درجة ممارسة معلمى التاريخ بالمرحلة الثانوية فى دولة الکويت للقيادة الأخلاقية وعلاقتها بالقيم التنظيمية

الإطار العام للبحث

المقدمة:

تزداد التحديات التي يواجها الإنسان يوما بعد يوم وخاصة في ظل التقدم التکنولوجي وثورة المعلوماتية وصراع القيم وفي ظل العولمة الجديدة مما يوجب على المنظمات أن تواجه هذه التحديات بکفاءة وفاعلية لازمة لتصل لأهدافها، ويکون مواکبة هذه التغيرات والتحديات بإعداد القيادات الناجحة القادرة على التغيير والابتکار، ولديها القدرة على حل المشکلات واتخاذ القرارات في المواقف المناسبة.

 إن الأخلاق رکيزة أساسية لسعادة الإنسان، فلا خلاق لمجتمع بلا أخلاق. وقد عني الإسلام کدين ومنهج حياة بهذا الجانب المهم، ولهذا فإن الأخلاق الإسلامية التي تتحکم في العمل الإداري، الحکومي والتجاري على السواء، تقوم على أساس قوى وقاعدة صلبة وهما القرآن الکريم الذي تکفل الله سبحانه وتعالى بحفظه، والسنة المطهرة فهي مطلقة ثابتة، والتغيير قد يصيب الإنسان، ولن يصيب الأخلاق في ذاتها، بعکس العقائد والأديان الباطلة، والأنظمة الوضعية، فالقيم من العدل، والحق، والخير، والمساواة، وحسن الخلق، والإحسان، والصبر، والتقوى، والصدق تعد من المعايير الأخلاقية الثابتة للعمل في الفکر الإداري الإسلامي (الأشعري، .(2013

 إن القيادة الأخلاقية من أنماط القيادة المشهود لها بفعاليتها، إذ أن لها تأثيرات إيجابية على أنماط سلوک الطلاب، کما أن القيادة الأخلاقية قد تحتوي على عدة مجالات أو معايير مثل الصفات الشخصية الأخلاقية، الصفات الإدارية الأخلاقية، صفات العمل بروح الفريق وصفات العلاقات الإنسانية والتي تؤثر بشکل کبير على الإنتاجية وعلى الإنجاز الوظيفي، هذه المعايير تحدد إلى أي مستوى القائد الإداري يستخدم نمط القيادة الأخلاقية في المؤسسة التربوية.

 ويحظى تعزيز الثقة التنظيمية في المؤسسات التعليمية باهتمام کبير نظرا لتأثيرها الإيجابي المباشر على سلوک الأفراد والعاملين، حيث تدفعهم نحو تطوير أدائهم وصولا لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها المنظمة (الحوامدة والکساسبة، 2000( فان الثقة التنظيمية تحقق فوائد عدة: منها أنها تعمل على تحفيز الابتکار، وتحقق قدرًا أکبر من الاستقرار العاطفي للعاملين في المنظمة، إلا أن انخفاض الثقة في المنظمة يؤدي إلى اختفاء القيم والدوافع لدى الآخرين، ويزايد السلوک الدفاعي والعدائي.

 لذا أکدت العديد من الأبحاث والدراسات ضرورة التزام المعلمين بمبادئ القيادة الأخلاقية، والقيم التنظيمية، ليسهم في تنمية المبادئ الأخلاقية والقيم التربوية لدى الطلبة، بما يتوافق مع الدين الإسلامي، وعادات وتقاليد المجتمع الکويتى الايجابية، إضافة إلى ضرورة التزام القائد التربوي الميداني )المعلم( بالقيادة الأخلاقية والقيم التنظيمية في عملية صناعة الموقف التربوي، لتحقيق مستويات العدالة والموضوعية والمساواة لدى الطلبة، ومنه فقد جاء البحث للتعرف على مدى ممارسة معلمى التاريخ للقيادة الأخلاقية بمدارس المرحلة الثانوية بدولة الکويت.

 مشکلة البحث:

 ان ما أحدثته الثورة العلمية والتکنولوجية، وغيرها من عوامل التغير الثقافي، من إعادة تشکيل الکثير من المفاهيم الحياتية، وتفويض أغلب تصوارت الإنسان عن ذاته، وعدم الاستقرار في القيم الموروثة والمکتسبة، على حد سواء ، وعدم مقدرة أفراد المجتمع على التميز بين ما هو صائب وما هو خاطئ، وبالتالى ضعف مقدرتهم على الانتقاء والاختيار من بين القيم المتصارعة والحذو نحو الممارسات الأخلاقية المناسبة، وعجزوا عن تطبيق کل ما يؤمنون به من قيم وممارسات اخلاقية، کل ذلک أدى الى ظهور الأزمة القيمية والأخلاقية والشواهد کثيرة فى المجتمعات سواء الواقعية منها أم الافتراضية.

 ومن أجل ذلک، بدأت التربية تتحمل المسؤولية فى حل تلک الأزمة القيمية والأخلاقية التى تعانى منها المجتمعات بصفة عامة، ولما کانت مهنة التعليم أساس المهن لأنها تعکس نجاحها أو فشلها على المهن الأخرى، کان من المهم التعرف على مدى ممارسة معلمى التاريخ للقيادة الاخلاقية المعلمين ومدى انتمائهم لمهنتهم ومقدار اشباع احتياجاتهم، حتى تکون العملية التربوية أکثر فاعلية، وخاصة ان مباحث التاريخ من اکثر المباحث اهتمامًا بالقيم والأخلاق، بل تنميتها تشکل تحديًا صارخًا لممارسات معلميها التدريسية، لذا جاء هذا البحث الذى يتمحور مشکلته حول الاجابة عن السؤال الرئيس الاتي:

ما درجة ممارسة معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية بمحافظة الفروانية بالکويت للقيادة الأخلاقية وعلاقتها بالقيم التنظيمية التدريسية؟

 ويتفرع منه الاسئلة الفرعية التالية:

1-   ما الاطار المفاهيمي للقيادة الاخلاقية وعلاقتها بالقيم التنظيمية؟

2-   ما درجة ممارسة معلمي التاريخ بالمرحلة الثانوية في محافظة الفروانية للقيادة الأخلاقية؟

3-   ما درجة ممارسة معلمي التاريخ بالمرحلة الثانوية في محافظة الفروانية للقيم التنظيمية التدريسية؟

4-   هل هناک علاقة ارتباطية بين درجة ممارسة معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية للقيادة الأخلاقية و القيم التنظيمية التدريسية؟

أهداف البحث:

1-   الکشف عن درجة ممارسة معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية للقيادة الأخلاقية والقيم التنظيمية التدريسية .

2-   استقصاء العلاقة الارتباطية بين درجة ممارسة معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية للقيادة الأخلاقية و القيم التنظيمية التدريسية.

أهمية البحث:

1- حداثة موضوعها وقلة البحوث والدراسات خصوصًا في الکويت والثقافة العربية.

2- قد تسهم هذه الدراسة في زيادة وعي معلمي التاريخ في المدارس الثانوية في الکويت بالمبادئ والأسس التي تنطلق منها القيادة الأخلاقية وطريقة تطبيقها في المدارس.

المصطلحات الاجرائية للبحث:

• القيادة الاخلاقية

تعرّفالقيادةالأخلاقيةإجرائيًا : بأنها الممارسات التي يقوم بها معلمو المدارس الثانوية في الکويت من خلال تعاملهم مع طلبة المرحلة الثانوية في مدارسهم،,ومدى التزامهم بالميثاق الاخلاقي لمهنة التدريس حتى يکونوا قدوة فاعلة لطلابهم.

• القيم التنظيمية

 تعرف القيم التنظيمية إجرائيًا : مجموعة من المعايير المتفق عليها من قبل المؤسسة التعليمية والتي تحکم عمل المعلمين في المدرسة الثانوية، وتقاس -من خلال استجابات أف ا رد العينة من المعلمين على فق ا رت استبانة القيم التنظيمية التي أعدت لهذه الغاية.

حدود البحث:

١- الحدود الزمانية: تم التطبيق في الفصل الدراسي الثاني 2019-2020

٢- الحدود المکانية: تتمثل في تطبيق البحث بمدارس المرحلة الثانوية في محافظة الفروانية بدولة الکويت

3-الحدود البشرية: تتمثل على عينة من معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية في محافظة الفروانية بدولة الکويت (بلغ عددهم 90) معلمًا.

الإطار النظري والدراسات السابقة

 القيادة الأخلاقية والقيم التنظيمية

أولاً: مفهوم القيادة الأخلاقية

 تعرف القيادة الاخلاقية بأنها مجمعة السلوکيات والافعال التى يقوم بها القائد المدرسي تجاة المتعلمين مستخدمًا فى ذلک الوسائل والسبل الملائمة والتى يمکن من خلالها إکساب المتعلم القيم الاخلاقية التى تجعل منه انسانًا صالحًا نافعًا لنفسه ومجتمعه .

 ويعرف ( Yats,2015,66) القيادة الاخلاقية بأنها: صورة من صور القيادة التي تمکن القائد من السير في الوجهة السليمة نحو الشراکة في القيم الأخلاقية مع العاملين

 وتعرفها (هدى المطيري،2017، 27) بأنها مجموع القيم ، والمعايير، والسلوکيات الأخلاقية التى تمارسها الإدارة المدرسية عند تعاملها مع العاملين بها، وتقاس من خلال رضى العاملين عن تلک الادارة فى جانب الصفات الشخصية والصفات الادارية، والعلاقات الانسانية، وينظر اليها على انها إظهار سلوک قيادي اخلاقي يلتزم بالمعايير المعتمدة والمقبولة فى السلوکيات الشخصية والعلاقات بين الأشخاص، ونشر ذلک السلوک لدى المرؤوسين للاقتداء به.

 ووفق المنظور السابق فإن مفهوم القيادة الأخلاقية يتکون من مدخلين متکاملين أولهما القيادة، والثاني الأخلاقي، فالمنظور القيادي يتکون من ثلاث مستويات هى: العلاقة بين القادة واتباعهم، قدرة وقوة القادة التى يستخدمون بها السلطة، وعملية وضع مجموعة واضحة من المعايير الأخلاقية والتى يستخدم فيها القادة المکافآت والعقوبات بحسب اتباع المعايير الأخلاقية، بينما يتکون المنظور الأخلاقي من مستويين هما: أن القيادة فى حد ذاتها هى الأخلاق، وهذا يعنى أن القادة يستخدمون أدوات وأساليب أنماط أخلاقية بشکل مناسب للتأثير على اتباعهم، ويتمثل المستوى الثاني فى الهدف من القيادة هو خلق مناخ أخلاقي، واتخاذ القرارات الأخلاقية ( محمد عابدين، محمد شعيبات، 2012، ص332).

ثانيًا: أهمية القيادة الأخلاقية للمعلم والمدرسة

 إن التزام المعلم بأخلاقيات المهنة يعد عاملًا مهمًا وأساسيًا فى نجاح العملية التربوية وبالتالي نجاح المؤسسة التربوية، وتعزيز إنتاجيتها، وتحسين جودة مخرجاتها، حيث أن أخلاقيات المعلم تقود إلى بذل الجهد، وتأدية العمل بأمانة وتحمل المسئولية بغير تردد.

 ومن أهم الاسباب التى تدعو إلى ضرورة تمسک المعلم بصفة عامة ومعلم التاريخ بصفة خاصة بالقيادة الأخلاقية ما يلي:

-      المشکلات والازمات التى تقابل الطلاب والتى تدعو إلى وجود معلم يتميز بالقيادة الاخلاقية والمهارات اللازمة للقيادة بطرق فعالة للمضى إلى النجاح والتفوق.

-      غياب القيادة الأخلاقية فى المدارس يعد سببًا فى فشلها فى تحقيق أهدافها، وذلک لأنه يضعف معنويات العاملين ويفقدهم ثقتهم بالقائد.

-      ضعف العلاقات الانسانية بين القيادات والعاملين مما يؤثر على انتاجية العاملين والأداء الکلى العام للمدرسة.

-      فقدان الطلاب بالمؤسسة التربوية الشعور بالأمن والأمان ؛ مما يستدعى وجود معلمين ذو قيادة أخلاقية تشعرهم بأهميتهم ودورهم الحيوي فى تميز أدائهم التعليمي0

ثالثًا: سمات المعلم الذي يتمتع بالقيادة الأخلاقية

 تنظر العديد من الدراسات إلى القيادة الأخلاقية على أنها أبعد من کونها مجموعة معارف ومفاهيم، إنها احترام وأخلاق يعيشها المعلم مع ذاته أولًا ليدعم ويشجع الطلاب على تحمل المسؤولية بعقول مفتوحة وبقلوب راضية، إن مثل هذا الرضا وهذا التفاني وحب المادة التدريسية يکون من خلال معلم ذو قيادة أخلاقية تتسم بالصفات الأتية: (السيد الحضرى،2014، 6)، ( خالد الشملان،2016، 12)

-     الصفات الشخصية: فالمعلم يتحري الصدق فى تعاملاته، ويتميز بالنزاهة والأمانة فى سلوکة وتصرفاته، ويتحمل المسؤولية تجاه أخطاءه ويعترف بها، ويتقبل النقد فهو يمثل قدوة أمام طلابه فى سلوکة وتعاملاته.

-      الصفات الإدارية: المعلم ذو القيادة الخلاقية يتميز فى حرصه على تحقيق رؤية المدرسة وأهدافها، وتشجيع طلابه على الابداع والتجديد، فيشرکهم فى التخطيط اتخاذ القرار، ويوزع المهام فى حجرة الصف عليهم حسب قدراتهم ورغباتهم، ويتخذ القرارات العادلة والمتوازنة دون تحيز لأحد من طلابه.

-     العلاقات الانسانية: يحرص المعلم ذو القيادة الاخلاقية على بناء علاقات انسانية مع طلابه، واولياء الأمور، والمسؤولين، فنجده يتعامل بتواضع واحترام وينصت لطلابه باهتمام، ويراعى حاجاتهم ومشاعرهم، ويقدر ظروفهم، فالمعلم ذو القيادة الأخلاقية تتمثل معاني الإنسانية فى تعاملاته مع طلابه فيکتسب حبهم وثقتهم وتقدير أبائهم ومجتمعهم.

-      العمل بروح الفريق: حيث يحرص المعلم ذو القيادة الاخلاقية على ان يعزز ثقة الطلاب بأنفسهم وقدراتهم ويعزز لديهم روح التعاون والانسجام، وروح المسؤولية الجماعية وتنسيق العمل الجماعى، ويعزز لديهم مهارة صناعة القرارات الجماعية، ويستثمر طاقاتهم .

ان اتصاف المعلم بالقيادة الأخلاقية والتزامه بالمثل والمبادئ الأخلاقية السامية لها تأثير واضح يظهر على الطلاب من خلال دعمهم وحثهم على الإلتزام بالسلوکيات الأخلاقية.

رابعًا: مصادر الأخلاق فى القيادة الأخلاقية

تتعدد مصادر الأخلاق للمعلم بصفة عامة ومعلم التاريخ بصفة خاصة ومن هذه المصادرکما ذکرها( محمود أبو الدف،2017، 22)

1- المصدر الدينى: يعد من أهم المصادر الأخلاقية التى تنظم معاملات الناس وأعمالهم، حيث تستمد أخلاقيات مهنة التعليم من المصدر الدينى الإسلامي الذي ينظر إلى مهنة التعليم على أنها رسالة سامية وعملًا دينيًا قبل أن تکون مهنة.

2-المصدر الاجتماعي: فأخلاقيات القيادة التربوية تتأثر بعادات وتقاليد وأخلاق المجتمع ومعارفهم لذا فهناک علاقة قوية بين أخلاقيات القيادة التربوية وبين المجتمع وعاداته وتقاليده.

3-المصدر الاقتصادي: ويرکز هذا المصدر اهتمامه على الظروف الاقتصادية للمعلم التربوي الأخلاقي، فالمعلم الذى يعيش فى وضع اقتصادي مقبول تتوقع منه أخلاقيات رفيعة والتزام أکيد بقواعد وأسس المهنة، أما إذا کان وضعه الاقتصادي متدنيًا فقد تتأثر أخلاقيات بعض المعلمين بهذا الوضع وتصبغ سلوکياته بطابع المادية على حساب الجوانب الأخلاقية.

4- المصدر الفلسفي أو الفکري: ان المعلم قد يتأثر بمنظومته الفکرية والفلسفية أکثر من مصادر الأخلاق، وتکون هى الموجه لسلوکه الأخلاقي، وعلى ذلک فقد يتأثر بمصدر فکري متطرف مما يؤثر سلبيًا فى تعاملاته مع طلابه واتجاهاته فى تفسير الأحداث التاريخية.

5- المصدر الإداري والتنظيمي: وتشير إلى القوانين واللوائح والإجراءات الادارية التى يعمل فى ضوئها القيادة التربوية الأخلاقية؛ والتى يتعين التزامها بها وتطبيقها فى مجال العمل التربوي عند تنفيذ المهام المختلفة.

 يتضح من العرض السابق ان القيادة الأخلاقية لا تهتم فقط بالترکيز على تفعيل السمات والسلوکيات الأخلاقية للمعلم، بل تهتم أيضًا بعملية تشجيع مثل هذه السلوکيات بين المعلم وطلابه، وبين المعلم وأولياء الأمور، وکذلک المعلم وزملائه، لتحسين الأداء الکلى للمؤسسة التربوية.

 خامسًا: مبادئ القيادة الأخلاقية:

تتمثل مبادئ القيادة الأخلاقية في عدة أبعاد تتمثل فيما يلي :

-     الأمانة والصدق والإخلاص في العمل القيادي.

-     الاهتمام بمبادئ العلاقات الإنسانية عند الأفراد العاملين في المؤسسة.

-     يحترم القوانين والأنظمة القائمة في المؤسسة.

-     يعمل على تطوير القوانين التربوية بکافة الوسائل المشروعة.

-     يبتعد عن انتهاز منصبه لکسب مصلحة شخصية.

-     يحافظ على المستوى المهني لديه ويسعى لتطويره.

-     يحترم کافة الاتفاقيات والعقود في المؤسسة ويلتزم بها.

 وأضاف (العتيبي، 2013 ، ص ١٥) عدد من مبادئ القيادة الأخلاقية والمتمثلة في:

-     النزاهة والشفافية في العمل والتي تأتي لتنسجم مع المبادئ الإنسانية السامية لدى القيادة الأخلاقية.

-     المسؤولية: وهي تحمل القادة مسؤولية الأعمال والنتائج المتوقعة لتلک الأعمال والتي تتضمن أن تتوافق مع المبادئ الإنسانية السامية وتشتمل المسؤولية

-     على ما يلي:

أ- القدرة على تحمل المسؤولية الشخصية.

ب- الاعتراف بحالات الفشل ومواطن الأخطاء.

ج- تحمل المسؤولية لخدمة الآخرين.

-     العدل: فمن الأخلاقيات أن يحرص القائد على العدل ويعمل بروحه ويؤثر على العاملين ليکون أقرب إليهم.

-     الاتزان الانفعالي: والذي يساعد القائدة على التفاهم مع العاملين في المؤسسة.

 سادسًا: القيم التنظيمية

 لقد استخدم مصطلح القيم في المنظمات ليشير إلى القيم التنظيمية التي توجه سلوکيات الأفراد داخل المنظمات ضمن الظروف التنظيمية المختلفة، وتعد القيم التنظيمية من العناصر الأساسية لمکونات شخصية القيادة التربوية، إذ أنها تشکل إطارًا مهمًا لتوجيه سلوکه، وسلوک الأفراد والجماعات التنظيمية في المؤسسات التربوية .

 وتعرف القيم التنظيمية بأنها:"بأنها الإطار المرجعي الذي يحکم تصرفات الفرد والجماعة، ويعمل على تکوين شخصية الفرد ونسقه المعرفي".

وللقيم التنظيمية عدة وظائف تترجم الأهمية العملية لها في المؤسسة التربوية، وقد أشار إلى بعضها )الطعانى، 2010، 65)

ومنهذهالوظائف:

-     تقوم القيم التنظيمية بأداء وظيفة المعيار الذي يحدد ويوجه سلوک الأفراد في المؤسسات التربوية سواءً أکانوا قادة أو معلمين أم إداريين.

-     تبني القيم التنظيمية شخصية الأفراد العاملين في المؤسسة ضمن نسق واضح ومحدد.

-     المحافظة على هوية المؤسسة التربوية وثقافتها التنظيمية، وبالتالي الحفاظ على هوية المجتمع وثقافتها الخاصة به.

-     تساعد في حل الصراعات واتخاذ القرارت، ذلک أن القيم هي مجموعة من المبادئ التي يتعلمها الفرد لتساعده على الاختيار بين البدائل المختلفة، وحل الصراعات واتخاذ القرارت في المواقف المحرجة التي تواجهه.

 وتوازي حاجة الأفراد والمؤسسات التربوية للقيم حاجات المجتمعات لها، لأن تکامل واستمرارية المؤسسة يعتمد على المنظومة القيمية لدى المؤسسة التربوية، وفقدانها يعرض المؤسسات والعاملين للارتباک والحيرة والتخبط، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار.

العلاقة بين القيادة الأخلاقية والقيم التنظيمية:

 تسهم القيم التنظيمية في تحسين الالتزام بمبادئ القيادة الأخلاقية من خلال تأکيد القيم الدينية والأخلاقية لدى المعلمين کجزء من دارستهم في فترة إعدادهم، ومن خلال برامج معينة يتم تقديمها لهم في بداية حياتهم الوظيفية، وتدعم هذه القيم، وبهذا فإن القيادة الأخلاقية والقيم التنظيمية تربطهما علاقة عضوية، تقوم على التأثر والتأثير، کما تربطهما علاقة العموم والخصوص، فالقيادة الأخلاقية تضم في أحد معانيها القيم، ومما يدلل على هذه العلاقة القوية بين المفهومين ما أشار إليه محسن (2007) إلى أن مصطلح القيم کان فى القديم مرادفًا للأخلاق ، فکلاهما يطلقان على معنى واحد. ويرى الباحث بأنهما يشکلان ّ صميم جوهر العملية التعليمية، والهدف الأسمى لها، وفى جانب اخر هناک أربعة عومل تقف وارء ضرورة تطوير أداء المعلم في أثناء الخدمة، وهذه العوامل هي التوسع في الأساس المعرفي للتدريس الفعال للتاريخ، وزيادة مجالات البحوث المرتبطة بالتنمية المهنية للمعلمين في أثناء الخدمة، والتوقعات العالمية التي ينتظرها أفراد المجتمع من المعلمين، والاتفاق بين الجميع على ضرورة تطوير المدارس ، حيث تحددت أهداف التنمية المهنية المستمرة للمعلمين:

• ·    إضافة معارف مهنية جديدة لهم.
• ·    تنمية المهارت المهنية لديهم.
• ·   تنمية القيم المهنية لديهم.
• ·    تمکينهم من تحقيق التربية الفاعلة لتلاميذهم.

 وثمة تقارير عالمية وعربية تشير إلى تدني مستوى إنتاجية التعليم في العالم العربي وأن العائد التعليمي لا يتناسب مع حجم الإنفاق عليه، وهو ما أکده تقرير المعرفة العربي لسنوات عديدة، وکذلک دلت الاختبارت الوطنية التي تنفذها وزارة التربية والتعليم لقياس جوانب الأداء المعرفي والتفکيري والسلوکي على أن مستويات أداء وتحصيل غالبية الطلبة لا تزال دون المستويات المنشودة ومن أهم أسباب ذلک: ضعف مستوى أداء المعلمين مما کان له تأثير واضح على تغيير اتجاهات إعداد وتدريب المعلم حيث أصبح الترکيز على امتلاک المعلم لکفايات الأداء بدل القيام بأدوار محددة والذي يشار إليه احيانًا بإعداد المعلم المبني على الأداء ً في ضوء تحليل المهمة .

 ومن هنا فإن النظرة إلى دور المعلم قد تغيرت؛ فقد أصبح دور المعلم (عامة) ومعلم التاريخ (خاصة) ليس مجرد ناقل للمعرفة إلى عقول الطلاب . ولکن أصبح مسئوولًا عن تنمية جوانب التفکير المرغوبة والمهارات السلوکية لکل جوانب شخصية المتعلم وأدائه .

 وفي هذا السياق اهتمت وازرة التربية والتعليم بالکويت بنشر مبادئ القيادة الأخلاقية، والقيم التنظيمية في جميع المدارس، وحثت العاملين في الميدان على الإلتزام بهذه المبادئ في ممارستهم لمهنتهم التربوية والقيادية، ويعود سبب هذا الاهتمام إلى المحور الأهم في شخصية المتعلم وهو الجانب الفکري المبني على تعامل المعلمين مع العقول، والنفوس، بالإضافة إلى الأجساد، وهذا التعامل وهذا التعامل والتفاعل المادي والمعنوي يعتمد بشکل کبير على ممارسة القيادة الأخلاقية لدى المعلمين وترسيخ مبادئ القيم التنظيمية المعلمين أنفسهم والطلاب کذلک.

 الدراسات السابقة:

• ·    دراسة ( عبد العزيز الشهري، 2020) درجةممارسةالقيادةالأخلاقيةلدىقادةمدارسمدينة الدماموعلاقتهابالرضاالوظيفيعندالمعلمين.

 هدفت الدراسة إلى الکشف عن درجة ممارسة القيادة الأخلاقية لدى قادة مدارس مدينة الدمام من وجهة نظر المعلمين، والتعرف على مستوى الرضا الوظيفي عند المعلمين من وجهة نظرهم، کما هدفت إلى الکشف عن العلاقة بين درجة ممارسة قادة المدارس للقيادة الأخلاقية والرضا الوظيفي عند المعلمين، وکذلک التحقق من وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05 ) في متوسطات درجات تقديرات المعلمين لمستوى رضاهم الوظيفي تعزى للمتغيرات الآتية) المؤهل العلمي - سنوات الخبرة - المرحلة الدراسية)، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم المنهج الوصفي الارتباطي، وتم بناء استبانة کأداة لجمع البيانات مکونة من قسمين، أولهما للقيادة الأخلاقية، وثانيهما للرضا الوظيفي، وقد تألفت عينة الدراسة من ( 357 ) معلمًا بالمدارس الحکومية بمدينة الدمام، بما يمثل ( 7.8 %) من إجمالي المجتمع المبحوث، وتم تحليل البيانات ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن درجة ممارسة القيادة الأخلاقية لدى قادة مدارس مدينة الدمام من وجهة نظر المعلمين جاءت (بدرجة متوسطة)، حيث احتل مجال (السمات الشخصية) المرتبة الأولى، تلاه المجال (الإداري والمهني)، ، تلاه مجال (العلاقات والتواصل)،

• ·    دراسة ( أمجددرادکةوهدىالمطيري، 2017 ) دورالقيادةالأخلاقيةفيتعزيزالثقةالتنظيميةلدىمديراتمدارسالمرحلةالابتدائيةبمدينةالطائفمنوجهةنظرالمعلمات

 هــــدفت هــــذه الدراســــة التعــــرف علــــى مســــتوى ممارســــة مـــــديرات المــدارس الابتدائيــة للقيــادة الأخلاقيــة ودورهــا فــي تعزيــز الثقــة التنظيميــة مــن وجهــة نظـــر المعلمـــات، کمــا هـــدفت إلـــى معرفـــة درجــة اخـــتلاف وجهـــات النظـــر هــــذه بــــاختلاف متغيــــرات (التخصـــــص، والمؤهــــل العلمــــي، وســــنوات الخبـــــرة، والمکتــب الإشـــرافي ). تکونــت عينـــة الدراســة مـــن (432 ) معلمــة، تـــم اختيـــارهن بالطريقــة العشــوائية، وقــد أشــارت نتــائج الدراســـة إلــى مــا يلــي: جــاءت جميـــع أبعـــاد محــــور القيــــادة الاخلاقيـــة التــــي تمارســــها مـــديرات المــــدارس الابتدائيــــة بمدينــــة الطــــائف مــــن وجهــــة نظــــر المعلمــــات (عاليــــة جــــدًا ) وفقــــًا لمقيـــــاس الدراســة. وجــاءت جميــع أبعــاد محــور الثقــة التنظيميــة التــي تمارســها مــديرات المـــدارس الابتدائيـــة بمدينـــة الطـــائف مـــن وجهـــة نظـــر المعلمـــات (عاليـــة جـــدًا ) وفقــــًا لمقيــــاس الدراســــة . وجــــود علاقــــة إيجابيــــة ذات دلالــــة إحصــــائية بـــــين متغيــــري القيــــادة الأخلاقيــــة وجميــــع مجالاتهــــا وبــــين الثقــــة التنظيميــــة وجميــــع مجالاتهـــا . ولا توجـــد فـــروق ذات دلالـــة إحصـــائية بـــين متوســـطات أفـــراد عينـــة الدراســــة فــــي مســــتوى القيــــادة الأخلاقيــــة والثقــــة التنظيميــــة التــــي تمارســــها مـــديرات المرحلـــة الابتدائيـــة مـــن وجهـــة نظـــر المعلمـــات تعـــزى إلـــى متغيـــرات ( التخصص، والمؤهل العلمي، وسنوات الخبرة، والمکتب الإشرافي).

• ·    دراسة (هيثم عبد العزيز جبريل، 2018) أثر القيادة الاخلاقية على التماثل التنظيمى، دراسة ميدانية على الجامعات الخاصة المصرية

 هدف البحث إلى دراسة أثر القيادة الاخلاقية على التماثل التنظيمي لدى اعضاء هيئة التدريس فى الجامعات المصرية محل البحث، وتم الحصول على البيانات والمعلومات الميدانية باستخدام اسلوب الاستقصاء، حيث تم اجراء البحث على عينة بلغ عددها (241) من اعضاء هيئة التدريس، وقد توصل البحث إلى وجود تاثير ايجابي ذات دلالة معنوية للقيادة الأخلاقية على التماثل التنظيمي وذلک من خلال اختبار المتغيرات الفرعية للقيادة الاخلاقية على التماثل التنظيمي، واوصى البحث بالعمل على نشر ودعم السلوک المناخ الاخلاقي بين الافراد داخل الجامعة، وذلک من خلال التوجيه والارشاد الأخلاقي من قبل ارؤساء فى العلم فى (جملة غير مفهومة) الجامعات محل البحث، وترسيخ قيم العداله والنزاهة.

إجراءات البحث

 يتضمن هذا الفصل وصفًا للاجراءات التى اتبعها الباحث من أجل تحقيق هدف البحث، اذ تضمن وصفًا لمجتمع البحث، وعينة البحث، وأداة البحث، وکيفية التحقق من صدقها وثباتها، والاجراءات التى اتبعها الباحث فى تطبيق البحث، والوسائل الاحصائية التى استخدمها فى تحليل النتائج.

أولاً: منهج البحث:

 ان اختيار منهج البحث الذى يتبناه الباحث فى اجراءات الدراسة، وتحليلاته يأتى فى مقدمة مراحل خطوات البحث، وان منهج البحث المستخدم فى أى دراسة يتحدد نوعه تبعًا لنوع الدراسة وطبيعتها والاهداف التى تهتم بها، والاهداف المراد تحقيقها، فقد استخدم الباحث المنهج الوصفى اذ انه المنهج الملائم لطبيعتها، والذى من خلاله يتم جمع المعلومات عن الظاهره( موضوع الدراسة) ومن ثم وصفها وصفًا کميًا ونوعيًا.

ثانيًا: مجتمع البحث والعينة

 تمثل مجتمع البحث فى معلمي مدارس المرحلة الثانوية فى محافظة الفروانية وقد بلغ عدد المدارس للعام الدراسي 2019/2020 بواقع(تحذف هذه الکلمة) (29) مدرسة ثانوية منهم (16) مدرسة ثانوية للبنات ، (13) مدرسة ثانوية للبنين، وقد بلغ عدد معلمى التاريخ بهذه المدارس ( 582) معلمًا ومعلمة ، مقسمين کالأتى (169) معلمًا، و (413) معلمة،بعد أن حدد الباحث المجتمع الأصلي للبحث، تم اختيار عينة البحث بشکل عشوائي، بلغ عددها(90) معلمًا ومعلمة، من مجتمع البحث الاصلي.

جدول رقم (1) يوضح وصف لمجتمع وعينة البحث (معلمى التاريخ بالمدارس الثانوية بمحافظة الفروانية)

ثالثًا: أداة البحث:

 ان اداة البحث تحدد بحسب طبيعة البحث ومستلزماته؛ لأن استخدام الاداة المناسبة يؤدي إلى تحقيق نتائج سليمة، وبما أن الدراسة الحالية تهدف إلي التعرف على دور ممارسة معلمى التاريخ بمدارس المرحلة الثانوية بمحافظة الفروانية فى دولة الکويت للقيادة الأخلاقية وعلاقتها بالقيم التنظيمية ، فإن الاستبانة من أکثر أدوات البحث المناسبة لتحقيق هدف البحث للحصول على المعلومات والخبرات فهى من أکثر ادوات البحث التربوي شيوعًا وانتشارًا وتحقيقًا لأهداف البحث، لذا أعد الباحث الاستبانة مکونة من ثلاث محاور معتمدًا فى ذلک على الدراسات السابقة، والادب النظري المتعلق بالقيادة الأخلاقية والقيم التنظيمية، فمن خلالهما تم تحديد العبارات المرتبطة بمحاور الاستبانة (القيادة الاخلاقية) وتضمنت (24) عبارة، والمحور الثاني( القيم التنظيمية التدريسية) والتى تمثلت فى ( قيم العدالة التنظيمية التدريسية- قيم التسامح التدريسية- قيم الانتماء الوظيفي- قيم الابداع التنظيمي فى التدريس) وتضمنت (25) عبارة، کما تم اختيار مقياس ثلاثي للاستجابة (موافق- موافق إلى حد ما- غير موافق) وتم توزيعها علي عينة البحث الکترونيًا لسهولة الوصول إليهم.

رابعًا: صدق الأداة:

الصدق شرط أساسي ضرورى يجب توافرة فى الأداة التى يستخدمها الباحث، وقد قام الباحث للتاکد من ذلک من خلال:

أ-الصدق الظاهري:

 للتعرف على مدى صدق أداة الدراسة فى قياس ما وضعت لقياسه تم عرضها على عدد من المحکمين من أساتذة الجامعة، وفى ضوء أرائهم قام الباحث بإعداد أداة هذه الدراسة بصورتها النهائية.

ب-صدق الاتساق الداخلى:

 بعد التاکد من الصدق الظاهري لأداة الدراسة قام الباحث بتطبيقها ميدانيًا وعلى ضوء بيانات العينة قام الباحث بحساب معامل الارتباط بيرسون لمعرفة الصدق الداخلي للاستبانة حيث تم حساب معامل الارتباط بيرسون بين درجة کل عبارة من عبارات الاستبانة بالدرجة الکلية للمحور الذي تنتمي إليه العبارة ويتضح ذلک من خلال الجداول التالية والتى توضح ارتباط کل محور من المحاور مع عباراته:

جدول رقم(2)

معاملات ارتباط بيرسون لعبارات المحور الاول( مضمون الفقرات الخاصة بمحور القيادة الأخلاقية)

دالة عند مستوى دلالة 0.1

 يلاحظ من الجدول(2) أن قيم معاملات ارتباط العبارات مع مجال ( القيادة الاخلاقية) تراوحت بين (0.903- 0.568 ) وقد اعتمد معيار لقبول الفقرة بأن لا يقل معامل ارتباطها عن (0.20) وبذلک فقد قبلت فقرات المقياس جميعها ، حيث لم يتم حذف أي فقرة من فقرات المقياس.

 جدول رقم(3)

معاملات ارتباط بيرسون لعبارات المحور الثاني ( مضمون الفقرات الخاصة بالقيم التنظيمة التدريسية ومحاورها)

دالة عند مستوى دلالة 0.1فأقل

 يلاحظ من الجدول(3) أن قيم معاملات ارتباط العبارات مع مجال ( القيم التنظيمية التدريسية) تراوحت بين (0.911- 0.563 ) وقد اعتمد معيار لقبول الفقرة بأن لا يقل معامل ارتباطها عن (0.20) وبذلک فقد قبلت فقرات المقياس جميعها ، حيث لم يتم حذف أي فقرة من فقرات المقياس.

خامسًا: ثبات الأداة:

 اعتمد الباحث على مقياس الفا کرونباخ للتأکد الإتساق الداخلي للتحقق من ثبات الأداة إذ بلغ معامل الثبات الکلي للإستبانة (88.0).

عرض النتائج وتفسيرها

 يتضـمن هـذا الفصـل النتـائج التـي تـم التوصـل إليهـا فـي هـذه الدراسـة، وذلـک بعـد التحقـق مـن السؤال الرئيس للدراسة بمجالاته باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة لکل منها، وقد تـم تفسـير ومناقشـة النتـائج التـي تـم التوصـل إليهـا فـي ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة:

السؤال الثانى من اسئلة البحث: ما مدى ممارسة معلمى التاريخ بمدارس المرحلة الثانوية بمحافظة الفروانية فى دولة الکويت للقيادة الأخلاقية ؟

 للإجابة على هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والنسبة المئوية لکل فقرة من فقرات محور درجة ممارسة معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية للقيادة الأخلاقية کما هو موضح بالجدول رقم (4)

جدول رقم(4 ) تحذف کلمة رقم

استجابات معلمى التاريخ لعبارات المحور الاول( مدى ممارسة معلمى التاريخ للمرحلة الثانوية بمحافظة الفروانية للقيادة الأخلاقية )

 يتبين من الجدول السابق رقم(4) ان المتوسط العام لاستجابات أفراد عينة الدراسة على محور مدى ممارسة معلمى التاريخ لطلاب المرحلة الثانوية بمحافظة الفروانية للقيادة الأخلاقية أن المتوسطات الحسابية لهذا المجال تراوحت ما بين (4.84- 3.09 ) جاء في المرتبة الأولى الفقرة (أکمل رقم الفقرةهنا ) والتي تنص على "أتصف بالأمانة في أداء المهمات الموکلة إلي" بمتوسط حسابي (4.84 ) ودرجة تقييم مرتفعة، وفي المرتبة الثانية الفقرة( 18) والتي تنص على "أخلص في أداء الواجبات المنوطة بي" بمتوسط حسابي ( 4.82) بدرجة تقييم مرتفعة، وفي المرتبة الرابعة والعشرين والاخيرة الفقرة ( 9) والتي تنص على " اتصف بالامانة فى سرد الأحداث التاريخية لطلابي (، بمتوسط حسابي (3.09) ودرجة تقييم مرتفعة،، ودلت النتيجة السابقة على أن المعلمين يتمتعون بممارسة القيادة الأخلاقية بدرجة مرتفعة ولاسيما أنها تقع في صلب اهتماماتهم وأولويات أدوارهم التدريسية وما تحملة طبيعة المساقات التدريسية المرتبطة بمجالات التاريخ ذات التشبع القيمي والأخلاقي الواجب على المعلم تمثله وتوجيه التدريس لحيثياته وتطبيقاته وهو ما تجلى بنتيجة السؤال السابق واختلفت نتيجة هذا السؤال مع نتيجة ( دراسة عبد العزيز الشهري،2020) مع اختلاف عينة الدراسة التي أشارت إلى أن المديرين يمارسون سلوکيات القيادة الأخلاقية بدرجة متوسطة. کما اختلفت هذه النتيجة مع نتيجة دراسة (Turhan & Celike, 2011 ) أشارت إلى أن المديرين يمارسون سلوکيات القيادة الأخلاقية بدرجة متدنية.

السؤال الثالث: ما درجة ممارسة معلمي التاريخ بالمرحلة الثانوية في محافظة الفروانية للقيم التنظيمية التدريسية؟

 للإجابة على هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والنسبة المئوية لکل فقرة من فقرات محور درجة ممارسة معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية للقيادة الأخلاقية کما هو موضح بالجدول رقم (5)

جدول رقم( 5 )

المتوسطاتالحسابيةوالانحرافاتالمعياريةلإجاباتأفرادعينةالدراسةعندرجةممارسةمعلميالتاريخ فيالمرحلةالثانويةللقيمالتنظيميةالتدريسية والذى تمثل فى قيم العدالة التنظيمية التدريسية- قيم التسامح التدريسية- قيم الانتماء الوظيفي- قيم الابداع التنظيمي فى التدريس)

يتبين من الجدول السابق رقم(5) ان المتوسط العام لاستجابات أفراد عينة الدراسة على محور مدى ممارسة معلمى التاريخ لطلاب المرحلة الثانوية بمحافظة الفروانية للقيم التنظيمة التدريسية أن المتوسطات الحسابية لإجابات أفراد العينة عن مجالات الدراسة للمحور الثاني تراوحت بين (4.67- 4.43 ) حيث جاء في المرتبة الأولى مجال " قيم الانتماء الوظيفي في التدريس" بمتوسط حسابي (4.67) بدرجة تقييم مرتفعة، وفي المرتبة الثانية جاء مجال " قيم العدالة التنظيمية في التدريس" بمتوسط حسابي ( 4.61) ودرجة تقييم مرتفعة، وفي المرتبة الثالثة جاء مجال "قيم التسامح التدريسية" بمتوسط حسابي(4.59) ودرجة تقييم مرتفعة، وفي المرتبة الرابعة جاء " قيم الإبداع التنظيمي في التدريس بمتوسط حسابي (4.43 ) بدرجة تقييم مرتفعة، وتتفق نتيجة هذا السؤال مع نتيجة السؤال السابق إذ أن القيم التنظيمية التدريسية مرتبط بها ممارسة سلوکيات القيادة الأخلاقية وهي مترجمة لها، ولا سيما أنها تمثل البناء الديني الذي يعد المحرک الأساسي للسلوکيات الأخلاقية فروح التاريخ ونقل الاحداث التاريخية هي القيم والأخلاق المتأصلة من عمق التاريخ الإسلامي الحنيف ومتوارثة بالتواتر والتحليل والنقاش من قبل المعلمين الأمر الذي يعزز تلک الممارسات والمتوّجة بروح القيم والأخلاق من خلال الوعاء المعرفي المتمثل بطبيعة المحتوى التعليمي المعزز لتلک القيم والأخلاق.

السؤال الرابع: هل هناک علاقة ارتباطية بين درجة ممارسة معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية للقيادة الأخلاقية و القيم التنظيمية التدريسية؟

 يرى الباحث أن القيم التنظيمية التدريسية لدى المعلم تسهم بدرجة کبيرة في تنظيم أفکاره وممارساته وتوجيه سلوکاته نحو ممارسة الأخلاق التي تتناسب مع قيمه التنظيمية التدريسية، فقد أکد الفلاسفة والمفکرون، وأهل العلم والمعرفة القويمة على عدم الفصل بين القيم التنظيمية والقيادة الأخلاقية لدى المعلم التربوي والقائد التربوي فهما نبراس العمل التدريسي وجوهر نظامه، فلا يمکن الفصل بين القيم النظيمية والقيادة الأخلاقية لدى المعلمين، حيث تربطهما علاقة ارتباط عضوية ايجابية تتفاعل بشکل نظامي وتسير وفق خط واحد، ولم يجد الباحثان أى دراسة تتفق أو تختلف فى نتيجتها مع هذا السؤال.

توصيات البحث

من خلال النتائج التى تم التوصل اليها فإن الباحث يوصي بالآتي:

1- بناء برامج تدريبية للمعلمين ولکافة المراحل التعليمية تنطلق من مبادئ وممارسات القيادة الاخلاقية والقيم التنظيمية التدريسية.

2-إجراء المزيد من الدراسات عن القيادة الأخلاقية ودرجة ممارستها في مراحل تعليمية أخرى، وعن القيادة الأخلاقية وعلاقتها بمتغيرات أخرى مثل: التخطيط التنظيمي.

3- إبراز مبادئ القيادة الأخلاقية والقيم التنظيمية في مقررات الطلاب ولکافة المراحل التعليمية.