"التطرف الفکري لدى طلاب جامعة أسيوط وسبل مواجهته- دراسة ميدانية" | ||||
المجلة التربوية لتعليم الکبار | ||||
Article 6, Volume 3, Issue 3, July 2021, Page 159-180 PDF (530.87 K) | ||||
Document Type: أوراق بحثیة | ||||
DOI: 10.21608/altc.2021.203510 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
محمد جلال توفيق عطا | ||||
جامعة أسيوط - کلية التربية - قسم اصول التربية | ||||
Abstract | ||||
هدفت الدراسة تعرف واقع التطرف الفکري لدى طلاب جامعة أسيوط وسبل مواجهته، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي لملاءمته طبيعة الدراسة، وللتعرف على واقع هذا التطرف لدى طلاب جامعة أسيوط طبقت الدراسة استبانة على عينة عشوائية بلغت (468) طالباً، من طلاب الفرق النهائية من الکليات النوعية والنظرية والعملية بجامعة أسيوط، وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها:- - تعد جامعة أسيوط من أولى الجامعات التي تبنت استراتيجيات هدفت إلى المحافظة على أفکار طلابها من التطرف، مستثمرة في ذلک دور کل من أعضاء هيئة التدريس، والمقررات الدراسية، والأنشطة الجامعية. - تراوحت نسب اتفاق فئات عينة الدراسة الثلاث (النوعية، والنظرية، والعملية) على تحقق أبعاد المحور الأول للاستبانة (واقع تطرف فکر الطلاب الجامعيين) بين (0.78) کحد أقصى للأبعاد الأول والثالث والرابع، وبين (0.76) کحد أدنى للبعد الثاني وبدون فارق دال احصائيا بينهم. - تراوحت نسب اتفاق فئات عينة الدراسة الثلاث على تحقق أبعاد المحور الثاني للاستبانة (سبل مواجهة التطرف الفکري لدى طلاب الجامعة) بين (0.79) کحد أقصى للبعد الأول، وبين (0.77) للبعدين الثاني والثالث، وبدون فارق دال إحصائيا بينهم. وقدمت الدراسة العديد من التوصيات من أهمها: 1) تشکيل فريق من الأساتذة المتخصصين بجامعة أسيوط للتصدي لمشکلات المجتمع وبخاصة المتعلقة بالتطرف الفکري. 2) تنمية ثقافة أعضاء هيئة التدريس بما يتعلق بالقضايا الخلافية وتطرف الأفکار حتى يتمکنوا من إدراة الحوار مع طلابهم وإقناعهم. الکلمات المفتاحية: التطرف الفکري؛ سبل مواجة التطرف الفکري؛ طلاب جامعة أسيوط. | ||||
Keywords | ||||
التطرف الفکري; سبل مواجة التطرف الفکري; طلاب جامعة أسيوط | ||||
Full Text | ||||
مقدمة:- يُعد العقل البشري المحرک الرئيس لأفعال الإنسان وتصرفاته، فالفرد يسلک سلوکاً إيجابياً أو سلبياً وفق ما يعتقده ويرسخ في ذهنه، وأخطر ما يواجه البشر في الوقت الحالي الغزو الفکري؛ ذلک نتيجة للتغيرات الفائقة في وسائل الإتصال والتکنولوجيا، وما يسمى بعصر السماوات المفتوحة، ومصادر المعرفة غير المحدودة وغير المنقحة، ويقع على عاتق المؤسسات التعليمية عبء ثقيل في التصدي للأفکار المغلوطة مما يتحتم معه صياغة مناهجها في إطار جعل الطلاب يمحصون ما يعرض عليه لينتقوا ما يوافق العقل والقيم والتقاليد، ويتفق مع الوسطية السمحة للإسلام الحنيف. وباعتبار أن الجامعة هي صاحبة الدور الأکبر في تعزيز القيم الإيجابية؛ لذا تحتم تفعيل الدور الأمني لها في محاربة مظاهر السلوک المتطرف، فينبغى أن تقدم تعليماً يقوم على تنمية مهارات التفکير المختلفة لطلابها، بما يمنحهم القدرة على تأمل وفحص المواقف والأفکار قبل الحکم عليها، وتمکينهم من مواجهة الأفکار المنحرفة، أو الداعية للتطرف([i])؛ إذ بقدر ما تغرس المناهج القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس الطلاب، بقدر ما يسود المجتمع الأمن والاطمئنان والاستقرار؛ لأن الطلاب يمثلون نسبة کبيرة من المجتمع، فضلاً عن کونهم ثروته الحقيقية وبناة مستقبله. والجامعات من المؤسسات التي تتمتع بمصداقية عالية، لاستحواذها على شريحة هامة من شرائح المجتمع والمنوط بها تحديد أدوراهم المستقبلية، ومن أهم أدوار الجامعة تصحيح الأفکار والمعتقدات وتنمية الفکر الناقد والتحليلي لديهم، وذلک لضمان سلامة قراراتهم([ii])، وبما يحقق الأمن الفکري لديهم في مقابل التطرف؛ حرصاً على سلامة أفکارهم واتجاهاتهم وآرائهم. ويهدف التطرف الفکري إلى محو مفاهيم قائمة، وفرض مفاهيم جديدة بدلاً منها باستخدام القمع والکبت وزرع ثقافة تروج لها وسائل الإعلام صاحبة السيطرة بشکل مکثف تصل إلى حد محو الذات وتحويلها إلى آلة فاقدة الإرادة والإحساس، إلى جانب استخدام وسائل الاتصال الحديثة والسريعة([iii])، ولخطورة الأفکار المتطرفة على المجتمعات أصبح من الضروري والحتمي تفعيل دور الجامعات في التأکيد على التربية الوسطية.
مشکلة الدراسة: تُعد ظاهرة التطرف من الظواهر التي شغلت الانسان وتسود المجتمعات الإنسانية کافة، وهي قضية تاريخية، وتطورت أسباب وأشکال الإرهاب طبقاً لتطور المجتمعات والثقافات، وهذه الظاهرة الخطيرة تتنافى والفطرة السليمة وروح التعاليم الإلهية والشريعة الإسلامية، مما يُتطلب معه النظر بعين الفاحص والمعالج لهذه الظاهرة، لما لها من خطورة على الجنس البشري. والشباب من أکثر الفئات عرضة للتطرف کونهم يشکلون مرحلة عمرية تتميز بالحيوية والنشاط والرغبة القوية نحو التجديد والتغيير لاسيما أن المجتمع المعاصر تجتاحه تيارات مختلفة، جعلت الإنسان يعاني أزمات متلاحقة أبرزها شعوره بمظاهر الاغتراب واللامبالاة والإهمال والحرمان، والتهميش الثقافي والسياسي الذي ينتهي حتما بالتطرف، والجامعات من المؤسسات التعليمية التي تُعنى بتحصين الأفکار والمعتقدات، فلطالما واجهت أنظمتها المختلفة الضغوط والتجاوزات من قبل متبنى الأفکار المتطرفة من الشباب. والواقع يشير إلى أن الدولة المصرية تواجه الآن مجموعة من التحديات التي ظهرت نتيجة التطورات والتحولات العلمية والتکنولوجية والاقتصادية المتسارعة لکونها ذات ثقل في المنطقة، حيث ساعد التقدم العلمي لوسائل الاتصال والإنترنت على انتشار الأفکار المتطرفة، وتعد الجامعات إحدى المؤسسات التى مرت بها حرکات سياسية عاصر فيها الشباب الجامعي مشکلات خطيرة على رأسها التطرف الفکري، مما يتطلب وقفة تقويمية لنظم التعليم في مصر. ومن خلال استقراء الباحث للدراسات السابقة والمصادر التي تناولت ظاهرة التطرف الفکري أنها لم تقم بدراسة واقعه بالنسبة لطلاب الجامعة وبيان تطور أدوار الجامعة في مواجهته، ومن ثم سعى الباحث لتناول هذه الظاهرة وتوضيح إطارها الفکري والفلسفي، وسبل مواجهتها، مع الوقوف على واقع ظاهرة التطرف لدى الطلاب، ووضع تصور مقترح لمواجهته. تساؤلات الدراسة: في ضوء العرض السابق للمشکلة يسعى الباحث إلى الإجابة عن التساؤلات التالية:- 1- ما الإطار الفلسفي للتطرف الفکري؟ 2- ما أدوار الجامعة في مواجهة التطرف الفکري؟ 3- ما واقع التطرف الفکري لدى طلاب جامعة أسيوط؟ 4- ما التصور المقترح لمواجهة التطرف الفکري لدى طلاب جامعة أسيوط؟ أهمية الدراسة: إن التطرف الفکري يُعد من أخطر الظواهر التي تهدد البشرية، وللتطرف أشکال منها: الإرهاب المادي والذي يمتد مباشرة بالتخريب والقتل والتدمير، والتطرف الفکري والذي أغلب الأحيان يسبق الإرهاب المادي ونستطيع القول بأن کل إرهاب مادي سبقه تطرف فکري. وهناک محدودية في الأبحاث التي تناولت موضوع تطرف الأفکار، إلا ما ندر ضمن برامج التعليم أو المؤتمرات البحثية أو الندوات ولا يتم تداوله في شکل دراسات خاصة إلا اليسير، والإصلاحات التي مست مجال التعليم لم تهتم بالتصدى للأفکار المتطرفة، والدراسات التي تمت في هذا الإطار لا تعدوا کونها أطروحات لا ترقى لمستوى وضع حلول واقعية لتلک الظاهرة إلا ما ندر، وبخاصة ما يتعلق بدور الجامعات في التصدى لها. لذا تظهر أهمية الدراسة فيما يلي: - من عوامل أهمية تلک الدراسة اهتمامها بالفکر وتصحينه لدى الشباب الجامعي. - اهتمت هذه الدراسة ببحث مشکلة من أهم المشکلات التي توجه المجتمع على الإطلاق وهي مشکلة تطرف الأفکار والمعتقدات وما يتبعها من تخريب وتدمير وإرهاب الشعوب. - تعد الجامعات هي محور اهتمام المجتمع لاستحواذها على الشباب قادة المستقبل، لذا تأتي أهمية تلک الدراسة في تناولها لمؤسسة تربوية عريقة وهي جامعة أسيوط. - جاءت هذه الدراسة تلبية لما أوصت به العديد من الدراسات والمؤتمرات والبحوث حول المؤسسات التعليمية والجامعة على وجه التحديد. أهداف الدراسة: هدفت الدراسة إلى:- - تعرف الإطار الفلسفي للتطرف الفکري. - تعرف أدوار الجامعة في مواجهة التطرف الفکري. - تعرف واقع التطرف الفکري لدى طلاب جامعة أسيوط. - وضع تصور مقترح لمواجهة التطرف الفکري لدى طلاب جامعة اسيوط. دراسات سابقة: أولاً: دراسات عربية:-
استهدفت الدراسة توضيح دور الجامعة في التصدى للإرهاب الفکري، في محاولة لتوضيح سبل المواجهة وإيضاح أهمية ـدور الجامعة في مساعدة الشباب على تصحيح أفکارهم وسلامة معتقداتهم، وأوضحت الدراسة ما يترتب من تداعيات خطيرة لعدم التصدي للإرهاب الفکري على أمن المجتمع وسلامة أفراده وعلى رأسهم الشباب، موضحة سمات وخصائص الإرهاب الفکري ودوافعه وأشکاله، ووضعت الدراسة عدة ضمانات لنجاح تصورها المقترح منها: التأکيد على حيادية أعضاء هيئة التدريس، والباحثين وتذليل الصعوبات أمامهم لتناول القضايا والظواهر الفکرية الماسة کظاهرة الإرهاب الفکري، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي في تناولها لتلک الظاهرة، مستخدمة أداة الاستبانة لإجراء الدراسة الميدانية المتعلقة بمشکلة الدراسة
استهدفت الدراسة التعرف على آثار التطرف الفکري على سلامة الفرد والمجتمع، وتمثلت أهمية الدراسة في: التنبيه على خطورة التطرف الفکري على الفرد والمجتمع، وبيان الآثار الضارة المترتبة على انتشار التطرف الفکري، وأهمية التصدى له، واستخدمت الدراسة المنهج التحليلي لتحقيق أهدفها، وتوصلت الدراسة لعدة نتائج منها: أن ضعف التمسک بالقيم الإسلامية يؤدي حتما إلى التطرف الفکري وانتشاره، وتعدد مخاطر التطرف الفکري على المجتمع بوجه عام وعلى الفرد بشکل خاص والمتمثلة في (القلق، الشک، الحرمان، الذل، التلون، الإلحاد)، ومن أهم التوصيات: على الولاة وأولي الأمر تتبع أنشطة المتطرفين فکريا وعلى العلماء والدعاة القيام بواجبهم في التصدى للانحراف الفکري والعقدي.
استهدفت الدراسة التعرف على دور جامعة حائل في وقاية الشباب من مظاهر التطرف الفکري، واستخدم المنهج الوصفي المسحي، والاستبانة کأداة للدراسة، واختيرت عينة عشوائية بلغت (162) من أعضاء هيئة التدريس في حائل وأظهرت النتائج أن دور جامعة حائل في وقاية الشباب من مظاهر التطرف الفکري جاء بدرجة متوسطة، ووجود علاقة عکسية بين متوسطات تقديرات أعضاء هيئة التدريس لدور الجامعة في وقاية الشباب من مظاهر التطرف الفکري ودرجة التحديات التي تواجهها على جميع المجالات.
استهدفت الدراسة الوصول إلى تعريف التطرف الفکري، ومعرفة أسبابه، ومظاهره، ودور المعلم في التصدى له من وجه نظر المعلمين، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وشملت الدراسة عينة من المعلمين قوامها 144 معلمًا ومعلمة، اختيروا بالطريقة العشوائية، من مختلف مراحل التعليم العام، واستخدمت الاستبانة کأداة لتحقيق أهداف الدراسة، ومن نتائج وتوصيات الدراسة: اهتمام المعلم بتنمية التفکير الإيجابي والوعي النقدى لدى التلاميذ، وإبراز القدوة الحسنة لدى الشباب وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم، والعمل على إدخال مفاهيم التسامح والتعددية واحترام آراء الآخرين في المناهج والأنشطة، کما أوصت بإجراء أبحاث نظرية وميدانية بهدف الوصول لسبل مواجهتها، وإنشاء مراکز متخصصة للتصدى لها.
استهدفت الدراسة التعرف على دور الجامعات المصرية في تحقيق الأمن الفکري لطلابها، بالتعرف على دور أعضاء هيئة التدريس والمناهج والأنشطة، والإدارة الجامعية في تحقيق الأمن الفکر لدى الطلاب، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، ومن نتائجها: أهمية دور أعضاء هيئة التدريس في رصد مظاهر الانحراف الفکري لدى الطلاب، والمساهمة في تصحيحها، والحرص على عدم حشو أذهان الطلاب بالانتقادات التي تنمي لديهم الشعور بالبغض والحقد تجاه المجتمع، ودور المناهج في عرض نماذج التيارات الفکرية الإيجابية، وتمکين الطلاب من مواجهة الأفکار المنحرفة، ودور الأنشطة الجامعية والمناسبات الاجتماعية في تأصيل الفکر السليم، والتأکيد على المواطنة والانتماء، ومن توصياتها: إدراج مفاهيم الأمن الفکري في المناهج الدراسية، والمراجعة المستمرة للمقررات الدراسية لتنقيحها، عقد دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس عن موضوع الأمن الفکري وآليات تحقيقه. ثانياً: دراسات أجنبية:- 1- دراسة (Meftah, 2018)( ([ix]:- جاءت الدراسة بعنوان: "جذور جرائم الإرهاب السادي: هل هو الإسلام أم الثقافة العربية" تناولت هذه الدراسة ظاهرة الإرهاب في ظل فلسفة معرفة جذور الإرهاب وحقيقة جرائمة وبواعثها، وتبنت الدراسة افتراضين محتملين لبحث هذه الظاهرة وهما: - الفرض الأول: إذا کان معظم مرتکبي جرائم الإرهاب مسلمين، إذن مرجعية هذه الجرائم وجذورها دينية فحسب وتقوم على القرآن والسنة. - الفرض الثاني: إنه إذا کان غالبية مرتکبي جرائم الإرهاب على العموم عرب أو من بلدان مجاورة لهم، إذن تعود جذور الإرهاب السادية إلى الثقافة البدوية. وقد استخدم الباحث المنهج التاريخي إضافة إلى المنهج الوصفي التحليلي، ومن نتائج الدراسة:- - أنه لا يوجد ربط بين الجرائم الإرهابية السادية والإسلام. - الجذور الحقيقة لهذه الظاهرة مبعثها ثقافة الأساطير والأبطال والثأر. - الحقيقة أن جرائم الإرهاب تتعارض تماما مع مبادئ وتعاليم الإسلام. - إن التغيرات التي أحدثها الإسلام في هذه المجتمعات تغيرات سطحية بينما ظلت هذه المجتمعات محکومة بثقافتها القبلية. - في الغالب استخدمت المجتمعات العربية الدين لتبرير ثقافتها. 2- دراسة (Finch, 2016)([x]):- تمت الدراسة بعنوان " دائرة العنف بين الإرهاب والقمع" استهدفت الرسالة إيضاح:- 1) ما إذا کان القمع يزيد من الشروع في الإرهاب أم لا؟ 2) ما إذا کان الإرهاب يؤثر في استخدام القمع أو کيفيته؟ 3) ما إذا کانت سياسات المکافحة تؤثر على ردع الأفکار المتطرفة في المستقبل أم لا؟ واستخدمت دراسات الحالة لفحص کيفية استخدام کل من أشکال القمع الحکومي وتأثيره على حوادث الهجمات الإرهابية المحلية والعکس، وأستکشاف العلاقة بين الإرهاب والقمع بفحص الإرهاب النشط في أربعة بلدان، وردود الحکومات على النشاط الإرهابي، ومن نتائج الدراسة: توضح الحاجة إلى سياسات أکثر تساهلاً عند مواجهة الإرهاب بدلاً من استخدام اسلوب القمع. 3- دراسة (San, 2015)([xi]):- جاءت الدراسة تحت عنوان "الشرطة والإرهاب: تحليل مقارن لردود الأفعال الحکومات الترکية والکندية لمکافحة الإرهاب"استهدفت الدراسة إيضاح آلية عمل الشرطة من أجل فهم مفصل للإرهاب وما تقوم به فيما يتعلق بمکافحته، استخدم منهج التحليل المقارن بين ردود أفعال ترکيا وردود منظمات الشرطة الکندية على الإرهاب، باستخدام البيانات التي تم الحصول عليها من الشرطة الترکية الوطنية والشرطة الملکية الکندية، والغرض الرئيس للدراسة الحالية هو استکشاف ومقارنة کيفية استجابة أجهزة الشرطة الدولية للتصدي للإرهاب. 4- دراسة (Karaffa, 2012)([xii]):- تمت الدراسة تحت عنوان "الشجاعة الفکرية والبناء الاجتماعي للإرهاب:الواقع المثير" واهتمت الدراسة باستکشاف التفسيرات المتنوعة للتفکير فيما يخص "الإرهاب" و"الإرهابي"، وتوضيح "الواقع" فيما يتعلق بالإرهاب، واهتم الباحث بإظهار کيف يتم بناء الواقع وخبرته من قبل الطلاب وکيف يمکننا، کباحثين ومربين، خلق إمکانات جديدة للواقع، والقيم مع تنمية مهارات التفکير النقدي لدي الطلاب؛ وقبول ورفض عناصر من العقيدة؛ وکيف أن الولايات المتحدة، بموقفها المهيمن وثقافتها ومعتقداتها وقيمها، تؤثر على بقية العالم وتتأثر به، کما أراد الباحث أن يعرف کيف يقوم الطلاب بوصف واقعهم الاجتماعي "الشخصي" وکيف يتصورون ويختبرون الحقائق العالمية، ومن أهم النتائج: وجود انفتاح ذهني دون تخويف من خلال مناقشة وتحليل الحقائق المتعلقة بالظاهرة، ووجود العديد من الطلاب القادرين على التفکير بشکل أکثر إبداعاً ونقداً عند النظر إلى الواقع تجاه التطرف. - التعليق على الدراسات السابقة وموقع الدراسة الحالية منها:- من خلال عرض الدراسات السابقة يتضح ما يلي:- اتفقت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة في إيضاحها أهمية ـدور الجامعة في مساعدة الشباب على تصحيح أفکارهم وسلامة معتقداتهم (صلاح عبدالله، 2020)، والتعرف على دور الجامعة في وقاية الشباب من مظاهر التطرف الفکري (سعود ربيعان، ومحمد سليم، 2018)، وإيضاحها للآثار الضارة المترتبة على انتشار التطرف الفکري على الفرد والمجتمع (اسماعيل محمد، 2018)، وتعريفها للتطرف الفکري ومعرفة أسبابه ومظاهره (محمد على، وخالد أحمد، 2018)، والتعرف على دور أعضاء هيئة التدريس والمناهج والأنشطة والإدارة الجامعية في تحقيق الأمن الفکري لدى الطلاب (أحمد سمير، 2017)، والتعرف على عوامل التطرف الإيديولوجي ومظاهره لدى الشباب (علاء زهير، 2015) وايضاحها للعوامل التي تؤدي إلى التطرف بين الشباب الجامعي (أحمد حسني)، وإيضاح ما إذا کانت سياسة الردع المستخدمة تؤثر في الحد من التطرف أم لا (Finch, 2016)، وتبيان وتحليل مصادر التطرف(Caldwell, 2012). واختلفت هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في تناولها لمجهودات جامعة أسيوط في التصدى للتطرف الفکري بين طلابها مع حرصها على وضع تصور مقترح لمواجهته. واستفادت الدراسة الحالية من تلک الدراسات، في تحديد مفاهيم الدراسة، وأسباب التطرف الفکري والأثار المترتبة عليه، وسبل مواجهته، وأيضا في تحديد متغيرات الدراسة الميدانية. منهج الدراسة: للإجابة عن تساؤلات البحث تم استخدام المنهج الوصفي، بغرض استخلاص النتائج، للوقوف على دور الجامعة تجاه التطرف الفکري والتصدي له، وتم إعداد استبانة لجمع المعلومات حول موضوع الدراسة، مع اتباع الأساليب الإحصائية لإتمام إجراءات الدراسة. أدوات الدراسة: قام الباحث بتصميم استبانة في ضوء المعايير الخاصة بإعدادها، وتطبيقها على عينة البحث، والاطلاع على الدراسات المتعلقة بموضوع الدراسة. حدود الدراسة: 1- حدود موضوعية: تمثلت فيوضع تصور مقترح لمواجهة التطرف الفکري لدى طلاب الجامعة. 2- حدود بشرية: تم التطبيق على عينة من طلاب الفرق النهائية ببعض کليات جامعة أسيوط. 3- حدود مکانية: تم اختيار بعض من الکليات (النوعية- النظرية- العملية) بجامعة أسيوط. 4- حدود زمانية: تم تطبيق الدراسة الميدانية خلال العام 1441هـ 2019/2020م. مصطلحات الدراسة: ويعرف الباحث التطرف الفکري لدى طلاب الجامعة إجرائياً بأنه: "تغيير مقصود في أفکار ومعتقدات الطلاب، والمتسم بالتشدد - إفراطا کان أم تفريطاً- والذي تمارسه الدول أو المؤسسات أو الأفراد، مستهدفة عقول طلاب الجامعة لترسيخ أفکار هدامة أو مغلوطة أو متطرفة لديهم، والذي قد يؤدي بدوره إلى سلوک مدمر أو إرهابي".
نتائج الدراسة النظرية والميدانية أولاً: على هدي ما تمخضت عنه الدراسة النظرية من نتائج تمثلت في:- 1- يعد تطرف الأفکار هو الباعث والمصدر الأساسي للإرهاب المادي، ويعد الشباب أهم أهداف دعاة الفکر المتطرف، لذا وجب على الجامعات تحصين طلابها حتى لا يتخطفهم دعاة الفکر الضال. 2- للتطرف الفکري أسباب متعددة ومحاولة حصر أسبابه في سبب واحد أو أسباب بعينها يعد هذا من دواعي قصر النظر في محاولة بحث وتفسير وعلاج هذه الظاهرة، وفي ضوء الإطار النظري للدراسة فقد تم توضيح أسباب التطرف کما يلي:- - أسباب اقتصادية: وتعد من أهم وأول الأسباب التي تقف وراء تطرف الأفکار. - أسباب عقائدية: والتي يعانيه منها العالم العربي على وجه الخصوص. - الأسباب السياسية: سواء کان على مستوى التنظيمات داخل الجامعات أم على مستوى الدولة و مؤسسات المجتمع. - العوامل الاجتماعية: فتردي الأوضاع الاجتماعية، حتما تؤدي إلى التطرف. - الأسباب التربوية: قصور الدور التربوي للمؤسسات التعليمية واعتماده على التقليد والحفظ والتلقين وعدم غرس ثقافة الحوار وتقبل الآخر، يساعد على ظهور التطرف. - العدالة الإنتقائية غير الناجزة وسوء توزيع الثروة: يُعد هذا من دعائم الإحساس بالظلم وعليه يتولد التطرف. - الحرمان من الخدمات والمزايا: فالتوزيع غير العادل للخدمات والميزات بين أبناء المجتمع الواحد ينشأ معه عدم الانتماء وبالتبعية يحدث تطرف الأفکار. - سيادة حالة اللامعيارية: من حيث ضعف الضوابط الاجتماعية والتي تظهر عندما لا تضبط أفعال الأفراد بضوابط ملزمة وواضحة. 3- سمات الشخصية المتطرفة، فمن الأهمية معرفة سمات الشخصية المتطرفة حتى يمکن الوقوف على أهم الطرق لاقناعهم بالحجة والبرهان، ومن هذه السمات:- - المغالاة والتشدد في القيام بالواجبات. - قلب المفاهيم وتشويه الحقائق. - شدة الانفعال والاندفاع والعدوان والعنف والغضب عند أقل استثارة. - التعصب ويرون أنهم على حق ومن عداهم على الضلال والباطل. 4- المهارات اللازم توافرها فيمن يتصدى لمواجهة التطرف الفکري: وجب على من يتصدى لمحاربة الفکر المتطرف أن يتسم بمهارات منها:- - مهارة الإقناع: لإقناع المسئولين والمستهدفين بخطورة المشکلة وضرورة التصدى لها. - مهارة الاتصال والتواصل: بتنفيذ برامج وأنشطة لرعاية الشباب. - مهارة التأثير: لتغيير وتعديل السلوک السلبي وتدعيم قيم الولاء والانتماء للوطن. - مهارة التنسيق: للتنسيق بين الجهات؛ لوضع وتنفيذ برامج للشباب والاشراف عليها. - المهارة المعرفية: لمعرفة سيکولوجية المرحلة العمرية للشباب الجامعي واحتياجاتهم وقدراتهم ومهارتهم، وکذلک يجب الإلمام بالمعارف المتعلقة بمشکلة التطرف. 5- الجهات المعنية بالتصدى للتطرف الفکري، فعملية التصدة للفکر المتطرف مسئولية مؤسسات المجتمع بأکملها وبخاصة المؤسسات ذات الصلة بالشباب ومنها:- - المؤسسات الدينية: لما لها من أهمية في تصحيح الأفکار والمعتقدات، وعلى رأسها مؤسسة الأزهر الشريف. - مؤسسة الأسرة: وهي التي تعمل على ترسيخ المبادئ والتوجهات السليمة. - المؤسسات التعليمية: وعلى رأسها الجامعة، وذلک باستثمار مواردها البشرية والمادية. - المؤسسات الأمنية: ولها دورها في مواجهة تلک الظاهرة، للحفاظ على أمن الوطن. - مراکز البحوث والدراسات العلمية: وذلک للمساعدة في العلاج والتصدى لتلک الظاهرة. 6- من آثار التطرف الفکري، والتي تؤثر سلباً على المجتمع:- أ- آثار ذات طبيعة سياسية وأمنية. ب- آثار ذات طبيعية اجتماعية. ج- الآثار التربوية. د- آثار ذات طبيعية دينية وأخلاقية منها. 7- أهمية الجامعات: طلاب الجامعة من أکثر الفئات عرضة للتطرف الفکري، وتعد الجامعات المعقل الرئيس لصنع الحضارة، والمدافع عن الهوية الثقافية، والجامعات بدون شک ظهرت نتيجة لحاجات مجتمعاتها، ومن الأسباب التي أدت إلى استشراء التطرف غياب التطبيق الفعلي والکلي للتربية الإسلامية، ومبادئها، وتصوراتها الشاملة، والمثل الأعلى في الوسطية بمراحل التعليم وبخاصة المرحلة الجامعية. 8- أهداف التعليم الجامعي: وللتعليم الجامعي أهداف واضحة ومحددة والتي تتسم بالتشعب؛ من هذه الأهداف: الإسهام في تطوير شخصية الطالب بحوانبها المختلفة، والمساهمة في رقي الفکر وتقدم العلم وتنمية القيم الإنسانية، الحفاظ على الهوية الإسلامية. 9- أهم وظائف التعليم الجامعي ما يلي: وللتعليم الجامعي وظائف منها: المساعدة في توفير احتياجات المجتمع من القوى البشرية، وتثقيف أفراد المجتمع، وتأهيل المواطن للعمل، وحفظ أمن الوطنومقدراته، فضلا عن تمتعها بإمکانات تؤهلها لأن تکون مصدرًا لصناعة وتطوير رأس المال البشري. 10- ويمکن أن تسهم الجامعة في مواجهة التطرف بين الشباب من خلال: فتحها قنوات حوار وتواصل مع الشباب، وإيجاد حلول للمشکلاتهم، ونشر الحرية ومنح الطلاب فرص للنقد والمعارضة، ومعالجة صور الانحراف الأخلاقي لديهم، وتنظيم دور العلماء والمفکرين والمثقفين لتحقيق الوعى المنشود، وتوحيد مصدر الفتوى. 11- استراتيجيات الجامعة في مواجهة التطرف الفکري: - استراتيجية تغيير السلوک: في محاولة تعديل الأفکار المتطرفة لدى الطلاب. - استراتيجية التعلم العاوني: لتنمية روح التعاون بين المؤسسات المعنية بالشباب کافة. - استراتيجية الإقناع: وذلک لتفعيل القدرة على التعامل مع الآخرين. - استراتيجية التعاون: بالتعاون والتنسيق بين کافة الهيئات والمؤسسات المعنية بالشباب بتوفير آليات؛ لزيادة وعي الشباب الجامعي بمسئولياته، ودعم قدراته. - استراتيجية الاتصال: بتوفير دورات تدريبية وورش عمل؛ لإعداد العاملين بالمؤسسات المختلفة وزيادة وعيهم بمشکلة التطرف وکيفية مواجهتها. 12- دور جامعة أسيوط في هذا الإطار: ولجامعة أسيوط أدوار بارزة في التصدي للفکر المتطرف، حيث نفذت عدة ندوات ولقاءات وبرامج تهدف إلى التوعية والإرشاد بأهمية المحافظة على عقول وأفکار الطلاب، مثل برنامج أعتقد أن لجامعة أسيوط السبق في التخطيط له وتنفيذه، وهو حزمة برامج بعنوان "برامج تدريبية لتأهيل الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بجامعة أسيوط لمواجهة التطرف والفکر التکفيري"، والذي استهدف الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بجميع کليات الجامعة، وتم تدريبهم على حزمة رائعة من البرامج الخاصة بالتصدي للفکر المتطرف. ثانياً: في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة الميدانية، نوضح مايلي:- v فيما يخص المحور الأول (واقع تطرف فکر الطلاب الجامعيين):- - أسفرت الدراسة الميدانية عن أربعة أبعاد لواقع تطرف فکر الطلاب الجامعيين، وهي: واقع تطرف الطلاب فکرا وسلوکا، وتفاعل الأساتذة مع الطلاب، والمقررات الدراسية، والأنشطة الطلابية. - تراوحت نسب اتفاق آراء عينة الدراسة على واقع تطرف فکر الطلاب الجامعيين بين (0.78) کحد أقصى للبعد الأول (واقع تطرف الطلاب فکراً وسلوکاً) في المرتبة الأولي، و(0.76)، کحد أدنى للبعد الثاني (تفاعل الأساتذة مع الطلاب)، والذي جاء في المرتبة الرابعة. v فيما يخص المحور الثاني (سبل مواجهة التطرف الفکري لدى طلاب الجامعة):- - أسفرت الدراسة الميدانية عن أربعة أبعاد لسبل مواجهة التطرف الفکري لدى طلاب الجامعة، وهي: دور الإدارة الجامعية، ودور الأستاذ الجامعي، ودور المقررات الدراسية، ودور الأنشطة الطلابية. - تراوحت نسب اتفاق آراء عينة الدراسة على سبل مواجهة التطرف الفکري لدى طلاب الجامعة بين (0.79)، کحد أقصى للبعد الأول (دور الإدارة الجامعية) في المرتبة الأولى، و(0.78) للبعد الرابع (دور الأنشطة التربوية) في المرتبة الثانية، و(0.77) کحد أدنى للبعدين الثاني (دور الأستاذ الجامعي)، والثالث (دور المقررات الدراسية). - عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين بين أبعاد الاستبانة. التصور المقترح لمواجهة التطرف الفکري لدى طلاب جامعة اسيوط: في ضوء نتائج الدراستين (النظرية، والميدانية) تم وضع تصور مقترح لجامعة أسيوط في التصدى لظاهرة التطرف الفکري لدى طلابها، وذلک على النحو التالي:- v فلسفة التصور المقترح:- إن فلسفة التصور المقترح تتبلور في أن: الفطرة الإنسانية ترفض العنف والتطرف وتتناسب الفطرة السوية مع ما تتبناه الديانات السماوية، وجاء الإسلام الحنيف ليحض على الحفاظ على العقل وإعمال الفکر ويحرم التعدى على الناس وإرهابهم، وأن الحرية من أهم مقومات المجتمعات المستقرة،، وأن الشباب بغير شک هم مستقبل الأمة وقادتها، والجامعات باستحواذها على الشباب تعد من المؤسسات المهمة التي يقع عليها مسئولية تربية الشباب والحفاظ أفکارهم وضمانة سلامة توجهاتهم ومعتقداتهم، ومن أهم المشکلات التي يجب أن تتصدى لها الجامعة مشکلة الإرهاب الفکري. v أسس التصور المقترح:- ترتکز فلسفة التصور المقترح على عدة أسس منها:- - إنتشار وسائل التواصل والسرعة الهائلة في عرض المعلومات ونشرها باستثمار التطور غير المسبوق في وسائل الاتصال وباستخدام الشبکة العنکبوتية (الإنترنت) مما ساعد وبشکل ملحوظ على انتشار التطرف والتشدد والتي لم تکن بهذا القدر من الإنتشار قبل ذلک، مما يعد نذيرَ خطرٍ يهدد أمن المجتمع، وأن أيدي قادة الفکر المتطرف يتلقفون الشباب لتحقيق أهدافهم الخبيثة، لذا على الجامعات بذل کل جهد للحفاظ على سلامة أفکار طلابها. - الجامعات المصرية وبالأخص جامعة أسيوط من أولى المؤسسات المنوط بها التصدى لهذه الظاهرة لما تتمتع به من موارد (مادية وبشرية). - الجامعة وما تبذله من مجهودات لتنمية مهارات طلابها في محاولة منها لربط خرجيها بسوق العمل، ومحاولتها الانخراط في المجتمع وحل مشکلاته، يتلطب ذلک حرص المسئولين عن التعليم الجامعي على حل مشکلات المجتمع وعلى رأسها الفکر المتطرف. - إن الجامعة وما تملکه من (إدارة جامعية، وأعضاء هيئة تدريس، ومقررات دراسية، وأنشطة جامعية) تعد من أولى المؤسسات المنوط بها إثراء عقول وفکر الطلاب ووقايتهم من التطرف. v أهداف التصور المقترح:- سعى الباحث في تصوره المقترح لتحقيق الأهداف التالية:- - توضيح بعض مناحي القوة المتمثلة في الموارد المادية والبشرية الخاصة جامعة أسيوط، والتي لم تستثمر بالقدر المطلوب في مواجهة الأفکار والتنظيمات المتطرفة. - توضيح السبل المناسبة للتصدى أو لمنع تسلل الفکر المتطرف لدى طلاب جامعة أسيوط. - تفعيل دور الأستاذ الجامعي في المحافظة على سلامة فکر الطلاب کونه مثالا يحتذى به. - التوعية بأهمية دور الأنشطة الطلابية والمقررات الدراسية والأساتذة والإدارة الجامعية في التصدى لمحاولات تسلل الفکر المتطرف بين الطلاب. v إجراءات التصور المقترح:- من خلال ما أسفرت عنه نتائج الدراستين النظرية والميدانية، يقدم الباحث مجموعة من الآليات لمساعدة الجامعة في وضع سبل واستراتيجيات للتصدى للفکر المتطرف بين طلابها باستثمارها دور أعضاء هيئة التدريس والأنشطة والمقررات الجامعية، تفصيلا فيما يلي:- 1- بالنسبة لإدارة جامعة أسيوط: تعد قوة الموارد البشرية والمادية لجامعة أسيوط من أهم ما يؤهلها للقيام بدور مؤثر في التصدى أو منع تسرب الفکر المتطرف لدى طلابها، من خلال:- - الحرص على انتقاء أعضاء هيئة التدريس من الذين ليس لديهم انتماءات سياسية أو حزبية. - الحرص على النظر في شکاوى الطلاب ومحاولة حلها بصفة مستمرة - تبني جامعة أسيوط لمبدأ المساواة والعدالة في التعامل مع الطلاب حال تقديم خدماتها. - تحفيز الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على إجراء الدراسات العلمية الخاصة بقضايا التطرف، في محاولة لحفظ عقول وأفکار وتوجهات الطلاب. - العمل على المساهمة المباشرة في حل قضايا المجتمع وبخاصة المتعلقة بالتطرف الفکري. - تصميم موقع الکتروني (تفاعلي) خاص بجامعة أسيوط يشرف عليه أساتذة متخصصون للتواصل المباشر مع الطلاب والرد الفوري على استفساراتهم وبخاصة المسائل الخلافية. - فتح قنوات للتواصل الفعال بين جامعة أسيوط وبعض مؤسسات المجتمع المعنية بالتصدي للفکر المتطرف- کمؤسسة الأزهر الشريف- في محاولة لتوحيد الجهود في سبيل التصدي لتلک المشکلة. - توسيع نطاق الإعانات المقدمة للطلاب غير القادرين، مما يساعد في القضاء على الشعور بعدم المساواة بينهم. 2- بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس: ويمکن لأعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط المساهمة في التصدى للفکر المتطرف من خلال:- - التأکيد على حيادية عضو هيئة التدريس وموضوعيته في تناوله للقضايا الخلافية. - تأکيده على حرية التعبير وتقبل الرأي الآخر والتأکيد على الوسطية السمحة للإسلام الحنيف. - التأکيد على موضوعية عضو هيئة التدريس وعدالته في تقييمه لطلابه في الأعمال الفصلية والاختبارات النهائية. - تبنيه مبدأ الإقناع بالحجة والبرهان حال مناقشته القضايا المتعددة مع طلابه. - استخدامه لطرائق تدريس متنوعة تتناسب مع قدرات وميول طلابه المختلفة. - توعية طلابه بخطورة الاعتماد على الإنترنت ووسائل التواصل کمصدر وحيد للمعلومات. - الحرص على توعية الطلاب بأهمية التفريق بين ترويع الآمنين والمستأمنين کمظهر بارز للإرهاب وبين الدفاع عن الوطن والدين کفريضة وتوجه عام لأي دولة. - توعية طلابه بخطورة التصدر للإفتاء في الأمور بغير علم مع توضيح سوء عاقبة ذلک. 3- بالنسبة للمقررات الدراسية: ويمکن للمقررات الدراسية بجامعة أسيوط المساهمة في التصدى للفکر المتطرف من خلال:- - ربط المقررات الدراسية بصورة مباشرة وبقوة بمتطلبات سوق العمل من خلال فتح قنوات تواصل مع المعنيين بسوق العمل وبين أعضاء هيئة التدريس بالجامعة؛ للقضاء على البطالة والتي تعد من أهم روافد الفکر المتطرف بين الشباب. - التأکيد على الجانب التطبيقي لمقررات الجامعة والمفترض کونها مرتبطة بالواقع الفعلي للمجتمع. - تأکيد المقررات الجامعية على تنمية مهارات التفکير النقدي والإبداعي لدى الطلاب سعياً للقضاء على الفکر المتحجر والعقلية المنغلقة، والتي يستهدفها قادة الفکر المتطرف. - تطوير المقررات الدراسية بما يواکب التطوارات العالمية المتسارعة. - تضمين المقررات الدراسية الثقافية لقضايا تؤکد على قيم الوسطية والتسامح وتقبل الرؤى المغايرة في محاولة لنبذ العنف والتشدد بين الطلاب. 4- بالنسبة للأنشطة الطلابية: يمکن للأنشطة الطلابية بجامعة أسيوط المساهمة في التصدى للفکر المتطرف من خلال:- - التخطيط الدقيق للأنشطة الطلابية حال تنفيذها بغرض التصدى للأفکار المتطرفة. - مراعاة اتجاهات وميول الطلاب عند التخطيط للأنشطة الطلابية وتنفيذها. - مراعاة الأنشطة الجامعية للتنوع والتعدد لمراعاة الفروق الفردية ولاستيعاب الأعداد المتزايدة للطلاب في محاولة للقضاء على أوقات فراغهم. - التأکيد على العمل بروح الفريق أثناء تنفيذهم الأنشطة الجامعية وذلک للحد من نزعة حب الظهور والسيطرة والأنانية، والتي قد تؤدي إلى تطرف أفکار بعض الطلاب. - تنفيذ أنشطة جامعية لحل بعض مشکلات المجتمع والمساهمة في تنميته وبخاصة في المناطق الأکثر احتياجاً. - تنفيذ أنشطة ثقافية تنمي قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب، وتؤدي إلى نبذ التطرف. v ضمانات نجاح التصور المقترح:- ويتوقف نجاح التصور المقترح في تحقيق أهدافه على توافر بعض الضمانات منها:- - صياغة عبارة نصية تبين اهتمام الجامعة بالتصدي للفکر المتطرف ضمن الرؤية والرسالة الخاصة بجامعة أسيوط. - حث الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط على إجراء الدراسات والبحوث الخاصة بالتصدي لقضايا الفکر المتطرف؛ کونها من أخطر مشکلات العصر. - نشر نتائج الدراسات والبحوث التي تناولت قضايا الفکر المتطرف والحرص على تطبيق توصياتها عملياً من خلال مرکز متخصص. - التخطيط لأنشطة جامعية متنوعة ومتعددة تستهدف التصدي للفکر المتطرف. - حث أعضاء هيئة التدريس المتخصصين على تناول القضايا الخلافية والمشکلات المجتمعية مع طلابهم وأثناء محاضراتهم. - الربط الفعلي والمباشر بين تنمية مهارات خريجي جامعة أسيوط وتحقيق متطلبات سوق العمل. - التوعية بسمات الشخصية المتطرفة وإيضاح بوادرها لأعضاء هيئة التدريس والقائمين على مراکز الإرشاد النفسي بالجامعة قبل أن تستفحل في البيئة الجامعية. - السعي الدؤوب من جامعة أسيوط لشغل أوقات فراغ طلابها وبخاصة أثناء فترات الإجازات بـالمعسکرات، والرحلات، والندوات، واللقاءات التثقيفية؛ بغرض التصدى للفکر المتطرف. - العمل على تخفيف الأعباء التدريسية والإدارية عن کاهل أعضاء هيئة التدريس؛ حتى تتاح لهم فرص فتح حوارات ومناقشات مع طلابهم. مراجع الدراسة [i]) مفلح دخيل مفلح الاکلبي؛ ومحمد آدم أحمد. "استراتيجية تدريسية مقترحة لغرس قيم الأمن الفکري لدى الطلاب لتحصينهم ضد التطرف الفکري"، مجلة البحوث الأمنية، السعودية، مج19، ع46، 2010، ص80. [ii]) نعمة عبدالصمد حسين الأسدي؛ وعباس نوح سليمان الموسوي. "اتجاهات طلبة الجامعة نحو الإرهاب الفکري وعلاقتها ببعض المتغيرات"، کلية الآداب، الکوفة، العراق، مج9، ع26، 2016، ص177. [iii]) محمد مرضي مناور الشمري. "استراتيجية مقترحة لتوعية الشباب الکويتي من مخاطر الإرهاب والتطرف الفکري"، المجلة العربية للعلوم الاجتماعية، المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، مصر، مج3، ع9، 2016، ص 26. [iv] ) صلاح عبدالله محمد حسن. "دور الجامعة قي التصدي لظاهرة الإرهاب الفکري لدى طلابها، دراسة ميدانية على جامعة أسيوط"، مجلة کلية التربية، جامعة أسيوط، کلية التربية، مج36، ع3، مارس 2020. [v]) إسماعيل محمد عيسى شاهين؛ وآخرون. "أثر التطرف الفکري على سلامة الفرد والمجتمع"، جامعة القاهرة، مرکز اللغات الأجنبية والترجمة التخصصية، ج71، 2018. [vi]) سعود ربيعان؛ محمد سليم الزبون. "دور جامعة حائل في وقاية الشباب من مظاهر التطرف الفکري"، دراسات العلوم التربوية، الجامعة الأردنية، عمادة البحث العلمي، مج45،ع4، ملحق3، 2018. [vii]) محمد على محمد قاسم؛ خالد أحمد عبدالعال ابراهيم. "أثر التطرف الفکري على سلامة المجتمع من وجهة نظر المعلمين"، مجلة کلية التربية، جامعة أسيوط، کلية التربية، مج34، ع1، 2018. [viii]) أحمد سمير فوزي عبدالله. "دور الجامعات المصرية في تحقيق الأمن الفکري لطلابها"، مجلة کلية التربية، جامعة الأزهر، کلية التربية، ع175، ج3، أکتوبر 2017. ثانيًا: المراجع الأجنبية
[ix]) Ben Touhami, Meftah Jilani, "Roots of Sadistic Terrorism Crimes: Is It Islam or Arabic Culture? Aggression and Violent Behavior". Vol. 42 September October 2018. [x]( Finch, Paula "The Cycle of Violence Between Terrorism and Repression", Doctor of Philosophy in Political Science, The University Of Texas At Dallas, 2016. [xi]( San, Serdar "The Policing of Terrorism: A Comparative Analysis of Turkish and Canadian Counter-terrorism Responses", Master of Arts, The Faculty of Social Science and Humanities Criminology, University of Ontario, Institute of Technology, 2015. [xii]( Karaffa, Cynthia A., "Intellectual Courage and the Social Construction of Terrorism: Embodying Reality", Doctor of Philosophy, University of Pittsburgh, USA, 2012. | ||||
References | ||||
[1]) مفلح دخيل مفلح الاکلبي؛ ومحمد آدم أحمد. "استراتيجية تدريسية مقترحة لغرس قيم الأمن الفکري لدى الطلاب لتحصينهم ضد التطرف الفکري"، مجلة البحوث الأمنية، السعودية، مج19، ع46، 2010، ص80. [1]) نعمة عبدالصمد حسين الأسدي؛ وعباس نوح سليمان الموسوي. "اتجاهات طلبة الجامعة نحو الإرهاب الفکري وعلاقتها ببعض المتغيرات"، کلية الآداب، الکوفة، العراق، مج9، ع26، 2016، ص177. [1]) محمد مرضي مناور الشمري. "استراتيجية مقترحة لتوعية الشباب الکويتي من مخاطر الإرهاب والتطرف الفکري"، المجلة العربية للعلوم الاجتماعية، المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، مصر، مج3، ع9، 2016، ص 26. [1] ) صلاح عبدالله محمد حسن. "دور الجامعة قي التصدي لظاهرة الإرهاب الفکري لدى طلابها، دراسة ميدانية على جامعة أسيوط"، مجلة کلية التربية، جامعة أسيوط، کلية التربية، مج36، ع3، مارس 2020. [1]) إسماعيل محمد عيسى شاهين؛ وآخرون. "أثر التطرف الفکري على سلامة الفرد والمجتمع"، جامعة القاهرة، مرکز اللغات الأجنبية والترجمة التخصصية، ج71، 2018. [1]) سعود ربيعان؛ محمد سليم الزبون. "دور جامعة حائل في وقاية الشباب من مظاهر التطرف الفکري"، دراسات العلوم التربوية، الجامعة الأردنية، عمادة البحث العلمي، مج45،ع4، ملحق3، 2018. [1]) محمد على محمد قاسم؛ خالد أحمد عبدالعال ابراهيم. "أثر التطرف الفکري على سلامة المجتمع من وجهة نظر المعلمين"، مجلة کلية التربية، جامعة أسيوط، کلية التربية، مج34، ع1، 2018. [1]) أحمد سمير فوزي عبدالله. "دور الجامعات المصرية في تحقيق الأمن الفکري لطلابها"، مجلة کلية التربية، جامعة الأزهر، کلية التربية، ع175، ج3، أکتوبر 2017. ثانيًا: المراجع الأجنبية
[1]) Ben Touhami, Meftah Jilani, "Roots of Sadistic Terrorism Crimes: Is It Islam or Arabic Culture? Aggression and Violent Behavior". Vol. 42 September October 2018.
[1]( Finch, Paula "The Cycle of Violence Between Terrorism and Repression", Doctor of Philosophy in Political Science, The University Of Texas At Dallas, 2016.
[1]( San, Serdar "The Policing of Terrorism: A Comparative Analysis of Turkish and Canadian Counter-terrorism Responses", Master of Arts, The Faculty of Social Science and Humanities Criminology, University of Ontario, Institute of Technology, 2015.
[1]( Karaffa, Cynthia A., "Intellectual Courage and the Social Construction of Terrorism: Embodying Reality", Doctor of Philosophy, University of Pittsburgh, USA, 2012. | ||||
Statistics Article View: 658 PDF Download: 272 |
||||