیز على الإبداع والابتکار، والعنایة بالموهوبین. - لقد اتضح من خلال تحلیل وثائق المقررات الدراسیة بأنه لا یوجد أی مقرر متخصص فی تدریس ریادة الأعمال فی کافة المراحل لنظامی التعلیم الحکومی الثانوی (المقررات، الفصلی). - إن ما یتم تدریسه فی التعلیم العام لنظام الثانویة الفصلی للمستوى الثالث والرابع والخامس والسادس مسار العلوم الإداریة مقرر العلوم الإداریة ومقرر مهارات إداریة ویحتویان على موضوعات متفرقة عن مهارات ریادة الأعمال، ومفاهیمها. - أما بالنسبة للتعلیم الثانوی الحکومی لنظامالمقررات فیدرس مقرر علوم إداریة (1، 2) لمسار العلوم الإنسانیة. ویدرس أیضا مقرر مهارات إداریة (1) و مقرر تربیة مهنیة ومقرر المهارات الحیاتیة والتربیة الأسریة لنظام المقررات المسار المشترک. وجمیعها تتضمن موضوعات عن ریادة الأعمال ومهاراتها المختلفة. - أطلقت وزارة التعلیم أنشطة داعمة لتعلیم ریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة لمرحلة قبل التعلیم الجامعی. مشروع ریادة الأعمال فی التعلیم وهو مشروع وطنی لتطویر مهارات الطلاب/الطالبات فی إدارة الأعمال وإنشاء المشاریع الاستثماریة وترسیخ ثقافة العمل الحر وذلک عبر تنفیذ ورش تدریبیة وفعالیات إثرائیة فی مجال الاقتصاد وإکساب الطالب/الطالبة الأسس العلمیة لریادة الأعمال. - أطلقت وزارة التعلیم مبادرة "ریادی" التی تسعى للتثقیف بریادة الأعمال والاستثمار فی التعلیم العام والجامعی. وتأتی هذه المبادرة لنَشْر ثقافة ریادة الأعمال، وإنشاء حاضنات الأعمال والمسرِّعات، التی قدَّمت العدید من الفُرَص لأبنائنا الطلاب والطالبات لدعم مشاریعهم. - تم تنظیم أولمبیاد ریادی الذی یهدف إلى إتاحة الفرصة لتشجیع أصحاب الأفکار الإبداعیة والخلاقة من المبادرین والمبادرات من الطلاب. من خلال عرض أفکارهم فی إطار بیئة تنافسیة تربویة مشجِّعة. - تم إنشاء متجر ریادی وهو منصَّة إلکترونیة تمکِّن الطلاب المتدرِّبین من إنشاء شرکات افتراضیة على الإنترنت. وتعمل هذه المنصَّة على شکل شبکة تواصُل اجتماعیة لیتمکَّن الطلبة مِن عَرْض منتَجاتهم الافتراضیة على أفراد المجتمع کافة ضِمْن إطار تنافُسی مشجِّع. - تم إطلاق قناة ریادی هو موقع إعلامی تفاعُلی یحثُّ الـخُطى نحو تنمیة التفکیر الإبداعی الریادی فی المجال الإعلامی للطلاب المتدرِّبین. وهو مختصّ بنشر الفیدیوهات الموجَّهة لهم فی نطاق المبادرة ومجالها، لیُسهِم فی زیادة مشارکاتهم فی مجال ریادة الأعمال. - من خلال رصد وتحلیل الأدبیات ذات الصلة بتعلیم ریادة الأعمال تبین أن رؤیة 2030 أکدت على التعلم من أجل العمل والتعلیم والترکیز على الابتکار وریادة الأعمال. ثانیا: توصیات البحث: بناء على النتائج التی أسفرت عنها الدراسة، یمکن طرح جملة من التوصیات فی ضوء ذلک، وهی على النحو التالی: - یجب أن تولی وزارة التعلیم خلال المرحلة القادمة أهمیة کبرى لعملیة بناء نخبة من المعلمین/ المعلمات فی مجال ریادة الأعمال، وذلک بالابتعاث إلى الجامعات العالمیة المرموقة ذات الخبرة العریقة فی مجال ریادة الأعمال. وهذا یتسق مع رؤیة المملکة 2030 التی أکدت على" ترکیز فرص الابتعاث على المجالات التی تخدم الاقتصاد الوطنی فی التخصصات النوعیة فی الجامعات العالمیة المرموقة کالابتکار والتقنیات المتطورة وریادة الأعمال"(رؤیة 2030، 36). - یجب دراسة إمکانیة استحداث مقررات عن ریادة الأعمال ومهاراتها المتعددة فی برامج إعداد المعلم بالمملکة العربیة السعودیة. - یجب على وزارة التعلیم استثمار برنامج التطویر النوعی للمعلمین/ المعلمات (خبرات) بتنظیم زیارات للدول الرائدة فی تعلیم ریادة الأعمال مثل فنلندا وأمریکا والهند وإندونیسیا؛ للاطلاع على تجاربها وأسرار تمیزها ونجاحها. وهذا یتفق مع الرؤیة الوطنیة من حیث التزامهابــــ " عقد الشراکات مع الجهات التی توفر التدریب للطلاب وللخریجین محلیا ودولیا" ( رؤیة 2030، 41). - یجب تعمیم تعلیم ریادة الأعمال ومهاراتها فی جمیع المراحل الدراسیة منذ مرحلة ریاض الأطفال وتعلیمها فی جمیع المواد وفی کافة أقسام التعلیم الثانوی، وذلک بإدخال موضوعات مناسبة لکافة المقررات الدراسیة والمراحل الدراسیة. وذلک تحقیقا لأهداف رؤیة 2030 التی أوضحت بأن أکثر من نصف السعودیین تقل أعمارهم عن (25) عاما، وهی میزة یجب استثمارها من خلال توجیه طاقات الشباب نحو ریادة الأعمال والمنشأت الصغیرة والمتوسطة (رؤیة 2030، 37). - على وزارة التعلیم تبنی طرق تدریس حدیثة للمقررات التی تعنى موضوعاتها بتعلیم ریادة الأعمال، بحیث تجمع بین الجانب النظری والتدریب العملی. وتبنی أسالیب تدریسیة وممارسات صفیة تقوم على المحاکاة مثل: تمرین تمثیل الدور، وأسلوب السوق المصغرة ((Mini Market، وهی سوق محاکاة مصغرة للسوق الحقیقیة، یتدرب فیها المتعلم على مهارات البیع والشراء، وکیفیة عقد الصفقات التجاریة، والتفاوض والمساومة، ومهارات الإقناع والتأثیر الفعال فی مجال الأعمال التجاریة. وهذا یأتی ترجمة لمضمون رؤیة المملکة على مستوى التعلیم العام والعالی من حیث" تطویر المنظومة التعلیمیة والتربویة بجمیع مکوناتها... وإکساب الطالب المعارف والمهارات والسلوکیات الحمیدة لیکون ذا شخصیة مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقیادة والقدر الکافی من الوعی الذاتی والاجتماعی والثقافی(رؤیة 2030، 28). - یجب تفعیل وتنشیط العلاقة بین مؤسسات التعلیم وقطاع ریادة الأعمال، وذلک من خلال تشکیل لجان أو مجالس مشترکة من القطاع الخاص ولجان شباب الأعمال فی الغرف التجاریة والجامعات الحکومیة لتحدید المجالات الممکنة للتعاون بینهما. وهذا ما أکدت علیه الرؤیة الوطنیة للمملکة فی أحد محاورها" تعزیز الجهود لمواءمة مخرجات المنظومة التعلیمیة مع احتیاجات سوق العمل...وتأسیس مجالس مهنیة خاصة بکل قطاع تنموی تعنى بتحدید ما یحتاجه من المهارات والمعارف"(رؤیة 2030، 36). - یجب تبنی أندیة لریادة الأعمال، وأسبوع سنوی لریادة الأعمال فی وزارة التعلیم ویکون تفعیله شراکة بین الجامعات ومؤسسات التعلیم قبل الجامعی. ثالثا: المقترحات: إن موضوع تعلیم ریادة الأعمال مازال مجالا خصبا للبحث العلمی وخاصة فی العالم العربی، فهناک کثیر من الأفکار والموضوعات القابلة للبحث، ومنها على سبیل المثال لا الحصر: - إجراء دراسة میدانیة لواقع تعلیم ریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة لمرحلة قبل التعلیم الجامعی. - إجراء دراسة علمیة طولیة لتقییم أثر التعلیم الریادی على خریجی المرحلة الثانویة والمرحلة الجامعیة؛ بهدف التعرف على کفاءتهم وقدرتهم على تأسیس مشاریع ریادیة ناجحة بعد المرور بالخبرة التعلیمیة. - إجراء دراسة علمیة لتحدید الاحتیاجات التدریبیة الفعلیة لرواد الأعمال فی المملکة العربیة السعودیة ذکورا وإناثا. - إجراء دراسة علمیة مقارنة بین الجامعات الحکومیة والأهلیة والکلیات التقنیة فیما یتعلق بتعلیم ریادة الأعمال. - إجراء دراسة تهدف لوضع إستراتیجیة مقترحة لتطویر تعلیم ریادة الأعمال فی مرحلة التعلیم الجامعی وما قبله.
- المراجع العربیة: - إبراهیم، جمیل وحبیش، علی. (2010). نحو حضارة إسلامیة أساسها الإیمان والعلم، سلسلة قضایا إسلامیة. العدد(194). ط2. القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامیة. - إبراهیم، عصام. (2015). التعلیم الریادی مدخل لدعم توجه طلاب الجامعة نحو الریادة والعمل الحر. مجلة کلیة التربیة ببور سعید. 18، 132-177. - تقریر مصلحة الإحصاءات العامة لعام 1436هWWW.cdsi.gov.sa - جرین، باتریشیا وآخرون. (د. ت). مؤتمر القمة العالمی للابتکار فی التعلیم. - حسین، میسون. (2013). الریادة فی منظمات الأعمال مع الإشارة لتجربة بعض الدول. مجلة جامعة بابل للعلوم الإنسانیة. المجلد 21. العدد 2.ص 385- 407. - الدوری، زکریا والسعدی، یعرب. (2014). الریادة الإستراتیجیة من منظور قیمة الزبون على وفق فلسفة إستراتیجیة المحیط الأزرق. مجلة الکوت للعلوم الاقتصادیة والإداریة، (14)، 203-217. - شحاته، صفاء أحمد. (2013). تنمیة جدارات سوق العمل لدى المتعلمین فی مؤسسات التعلیم العالی من خلال سیاسات وبرامج ریادة الأعمال: رؤیة إستراتیجیة. (19) 4. 33-208. - الشمری، ترکی. (9-11/سبتمبر/ 2014). نموذج مقترح من التجارب الدولیة لأدوار الجهات فی دعم ریادة الأعمال. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - الشمیمری، أحمد والمحیمید، أحمد. (9-11/سبتمبر/ 2014). واقع تمویل مشاریع ریادة الأعمال فی السعودیة وجهة نظر خبراء ریادة الأعمال. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - العانی، وجیهة والحارثیة، عائشة. (2015). تأثیر بعض المتغیرات الدیموغرافیة على درجة امتلاک طلبة جامعة السلطان قابوس للمهارات الریادیة. مجلة العلوم التربویة. 27(2)،ص. 249-273. - عبد الهادی، إیثار وسلمان، سعدون.(2011).دور ریادة الأعمال فی التنمیة الاقتصادیة.ط2.الملتقى الدولی الثانی حول الأداء المتمیز للمنظمات والحکومات. - العتیبی، نور عبد الله. (1437). دراسة تقویمیة لمشروع التعلیم للریادة من منظور تربوی إسلامی، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة. جامعة أم القرى. - العساف، صالح. (2016). المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة. الریاض: دار الزهراء. - عوض الله، محمد عوض الله. (2014). قیاس مستوى ریادة الأعمال لدى طلاب جامعة الطائف ودور الجامعة فی تنمیتها. مجلة البحث العلمی فی التربیة- مصر . 1(15) ، ص. 549-599. - عید، أیمن عادل. (9-11/سبتمبر/ 2014). التعلم الریادی مدخل لتحقیق الاستقرار الاقتصادی والأمن الاجتماعی. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - القحطانی، سالم؛ العامری، أحمد؛ آل مذهب، معدی؛ العمر بدران. (2004). منهج البحث فی العلوم السلوکیة. ط2. الریاض: مکتبة العبیکان. - الکساسبة، محمد. (9-11/11/2008). الاستعداد للریادة: دراسة استکشافیة على طلبة الأعمال فی جامعة البتراء فی الأردن. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السنوی التاسع للمنظمة العربیة للتنمیة الإداریة" بعنوان الإبداع والتجدید فی الإدارة: الإدارة الرشیدة وتحدیات الألفیة الجدیدة" . القاهرة. مصر. - المبیریک، وفاء والجاسر، نورة. (9-11/سبتمبر/ 2014). النظام البیئی لریادة الأعمال فی المملکة العربیة السعودیة. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - محفوظ جوده وآخرون. (2004). منشآتالأعمال – المفاهیموالوظائف. الأردن: دار وائل للنشر. - المخلافی، عبد الملک. (11-12 ینایر 2017). التعلیم الحکومی لریادة الأعمال ودوره فی تحقیق أهداف رؤیة المملکة (2030): دراسة استطلاعیة على الجامعات الحکومیة فی مدینة الریاض. جامعة الملک سعود. ورقة مقدمة إلى مؤتمر دور الجامعات السعودیة فی تفعیل رؤیة 2030. - المرصد العالمی لریادة الأعمال. (2008). التقریر السنوی. https://www.gemconsortium.org/report - مصطفى، أبو بکر. (9-11/سبتمبر/ 2014). منظومة ریادة الأعمال والبیئة المحفزة لها. ورقة مقدمة إلى المؤتمرالسعودیالدولیلجمعیاتومراکزریادةالأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - معجم لسان العرب. ابن منظور. حرف الراء(رود). تم الاستخراج بتاریخ 2/9/ 1439. - منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة. (2010). نحو ثقافة للریادة فی القرن الواحد والعشرین. مکتب الیونسکو الإقلیمی للتربیة فی الدول العربیة. بیروت: المطبعة العربیة. - مهدی، سیف الدین. (9-11/سبتمبر/ 2014). متطلبات وتحدیات ریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - مؤسسة نور الحسین. (2008). کیف تؤسس مشروعک الخاص. حاضنة العقبة للأعمال. برنامج تنمیة المجتمعات المحلیة. - الموقع الإلکترونی الرسمی لرؤیة المملکة 2030http://vision2030.gov.sa - موقع ریادی http://www.riyaadi.com/ - موقع عین بوابة التعلیم الوطنیة https://ien.edu.sa - موقع وزارة الاقتصاد والتخطیط- الخطط الخمسیة العشر للتنمیة (1970-2019). https://www.mep.gov.sa / - موقع وزارة التعلیم. (2018) https://www.moe.gov.sa - ناصر، محمد والعمری، غسان. (2011). قیاس خصائص الریادة لدى طلبة الدراسات العلیا فی إدارة الأعمال وأثرها فی الأعمال الریادیة. مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادیة والقانونیة. 27(4)، ص. 139-168. - النجار، فایز والعلی، عبد الستار (2006). الریادة وإدارة الأعمال الصغیرة. الأردن: دار الحامد للنشر والتوزیع. المراجع الأجنبیة: - Barakat, S, and Hyclak, T. (2009). Entrepreneuship Education in an Entrepreneurial Community, available at http://www.cfel.jbs.cam.ac.uk/research/publications/downloads/barakat_entrepreneurship_2009.pdf - Basu, R .(2014). Entrepreneurship Education in India, A Critical Assessment and a Proposed Framework. Technology Innovation Management Review, 4(8): 5-10. - Bridges,C.,M. (2008). Entrepreneurship education and economy development: preparing the workforce for the twenty first century economy, master thesis, the graduated school of Clemson university. - Competences for Lifelong Learning: Key.)2007).European Communities of Statistics (NSDS), Available at: http//siteresources. Worldbank.org/SCBINTRANET/Resources/NSD Guide-Nov04.pdf Accessed on 29/05/2016. - Dainow, R .(1986). training and education of Entrepreneurs, the current State of the literature, - journal of small business and entrepreneurship, 3(4), 10-23. - Donaldson. T..& Preston. I,.E.(1995). The Stakeholder Theory of the Corporation: Concents. Evidence, and Implications. The Academy of Management Review, 20(1), 65-91. - Doucet,L. & Hiatt-Michael,D.B. (2011,April 8-12). Outcomes of high Elert, N. , Andersson, F. W. , & Wennberg, K. (2015,March). The impact of entrepreneurship education in high school onlong-termentrepreneurial performance. Journal of Economic Behavior &Organzation, 111, 209-223 - European Reference Framework, European Communities Belgium. - Carbonar, S.(1998). Entrepreneurship Fundamental. Newyork: John Wilcy &Sons Inc. - Filion,L.J& Dolabela,F.(2007).The Making of a Revolution in Brazil: The Introduction of Entrepreneurial Pedagogy in the Early Stages of Education. Published in: Fayolle, A.(Ed.)Handbook of Research in Entrepreneurship Education,Volume 2, Cheltenham, UK/ Northampton, MA,USA,Edward Elgar. - Filion,L.J.(1994). ten steps to Entrepreneurship teaching, journal of small business and entrepreneurship, 11(3), 65-78. - Haddad, M. Ismail, R and AlHabash,L.(2011). Global Entrepreneurship Monitor (GEM) Syria Report 2009, the Syrian Development Research Centre. and the Syrian Young Entrepreneurs Association, Syria. - http//www.theentrepreneur. ae/about. Aspx entrepreneur (Dubai one program). - http://www.albankaldawli.org - Ibrahim, A. B. and K.(2002). Soufani Entrepreneurship Education and Training in Canada: A Critical Assessment, Jour nal of Education and Training, Vol. 44, No. 8/9. - Karen E.Wilson, and other. (2009). Educating the Next Wave of Entrepreneurs, Unlocking entrepreneurial capabilitie to meet the global challenges of the 21stCentury, A Report of the Gloal Education Initiative, World Economic Forum,Switzerland. - Landstr.m, Hans . (2004) . “Pioneers In Entrepreneurial Research”, In Guido Corbetta, Morten Huse And Davide Ravasi (Eds.), Crossroads Of Entrepreneurship, Boston/New York/Dordrecht: Kluwer Academic Publishers. - Matlay, H.(2008). The impact of entrepreneurship education on entrepreneurial outcomes. Journal of Small Busines and Enterprise Development, 15(2), 382-396. - Mirzanti, I.R. ,Simatupang, T. M. &Larso, D. (2015). Entrepreneurship Policy model in Indonesia. International Journal of Entrepreneurship and small business,26(4), 399-415. - O,Connor, A. (2013). A conceptual framework for Entrepreneurship Education policy: Meeting government and economic purposes, Journal of Business Venturing, 28(4), 546-563 - Omolayo B.(2009). Entrepreneurship in theory and Practice. In F. Omotosho,T.K.O.Aluko,O.I.Wale Awe and G.Adaramola(eds). Introduction to Entrepreneurship development in Nigeria. Ado-Ekiti,UNAD Press. - Ronchetti, Jan L. (2006). A n Integrated Balanced Scorecard Strategic Planning Model for Nonprofit Organizations. Journal of Practical Consulting, 1(1), 25-35. - Roudaki, J.(2009). University Students Perceptions on Entrepreneurship: Commerce Students Attitudes at Lincoln University. Journal of Accounting- Business & Management, 16(2), 36-53. - Smith,G.D.,Arnold,D.R & Bizzle, Bobby G.(1988). Business Strategy & Policy. 2nd edition, Boston: Houghton Mifflin Company. - Thompson,A.A.,Jr. and Strickland III, A.J. (1990).Strategic Management: Concepts & Cases, 5th Edition, Nomewood: Richard D. Irwin Inc. - UNESCO (February,2008).Inter-Regional Seminar On Promoting Entrepreneurship education In Secondary Schools. Final Report, Bangkok, Paris: UNESCO. - .Competencies for the future,United nation. (United nation. (2009 - Wikipedia,The free Encyclopedia, 2012a. - . AGuide to Designing a National Strategy for the Developmen.(World Bank(2004 - Zhang, H. & Zhang, Y. (2013). Psychological Characteristics of Entrepreneurship of College Students in China. Psychology,4(3), 159-164. | ||||
References | ||||
- المراجع العربیة: - إبراهیم، جمیل وحبیش، علی. (2010). نحو حضارة إسلامیة أساسها الإیمان والعلم، سلسلة قضایا إسلامیة. العدد(194). ط2. القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامیة. - إبراهیم، عصام. (2015). التعلیم الریادی مدخل لدعم توجه طلاب الجامعة نحو الریادة والعمل الحر. مجلة کلیة التربیة ببور سعید. 18، 132-177. - تقریر مصلحة الإحصاءات العامة لعام 1436هWWW.cdsi.gov.sa - جرین، باتریشیا وآخرون. (د. ت). مؤتمر القمة العالمی للابتکار فی التعلیم. - حسین، میسون. (2013). الریادة فی منظمات الأعمال مع الإشارة لتجربة بعض الدول. مجلة جامعة بابل للعلوم الإنسانیة. المجلد 21. العدد 2.ص 385- 407. - الدوری، زکریا والسعدی، یعرب. (2014). الریادة الإستراتیجیة من منظور قیمة الزبون على وفق فلسفة إستراتیجیة المحیط الأزرق. مجلة الکوت للعلوم الاقتصادیة والإداریة، (14)، 203-217. - شحاته، صفاء أحمد. (2013). تنمیة جدارات سوق العمل لدى المتعلمین فی مؤسسات التعلیم العالی من خلال سیاسات وبرامج ریادة الأعمال: رؤیة إستراتیجیة. (19) 4. 33-208. - الشمری، ترکی. (9-11/سبتمبر/ 2014). نموذج مقترح من التجارب الدولیة لأدوار الجهات فی دعم ریادة الأعمال. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - الشمیمری، أحمد والمحیمید، أحمد. (9-11/سبتمبر/ 2014). واقع تمویل مشاریع ریادة الأعمال فی السعودیة وجهة نظر خبراء ریادة الأعمال. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - العانی، وجیهة والحارثیة، عائشة. (2015). تأثیر بعض المتغیرات الدیموغرافیة على درجة امتلاک طلبة جامعة السلطان قابوس للمهارات الریادیة. مجلة العلوم التربویة. 27(2)،ص. 249-273. - عبد الهادی، إیثار وسلمان، سعدون.(2011).دور ریادة الأعمال فی التنمیة الاقتصادیة.ط2.الملتقى الدولی الثانی حول الأداء المتمیز للمنظمات والحکومات. - العتیبی، نور عبد الله. (1437). دراسة تقویمیة لمشروع التعلیم للریادة من منظور تربوی إسلامی، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة. جامعة أم القرى. - العساف، صالح. (2016). المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة. الریاض: دار الزهراء. - عوض الله، محمد عوض الله. (2014). قیاس مستوى ریادة الأعمال لدى طلاب جامعة الطائف ودور الجامعة فی تنمیتها. مجلة البحث العلمی فی التربیة- مصر . 1(15) ، ص. 549-599. - عید، أیمن عادل. (9-11/سبتمبر/ 2014). التعلم الریادی مدخل لتحقیق الاستقرار الاقتصادی والأمن الاجتماعی. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - القحطانی، سالم؛ العامری، أحمد؛ آل مذهب، معدی؛ العمر بدران. (2004). منهج البحث فی العلوم السلوکیة. ط2. الریاض: مکتبة العبیکان. - الکساسبة، محمد. (9-11/11/2008). الاستعداد للریادة: دراسة استکشافیة على طلبة الأعمال فی جامعة البتراء فی الأردن. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السنوی التاسع للمنظمة العربیة للتنمیة الإداریة" بعنوان الإبداع والتجدید فی الإدارة: الإدارة الرشیدة وتحدیات الألفیة الجدیدة" . القاهرة. مصر. - المبیریک، وفاء والجاسر، نورة. (9-11/سبتمبر/ 2014). النظام البیئی لریادة الأعمال فی المملکة العربیة السعودیة. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - محفوظ جوده وآخرون. (2004). منشآتالأعمال – المفاهیموالوظائف. الأردن: دار وائل للنشر. - المخلافی، عبد الملک. (11-12 ینایر 2017). التعلیم الحکومی لریادة الأعمال ودوره فی تحقیق أهداف رؤیة المملکة (2030): دراسة استطلاعیة على الجامعات الحکومیة فی مدینة الریاض. جامعة الملک سعود. ورقة مقدمة إلى مؤتمر دور الجامعات السعودیة فی تفعیل رؤیة 2030. - المرصد العالمی لریادة الأعمال. (2008). التقریر السنوی. https://www.gemconsortium.org/report - مصطفى، أبو بکر. (9-11/سبتمبر/ 2014). منظومة ریادة الأعمال والبیئة المحفزة لها. ورقة مقدمة إلى المؤتمرالسعودیالدولیلجمعیاتومراکزریادةالأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - معجم لسان العرب. ابن منظور. حرف الراء(رود). تم الاستخراج بتاریخ 2/9/ 1439. - منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة. (2010). نحو ثقافة للریادة فی القرن الواحد والعشرین. مکتب الیونسکو الإقلیمی للتربیة فی الدول العربیة. بیروت: المطبعة العربیة. - مهدی، سیف الدین. (9-11/سبتمبر/ 2014). متطلبات وتحدیات ریادة الأعمال بالمملکة العربیة السعودیة. ورقة مقدمة إلى المؤتمر السعودی الدولی لجمعیات ومراکز ریادة الأعمال. الریاض. المملکة العربیة السعودیة. - مؤسسة نور الحسین. (2008). کیف تؤسس مشروعک الخاص. حاضنة العقبة للأعمال. برنامج تنمیة المجتمعات المحلیة. - الموقع الإلکترونی الرسمی لرؤیة المملکة 2030http://vision2030.gov.sa - موقع ریادی http://www.riyaadi.com/ - موقع عین بوابة التعلیم الوطنیة https://ien.edu.sa - موقع وزارة الاقتصاد والتخطیط- الخطط الخمسیة العشر للتنمیة (1970-2019). https://www.mep.gov.sa / - موقع وزارة التعلیم. (2018) https://www.moe.gov.sa - ناصر، محمد والعمری، غسان. (2011). قیاس خصائص الریادة لدى طلبة الدراسات العلیا فی إدارة الأعمال وأثرها فی الأعمال الریادیة. مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادیة والقانونیة. 27(4)، ص. 139-168. - النجار، فایز والعلی، عبد الستار (2006). الریادة وإدارة الأعمال الصغیرة. الأردن: دار الحامد للنشر والتوزیع. المراجع الأجنبیة: - Barakat, S, and Hyclak, T. (2009). Entrepreneuship Education in an Entrepreneurial Community, available at http://www.cfel.jbs.cam.ac.uk/research/publications/downloads/barakat_entrepreneurship_2009.pdf
- Basu, R .(2014). Entrepreneurship Education in India, A Critical Assessment and a Proposed Framework. Technology Innovation Management Review, 4(8): 5-10.
- Bridges,C.,M. (2008). Entrepreneurship education and economy development: preparing the workforce for the twenty first century economy, master thesis, the graduated school of Clemson university.
- Competences for Lifelong Learning: Key.)2007).European Communities of Statistics (NSDS), Available at: http//siteresources. Worldbank.org/SCBINTRANET/Resources/NSD Guide-Nov04.pdf Accessed on 29/05/2016.
- Dainow, R .(1986). training and education of Entrepreneurs, the current State of the literature,
- journal of small business and entrepreneurship, 3(4), 10-23.
- Donaldson. T..& Preston. I,.E.(1995). The Stakeholder Theory of the Corporation: Concents. Evidence, and Implications. The Academy of Management Review, 20(1), 65-91.
- Doucet,L. & Hiatt-Michael,D.B. (2011,April 8-12). Outcomes of high Elert, N. , Andersson, F. W. , & Wennberg, K. (2015,March). The impact of entrepreneurship education in high school onlong-termentrepreneurial performance. Journal of Economic Behavior &Organzation, 111, 209-223
- European Reference Framework, European Communities Belgium.
- Carbonar, S.(1998). Entrepreneurship Fundamental. Newyork: John Wilcy &Sons Inc.
- Filion,L.J& Dolabela,F.(2007).The Making of a Revolution in Brazil: The Introduction of Entrepreneurial Pedagogy in the Early Stages of Education. Published in: Fayolle, A.(Ed.)Handbook of Research in Entrepreneurship Education,Volume 2, Cheltenham, UK/ Northampton, MA,USA,Edward Elgar.
- Filion,L.J.(1994). ten steps to Entrepreneurship teaching, journal of small business and entrepreneurship, 11(3), 65-78.
- Haddad, M. Ismail, R and AlHabash,L.(2011). Global Entrepreneurship Monitor (GEM) Syria Report 2009, the Syrian Development Research Centre. and the Syrian Young Entrepreneurs Association, Syria.
- http//www.theentrepreneur. ae/about. Aspx entrepreneur (Dubai one program).
- Ibrahim, A. B. and K.(2002). Soufani Entrepreneurship Education and Training in Canada: A Critical Assessment, Jour nal of Education and Training, Vol. 44, No. 8/9.
- Karen E.Wilson, and other. (2009). Educating the Next Wave of Entrepreneurs, Unlocking entrepreneurial capabilitie to meet the global challenges of the 21stCentury, A Report of the Gloal Education Initiative, World Economic Forum,Switzerland.
- Landstr.m, Hans . (2004) . “Pioneers In Entrepreneurial Research”, In Guido Corbetta, Morten Huse And Davide Ravasi (Eds.), Crossroads Of Entrepreneurship, Boston/New York/Dordrecht: Kluwer Academic Publishers.
- Matlay, H.(2008). The impact of entrepreneurship education on entrepreneurial outcomes. Journal of Small Busines and Enterprise Development, 15(2), 382-396.
- Mirzanti, I.R. ,Simatupang, T. M. &Larso, D. (2015). Entrepreneurship Policy model in Indonesia. International Journal of Entrepreneurship and small business,26(4), 399-415.
- O,Connor, A. (2013). A conceptual framework for Entrepreneurship Education policy: Meeting government and economic purposes, Journal of Business Venturing, 28(4), 546-563
- Omolayo B.(2009). Entrepreneurship in theory and Practice. In F. Omotosho,T.K.O.Aluko,O.I.Wale Awe and G.Adaramola(eds). Introduction to Entrepreneurship development in Nigeria. Ado-Ekiti,UNAD Press.
- Ronchetti, Jan L. (2006). A n Integrated Balanced Scorecard Strategic Planning Model for Nonprofit Organizations. Journal of Practical Consulting, 1(1), 25-35.
- Roudaki, J.(2009). University Students Perceptions on Entrepreneurship: Commerce Students Attitudes at Lincoln University. Journal of Accounting- Business & Management, 16(2), 36-53.
- Smith,G.D.,Arnold,D.R & Bizzle, Bobby G.(1988). Business Strategy & Policy. 2nd edition, Boston: Houghton Mifflin Company.
- Thompson,A.A.,Jr. and Strickland III, A.J. (1990).Strategic Management: Concepts & Cases, 5th Edition, Nomewood: Richard D. Irwin Inc.
- UNESCO (February,2008).Inter-Regional Seminar On Promoting Entrepreneurship education In Secondary Schools. Final Report, Bangkok, Paris: UNESCO.
- .Competencies for the future,United nation. (United nation. (2009
- Wikipedia,The free Encyclopedia, 2012a.
- . AGuide to Designing a National Strategy for the Developmen.(World Bank(2004
- Zhang, H. & Zhang, Y. (2013). Psychological Characteristics of Entrepreneurship of College Students in China. Psychology,4(3), 159-164. | ||||
Statistics Article View: 2,703 PDF Download: 1,401 |
||||