على المستوى الأکاديمى:تکتسب الدراسة أهمية خاصة لقلة الأبحاث التى تناولت صورة المرأة السعودية فى الصحافة والإعلام بعد انطلاق رؤية 2030 لحداثة الفترة الزمنية، وکذلک قلة الأبحاث التى رصدت صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية فکان الترکيز على الإعلام المحلى والعالمى، فالصحافة العربية سواء ورقية أو بأشکالها الإلکترونية تعدوسيطاًأساسياًفى العملية الهادفة لتحسين وضع النساء فى المجتمع بوجه عام، وذلک عبر التفعيل الصحيح لدورها کحامل للرسائل ومشکـﱢــل للأفکار والصور الذهنية وأنماط التفکير والذوق العام، والاتجاهات، والاهتمامات، وهو الدور الذى يتزايد نفوذه فى ضوء التطور التقنى الهائل الذى تشهده وسائل الاتصال فى الآونة المعاصرة.

على المستوى التطبيقى: تستمد الدراسة أهميتها من عنصرين أولهما رؤية 2030 التى تأتى المرأة السعودية فى عمقها، ثانيهما المرأة السعودية والتغيرات الجذرية التى طرأت على واقعها؛ حيث تسهم نتائج الدراسة فى تحديد نقاط القوة والضعف فى صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية حتى يمکن تطويرها ومعالجتها على نحو يلائم الواقع.

صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية بعد انطلاق رؤية 2030

دراسة تحليلية على عينة من مواقع الصحف العربية (المصرية والأردنية والتونسية)

د. دعاء عادل محمود

أستاذ مساعد الصحافة الإلکترونية

بکلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الصحافة والإعلام

جامعة جازان

                                                       

مقدمة:

مثَّل انطلاق رؤية 2030 نقطة تحول فى واقع المرأة السعودية، حيث استطاعت أن تخطو خطوات تاريخية متواکبة مع متغيرات العصر ومخرجاته، ومراحله المختلفة بفضل من الله، ثم بدعم من القيادة الرشيدة التى أولَت للمرأة السعودية مکانة خاصة فى رؤية 2030؛ فقد أولَت الرعاية لکل ما من شأنه دفع عجلة التنمية الوطنية على مبدأ المساواة، وتکافؤ الفرص مستهدِفة تمکين المرأة السعودية من المشارکة الفعالة فى کافة الميادين، فأصبحت المرأة السعودية محط أنظار العالم أجمع، وداخل المنطقة العربية على وجه خاص.

هذا التحول فى الواقع لابد أن يواکبه تغيراً فى الصورة الذهنية للمرأة السعودية، وهنا يأتى دور الصحافة کمصدر رئيس للمفاهيم والتصورات عن الواقع الاجتماعى، وأداة للتعبير عن القيم والأحکام المعيارية وعاملاً مؤثراً فى بناء الصورة الذهنية وتشکيل آراء الجمهور ومواقفهم، لذا يعوَّل على الصحافة العربية القيام بدور استراتيجى فى نقل صورة المرأة السعودية بواقعها الجديد للمجتمعات العربية ولاشک أن الصورة الإيجابية تعطى قوة وتوفر مساحات من التأثير، مما يسهم بشکل کبير فى تکوين رأى عام عربى مساند ومؤيد لهذه التغييرات والنهضة التنموية التى تشهدها المرأة السعودية مما يسمح لها بالاندماج مع مثيلاتها فى الدول العربية الأخرى ويعمق مشارکتها وتجربتها محلياً وإقليمياً وعالمياً.

ولاشک أن هناک دوراً تنموياً للصحافة ينبغى أن تقوم به من خلال نشر الأفکار والاتجاهات الجديدة نحو دعم مشارکة المرأة فى جهود التنمية، وتغيير بعض القيم السلبية تجاه مکانة المرأة وحقوقها فى المجتمع، وهذا الدور لم يظهر بوضوح فى موقف الإعلام العربى من المرأة، أو فى الصورة التى قدمها للمرأة کابنة وأم وزوجة لها أدوار متميزة داخل المنزل وخارجه⁽¹⁾ .

  ووفقاً للدراسات التى رصدت صورة المرأة السعودية على فترات زمنية متعاقبة فقد أشارات نتائجها إلى أن وسائلالإعلام غالباً ماتعکسصورة نمطيةوسلبيةعن المرأة فتُظهرها بأنها سطحية أو مضطهَدة أو خاضعة للرجل أو تنحصر اهتماماتها فى التسوق والتجمُّل والمظاهر بدلاً من الترکيز على صورة المرأة القيادية والمثابرة والمجتهدة ⁽²⁾ .

ولکن فرضت رؤية 2030 واقعاً جديداً للمرأة السعودية يهدف إلى تمکينها اجتماعياً واقتصادياً، واعتبارها شريکاً فى التنمية، وأحد أهم عوامل قوة المملکة، هذا الواقع الجديد يختلف کلياً عن الصورة النمطية التى يقدمها الإعلام عن المرأة السعودية، لذا يصبح من الضرورى رصد وتحليل صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية، واکتشاف ما إذا استطاعت مواکبة التحولات المحورية فى المسار التنموى للمرأة السعودية، وإلى أى مدى تمکنت الصحافة العربية من التعبير عن واقع تقدُّم المرأة السعودية والقفزة الحضارية والتطورات المتلاحقة فى واقعها الذى دعمته رؤية 2030.

 

مشکلة الدراسة:

لا شک أن الإعلاميضطلعبدورٍمحورىٍفىالتأثيرعلىالحراکالاجتماعىلأىﱟمنالقضايا سلباًأوإيجاباً،وذلکبالطريقةالتىيُتناولبهاالموضوعويُطرح،وهوبذلکيُسهمفى تشکيل الرأىالعام، فالمجتمعاتالإنسانيةأصبحتتعتمدعلىالصورةالتى تعکسهاوسائلالإعلام،وبخاصةالصحافة بکافة أشکالها المطبوعة، والإلکترونية لذا تکتسب الصورة التى تقدمها الصحافة العربية للمرأة السعودية أهمية خاصة؛ حيث تعتبر نافذة هامة لإدراک شعوب المنطقة العربية للتغيرات الجذرية التى طرأت على واقع المرأة السعودية خاصة بعد انطلاق رؤية 2030، وما تبعها من قرارات أسهمت فى دعم وتمکين المرأة السعودية کنقلة تنموية غيـﱠـرت حاضرها، ومستقبلها، وکفرصة تاريخية لتغيير الصورة النمطية للمرأة السعودية لامرأة مشارکة فى التنمية وفاعلاً مهماً فى تقدم بلدها.

 ومن هنا تتمثل مشکلة الدراسة فى سؤال رئيس... ما صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية بعد انطلاق رؤية 2030 خلال الفترة من أبريل 2016 إلى أبريل 2019؟

الأهمية:

على المستوى الأکاديمى:تکتسب الدراسة أهمية خاصة لقلة الأبحاث التى تناولت صورة المرأة السعودية فى الصحافة والإعلام بعد انطلاق رؤية 2030 لحداثة الفترة الزمنية، وکذلک قلة الأبحاث التى رصدت صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية فکان الترکيز على الإعلام المحلى والعالمى، فالصحافة العربية سواء ورقية أو بأشکالها الإلکترونية تعدوسيطاًأساسياًفى العملية الهادفة لتحسين وضع النساء فى المجتمع بوجه عام، وذلک عبر التفعيل الصحيح لدورها کحامل للرسائل ومشکـﱢــل للأفکار والصور الذهنية وأنماط التفکير والذوق العام، والاتجاهات، والاهتمامات، وهو الدور الذى يتزايد نفوذه فى ضوء التطور التقنى الهائل الذى تشهده وسائل الاتصال فى الآونة المعاصرة.

على المستوى التطبيقى: تستمد الدراسة أهميتها من عنصرين أولهما رؤية 2030 التى تأتى المرأة السعودية فى عمقها، ثانيهما المرأة السعودية والتغيرات الجذرية التى طرأت على واقعها؛ حيث تسهم نتائج الدراسة فى تحديد نقاط القوة والضعف فى صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية حتى يمکن تطويرها ومعالجتها على نحو يلائم الواقع.

أهداف الدراسة:

يتمثل الهدف الرئيس للدراسة فى رصد وتحليل صورة المرأة السعودية فى عينة من مواقع الصحف العربية بعد انطلاق رؤية 2030 والکشفعنعناصرهذهالصور ومکوناتهاالرئيسيةوتحليلماتضمنتهمناتجاهات، ويتفرع من هذا الهدف الرئيس عدة أهداف فرعية:

• §        التعرف على قضاياوإنجازاتالمرأة السعوديةالتىأبرزتها الصحافة العربية بعد انطلاق رؤية 2030.
• §        تحديدالصفاتالتى أطلقتهاالصحافة العربيةعلى المرأة السعودية.
• §        تحديد الأدوارالتىنسبتهاالصحافة العربية للمرأة السعودية.
• §        التعرف على اتجاهاتالمضمونالصحفىنحو صورةالمرأة السعودية فى الصحافةالعربية.
• §        تحديد القوى الفاعلة فى النص المتعلقة بصورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية.
• §        التعرف على الفنونوالقوالبالصحفيةالتىمنخلالهاقدمت الصحافة العربية صورة المرأة السعودية.

تساؤلات الدراسة:

1. ما قضاياوإنجازاتالمرأة السعوديةالتىأبرزتها الصحافة العربية بعد انطلاق رؤية 2030؟
2. کيف عالجت الصحافة العربية صورة المرأة السعودية التى طرحتها رؤية 2030؟
3. ماالصفات التى نسبتها الصحافة العربية للمرأة السعودية؟
4.  ما الأدوارالتى نسبتهاالصحافة العربية للمرأة السعودية؟
5. ما القوى الفاعلة فى النص المتعلقة بصورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية؟
6. ما اتجاهاتمعالجة صورةالمرأة السعودية فى الصحافةالعربية؟
7. ما الفنونوالقوالبالصحفيةالتىقدمت منخلالهاالصحافة العربية صورة المرأة السعودية؟

الدراسات السابقة:

v     تم تقسيم الدراسات السابقة إلى أربع مجموعات لبيان الاتفاقات والاختلافات فيما بينها:

• o        دراسات المجموعة الأولى: ضمت ستة دراسات حللت صورة المرأة السعودية فى وسائل الإعلام الغربية (صحف وقنوات فضائية)، وبعضها قارَن بينها وبين وسائل إعلام سعودية وعربية، وامتد الإطار الزمنى لهذه الدراسات لعقد من الزمن، واستخدمَت جميعها أداة  تحليل المضمون، واتفقت نتائجها على أن صورة المرأة السعودية کانت سلبية فيما أشارت دراستان فقط إلى وجود عدد من المقالات الإيجابية عن المرأة السعودية:

سعت دراسة (Karolak, M., & Guta, H, 2020) ⁽³⁾إلى تحليل الصورة الإعلامية للمرأة السعودية ومشارکتها السياسية فى الانتخابات البلدية 2015، من خلال تحليل الخطاب الصحفى لمقالات الصحف السعودية والبريطانية والأمريکية التي تناولت الانتخابات البلدية، وأشارات النتائج أن هناک تحول لصورة المرأة السعودية من مجرد إمرأة تتطلب الموافقة المستمرة من الأوصياء في المجال العام إلى إمرأة تتمکن من إتاخذ قراراتها وتشارک بنشاط في الحياة السياسة، وهو ما يعتبر تحول جذري في الخطابات الإعلامية السعودية الرسمية،  وکذلک فى الصحافة الغربية.

هدفت دراسة (غزوانى،2018) ⁽⁴⁾ إلى التعرف على صورة المرأة السعودية فى الصحافة الفرنسية وما إذا کانت تعکس هذه الصورة الإعلامية الصورة الواقعية للمرأة السعودية فى ظل البرامج والمشاريع التى أتت بها رؤية 2030، اعتمدت الدراسة على منهج المسح الشامل لصحيفتى لوفيجارو ولومند الإلکترونيتين.

وأظهرت النتائج أن الصحيفتين تهتمان بموضوع المرأة السعودية وبرزت قيادة السيارة ولباس المرأة کأهم الموضوعات، إلا أن اتجاه المعالجة الصحفية فى الموقعين کان سلبياً مع الحيادية فى عدد قليل من المقالات، کما بيـﱠـنت النتائج أنه تم توظيف عناصر الإبراز والوسائط المتعددة ليَبقى القارئ فى فضاء سلبى يحرک صورة ذهنية نمطية قديمة عن المرأة السعودية، وخلصَت الدراسة إلى أن صورة المرأة السعودية فى الصحيفتين منقوصة، ولا تُعبر عن کل الحقيقة والواقع؛ بل عمَدت الصحيفتين إلى الترکيز على الأخبار الثانوية وهمـﱠـشت الأخبار التى تتناول نماذج لنساء سعوديات ناجحات.

استهدفت دراسة (الأنور& الأدهم،2018) ⁽⁵⁾ تفسيرتباينالقراءات،المتعلقةبالصورة الإعلاميةللمرأةالسعوديةمحلياًوعالمياً، اعتمدت الدراسة علىتحليل مضمون مجموعة من قنوات وصحف فرنسية، وسعودية، وکشفت نتائج الدراسة أنه رغم التناول الإيجابى للمُکتسَبات التى حققتها المرأة السعودية إلا أن الإعلام الفرنسى فى بعض مواده اتخذ سياقاًسلبياً يؤکدعلىالصورةالنمطية للمرأة السعودية،وتبعيتهاللرجل،وضرورةأنيستمرسعىالمرأةلتنالکاملحريتها، وفى المقابل کشفت نتائج تحليل الإعلامالمحلى السعودى أنه کانأکثرواقعية،فىتناولهلقضاياالمرأةالسعودية،فهويهتمبالقضاياالإيجابية،وبماتحرزهالمرأةمننجاحات،ويتناولقضاياالمرأةالتىقدتتأثرببعضالمعوقاتفىالمجتمع،بأسلوبتَغلُبعليهالموضوعيةفىتناولالسلبياتأوالإخفاقات.

      سعت دراسة ((Bashatah , 2017⁽⁶⁾ إلى تحليل أُطر تمثيل المرأة السعودية فى الصحف البريطانية من خلال تحليل تغطية أربعة صحف بريطانية ، The Daily Mail، Daily Telegraph ،Guardian and Independent،خلال الفترة 2005-2013 ، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن تمثيل المرأة السعودية فى وسائل الإعلام البريطانية سلبى مقارنة بتصوير المرأة الغربية، کما کشف تحليل دراستى الحالة عن إطارين مهيمنين هما الصراع والمصالح الإنسانية وعکست تمثيلات النساء السعوديات فى عينة الصحف نفس الصورة السلبية التى تظهر للمرأة المسلمة فى أماکن أخرى فى وسائل الإعلام الغربية والتى تتجذر فى الأيديولوجية الغربية للاستشراق. کما تم العثور على روابط بين الأُطر الثقافية للاستشراق والثقافة الصحفية فى بناء أجندة الأخبار.

قارنَت دراسة (Kaufer, 2013) ⁽⁷⁾ بين صورة النساء القيادات فى السعودية فى الصحافة العربية والصحافة الغربية من خلال تحليل خطاب 27 مقال من المقالات المتنوعة، وأظهرت النتائج وجود اختلاف کبير فى صورة النساء السعوديات فى الصحافة العربية، والغربية فقد کانت الصحافة العربية تعلن عن "أولويات" جديدة للمرأة السعودية، وما يتصل بها من سابقة وضع الإناث على فرص معزﱢزَة للمرأة فى حين أن الصحافة الغربية کانت غير متجانسة؛ حيث شملت مقالات کانت سلبية للغاية فى تصويرها للمرأة السعودية: ترى صورة المرأة السعودية السائدة أنها فى حاجة إلى الإنقاذ، ومعزولة خلف الحجاب، فى مقابل مقالات أخرى ولکنها أقل، کانت إيجابية للغاية استهدفت کسر وتغيير الصورة النمطية وإظهار التغييرات الجوهرية التى طرأت على المرأة السعودية، فالمادة الأکثر إيجابية تعترف بالمرأة السعودية کنموذج يستحق الاحترام  والإعجاب.

استهدفت دراسة (Mishra, 2007) ⁽⁸⁾ تحليل صورة المرأة السعودية فى الصحافة الأمريکية بعد 11 سبتمبر وتحليل صورة المرأة الأمريکية فى الصحافة السعودية، تم تحليل 83 مقال شملت تغطية لصورة النساء السعوديات فى 15 صحيفة أمريکية، وأظهرت النتائج أن: صحيفة واشنطن بوست کانت الأکثر اهتماماً تليها صحيفة نيويورک تايمز، کما بينت النتائج أن الأغلبية الساحقة من المقالات التى تم تحليلها فى الصحف الأمريکية عن المرأة السعودية (53من أصل 83) صوَّرت النساء السعوديات کضحايا مضطهَدين فى حاجة إلى التحرر، کما أکدت على القيود التى تعانى منها المرأة السعودية فقد مثـﱠـلت الصحافة الأمريکية المرأة السعودية کضحية سلبية للشريعة الاسلامية، کما أبرزت العديد من المقالات غياب المرأة السعودية عن المجال العام، کما اهتمت بالإلحاح على إنقاذهم.

• o       المجموعة الثانية: ضمت ثلاث دراسات رصدت صورة المرأة السعودية فى وسائل الإعلام المحلية من صحف وقنوات فضائية:

هدفت دراسة (السيد،2015) ⁽⁹⁾ إلى التعرفعلىالمعالجةالإعلاميةلماتقدمهالقنواتالفضائيةالعربيةعنقضاياالمرأةالسعودية، (قناتى mbc1 والسعوديةالفضائية)،وأظهرت نتائجتحليل البرامج الحوارية بالقناتين أن القناةالسعوديةالفضائيةالحکوميةکانتالأعلىتناولاًلقضاياالمرأةالسعوية، وارتفعتناولالقناتينللموضوعاتالخاصةبالمرأةفىالمقدمةبنسبة 44,4 % وجاءتالفتاوىالدينيةفىصدارةالقضاياالمتعلقةبالمرأةوالتىترُکـﱢـزعليهابرامجعينةالدراسةالتحليليةبنسبة 22.2% ، وفىالمرتبةالثانيةجاءالاهتمامبالعلاقاتالزوجيةبنسبة03,3 % ، وأخيراًجاءت قضية حقالمرأة السعوديةفىقيادةللسيارة، وکانت أکثرصورالمرأة السعودية التى أبرزتها القناتينصورةربةمنزلالتىلاتعملبنسبة 24.4% وجاءتقديمصورةالمرأة العصريةالتىتتسمبالنشاطوالحيويةبنسبة  13.4%، وجاء  تقديمالمرأةالتىتظهرکشريکفعالفى المجتمعوالأسرة فى المؤخرة  بنسبة4.1%، ويُلاحظبصورةعامةالترکيزعلىربطصورةالمرأةالسعوديةبالمنزل،أکثرمنکونهاشريکاًفعالاًمجتمعياً.

 سعت دراسة (العتيبى،2015) ⁽¹⁰⁾ إلى التعرف على الصورةالاجتماعيةللمرأةالسعوديةفىکاريکاتيرالصحافةالمحلية، واستخدمت أداة تحليل المضمون لعينة من رسوم الکاريکاتير بصحف (الرياض، الشرق، عکاظ، الجزيرة، الوطن)، وأظهرت النتائج أن رسوم الکاريکاتير التى حملت صوراً سلبية تجاه المرأة السعودية کانت الأعلى بنسبة 48%، وجاءت قضية البطالة أبرز قضايا المرأة السعودية التى صورتها رسوم الکاريکاتير بنسبة 20.5%، الاهتمام بالتسوق کان أبرز اهتمامات المرأة السعودية کما انعکست فى رسوم الکاريکاتير بنسبة 21.66%، أبرز الأدوار التى شغلتها المرأة السعودية التى قدمها الکاريکاتير کان دور الزوجة بنسبة 53.3%.

سعت دراسة (المکينزى، 2012) ⁽¹¹⁾ إلى التعرف على العوامل المؤثرة فى ترتيب القضايا النسائية فى الصحف السعودية، وبحث العلاقة المتبادلة بين خَمس من أهم مکونات ترتيب الأولويات لقضايا المرأة السعودية وهى (الصحف والصحفيون والمرأة السعودية والجمعيات النسائية الخيرية والمنظمَّات النسائية الدولية)، ومعرفة أکثر العوامل تأثيراً، اعتمدت الدراسة على نظرية ترتيب الأولويات وطُبقت على عينة من ثلاث صحف محلية (الرياض والوطن والمدينة)، وأظهرت نتائج الدراسة أن جمهور المرأة هو القوة المؤثرة فى المجتمع السعودى حيث استطاعت أن تؤثر على العوامل الأخرى من صحف وجمعيات نسائية وترتيب أولوياتها فى المدى البعيد.

• o       المجموعة الثالثة: ضمت دراسات ميدانية طُبقت على عينة من النساء السعوديات لبيان وجهة نظرهم فى صورة المرأة السعودية التى تعکسها الفضائيات، وأشارت نتائجها إلى أن النسبة الأکبر من أفراد العينة يرون أن الصفات السلبية للمرأة السعودية هى الأکثر انتشاراً:

سعت دراسة (التيمانى، 2017) ⁽¹²⁾ إلى التعرف على  صورةالمرأةالسعوديةودورهاالاجتماعىکماتدرکهاالسعودياتمنخلالمسلسلاتقناة(MBC) الفضائية، واستخدمت الدراسة منهج المسح الاجتماعى، وأداة الاستبيان وطُبقت على عينة من التربويات بلغت 380 تربوية فى المدارس الثانوية الحکومية فى مدينة الرياض، أظهرت أهم النتائج أن هناک مجموعة من الصفات السلبية للمرأة السعودية هى الأکثر انتشاراً وتمثيلاً للمرأة السعودية فى الدراما الخليجية التى تُعرَض على قناة (MBC) وهى أنها سطحية ومنشغلة بالمظاهر والشکليات بنسبة 74.5%، أما عن الصفات الإيجابية هى أنها اجتماعية ومتعلمة وکريمة وعصرية، وتمثَّلت الأدوار السلبية للمرأة السعودية فى أنها ضحية لتسلط الرجل بنسبة 64% ودور الفتاة المعنـﱠـفة والمستَلبة الحقوق ودور المبذﱢرة التى تبحث عن کل ما هو جديد، ودور المطلـﱠـقة المنبوذة فى المجتمع، أما الأدوار الإيجابية  فکانت دور الأم الحنون ودور الأم وربة البيت بنسبة 48.9%.

سعت دراسة (Alsaied, N. 2013) ⁽¹³⁾  إلى التعرف على مبادرات القنوات الفضائية العربية الخاصة (قناتى MBC1 الترفيهية وقناة العربية الإخبارية) واستقبالها بين النساء السعوديات، وکيف سعت تلک المبادرات الإعلامية إلى تحسين التغطية عن قضايا الفقر، والأمية ، والعنف ضد المرأة، استخدمت الدراسة مجموعات الترکيز، والمقابلات مع النساء السعوديات، والمقابلات مع الفاعلين الرئيسيين وصناع القرار المشارکين فى المخرجات الإعلامية، وأخيراً تحليلاً نصياً للبرامج التى تتناول قضايا الفقر والأمية والعنف، وکشفت نتائج الدراسة محدودية البرامج التى تُعالج قضايا الفقر والأمية والعنف، وأن النساء عينة الدراسة يفضلون متابعة تلک القضايا فى الدراما رغم أنها لا تقدم معالجة داعمة للمرأة.

 المجموعة الرابعة: ضمت دراسات رصدت صورة المرأة العربية فى وسائل الإعلام الغربية والعربية وأشارت ضمناً للمرأة السعودية.

سعت دراسة (عبد المنعم، 2015) ⁽¹⁴⁾ إلى التعرف على صورةالمرأةالعربيةفىالصحافةالأمريکيةوالبريطانية

خلالالفترةمن2011-2013  وکشفت النتائج أنأکثرالجنسياتالعربيةظهوراًهىالمصريةوالتونسيةوالسوريةواليمنيةوالسعودية،وکانتالصفاتالأکثرتکراراًالتىأطلقتهاکلمنالصحافتينالأمريکيةوالبريطانيةعلىالمرأةالعربيةهىأنهاامرأة (متحدﱠية،شجاعة،متعلمةتعليماًجيداًومثقفة، أحرزتتقدما ًعلىصعيدحقوقها، نجحتفىکسرصورتهاالنمطيةلدىالغرب)، أماأبرزالأدوارالتىنُسِبتللمرأةالعربيةفکانتبالترتيبأدوارهاکمتظاهرة، ناشطةسياسية، أوحقوقية،لاعبةرياضية،فنانة،زوجةوأم،ناخبة،صحفيةوکاتبة،سيدةأعمال، وبالنسبةلأبرزالمشکلاتالتىتواجهالمرأة العربيةکماقدمتهاعينةالصحافةالغربية،فکانتالتعرضللعنف،المعاناةمنالتمييزالنوعىضدها،التعرضللتهميشوالإقصاء.

سعت دراسة (لوتاه، 2014) ⁽¹⁵⁾ إلى قراءةواقعالإعلام العربى،وعلاقتهبالمرأةوبقضاياها، وناقشت الدراسة فى البداية الواقع الفعلى لنماذج من النساء العربيات؛ من بينهنَّ النساء السعوديات وأشارت أنه مازال أمامهُنَّ تحديات، وذلک لوجود هيمنة على السياق الاجتماعى العام، وتوصلت الدراسة إلى أن النُّظُمالإعلامية العربيةالسائدة،خاصةالبصريةمنها،تُرکـﱢـزبشکلکبير علىمواصفاتمحدَّدةللمرأة،وهذهالمواصفاتجسدية،أکثرمنکونهاإنسانية، فمؤسساتالإعلاملاترکزعلىالمواصفاتالمعرفيةللمرأةوإنماالمواصفاتالجسدية، وهو ما يوضح الدور السلبى لوسائل الإعلام فى صياغة صورة المرأة.

استهدفت دراسة (النهر،2008) ⁽¹⁶⁾ إلى التعرف على صورةالمرأةفىوسائلالإعلامالعربيةوهى دراسةتحليليةتناولتصورةالمرأةفىقناةال mbc1 ، وأظهرت نتائجالتحليلالعاملبرامج ) الدراما ( المقدَّمةعلىقناة mbc1  أن صياغةصورةالمرأة اقتصرعلىإيجابياتبسيطة، واعتياديةجداً،ودونالحدالمعقوللمکانةالمرأة، وإمکانتهااللامحدودةفىمختلفمناحىالحياة، وأظهرتهابدور هامشى،ومتدنٍفىعمليةالتنميةالإنتاجية، وأقلمندورالرجلبکثير،ونادراًماتطرَّقت إلىالإنجازاتالتىصنعتهاالمرأةبيدهاوبعقلهاوتضحياتها.

فحصَت دراسة Cleary,2008) ) ⁽¹⁷⁾ صورة المرأة العربية بثلاثة مواقع إخبارية عربية على الإنترنت باللغة الإنجليزية تصدُر فى ثلاث دول عربية (جالف نيوز بالإمارات، موقع أخبار العرب فى المملکة العربية السعودية ؛ وموقع الأردن تايمز فى الأردن) وتوصلت الدراسة إلى أن المواقع صورت النساء فى أدوار محدودة ، وتَتبَع إلى حد کبير اتجاه القيادة الذکورية، لا تتحدى بشکل عام الوضع الراهن ، وتأخذ دورَ الشخصيات الثانوية ، وبعيدة کل البعد عن الصدارة.

 

التعليق على الدراسات السابقة:

1. هناک تراکم بحثى فى مجال رصد صورة المرأة السعودية فى وسائل الإعلام سواء (المحلية أو العربية أو الأجنبية) يمتد لأکثر من عشر سنوات مما يشير لأهمية الموضوع إلا أن الدراسات التى تمت بعد رؤية 2030 کانت محدودة نظراً لحداثة الفترة الزمنية.
2. تنوعت الدراسات السابقة ما بين دراسات تحليلية وميدانية وإن غلبت الدراسات التحليلية التى استهدفت تحليل مضمون أو خطاب وسائل الإعلام من صحف وقنوات فضائية، أما الدراسات الميدانية فطُبقت على عينة من النساء السعوديات.
3. کان هناک اهتمام بحثى ملحوظ برصد صورة المرأة السعودية فى وسائل الإعلام الغربية (فرنسية وأمريکية وبريطانية) واتفقت نتائج هذه الدراسات على أن الإعلام الغربى مستمر فى تقديم صورة سلبية للمرأة السعودية، والمرأة العربية عموماً، باستثناء دراستين کشفتا عن محاولات لکسر الصورة النمطية واستبدالها بصورة جديدة أکثر إيجابية.
4.  تنوعت الدراسات السابقة التى اعتمدت على تحليل وسائل إعلام محلية ما بين صحف وقنوات فضائية، کان أبرزها  قناةMBC  وقد يرجع ذلک کونها القناة الفضائية الخليجية الأکثر جماهيرية وتأثيراً،واتفقت أغلب نتائجها على أن الإعلام المحلى مازال يُقدم صورة نمطية للمرأة السعودية کزوجة وأم، وأحياناً تکون هذه الصورة السلبية فيُقدم المرأة السعودية مضطهَدة، وخاضعة للرجل، وسطحية، إلا أن الدراسة التى طُبقت بعد انطلاق رؤية 2030(الأنور & الأدهم ، 2018) أشارت نتائجها إلى اهتمام الإعلام المحلى بماتحرزهالمرأةمننجاحات.
5. تشير نتائج الدراسات التى رصدت صورة المرأة العربية فى وسائل الإعلام العربية إلى أن الصورة جاءت سلبية، وهذا يکشف أن وسائل الإعلام غالباً لا تُقدﱢم صورة إيجابية للمرأة سواء سعودية أو عربية عموماً، وهو ما يعنى أن المشکلة تکمُن فى طبيعة المعالجة الإعلامية المقدَّمة، أما فيما يتعلق بصورة المرأة العربية فى وسائل الإعلام الغربية، فقد شهِدت بعض التحسن بعد مشارکة النساء العربيات فى أحداث ما سُمى بالربيع العربى.
6. کان هناک تطبيق محدود جداً لدراسة صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية؛ تمثَّلت فى دراسة واحدة قارنت بين صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية والغربية، ولم تخصـﱠـص أى من الدراسات السابقة بالکامل لتحليل صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية، لذا تأتى الدراسة الحالية لتغطية صورة المرأة فى الصحافة العربية نظراً لأهمية هذه الصورة، ولبيان صورة المرأة السعودية فى محيطها العربى، مما يترتب عليه اندماجها واشتباکها مع التجارب العربية فى مجال حقوق المرأة، ولاستکمال الصورة على جميع المستويات محلياً وعربياً وعالمياً.

 

 

الإطار النظرى:

نظرية المسئولية الاجتماعية:

تهدف نظرية المسئولية الاجتماعية للإعلام إلى وضع ضوابط أخلاقية للصحافة والتوفيق بين حريـة الصـحافة والمسئولية الاجتماعية، وإرساء القواعد والقوانين التى تجعل الرأى العام رقيباً على آداب المهنة، من حيث أن الحرية حق وواجب ومسئولية فى نفس الوقت.

 تُؤمِن نظرية المسئولية الاجتماعية للصحافة بضرورة إعطاء الحقيقة ووجهات النظر المختلفة کلها دون مراوغة أو تضليل للفرد وإنما مَنحه حقيقة الفکر المطروح من خلال وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية وفى نظرية المسئولية الاجتماعية يتم استخدام الصحافة من أجل الشعب والمجتمع ⁽¹⁸⁾ .

وتعتمد نظرية المسئولية الاجتماعية للإعلام على مبدأين هما الالتزام الذاتى من جانب الصحفى بالمواثيق الأخلاقية التى تحقق التوازن بين حرية الإعلام ومصلحة المجتمع، والالتزام الاجتماعى فى تقديم الأحداث الجارية وتفسيرها فى إطار له معنى ⁽¹⁹⁾ .   

وتوظف الدراسة الحالية نظرية المسئولية الاجتماعية لمعرفة مدى الوعى والمسئولية التى تتمتع بها الصحف العربية عينة الدراسة لتقديم صورة إيجابية للمرأة السعودية، وتحديد إلى أى مدى التزمت بأولويات قضايا المرأة السعودية الحقيقية.

الإطار المعرفى:

المرأة السعودية ورؤية 2030:

أطلقت المملکة العربية السعودية رؤية 2030 فى أبريل 2016، وتعکس الرؤية  التقدير الحقيقى للقيادة السياسية للمرأة السعودية، التى أثبتت وجودها وکفاءتها بامتياز رغم وجود العديد من التحديات الاجتماعية، حيث شجعت المرأة على دخول سوق العمل وتضمنت رفع نسبة مشارکتها فيه من 22% إلى 30% وزيادة عددهن إلى أربعة أمثاله فى المناصب العليا ⁽²⁰⁾ .    

قدمت رؤية المملکة 2030 نظرة عميقة للمرأة السعودية ودورها القيادى فى المجتمع ومنحتها أدواراً تنموية فعالة لتحقيق نجاحات کبيرة على الصعيدين المحلى والعالمى، حيث جاءت أفکار ومشاريع رؤية ٢٠٣٠ مواکِبة للتطور العالمى فى جميع قطاعاته، الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية، وذلک فى انسجام تام مع خصائص المجتمع السعودى وثقافته الأصيلة؛ لنجد تمکين المرأة من ممارسة دورها القيادى فى تنمية المجتمع يتصاعد فى مختلف الميادين.

وقد حصدت المرأة السعودية خلال السنوات التى أعقبت رؤية 2030 کمّاً کبيراً من المکاسب والإنجازات، إذ حصلت على الحق فى قيادة السيارات، وتولَّت مناصباً سياسيةً رفيعةً فى مختلف المجالات بالسعودية، منها المجال السياسى، والرياضى، وقطاع المال والأعمال، والحق فى حضانة الأبناء و صندوق النفقة، وتقديم الخدمات لها دون اشتراط موافقة ولى الأمر، إلى جانب القرار بتطبيق الرياضة النسائية بمدارس البنات، وغيرها من مکاسب توالت تباعاً.

وکانت البداية بدخول المرأة إلى مجلس الشورى، بعد أن تمَّ تخصيص 20% من مقاعد المجلس للنساء؛ ليشارکنَ فى اتخاذ القرارات المهمة لصالح المواطن والمجتمع، وبحسب ما جاء فى برنامج التحول الوطنى، الذى يحتوى على 36 هدفاً استراتيجياً تدعَم التمکين والاستقلال والاعتماد على الذات لدى المرأة، فإن المرأة السعودية هى عنصر مهم فى قوة المملکة.

إن تلک الانتصارات فى المسيرة الحقوقية للمرأة السعودية، جعل وسائل الإعلام تتسابق لرصد هذه الأحداث التى جاءت ضمن سلسلة من المکاسب والحقوق التى جنتها المرأة السعودية.

وسائل الإعلام وصورة المرأة السعودية:

الصورة الذهنية:

تعددت التعريفات الاصطلاحية لمصطلح الصورة الذهنية؛ وکان أهمها أن الصورة الذهنية مفهوم عقلى شائع بين أفراد جماعة معينة يشير إلى اتجاه هذه الجماعة الأساسى نحو شخص معين، أو نظام ما، أو طبقة بعينها، أو جنس بعينه، أو فلسفة سياسية، أو قومية معينة، أو أى شئ آخر يمکن أن يکون له تأثير على حياة الإنسان، وتتکون هذه الانطباعات من خلال التجارب المباشرة وغير المباشرة، وترتبط هذه التجارب بعواطف الأفراد واتجاهاتهم وعقائدهم. وبغض النظر عن صحة المعلومات التى تتضمنها خلاصة هذه التجارب فهى تُمثـﱢـل بالنسبة لأصحابها واقعاً صادقاً ينظرون من خلاله إلى ما حولهم ويفهمونه، أو يُقدﱢرونه على أساسها ^{(21) .}

وهنا نشير أن الصورة تنتظمها ثلاثة مکونات، فهناک: البُعد المعرفى، ويشمل المعلومات التى يُدرِک الفرد من خلالها موضوعاً، أو قضية، أو مؤسسة، ثم البُعد الوجدانى أو العاطفى، ويتضمن الاتجاهات العاطفية (سلباً أو إيجابا ًأو حياداً) تجاه الموضوع، أو القضية، أما البُعد السلوکى فيُؤَشـﱢــر على السلوک العلنى الذى يمکن التنبؤ به حيال الموقف الذى اتخذه الفرد بشأن قضية، أو مسألة معينة.

تُعَدُّ الصحافة بکافة أشکالها المطبوعة والإلکتورنية وحساباتها على شبکات التواصل الاجتماعى أحد أهم وسائل الإعلام، وأهم القنوات التى تُسهِم فى تشکيل وتکوين الصورة الذهنية فى أذهان الأفراد، بسبب انتشارها الواسع وقدرتها البالغة على التأثير،  فضلاً عن کونها المصدر الرئيس للمعلومات والمعرفة عن الدول الأخرى والأحداث العالمية، وتُقدﱢم المواقف الرسمية وغير الرسمية عن کافة القضايا التى تتناول الشئون العامة، وتقوم بإمداد جمهورها بکافة المعلومات وتوجيهها بالطريقة التى تتسق مع سياستها الإعلامية والأيديولوجيات التى تحکمها ^{(22) .}

ويتوقف نجاح الصحافة فى تکوين الصورة الذهنية إذا ما قامت بخلق صوراً جديدة لم تکن موجودة، أو أن تعمل على تقوية وترسيخ التصورات الموجودة، أو تعمل على تحويل وتغيير التصورات الجديدة، فهى قادرة على توجيه الأفراد والجماعات وتکوين مواقفهم الفکرية والاجتماعية، ولا يقف دور الصحافة فى صنع الصورة فقط، بل تقوم بتنظيم هذه الصورة وطبعها فى أذهان الجماهير ⁽²³⁾ .

وعند رصد صورة المرأة العربية عموماً فى وسائل الإعلام ووفقاً لکمﱟ هائل من الدراسات والبحوث والمنتديات والمؤتمرات التى خُصـﱢـصَت لبحث ودراسة صورة المرأة فى الإعلام نجد أن هناکإجماعاًعاماًووعياًعربياًبأنالإعلامغيرمُنصِففىطرحقضاياالمرأة،ومُقصـﱢـرکذلکفىتقديمصورةإيجابيةتعکسالأدوارالحقيقيةوالطلائعيةالتىتضطلعبهالفائدةالمجتمعکمساهَمةفاعلةوحقيقيةفىالتنمية ⁽²⁴⁾ ، فقد اعتمد الإعلام العربى على خطاب تقليدى فى التعامل مع المرأة يؤکد أدوارها التقليدية فى المجتمع خاصة دورها الاستهلاکى، ويرکز هذا الخطاب على مواضيع الموضة والتجميل والأزياء والطهو والرشاقة والإنجاب والتربية، وهى مواضيع قد لا تهمُّ قطاعات مؤثرة من النساء، کما أنها لا تشجع المرأة على المساهمة فى جهود التنمية أو تمکنها من ممارسة حقوقها ⁽²⁵⁾ ، وهنا نوضح أن ازدياد عدد النساء العاملات فى قطاع الإعلام لم يُترجَم إلى زيادة فى فرص الوصول إلى السلطة وصنع القرار فى وسائل الإعلام؛ لذا لم تتمکن النساء من التأثير على السياسات الإعلامية ⁽²⁶⁾ .

أما فيما يتعلق بصورة المرأة السعودية تحديداً فنجد أن الإعلام المحلى يقوم بتسطيح صورة المرأة وتشويهها بشکل کبير، فضلاً عن أن صورة المرأة السعودية فى الإعلام الغربى نمطية بحيث يضعها فى قالب قديم لا يتطور ولا يعکس واقع المرأة السعودية بحيادية وموضوعية، لذا فإن الصورة النمطية عن المرأة السعودية يجب أن تتغير بداية من الإعلام المحلى والعربى قبل الغربى لإحداث التغيير⁽²⁷⁾.

وعلى  الإعلام أن يواکب مستوى التحولات التى تشهدها المرأة فى المملکة من إنجازات ملموسة لاسيما فى السنوات الأخيرة وأن يُبرِز طموحها ومثابرتها وأن يُنصِفها فى نقل الصورة الحقيقية المشرﱢفة لنساء سعوديات يفخر بهنَّ الوطن، لتغيير الصورة النمطية السائدة.

کما أن وسائل الإعلام بکافة أنواعها فى الدول العربية والإسلامية مطالَبة بعدم تکريس النظرة الخاطئة عن المرأة وتبخيسها، وحصر مهامها واهتماماتها فى أمور التجميل والأزياء ⁽²⁸⁾ .

ولاشک أنهناکوعياًبأنتقديمالمرأةبالشکلالذىيليقبها فىوسائلالإعلاملنيتحققبينعشيةوضحاها،مثلأنهلنيتحققنتيجةجهدفردىتقوم بهجهةدونأخرىبلهوعمليةمتکاملةيجبأنتتشارکفيهاجميعالمؤسسات وجميعالقطاعاتوجميعالمکوناتالمجتمعيةلتعملعلىتعزيزالوعىالسليمبدورالمرأة وبمرکزيتهفىتطورونهضةالمجتمع ⁽²⁹⁾ .

 

 

الإطار المنهجى للدراسة:

نوع الدراسة:

تعتبر هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية المقارَنة التى تهدف إلى وصف الظاهرة والتعرف على عناصرها ومکوناتها؛ عن طريق جمع المعلومات وتحليلها بما يتيح تقديم صورة دقيقة وموضوعية عن الظاهرة.

 منهج الدراسة:

تعتمد الدراسة على منهجين:

 منهج المسح الإعلامى:باعتباره أنسب المناهج ملائمَة للدراسات الوصفية، ويستهدف تسجيل، وتحليل وتفسير الظاهرة، بعد جمع البيانات اللازمة والکافية عنها وعن عناصرها؛ من خلال مجموعة من الإجراءات المنظــﱢـمة، التى تحدد نوع البيانات، ومصدرها وطرق الحصول عليها، وينقسم المنهج إلى شقـﱠـين: الشقُّ الوصفى، الذى يحاول وصف الظاهرة محل الدراسة والشقُّ التحليلى، الذى يحاول شرح وتحليل الظاهرة وأسبابها ⁽³⁰⁾ .

المنهج المقارَن:

وتوظــﱢـف الدراسة المنهج المقارَن فى:

1. المقارنة بين صورة المرأة السعودية فى الصحف الثلاث عينة الدراسة.
2. المقارنة بين صورة المرأة السعودية فى الإعلام التى أسفرت عنها نتائج الدراسات السابقة التى تمت قبل رؤية 2030 وصورة المرأة السعودية التى أظهرتها الدراسة الحالية بعد رؤية 2030.

حدود الدراسة:

حدود موضوعية: عَنيت الدراسة ببيان صورة المرأة السعودية فى الصحافة العربية بعد انطلاق رؤية 2030.

حدود زمنية: الفترة من 1/12/2019 إلى 15/1/2020.

حدود مکانية: المملکة العربية السعودية.

مصطلحات الدراسة:

رؤية 2030:

رؤية السعودية 2030 هى خطة ما بعد النفط للمملکة العربية السعودية  التى أعلنها سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان فى 25 إبريل 2016، وتعتمد على ثلاثة محاور؛ مجتمع حيوى، اقتصاد مزدهر ووطن طموح، وهى تستند إلى مقوﱢمات المملکة ومکامن قوﱠتها لدعم المواطنين فى تحقيق تطلعاتهم ⁽³¹⁾.

 

 

التعريف الإجرائى لصورة المرأة السعودية:

هى تلک السمات والصفات والأبعاد التى تُقدﱢم من خلالها الصحافةُ العربية المرأةَ السعودية لتکريسها فى أذهان الجمهور.

تعريف إجرائى الصحافة العربية:

الصحف اليومية التى تصدر بالدول العربية ولها مواقع إلکترونية على شبکة الإنترنت.

الدراسة الاستطلاعية:

• §        تم اختيار ثلاث دول عربية خارج الخليج العربى لنرى انعکاساً لصورة المرأة السعودية خارج مجتمعها الخليجى، وتم اختيار الثلاث دول لتُمثـﱢـل العالم العربى (مصر والأردن وتونس) من مشرقه إلى مغربه دولاً مستقرة ًسياسياً، وصحافتها منتظمة فى الصدور، حققت فيها المرأة أشواطاً من الإنجارات ولديها اهتمام خاص بحقوق المرأة.

  أما عن اختيار عينة الصحف فجاء بعد دراسة استطلاعية أُجريت فى الفترة من 1\11\2019 إلى 15\11\ 2019 على عدد 20 موقع لصحف (حکومية وخاصة) فى الثلاث دول وتوصلت الدراسة الاستطلاعية إلى عدة نتائج:

1. تفاوت اهتمام الصحف بقضايا المرأة السعودية ما بين قوى وضعيف.
2. تفاوتت أهمية الصحف من حيث الانتشار والتأثير.
3. کان هناک اهتمام عام من قِــبَل الصحف برصد المتغيرات الجذرية التى حققتها المرأة السعودية بانطلاق رؤية 2030.
4. جاءت قضية قيادة المرأة للسيارة کأهم القضايا التى أبرزتها الصحف.
5. بعص الصحف کانت ذات اهتمام موسمى بقضايا المرأة السعودية.

 وبناء على نتائج الدراسة الاستطلاعية تم تحديد عدة معايير أساسية لاختيار صحف العينة:

1. الصحف الأکثر اهتماماً بقضايا المرأة السعودية من حيث کم المواد الصحفية المنشورة.
2. الصحف ذات الاهتمام المستمر بقضايا المرأة السعودية على المدى الزمنى الطويل.
3. الصحف الأکثر تأثيراً وانتشاراً فى بلدانها.
4. تم استبعاد الصحف ذات الاهتمام الموسمى بالمرأة السعودية والتى ارتبط تناولها بصدور قوانين أو قرارات فقط، کما تم استبعاد الصحف ذات التأثير المحدود.

وانتهت الدراسة الاستطلاعية إلى اختيار الصحف التى تنطبق عليها المعايير السابقة وهم (موقع صحيفة الأهرام المصرية ، موقع صحيفة الرأى الأردنية، موقع صحيفة الشروق التونسية).

 

الإطار الإجرائى للدراسة:

مجتمع الدراسة:يتمثل مجتمع الدراسة فى الصحف العربية بمواقعها الإلکترونية.

عينة الدراسة:

تتمثل عينة الدراسة وفقاً لنتائج الدراسة الاستطلاعية فى ثلاث صحف عربية (موقع صحيفة الأهرام المصرية، موقع صحيفة الرأى الأردنية، موقع صحيفة الشروق التونسية).

• §        تم البحث فى أرشيفات المواقع الإلکترونية للصحف الثلاث عينة الدراسة وتم تحديد فترة ثلاث سنوات من 25\4\2106 إلى 25\4\2019 أى منذ انطلاق رؤية 2030 وحتى عام 2019 کأحدث فترة زمنية.
• §         تم البحث باستخدام الکلمات المفتاحية (المرأة السعودية)، وتم تحليل کافة المواد الصحفية التى ظهرت فى نتائج البحث أى حصراً شاملاً لکافة النتائج، وهذا التمثيل يضمن صدق نتائج الدراسة التى يمکن تعميم نتائجها بحکم أنه لم يتم استبعاد أيَّا من المواد الصحفية.

جدول (أ) تعريف بصحف العينة ومواقعها الإلکترونية

 

أدوات جمع البيانات:

 تم توظيف أداة تحليل المضمون بشقيها الکمى، والکيفى فى تحليل المواد الصحفية التى نشرتها المواقع الإلکترونية للصحف العربية عينة الدراسة، للوقوف على کثافة التناول، وتفسيرات طرح صورة المرأة السعودية المـُــقدَّمة.

 

وحدات التحليل والقياس:

 (وحدة العدﱢ: هى الموضوع - وحدة القياس: الفکرة  داخل المحتوى)

تعتبر وحدة الموضوع هى الوحدة الأساسية للتحليل فى هذه الدراسة، وهى من أهم وحدات التحليل فى تحليل المضمون لأنها تکشف عن الآراء والاتجاهات الرئيسية فى المواد الصحفية.

إجراءات صدق وثبات أدوات التحليل:

صدق الاستمارة:

تم بصميم استمارة تحليل المضمون بالاستفادة من الدراسات السابقة، والاعتماد على نتائج الدراسة الاستطلاعية، ثم اتبعت إجراءات التحقق من صدق الاستمارة من خلال تحکيم  مجموعة من أساتذة الإعلام، وتم استيفاء کافة الملاحظات التى أبدوها من أجل أن تکون الاستمارة أکثر دقة ووضوحاً.   

إجراءات الثبات:

لحساب درجة الثبات فى الدراسة تم إعادة تحليل مضمون عينة فرعية من إجمالى المادة التحريرية لمواقع الصحف العربية الثلاث عينة الدراسة بنسبة 10% تقريبا من إجمالى عينة الدراسة التى بلغت (109) مادة صحفية  بواقع (11) مادة تحريرية، وقد بلغ متوسط مُعامِل الثبات فى تحليل مواقع الصحف 93%، وهى نسبة مقبولة فى البحوث الإعلامية.

المعالجة الإحصائية للبيانات:

• §        اعتمدت الدراسة على التکرارات والنسب المئوية فى إطار برنامج spss  .

النتائج :

جدول رقم (1) يوضح القضايا المتعلقة بصورة المرأة السعودية التى طرحتها صحف العينة

يوضح الجدول السابق القضايا المتعلقة بصورة المرأة السعودية التى تناولتها الصحف العربية عينة الدراسة خلال فترة الدراسة ثلاث سنوات منذ انطلاق رؤية 2030، وجاءت صحيفة الأهرام فى مقدمة صحف العينة من حيث الاهتمام بقضايا المرأة السعودية وکم المواد التحريرية بنسبة 49,5%، وجاءت فى المرتبة الثانية صحيفة الرأى الأردنية 32,2% ، وفى المرتبة الثالثة والأخيرة صحيفة الشروق التونسية بنسبة 18,3%:

أولاً: قيادة السيارة

جاءت قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة فى مقدمة القضايا بنسبة 48,6% حيث شهدت اهتماماً کبيراً من صحف العينة جعلها تُقارب نصف المواد الصحفية التى تم تحليلها خلال فترة الدراسة، وجاء مضمون ما تم نشره داعماً ومؤيداً بشدة لهذه الخطوة الهامة التى رأى البعض أنها تأخرت ورأى البعض الآخر أنها بداية لمزيد من الإصلاحات التى سوف تشهدها المرأة السعودية.

جاءت صحيفة الأهرام فى مقدمة صحف العينة من حيث الاهتمام بقضية قيادة السيارة بنسبة 57,4% وقدمت الصحيفة تغطية إيجابية للقضية، فرحبت بقرار السماح للمرأة السعودية، ووصفته بالتاريخى وتضمنت التغطية مواد صحفية لإشادات مصرية من نواب فى البرلمان المصرى وشخصيات قيادية منها شيخ الأزهر، وأمريکية من الرئيس ترامب وابنته إيفانکا التى غرَّدت على تويتر داعمة قرار السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة فضلاً عن تصريحات داعمة من سفراء المملکة فى مصر وأمريکا لبيان أهمية القرار، کما أبرزت التغطية تأييد هيئة کبار العلماء بالسعودية للقرار فنقلَت عنهم "قيادة المرأة للسيارة مصلحة راجحة"، کما اهتمت الصحيفة بنقل الدعم الذى تلقَّته المرأة السعودية على توتير حيث نشرت خبراً بعنوان هاشتاج المرأة السعودية تسوق يتخطى النصف مليون تغريدة، ونقلت الصحيفة ما ينشر على تويتر سواء من وسومات (هاشتاجات) أو تغريدات لمشاهير داعمة  للقرار، وأعادت نشر مقاطع فيديو نُشِرت على توتير لعدد من السعوديات يقُدنَ سياراتهنَّ بعد تنفيذ القرار، وکان فى مقدمتهنَّ الأميرة ريم نجلة الملياردير الأمير الوليد بن طلال.

 کما اهتمت الصحيفة بنقل تفاصيل الحدَث فنشرت عن أول معرض للسيارات مخصص للنساء وأول مدرسة نسائية لتعليم قيادة السيارة، وعلى الجانب الآخر نشرت الصحيفة تقريراً واحداً فقط عن بعض التخوفات من قيادة المرأة تمثَّلت فى الحوادث والتحرُّش والشجار مع الرجال واعتبرتها أهم التحديات التى تواجه قيادة المرأة للسيارة.

جاءت صحيفة الشروق التونسية فى المرتبة الثانية بنسبة 50%، وغلَب الاتجاه السلبى على تغطية الصحيفة لقضية قيادة السيارة، فرغم الترحيب بقرار السماح بقيادة السيارة ووصفها له بأمر ملکى تاريخى واعتبرته حقاً للنساء، والتأکيد على ترحيب الداخل السعودى بالقرار وفى مقدمتهم هيئة کبار العلماء ونشر مقاطع فيديو لسعوديات يقُدنَ سياراتهنَّ إلا أن الصحيفة رکزت بوضوح وفى عدد متکرر من الأخبار والتقارير على الحوادث التى قامت بها السعوديات فنشرت خبراً بعنوان "إحداهنَّ دخلت فى صيدلية غرائب أول يوم قيادة للسعوديات" وخبر آخر عن قتيل فى أول حادث مرور ترکتبه امرأة، وخبر عن حادث تصادم لأول امرأة سعودية تحصل على رخصة، وتعکس هذه التغطية تغليب الإثارة على الدور الرئيس للصحافة کوسيلة لدعم مکانة وحقوق المرأة کشريک فى التنمية.

جاءت صحيفة الرأى الأردنية فى المرتبة الثالثة من حيث عدد الموضوعات المنشورة بنسبة 34,4% وقدمت الصحيفة تغطية متوازنة فجمعت بين تأييد القرار من جهة وإلقاء الضوء على المخاوف داخل المجتمع السعودى من جهة أخرى حيث رحبت صحيفة الرأى بقرار السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة واعتبرت أن السعوديات بهذا القرار يدخلنَ عهداً جديداً فنشرت تقريراً بعنوان "عهد جديد فى انتظار السعوديات مع رفع الحظر عن قيادة  السيارات"  أشارت فيه إلى أن الحظر الذى کان يُنظَر له على أنه رمز لقمع المرأة ينتهى اليوم، وأن رفع الحظر يأتى فى إطار إصلاح اقتصادى واجتماعى خطط له ولى العهد،کما نقلت أيضاً الدعم الأمريکى الرئاسى للقرار إلا أنها رکزت أيضاً على مخاوف وربما رفض لبعض قطاعات المجتمع السعودى للقرار فنشرت تحقيقاً بعنوان "رجال سعوديون ما زالوا يرفضون قيادة المرأة للسيارة" وأخباراً أخرى عن جدل واسع فى السعودية بعد إحراق سيارة امرأة، کما نشرت عن انتقادات أثارتها صورة أميرة سعودية خلف مقود سيارة على غلاف مجلة "فوغ".

ويتضح من التحليل السابق لقضية قيادة السيارة فى صحف العينة الثلاث أنها:

1. اتفقت فى الترحيب بالقرار ورصد الآراء الداعمة له سواء داخل المملکة وبلد الصحيفة وأمريکا.
2. اتفقت فى الاهتمام برصد صدى القرار على موقع تويتر وما نُشر عليه من آراء سواء للجماهير أو النُّخبة على حد سواء  فضلاً عن إعادة نشر مقاطع الفيديو التى تُنشر على تويتر.
3. اختلفت الصحف عينة الدراسة فى طريقة الرصد والمعالَجة ؛ فبينما اتخذت صحيفة الأهرام الاتجاه الداعم والمؤيد فقط، اهتمت صحيفة الرأى الأردنية إلى جانب الترحيب بالآراء الرافضة والمتخوفة من القرار، وإن کان بشکل محدود، ومن جهة أخرى اهتمت صحيفة الشروق التونسية بتفاصيل وأخطاء الفترة الأولى لممارسة السعوديات لقيادة السيارة والتى شهدت عدداً من الحوادث، وهنا نشير إلى أن الاهتمام المبالَغ برصد تلک الحوادث والذى يُعد فى الأصل أمراً طبيعياً يعکس ربما رغبة فى نشر الأخبار الأکثر إثارة والنظر لقيادة السيارة على أنه نوع من الرفاهية وليس حقاً من حقوق المرأة السعودية.

جاء فى المرکز الثانى قضية اقتحام المرأة السعودية لمجالات عمل جديدة (لأول مرة) بنسبة 15.5% فقد اهتمت الصحف الثلاث عينة الدراسة بإبراز مجالات العمل الجديدة التى اقتحمتها المرأة السعودية بنجاح وأشارت فى مضمون ما نشرته إلى أن فتح مجالات عمل جديدة أمام المرأة السعودية جاء لتمکينها من العمل فى وظائف لم تکن متاحة لها من قبل، ورفع نسبة مشارکتها فى سوق العمل بما يتواکب مع رؤية المملکة 2030 بهدف تمکين المرأة من ممارسة دورها القيادى فى تنمية المجتمع.

جاءت صحيفة الرأى الأردنية فى المقدمة بنسبة 20% ونشرت الصحيفة مجموعة من الأخبار بدأت جميعها بـــــــ (لأول مرة) عن مجالات عمل تدخلها المرأة السعودية لأول مرة وکان منها (مذيعة تقدﱢم "النشرة الرئيسية" بالقناة السعودية الرسمية، سعوديات فى مهنة المراقبة الجوية، المرأة السعودية على خشبة المسرح، سعوديات يتحضرن للعمل کسائقات أجرة) وهو ما يعکس اهتمام الصحيفة بهذه الخطوات الهامة والإنجازات فى المسار التنموى للمرأة السعودية.

کانت صحيفة الشروق التونسية فى المرتبة الثانية بنسبة 15%  ونشرت عن أول مذيعة فى تاريخ القناة السعودية الرسميةالسعودية، والسماح للمرأة بتعلم أصول الإنشاد والغناء الشعبى واعتبرتها خطوة غير مسبوقة تجاه المرأة السعودية.

جاءت صحيفة الأهرام فى المرتبة الثالثة بنسبة 12.9% فنشرت مجموعة من التقارير والأخبار عن اقتحام المرأة السعودية لمجالات العمل غير النمطية، وکان منها دخول المرأة السعودية لأول مرة وزارة العدل ودخولها للعمل بعمليات الطوارئ خلال الحج.

جاء فى المرکز الثالث قضية تمکين المرأة السعودية وتعزيز حقوقها بنسبة 9.2% وتفاوت اهتمام الصحف الثلاث عينة الدراسة بقضية التمکين وتصدرت صحيفة الأهرام صحف العينة بنسبة 11,1% فنشرت مجموعة تقارير عن تمکين المرأة السعودية اجتماعياً واقتصادياً من خلال استعراض الحقوق والمکتسبات التى حققتها بانطلاق رؤية 2030، والقرارات التى تبعتها بدءاً من السماح بقيادة السيارة ودخولها للعديد من مجالات العمل الجديدة، وتبوُّأُها العديد من المناصب القيادية واعتبرت عامى 2017\2018 فترة مکاسب ومناصب وحقوق ونقطة تحول للمرأة السعودية.

جاءت صحيفة الرأى الأردنية فى المرتبة الثانية بنسبة 8.6% ونشرت خبراً عن إشادة ميلانا ترامب بتمکين المرأة السعودية، و مقالاً عن تمکين المرأة السعودية واعتبرته قفزة حضارية، وجاءت صحيفة الشروق فى المرتبة الأخيرة بنسبة 5% بخبر واحد فقط.

جاء فى المرکز الرابع قوانين وقرارات لرفع القيود عن المرأة السعودية بنسبة 8,3% حيث اهتمت الصحف عينة الدراسة بالقرارات التى صدرت مواکِبة لرؤية 2030 واستهدفت رفع القيود عن المرأة السعودية على المستوى الاجتماعى والاقتصادى، جاءت صحيفة الشروق فى المقدمة بنسبة 10%  تليها الأهرام بنسبة 9.3% وأخيراً صحيفة الرأى الأردنية بنسبة 5.7% وتشابهت تغطية الصحف الثلاث فنشرت أخباراً عن تمکين المرأة السعودية من الخدمات دون اشتراط موافقة ولى أمرها منها (بدء عمل تجارى)، واعتبرتها ضمن خطة الإصلاح التى يقودها ولى العهد کما نشرت عن (إشعار النساء بطلاقهن عبر رسائل نصية).

جاء فى المرکز الخامس قضية اللباس والزىﱢ بنسبة 7,3% وکان لصحيفة الرأى الأردنية الاهتمام الأکبر بقضية اللباس أو زى المرأة السعودية فجاءت فى المقدمة بنسبة 17.1% فنشرت أخباراً تعکس تحولاً فى الرؤية القديمة لزى للمرأة السعودية والتأکيد من خلال تصريحات متتالية على عدم ضرورة الالتزام بالعباءة کان منها تصريحات لولى العهد أن العباءة ليست شرطاً والأهم الحشمة، وتصريح آخر للشيخ الغامدى يقول فيه أن العباءة ليست من صميم تعاليم الإسلام، وخبر يصرح فيه عضو بهيئة کبار العلماء فى السعودية أنه لا يجب إلزام النساء بالعباءات، وخبر يؤکد فيه المغامسى أن تغطية الوجه من الأمور الخلافية.

اختلفت معالجة صحيفة الشروق التونسية التى جاءت فى المرتبة الثانية بنسبة 10% فقد ألقت الضوء على نماذج لبعض السعوديات ظهرنَ فى مقاطع فيديو على الإنترنت غير ملتزمات بالزى التقليدى (العباءة)؛ القضية الأولى عرفت "بفتاة التنورة" وهى فتاة سعودية ظهرت فى تسجيل فيديو انتشر على الإنترنت مرتدية تنورة قصيرة أثناء تجولها فى أماکن أثرية، أما القضية الثانية کانت عن التحقيق مع مذيعة تلفزيونية لظهورها بملابس "غير محتشمة" أثناء مقطع فيديو لها عن قيادة السيارة.

ولم تتعرض صحيفة الأهرام لهذه القضية، وتشير النتائج السابقة إلى أن زىَّ المرأة السعودية وشکلها الخارجى مازال يحتل اهتماماً لدى الصحف العربية أکثر من قضايا أخرى متعلقة بعمق مشارکتها فى الشأن العام، وتم استعراض قضية الزىﱢ إما باعطائها طابعاً دينياً بالکامل أو برصد بعض المخالفات رغم کونهنَّ استثناء. 

جاءت نماذج قيادية مُلهِمة فى المرتبة السادسة بنسبة 6,4% وقد جاءت صحيفة الأهرام فى المقدمة بنسبة 7,4%  وألقت الضوء على النماذج النسائية السعودية المـُلهِمة فنشرت مجموعة من التقارير الإخبارية عن نساء سعوديات فى مناصب قيادية کان منهنَّ ("مشاعل" مهندسة صواريخ نووية فى ناسا، فاطمة باعشن أول امرأة تتولى منصب المتحدث باسم السفارة السعودية بواشنطن، دليل الشمرى ثانى رئيسة بلدية فى السعودية) کما رصدت الصحيفة فى تقرير لها تجارب حية وقصص نجاح مُلهِمة تُعزﱢزُ مکانة المرأة السعودية فى مجال الطب، فضلاً عن تقرير إخبارى مطول عن صدور الأمر الملکى بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود سفيرة لدى الولايات المتحدة الأمريکية، لتکون أول امرأة سعودية يتم تعيينها سفيرة فى تاريخ المملکة، ولا شک أن الاهتمام بإبراز النماذج القيادية والمـُلهِمة من شأنه ترسيخ صورة إيجابية وغير نمطية عن المرأة السعودية.

أما صحيفة الرأى الأردنية فنشرت خبرين، وجاءت صحيفة الشروق التونسية بخبر وحيد عن تعيين الأميرة ريما.

جاءت قضية دخول المرأة السعودية الملاعب فى المرتبة السابعة بنسبة 2.8% وتطابقت التغطية فى صحف الدراسة الثلاث حيث نشرت کل صحيفة خبراً واحداً عن دخول المرأة السعودية الملاعب واعتبرته خطوة جيدة.

جاءت قضية إسقاط الولاية فى المرتبة الثامنة والأخيرة بنسبة 1.8% وقد انفردت صحيفة الرأى الأردنية بالنشر عن قضية إسقاط الولاية؛ فنشرت تقريرين عن رغبة قوية لدى النساء السعوديات فى إسقاط نظام الولاية؛ التقرير الأول عن عريضة سعودية للمطالَبة بإسقاط ولاية الرجل على المرأة تدعو الملک سلمان لإسقاط ولاية الرجل التى تمنع النساء من العمل أو الدراسة أو السفر دون موافقة ولى الأمر، والتقرير الثانى جاء نقلاً عن صحيفة نيويورک تايمز عن عرض الفيلم الوثائقى "النساء أولاً" الذى يتناول أول انتخابات سعودية سُمـِحَ فيها للنساء بالتصويت والترشح، وتضمَّن التقرير ردوداً لسعوديات ترکزت على الاستياء من نظام ولاية الأمر جاء بعنوان "6 آلاف سعودية يتحدثن عن همومهن لـ نيويورک تايمز"، ويمکن تفسير محدودية النشر فى قضية إسقاط الولاية لأنها تُعتبر من القضايا المسکوت عنها وقد تثير حساسية نظراً لخصوصيتها، کما أنها تُعتبر شأناً داخلياً للمملکة يَصعُب التدخل فيه من قِبَل صحف الدول الأخرى.

جدول رقم (2) يوضح الصفات التى أطلقتها صحف العينة على المرأة السعودية

يوضح الجدول السابق الصفات التى أطلقتها صحف العينة على المرأة السعودية وجاء فى المرکز الأول صفة محقـﱢـقة إنجازات ومکتسَبات بنسبة 24,8% وجاء فى المرکز الثانى عنصر مهم فى قوة المملکة بنسبة 18,3% وفى المرتبة الثالثة أحرزت تقدماً على صعيد حقوقها بنسبة 16,5% وفى المرتبة الرابعة شريکة فى التنمية بنسبة 12,8% وفى المرتبة الخامسة نموذج مُلهِم بنسبة 6,4% وفى المرتبة السادسة قيادية بنسبة 6,4% وفى المرتبة السابعة متفوقة ومبدعة بنسبة 3,7% وفى المرتبة الثامنة مطالِبة بحقوقها بنسبة 5,5% وفى المرتبة التاسعة جاءت ثلاث صفات بنفس النسبة 1,8% بدون خبرة ومرتبکة ومضطهَدة ومتمردة .

وجاءت الصفات السابقة مرتبطة بطبيعة وسياق القضايا التى رسمت صورة المرأة السعودية فى صحف العينة التى تم رصدها؛ فنجد أن صفات (محقـﱢـقة إنجازات وصفة أحرزت تقدماً على صعيد حقوقها وصفة مطالِبة بحقوقها) ارتبطت فى الأغلب بقضية قيادة السيارة ودخول الملاعب وقرارات السماح ببعض الخدمات دون اشتراط موافقة ولى الأمر، فضلاً عن التقارير الخاصة باستعراض مُکتسَبات المرأة السعودية، ولأن هذه الأبعاد من صورة المرأة السعودية أخذت النسب الأعلى فى النشر جاءت هذه الصفات متقدمة.

صفات (عنصر مهم فى قوة المملکة وشريکة فى التنمية ومتفوقة وريادية) ارتبطت بالأخبار الخاصة باقتحام المرأة السعودية لمجالات عمل جديدة والعمل فيها لأول مرة منها (مذيعة تُقدم "النشرة الرئيسية" بالقناة السعودية الرسمية، سعوديات فى مهنة المراقبة الجوية، المرأة السعودية على خشبة المسرح، سعوديات يتحضرنَ للعمل کسائقات أجرة، العمل لأول مرة فى وزارة العدل وکذلک عمليات الطوارئ خلال الحج فى مشروع قطار الحرمين السريع) فضلاً عن قرارات السماح ببدء عمل تجارى دون اشتراط ولى الأمر و جهود تمکينها اقتصادياً واجتماعياً.

صفات(قيادية ونموذج مُلهِم) ارتبطت فى الأغلب بالنساء السعوديات اللاتى حققنَ نجاحاتٍ مهنية وشغلنَ مناصباً قيادية، وأبرزتهن َّالصحف عينة الدراسة فى الأخبار والتقارير المختلفة، منهنَّ على سبيل المثال( فاطمة باعشن أول امرأة تتولى منصب المتحدث باسم السفارة السعودية بواشنطن، المهندسة مشاعل الشميمرى أول فتاة سعودية تلتحق بوکالة "ناسا"، دليل خلف الشمرى ثانى رئيسة بلدية فى السعودية ، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود سفيرة لدى الولايات المتحدة الأمريکية، الدکتورة تماضر الرماح فى منصب نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وتعيين إيمان بنت عبدالله الغامدى مساعد رئيس بلدية محافظة الخبر لتقنية المعلومات ورئاسة قسم الخدمات النسائية).

ارتبطت صفة بدون خبرة ومرتبکة بالحوادث التى حدثت من النساء خلال الفترة الأولى من السماح بقيادة السيارة، وجاءت صفة مضطهَدة مرتبطة بقضية إسقاط الولاية التى رصدتها صحيفة الرأى الأردنية، ارتبطت صفة متمردة بفتاة التنورة وقضية رهف، وجاءت هذه الصفات السلبية بنسبة 5,4%.

وتکشف النتائج السابقة عن تحول واضح فى الصفات التى ترسم صورة المرأة السعودية مقارَنة بنتائج الدراسات السابقة فهى صفات إيجابية بنسبة تتعدى 90%، وهذه الصفات ترى المرأة (شقيقة الرجل) وشريکة فى نهضة بلادها ومسئولة يفخر بها، وهى صفات تحمل رؤية جديدة للمرأة فرضتها رؤية 2030.

جدول رقم (3) يوضح أدوار المرأة السعودية فى الصحف عينة الدراسة

يوضح الجدول السابق أدوار المرأة السعودية التى قدمتها الصحف عينة الدراسة، وجاء فى المرکز الأول قائدة سيارة بنسبة 46,8%، ويرجع تقدُّم هذا الدور لطغيان قضية قيادة السيارة على المادة المقدَّمة والمتعلقة بصورة المرأة السعودية فى الصحف عينة الدراسة، جاء فى المرکز الثانى امرأة عاملة بنسبة 23.9% ويمکن تفسير تقدُّم هذا الدور باهتمام صحف العينة برصد الواقع المهنى الجديد للمرأة السعودية حيث دخلت لأول مرة العديد من المهن التى کانت حکراً على الرجال، کما سُمـِح لها ببدء مشروع تجارى دون اشتراط موافقة ولى الأمر لتساهم بثِقَل فى القوة الاقتصادية للمملکة کما نصَّت رؤية 2030، وجاء فى المرکز الثالث مواطِنة بنسبة 7,3% وارتبط هذا الدور بحقوق ومکاسب المرأة السعودية التى حققتها کشريکة فى الوطن، جاءت بعد ذلک وبنسب متقاربة وصغيرة مجموعة من الأدوار التى أبرزتها صحف العينة فى أخبار وتقارير مفصلة نظراً لأهميتها، فجاءت سفيرة ومذيعة وزوجة وأم فى المراکز الرابع والخامس والسادس وبنسبة 3,7%، والسفيرة هى الأميرة ريما بنت بندر التى عُينَت سفيرة لخادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريکية، وارتبط دور المذيعة بخبر تعيين أول مذيعة فى القناة السعودية الرسمية والمذيعة التى نشرت على تويتر مقطع فيديو وهى تقود سيارتها، وارتبط دور الزوجة والأم بالقرارات الخاصة بحق المرأة السعودية فى الحضانة والنفقة، وجاء فى المرکز السابع دور مشجعة فى الملاعب بنسبة 2,8%، وجاءت أدوار رئيسة بلدية وکاتبة وشاعرة وناشطة فى المراکز الثامن والتاسع والعاشر بنفس النسبة 1,8%، ورئيسة البلدية هى دليل خلف الشمرى، وجاءت أدوار متحدثة باسم السفارة ومهندسة صواريخ وطبيبة فى المراکز الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر بنفس النسبة 0.9%، والمتحدثة باسم السفارة هى فاطمة باعشن أول امرأة تتولى منصب المتحدث باسم السفارة السعودية بواشنطن، ومهندسة الصواريخ هى مشاعل الشميمرى أول فتاة سعودية تلتحق بوکالة "ناسا"، أما الطبيبة فقد أفردَت صحيفة الأهرام تقريراً عن مجموعة من الطبيبات السعوديات الأکثر نجاحاً فى مجالهنَّ.  

تشير النتائج السابقة بوضوح إلى أن الأدوار التى رَسمت صورة المرأة السعودية فى الصحف عينة الدراسة هى أدوار غير نمطية وبالتالى ترسم صورة غير نمطية فهى أدوار لا تحصُر المرأة السعودية داخل المنزل، بل بالعکس ترتبط بکونها شريکة فى التنمية وقوة اقتصادية، وهى أدوار تنوعت بين ممارسة حقها فى القيادة وامرأة عاملة فى أغلب الأحوال، فضلاً عن شَغل أدوار ومناصب قيادية وهو ما يُعدُّ تحولاً استراتيجياً فى الأدوار المنسوبة للمرأة السعودية فى وسائل الإعلام.

 

جدول رقم (4) يوضح الأشکال التحريرية التى استخدمتها الصحف عينة الدراسة

يوضح الجدول السابق الأشکال التحريرية التى وظفتها الصحف عينة الدراسة فى عرض صورة المرأة السعودية، وجاء فى المقدمة الخبر بنسبة 54,1%،  وجاء التقرير الخبرى فى المرتبة الثانية بنسبة 39,4% وهو ما يعکس اهتمام صحف العينة بعرض تفاصيل القرارات والأحداث المتعلقة بالمرأة السعودية، وجاء فى المرتبة الثالثة المقال بنسبة 3,7% وهى نسبة ضعيفة جداً رغم أهمية قضية المرأة السعودية نظراً للتحولات الاستراتيجية التى تشهدها واحتياجها للتفسير والتحليل، واکتفت کلّاً من صحيفتى الأهرام والشروق بمقال واحد فقط فى حين نشرت صحيفة الرأى مقالين، وجاءت المقالات الأربعة مؤيدة ومدعـﱢـمة بشدة للتغيرات الجوهرية التى تشهدها المرأة السعودية ومتفائلة بمستقبل واعد، ووصَفَ مقال صحيفة الأهرام التغييرات بأنها رياح التغيير واعتبرها مقال صحيفة الشروق ثورة فى السعودية، ووصفها مقالا صحيفة الرأى بالقفزة الحضارية والمقال الثانى بأنها تحوُّل فى الصورة الذهنية للمرأة السعودية، والملاحَظ هنا أن کُتَّاب المقالات الأربعة رجال ولم تشارک کاتبات نساء فى کتابة المقالات.

جاء الحديث الصحفى بنسبة 1,8% وتمثَّل فى حديثين أجرَتهما صحيفة الأهرام المصرية مع مثقفات سعوديات، الحديث الأول کان مع الکاتبة السعودية زينب إبراهيم الخضيرى ويعتبر من أکثر المواد التحريرية التى قدمتها صحيفة الأهرام جرأة لتعرضه للصعوبات التى تواجه المرأة فى الوسط الثقافى بسبب العادات والتقاليد والهيمنة الذکورية، الحديث الثانى أجرَته الصحيفة مع الشاعرة والکاتبة بديعة کشغرى عن قرار السماح بقيادة السيارة وتطلعات المرأة السعودية، وتعکس تلک الحوارات فرصة استثنائية لأن تعبـﱢـر المرأة السعودية عن نفسها وعن واقعها فى الصحف العربية.

جاء التحقيق فى المرتبة الرابعة والأخيرة بنسبة 0.9%  وتمثـﱠـل فى تحقيق واحد نشرته صحيفة الرأى الأردنية بعنوان "رجال سعوديون ما زالوا يرفضون قيادة المرأة للسيارة" عرَض التحقيق وجهات نظر متباينة إزاء قضية قيادة السيارة ما بين مؤيد ومعارض.

 وتشير النتائج السابقة إلى غلبة الطابع الخبرى على المواد التحريرية التى غطت قضايا المرأة السعودية بالصحف العربية الثلاث عينة الدراسة، وإن کان الخبر فى المقدمة إلا أن التقرير الإخبارى جاء بنسبة مرتفعة أيضاً مما يوضح رغبة الصحف فى عرض تفاصيل القرارات والتحولات فى أوضاع المرأة السعودية کونها أحداثاً هامة تمثـﱢـل تحولاً استراتيجياً فى مسارها، من جهة أخرى جاءت مواد الرأى المتمثلة فى الحديث الصحفى والتحقيق والمقالات محدودة للغاية أى أن التغطية التحريرية قلَّ فيها التفسير والتحليل وغَلَب عليها النقل والمتابعة، وقد يرجع ذلک لترکيز وانخراط کُتَّاب المقالات فى الدول العربية الثلاث على الشأن الداخلى خاصة وأن المنطقة العربية بالکامل تشهد أحداثاً سياسية غير مسبوقة منذ اندلاع ما سُمى بالربيع العربى.

جدول رقم (5) يوضح اتجاه المعالجة لصورة المرأة السعودية فى صحف العينة

يوضح الجدول السابق اتجاه معالجة الصحف الثلاث عينة الدراسة لصورة المرأة السعودية وجاء فى المقدمة الاتجاه الإيجابى بنسبة 82.9% حيث غَلَب التأييد والدعم والترحيب على تغطية الصحف لصورة المرأة السعودية، ويمکن تفسير غلبة الاتجاه الإيجابى على صورة المرأة السعودية إلى فرض رؤية 2030 نفسها على واقع المرأة السعودية وتغييره وتحقيقها مکاسباً وانجازاتٍ غير مسبوقة، وجاء الاتجاه السلبى فى المرتبة الثانية بنسبة 11,4% وشمل أخباراً عن حوادث أثناء قيادة السيارة وإسقاط الولاية وقضية رهف وظهور نساء سعوديات غير ملتزمات بالحشمة مثل فتاة التنورة والمذيعة فى تقرير عن قيادة السيارة، وجاء الاتجاه المتوازن فى المرتبة الثالثة بنسبة 5,7% وارتبط ببعض التقارير التى عرضت وجهتى النظر ما بين مؤيد ومعارض للتطورات التى شهدتها المرأة السعودية.

جدول رقم (6) يوضح القوى الفاعلة فى النص

يوضح الجدول السابق القوى الفاعلة فى النص المتعلقة بصورة المرأة السعودية فى الصحف الثلاث عينة الدراسة، جاء الملک فى مقدمة القوى الفاعلة بالنص فى المواد التحريرية المتعلقة بصورة المرأة السعودية بنسبة 33% وجاء کمصدر للقرارات والقوانين الخاصة بتمکين المرأة السعودية (قيادة السيارة، السماح بدخول مجالات عمل جديدة، تمکين المرأة من بعض الخدمات دون الحاجة لموافقة ولى الأمر، تعيين بعض النساء فى مناصب عليا)، وجاء فى المرتبة الثانية سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان بنسبة 26,6%  وجاء کقوى فاعلة بصفته المسئول الأول عن رؤية 2030 التى اعتبرتها الصحف الثلاث عينة الدراسة السبب الرئيس ونقطة تحول استراتيجى فى مسار المرأة السعودية استهدفت تمکين المرأة السعودية اجتماعياً واقتصادياً، جاءت المرأة السعودية کقوى فاعلة فى النص فى المرتبة الثالثة بنسبة 18,3% استطاعت أن تقتحم مجالات عمل وتعتلى مناصباً قيادية وتقود السيارة وتشجع فى الملاعب وکشريکة فى التنمية تُسهِم فى نهضة بلادها، جاء فى المرتبة الرابعة رجال الدين (الشيوخ وهيئة کبار العلماء) بنسبة 9,2% حيث اهتمت الصحف عينة الدراسة بنشر تصريحاتهم المؤکـﱢـدة على تأييدهم للمکاسب التى حققتها المرأة السعودية من قيادة السيارة ودخول مجالات عمل جديدة وغير نمطية، وتمکينها من بعض الخدمات دون اشتراط موافقة ولى الأمر فضلاً عن تصريحاتهم المتکررة فى جريدة الرأى الأردنية عن زى المرأة السعودية وعدم ضرورة الالتزام بالعباءة التقليدية وهنا نشير إلى أن الاهتمام بنشر آراء رجال الدين يعود لطبيعة المملکة کدولة دينية، وجاء مسئول حکومى فى المرتبة الخامسة بنسبة 6.4% وشمل (سفراء المملکة وممثلها فى الأمم المتحدة) والذين أکدوا فى تصريحاتهم على سعى المملکة لتمکين المرأة السعودية وجاء فى المرتبة السادسة والأخيرة المملکة بنفس النسبة السابقة.

جدول رقم (7) يوضح مصادر المواد التحريرية المتعلقة بصورة المرأة السعودية فى صحف العينة

يوضح الجدول السابق المصادر التى اعتمدت عليها صحف العينة الثلاث فى تغطية صورة المرأة السعودية وجاء فى المقدمة محرر الصحيفة بنسبة 43,1%  ويمکن تفسير هذا المرکز المتقدم فى ضوء أن کل صحيفة يکون بها محرر مسئول عن ملف معين، ويُلاحَظ فى الصحف الثلاث أن محررى غالبية المواد التحريرية المتعلقة بصورة المرأة السعودية رجال، وأن النسبة الأقل من الموضوعات حررتها نساء، جاء فى المرتبة الثانية وکالات الأنباء بنسبة 28,4% وتمثلت فى رويترز ووکالة الأنباء السعودية واس ووکالة فرانس برس ووکالة الأنباء الألمانية ووکالة أنباء الشرق الأوسط (أ.ش.أ)، جاء فى المرتبة الثالثة موقع التواصل الاجتماعى (تويتر) بنسبة 11,9% والذى حرصت الصحف الثلاث على متابعته وجاء ذلک فى اتجاهين الأول: نقل تغريدات کبار الشخصيات الذين أدلوا بتصريحات متعلقة بالمرأة السعودية لرصد رد الفعل المحلى والعالمى وجاءت التغريدات إشادة بخطوات تمکين المرأة السعودية وکان منهم (ترامب – إيفانکا – الرئيس المصرى السيسى – هيئة کبار العلماء- الأمير الوليد بن طلال)، الاتجاه الثانى: تمثَّل فى متابعة أهم الوسومات (الهاشتاجات) التى انتشرت على توتير والمتعلقة بقيادة السيارة وتمکين المرأة السعودية مثل ما نشرته صحيفة الأهرام (السوشيال ميديا يتحول لبرقيات تهنئة للمرأة السعودية.. فنانات: "هذا يوم تاريخى") خبر ثانٍ  بعنوان (هاشتاج المرأة السعودية تسوق يتخطى حاجز النصف مليون تغريدة)، وقد نشرت صحيفة الرأى الأردنية عن نفس الوسومات، ومما نشرته صحيفة الشروق کان تغريدة لهيئة کبار العلماء تشيد بنهج ولى العهد فيما يتعلق بالمرأة، هذا الاهتمام بمتابعة موقع التواصل الاجتماعى (تويتر) يعکس حرص الصحف الثلاث على متابعة آراء الجماهير وعدم الاکتفاء بالمصادر الرسمية.

جاءت الصحف فى المرتبة الرابعة بنسبة 11% وکانت صحيفة عکاظ من أهم الصحف التى نقلت عنها صحف العينة الکثير من الأخبار کونها الصحيفة الأکثر تأثيراً فى المملکة تليها صحف الوطن وسبق حيث تکررت کمصادر إخبارية، کما شملت الصحف التى اعتمدت عليها صحف العينة صحيفتى نيويورک تايمز والواشنطن بوست.

جاء فى المرتبة الخامسة القنوات الفضائية بنسبة 5,5%% وکانت أهم القنوات (قناة العربية وشبکة "سي.بى.اس").

وتشير النتائج السابقة إلى تنوع مصادر تغطية صورة المرأة السعودية ما بين المصادر الرسمية وغير الرسمية ومصادر سعودية وعربية وغربية مما أثرى المادة المقدمة.

 

 

 

جدول رقم (8) يوضح توظيف الوسائط المتعددة المتعلقة بصورة المرأة السعودية فى صحف عينة الدراسة

يوضح الجدول السابق توظيف الصحف عينة الدراسة للوسائط المتعددة فبما يتعلق بصورة المرأة السعودية، جاءت توظيف الصور فى المقدمة بنسبة 56,9% أى أن أکثر من نصف المواد التحريرية رافقتها صور  ويلاحَظ أن النسبة الأغلب للصور کانت لنساء سعوديات يقُدنَ السيارة وأحياناً تم استخدام بعض الصور عدة مرات مع أخبار قيادة السيارة المتتالية، بالإضافة لاستخدام صور أرشيفية لنساء سعوديات يرتدينَ العباءات التقليدية مع الأخبار الخاصة بقرارات تمکين المرأة السعودية ودخولها مجالات عمل جديدة، وکان اللافت هنا أن بعض الصور جاءت لنساء کاشفات الوجه مبتسمات سواء أثناء القيادة أو فى بعض أماکن العمل مما أعطى انطباعاً بالقوة والتفاؤل، فضلاً عن صور النساء السعوديات التى تقلدنَ مناصباً قيادية، فکنَّ مبتسماتٍ أيضاً، فجاءت الصور عصرية وتوحى بالثقة وجدير بالذکر أن النسبة الأکبر من هذه الصور نشرته صحيفة الأهرام المصرية.

جاءت مقاطع الفيديو فى المرتبة الثانية بنسبة 26,6% وتنوعت ما بين مقاطع الفيديو لنساء يقُدنَ سياراتهنَّ، ومقطع لأول مذيعة فى القناة السعودية الرسمية، مقاطع لسعوديات يشجعن فى الملاعب ومقاطع انتشرت على الإنترنت لحالات محدودة لنساء سعوديات ظهرنَ فيها غير ملتزمات بالحشمة فتاة التنورة ومذيعة سعودية تقود سيارتها)، ومقاطع لسمو ولى العهد من حديثه لبعض القنوات الأجنبية، وفى المرتبة الثالثة والأخيرة بدون وسائط بنسبة 16,5%.

وتوضح النتائج السابقة أن توظيف الوسائط المتعددة جاء تقليدياً إلى حدﱟ ما؛ حيث اکتفى بالصور ومقاطع الفيديو وافتقر لتوظيف الوسائل الحديثة مثل الإنفوجرافيک.

 

 

مناقشة النتائج:

1. کشفت نتائج الدراسة عن ربط الصحف الثلاث العينة بين مکاسب المرأة السعودية ورؤية 2030 بشکل مباشر واعتبرتها تحقيقاً لأهداف الرؤية، مما يعکس بوضوح التأثير القوى لرؤية 2030 على تقديم صورة مشرﱢفة للمرأة السعودية داخل المجتمعات العربية.
2. جاءت صورة المرأة السعودية إيجابية بنسبة 82,9% فى الصحف الثلاث عينة الدراسة، وإن کان هناک بعض الاختلافات فى هذه الصورة من صحيفة لأخرى فيرجع لاختلاف رؤى القائمين بالاتصال، وأيضاً اختلاف الأُطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية باختلاف الدولة التى تنتمى لها الصحيفة.
3. جاءت قيادة السيارة فى مقدمة القضايا المتعلقة بصورة المرأة السعودية التى عالجتها الصحف عينة الدراسة بنسبة 48,6% أى قاربت النصف، وهنا نشير إلى أنه رغم أهمية القضية إلا أن التغطية کان مبالغاً فيها مقارَنة بتغطية القضايا الأخرى فهناک قضايا لا تقل أهمية وقد تکون أکثر أهمية مثل (تمکين المرأة السعودية وقضية القرارات الخاصة برفع القيود) لم تحظَ باهتمام مماثل وهو ما يعکس اتباع الصحف عينة الدراسة لأولويات الجمهور (فالقضية شهدت زخماً متواصلاً لسنوات على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة تويتر) دون أن تتبع أجندتها الخاصة وفقاً لرؤى تنموية مساندة لحقوق المرأة بالقدر الکافى.
4. احتلت صفة "محقـﱢـقة إنجازات ومکتسَبات" المرکز الأول بنسبة 24,8% ضمن الصفات التى أطلقتها صحف العينة على المرأة السعودية، وهو ما يعتبر تحولاً استراتيجياً فى صورة المرأة السعودية مقارنة بنتائج الدراسات السابقة التى أشارت إلى غلبة صفات مثل (سطحية وخاضعة للرجل).
5. أبرزت صحف الدراسة الثلاث صورة غير نمطية للمرأة السعودية من خلال منحها أدواراً عصرية ومتطورة، جاء فى مقدمتها قائدة سيارة بنسبة 46,8%، وفى المرکز الثانى امرأة عاملة بنسبة 23.9%  فضلاً عن إبراز نماذج مُلهِمة لقيادت نسائية سعودية شغلت مناصباً عليا.
6. جاءت صحيفة الأهرام فى مقدمة صحف العينة من حيث الاهتمام بالنشر فيما يتعلق بصورة المرأة السعودية بنسبة 49,5% من إجمالى المادة الصحفية المنشورة عن المرأة السعودية.
7. اختلفت نتائج الدراسة الحالية مع غالبية الدراسات السابقة التى رصدت صورة المرأة السعودية سواء فى الإعلام المحلى أو الغربى، حيث أشارت نتائج تلک الدراسات إلى تقديم وسائل الإعلام صورة سلبية للمرأة السعودية، فى حين کشفت نتائج الدراسة الحالية إلى تقديم الصحف العربية عينة الدراسة لصورة إيجابية للمرأة السعودية، ويمکن تفسير ذلک من خلال الإطار الزمنى الذى طُبقت فيه الدراسة الحالية، أى بعد انطلاق رؤية 2030 والتى استطاعت فرض واقعٍ جديدٍ للمرأة السعودية انعکس بقوة فى الصحف العربية عينة الدراسة، وهو ما يتفق مع نتائج دراسة (الأنور & الأدهم ، 2018)  التى طُبقت فى نفس الفترة الزمنية.
8. تعتبر نتائج البحث خطوة لإلقاء الضوء على الصورة الحالية للمرأة السعودية فى الصحافة العربية والتى أشارت النتائج إلى أنها إيجابية إلا أن الدراسة کشفت أيضاً عن بعض مواطن القصور لعلاجها فالصورة تحتاج مزيداً من التدقيق ومراعاة أولويات قضايا المرأة السعودية للوصول إلى صورة أکثر شفافية وأکثر تعبيراً عن واقع واحتياجات المرأة السعودية مما يسمح لها بمزيد من الاندماج فى محيطها العربى ويمنحها ثقة وقوة مما يدفعها نحو مزيد من المشارکة على کافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهو ما يُسهم بلا شک فى تحقيق أهداف رؤية 2030 التى تسعى لتطوير واقع وأوضاع المرأة السعودية کشريک فى التنمية.

 

التوصيات:

1. على الصحافة العربية أن تتبنى رؤية أکثر استنارة تتفق وواقع، وأولويات المرأة السعودية لتدعمها، وتساندها، وتکون قادرة على طرح رؤى مستقبلية تساعدها فى الحصول على المزيد من المکاسب.
2. على الصحافة العربية إلقاء مزيد من الضوء على النماذج الناجحة والطموحة من النساء السعوديات.
3. إجراء مزيد من البحوث عن إدراک الجمهور لصورة المرأة السعودية بعد انطلاق رؤية 2030 کما تقدﱢمها وسائل الإعلام العربية والغربية.

                                                              

 

 

 

 

 

 

المراجع

1. محمد شومان، ملاحظات على بحوث صورة المرأة فى الإعلام، صحيفة اليوم السابع، 2017، تم استرجاعه فى 5\7\2019.
2. ناهد باشطح، لقاءً (المرأة السعودية والإعلام: الصورة النمطية والواقع)، مرکز الملک عبدالعزيز للحوار الوطنى، الرياض، 2017.
3. Karolak, M., & Guta, H. ,Saudi Women as Decision Makers: Analyzing the Media Portrayal of Female Political Participation in Saudi Arabia, Hawwa,

  18(1), 2020, pp75-95.‏

1. سامية غزوانى، صورة المرأة السعودية فى الصحافة الإلکترونية الفرنسية، المؤتمر الأول لدراسات المرأة السعودية، جامعة الأميرة نورة، الرياض، 2018.
2. أمل الأنور، حمادة الأدهم، قراءاتفى الصورةالإعلاميةللمرأةالسعوديةعالمياًومحلياً، المؤتمر الأول لدراسات المرأة السعودية، جامعة الأميرة نورة، 24-25 أکتوبر، الرياض، 2018.
3. Bashatah, Nahid, Framing analysis of British Newspaper Representation of Saudi Women from2005- 2013, PhD thesis, School of Arts and Media, University of Salford,2017.
4. Kaufer, David, Al-Malki, Amal , ‘first’ for women in the kingdom: Arab/west representations of female trendsetters in Saudi Arabia, Journal of Arab and Muslim Media Research, Volume 2, Numbers 1 and 2, 2013.
5. Mishra, Smeeta, ‘‘Liberation’’ vs. ‘‘Purity’’: Representations of Saudi Women in the American Press and American Women in the Saudi Press, The Howard Journal of Communications, 18:259_276, 2007.
6. أسماء السيد، معالجةالفضائياتالعربيةلقضاياالمرأة السعوديةوعلاقتهابإدراکالمرأةالسعودية لواقعهاالاجتماعى، رسالة ماجستير، کلية الإعلام ، جامعة القاهرة، 2015.
7. سهى العتيبى، الصورةالاجتماعيةللمرأةالسعوديةفىکاريکاتيرالصحافةالمحلية، رسالة ماجستير، قسم الاجتماع، جامعة الملک سعود، 2015.
8. عادل المکينزى، العوامل المؤثرة فى ترتيب القضايا النسائية فى الصحف السعودية، رسالة دکتوراه،کلية الدعوة والإعلام، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 2012.
9. مداخل التيمانى، صورةالمرأةالسعوديةودورهاالاجتماعىکماتدرکها السعودياتمنخلالمسلسلاتقناةالإمبىسى أنموذجاً، مجلةالخدمةالاجتماعية، العدد58، المجلد 6، الجمعيةالمصريةللأخصائيينالاجتماعيين، 2015.
10. Alsaied, N. ,Development initiatives in programming on privately-owned Arab satellite television and their reception among disadvantaged Saudi women. PhD thesis University of Westminster School of Media, Arts and Design,2013.
11. ياسمين عبد المنعم، صورةالمرأةالعربيةفىالصحافةالأمريکيةوالبريطانية، رسالة ماجستير، کلية الإعلام، جامعة القاهرة، 2015.
12. حصة لوتاه، تحليلالخطابالإعلامىالعربىحولالمرأة "إعلاممابعدالتحولاتالسياسيةفىالواقعالعربىنموذجا"، ورقة بحثية مقدمة إلى المنتدى العربى "المرأةوالإعلامفىضوءالمتغيراتالراهنة، نحو إعلام عربى منصف للمرأة، مراکش، 2014.
13. ناجى النهر، صورةالمرأةفىوسائلالإعلامالعربية دراسةتحليليةلتناولصورةالمرأةفىقناة MBCنموذجا، رسالة ماجستير، کلية الآداب والتربية، جامعة الدنمارک المفتوحة، 2008.
14. Cleary, Johanna, Women were in the forefront as always: An analysis of three Middle Eastern on-line newspaper sites, Paper presented at the annual meeting of the International Communication Association,2003, San Diego, CA, 2008.

 Available: http://www. allacademic.com/meta/p111962_index. Html. Date of search:23

1. Tsukamoto, Seijiro  , Social Responsibility Theory and the Study of Journalism Ethics in Japan, Journal of Mass Media Ethics,  Volume 21, 2006 - Issue 1,2009, Pages 55-69 .

 Available:https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1207/s15327728jmme2101_4

1. Uzuegbunam, C. E. ,Social responsibility theory: a contemporary review, A postgraduate Seminar paper presented to the Department of mass communication, faculty of social sciences, Nnmdi Azikiwe University,2013.
2. هدى الوهيبى، ورقة بحثية "التطلعات والطموحات للتعليم الجامعي المتميز"،  ملتقى "إسهامات المرأة السعودية التنموية فى تحقيق رؤية 2030 م: الواقع والاستشراف"، مرکز الأبحاث الواعدة فى البحوث الاجتماعية ودراسات المرأة، جامعة الأميرة نورة، الرياض، 2017.
3. على عجوة، العلاقاتالعامةوالصورةالذهنية،القاهرة، عالمالکتب، الطبعة 2، 2005.
4. سعد المشهدانى،الصورةالذهنية للعراقفىالصحافةالامريکيةدراسة تحليليةلمقالات الرأى المتعلقة بالعراقفىصحيفةالواشنطنبوستلعام2007،مجلةجامعةتکريتللعلومالإنسانية، المجلد 6، العدد 15، العراق، 2008.
5. سعد المشهدانى، الصورة الإعلامية لإيران فى الصحافة السعودية بعد الاتفاق النووى الإيرانى، المؤتمر العلمى الحادى عشر لکلية الإعلام بجامعة بغداد "الآخر فى النتاج الاتصالى"، العراق، 2018.
6. ملف أشغال المنتدى العربى "المرأةوالإعلامفىضوءالمتغيراتالراهنة، نحو إعلام عربى منصف للمرأة، مراکش، 2014.
7. محمد شومان، 2017، مرجع سابق.
8. Nicolas, Leila, Women in Arab media: present but not heard, Lebanese University,2013.

Available: https://www.annalindhfoundation.org/publications/women-arab-media-present-not-heard

1.  ناهد باشطح، 2017، مرجع سابق.
2. مها عقيل، توصيات ورشة العمل الإقليمية «سبل إبراز دور المرأة فى المجتمع وتعزيز حضورها فى الإعلام، منظمة التعاون الإسلامى، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسکو)، بالتنسيق مع لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، والمجلس الأعلى للمرأة، البحرين، 2017.
3. حنان يوسف، دورالإعلامفيتعزيزمکانةالمرآةفيالمجتمع، الندوةالقوميةحول "نحومزيدمنالإجراءاتللنهوضبعملالمرأة وتحقيقالمساواةفىالعمل"  منظمةالعملالعربية بالتعاون مع وزارةالشئونالاجتماعيةوالعمل، سوريا، 2007.
4. محمد عبد الحميد، بحوث الصحافة، القاهرة، عالم الکتاب، الطبعة1. 1992.
5. (موقع رؤية 2030،https://vision2030.gov.sa/)

 

 

 

 

 

Article View: 1,296

PDF Download: 463