Extension Needs of Domestic Micro-Enterprises for Rural Women الاحتياجات الإرشادية للمرأة الريفية في المشروعات الصغرى

كانت أهم النتائج البحثية: 1) أن 79% من المبحوثات تراوحت خبرتهن الداجنيه بين (1-12) سنة، وأيضاً حيازتهن الداجنية منخفضة (20-53) دجاجة.  2) الغالبية العظمي من المبحوثات (84%) يستقون معلوماتهن الإرشاديه من 1-8 مصادر، بينما كانت نسبة (95%) من المبحوثات يستقون معارفهن البيطرية أيضاً من (1-8 ) مصادر.  3) أوضحت النتائج البحثية قيام علاقة معنوية طردية بين المستوى المعرفي للمرأة الريفية المبحوثة كمتغير تابع وبين كل من التغيرات المستقلة التالية: عمر المرأة الريفية، عدد سنوات خبرة المرأة الريفية، السعة الحيازية الداجنية، إجمالي الدخل الداجني الشهري من المشروع، مصادر المعلومات، مستوى الاتصال الارشادي الزراعي، بينما لم يتضح قيام علاقة ارتباطية معنوية بين المستوى المعرفي للمرأة الريفية المبحوثة كمتغير تابع ، وبين كل من التغيرات المستقلة التالية: درجة تعليم المرأة الريفية، درجة تعليم زوج المرأة الريفية، الاتصال البيطري. 4) أظهرت النتائج البحثية قيام علاقة معنوية طردية بين كل من الاحتياجات الارشادية للمرأة الريفية المبحوثة كمتغير تابع وبين كل من التغيرات المستقلة التالية: عمر المرأة الريفية، عدد سنوات خبرة المرأة الريفية، السعة الحيازية الداجنية، إجمالي الدخل الداجني الشهري من المشروع، مصادر المعلومات، مستوى الاتصال الارشادي الزراعي.

المشكلة البحثية

تعتبر التنمية الشاملة والمستدامة التي يسعى المجتمع المصري لتحقيقها في الوقت الراهن لحل مشاكله الاجتماعية - الاقتصادية ومن ثم رفع مستوى معيشة سكانه الغذائية والكسائية والإيوائية والصحية والتعليمة والثقافية وغيرها من المتطلبات والاحتياجات السكانية المتزايدة سنويا بمعدلات تفوق كثيرا المنتج منها، وتلك مسئولية مشتركة بين كافة قطاعات المجتمع ومؤسساته المختلفة، لذا فإن التنسيق والتعاون والتكامل بين هذه القطاعات والمواطنين من شأنه وإن يضمن نجاح برامج التنمية ودوام استمراها من أجل تحقيق حياة كريمة لكل أفراد الشعب المصري، ونظرا لتزايد السكان في المناطق الريفية بصفة خاصة مما أدى إلى ظهور مشكلة البطالة بين كافة قطاعات المجتمعات مما أثر على كافة فئات المجتمعات بما في ذلك مصر الحبال (2020: ص10). وبناء على ذلك اهتمت مصر بفكرة المشروعات الزراعية والصناعية الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر من أجل خلق فرص عمل جديدة والتغلب على مشكلة البطالة في ريف وحضر مصر وبين الرجال والنساء ودمج هذه المشروعات بخطط التنمية بما يضمن نجاح خطط التنمية الشاملة.

ولقد اتفقت نتائج كثير من الدراسات على ان المرأة الريفية تعانى من تدني واضح في مكانتها الاجتماعية سواء في الأسرة أو المجتمع المحلي، وذلك ناتج عن تفاعل مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، من بينها عدم وجود فرص عمل متاحة تدر عليها دخلا نقديا، وعدم الاعتراف بالدور الإنتاجي الذى تمارسه في اطار أدوارها التقليدية كربة بيت وكعاملة في اطار الزراعة العائلية، مما ساهم في انخفاض مكانتها الاجتماعية، وأصبح تحسين كثير من أوضاع المرأة الريفية مرهونا بمشاركتها الفعالة في مجالات الإنتاج الذى يدر عائد نقديا مباشراً يقلل من اعتمادها الكلي على الرجال، ويزيد من قدرتها على تحسين ظروف معيشة أسرتها، ولكن كثيرا من ظروف القرية المصرية تحد من فرص المرأة الريفية في الالتحاق بمثل هذه الأنشطة الاقتصادية، حيث يرتبط ذلك ارتبطا وثيقا بمقدار ما يتوفر لها من رأس مال تبدأ به مشروعاً خاصا ونوعية ما يتاح لها من تعليم وتدريب ونوعية بالمجالات الإنتاجية المتاحة مما يمكنها من آداء تلك الأنشطة بفاعلية وكفاءة. مي وآخرون (2013: ص19)، طلعت وآخرون (2016 ص: 093)، عزيزة (2007 ص 3)

وبالرغم من أهمية المشروعات الصغيرة في عملية التنمية الا انها لم تحقق الهدف منها حتى الآن في معظم الدول حيث لم تتمكن من توفير فرص عمل كافية أو تحسين ظروف العمل أو زيادة الإنتاجية او تحقيق مستوى دخل مرتفع للعاملين وذلك لما يواجهها من مشكلات مختلفة اهمها: فشل السوق، والعوائق الموسمية، العوائق الفنية، العوائق التعليمية والثقافية، وقلة وارتفاع تكلفة الأراضي المتاحة للمشروعات الصغيرة "تقرير التنمية البشرية في مصر" لعام (2005). وتواجه المشروعات الصغيرة العديد من المشكلات التي تحد من كفاءتها وتحول دون تحقيق أهدافها وذلك ما أكدته العديد من الدراسات والبحوث متمثلة في الآتي:1- مشكلة الحصول على الخامات بالكمية والنوعية المطلوبة وبالأسعار المناسبة. 2- عدم قدرة حاضن هذه المشرعات على الشراء بالجملة والتخزين وبالتالي شراء كميات صغيرة بأسعار أعلى. 3- المعوقات التنظيمية والإدارية والقانونية وهي أمور تواجهها كثير من الأعمال في مصر 4- عدم قدرة المشروعات الصغيرة على المنافسة في السوق 5- عدم وجود هيئة مستقلة واحدة مسئولة عن الإشراف والرقابة على المشروعات الإنتاجية الصغيرة. 6- نقص السيولة المادية 7- مدعومة اجراءات الحصول على القروض 8- ارتفاع أسعار الفائدة على القروض 9- عدم التمتع بأي مزايا أو حوافز مالية.

وفي ضوء ما تم استعراضه من نتائج الدراسات السابقة والتي تشير الى تدني المستويات المعرفية والمهارية للمرأة الريفية فيما تمارسه من مشروعات صغيرة من خلال ضعف انتاجيتها من تلك المشروعات وذلك نتيجة لنقص واضح في متطلبات تلك المشروعات من مستلزمات إنتاجية تعجز عن توفيرها المرأة الريفية، لذا فإن الباحث يسعى من خلال هذه الدراسة الى التعرف على الاحتياجات المعرفية للمرأة الريفية المبحوثة فيما يرتبط بالمشروعات الصغرى وذلك في منطقة الدلجمون مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، الأمر الذي يساهم في وضع برامج ارشادية مستقبلية تقابل احتياجات هؤلاء المبحوثات، وذلك من أجل أن تحقق المرأة الريفية رغبتها في رفع انتاجيتها ومن ثم توفير دخل أفضل للأسرة، الأمر الذي يدعم الدخل القومي المصري.

الإطار النظري والإستعراض المرجعي

أولا: المعرفة

تقوم المعرفة بدور حيوي فعال في برنامج العمل الإرشادي الزراعي فهو معني بنقل المعارف الزراعية المتكررة والتكنولوجية إلى الزراع بعد تبسيطها وتقديمها لهم في صورة بسيطة سهلة يسهل عليهم تطبيقها في الواقع الميداني لديهم مما يترتب عليه إحداث تغيرات سلوكية مرغوبة في معارفهم ومهاراتهم واتجاهاتهم مما ينعكس على النهوض بمستوى معيشتهم الحبال (2019: ص10)

ويرى عمر (1992: ص56) إن للمعرفة أهمية كبرى في تشكيل السلوك الإنساني الذي هو محصلة التفاعل بين خصائص الفرد وطبيعة الموقف الذي يعيش فيه من خلال نظام متكامل تشكل المعرفة فيه جانبا أساسيا.

1-     مفهوم وطبيعة المعرفة:

لقد تناولت كتابات ومؤلفات عديدة مفهوم المعرفة من وجهة نظر كتابها ، فينظر إليها ختال (2006: ص 33 ) على أنها نظرة الإنسان للعلاقات المختلفة بين الأشياء والأحداث المتغيرة في حياته ، ويعرفها Rolimg على أنها نتاج عقلي تراكمي من المعتقدات والأفكار والمفاهيم والنظريات والخبرة، ويوضحها Rousa(2002) بأنها المعلومات المقيمة والمنظمة بواسطة العقل البشري والتي يمكن استخدامها بطريقة هادفة في الاستنتاجات، بينما ينظر لها Worthimgton(2005) على أنها العلاقات العقلية المعتقد وجودها بين الحقيقة والخيال بالإضافة إلى القوة والظواهر الموجودة فعلا، ويفسرها Gettier على أنها المعلومة التي يدركها شخص ما، وتعني أيضا الفهم الكامل لأي موضوع مع القدرة على استخدامها لغرض معين، ويقول العالم الإنجليزي "جون لوك" أن أساس المعرفة هو الخبرة والتأمل وبدونها لا يمكن وجود أي فكرة لدى الإنسان، ويرى   Gettier  أن نظرية المعرفة تعني " الدراسة الفلسفية عن طبيعة هذه المعرفة والأصل

 ولقد اتفق كل من عمر وأخرون(1972: ص14) ، العادلي (1972: ص 21) والخولي وأخرون (1984: ص273) ، عمر (1992: ص 407) على أن المعرفة تحدث خلال مرور الفرد بمراحل عملية تبني المستحدثات الزراعية فلكي يتبنى الفرد أي فكرة جديدة لا بد وأن يمر من خلال خطوات تضمن زيادة الوعي والتنبيه بالنسبة للفكرة أو الخبرة الجديدة ، وزيادة الاهتمام بها مع القدرة على التقييم والتجريب في مرحلة التبني.

2-     تصنيف المعرفة

تأخذ المعرفة أشكالا متعددة فهي تتضمن معارف علمية ومعارف غير علمية، وتقوم التفرقة بين النوعين على أساس قواعد المنهج وأساليب التفكير التي تتبع في تحصيل المعارف، حيث يمكن تقسيم المعرفة إلى ثلاثة أنواع هي: 1) المعرفة الحسية: وهي المعرفة التي تقتصر على مجرد ملاحظة بسيطة تقف عند مستوى الإدراك الحسي العادي دون أن تتجه إلى إيجاد الصلات أو تسعى إلى إدراك العلاقات القائمة بين الظواهر. 2) المعرفة الفلسفية: وهي المرحلة التالية من مراحل التفكير فيما وراء الأمور الواقعية المكتسبة بالملاحظة، مسائل أعمق ومطالب أبعد تعالج بالعقل وحده، وتتناول الفلسفة هذه المسائل بالدراسة والبحث ولا تقتصر على العالم الطبيعي وحده، بل ترتقي إلى العالم الميتافيزيقي فتبحث عن الوجود وعن علته وعن صفات الوجود وكثير من الوسائل التي تتصل بمعرفة الله تعالى وإثبات وجوده. 3) المعرفة العلمية: وهي تقوم على الأسلوب الاستقرائي الذي يعتمد على الملاحظة المنظمة للظواهر وفرض الفروض وإجراء التجارب وجمع البيانات وتحليلها للتأكد من صحتها "حسن" (1971: ص 10).

كما أن البنيان المعرفي للفرد ويمثل الإطار المرجعي الذي يؤثر في سلوكه وأفعاله، وينتج التغير المعرفي دائما عن التغير في معلوماته ورغباته، وأن الطريقة والدرجة التي تؤثر بها المعلومات والرغبات والحاجات على التغيير في البنيان المعرفي تتأثر بطبيعة ذلك البنيان وما إذا كان بسيطا أو أن عناصره المعرفية تتميز بدرجة كبيرة من التوافق أو التناسق الداخلي، أو أنها تتعارض فيما بينها، وما إذا كانت النظم المعرفية للفرد معزولة عن بعضها أو أنها متشابكة معا، كما أن التغيرات المعرفية تتأثر إلى حد كبير بالتغيرات المتعلقة بشخصية الفرد وقدراته الفعلية، وقدرته على تحمل الغموض، وضيق اتساع الأفق "صالح" (1994:ص9).

ثانيا الاحتياجات الإرشادية:

تؤكد مختلف المؤلفات الإرشادية على أهمية الاحتياجات المعرفية كمنطلق أساسي في تخطيط وتنفيذ أي مجهودات إرشادية جادة في مختلف مجالات الإنتاج الزراعي بغية النهوض بها وتطويرها لتحقيق تقدم زراعي ملموس يلبي احتياجات السكان المتزايدة سنويا، وذلك وفقا لما ذكره كل من " الخولي" (1968: ص ص 427 -447) ، "العادلي" (1972: ص32، ص 33) ، "عبد الغفار"(1976: ص ص 37 -72) ، "عمر" (1978: ص ص 48 ،67) ، Bread field"(1966)" "Kely and shoemaker"(1971,pp 126,127) ، حيث توضح تلك المراجع السابقة وتتفق على ضرورة دراسة الاحتياجات لمعارف المرأة الريفية باعتبارها نقطة الانطلاق الأساسية لوضع تصور للأهداف الإرشادية التعليمية المرغوب في تحقيقها استنادا إلى المستوى الراهن لمعارف المرأة الريفية بصفة عامة ، ومعارفها في مجال المشروعات الصغرى بصفة خاصة.

مفهوم الحاجة:

تتفاوت نظرة الباحثين إلى مفهوم مصطلح الحاجة حيث يعرفها قاموس "وييستر" بأنها الشعور بنقص لشيء ضروري أو مطلوب أو مرغوب فيه من قبل الفرد ويعرفها "قلاده وآخرون" (1979: ص 195). ويعرفها كل من "مونتي" و "ديفركيد" و "هافلوك" و "ماسلو" على أنها حالة النقص التي تسبب توتر للفرد وتدفعه إلى سلوك السعي نحو الإشباع، "عبد الرحمن" (1988: ص 18)، ويعرفها "عبد الغفار" (1976: ص 76) بأنها فجوة بين وضع أو مستوى مرغوب فيه ووضع أو مستوى نحن عليه الآن، أي الفرق بين ما نأمل أن نكون عليه وما نحن فيه الآن. وينظر إليها " الخولي" (1977: ص 183) بأنها الفجوة بين ما هو كائن أو الوضع الحقيقي وما يجب أن يكون أي الوضع المرغوب، بينما ينظر إليها " راجح" (1976: ص 79) على أنها كل حالة من النقص أو الافتقار أو الاضطراب واستعادة الفرد توازنه، ويضيف مؤكدا أن حاجات الفرد قد تكون محسوسا بها، ويعرفها "بدوي" (1982: ص 19) بأنها كل ما يتطلبه الإنسان لسد ما هو ضروري من رغبات أو لتوفير ما هو مفيد لتطوره ونموه أما "العتر" (1985: ص 7) فينظر إليها على أنها رغبة ""Want حيث يرى أن الحاجة هي مجرد الرغبة في الحصول على الوسائل اللازمة لحياة الإنسان وتقدمه إلا أنها ليست أمنية فقط يتمناها الإنسان، ويضيف قائلا أنه لكي تتحول الرغبة الإنسانية من مجرد أمنية إلى حاجة لا بد من توافر عناصر الحاجة الثلاثة التالية: 1- الإحساس بألم. 2- معرفة وسيلة تقلل أو تمنع ذلك الألم. 3- رغبة في استخدام هذه الوسيلة لإزالة وتقليل الألم وسعي إلى استخدامها.

ويتناول كلا من "كليس وهيرن" (1975: ص 89) الحاجة على أنها مطلب أو رغبة أو حاجة محسوسة كما يعرفان الحاجة بأنها فجوة بين المستوى المطلوب والمستوى القائم فعلا ويرى "عبد الغفار" (1976: ص 76) أن الحاجة تحتاج إلى إشباع لإزالة التوتر المرتبط بها وفي الواقع فإن الحاجات التي يشعر بها أهالي المجتمعات المتخلفة وهي ما تسمى بالحاجات المحسوسة عديدة ومتنوعة ولا يمكن إشباعها كلها في فترة قصيرة، غير أن هناك حاجات أخرى تعرف بالحاجات غير المحسوسة وهذه لا يحسها سوى من غاب عن المجتمع وأقام لمدة طويلة في مجتمع آخر.

تصنيف الحاجات:

تباينت آراء المتخصصين وعلماء النفس في تصنيف الحاجات فبينما يصفها " قلاده" (1979: ص 10) في أربع مجموعات وهي:1- الحاجات الأساسية (البيولوجية). 2- الحاجات النفسية. 3- الحاجات الاجتماعية. 4- الحاجة إلى تأكيد الذات.

بينما نجد أن ماسلو Maslow وضع نظرية صنف فيها الحاجات الإنسانية في خمس مجموعات هي:

1-     الحاجات الفسيولوجية. 2- حاجات الأمان. 3- الحاجات الاجتماعية. 4- حاجات التقدير. 5- حاجات تحقيق الذات "عاشور"(1985: ص73).

ويشير "حنا" (1979: ص 159) وفقا لتصنيف "فروم Vroom" للحاجات إلى أربع حاجات وهي:

1-     الحاجة إلى الارتباط بالأخرين والتعامل معهم. 2- الحاجة إلى الإبداع والابتكار. 3- الحاجة إلى الود والأخوة. 4- الحاجة إلى تعقل الأمور.

ويحددها "عمر"(1978: ص 39) فيما يلي:

1-     الحاجة إلى الأمان الشخصي. 2- الحاجة إلى خبرات جديدة. 3- الحاجة إلى اعتراف الأخرين. 4- الحاجة إلى الاعتزاز بالنفس. 5- الحاجة إلى تشابه الفرد مع بقية أفراد مجتمعه. 6- الحاجة إلى خدمة الأخرين.

ولكي تستخدم الحاجات كقوة دافعة أو محركة للفرد يجب أن يشعر بها وكلما كان المجتمع أكثر طبقية كلما تباينت الحاجات ويصبح لازما على المرشد الزراعي أن يبحث عن الحاجات الخاصة بكل طبقة على حدي، كذلك يجب اختبار الحاجات باستمرار حيث أنها تتغير مع تغير الزمن والتقدم "الخولي"(1977: ص 183).

نظرية ماسلو للحاجات:

يذكر Dessler أن الكاتب الفرنسي" Momtaigme " يرى أنه ينبغي التغلغل إلى بواطن النفس البشرية لنرى ما يجعلها في حالة حراك، وقد قام الكثيرون بدراسة تلك البواطن أو الحاجات التي تحرك النفس البشرية، ولقد حظيت نظرية " ماسلو" للحاجات بمكان الصدارة بين نظريات الحاجات، ويوضح Dessler (1981: p300) ما ورد لماسلو بأن لدى الفرد خمسة أنواع من الحاجات الأساسية هي: الحاجات الفسيولوجية، والأمنية، والحب، والتقدير، وتحقيق الذات. وأن هذه الحاجات تكون هرم أو سلم، وكل حاجة تصبح فعالة فقط عندما تكون الحاجة الأقل منها في المستوى قد أشبعت بدرجة مقبولة.

ويذكر Hamplon (1977: p p14-24) في تفسيره لإشباع الحاجات أن الدوافع تبدأ في التحرك نحو إشباع الحاجات الفسيولوجية والتي إن لم يتم إشباعها فإن تفكير الفرد يظل رهينا بمحاولة إشباعها وبالتالي يتجه سلوكه نحو الإشباع، ولا يعني إشباع تلك الحاجة الأولية نهاية المطاف فبمجرد إشباعها يتولد عنها إحساسات أخرى بعدم الرضا بالنسبة لحاجات أخرى ثم تبدأ هذه الحاجات الجديدة تكتسب قوة الدفع طالما أن الحاجات السابقة قد تم إشباعها وأصبحت مستقرة يمكن أن تعيد تنشيط الحاجة السابقة وتزيد أهميتها النسبية.

وفي ضوء هذه النظرية يمكن للباحث أن يفسر أسباب تدني المستوى المعرفي واستقرار الريفيات المبحوثات عند مستويات إنتاجية منخفضة دون الشعور بهذا التدني، حيث قد يرجع ذلك إلى عدم تولد الشعور والإحساس بأن لديهم حاجة ملموسة إلى الانتقال إلى مستويات معرفية أعلى أو أن الوسط العام المحيط بهم لا يساعدهم على تحويل تلك المستويات المعرفية المتدنية إلى حاجات ملموسة ، مما يشعرهم بالاستقرار وعدم السعي إلى الارتقاء بمعارفهن الخاصة بالمشروعات الصغرى، ذلك والذي سوف ينعكس بالإيجاب على انتاجياتها أو قد يرجع ذلك إلى اكتفائهم بإشباع احتياجاتهن الأولية دون الشعور بأهمية الارتقاء في سلم الحاجات التي ذكرها ماسلو.

وفي هذا الصدد يؤكد " عبد الغفار" (1976: ص 383) على ضرورة مقابلة البرنامج الإرشادي للحاجات الملحة للناس إلا أنه لا يمكن لأهداف العمل الإرشادي أن تتحقق ما لم تتفق هذه الأهداف مع رغبات واحتياجات الناس ويأتي هذا الاتفاق مع مشاركة الأهالي اشتراكا فعليا في وضع الأهداف ومراجعته ومراجعة ظروف تنفيذها ويشترط أن تشبع الأهداف حاجة ملحة أو تحقق أملا للناس جميعا.

ويؤكد "العادلي" (1972: ص 277) على أهمية الحاجات في العمل الإرشادي حيث يرى أن البرنامج الإرشادي ما هو إلا بيان يتضمن صورة الموقف الحالي في المنطقة موقع التنمية ومشاكل وحاجات الناس الملحة والأهداف والمقترحات اللازمة لحل هذه المشكلات ومقابلة تلك الحاجات وذلك من خلال العملية التعليمية الإرشادية،

ومن الجدير بالذكر أن مصطلح الحاجة يرتبط بالعديد من المصطلحات أهمها: الدافع، الحافز، الباعث، الرغبة، الغاية، الهدف والغرض. ويفرق "راجح" (1976: ص: 78-80) بين هذه الاصطلاحات بقوله إن "الدافع Motive" ما هو إلا قوة محركة موجهة في آن واحد، فهو يثير السلوك إلى غاية أو هدف يرضيه. أما "الحافزDrive " فيسمى بالوجه الداخلي للدافع وهو حالة من التوتر تولد نزوعا إلى النشاط العام المنتشر، وتجعل الفرد حساسا لبعض جوانب البيئة. أما بAالنسبة للباعث (Incentive) فهو موقف خارجي مادي أو اجتماعي يستجيب له الدافع، أي أن الدافع قوة داخلية بينما الباعث قوة خارجية إما سلبية أو إيجابيه. أما بالنسبة للرغبة ""Desire فينظر إليها على أنها الشعور بالميل نحو أشخاص أو أشياء معينة" ويفرق هنا بين الحاجة والرغبة، أن الحاجة تستهدف تجنب ألم، في حين أن الرغبة تستهدف التماس لذة.

وجدير بالذكر الإشارة إلى نظرية مستوى الطموح كأحد النظريات التي تفسر الجوانب الحركية الهامة في الدافعية كقوة تحرك الإنسان نحو إشباع حاجاته، وهذه النظرية تتصل بالعلاقات المتتابعة بين خبرات الإنجاز السابقة والهدف المتوقع للفرد، ثم مشاعر النجاح أو الفشل لديه كرد فعل لإنجازه الفعلي، فالفرق بين الإنجاز السابق ومستوى الطموح يسمى بفرق الهدف، والفرق بين مستوى الطموح ومستوى الإنجاز الجديد يسمى بفرق الإنجاز، وفرق الإنجاز هو المحدد للنجاح والفشل ويترتب عليه الإنجاز الجديد وأهم فروض هذه النظرية تتمثل في:

1-     يميل فرق الهدف أن يكون قيمة موجبة وإن كانت ضئيلة نسبيا.

2-     عندما يكون فرق الإنجاز صفر أو قيمة موجبة فإن رد الفعل للإنجاز الجديد يكون شعورا بالنجاح.

3-     عندما يكون فرق الإنجاز قيمة سالبة فإن رد الفعل للإنجاز الجديد يكون شعورا بالفشل.

4-     عندما يكون فرق الإنجاز صفرا أو قيمة موجبة فإن مستوى الطموح الجديد الذي يكونه الفرد ويميل إلى أن يكون أعلى من مستوى الطموح السابق "عاشور" (1990: ص ص 28-30).

الأسلوب البحثي

أولا: المصطلحات والتعاريف الإجرائية:

يتناول الباحث فيما يلي تحديد وتوضيح للمفاهيم النظرية والإجرائية للمصطلحات الأساسية الواردة في هذا البحث والمتعلقة بالمشكلة موضوع الدراسة على النحو التالي:

• ·         تعريف المشروع الصغير:

يقصد به في هذه الدراسة أي نشاط زراعي أو حرفي أو يدوي يقام داخل المنزل الريفي أو خارجه أو على المزرعة وتقوم به المرأة الريفية، ويتميز بصغر رأس المال المستثمر فيه وبساطة الأساليب الإنتاجية المتبعة وأنه محدود الإمكانيات.

• ·         عمر المرأة الريفية المبحوثة:

يقصد به في هذه الدراسة عمر المبحوثة لأقرب سنة ميلادية وقت إجراء هذه الدراسة .

• ·         درجة تعليم المرأة الريفية المبحوثة:

يقصد به في هذه الدراسة الحالة التعليمية للمرأة الريفية المبحوثة وقت إجراء الدراسة من حيث كونها تقرأ وتكتب أو أتمت أي من المراحل التعليمية بنجاح معبرا عن ذلك بقيمة رقمية، وذلك بإعطاء درجة واحدة لكل سنة دراسية اجتازتها بنجاح المبحوثة.

• ·         درجة تعليم زوج المرأة الريفية المبحوثة:

يقصد به في هذه الدراسة الحالة التعليمية لزوج المرأة الريفية المبحوثة وقت إجراء الدراسة من حيث كونه يقرأ ويكتب أو أتم أي من المراحل التعليمية بنجاح معبرا عن ذلك بقيمة رقمية، وذلك بإعطاء درجة واحدة لكل سنة دراسية اجتازها بنجاح.

• ·         عدد سنوات خبرة المرأة الريفية المبحوثة:

يقصد بها في هذه الدراسة الفترة الزمنية التي قضتها المرأة الريفية المبحوثة في مزاولة نشاط مشروعها الصغير معبرا عن ذلك بعدد السنوات، ولقد تراوحت القيم الرقمية المعبرة عن هذا المتغير بين (1-35) درجة رقمية.

• ·         السعة الحيازية الداجنية للمرأة الريفية المبحوثة:

يقصد بها في هذه الدراسة عدد الدواجن المختلفة التي تقوم بتربيتها المرأة الريفية المبحوثة بالمشروع الصغير معبرا عن ذلك بقيمة رقمية ولقد تراوحت القيم الرقمية المعبرة عن ذلك المتغير من (20-120) دجاجة.

• ·         إجمالي الدخل الداجني الشهري من المشروع:

يقصد به في هذه الدراسة إجمالي المبالغ النقدية التي تبيع بها المرأة المبحوثة شهريا معبرا عن ذلك بالجنيه المصري، ولقد تراوحت القيم الرقمية المعبرة عن ذلك المتغير بين (150-2000) جنيه.

• ·         مصادر المعلومات للمرأة الريفية المبحوثة:

يقصد بها في هذه الدراسة عدد المراجع والكتب العلمية والأفراد التي تلجأ إليها المبحوثة للاستفادة مما تحتويه من معارف وأفكار تستفيد بها في التغلب على ما يواجهها من مشكلات ترتبط بالمشروع معبرا عن ذلك بقيمة رقمية، وذلك بإعطاء درجة واحدة لكل مصدر تلجأ إليه المبحوثة.

• ·         الاتصال الإرشادي الزراعي للمرأة الريفية المبحوثة:

يقصد به في هذه الدراسة مدى اتصال المبحوثة بالمرشد الزراعي واستفادتها من النصائح والتوجيهات الإرشادية التي يقدمها الجهاز الإرشادي وقد تم التعبيرعن ذلك بقيمة رقمية، وذلك بإعطاء درجة واحدة لكل زيارة تقوم بها للمرشد الزراعي، وفيما يتعلق بمدى الاستفادة من النصائح والتوصيات الإرشادية، وذلك بإعطاء ثلاث درجات للاستفادة الكبيرة، ودرجتان للاستفادة المتوسطة، ودرجة واحدة للاستفادة الصغرى، وصفر لعدم الاستفادة، ولقد تراوحت القيم الرقمية المعبرة عن ذلك المتغير بين (0-11) درجة رقمية.

• ·         الاتصال البيطري للمرأة الريفية المبحوثة:

يقصد به في هذه الدراسة مدى تردد المبحوثة على الوحدة البيطرية بقريتها والاستفادة مما تقدمه من خدمات علاجية ووقائية فيما يرتبط بتربية وتغذية ورعاية الدواجن والاستفادة منها معبرا عن ذلك بقيمة رقمية، وذلك بإعطاء درجة لكل زيارة، وثلاث درجات للاستفادة الكبيرة، ودرجتان للاستفادة المتوسطة، ودرجة واحدة للاستفادة المنخفضة، وصفر لعدم الاستفادة، ولقد تراوحت القيم الرقمية المعبرة عن ذلك المتغير بين (0-11) درجة رقمية.

• ·         المستوى المعرفي الداجني للمرأة الريفية المبحوثة:

ويقصد به في هذه الدراسة حصيلة معارف المرأة الريفية المبحوثة وذلك بإعطاء درجة رقمية لكل إجابة صحيحة في مختلف مجالات الإنتاج الداجني من تربية وتغذية ورعاية داجنيه، ولقد تراوحت القيم الرقمية المعبرة عن ذلك المتغير بين (42-80) درجة رقمية.

• ·         الاحتياجات الإرشادية الداجنية للمرأة الريفية المبحوثة:

يقصد به في هذه الدراسة درجة النقص المعرفي لدى المرأة الريفية المبحوثة فيما يتعلق بمجالات الإنتاج الداجني من تربية وتغذية ورعاية داجنيه ويتم التعبير عن ذلك بقيمة رقمية، ويمكن الحصول عليها في ضوء النظرة المعيارية للحاجة وذلك بطرح درجة المعرفة للمشاهدة (الفعلية) التي حصلت عليها المبحوثة من إجابتها على جميع الأسئلة الخاصة بتحديد مستواها المعرفي الواقعي العام من الحد الأقصى للدرجة الكلية التي يمكن أن تحصل عليها المبحوثة في حالة إجابتها على جميع الأسئلة إجابة صحيحة.

ثانيا: المتغيرات البحثية

يتوقف نجاح العمل الإرشادي مع المرأة الريفية المبحوثة إلى حد كبير على إمكانية تحديد أهم الحاجات الملحة لديهن بشكل علمي والتي على أساسها يمكن بناء برامج إرشادية ناجحة تلقى قبولا وتشبع نقصا لديهن وتوجه دوافعهن وسلوكهن نحو تحقيق أهداف مرغوبة وتحقق مزيدا من التقدم الإنتاجي وبالتالي تحقق زيادة دخولهن، وعليه قامت الباحثة بالسعي نحو تحقيق الأهداف البحثية لهذه الدراسة في ضوء الاستعراض المرجعي الذي يعتقد أنه يرتبط ويؤثر في مستوى معارف الريفيات المبحوثات، وبالتالي في احتياجاتهن الإرشادية والذي استقى منها العديد من المتغيرات والخصائص الشخصية للمبحوثات.  لذا انحصرت متغيرات هذه الدراسة في مجموعتين من المتغيرات البحثية هما:

1-     المتغيرات المستقلة:

تمثلت المتغيرات المستقلة لهذه الدراسة في تسعة متغيرات هي: عمر المرأة الريفية المبحوثة، درجة تعليم المرأة الريفية المبحوثة، درجة تعليم زوج المرأة الريفية المبحوثة، عدد سنوات خبرة المرأة الريفية المبحوثة، السعة الحيازية الداجنية للمرأة الريفية المبحوثة، إجمالي الدخل الداجني الشهري من المشروع الصغير، مصادر المعلومات المرأة الريفية المبحوثة، الاتصال الإرشادي الزراعي للمرأة الريفية المبحوثة، الاتصال البيطري للمرأة الريفية المبحوثة.

2-     المتغيرات التابعة:

تمثلت المتغيرات التابعة لهذه الدراسة في الآتي:

أ‌-       المستوى المعرفي الداجني للمرأة الريفية المبحوثة في المجالات الإنتاجية الداجنية من تربية وتغذية ورعاية داجنيه.

ب‌-   الاحتياجات الإرشادية الداجنية للمرأة الريفية المبحوثة في المجالات الإنتاجية الداجنية من تربية وتغذية ورعاية داجنية.

ثالثا: الفروض البحثية

يرى "دوسلي" أن البحث الاجتماعي يهدف إلى كشف حقائق جديدة لاختبار الفروض عن طريق التجربة والملاحظة المقننة، وتقوم الملاحظة والتجربة بتوجيه تفكير الباحث إلى وضع الفروض العلمية ومن ثم فإن كل ملاحظة لا توجه تفكير الباحث إلى فكرة يمكن التحقق من صدقها تعد غير مجدية وكل تجربة لا تساعد على وضع فروض تعتبر عقيمة غريب (1986: ص 53).

ويعرف الفرض على أنه تفسير محتمل للظاهرة أو تكهن مؤقت وتخمين ذكي يقف بالباحث على حافة المجهول ويستحثه إلى استجلاء الغامض منه، وإذا كان الحال كذلك فإن الفرض يقدم حلا ممكنا أو محتملا للمشكلة ويوجه الباحث في تعيين الحقائق اللازمة لحل المشكلة وتصنيفها، لذلك يجب أن تقوم الفروض على أساس ما عساه أن يكون ميسورا من المعلومات والحقائق المعروفة عن الظاهرة أو ظاهرة مشابهة الصاوي (1982: ص 47).

وانطلاقا من تلك الأسس فإن صياغة الفروض تعد مطلبا لتوجيه مسار البحث العلمي واستنادا إلى ما تم استعراضه من دراسات وبحوث سابقة فإنه يمكن صياغة فروض الدراسة وبشكل يرتبط بالأهداف الموضوعة وذلك على النحو التالي:

توجد علاقة ارتباطية بين الاحتياجات الإرشادية الداجنية للمرأة الريفية المبحوثة في المجالات الإنتاجية الداجنية من تربية وتغذية ورعاية داجنيه كمتغير تابع للدراسة وكل من المتغيرات المستقلة التالية: عمر المرأة الريفية، درجة تعليم المرأة الريفية، درجة تعليم زوج المرأة الريفية، عدد سنوات خبرة المرأة الريفية، السعة الحيازية الداجنية، إجمالي الدخل الداجني الشهري من المشروع، مصادر المعلومات، الاتصال الإرشادي الزراعي، الاتصال البيطري.

ويتم اختبار هذا الفرض في صورته الصفرية التالية:

لا توجد علاقة ارتباطية بين الاحتياجات الإرشادية للمرأة الريفية المبحوثة في المجالات الإنتاجية الداجنية من تربية وتغذية ورعاية داجنيه كمتغير تابع للدراسة وكل من المتغيرات المستقلة سالفة الذكر.

رابعا: الاهداف البحثية

تستهدف الدراسة بصفة أساسية دراسة الاحتياجات الارشادية للمرأة الريفية في مجال المشروعات الصغرى في قرية الدلجمون مركز كفر الزيات محافظة الغريبة وقد اقتضى ذلك تحقيق الأهداف الفرعية التالية: 1) التعرف على بعض الخصائص الاجتماعية – الاقتصادية والاتصالية التي تميز المرأة الريفية المبحوثة. 2) تحديد المستوى المعرفي للمرأة الريفية المبحوثة فيما يرتبط بالمشروعات الصغرى التي تمارسها.3) التعرف على الاحتياجات الإرشادية المرتبطة بالمشروعات الصغرى التي تمارسه المرأة الريفية المبحوثة. 4) دراسة العلاقات الارتباطية بين المستوى المعرفي للمرأة الريفية المبحوثة فيما يرتبط بالمشروعات الصغرى كمتغير تابع للدراسة وبين المتغيرات المستقلة المدروسة. 5) دراسة العلاقات الارتباطية بين الاحتياجات الإرشادية للمرأة الريفية المبحوثة كمتغير تابع للدراسة وبين المتغيرات المستقلة المدروسة. 6) التعرف على المشاكل التي تواجه المرأة الريفية المبحوثة والتي تحد من إنتاجية المشروعات الصغرى التي تمارسها والحلول المقترحة من وجهة نظر الريفيات المبحوثات.

منطقة الدراسة:

تعتبر قرية الدلجمون من أقدم قرى محافظة الغربية ويقدر عمرها تقريبا (540) سنة، وتعتبر قرية الدلجمون من أكبر القرى بمركز كفر الزيات حيث تبلغ مساحتها (5002) فدان، وبلغ عدد سكانها (44744) نسمة (22524) ذكور و (22220) إناث وفق للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في عام 2018.

ومن حيث الموقع الجغرافي يحد القرية من الشمال قرية إبيار، ومن الجنوب قرية قصر نصر الدين، ومن الشرق قرية ديما، ومن الغرب عزبة أم زغلول ومدينة كفر الزيات التابعة لمحافظة الغربية، وتعتبر القرية من أهم قرى كفر الزيات بسبب موقعها الجغرافي المميز حيث أنها تقع على طريق مصر – إسكندرية الزراعي. والقرية بها وحدة محلية تضم ثلاث قرى أخرى تابعة للوحدة المحلية هي: قرية ديما، وقرية قصر نصر الدين، وقرية كفر الشوربجي. وتعتبر قرية الدلجمون قرية تجارية حرفية حيث أن بها الكثير من المشروعات الصغيرة والمصانع الصغيرة، وبها أكثر حرفيين المحافظة في جميع المجالات (النجارة، الحدادة، النقاشة، المحارة، الجبس، السباكة، الكهرباء، الزراعة). ويوجد بالقرية مستشفى، وحدة مطافي، سجل مدني، كما يوجد بالقرية (7) مدارس ابتدائي، معهد ديني، معهد فتيات إعدادي وثانوي، مدرسة إعدادي مشتركة، مدرسة ثانوي صناعي، مبنى تدريب مهني، نقطة شرطة، وشؤون اجتماعية، وتأمينات ومعاشات، مكتب بريد، جمعية زراعية، وحدة بيطرية، كما أن القرية مزودة بالكهرباء والمياه النقية والصرف الصحي.

خامسا: الشاملة والعينة:

تمثلت شاملة هذه الدراسة في الريفيات اللاتي تمارسن المشروعات الداجنية الصغيرة في قرية الدلجمون مركز كفر الزيات محافظة الغربية والبالغ عددهن 5001 امرأة ريفية، ولقد تم تحديد عددهن من خلال إجراء استطلاع ميداني سابق لإجراء البحث وبالتعاون مع الرائدات الريفيات بالقرية موضوع الدراسة، ولقد تم اختيار عينة غرضية (عمدية) طبقا للشروط التالية:

1-     أن عمر المرأة الريفية المبحوثة لا يقل عن 25 سنة ولا يتجاوز 65 سنة.

2-     ان خبرة المرأة الريفية المبحوثة لا تقل عن سنه.

ولقد بلغ عدد الريفيات اللاتي تنطبق عليهن الشروط السابقة 100 امرأة ريفية تمارس المشروعات الداجنية الصغرى تمثل عينة الدراسة أي بنسبة 20% من الشاملة البالغ عددها 1500 امرأة ريفية.

اسلوب تجميع البيانات:

اعتمد الباحث على الاستبيان بالمقابلة الشخصية كأداة لتجميع البيانات الأولية اللازمة لهذه الدراسة وقد راعى فيه جميع القواعد المنهجية المتصلة بشكل الاستمارة ونوعية وصياغة الأسئلة والتي تتفق مع نوعية المبحوثات، كما راعى فيها ترابط محتوياتها وتسلسل أسئلتها تسلسلا منطقيا، وقد استعان الباحث عند اعداد استمارة الاستبيان بما ورد في كثير من النشرات والمؤلفات العلمية المتصلة بموضوع الدراسة علاوة على الاستعانة بالمتخصصين في مجال تربية الدواجن و ذوي الخبرة العلمية في كلية الزراعة و مراكز بحوث الدواجن، وبعد إعداد الاستبيان وكتابته تم اختباره مبدئيا، الأمر الذي استتبعه إدخال بعض التعديلات سواء بحذف أو إضافة أو تعديل صياغة بعض الأسئلة أو تعديل الترتيب للبعض الآخر منها، وقد انطوت استمارة الاستبيان على ثلاثة أقسام رئيسية اختص الأول منها بالأسئلة المتعلقة بالبيانات العامة للمرأة الريفية المبحوثة، أما القسم الثاني فقد تناول الأسئلة المتعلقة بالمستوى المعرفي للمرأة الريفية المبحوثة في مجال تربية وتغذية ورعاية الدواجن، وركز القسم الثالث على أهم المشكلات التي تواجه ا للمرأة الريفية المبحوثة في مجال تربية وتغذية ورعاية الدواجن وغيرها من المشكلات الإدارية والمالية والتسويقية وغيرها من المشكلات.

اسلوب تحليل البيانات:

إن إجراء التحليل الإحصائي يقتضي تنظيم البيانات البحثية وترتيبها وتصنيفها وجدولتها بما يسمح بوصفها وتفسيرها لاستجلاء النتائج التي تحقق أهداف الدراسة، ونظرا لطبيعة الدراسة وأهدافها ومستلزماتها والعمليات الإحصائية المستخدمة، فقد لزم الأمر تحويل بعض المتغيرات المستقلة الوصفية إلى قيم رقمية ( متغيرات كمية مثل درجة التعليم، الاتصال الإرشادي الزراعي والاتصال البيطري، مصادر المعلومات ) بعدها تفريغ وتبويب البيانات الصحيحة وتجميعها وجدولتها بجداول التوزيع التكراري البسيط، كما استعان الباحث في تحليل البيانات بالطرق الإحصائية التالية: النسب المئوية Percentage distribution، الجداول التكرارية Frequency tables، المتوسط الحسابي Arithmetic mean، والانحراف المعياري Standard deviation، وذلك لإظهار التباين بين الريفيات المبحوثات. كما استخدم للتحقق من صدق الفروض البحثية معامل الارتباط البسيط لبيرسون Correlation coefficient لدراسة العلاقات الارتباطية بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة.

عرض ومناقشة النتائج البحثية

الفصل الأول: بعض الخصائص الشخصية والاجتماعية - الاقتصادية والاتصالية المميزة للمرأة الريفية المبحوثة:

تشير النتائج البحثية الواردة بجدول (1) الى ما يلي:

1-     عمر المرأة الريفية المبحوثة:

تراوحت اعمار المبحوثات بين (25- 55) عاماً، وقد بلغت نسبة من تراوحت اعمارهن بين (25-35) عاماً 52%، في حين بلغت نسبة من تراوحت اعمارهن بين (35-45) عاماً 33%، بينما بلغت نسبة من تراوحت اعمارهن بين (45-55) عاماً 15% من المجموع الكلي للمبحوثات.

2-     درجة تعليم المرأة الريفية:

اتضح من النتائج أن (15%) من المبحوثات أميات و (15%) منهن تقرأ وتكتب، وأن (11%) منهن قد أتممن مرحلة التعليم الابتدائي وأن (11%) قد أتممن مرحلة التعليم الإعدادي، وأن (23%) منهن قد أتممن مرحلة التعليم الثانوي، في حين أن (25%) منهن قد أتممن مرحلة التعليم الجامعي.

3-     درجة تعليم زوج المرأة الريفية المبحوثة:

اتضح من النتائج أن (18%) من أزواج المبحوثات أميون و(16%) منهم ملمون بالقراءة والكتابة، وأن (6%) منهم قد أتموا مرحلة التعليم الابتدائي وأن (10%) منهم قد اتموا مرحلة التعليم الإعدادي وأن (15%) منهم قد اتموا مرحلة التعليم الثانوي، في حين أن (35%) منهم قد أتموا مرحلة التعليم الجامعي.

4-     الخبرة الداجنية للمرأة الريفية المبحوثة:

اتضح من النتائج البحثية أن القيم الرقمية المشاهدة والمعبرة عن خبرة المبحوثات في تربية وتغذية ورعاية الدواجن في صورة مشروع صغير قد تراوحت بين (1-35) سنة، حيث بلغت نسبة من تراوحت خبرتهن بين (1-12) سنة 79% في حين بلغت نسبة من تراوحت خبرتهن بين (12-23) سنة 12% بينما بلغت نسبة من تراوحت خبرتهن (23-34) سنة 9% من المجموع الكلي للمبحوثات.

5-     الحيازة الداجنية للمرأة الريفية المبحوثة:

أوضحت النتائج البحثية أن القيم الرقمية المعبرة عن الحيازة الداجنية للريفيات المبحوثات قد تراوحت بين (20-120) دجاجة، ولقد تبين أن ذوات الحيازة الداجنية المنخفضة (20-53) دجاجة بلغت نسبتهن 79% في حين بلغت نسبة ذوات الحيازة الداجنية المتوسطة (53-86) دجاجة 16% بينما بلغت نسبة ذوات الحيازة الداجنية المرتفعة (86 دجاجة فأكثر) 5% من المجموع الكلي للريفيات المبحوثات.

6-     الدخل الشهري من المشروع للمرأة الريفية المبحوثة:

تبين من النتائج البحثية فيما يتعلق بالدخل الشهري للريفيات المبحوثات من المشروع الذي تمارسنه أنه قد تراوح بين (150-2000) جنيه شهرياً، وبتصنيف المبحوثات وفقا لدخلهن الشهري تبين أن ذوات الدخل المنخفض (150-767) جنيه نسبتهن 66% في حين بلغت نسبة ذوات الدخل المتوسط (767-1384) جنيه 27% بينما بلغت نسبة ذوات الدخل المرتفع (1384جنيه فأكثر) جنيه 7% من المجموع الكلي للريفيات المبحوثات.

7-     مصادر المعلومات للمرأة الريفية المبحوثة:

أظهرت النتائج البحثية فيما يرتبط بمصادر المعلومات للمرأة الريفية المبحوثة بأن القيم المعبرة عن ذلك قد تراوحت بين (1-4) مصدر وبتصنيف المبحوثات الى فئات وفقا لمصادر معلوماتهن تبين أن نسبة ذوات مصادر المعلومات المنخفضة (1-2) مصدر 39% في حين بلغت نسبة ذوات مصادر المعلومات المتوسطة (2-3) مصدر 37% بينما بلغت نسبة ذوات مصادر المعلومات المرتفعة (3-4) مصدر 24% من المجموع الكلي للريفيات المبحوثات.

جدول رقم (1( يوضح الخصائص الشخصية والاجتماعية الاقتصادية والاتصالية المميزة للمرأة الريفية المبحوثة

8-     الاتصال الإرشادي الزراعي للمرأة الريفية المبحوثة:

لقد تبين من النتائج البحثية فيما يتعلق بالاتصال الارشادي الزراعي للمرأة الريفية المبحوثة بأن القيم الرقمية المعبرة عن اتصالهن الارشادي قد تراوحت بين (0-11) درجة، وبتصنيف المبحوثات الى فئات اتضح أن نسبة ذوات المستوى المنخفض (0-4) درجة 42% في حين بلغت نسبة ذوات المستوى المتوسط (4-8) درجة 42% بينما بلغت نسبة ذوات المستوى المرتفع (8 درجات فأكثر) 16% من المجموع الكلي للريفيات المبحوثات.

9-     الاتصال البيطري للمرأة الريفية المبحوثة:

لقد تبين من النتائج البحثية فيما يتعلق بالاتصال البيطري للمرأة الريفية المبحوثة بأن القيم الرقمية المعبرة عن اتصالهن البيطري قد تراوحت بين (0-11) درجة، وبتصنيف المبحوثات الى فئات اتضح أن نسبة ذوات الاتصال المنخفض (0-4) درجة 44% في حين بلغت نسبة ذوات الاتصال المتوسط (4-8) 51% بينما بلغت نسبة ذوات الاتصال المرتفع (8 درجات فأكثر) 5% من المجموع الكلي للريفيات المبحوثات.

ثانيا:الاحتياجات الإرشادية للمرأة الريفية المبحوثة:

أوضحت النتائج البحثية أن نسبة ذوات الاحتياج الارشادي الشديد 27%، في حين بلغت نسبة ذوات الاحتياج الارشادي المتوسط 28%، بينما بلغت نسبة ذوات الاحتياج الارشادي المحدود 15%، من المجموع الكلي للريفيات المبحوثات.

وتم حساب الاحتياجات الإرشادية من خلال المعادلة الآتية:

ح = ق. م ع – ق م و

حيث ترمز (ح) إلى الاحتياجات الإرشادية، ويرمز (ق.م ع) إلى الحد الأقصى للقيم الرقمية الدالة على المستوى المعرفي المعياري المراد تحقيقه، ويرمز (ق. م و) إلى القيمة الرقمية الدالة على المستوى المعرفي الحالي، وعليه فقد تراوحت القيم الرقمية الدالة على الاحتياجات الإرشادية للمرأة الريفية المبحوثة بين (28 – 41) درجة.

ثالثاً: العوامل المرتبطة بالاحتياجات الارشادية للمرأة الريفية المبحوثة:

 أوضحت النتائج البحثية قيام علاقة معنوية طردية بين كل من الاحتياجات الارشادية للمرأة الريفية المبحوثة كمتغير تابع وبين كل من التغيرات المستقلة التالية: عمر المرأة الريفية، عدد سنوات خبرة المرأة الريفية، السعة الحيازية الداجنية، إجمالي الدخل الداجني الشهري من المشروع، مصادر المعلومات، مستوى الاتصال الارشادي الزراعي، بينما لم يتضح قيام علاقة ارتباطية معنوية بين الاحتياجات الارشادية للمرأة الريفية المبحوثة كمتغير تابع ، وبين كل من التغيرات المستقلة التالية: درجة تعليم المرأة الريفية، درجة تعليم زوج المرأة الريفية، الاتصال البيطري.

جدول رقم (2( العلاقات الارتباطية بين الاحتياجات الارشادية للريفيات المبحوثات وبين المتغيرات المستقلة المدروسة:

** مغزوي عند مستوى0.01                                           * مغزوي عند مستوى0.05

رابعاً: المشكلات التي تواجه الريفيات المبحوثات فيما يرتبط بالمشروعات الصغرى من وجهة نظرهن:

اوضحت النتائج البحثية عن وجود (2) مشكلة وكانت حسب ترتيبها كما يلي:

أولا نقص الخبرات الارشادية وذكرتها 40%، يليها صعوبة التسويق وذكرتها 36%، يليها نقص الخدمات التسويقية وذكرتها 35%، يليها ارتفاع أسعار المستلزمات وذكرتها 33%، يليها ارتفاع أسعار التحصينات وذكرتها 32%، وكذلك ارتفاع أسعار الأدوية وذكرتها 32%، يليها عدم توافر معلومات عن الكتاكيت المستوردة وذكرتها 30%، يليها صعوبة الحصول على القروض وذكرتها 29%، وارتفاع فائدة القروض وذكرتها 29%، وانتشار أمراض الدواجن وذكرتها 29%، يليها تغيرات المناخ وذكرتها 25%، يليها نقص الخدمات الطبية وذكرتها 24%، يليها مشاكل الرعاية الطبية وذكرتها 22%، ويليها أخيرا تدهور الأسعار وذكرتها 20% من الريفيات المبحوثات.

جدول رقم (3) يوضح أبرز المشكلات التي تواجه المرأة الريفية المزاولة للمشروعات الصغيرة وفقاً لتكرارها من قبل المبحوثات: