قياس اتجاهات المتسوق نحو الإرشادات الدعائية في البطاقة الغذائية وتأثيرها على القرارات الشرائية

قياس اتجاهات المتسوق نحو الإرشادات الدعائية في البطاقة الغذائية وتأثيرها على القرارات الشرائية

 

آمال بنت حسن الشاوي

 

قسم التغذية وعلوم الأطعمة، کلية الاقتصاد المنزلي، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن

الرياض المملکة العربية السعودية

ahalshawi@pnu.edu.sa

 

الملخص

 

الهدف من الدراسة هو قياس اتجاه المتسوق نحو الارشادات الدعائية المدونة على المنتجات الغذائية وعلاقتها بمدى قراءتهم واستيعابهم لمحتويات البطاقة الغذائية وتأثير الارشادات الصحية على قراراتهم الشرائية.أجريت هذه الدراسة الاستطلاعية على عينة عشوائية مکونة من 450 شخص من الذکور والإناث تتراوح أعمارهم ما بين 18 - أکبر من 60 سنة، واتضح أن نسبة 49.6 % من المشارکين ذوي الفئة العمرية 31 - 50 سنة ونسبة 85.3 % من الاناث مقارنة بالذکور، وکان المستوى التعليمي لأفراد العينة مرتفع نسبيا ليصل الى 78 % للتعليم الجامعي فما فوق وانعکس ذلک على طبيعة العمل لتشکل 53.8 % من أفراد العينة من العاملين مقارنة بغير العاملين46.2 %. سجلت الدراسة ارتفاع ملحوظ لمعرفة المستهلک لمفهوم بعض العبارات الارشادية الدعائية مثل " خال من السکر" و" خال من المحليات الصناعية" و " خال من الدهن" بنسبة 82.8، 81.7،80.6 % وبمتوسط حسابي 2.71 ± 0.67 ، 2.67 ± 0.73 ، 2.71 ± 0.64 على التوالي، في حين انخفضت معرفتهم لمفهوم عبارة " خال من الدهون المشبعة" بنسبة 16.1 %  ومتوسط حسابي  2. 1 ± 0.56 ومفهوم عبارة " خال من الصوديوم" بنسبة 21.5 % وبمتوسط حسابي 1.95± 0.70 ،وهذا يؤکد صعوبة فهم المتسوقين لمدلول العبارات ذات الصيغة العلمية الدقيقة مقارنة بالعبارات ذات الصيغة الواضحة لهم مما يؤثر ذلک على جذب المتسوقين و قراراتهم الشرائية حيث اتضح أن عبارة " غذاء صحي " لها تأثير ايجابي بنسبة 97.8 % وبمتوسط حسابي 2.99 ± 0.10.واستنتجت الدراسة وجود علاقة ارتباطية طردية بين اتجاهات المتسوقين وبين کل من العمر (0.023 ,0.041 ,0.113) والمستوى التعليمي (0.001 , - 0.092 ,- 0.086) على التوالي.کما بلغ معامل الارتباط بيرسون بين الاتجاهات وطبيعة العمل (0.003  ,0.076 , 0.054) حيث أن غالبية أفراد العينة لديهم فرص وظيفية جيدة مما کان له أثر ايجابي في معرفة المتسوقين نحو قراءة البطاقة الغذائية وفهم واستيعاب ارشاداتها الدعائية الغذائية والصحية مما يؤکد أن تلک العوامل لها علاقة إيجابية بالاتجاهات الغذائية .

 

المقدمة

 

يشهد العالم نقلة حضارية شملت کل أوجه مجالات الحياة وانعکس تأثيرها على صحة الفرد والمجتمع. لذلک نجد زيادة الاهتمام الوطني والدولي بثقافة الفرد بما فيها مجال المعرفة الغذائية والتي من أحد اهتماماتها التعريف بأهمية قراءة البطاقة الارشادية الغذائية للحصول على نمط غذائي صحي تفعيلاً لمفهوم الصحة متمثلة في اکتمال الحالة الجسمية والعقلية والنفسية مع اکتمال الحالة الاجتماعية وليس مجرد غياب المرض أو الاعاقة، حتى تتبلور منظومة المعيشة البيئية للفرد والأسرة(WHO 1965 ; WHO,2011 ).

 

وعلى الرغم من أن المعرفة الغذائية هي أحد مکونات محو الأمية الصحية، الا أنها تشکل عاملا محوريا، حيث يرتبط الغذاء الضعيف ارتباطا قويا بجميع الأمراض الرئيسة في البلدان الصناعية مما يشکل غالبية التکاليف الصحية( Harris and Wallace;2012) .

 

اشارت الکثير من الدراسات على التثقيف الغذائي لتحسين المستوى المعرفي والصحي للأفراد والمجتمعات والعمل على تقليل الاصابة بالأمراض المعتمدة على النمط الغذائي، وعلى الرغم من اتساع نطاق مبادرات التوعية التغذوية، فإنه من المستغرب قلة الدراسات تجاه تقييم مستوى المعرفة التغذوية عند المستهلک أو في مجموعات محددة أخرى، وأن تأثير المعرفة التغذوية على الغذاء المتناول لا يزال غيرواضح إلى حد کبير ,( Lee et al;2005).

 

ومـن خـلال رصـد السلوکيـات المعرفيــة الغذائيــة فــي قــراءة الافــراد للبطاقــة الغذائيــة فقــد نشطـــت الهيئـــات والمؤسســـات المحليـــة والعالميـــة لتبنـــي الاهتمـــام بالفــــرد صحيـا مـن خـلال التثقيـف والتوعية بتعريف البطاقة الغذائية وأهمية فهم بياناتها والتعرف على کيفية فهم حساب السعـرات الحــرارية والعناصــر الغذائيــة فــي الملصــق الغذائــي

  (Susan ,2006; Russell,2006  ; Basma ,2012)

 

ووضحSpronk I et al., (2014) أنه يوجد العديد من العوامل التي توثر على المعرفة التغذوية في اختيار المنتج الغذائي منها العمر والجنس والمستوى التعليمي والوضع الاجتماعي والاقتصادي. ويميل الاناث الى الحصول على مستويات أعلى من المعرفة التغذوية وقراءة البطاقة الغذائية مقارنة بالذکور Heaney et al., (2011) ويعزى هذا الاختلاف الى اهتمامهن في شراء الأغذية واعدادها مقارنة بالذکور.ويؤکد Hendrie et al.,(2008)   Adams et al.,(2009) ;أن الاشخاص ذوي المستويات الأعلى في المعرفة التغذوية هم من ذوي التعليم العالي أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي الجيد ،في حين يؤثر انخفاض المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي سلبا على المعرفة التغذوية مما يسبب أمّية صحية ضعيفة . وبين Heaney et al.,(2011)أن الذين في منتصف العمر هم الأعلى مستوى في المعرفة الغذائية والحرص على الاطلاع على البطاقة الغذائية مقارنة مع الأصغر سنا أو کبار السن.

 

أن البطاقة الارشادية الغذائية وسيلة لتوضيح المواد الداخلة في ترکيب المنتج الغذائي حيث تساعد المستهلک على التمييز والمقارنة بين مکونات المنتجات المتشابهة لاختيار الأفضل من حيث الجودة والترکيب، کما تساهم المعلومات الغذائية في البطاقة الارشادية على اختيار الأغذية الصحية لتخطيط الوجبات الغذائية للأفرادMeng et al.,(2018) ،وقد تم تحديث تشريعات وضع البطاقات الارشادية الغذائية في عامي 2012 و2013 من قبل مجلس دول التعاون الخليجي وفقا لقانون هيئة التقييس مادة رقم (GSO 2012 /2233, GSO 2013/ 9)، وتم تطبيق هذا القانون عام 2013 من قبل التشريعات للتحکم بأي مطالب تتعلق بالتغذية والصحة الخاصة بالأطعمة وفقا لمادة رقم(GSO 2013 / 2333) وتوجب على منتجي المواد الغذائية في منطقة الخليج العربي توفير المعلومات ذاتها وأن تکون الادعاءات الغذائية أو الصحية متوافقة وتتماشى مع سياسات التغذية الوطنية وتکون معتمدة من قبل برامج توعية المستهلکين لمساعدتهم على فهم المعلومات وما تعنيه لهم.

 

وأکدLisa et al.,(2015)  على أهمية معلومات البطاقة الغذائية کما وضح أن المستهلکين الذين لديهم معلومات مسبقة عنها هم الأکثر استخداما لها واعتمادا عليها في اتخاذ القرارات الصحية ،واستنتج أن الفئة العمرية للبالغين الأصغر سنا هم الأکثر فهما واستخداما لها .وعلى الرغم من أن المتسوقين يهتمون باختيار المنتجات الغذائية عند الشراءإلا أن بعض معلومات البطاقات الغذائية معقدة لدرجة انه احيانا يصعب وصول المعلومة للمستهلکبسهولة وأنها تخدم المختصين في مجال الغذاء والتغذية (Golan, et al,2007  ;Hieke and Taylor , 2012).

وبين کل من (Roberto et al,.(2014); Lin et al(2004 أهمية ترکيز البحوث على تحسين قدرة البطاقة الارشادية الغذائية على جذب انتباه المستهلک والحد من عدم فهمهم المعلومات الرقمية بها وکتابتها بصورة أبسط وأکثر وضوحا. وحيث أنه من المفترض أن يکون لدى الفرد بعض المعارف الأساسية للتغذية لتوجيه اختياراته الغذائية، فإن برامج التوعية الغذائية التي ترکز فقط على المعرفة بالحقائق بدلا من المعرفة العملية قد تکون أقل فعالية في التغير الغذائي. 

 

وبينSpronk et al.,(2014)  أن للتوعية الغذائية دور محوري في اعتماد عادات غذائية صحية وأن صغار السن البالغين هم الأکثر حرصا على التثقيف الغذائي، کما تبين أن عينة الدراسة من الأسر ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتوسط کانوا ينظرون الى المنتجات ذات السعرات الحرارية الأعلى أنها هي الأفضل صحيا کما أن لديهم ضعف في فهم بعض المفاهيم والمصطلحات التي تساهم في تحسين اختياراتهم الغذائية.

 

کما اتضح من نتائج دراسةLarry(2012) أن الأم الأمريکية بالولايات المتحدة الأمريکية تلعب دورا قياديا في مجال التغذية تنبثق عن مسؤولياتها التقليدية المؤثرة على السلوکيات التغذوية المتبعة وأن الحالة الغذائية للنساء تتأثر کثيراً بعوامل عديدة منها المستوى الثقافي والعلمي والوضع الاجتماعي الى جانب الدخل.

 

ومما لاشک فيه أن فهم المستهلک لمعلومات البطاقة الغذائية يتأثر بعدة عوامل منها طريقة عرض المعلومات بشکل واضح وترتيبها حسب العناصر الغذائية الکبيرة (کربوهيدرات، بروتين، دهون) ومن ثم ادراج بقية العناصر بحيث تکون مرتبة في مجموعات متماثلة ما عدا الکولسترول والألياف) وتحديد حجم الخط المکتوب به تلک المعلومات (( Cooke and Papadaki,2014.

 

واستنادا الى قوانين ولوائح وزارة الزراعة الامريکية  USDA وادارة الغذاء والدواء الأمريکية FDA(2014) فقد بينت الهيئة العامة للغذاء والدواء المعلومات التي يلزم کتابتها على المنتج الغذائي وشروط کتابتها بحيث تخدم المتسوقين وفهمهم للبطاقة الارشادية الغذائية بکل يسر وسهولة وذلک لتحسين القيمة التغذوية للمنتجات الغذائية ورفع مستوى الوعي بالغذاء الصحي لتعزيز أنماط التغذية الصحية في المجتمع.

 

کما عملت ادارة الغذاء والدواء الأمريکية في عام 2016 على تحديث قائمة المکونات الغذائية في البطاقة الارشادية الغذائية لضمان حصول المستهلکين على المعلومات الغذائية التي يحتاجونها للتعريف بالمنتج ومکوناته، کما تم تغيير حجم الخط لبعض المعلومات الهامه وهي السعرات الحرارية وحجم الحصة الواحدة وعدد الحصص في العبوة الواحدة، بالإضافة الى ضرورة الافصاح عن الکمية الفعلية للمنتج والنسبة المئوية لکل من فيتامين (د) والکالسيوم والحديد والبوتاسيوم ،أما الاعلان عن بقية الفيتامينات والاملاح المعدنية فيمکن تضمينها على أساس طوعي. کما تم تغيير القيمة الغذائية اليومية (% Dietary Value) في البطاقة الارشادية الغذائية لتساهم في اتباع نظام غذائي يومي يعتمد على 2000 سعر حراري في اليوم حيث أنها المرجع لحساب العناصر الغذائية التي يجب عدم تجاوزها وتساعد المستهلک لفهم المعلومات الغذائية التي يحتاجها خلال اليوم. کما أکدت FDA على أهمية استمرار کتابة أنواع الدهون (الدهون الکلية- الدهون المشبعة- الدهون المحولة) أکثر من کمية السعرات الحرارية الناتجة من الدهون. بالإضافة الى کتابة کمية السکر المضاف لمجموع الکربوهيدرات.

 

وأوضح Anthony(2002) في دراسته أن کثير من عامة الناس البالغين غير المتخصصين في التغذية لديهم ضعف في معرفة محتوى المنتج الغذائي من السعرات الحرارية والأملاح المعدنية والفيتامينات وأنواع الدهون وأکد على ضرورة التثقيف المستمر لجميع الأعمار حسب احتياجات المجتمع المتغيرة لما للعادات من تأثير على اختيارات الأفراد.

 

واستنتج Dallongeville et al., (2001) من دراسته في فرنسا مدى تأثير المعرفة الغذائية بمعلومات البطاقة الغذائية للأشخاص ذوي العمر ما بين 30 -50 سنة والمعرضين للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الذين أکدوا دورها في تحسين اختياراتهم حيث أنها تؤثر على السلوک الغذائي ونمط حياتهم.

 

کما درس Wendy et al.,(2012)  مدى فهم المستهلک الاستراليين لمصطلح الطاقة ومرادفاته المدونة على غلاف المنتج الغذائي وما اذا کان معنى عالي السعرات الحرارية يعني الخيار الأفضل صحيا ، واستنتج أن 40% من البالغين لديهم معرفة أن الطاقة مرادف للکيلو جول وهي السعرات الحرارية أيضا وأن 49% ليس لديهم المعلومة الصحيحة في حين أن 11% غير متأکدين من الاجابة ،کما أن 18% من العينة يحرص على قراءة السعرات الحرارية في البطاقة الارشادية الغذائية في حين 37% لا يقرأون البطاقة الغذائية نهائيا أثناء شراء المنتجات.

 

ويؤکد Peter (2005) أن المستهلک لا يميزون بوضوح بين محتويات المنتج الغذائي ومکوناته من العناصر الغذائية وبين الارشادات الدعائية الصحية ،کما وضح أن استخدام الارشادات الغذائية الصحية تحسن من نوعية الخيارات الغذائية والمعرفة بعلاقة النظام الغذائي بالأمراض Dario et al,2010)).

 

وأوضح Williams et al, (2012)  في دراسته أن وعي الأمهات الغذائي يؤثر على التنوع الاستهلاکي للأسرة في اختيار الأغذية المناسبة لهم اعتمادا على فهم مصطلحات وبيانات البطاقة الارشادية الغذائية. کما أکد أن المستوى التعليمي لديهن له دور فعال في تثقيف الأطفال في اختياراتهم مما يعکس ذلک على تحسين صحة الأفراد والمجتمع.

 

وهناک بعض العبارات الغذائية المدونة على المنتجات الغذائية والتي يستدل بها المتسوق للحصول على اختياراته بالرغم من أن الکثير منهم لا يفهم ما هو معناها العلمي وبالتالي يصعب على المتسوقين الاستفادة منها.FDA, 2014))، ومن تلک العبارات ما يختص بتاريخ الصلاحية مثل عبارة "يستخدم خلال use by" والتي تعني أن يستخدم المنتج خلال الفترة المدونة مع اتباع تعليمات ما بعد الفتح والحفظ لسلامة المنتج من الفساد ،وان تم فتح المنتج فيستخدم خلال فترة أقصر يتم توضيحها على المنتج ولا يستخدم بعدها نهائيا لفساد المنتج وخطورته ،ومن تلک المنتجات الاسماک المدخنة ومنتجات اللحوم.

 

أما العبارة "يستخدم قبل Best before" فهي تعبر عن تاريخ الجودة للمنتج وليست سلامة المنتج حيث لا يعني انتهاء تاريخ الانتاج يعني فساد المنتج ولکن تنخفض جودته من حيث القيمة الحسية (الطعم والملس) مثل الأغذية المجففة والمعلبة والمجمدة( Carla et al,2017) .

 

أما بالنسبة للمعلومات الغذائية فإن عبارة "مرتفع الدهون " تعني أن المنتج يحتوي على أکثر من17.5جم دهن / 100 جم من وزن المنتج. وعبارة " منخفض الدهون " تعني احتواءه على 3 جم أو أقل /100 جم، وکذلک عبارة "مرتفع الدهون المشبعة " تعني إذا کان المنتج يحتوي على أکثر من 5 جم دهون مشبعة/100جم من وزن المادة الغذائية، في حين أن "منخفض الدهون المشبعة" يعني أنه يحتوي على 1.5 جم دهون مشبعة أو أقل / 100 جم.

 

کما أن عبارة " غير محلى unsweetened، وبدون اضافة سکر No sugar added" تعني أنه لم تتم اضافة سکر أو محليات للمادة الغذائية ولکن هذا لا يعني خلو المادة من السکريات في ترکيبها ويمکن أن يکون المنتج له طعم حلو مثل الفواکه ومنتجات الالبان. أما عبارة "خفيف light or lite " تعني أن هذا المنتج تم تخفيف أحد مکونات الى أقل من 30 % على الأقل مقارنة بالمنتج الأساسي المنتج من نفس المصدر.

 

أوضح Gill and Lynn.,(2005) مدى التأثير الجذاب للإرشادات الدعائية الصحية مثل " يساعد على الحفاظ على صحة القلب " أو "يساعد على الهضم" أو " غذاء صحي" على المتسوقين عند اختيار المنتج دون الترکيز على قراءة وفهم المکونات في البطاقة الغذائية  مما يؤکد أهمية الاستناد  الى مصدر علمي معتمد يضمن صحتها للفرد والمجتمع.

 

وانطلاقاً من أهمية التعرف على الوعي الغذائي للمتسوقين البالغين من الذکور والاناث في مدينة الرياض لرصد مستوى الوعي والثقافة الغذائية هدفت الدراسة استطلاع اراء واتجاهات المتسوقين نحو قراءة البطاقة الارشادية الغذائية الملصقة على المنتج الغذائي و مدى معرفة المعلومات والمفاهيم المدونة عليها واستيعاب المعلومات الدعائية الصحية الغذائية وعلاقاتها  ببعض العوامل الديموغرافية کالعمر والمستوى التعليمي وطبيعة العمل والجنس ،الأمر الذي يؤثر في اختيارات الأفراد للمنتج قبل الشراء لتأمين صحة الأفراد مع الکشف عن أهم التحديات التي واجهت عينة البحث من أجل وضع بعض المقترحات کإرشادات تسهم في تفعيل دور الفرد المحوري تغذوياً من أجل تحقيق جودة صحية.

 

 

 

المواد والطرق

 

مجتمع وعينة البحث:

تم اختيار عينة البحث عشوائيا في مدينة الرياض وقد بلغ حجم العينة 450 فرد من الذکور والاناث الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 - أکبر من 60 سنة.

 

جمع البيانات:

تم جمع البيانات عن طريق استبيان يحتوي على الأسئلة التي تحقق أهداف الدراسة للتعرف على الوعي الغذائي للمستهلکين البالغين من الذکور والاناث في مدينة الرياض لرصد مستوى الوعي والثقافة الغذائية و استطلاع ارائهم واتجاهاتهم نحو قراءة البطاقة الارشادية الغذائية الملصقة على المنتج الغذائي و مدى معرفة المعلومات والمفاهيم المدونة عليها واستيعاب المعلومات الدعائية الصحية الغذائية وعلاقاتها  ببعض العوامل الديموغرافية کالعمر والمستوى التعليمي وطبيعة العمل والجنس ،الأمر الذي يؤثر في اختيارات الأفراد للمنتج قبل الشراء لتأمين صحة الأفراد مع الکشف عن أهم التحديات التي واجهت عينة البحث لوضع بعض المقترحات کإرشادات تسهم في تفعيل دور الفرد المحوري تغذوياً لتحقيق جودة صحية.تم إجراء اختبار الصدق وذلک بتحکيم الاستبانة من قبل مجموعة من المحکمين في مجال التخصص .

 

اشتمل الاستبيان على أربعة أقسام: يتناول القسم الأول منها الخصائص الديموغرافية (الفئة العمرية، الجنس، طبيعة العمل، المستوى التعليمي) ويشمل الجزء الثاني معرفة أفراد العينة للعبارات الإرشادات الدعائية الغذائية المدونة في البطاقة الارشادية الغذائية، والجزء الثالث يبين تأثير الإرشادات الدعائية الصحية المدونة في البطاقة الغذائية على قرارات المستهلک الشرائية ، أما الجزء الرابع يوضح نسبة اتجاهات المتسوقين نحو البطاقة الإرشادية الغذائية.

 

تحليل البيانات:

تأخذ هذه الدراسة منحنى استقصائي لدور الحالة العمرية والتعليمية بين قراء البطاقة الارشادية الغذائية حيث تم استخدام برنامج التحليل الاحصائي (SPSS 0.17) في تحليل البيانات واستنتاج النسب المئوية والتکرارات والمتوسطات. کما تم استخدام معامل ارتباط بيرسون لقياس مدى ارتباط بعض الصفات الشخصية کمتغيرات مستقلة مع اتجاهات أفراد العينة کمتغير تابع معتمدا على مقياس Likert scale الخماسي في قياس آراء واتجاهات أفراد العينة نحو البطاقة الارشادية الغذائية. واستخدم اختبار t- test لتحليل الفروق بين اجابات افراد العينة حسب متغير الجنس مع اتجاهات المتسوقين نحو البطاقة الإرشادية الغذائية.

 

النتائج والمناقشة

 

يوضح جدول (1) نسبة الخصائص الديموغرافية لأفراد العينة (n=450) من البالغين (18 - 79 سنة) في مدينة الرياض حيث شکلت الغالبية العظمى لعينة الدراسة من الفئة العمرية (31 -50 سنة) الأعلى بنسبة 49.6%. في حين تقاربت اعداد الفئة العمرية (21 -30 سنة) والفئة العمرية (51 - 60 سنة) بنسبة 19.8 % و19.6 % على التوالي. کما کانت اقل فئة عمرية مشارکة في الدراسة من الفئة ذات العمر الأکبر من 60 سنة بنسبة 3.3%.

 

وشکلت نسبة الاناث النسبة الأعلى 85.3 % مقارنة بنسبة الذکور 14.7% ،ويرجع ذلک لکون معظم من قام بجمع البيانات من الاناث مما تسبب في زيادة استجابة الاناث عن الذکور، وکان المستوى التعليمي لأفراد العينة مرتفعا نسبيا حيث شکلت نسبة التعليم الجامعي 56.4% والدراسات العليا 21.6% والثانوي بنسبة 18.9 % ،ويرجع ارتفاع نسبة المتعلمين بين أفراد العينة لتفهم ذوي المستويات التعليمية العليا لأهمية البحوث ونتائجها على مستوى ثقافة المجتمعات ،وقد انعکس ارتفاع المستوى التعليمي لعينة الدراسة على طبيعة العمل التي يعملون بها حيث کان هنالک 53.8% من الموظفين سواء بالقطاع الحکومي أو الخاص ، في حين شملت فئة المتقاعدين وغير الموظفين 32.6 % وشکل الطلاب حوالي 13.6% من أفراد العينة.

 

أما بالنسبة الى مدى معرفة المتسوقين للعبارات الارشادية الدعائية الغذائية المدونة في البطاقة الارشادية الغذائية يبين جدول (2) تقارب ملحوظ في نسبة المعرفة للمتسوقين لمفهوم عبارة " يستخدم خلال" حيث اتضح أن 39.8 % بمتوسط حسابي 2.23 ±0.72 لديهم المعرفة بأنه يجب استهلاک الغذاء خلال التاريخ المدون على المنتج لضمان سلامة المنتج مع اتباع تعليمات حفظه واستهلاکه بعد الفتح لخطورة تغيير مکوناته غير الظاهرة للمستهلک، في حين أن 43.0 % لم يتمکنوا من ذلک. کما سجلت الدراسة ارتفاع نسبة معرفة أفراد العينة لمفهوم عبارة " يستخدم قبل" بنسبة 75.3 % وبمتوسط حسابي 2.60 ±0.74  مقارنة ب 9.7 % ممن لم يکن کتابة تاريخ الصلاحية ذو مدلول واضح لفترة الاستخدام.

 

کما اتضح أن هناک ارتفاع ملحوظ في نسبة معرفة افراد العينة لمفهوم العبارات التالية " خال من السکر " و " خال من المحليات الصناعية" و " خال من الدهن" بنسبة82.8  ، 81.7  ، 80.6  % وبمتوسط حسابي 2.71 ± 0.67 ، 2.67 ± 0.73 ، 2.71 ± 0.64 على التوالي مقارنة بمن لا يعرف .وحيث أن هذه العبارات تحاکي أفراد المجتمع فأنها توحي للقارئ المعنى العام لخلوها التام من هذا المرکبات دون معرفتهم بالنسب العلمية المحدد  لهذا المفهوم.

 

وحيث کانت أغلب الفئة العمرية لعينة البحث هي من فئة البالغين صغار السن ذوي معرفة تعود الى مستواهم التعليمي والوظيفي فقد انعکس ذلک على نسبة معرفتهم لمفهوم العبارات التالية " خال من الکولسترول " و "غذاء منخفض السعرات " و " الغذاء غير مملح "والذي ارتفع ارتفاعا ملحوظا بنسبة62.4  ، 54.8 ، 69.9  % على التوالي، في حين نجد انخفاض ملحوظ في معرفتهم مفهوم عبارة " خال من الدهون المشبعة" بنسبة 16.1 %  ومتوسط حسابي 2. 1 ± 0.56  ومفهوم عبارة " خال من الصوديوم" بنسبة 21.5 % وبمتوسط حسابي 1.95± 0.70 حيث ان هذه العبارات تحمل معنى علمي دقيق في مجال التخصص التغذوي مما يؤدي الى صعوبة ادراک معناها الدقيق ،وهذا يتوافق مع دراسة Hieke and Taylor et al., 2012).

 

وسجلت الدراسة مدى تأثير أفراد العينة بما هو مدون على المنتج الغذائي من ارشادات صحية تجذبهم لاختيار المنتج مقارنة بما هو مماثل له وتؤثر على قراراتهم الشرائية جدول (3). وقد اتضح أن عبارة " غذاء صحي " لها تأثير ايجابي على المتسوقين في اختيارهم المنتجات بنسبة 97.8 % وبمتوسط حسابي 2.99 ± 0.10 وکذلک عبارة " مفيد للرجيم والحميات" و عبارة "مفيد لمرضى السکر" لها تأثير ايجابي بنسبة 83.9، 86.0 % بمتوسط حسابي 2.78 ± 0.53 و 2.81 ± 0.52، في حين أن عبارة " يساعد على الهضم" لم يکن لها تأثير ملحوظ على المتسوقين حيث سجلت نسبة الذين تأثروا بها 14.0 % بمتوسط حسابي 2.45 ± 0.73 .

 

وهذا يؤکد على أهمية أن تکون الارشادات الصحية المدونة على المنتج ذات أساس علمي صحيح مثبت ومعتمد من مصادر متخصصة لأنها ستؤثر صحيا على المستهلکين من أفراد المجتمع.وقد أکد Meng et al., (2018) أهمية استخدام البطاقة الغذائية لدورها في مساعدة المتسوقين للتمييز والمقارنة بين مکونات المنتجات المتشابهة في اختيار الأفضل صحيا.

      

ويبين لنا جدول (4) نسبة اتجاهات المتسوقين نحو المعلومات المدونة في البطاقة الارشادية الغذائية والذي يعکس نسبة قراءتهم  للبطاقة الارشادية الغذائية وفهمهم واستيعابهم للمعلومات المدرجة بها، حيث اتضح أن غالبية أفراد العينة 92.00% يقومون بشراء المنتجات الغذائية بأنفسهم مقارنة ب 8 % ممن يعتمدون على الآخرين لشراء ما يتناولونه من أغذية، ولديهم معرفة عامة بمفهوم البطاقة الارشادية الغذائية مما يجعل 77.3% منهم يمکنهم التعرف على جودة المنتج من خلال الاطلاع على البطاقة الملصقة على المنتج وحرصهم على قراءة تاريخ الصلاحية للمنتج قبل الشراء بنسبة أکثر من 94% مقارنة بمن لا يقرأون البطاقة الارشادية 6% . وهذا يؤکد حرص المتسوقين على فهم التفاصيل المدونة في البطاقة لاختيار المنتجات المناسبة من حيث مکونات المادة الغذائية وجودتها وتاريخ الصنع والصلاحية بالإضافة الى مناسبتها لعمر المتناولين لها.

 

کما اتضح في الجدول نسبة اتجاهات المتسوقين نحو فهم المعلومات المدونة في البطاقة الارشادية الغذائية، حيث أن أغلب المتسوقين يقرؤون البطاقة الغذائية لتساعدهم في اختيار الغذاء الصحي للجسم بنسبة تتراوح الى 95%، واتضح ذلک خلال مقارنة المتسوقين بين المنتجات الغذائية لاختيار المناسب منها للحصول على السعرات الحرارية المرغوبة بنحو 81%.

 

وسجلت الدراسة مدى حرص المتسوقين على فهم البطاقة الارشادية لشراء المنتج ذو الجودة الأعلى حسب المواصفات التي وضعتها هيئة الغذاء والدواء والتي تجاوزت 79% وذلک بعد المقارنة بين الشرکات من حيث الجودة والسعرات الحرارة والوزن والتکلفة المادية وبالتالي الاستفادة منها في تخطيط الوجبات الغذائية للحميات بنسبة 88.8%، حيث تبين أن نسبة الأفراد الذين يشترون المنتجات الغذائية الأرخص سعراّ دون الاهتمام بجودة المنتج نحو 27% فقط من اجمالي عينة الدراسة.

 

وتبين أن 71.1 % لديهم القدرة على التعرف على الکمية التي تزودها الحصة الواحدة من المنتج من الکربوهيدرات والبروتين والدهون ويؤکد ذلک نسبة المستوى التعليمي والثقافي المرتفع لعينة الدراسة في معرفتهم للمعلومات دقيقة التخصص والتي بدورها تخدم أفراد الأسرة في توفير وجبات غذائية تتناسب مع مراحل العمر المختلفة واحتياجاتهم من العناصر الغذائية بدون أن يکون لها تأثير سلبي على صحتهم.

 

أما من حيث نسبة اتجاهات خيارات المستهلک نحو الإرشادات الدعائية الغذائية فقد اتضح تقارب نتائج عينة الدراسة لمن لديهم القدرة على معرفة الاعلانات الدعائية المدونة في البطاقة الغذائية مقارنة بغير القادرين على التعرف عليها وذلک بنسبة 36.5% و35.8 على التوالي. ومن النظر في اجابات افراد العينة يبرز لنا أن 28.4% يختار الغذاء المکتوب علية "قليل الدهن " بعد التأکد من نسبة الدهن في ترکيب المنتج النهائي، في حين أن 50.6% لا يتحققوا من نسبة الدهن الکلية في المنتج ويعتمدون على وجود جملة "قليل الدهن" في اختيارهم للمنتج. کما أن هناک نسبة 28.5% من أفراد العينة هم الذين يرکزون على معرفة نسبة السعرات الحرارية الناتجة من الدهون الکلية قبل شراء المنتج مقارنة ب 50 % الذين يعتمدون على وجود جملة "قليل الدهن".

 

واتضح أن 32.9 % من أفراد العينة يعملون على حساب نسبة السکر الداخلة في ترکيب المنتج کامل دون الاعتماد على جملة "خال من السکريات المضافة أو السکريات الصناعية"، في حين أن 47.3% يشترون المنتج معتمدين على وجود جملة "خال من السکريات أو خال من السکريات الصناعية "دون التحقق من نسبة السکريات في ترکيب المنتج قبل شراؤه. کما بينت نتائج الدراسة أن 30.5% من أفراد العينة يتأکدون من نسبة السکريات الکلية الداخلة في ترکيب المنتج لحساب السعرات الحرارية دون الاعتماد على جملة خال من السکريات المضافة المکتوبة على المنتج.

 

ونستنتج من ذلک أن نسبة الأفراد المتعلمين تعليما جامعيا وذوي الخبرة في مجال الغذاء والمثقفين تغذوياً لديهم القدرة على استيعاب وتفسير البطاقة الغذائية وفهم بياناتها بدقة في حين أن هناک صعوبة في استيعاب بعض البيانات المدونة في البطاقة الارشادية الغذائية لعامة الناس حيث يعتمد أغلب المتسوقين على الجمل الجاذبة للمستهلک دون التحقق من مدى دقة نسب المکونات للمنتج مما يؤکد حاجة المجتمع لتنمية قدرته على فهم البطاقة الارشادية الغذائية واکتساب مهارة شراء الأغذية الصحية، تتفق نتائج الدراسة مع ( Spronk et al., 2014) الذي أکد على أن المستوى التعليمي له أثر في تحسين المعرفة التغذوية والتي بدورها تنعکس على اختيارات الأفراد لمنتجاتهم الغذائية

 

ويشير الجدول (5) الى تأثير الخصائص الديموغرافية على اتجاهات المتسوقين نحو البطاقة الارشادية الغذائية حيث وجد علاقة ارتباطية طردية بين اتجاهات المتسوقين وبين العمر وقد بلغ معامل الارتباط (0.023 ,0.041 ,0.113 ) على التوالي , حيث ارتفعت نسبة معرفة افراد العينة بقراءة البطاقة الارشادية وفهم المعلومات المدونة عليها کما ازداد استيعابهم للإرشادات الدعائية الغذائية بازدياد العمر ، ويظهر ذلک   في  ان اغلب افراد  العينة الذين تتراوح اعمارهم ما بين 31-50 سنة والتي بلغت اکثر من 50% مما يؤکد ان زيادة  العمر له علاقة ايجابية  بالاتجاهات الغذائية ،وأکد ذلک کل منInge 2014;Heanye; et al 2011)  ) في أن الاشخاص البالغين منتصف العمر هم الأعلى مستوى في المعرفة الغذائية والأکثر حرصا على الاطلاع على البطاقة الارشادية الغذائية مقارنة مع الأصغر سنا وکبار السن، کما وجد علاقة ايجابية بين اتجاهات المتسوقين والمستوى التعليمي حيث بلغت معامل الارتباط  (0.001 , - 0.092 ,- 0.086 ) على التوالي. ويتضح من ذلک ان هناک اساس معرفي لدى المتسوقين حيث ان اغلب افراد العينة حاصلين على مستوى تعليمي مرتفع والبعض لديهم اهتمام في مجال الغذاء والتغذية مما ادى الى زياد استيعابهم للإرشادات الدعائية الغذائية، واتفقت نتائج هذه الدراسة مع ما توصل له (Adams , et al 2009; Hendrie, et al 2008) الذين أکدوا أن الأشخاص ذوي المستويات الأعلى في المعرفة التغذوية هم من ذوي التعليم العالي.

 

کما بلغ معامل الارتباط بين الاتجاهات وطبيعة العمل (0.003 ,0.076 , 0.054 ) حيث ان غالبية افراد العينة لديهم فرص وظيفية جيدة مما کان له اثر ايجابي في اتجاهات المتسوقين لقراءة البطاقة الارشادية وفهم معلوماتها واستيعاب الارشادات الدعائية من اجل اختيار افضل المنتجات الغذائية الصحية وهذا ما أکده spronk 2014;Hendrie 2008)) في أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الجيد يزيد من المعرفة التغذوية والحرص على فهم واستيعاب البطاقة الغذائية للحصول على مستوى صحي جيد، في حين يؤثر انخفاض المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي سلبا على المعرفة التغذوية.

 

يوضح جدول (6) تأثير اختلاف الجنس على اتجاهات المتسوقين نحو البطاقة الارشادية الغذائية حيث ظهر ارتفاع طفيف غير معنوي في متوسط اتجاهات المتسوقين الاناث مقارنة بالذکور في معرفتهم لقراءة محتويات البطاقة الارشادية (0.747± 3.90،0.792 ±3.80( على التوالي ،وکذلک فهمهم للمعلومات المدونة فيها (0.784 ±3.49 ، 0.824  ±3.33 ( والتي توضح للمتسوقين کل ما يتعلق بمحتويات العبوة الغذائية وکمياتها وما تحتويه المادة الغذائية من عناصر غذائية وسعرات حرارية.وهذا ما يتفق مع Cooke and Papadaki (2014)  في أهمية فهم معلومات البطاقة وأنه يتأثر بعدة عوامل منها طريقة عرض المعلومات بشکل واضح وترتيبها حسب العناصر الغذائية. في حين ظهر انخفاض طفيف غير معنوي في متوسط اتجاهات المتسوقين الاناث مقارنة بالذکور في استيعابهم للإرشادات الدعائية الغذائية (1.02±3.23 ، 3.32 ± 1.01 ( على التوالي وهذا ما أکده Heaney,et al;(2011) أن الجنس من العوامل التي تؤثر على المعرفة التغذوية في فهم واستيعاب البطاقة الارشادية الغذائية.

 

وقد بلغت قيم معامل اختبارT(- 1.05، 1.050-، 0.676) في اتجاهات المتسوقين نحو قراءة البطاقة الارشادية وفهم المعلومات المدونة عليها واستيعاب المعلومات الدعائية على التوالي، ويتضح من ذلک أنه لم تؤثر ارتفاع نسبة مشارکة الاناث في عينة البحث .385% عن الذکور14.7% على اتجاهاتهم نحو البطاقة الارشادية ويرجع ذلک الى ارتفاع مستوى الثقافة الغذائية والصحية لدى الجنسين وتساوى فرص العمل.

 

وهذا يتوافق مع دراسة Larry 2012  و Spronk et al., 2014) وWilliams et al.,2012) حيث اظهرت اهتمام الاسر بالاختيارات الغذائية کما اوضحت دور الام على السلوکيات التغذوية المتبعة في الأسرة وان الثقافة الغذائية لدى النساء تتأثر بعدة عوامل منها المستوى التعليمي والوضع الاجتماعي والاقتصادي. وعلى ضوء النتائج السابقة يتضح أن الأفراد القائمين على شراء المنتجات الغذائية لديهم اهتمام في الاطلاع وقراءة البيانات المدونة في البطاقة الغذائية لتخدم الفئة العمرية والحالة الصحية بما يجعلهم في مأمن من امراض العصر وحفاظاً علي مجتمع ذو مستوي صحي جيد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخاتمة

استنتجت الدراسة الاستطلاعية التي أجريت على 450 شخص من الذکور والاناث أن هناک صعوبة في فهم المتسوقين لمدلول العبارات ذات الصيغة العلمية الدقيقة مقارنة بالعبارات ذات الصيغة الواضحة لهم مما يؤثر ذلک على جذب المتسوقين و قراراتهم الشرائية، کم استنتجت وجود علاقة ارتباطية طردية بين اتجاهات المتسوقين نحو الإرشادات الدعائية المدونة على المنتجات الغذائية وبين کل من العمر والمستوى التعليمي وطبيعة العمل

 

التوصيات

 

       بناء على أهمية قراءة وفهم المعلومات المدونة على البطاقة الارشادية الغذائية والارشادات الغذائية والصحية لما لها من صلة قوية في محو الأمية الصحية والحد من الامراض المزمنة، يوصى الباحث بالتالي:

 1. إجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال خاصة الدراسات التتبعية

2. اقامة حملات توعية غذائية صحية لتوجيه المستهلک نحو الخيارات الأفضل تغذويا

3. تثقيف المستهلک على کيفية فهم بيانات البطاقة الارشادية الغذائية والتعرف على المعلومات الدعائية للمنتج

4. تثقيف وتدريب الأطفال والطلبة على قراءة بيانات المادة الغذائية قبل شرائها أو تناولها

 

 

جدول (1) الخصائص الديموغرافية للبالغين (18 - 79 سنة) في مدينة الرياض %

 

  المصدر: البيانات الميدانية (2018)

 

 

جدول (2) مدى معرفة المتسوق للعبارات الارشادية الدعائية الغذائية المدونة في البطاقة الارشادية الغذائية

-          المقياس، أعرف = 3، لا أعرف = 2، غير محدد = 1.

-          العبارات الإرشادية = رقم 1-2-13

-          العبارات الدعائية الغذائية= رقم 3:12

 

جدول (3) تأثير الإرشادات الدعائية الصحية المدونة في البطاقة الغذائية على قرارات المتسوقين الشرائية للمنتجات الغذائية (ن = 450)

   المقياس (دائما = 3، أحيانا = 2، نادرا = 1)

 

 

جدول (4) نسبة اتجاهات وممارسة سلوک المتسوق نحوالبطاقة الارشادية الغذائية (ن = 450)

 

 

تکملة جدول (4) نسبة اتجاهات وممارسة سلوک المتسوق نحوالبطاقة الارشادية الغذائية

 (ن = 450)

المصدر: البيانات الميدانية (2018)

 

جدول (5) تأثير الخصائص الديموغرافية على اتجاهات المتسوقين نحو البطاقة الارشادية الغذائية

 المصدر: البيانات الميدانية (2018)                

** وجود دلالة احصائية أقل من 0.01  

 

 

جدول (6) تأثير اختلاف الجنس على اتجاهات المتسوقين نحو البطاقة الارشادية الغذائية

المصدر: البيانات الميدانية (2018)                      

**وجود فروق ذات دلالة احصائية ≤ 0

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

 

Adams, R; Appleton, S; Hill, C; et al. (2009):

Risks associated with low functional health literacy in an Australian population. Med J Aust 191, 530–534.

 

Anthony Worsley(2002):

Nutrition knowledge and food consumption: can nutrition knowledge change food behaviour?. Asia Pacific J ClinNutr 11(Suppl): S579–S585

 

Basma S.M.S. (2012):

Impact of Actinidia Deliciosa (Kiwi)on colon cancer induced in rats. Thesis PhD. In science biochemistry and nutrition.Ain Shams University

 

Canadian Food Inspection Agency (CFIA) (n.d):

Retrieved fromhttp://www.inspection.gc.ca/food/labelling/food-labelling-for-consumers

 

Carla ,G. D; Rafaela, C. P; Camila, T. R. P; Felipe, S. M; Michel ,C. A.P; (2017):

Food bar labels: consumer behaviour and veracity of the available information, Braz. J. Food Technol. vol.21.

 

 

 

 

Cooke, R &Papadaki ,A. (2014):

Nutrition label use mediates the positive relationship between nutrition knowledge and attitudes towards healthy eating with dietary quality among university students in the uk. Appetite; 83:297–303.

 

Dario, G; Simonetta, B; Claus, V; Claudia, E. G; Giulia, S; and Kurt, W (2010):

Evaluating food front-of-pack labelling: a pan-European survey on consumers’ attitudes toward food labelling.Int J Food SciNutr, Early Online: 1–10 ,Informa UK Ltd. DOI: 10.3109/09637486.2013.854743

 

Dallongeville, J; Marecaux, N; Cottel ,D; and Bingham ,A. (2001):

Association between nutrition knowledge and nutritional intake in middle-aged men from Northern France. Public Health Nutr 4, 27–33.

 

Food And Drug Administration – FDA. (2013):

Food Labeling Guide. Silver Spring: U.S. Food And Drug Administration,.Available at: www.fda.gov/FoodLabelingGuide

 

Food and Drug Administration (FDA)(2014):

Food Labeling, Food: designation of ingredients. 21 C.F.R.101.4.

 

Gill ,C; and Lynn, S. (2005):

Consumer understanding and use of nutrition labelling: a systematic review Public Health Nutrition: 8(1), 21–28.

Golan, E; Kuchler, F ;and Krissoff, B.(2007):

Do food labels make a difference? Amber Waves, ERS, USDA ;5:10–17

 

Harris, J.R & Wallace, R.B (2012):

The Institute of Medicine's new report on living well with chronic illness. Prev Chronic Dis 9, E148.

 

Heaneym S; O'Connor ,H; Michael, S; et al. (2011):

Nutrition knowledge in athletes: a systematic review. Int J Sport NutrExercMetab 21, 248–261

 

Hendrie, G; Coveney, J; and Cox D. (2008):

Exploring nutrition knowledge and the demographic variation in knowledge levels in an Australian community sample. Public Health Nutr 11, 1365–1371

 

Hieke, S; & Taylor, C.R. (2012):

A critical review of the literature on nutritional labeling. Journal of Consumer Affairs;46(1):120–156

 

Larry, F. (2012):

Family nutrition: Parenting and family life. FCS8869. Family Youth and community science Dep. Florida.

 

Lin, C-TJ; Lee, J-Y; and Yen, S.T. (2004):

Do dietary intakes affect search for nutrient information on food labels? Social Science & Medicine. 2004;59(9):1955–1967

Lisa, M; Soederberg, M; Diana, L; Cassady, E.A; Applegate, L. A; Beckett, M. D; Wilson, T. N. G; and Kathleen, E. (2015):

Relationships among Food Label Use, Motivation, and Dietary Quality. Nutrients, 7, 1068-1080; doi:10.3390/nu7021068

 

Meng, S;,Lijia, S; and Zhifeng, G.(2018):

Beyond the food label itself: How does color affect attention to information on food labels and preference for food attributes?, Food Quality and Preference, Volume 64, Pages 47-55

 

Peter, W. (2005):

Consumer Understanding and Use of Health Claims for Foods, Nutrition Reviews, Volume 63, Issue 7 Pages 256–264

 

Roberto ,C. A; and Khandpur, N. (2014) :

Improving the design of nutrition labels to promote healthier food choices and reasonable portion sizes.Int J Obes (Lond); 38(Suppl 1): S25–S33.

 

Russell, L;Rothman, R; Hilary,W; Dianne, D; Rebecca,G; Tebeb ,G. A; Tom, A.E.(2006):

Patient Understanding of Food Labels: The Role of Literacy and Numeracy, American Journal of Preventive Medicine Volume 31, Issue 5, Pages 391-398

 

SPSS (Version 0.17):

software package for Windows (Version 0.17; SPSS Inc., Chicago,IL,USA).

 

Spronk, I ;Kullen, C; Burdon ,C; O'Connor, H. (2014):

Relationship between nutrition knowledge and dietary intake.Br J Nutr. 28;111(10):1713-26. doi: 10.1017/S0007 114514000087.

 

Susan, B.(2006):

Consumer perspectives on food labels, Am J Clin Nutr;83(suppl):1235S

 

Wendy ,L. W; Kathy, C; Lesley, K;  Bridget ,K; Clare, H; J. C. Y. L;  Jennifer, C; and Timothy, P. G. (2012):

How well do Australian shoppers understand energy terms on food labels?, Public Health Nutrition: 16(3), 409–417.

 

World Health Organization, WHO (1965):

what it is, “what it does. How it works. Leaflet, Geneva, Switzerland.

 

World Health Organization, WHO (2011):

Framework for Care and Control of Tuberculosis and Diabetes. Geneva

 

Williams, L; Campbell, K; Abbott, G; Crawford ,D;Ball, K.(2012) :

Is maternal nutrition knowledge more strongly associated with the diets of mothers or their school-aged children?.Public HealthNutr;15(8):1396-401.doi:10.1017/S1368980011003430. 

 

 

 

Lee ,Y.M;  Lee, M.J &  Kim, S.Y .(2005):

Effects of nutrition education through discretional activities in elementary school: focused on improving nutrition knowledge and dietary habits in 4th-, 5th- and 6th-grade students. J Korean Diet Assoc 11, 331–340.

 

 

 

 

 

 

 

Measuring Shoppers' Attitudes Towards Advertising Phrases in the Food Label and their Impact on Purchasing Decisions

 

Amal Hassan Alshawi

 

Dept .of Food science and Nutrition ,College of Home Economics Princess NourahBint Abdulrahman University,Riyadh, Saudi Arabia

 

Abstract

 

The objective of this study is to examine shoppers’ attitudes towards reading the food label and their relation to the extent to which they under comprehend the contents of the written and the ability to accommodate health food advertising. In total 450, filled questionnaires which consist of 85.3% female and 14.7% males; The majority of the respondents are between the ages of 31 -50 years was 49.6%, and 78% have college degree and higher. This is reflected in their work, which constitutes 53.8% of employees with 46.2% of non-working persons.There are significant increase in Knowledge of shoppers' toward some advertising concept such as "sugar free", "free of artificial sweeteners" and "fat free" by 82.8, 81.7, 80.6% and mean 2.71 ± 0.67, 2.67 ± 0.73, 2.71 ± 0.64 Respectively, while their knowledge of the concept of "free of saturated fat" decreased by 16.1% and mean  2. 1 ± 0.56 and the concept of "sodium free" by 21.5% and mean of 1.95 ± 0.70, which confirms the difficulty of understanding shoppers to the meaning  of the accurate Scientific expression for the phrases Compared to phrases that have a clear formula such as "healthy food" that have a positive effect of 97.8% with an average mean of 2.99 ± 0.10, which affects the attraction of shoppers and their purchasing decisions . There was a positive correlation between shoppers' attitudes and age. The correlation values ​​(0.023, 0.041, 0.113), respectively, confirm that the increase in age has a positive relation to dietary trends. There was also a positive correlation between shoppers' attitudes and the educational level, with correlation values ​​(0.001, 0.092 and 0.086) respectively. The correlation between the trends and the nature of work was (0.003, 0.076, 0.054) which has had a positive effect in the attitudes of shoppers towards reading the food label and understanding and assimilation of information and advertising guidance

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Article View: 318

PDF Download: 240