بعض المتغيرات المسهمة في الکمالية الأکاديمية لدى عينة من طلاب الجامعة. | ||||
العلوم التربوية | ||||
Article 5, Volume 28, Issue 3 - Serial Number 2, July 2020, Page 285-310 | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/ssj.2020.244180 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
أ.د/ أحمد مهدي مصطفى إبراهيم | ||||
جامعة | ||||
Abstract | ||||
مقدمة الدراسة: بفضل التطور العلمي والتقدم الحضاري المستمر في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية؛ لم تعد عملية تعليم وتربية الأبناء قاصرة على المدرسة أو الجامعة، فقد تغيرت أهداف وأولويات الطلاب وأصبح تعاملهم مع المهام مختلفًا، مما أدى إلى ظهور مشکلات تربوية عديدة، من أهمها: التوجه نحو الأنماط المختلفة للکمالية التي تتوارى خلفها السلوکيات الإيجابية والسلبية معًا. ويرى (Parker & Adkins, 1995, 380) أن الکمالية Perfectionism تعد شيئًا أساسيًّا لوجود الإنسان؛ فالکفاح من أجل الکمال أمر غريزي يمثل جزءًا من الشعور بالحياة؛ حيث إنه يمثل الدافع لتحقيق الذات والذي اتضح في هرم "ماسلو" للحاجات الإنسانية؛ فالکمالية جزء من الموهبة والتفوق، وهى طاقة يمکن أن توجه إيجابيًّا لمن لديهم القدرة على الإنجاز الفائق والبراعة والتفوق والإبداع والتجديد والابتکار، ومن الضروري لکي يکون الإنجاز والتفوق عاليًا ومتميزًا أن يضع الفرد لنفسه مستويات عالية من الأداء؛ لکنها ينبغي ألا تکون بعيدة المنال، وهذه المستويات يمکن أن تکون قوة دافعة إيجابية في حياة الفرد. والکمالية کمفهوم متعدد الأبعاد تتخذ صورًا مختلفة؛ حيث يضع الفرد معايير ومستويات عالية جدًّا نحو الذات والآخرين في محاولة منه وسعي لتحقيقها؛ حيث تعرف الکمالية بأنها: "سمة تجعل الفرد يهتم بتحقيق الکمال والتمام في کل مظاهر الحياة وهي إما إيجابية أو سلبية" (العبيدي، 2015، 161). وتعرف (شاهين، 2014، 137) الکمالية بأنها أسلوب عام مميز للفرد يتجه به نحو الاتقان والأداء الجيد والتخلص من الأخطاء وإحراز التقبل من الآخرين، ويصاحب ذلک مشاعر الرضا وتقدير الذات المرتفع. ويقسِّم (Hewitt & Flett,1991,430) الکمالية إلى ثلاثة أبعاد وهي: الکمالية بالتوجه الذاتي: وتشتمل على سلوکيات الفرد مثل وضع مستويات عالية لنفسه ومحاولة تحقيقها وتقييمها وتشمل أيضاً الدافعية وتعکس هذه الدافعية نضال الفرد کي يصل إلى النجاح وأيضاً تجنب الفشل، والکمالية بتوجيه الآخرين: وهنا يضع الفرد الکمالي مستويات غير واقعية وعالية يحاول تحقيقها لأجل الآخرين، والکمالية المکتسبة اجتماعيًّا: وتشتمل على إدراک الحاجة للوصول إلى المستويات والتوقعات المکتسبة من الآخرين ذوي التأثير الدال في حياة الفرد. ومن ناحيةٍ أخرى يمکن النظر إلى الکمالية على أنها تتکون من بعدين رئيسيين؛ أحدهما ذاتي: وفيه يضع الفرد لنفسه معايير عالية ويحاول السعي إلى تحقيقها بعيدًا عن وجهة نظر الآخرين، والآخر اجتماعي: وفيه يمضي الفرد في اتجاه التفوق بسبب ضغط الآباء الکماليين؛ مما يجعل الفرد يخاف من الفشل، ويشعر بأن قيمته الذاتية ترتبط بمدى انجازه للعمل بمستوى يرضى عنه الآخرون (Neumeister, 2004, 320). وأظهرت نتائج العديد من الدراسات مثل دراسة: (Capan,2010) ودراسة (Chang & Rand,2000) والتي اهتمت بدراسة علاقة الکمالية بالمتغيرات الأخرى أهمية الکمالية في المجال الأکاديمي، کما تنتشر الکمالية بين طلاب الجامعة الذين يمثل الأداء الأکاديمي والتفوق بالنسبة لهم عاملا حاسما أو مصيريًّا لتطورهم ومستقبلهم الشخصي. وتعرف (حسانين، 2015، 65) الکمالية الأکاديمية بأنها: "سعي وکفاح الطلاب للوصول إلى أهداف بعيدة المنال وميلهم لانتقاد أنفسهم بقسوة عند الفشل في تحقيق المعايير التي وضعوها لأنفسهم خوفاً من التعرض للتقييمات السلبية". وتعد الکمالية الأکاديمية بناءً متعدد الأبعاد يرتبط بالموقف والمجال الأکاديمي، هذا البناء مقيد بالثقافة ويختلف من ثقافة إلى أخرى فهو يتأثر بالقيم الأخلاقية، والنظام التربوي، والأنظمة الدينية السائدة في المجتمع (.(Burns,Dittmann,Nguyen,Mitchelson,2000, 35، وترتبط التوقعات الاجتماعية، والضغوط والدعم الأسري بطبيعة الحال مع القيم التقليدية في إقرار التفوق الأکاديمي والتي يتم نقلها للطلاب منذ صغرهم (Malik &Ghayas,2016). ويسعى بعض الطلاب إلى تحقيق الکمالية الأکاديمية Academic perfectionism في حياتهم الدراسية، لذا فإنهم يبذلون الکثير من الجهد لتحقيق الدرجات والتفوق والوصول إلى مستوى أعلى من الآخرين، وربما يرجع الإصرار والتمسک بتحقيق الکمالية الأکاديمية من قبل بعض الطلاب إلى الوصول لتحقيق السعادة وبلوغ الکمال المطلوب في تصرفاتهم، والکمالية الأکاديمية بنية نفسية متعددة الأبعاد لها جوانب (ذاتية) تتمثل في الکمالية الذاتية مثل: وضع معايير ذاتية للأداء، وتحديد أهداف يسعي الطالب إلي تحقيقها، وجوانب (اجتماعية) تتمثل في الاهتمام المتزايد بتقويمات الآخرين وتوقعاتهم ونقدهم والرضا عن السلوک الناجح (Jadidi,Mohammad khani&Tajrishi, 2011, 536). ويمکن الاستدلال على الکمالية الأکاديمية لدى الطلاب من خلال رضا الطالب عن أدائه في العمل الذي يقوم به، وشعوره بالسعادة عما يقوم به من أعمال، وهو يشتق السعادة من الجهود والأعمال الصعبة، ويميل إلي زيادة تقدير ذاته، ويسعي إلى الإتقان في العمل(Crăciun&Dudău, 2014, 511). ويعرف (Shafran, Cooper, & Fairburn,2002, 778) الکمالية الأکاديمية بأنها: "تقويم للذات مفرط ينصب علي متابعة الطالب لأدائه، حيث يفرض علي ذاته مستويات مرتفعة في المجالات الأکاديمية مهما کانت العواقب أو النتائج". ويعرفها (Stoeber, Stoll, Pescheck& Otto, 2008, 106) بأنها: السعي نحو عدم الوقوع في الأخطاء ووضع معايير عالية للأداء، والميل نحو التقويم النقدي الشديد لسلوک الطالب، وهي سمة من سمات الشخصية التي تميز الطلاب. ويتفق کل من نموذج (Frost,Turcotte, Heimberg, Mattia, Holt & Hope, 1995, 197) ودراسة (مرزوق، 2015، 187- 188) على أن الکمالية الأکاديمية تتکون من ستة أبعاد وهي (المعايير الذاتية – التخطيط – التنظيم- الاهتمام بالأخطاء- الضغوط الوالدية- الشکوک حول الأفعال) وهي الأبعاد التي تبناها الباحث في الدراسة الحالية. | ||||
Statistics Article View: 146 |
||||