تحليل النشاط المرجعي لتصور معياري مقترح لوحدة دراسية عن الجائحات في مناهج سلطنة عمان

                                     كلية التربية

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

تحليل النشاط المرجعي لتصور معياري مقترح لوحدة دراسية عن الجائحات في مناهج سلطنة عمان

إعــــــــــــــــــــــداد

د/ فؤاد محمد الدواش[1]                         د/ محمد بن خلفان الصقري

أستاذ مشارك الارشاد النفسى               أستاذ مشارك المناهج وطرق التدريس

جامعة الشرقية سلطنة عمان                       جامعة الشرقية سلطنة عمان

mohammed.alsaqri@asu.edu.om        fouad.mohammed@asu.edu.om

أ.د/ عبد الله بن سيف التوبي                   د/ جيهان أحمد الشافعي

أستاذ المناهج وطرق التدريس               أستاذ مساعد المناهج وطرق التدريس

  جامعة الشرقية سلطنة عمان                    جامعة الشرقية سلطنة عمان

 abdullah.altobi@asu.edu.om              gehan.alhhafey@asu.edu.om     

   }المجلد التاسع والثلاثون– العدد الخامس- جزء ثانى– مايو 2023م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص

هدفت الدراسة إلى تقديم تصور معياري مقترح يصلح لبناء وحدة دراسية عن الجائحات للمناهج الدراسية المختلفة (من الصف الأول إلى الثاني عشر) بسلطنة عمان باستخدام تحليل النشاط المرجعي . وقد سعى البحث إلى التوصل لإجابات عن المفاهيم الكبرى المرتبطة بالجائحات و التي يمكن تضمينها في تصور معياري لوحدة دراسية عن الجائحات ، وبناء التصور المعياري المقترح للوحدة الدراسية المرتبطة بالجائحات ، ومعرفة نتائج تحليل النشاط المرجعي للتصور المعياري المقترح للوحدة الدراسية عن الجائحات في مناهج سلطنة عمان من الصف (1-12).

وقد استخدم البحث أداتان للإجابة عنهم أولهما :محك نظري تلخيصي ،وثانيهما :مقاييس تحليل النشاط المرجعي ،وأسفرت النتائج عن التوصل لقائمة من المفاهيم الكبرى                          (بلغت 18 مفهوماً) ينبغي تضمينها في التصور المعياري المقترح للوحدة وتم تحليله من خلال تحليل النشاط المرجعي وكان مستوى جميع المتوسطات العامة للمفاهيم مرتفعاً وقد بلغت متوسطات أبعاد مقاييس تحليل النشاط المرجعي (العيانية والتحديد والوضوح والتصور)5.44 ،7.78،7.61، 6.35 على الترتيب وهي جميعاً متوسطات مرتفعة ،كما أسفرت النتائج إلى التوصل إلى التصور المعياري المقترح وتم تحليله أيضاً باستخدام تحليل النشاط المرجعي وكانت جميع المتوسطات العامة لمكونات التصور المعياري المقترح مرتفعة ،وبلغت قيم المتوسطات لأبعاد مقاييس تحليل النشاط المرجعي للتصور المعياري المقترح (العيانية،التحديد ،                 الوضوح والتصور) 7،8.25، 5.375،  6.97 على التوالي ؛وجميعها قيم مرتفعة، وبناءاَ على ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج تم تقديم عدد من التوصيات ،أهمها الاستفادة من التصور المعياري المقترح في بناء وحدة دراسية في المناهج الدراسية المختلفة لموضوعات                   مرتبطة بالجائحات .

الكلمات المفتاحية : تحليل النشاط المرجعي ، التصور المقترح ، الجائحات.

Abstract

The aim of the research is to provide a proposed normative  conceptualization that is suitable for building a study unit on pandemics for the different curricula (from the first to the twelfth grade) in the Sultanate of Oman, using the Referential activity analysis. The research sought to find answers to the major concepts related to pandemics, which can be included in a normative conception of a unit of study on pandemics, to build the proposed normative conception of a unit of study related to pandemics, and to know the results of the Referential activity analysis of the proposed normative conception of a unit of study about pandemics in the curricula of the Sultanate of Oman from the first grade (1-12).

The research used two tools , the first: a  theoretical criterion, and the second: Referential activity analysis measures.  the Means of the dimensions of the Referential activity analysis measures (Concreteness, Specifiety , clarity, and Imaginary) were 5.44, 7.78, 7.61, and 6.35, respectively, and they are all high Means. The general components of the proposed normative conception are high, and the values of the Means for the dimensions of the Referential activity analysis measures of the normative conception(Concreteness, Specifiety , clarity, and Imaginary) are 7, 8.25, 5.375, 6.97, respectively; A number of recommendations, the most important of which is to take advantage of the proposed normative conception in building a unit of study in the different curricula for topics related to pandemics.

Keywords : Referential activity analysis , pandemics , proposed normative conception.

مقدمة

يمثـل التعليم الاستثمار الحقيقي في مستقبل الأمم والشعوب ، فالتعليم يعمل على تهيئة الكوادر البشرية لإحداث التطور المنشود، فالتقدم والازدهار الحياتي يرتبطان بتطوير التعليم، ومناهج التربية ، كما تعد المناهج أساس التربية، وأداتها الرئيسة في بناء المجتمع، ووسيلتها في تشكيل سلوكيات أفراده وتقويمها في الحاضر والمستقبل، فما يقدمه هذا المنهج من مواضيع، ومفاهيم كبرى، وقيم، ومهارات،  ، وخبرات وأنشطة تساعد في تحقيق النمو الشامل والمتوازن للمتعلم، لذلك يتعين على المهتمين بتصميم، وتخطيط المناهج أن لا يتم اقتصارها على تزويد المتعلم بالمعارف والحقائق فحسب، لكن لابد من الاهتمام بالمفاهيم لأنها أساس في تكوين التعميمات، والمبادئ والنظريات ، لذا تضمينها بمحتويات مرتبطة بالزمكان بما يشمله من أحداث وظروف يضمن مرونة المناهج وتحقيقها لغايات التربية والتعليم                         (السنيدي و جميل، 2019).

ويرى العلوان ( 2021) ضرورة  ارتباط المنهج المدرسي بحاجات الفرد والمجتمع وفقاً للتغيرات في الظروف البيئية والمجتمعية المحيطة من أجل الاستخدام الأمثل لمواردها ، ولعل من دواعي تطوير المناهج التعليمية وفق تصورات معيارية تحقيق مواجهة التحديات التي تواجه المناهج الدراسية والمجتمعات التي تؤسس وتصمم فيها تلك المناهج ، ويشير ذاكر والمسرحي (2021: 75) إلى ضرورة وضع تصورات ذهنية وأطر معتمدة؛ لتضمين المعارف والمفاهيم و النواتج التعليمية ، فالتربية -ووسيلتها المنهج الدراسي بوحداته- تشمل كافة الجوانب:  التعليميـة - الصحية – البدنية – النفسية- الرياضية – الفنية ، حتى الإبداعية والتميز.(محمد ،2017)

وتواجه المجتمعات - سـواء على المستوى العالمي أو العربي- تحولات وأزمات حادة تحمل في طياتها العديد من الأخطار والأزمات والكوارث التي يذهب ضحيتها المئات، بل الآلاف من الأرواح يوميا ، فكثرت الحوادث والإصابات والحرائق والكوارث والأوبئـة والجائحات(سبحي،2017: 36) ، الأمر الذي يستلزم الوعي بها كمظلة عامة والنظام التعليمي بمناهجه مطلوب انخراطه بدرجة كبيرة في ذلك الوعي .

وطبقا  لـ سبحي(2017)  و (2021)  Abdeldaim تلعب المناهج دورا هاما في تحقيق متطلبات الوعي الوقائي بما يضمن القدرة على تغيير سلوك المتعلم بالامتداد داخل وخارج المؤسسة التعليمية، وفقد ثبت أن المناهج بمراحل التعليم المختلفة لا تفي بإمكانية التعامل مع المخاطر التـي قـد تواجـه المتعلم وبحاصة فيما يتعلق بالحاجة الملحة للاهتمام بالتثقيف الصحي والوعي الوقائي من الأمراض لدى طلبة المدارس(محمد ،2017; جاد ،2021) ، وفي ذات السياق أعطت دراسة سمولينسكا وآخرين (2020)  Smolinska et al أولوية لبذل كل الجهود للمحافظة على صحة الطلبة في المدارس لا سيما في ظل الانتشار الواسع للعدوى والأخطار والجائحات في عالم اليوم.

ولا شك أن المناهج بمختلف المراحـل مهمـا بلغت من التطوير تبقى دائما بحاجة لمزيد من التطوير باستمرار تبعا لمتغيرات هذا العصر (سبحي، 2017) ومنها موضوع الجائحات وانتشارها بحيث تؤهل الطلبة أولاً من الوعي بها ،والتعامل معها ثانياً ،والمساهمة في تقليص حدة انتشارها ثالثاً (2015 ;Sahin,  2021Abdeldaim,) حيث يمكن أيضا تعزيز معرفة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وتوجيه مواقفهم وممارساتهم بشكل إيجابي نحو الوقاية من العدوى، حيث تعد الاستجابة السريعة للجائحة أمرًا مهمًا لتسهيل مكافحتها وتوفير الحماية للطلاب والموظفين والمجتمع من الذعر وتعطيل العمل.

وبالانتقال من عمومية تعامل المناهج مع الصحة عند (2016) et al Aleksandrovna حيث تزويد المتعلمين بموضوعات علمية تعليمية تتمتع بكفاءة في التوجيه نحو حماية الصحة والدعم التكنولوجي لتشكيل الموقف القيمي للصحة كعامل من عوامل التنمية الشخصية ووضع تصور إجرائي لتنفيذ هذا الدعم في عملية التفاعل بين عناصر العملية التعليمية ، إلى خصوصية تعزيز الصحة من خلال المناهج عند الدواش وآخرين (2022) حيث وجوب أن يستهدف تطوير المقررات الدراسية التأكيد على نمو الكفاءات المعرفية الأساسية التي تزيد من جاهزية الطلاب للتعامل مع ما تفرضه الجائحة من مخاطر وتحقيق أعلى قدر ممكن من الوقاية وذلك من أجل تحسين جودة حياة الطلاب وخصوصًا خلال فترة الجوائح والأزمات العالمية ؛وذلك انطلاقًا من كون المدرسة مكونًا رئيسًا من مكونات البنية التحتية لأي مجتمع يمكن من خلالها توفير بيئات تعليمية آمنة وداعمة للنمو الجسمي والمعرفي والانفعالي والاجتماعي لطلابها.

مشكلة البحث :

تعُّد الصحة وسبل المحافظة عليها من أهم الأهداف التي ينشدها العالم بأنظمته الصحة والتربوية(رميض وجميل،2022)  ، وتنذر الجائحات العديد من البلدان- بمخاطر صحية واجتماعية واقتصادية على نطاق واسع (البنك الدولي، 2020) ، وإن تعقيد الحياة وظهور أمراض جديدة فتاكة يستدعي الاهتمام بنشر الوعي الصحي بشكل منطقي ومتدرج بحيث تكون البداية من وعي الطلبة في المدارس(أرهيف وإبراهيم ،2015).

 وفي هذا الصدد ؛أصدر البنك الدولي في (أكتوبر 2022) تقريراً لمقترحات عملية لوضع حد لدورة الجوائح المدمرة في وقت يواصل فيه العالم التصدي للآثار المدمرة لجائحة فيروس كورونا، فإن وتيرة تفشي الأمراض المعدية الناشئة قد ارتفع بمعدل سنوي بلغ في المتوسط 6.7% عما كان عليه في عام 1980 وما بعده، وقد ارتفع عدد حالات                  تفشي الأمراض إلى عدة مئات سنوياً منذ عام 2000، وهو ما يرجع بدرجة كبيرة إلى                  تزايد الأنشطة البشرية على مستوى العالم، وتغيّر العوائل الطبيعية، وتسارع وتيرة انتقال الميكروبات الحيوانية إلى البشر ، وينتج 75% من حالات الإصابة بالأمراض المعدية الناشئة وجميع الجوائح المعروفة تقريباً عن زيادة الاحتكاك بين الحيوانات والبشر، مما يتسبب في أكثر من مليار إصابة بشرية ومليون وفاة سنويا. وتعد المناهج المدرسية هي وسيلة المدارس الأساسية لنشر الوعي الصحي بين المتعلمين،كما تعد مناهج مثل مناهج العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة العربية أكثر هذه المناهج ارتباطا بالصحة والتربية الصحية؛ نظرا لما يحتويه محتوى هذه المناهج من موضوعات لها علاقة وثيقة بجوانب صحية مختلفة تسعى  لإكسابها للطلاب.        (مسلم والرحيلي، 2020)

ويتطلب الوعـي الوقائي من الجائحات ضمن المناهج توفير قـدر مناسب من المعارف وتنمية المهارات والاتجاهات التي يجب أن يلم بها  الطالب ليسلك سلوكا مؤيدا لمفهومها (سبحي،2017) ، وتأسيساً على ما سبق أصبح الدور الأحدث والأهم للتعليم -بصفة عامة -ووسيلته المناهج الدراسية  توفير آلية تؤثر في أساليب حياة الطلبة والممارسات الصحية في حياتهم اليومية؛ لتجعلها أفضل في تقبل ظهور وباء أو مرض وتوفير معلومات كافية عنه وقت ظهوره، مع الوعي بالتعامل معه والمساهمة في توعية غيرهم من أفراد المجتمع ،واتخاذ القرارات الصحيحة حياله ،مع المساهمة بوعي في الحد من انتشاره.

هذا وقد أشار تقرير البنك الدولي (2020) في رصده للمخاطر والأضرار الناجمة عن الغلق الكامل للمؤسسات التعليمية أثناء جائحة كورونا ، الفقد التعليمي ،وزيادة معدلات التسرب،والمخاطر الاقتصادية والاجتماعية المترتبة ؛مما يستلزم جهود كبيرة من قبل الخطط التعليمية للتغلب على هذه الآثار من ناحية،وتدارك أي مخاطر مستقبلية فيما بعد ،لأن كورونا ليست أول أو آخر جائحة يمكن أن يمر بها العالم .

وكشف (2021)Billingsley& Nassaji   أن هذا الوباء سلط الضوء على ضرورة عمل العلماء بشكل تعاوني مع التخصصات الأخرى في تعليم التفكير حول مثل هذه المشكلات المعقدة في الواقع ؛مما لفت الانتباه نحو إصلاح المناهج الدراسية التي تدمج عمليات التفكير ما وراء المعرفي مع عمليات التعليم و التدريس في المدارس. لذا أوصيا باقتراح مناهج تربوية تقدم مشكلات واقعية عن مثل هذه الموضوعات وتقديم طرق علمية للتعامل معها لمعالجتها والحد من انتشارها أو تفاقم تأثيراتها .

كما هدف تقرير اليونسكو (2022) استنادًا إلى دراسة و تحليل 35 دولة إلى تقديم نظرة عامة على بروتوكولات الصحة والسلامة الوطنية لإبقاء المدارس مفتوحة بأمان حتى في ظل مثل هذه الجائحات ، واستنادًا إلى الدروس المستفادة من  Omicron والموجات المختلفة من COVID-19 فقد أوصى التقرير بضرورة التحول الكامل في أنظمة التعليم ؛ وفي هذا الصدد أشارت الرويثي(2016) إلى أنه مع تزايد المشكلات الصحية والسلوكيات الخطرة والضارة التي تظهر عند غياب الوعي الصحي؛ برزت الحاجة إلى خطط مناسبة مقصودة لتحقيق أهداف التربية في نشر الوعي الصحي الوقائي بين أفراد المجتمع وتعديل السلوكيات الصحية المنتشرة بين أفراده ، وبشكل أكثر تحديدا أوضح شحاتة وآخرون (2023) سلوك المُجتمع العُمَاني في التعامل مع المعلومات الخطأ المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي أثناء جائحة كورونا، وتأثيرها على استجابة الحكومة للجائحة؛ فقد أكدت على أنه ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الجهد في التوعية بخطورة المعلومات الخطأ، واستخدام أساليب مبتكرة في محاربة ذلك النوع من المعلومات. وأكد  الشمري و الضفيري(2023) إلى أهمية التدخل المبكر في توعية وتثقيف المجتمع بطرق التعامل مع الأوبئة والجائحات ، و ضرورة تنظيم المناهج الدراسية وتخطيطها بحيث تسهم بشكل أساسي في الوعي الصحي الوقائي أثناء الجائحات.

وقد توجه البحث الحالي لفحص عينة من الكتب الدراسية لمناهج التعليم العام من المرحلة الأساسية بسلطنة عمان (تمثلث في كتاب الطالب  لمواد العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة العربية بفصليه الأول والثاني للصفوف من 1-12) ؛للكشف عن مدى تضمينها لموضوعات ترتبط بالوعي الصحي الوقائي والأمراض المعدية والأوبئة والجائحات وغيرها من الأزمات الصحية وطرق التعامل معها واتخاذ القرارات بشأنها، ولوحظ من خلال هذا الفحص أن مثل هذه الموضوعات والمفاهيم والمضامين للتعامل مع الجائحات تكاد تكون نادرة جدا  في الكتب الدراسية  ، مما حدد توجه البحث الحالي لتقديم تصور معياري مقترح لوحدة دراسية في مقررات العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة العربية يمكن الاستفادة منها من قبل مخططي ومصممي ومطوري المناهج في سلطنة عمان لبناء تلك الوحدة التي يمكن تضمينها في مراحل التعليم الأساسي من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر في سلطنة عمان في إطار عام يراعي كل من ظروف الجائحة وطبيعة المادة الدراسية والمرحلة العمرية للطلبة ؛بحيث تكسب الطلبة وتزامناً مع ظهور أي جائحة مجموعة من المعارف والمهارات والاتجاهات العلمية للتعامل معه والوعي به ، والمساهمة في الحد من انتشارها.

ويمكن تلخيص أهم مبررات وضع هذا التصور المعياري المقترح في                النقاط التالية:

• محدودية أو ندرة الموضوعات المرتبطة بالجائحات والأوبئة وطرق التعامل معها في المناهج الدراسية بالسلطنة.
• ضعف الوعي العام بالجائحات وطرق التعامل معها والاستعداد لها والمساهمة في الحد من انتشارها سواء بين المعلمين ،أو طلبة المدارس.
• عدم توفر أطر تنظرية بسيطة ومتناسبة مع أعمار طلبة المدارس بالمراحل المختلفة بالتعليم العام بسلطنة عمان تساعد على تنمية وعي ومعارف واتجاهات الطلبة نحو التعامل مع الجائحات.
• عدم توفر مادة تعليمية مرتبطة بجوائح الأوبئة في المقررات الدراسية خاصة تلك التي لديها مجال مناسب لمثل هذه الموضوعات كمقررات العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة العربية.
• وضع الأساس الذي يمكن من خلاله تطوير المقررات الدراسية فيما يتماشى مع طبيعة العصر وما يطرأ عليه من تداعيات حرجة تستلزم التعامل بطرق علمية واعية.
• تعزيز الانتماء الوطني وتعزيز دور الطالب كفرد من أفراد المجتمع يشعر بمعاناته ويبادر بالمساهمة في حل مشكلاته والقيام بدوره التوعوي والثقافي بين أفراد مجتمعه المحيط .

ومن هذا المنطلق يمكن تحديد مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي:

ما التصور المعياري المقترح لوحدة دراسية عن الجائحات في مناهج سلطنة عمان بحيث يكون مناسباً لتصميمها في جميع مراحل التعليم الأساسي بدءاً من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر في مقررات العلوم واللغة العربية والدراسات الاجتماعية ؟

ويتفرع من السؤال الرئيس التساؤلات التالية

• ما المفاهيم الكبرى المرتبطة بالجائحات و التي يمكن تضمينها في تصور معياري لوحدة دراسية في المناهج المنتقاة في الدراسة الحالية؟
• ما هو بناء التصور المعياري المقترح للوحدة الدراسية المرتبط بالجائحات ؟
• ما نتائج تحليل النشاط المرجعي للتصور المعياري المقترح للوحدة الدراسية عن الجائحات في المناهج المنتقاة في سلطنة عمان من الصف (1-12)؟

هدف البحث:

يهدف البحث الحالي إلى وضع تصور معياري مقترح لوحدة دراسية عن الجائحات والأوبئة في المناهج الدراسية ( مناهج العلوم واللغة العربية والدراسات الاجتماعية ) بسلطنة عمان باستخدام تحليل النشاط المرجعي .

الإطار العام والخلفية النظرية للبحث :

يتناول الجزء الحالي محاور الإطار النظري للبحث وخلفيته المعرفية والتي تتمثل في الجائحات و الأوبئة اصطلاحاً وأنواعاً والفرق بينها وبين الأمراض المتوطنة والأمراض المزمنة، وطرق انتشارها وأهمية الوقاية منها ودور النظم التعليمية في نشر الوعي بها والحد من انتشارها وأخيراً بعض الدراسات السابقة التي تناولتها.

أولاً : الجائحات:

ذكر في معجم المعاني الجامع (2023):اجتاحَ يجتاح ، اجتحْ ، اجتياحًا ، فهو مُجتاح ،وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها‏.

أما جوائح الأوبئة فتعرف في قاموس علم الأوبئة التابع للرابطة الدولية للأوبئة بأنها "تفشي وباء ما في جميع أنحاء العالم أو في مناطق جغرافية واسعة النطاق، بحيث يجتاح الحدود الدولية محدثًا آثارًا بالغة بكافة القطاعات المجتمعية( نقلاً عن: الدواش، وآخرين -                 ب ،2022)

ثانياً :الفرق بين الأوبئة Epidemic والجائحاتPandemic

قد يخلط الكثير بين مفهومي الوباء والجائحة،حيث يكمن الفرق بين المفهومين في مدى انتشار المرض. ففي الوباء ينتشر المرض بأعداد تزيد عن الحد الطبيعي في منطقة جغرافية محددة أما الجائحة فهو انتشار للمرض بأعداد كبيرة جداً بحيث يتعدى الحدود الجغرافية لبلد ما لتنتشر في بلدان كثيرة في نفس الوقت كما تصاحب الجائحة نسب عالية من الوفيات. (Fedoo.net ,2022؛ عبيد وآخرون ،2020)

والجائحات تتميز بالانتشار السريع والواسع عبر الحدود الجغرافية والزمانية لمرض جديد من المرجح أن تتحول أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية ، مثل تلك التي يسببها فيروس إنفلونزا جديد أو فيروس كورونا COVID-19 ، إلى جائحة ، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) هي المسؤولة عن إعلان وقت حدوث جائحة عالمية. حيث تقوم منظمة الصحة العالمية بذلك من خلال مراقبة تفشي المرض وأخذ المشورة من خبراء الصحة الدوليين. (health direct,2023)

وتفرق الملكاوي (2020) بين مصطلحات مثل الوباء والجائحة والأمراض المستجدة والأمراض المنبعثة أو المعاودة، فالوباء Epidemic هو زيادة مفاجئة وسريعة في عدد حالات المرض على نحو أعلى من المتوقع في مجتمع معين، أما الجائحة Pandemicفتحدث عندما ينتشر الوباء إلى عدة بلدان أو قارات وعادة ما يصاب عدد كبير من السكان،أما الأمراض المستجدة، هي الأمراض المعدية التي ظهرت جديدا ولم تكن معروفة من قبل، أما الأمراض المنبعثة أو المعاودة، فهي التي عادت إلى الظهور بعد اختفائها، وقد تكون الأمراض المعدية الجديدة نشأت نتيجة لتحول أو تطور مورثات وراثية للكائنات المسببة للمرض من جراثيم وفيروسات وغيرها.

أما الأمراض المتوطنة Endemic diseases: هي أن يكون المرض مستمر الحدوث، ومحصوراً على فئة معينة، ولكن ليس بأعداد كبيرة. ولا يحتاج الى تدخل خارجي ويحدث داخل نطاق جغرافي محدد. مثل:جدري الماء مرض مستمر ومستوطن في بريطانيا،والبلهارسيا مرض مستمر ومستوطن في صعيد مصر.(عبد الوهاب ،2009)

ثالثاً: مسببات وأنواع الأمراض المعدية المستجدة والمنبعثة وطرق انتشارها:          ( ملكاوي ،2020)

 تشمل الكائنات الحية المسببة للأمراض المعدية كائنات حية دقيقة مثل البكتيريا والفيروسات وفطريات، وريكتسيات، وطفيليات، وديدان. وانتقال بدوى يكون بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد ينشر المصاب العدوى قبل ظهور أعراض المرض عليه، حيث يكون حامل للمسبب. وفيما يلي تفصيل أكثر من هذه الممرضات أو المسببات للأمراض المعدية:

• الجراثيم (Bacteria) : وهي كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية تسبب نطاقا واسعا من الأمراض، كأمراض الحمى المختلفة، وأمراض تصيب الجهاز الهضمي ناتجة عن تلوث الأطعمة والماء والهواء والتربة بهذه الجراثيم، وأمراض تصيب الجهاز التنقسي، وأمراض تسبب التهاب أغشية الدماغ، وغيرها من الأمراض الأخرى.
• الفيروسات (Viruses) : الفيروس مسبب للمرض وصغير جدا في الحجم لا يرى إلا تحت المجهر الإلكتروني، ولا يستطيع على الحياة والتكاثر إلا داخل خلية حية، لذلك لا يصنف أنه كائن حي. تتسبب الفيروسات بأمراض كثيرة، مثل الإنفلونزا، ومرض الإيدز، وشلل الأطفال، الهربس، الورم الحليمي البشري، وغيرها من الأمراض. والأمراض الفيروسية لا تتجاوب بالعلاج بالمضادات الحيوية
• الفطريات (Fungi) : تتسبب بالعديد من الأمراض الجلدية وأمراض تصيب الجهاز التنفس أو الجهاز العصبي، وغيرها.
• الطفيليات (Parasites) : وهي كائنات حية تعيش وتتغذى على حساب كائنات حية أخرى، وتسبب أمراضا مثل الملاريا أو الدوسنتاريـا الأميبيـة أو أمراض الديدان         الطفيلية وغيرها.

وهناك بعض أنواع الأمراض الوبائية والجوائح مثل نقص المناعة المكتسب (الإيدز)- (AIDS (HIV ،  المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) SARS إنفلونزا الطيورH5N1 ،  الحميات النزفية: مثل حمى الضنك وحمى الوادي المتصدع، وإيبولا،  وماربورغ، والحمى الصفراء، وحمى التيفيود ،  والملاريا ، و السل، وداء الكلب، TERLALLISE ،  الكوليرا، و اللايشمانيا وخاصة الحشريد (أو الأحشاء الداخلية)،  جنون البقر،  الطاعون Plague ،  حمی أو مرض زيكا Zika virus infection ،  والحصبة Measles،  و کوفید-19.

رابعاً: طرق انتشار الأمراض المعدية والأوبئة

• الاتصال المباشر :سواء من شخص لآخر ،أو من حيوان لإنسان ،أو من الأم لجنينها.
• الاتصال غير المباشر: حيث يمكن أن تنتقل الكائنات التي تسبب المرض أيضًا من خلال الاتصال غير المباشر. وقد يعيش الكثير من الجراثيم على الأجسام غير الحية، مثل أسطح الطاولات أو مقابض الأبواب أو الصنابير.

فحين يلامس الفرد مقبض بابٍ قد سبقه إليه شخصٌ مريضٌ بالإنفلونزا أو الزكام على سبيل المثال، فإنه قد يلتقط الجراثيم التي خلّفها ذلك الشخص. إذا ما لامس بعدها عينيه أو فمه أو أنفه قبل غسل يديه، مما يعني احتمالية إصابته بالعدوى.

يمكن انتقال العدوى أيضاً عن طريق الدم أو عن طريق ملامسة الدم المصاب أو سوائل الجسم ، على سبيل المثال أثناء رعاية شخص ينزف أو إصابة بإبرة مستعملة                  (مثل عدوى فيروس التهاب الكبد B).

لدغات الحشرات

تعتمد بعض الجراثيم على حشرات حاملة للمرض — مثل الناموس أو البراغيث أو القمل أو القراد — للانتقال من مضيف إلى آخر. تُعرف حاملات المرض هذه بناقلات العدوى. يمكن للناموس حمل طفيل الملاريا أو فيروس غرب النيل. قد يحمل قُراد الغزلان البكتيريا التي تسبب داء لايْم.

تلوث الطعام

يمكن أن تنتقل العدوى أيضًا بالجراثيم المسببة للأمراض من خلال الطعام والماء الملوث؛حيث تسمح آلية الانتقال هذه بانتشار الجراثيم للعديد من الأشخاص من خلال                    مصدر واحد. على سبيل المثال، فإن البكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) هي بكتيريا موجودة في أطعمة معينة - مثل الهامبرغر غير المطهو جيدًا أو عصير الفاكهة غير المبستر (عبد الوهاب ،2009؛ ملكاوي،2020؛ عبيد وآخران،2020؛ Devon County Council Health, 2023)

خامساً: الوعي الصحي الوقائي:

يعرف الوعي الصحي بأنه : "عملية مساعدة الأفراد في الحصول على الخبرات والمعلومات اللازمة لهم للقيام بالاختيار المناسب في حياتهم للمحافظة على صحتهم"(محمد،2017 :85)،أما السلوك الصحي الوقائي هو السلوك الصحي الصادر عن الأفراد لغرض الوقاية من الأمراض والأوبئة والفيروسات عن طريق تبني عادات وممارسات صحية سليمة تتوافق مع الإرشادات الصحية التخصصية .(رميض و جميل، 2022).

والوعي الصحي يتضمن المفاهيم العقلية والروحية والاجتماعية المرتبطة بحياة الإنسان وليس فقط المرض والإصابة به،فقد يتعدى ذلك ليصبح أكثر عمقاً وشمولاً وقد يتسع ليشمل كل العوامل ذات الصلة بحياة الأفراد جميعاً جسمياً وعاطفياً وعقلياً واجتماعياً .                       (أرهيف و إبراهيم، 2015)

وهو أيضاً "عملية تربوية تزود أفراد المجتمع بالسلوك والمعلومات والإرشادات الصحية المرتبطة بصحتهم،بغرض التأثير الفعال على اتجاهاتهم وتنمية وعيهم وتعديل سلوكهم لمساعدتهم على تحقيق الكفاية البدنية والنفسية والاجتماعية والعقلية والتمتع بالصحة والسلامة (محمد، 2022: 203)

وللوعي الصحي الوقائي أهمية كبيرة في تجنب الفرد ومن ثم المجتمع الكثير من المخاطر الصحية والنفسية ومن ثم الأضرار المترتبة عليها في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وطبقا لـ (2015)  Levanova et al فإن هناك حاجة نظرية وعملية لتطوير مفهوم المساعدة التعليمية لحماية صحة الفرد وحل مشكلة الوقاية  الصحية للطلاب والمعلمين في التعليم العالي حيث اتضح أهمية تضمين موضوعات مرتبطة بالوعي الصحي والوقاية من الأمراض واتباع نمط صحي وغذائي صحيح في عمليات التعليم والتعلم ، واتفق ذلك مع اهتمام مسلم (2020) بأهمية الوعي الصحي الوقائي قام وإعداد برامج التدريب عليه.

وقام عبد القوي (2020)Abdelkoui  بدراسة هدفت إلى التعرف على مستوى الوعي الصحي لدى طلبة السنة الثانية والثالثة ليسانس ذكور وإناث، وتحديد الفروق حسب متغير تصنيف مؤشر كتلة الجسم. حيث اعتمد الباحث المنهج الوصفي بالأسلوب المسحي على عينة تم اختيارها بالطريقة العشوائية من طلبة السنة الثانية والثالثة ليسانس (ذكور وإناث) من جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة والبالغ عددهم (475) طالب وطالبة. وقد أسفرت أهم النتائج على أن مستوى الوعي الصحي العام لطلبة الجامعة مرتفع. وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الوعي الصحي لدى الطلبة تبعا لمتغير تصنيف مؤشر كتلة الجسم. وعلى ضوء نتائج الدراسة أوصى الباحث بقياس الوعي الصحي لدى مزيد من الفئات في المجتمع والاهتمام بتحسين الوعي الصحي في مجال التغذية وممارسة النشاط الرياضي لدى الطلبة.

وأشار سمونيلسكا وآخرون  (2020)al et Smolinska  إلى ضرورة الاهتمام بصحة الشباب لا سيما خلال انتشار الجائحات الخطيرة في العالم اليوم ؛مما دفعه إلى تحليل الجوانب النظرية الخاصة بالحفاظ على صحة الطلاب البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية في المؤسسات التعليمية ، وأوصى بضرورة تطوير آليات لزيادة الوعي الصحي لدى الطلاب وتحسين الصحة والتدابير الوقائية من أجل زيادة قدرة الطلاب على التكيف مع ظروف        المؤسسة التعليمية .

أما دراسة يونس (2021) هدفت إلى التعرف إلى مستوى الوعى الصحى الوقائى لدى طلاب الجامعات المصرية لمواجهة فيروس کورونا المستجد، ومصادر المعلومات عنه والمشکلات التعليمية الناتجة عنه، ووضع تصور مقترح لتنمية  وعى الطلاب لمواجهته،وتوصلت إلى عدد من النتائج أهمها أن الوعي الصحي الوقائي لدى طلبة الجامعات المصرية كان متوسطاً،ووضعت تصوراً مقترحاً لبرنامج تنمية الوعي الصحي الوقائي لدى الطلبة لما لها ضرورة حتمية في المحافظة على صحة أفراد المجتمع.

كذلك هدفت دراسة أحمد (2021) إلى قياس مدى فاعلية انفوجرافيك لتنمية الوعي الصحي الوقائي للوقاية من فيروس كورونا ،وعلاقتـه بجـودة الحياة لـدى تلاميذ المرحلة الإبتدائية ،ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث المنهج الوصفي والمنهج الشبه تجريبي ،حيث أشارت النتائج إلى فاعلية الإنفوجرافيك في تنميـة كـل مـن الـوعي الصحي الوقـانـي وجـودة الحيـاة لـدى تلاميذ المرحلة الإبتدائيـة ،وكذاك أثبتت الدراسة العلاقة الموجبـة الطرديـة بـيـن كـل مـن الـوعي الوقـانـي وجـودت الحيـاة لـدى تلاميذ المرحلة الإبتدائيـة.كما أوصى الباحث خلالها بضرورة تضمين مـحـور المفاهيم والسلوكيات الصحية للوقايـة مـن الأمـراض الوبائيـة بصـفـة عامـة.

وهدفت دراسة أمبوسعيدي(2022) إلى تعرف تصورات طلبة التعليم الأساسي بسلطنة عمان عن الأنماط الصحية المستدامة وطرائق الوقاية من الأمراض في ضوء بعض المتغيرات. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي. وقد طبقت الدراسة على عينة مكونة من (3570)؛ من طلبة الصفين التاسع، والعاشر الأساسيين. وخلصت نتائج الدراسة إلى وجود تصورات إيجابية لدى طلبة التعليم الأساسي عن محور الأنماط الصحية المستدامة، و وجود تصورات إيجابية في محور طرائق الوقاية من الأمراض ؛وعليه أوصت الدراسة بتعزيز وعي طلبة التعليم الأساسي بأهمية ممارسة الأنماط الصحية المستدامة.

سادساً: دور التعليم في الوعي الصحي الوقائي والحد من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية :

تعد المدارس بيئة خصبة لانتشار الأمراض، نظرا لوجود عدد كبير من الطلبة بها، فهي أماكن للالتقاء والتعامل اليومي، والاحتكاك والاتصال المباشر بين بعضهم البعض؛ الأمر الذي يسهل انتقال العدوى بينهم ويتحول المرض إلى وبـاء عـام، وخاصة في ظل المدارس الكبيرة الحجم والفصول الكثيفة العدد .وتشير إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى أن الملايين من الأطفال في عمر المدارس، مصابون بالطفيليات التي تزيد من تدهور حالات سوء التغذية وفقر الدم بسبب قلة الوعي الصحي لهذه الفئة من الأفراد.(أبو السعود،وعبد العليم،                    2011: 241)

وللوعي الصحي الذي ينبغي وأن تقدمه المناهج الدراسية جانبين :أحدهما جانب              معرفي ويتمثل في توفير المعلومات والمعارف المتعلقة بالصحة وطرق الوقاية من الأمراض والأوبئة، والثاني الجانب التطبيقي والمتمثل في ممارسة العادات الصحية السليمة في مواقف الحياة اليومية ،وإذا اكتمل الجانبان لدى الفرد يمكن وصفه بأنه يمتلك وعياً صحياً متكاملاً.                ( مسلم والرحيلي، 2020 :36)

وتلعب المناهج الدراسية دورا هاما في تحقيق متطلبات الوعي الوقائي بكل فاعلية، حيث إن القيمة الحقيقية لها تكمن في القدرة على تغيير سلوك المتعلم خارج نطاق المؤسسة التعليمية، بحيث يمكنه التعامل مع مشكلات الحياة والمواقف الجديدة بوعي وإدراك. وعلى الرغم من ذلك فقد أثبتت العديد من الدراسات أن المناهج بمراحل التعليم المختلفة لا تفي بالمخاطر التـي قـد تواجـه المتعلم، كما أكدت قصـور هذه المناهج عن تناول الموضوعات المرتبطة بالوعي الوقائي، ومن هذه الدراسات : دراسة أرهيف وإبراهيم (2015) والتي أوصت بتضمين مفاهيم ومصطلحات صحية في المناهج، ودراسة السبحي (2017) التي أشارت إلى ما تتطلبه تنمية الوعي الصحي الوقائي من توفير قـدر مناسب من المعارف والمهارات والاتجاهات التي يجب أن يلم بها الطالب ليسلك سلوكا مؤيدا لمنهومها، مما يساعد على إعداده للحياد كمواطـن قـادر على مواجهة المخاطر التي قد يتعرض لهـا ،وهو ما لم يتوفر في المناهج الحالية،ودراسة جاد (2021) التي أكدت على أهمية تضمين موضوعات في المناهج مثل: الوعي الصحي بالأمراض والوقاية منها وتعرف كيفية انتقالها، ومنع أو الحد من انتشارها، والتعرف على الأمراض المعدية وغير المعدية،وغيرها من موضوعات.

ومن الدراسات التي تناولت دور المناهج الدراسية وأهميتها في تنمية الوعي الصحي والوقائي لدى طلبة المدارس وعمل مقترحات وتجارب علمية لتحقيق ذلك: دراسة عبد الدايم   (2021)Abdeldaim التي هدفت إلى زيادة وعي موظفي المدرسة والطلاب بالتدابير الوقائية لـ COVID-19 من خلال تقييم معرفتهم قبل وبعد تنفيذ برنامج التعليمي الصحي، وأسفرت نتائجها عن فاعلية البرنامج التثقيفي الصحي في تنمية وعي الطلبة والمعلمين بالأمراض وطرق الوقاية منها والسلوكيات الإيجابية تجاهها ،كما أوصت بضرورة اعتماد البرنامج من قبل العاملين الصحيين لنقل المعلومات المتعلقة بالصحة إلى الطلبة والعاملين بالمدارس كما أكدت على أن البرامج الصحية التعليمية تلعب دورًا أساسيًا  في تعزيز المعرفة لدى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وتوجيههم بشكل إيجابي نحو الممارسات الوقائية من العدوى.

أما دراسة الدواش وآخرين (2022) والتي هدفت إلى تحليل النشاط المرجعي لأبراز المضامين بالموضوعات التعليمية بوحدة الأمراض بمقرر العلوم والبيئة للصف الثاني عشر في سلطنة عمان ،والتي تعزز مهارات طلاب الصف الثاني عشر في سلطنة عمان للتعامل مع مخاطر جائحة كرونا ،وتمثلت عينة البحث في تحليل وحدة بمقرر العلوم والبيئة باستخدام منهج النشاط المرجعي ،وأسفرت نتائج البحث عن تقييم النشاط المرجعي للفصل الأول الأمراض = 3.16 منخفض باعتدال وبشكل واضح ،والفصل الثاني (الوقاية من الأمراض) =3.35 منخفض باعتدال والوحدة ككل (مكافحة الأمراض وصحة الإنسان) =3.29 منخفض باعتدال .وفي ضوء النتائج تم وضع تصور مقترح لمضامين العمل مع مخاطر جوائح الأوبئة في مقرر العلوم والبيئة للصف 12 بما يشمل مخطط لمفهوم جائحة كورونا ونموذج الانتشار الفيروسي.

 في حين هدفت دراسة السعيفان (2022) إلى تعرف مستوى الخدمات الصحية المدرسية المقدمة للطالبات في مدارس لواء الأغوار الشمالية من وجهة نظر المديرات والمساعدات". واتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتکونت عينة الدراسة من (60) مديرة ومساعدة في مدارس لواء الأغوار الشمالية، وأظهرت نتائج الدراسة أن محور " البيئة الصحية المدرسية" حظي بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.68) وبمستوى مرتفع من التقييم، تلاه محور الخدمات الصحية بمتوسط حسابي (3.51) وبمستوى متوسط من التقييم، ومن ثم محور التثقيف الصحي بمتوسط حسابي (3.51) وبمستوى متوسط من التقييم، وبلغ المتوسط الحسابي الکلي للأداة (3.56) وبمستوى متوسط من التقييم،وأوصت الدراسة بضرورة تحسين مستوى الخدمات وبرامج التثقيف الصحي المقدمة للطالبات، وتوفير التجهيزات والمواد الصحية والاسعافات الطبية الأولية في المدارس.

أما دراسة الشمري والضفيري (2023) هدفت إلى استكشاف مدى تضمن كتب العلوم للمرحلة الابتدائية في دولة الكويت لموضوعات الأمراض المعدية والأوبئة، وطرق الوقاية منها. استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق أهداف البحث من خلال استخدام أداة تحليل المحتوى والمقابلات الشخصية، وشمل تحليل المحتوى جميع كتب العلوم في المرحلة الابتدائية في جميع الصفوف الدراسية (من الصف الأول وحتى الصف الخامس) للفصلين الدراسيين الأول والثاني بمجموع (10) كتب، بالإضافة إلى المقابلات الشخصية مع (12) من معلمي العلوم في المرحلة الابتدائية،و أظهرت النتائج محدودية الموضوعات الدراسية المتعلقة في الأمراض المعدية والأوبئة وطرق الوقاية منها في كتب علوم المرحلة الابتدائية بدولة الكويت،وأوصت بأهمية تضمين محتوى مناهج العلوم لموضوعات دراسية تتعلق بالصحة الوقائية من الأمراض المعدية والأوبئة وكيفية الوقاية الشخصية منها وحماية المجتمع من تفشيها.

سابعاً: مداخل تنمية الوعي الصحي الوقائي في المناهج الدراسية                      (مدخل القضايا الاجتماعية العلمية لمحو الأمية العلمية لدى طلبة المدارس)  : Socio-Scientific Issues Approach

تتعدد المداخل التعليمية التي يمكن للمناهج الدراسية تنمية الوعي الصحي الوقائي من خلالها،ومن هذه المداخل،مدخل القضايا العلم-إجتماعية والذي يعتمد على تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية العلمية (SSI) كسياقات منهجية للتعلم ،حيث يقدم هذا المدخل قضايا مجتمعية معقدة تتعلق بالعلم مثل تغير المناخ ، وطرق الحصول على المياه ، وظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ، والأوبئة العالمية في صورة سياقات ومواقف تساعد الطلاب على تطوير مهارات التفكير لديهم، وطرق الحصول على المعرفة والممارسات                              العلمية والأخلاقية، بحيث يصبح الطلاب أكثر استعدادًا لمناقشة هذه القضايا بشكل                علمي مدروس وبالتالي تتحول هذه الممارسات إلى عادة نحو أي من المشكلات المعقدة الأخرى التي سيواجهونها فيما بعد . ومن هذه الممارسات : النمذجة والجدل العلمي.                           (EPIC Learning site,2021)

إن التعلم في مواقف تُعرض خلالها القضايا الاجتماعية العلمية (SSI) يمكن أن يعزز محو الأمية العلمية ويربط العلم بالحياة اليومية والمجتمع. مما يقدم نماذج متعددة يزود الطلاب خلالها بالمعرفة المناسبة و المهارات اللازمة للتعامل مع القضايا المعقدة ويفرض أن يشاركوا فيها معرفياً وعملياً لأن هذه المشاركة تعزز فهمهم الظواهر ذات الصلة بالموضوع ، و استخدام المعرفة العلمية في سياقات اجتماعية أكبر، فمثلاً  COVID-19 كمثال على سياق تعليمي يمكن للطلاب جمع معلومات عن الجائحة واستخدامها أثناء تعلمهم عن الجائحة ومعناها وأسبابها وطرق انتشارها والاجراءات الاحترازية تجاهها ،والمساهمة في أنشطة ومبادرات للحد من انتشارها ولعب دور حيوي في نشر الوعي بها.( Ke, and etal,2021)

وباستخدام هذا المدخل المبني على القضايا العلمية الاجتماعية بني فريق عمل مشروع الاستجابة للأوبئة الناشئة من خلال مشروع تعليم العلوم (REESE). Epidemic through Science Education) project) بإعداد وحدة مقترحة لتنمية وعي ومعارف الطلاب بكوفيد-19 كمثال على سياق مدخل القضايا العلمية الاجتماعية ،حيث تكونت الوحدة من ثمان دروس ومجموعة من الأنشطة المقررة ومصادر التعلم والوسائل التعليمية ،بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة والمصادر الإثرائية غير الإجبارية لإثراء معارف ومهارات الطلبة .وتضمنت الوحدة مجموعة من الموضوعات ،أهمها:  الانتقال الفيروسي ، و وسائل الإعلام المحترفة ، و تحليل البيانات ، و المناقشات والجدل العلمي، و النمذجة العلمية والرياضية للتعلم والتفكير، وأما أهم المهارات المتضمنة : طرح الأسئلة وتحديد المشاكل ، وتطوير واستخدام النماذج ، وتحليل وتفسير البيانات ، والانخراط في الجدل من الأدلة ، والحصول على المعلومات                         وتقييمها وتعميمها.

هذا وقد استخدم هذا المدخل لربط العلم بالحياة وإبراز الدور الاجتماعي للتعليم بعلومه العديد من الدراسات قديماً وحديثاً ،ومنها دراسة سادلر(2012)Sadler  التي هدفت إلى استكشاف فعالية مدخل القضايا ذات الصلة اجتماعيا ، والمعروف أيضًا بالقضايا الاجتماعية العلمية (SSI) كسياقات لتعليم العلوم، وأسفرت النتائج عن إثبات فاعلية هذا المدخل في تنمية مهارات التفكير والجدل العلمي وعمليات العلم والمعرفة العلمية ،ودراسة زغبي(2014) Zo`bi  التي هدفت إلى تحديد طبيعة أنماط قرارات الطلاب تجاه القضايا البيئية وإمكانية تحسين هذه القرارات أثناء عملية التدريس باستخدام مدخل القضايا العلمية الاجتماعية. ولتحقيق ذلك أعد الباحث وطور أدوات الدراسة المتمثلة في اختبار الأسئلة المفتوحة التي تركز على القضايا الاجتماعية العلمية في المواد البيئية ووحدة مدرسية حول القضايا البيئية وفق مدخل القضايا الاجتماعية والعلمية. وأظهرت نتائج الدراسة أن استخدام مدخل القضايا العلمية الاجتماعية عزز قدرة الطلاب على تحسين قراراتهم تجاه القضايا البيئية وفي ضوء هذه النتائج أوصت الدراسة بالاهتمام بمقاربة القضايا الاجتماعية العلمية (SSI) كمحور لتدريس المفاهيم والقضايا العلمية على مستوى الجامعة وللتدريب. المعلمين على استخدامه، كما هدفت دراسة جوتيريز (2015) Gutierez إلى قياس أثر دمج القضايا الاجتماعية والعلمية لتعزيز مهارات اتخاذ القرارات المتعلقة بالأخلاقيات الحيوية لدى طلاب علم الأحياء. باستخدام تصميم بحث شبه تجريبي ،ودلت النتائج على تطور ملحوظ في مهارات اتخاذ القرار والتفكير الناقد وحل المشكلات لدى الطلاب.ودراسة تروي وآخرين(2016) Troy et al  التي استخدمت هذا المدخل في تدريس العلوم لعينة من طلاب المرحلة الثانوية والتي أسفرت نتائجها عن تنمية الوعي الصحي بالأمراض التناسلية من حيث المعرفة بها وطرق الوقاية منها والممارسات الصحية المرتبطة.أما دراسة سالدر وفريدرتشسون Sadler & (2017) Friedrichsen فهدفت إلى استكشاف فاعلية هذا المدخل في تنمية سلسلة من خبرات التعلم من خلال برنامج مقترح مكون من أربع مراحل تعتمد على توظيف خبرات التعلم في الانخراط في ممارسات تعليمية عملية وتنمية المفاهيم العلمية والاجتماعية المرتبطة خلالها ومهارات التفكير العلمي والاجتماعي ،وأسفرت النتائج عن فاعلية البرنامج ، أما دراسة ريس (2020) Reiss فقدمت نموذجاً لاستخدام مدخل القضايا العلمية الاجتماعية والتاريخية في عصر كوفيد-19 لتدريس العلوم وأسفر عن نمو ملحوظ في استخدام مهارات القياس الإحصائي حول الجائحة وإدارة المناقشات الجدلية واتخاذ القرارات المناسبة لدى طلبة المدارس ،كما أوصت بعدم انتظار الجائحة لتغيير المناهج للتعامل             بشأنها ،بل على المناهج أن تكون مرنة لتلائم أي تطورات طارئة.

بينما استخدم ليونج (2022) Leung برنامجاً تدريسياً قائم على مدخل القضايا العلمية الاجتماعية مبني على الممارسة والذي قدم لمدة 12 أسبوعاً لطلاب جامعيين من تخصصات مختلفة ،وأسفر عن فاعلية البرنامج في تطور فكر الطلاب وطرق حصولهم على المعارف العلمية والقدرة على توظيفها في صورة ممارسات فعلية

وأخيراً سلط مولارس (2023) Morales الضوء على مناهج العلوم التي يتم تنظيمها حول موضوعات علمية اجتماعية، تناقش من منظور متعدِّد التخصصات باعتباره سمة من سمات تعليم العلوم التحويلي، ومدى أهمية مثل هذه الموضوعات وإبراز الدور الاجتماعي للعلم وتقديم نماذج جدلية نقدية حولها سعياً لتحقيق رفاهية المجتمع.

كل ما سبق من محاور وما عرض من دراسات حولها يؤكد دور المناهج الدراسية في تنمية الوعي الصحي الوقائي وتحقيق السلامة الصحية للطلبة من خلال تنمية معارفهم ووعيهم حول الأمراض والأوبئة والجائحات وضرورة تضمين المفاهيم والموضوعات المرتبطة بها مع منحهم فرص لممارسات صحية مرتبطة بها من خلال أنشطة تعليمية مبنية على مداخل واقعية تنمي مهاراتهم الحياتية.

الطريقة

المنهج  والمجتمع والعينة :

يتبع البحث الحالي المنهج الوصفي التحليلي باستخدام تحليل النشاط المرجعي، ويتمثل مجتمع البحث وعينته في مجموعة من الدراسات السابقة التي تناولت الجائحات وأنواعها وتأثيرها وطرق التعامل معها بالإضافة للدراسات التي تناولت دور المناهج في تنمية الوعي بها والحد من انتشارها ،كما أيضاً تضمنت العينة البحثية عدداً من الخبراء المتخصصين في التربية وعلم النفس والتربية الصحية لتحكيم التصور المعياري المقترح وفقاً لتحليل النشاط المرجعي.

الأدوات:

لتحقيق هدف البحث والإجابة عن أسئلته تم استخدام الأداتين التاليتين:

• محك تلخيصي لأفكار التصور المعياري:

وهو عبارة عن ملخص تحليلي شامل لجميع الدراسات التي تناولت الجائحات وطرق التعامل معها، ودور المناهج الدراسية للتصدي لها وتنمية وعي المتعلمين بالتعامل معها.

والهدف من هذا المحك هو إعطاء صورة شاملة ووافية للسادة المحكمين المتخصصين في تحليل النشاط المرجعي لموضوع الدراسة وما استندت إليه من دراسات سواء في الدراسة النظرية أو في تصميم المواد والأدوات المستخدمة لجمع البيانات واستخلاص النتائج ،ومن ثم التوصل لقائمة المفاهيم الكبرى ثم بناء التصور المعياري المقترح . وتمد هذه الدراسات بمؤشرات هامة كما يلي:

جدول رقم (1) المحك التلخيصي لأفكار التصور المعياري وقائمة المفاهيم الكبرى              المتضمنة به

صدق المحك

للتأكد من صدق المحك تم عرضه على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين في تحليل النشاط المرجعي بلغ عددهم (4 محكمين)  للحكم عليه من حيث:

• مدى كفايته لتوضيح أهم الأسس والمضامين والمفاهيم التي يمكن تضمنها في التصور المقترح.
• مدى شموله لكل العناصر اللازمة للتمكن من الحكم على ضوئها في عملية تحليل النشاط المرجعي.
• مدى دقته في عرض المعلومات العلمية المستهدفة.
• مدى صدقه لما وضع لأجله.

هذا ويوضح الجدول التالي نتيجة هذا الإجراء:

جدول (2) نتائج صدق المحك التلخيصي من قبل السادة المحكمين (ن= 4)

يتضح من الجدول (2) اتفاق المحكمين على أن المحك مستوفي المعايير ويُعد أداة يمكن الوثوق بها واستخدامها والاستناد إليها في الحكم من خلال عملية تحليل النشاط المرجعي.

• مقاييس تحليل النشاط المرجعي:

تُعد مقاييس تحليل النشاط المرجعي Referential Activity Analysis Scales إعداد فضل عبد الصمد وأخرون ( 2022 ) إحدى المقاييس لتحليل كافة النصوص المسموعة والمقروءة في مجالات العلوم الاجتماعية عامة والنفسية العلاجية والإرشادية على وجه الخصوص، باعتبار النشأة التي انبثق منها المنهج؛ وهذا ما يجعله منهج تكميلي للمدخل السردي، حيث يوضح مستوى النشاط المرجعي كلاً من حالة وسمة التباين كالتغيرات في فردٍ ما عبر الزمن كوظيفة للأحداث الخارجية والداخلية، أو فروق مستمرة أكثر بين الناس، من خلال ما تتضمنه مقاييس النشاط المرجعي من موازين تقدير،ومقاييس موضوعية مبنية على ملامح لغوية كمية، صُممت لتقدير تلك التباينات.

 وتطبق تلك المقاييس على العديد من الأنماط المختلفة من المواد، مثل النصوص المختصرة كالمحادثات، والذكريات المبكرة أو نماذج اختبار تفهم الموضوع، والنصوص المستمرة المُطولة كجلسات التحليل أو العلاج النفسي.

وتتكون مقاييس النشاط المرجعي من أربع مقاييس فرعية، هي: العيانية Concreteness ،والتصور Imagery ، والتحديد Specificity ، والوضوح Clarity للكلام، وإن المقاييس الأربعة عامة مترابطة بشكل ملحوظ وربما يتم دمجها لتقديم تقدير إجمالي للنشاط المرجعي، وهناك عدد من الإجراءات للنشاط المرجعي يعتمد عليها في إجراءات التقسيم أي تقسيم النص إلى وحداتSegmentation procedures: Dividing the text into units ، وتعتمد إجراءات تقسيم النصوص على طولها وبنيتها، وعلى الأغراض التي سيستخدم فيها التصحيح، فإن النص الكامل والمختصر كالمحادثة و تقرير حلم أو استجابة فرد للذكريات المبكرة أو نموذج اختبار تفهم الموضوع ربما يتم تصحيحها كوحدة. كما أن النصوص مثل المحادثات ربما أيضاً يتم تقسيمها إلى وحدات صغيرة باستخدام إجراءات تقسيم محددة. فقط حيث يكون المطلوب تصحيح مفتوح فإن التقدير للنصوص المختصرة بشكل كلي يحفظ وقتاً معتبراً في المعالجة وقد يعطي ثباتاً جيداً.

 وعلي أية حال لو أن النص أظهر تقلباً مُعتبراً في النشاط المرجعي فإن جزءاً من إجراءات الحكم ستتطلب نوعاً من التوسط و الميزان الحدسي يعكس تحولاً في مستويات النشاط المرجعي وتعديل كمية النص في كل مستوى.

هذا ويتم دائمًا تقسيم النصوص الطويلة، إلى أجزاء أقصر للتصحيح. ويتم وصف الإجراءات العامة ومتعددة الأغراض لتقسيم جلسات العلاج النفسي، وقد تكون هذه الإجراءات مخصصة بشكل خاص لنصوص العلاج النفسي، وتم تصميمها لتكون مناسبة بشكل عام لمجموعة متنوعة من الإجراءات المختلفة المطبقة على نفس النص، بما في ذلك التدابير الفسيولوجية والسريرية وكذلك اللغوية. نقدم في هذا التصور قواعد التقسيم الخاصة بتصحيح النشاط المرجعي، ونناقش تطبيقها على جميع النصوص، وليس جلسات العلاج النفسي فقط.

ويعبر تصميم وحدات الأفكار IUs عن التقاط "لقطة" واحدة أو "إطار" لسرد ما، وهي الحجم والنوع الأكثر ملاءمة لتصحيح النشاط المرجعي. إنها تشكل تحولات أقل وضوحًا في تركيز السرد مما تنعكس في الوحدات المواضيعية الرئيسة. قد يتم تعريفها من خلال التغييرات في المزاج أو الشعور بالمرور، وإدخال صور جديدة، والتحولات في الجودة التجريبية، وكذلك من خلال التغييرات في المشهد أو الشخص. يمكن للمقيّمين في كثير من الأحيان التعرف على هذه الحدود دون تحديد الأساس الذي تم على أساسه الحكم بشكل صريح ؛ إن معرفة ماهية الفكرة، وحيث ينتهي واحدة وتبدأ الأخرى، هي جزء من الكفاءة اللغوية، يتشاركها متحدثو اللغة، ويتم تطبيقها بشكل حدسي دون وعي صريح بالمبادئ أو القواعد الأساسية. يمكن تقسيم الوحدات المواضيعية الرئيسة التي تم تصحيحها سابقًا لأغراض أخرى إلى وحدات أفكار لتوفير وحدة أكثر تجانسًا يتم فيها تقليل تقلبات النشاط المرجعي.

يمكن أيضًا تطبيق تقسيم وحدة الأفكار مباشرةً على النص، بدون تقسيم الوحدة المواضيعية الرئيسة السابقة. وتتمثل تعليمات وحدات الأفكار العامة في وضع علامة على حدود وحدات الأفكار باستخدام أقواس مربعة تشير إلى بداية )]( ونهاية )[( وحدات الأفكار. ضع العلامات حيث يكون هناك تحول فكري أو عاطفي واضح؛ حيث يتم التركيز على التحولات السردية أو فكرة جديدة. ستكون قادرًا بشكل عام على التعرف على هذه الحدود بشكل حدسي، غالبًا دون أن تكون قادرًا على أن تحدد صراحة أساس حكمك. اتبع نفس الاتفاقية فيما يتعلق بالانتقالات كما هو الحال بالنسبة للموضوعات الرئيسة، أي إذا كانت هناك مادة انتقالية، ضع العلامة التي تفتح مقطع قبلها. )يتم إعطاء مثال على ذلك في وحدات الأفكار الثانية من المونولوج 2 ؛ هنا، كانت الجملة الأولى، "طوال هذه الفترة التي كنت أحصل فيها على بعض التجارب التي كانت رمزية للغاية"، تم اعتبارها انتقالية وتم تضمينها مع المادة التالية(

وتم تطوير صدق التكوين الفرضي والمحكي لمقاييس النشاط المرجعي من خلال مدى واسع من الدراسات الإمبريقية ، بالإضافة إلى استخدامه في العديد من الدراسات التي قامت باستخدامه في الدراسات طور القيد والتسجيل لمرحلتي الماجستير والدكتوراه في الجامعات العربية وخاصة (بجامعات بجمهورية مصر العربية ، وسلطنة عمان)، بعد إصدار مقاييس النشاط المرجعي لفضل عبد الصمد وأخرون (2022 )

ثبات مقاييس تحليل النشاط المرجعي في البحث الحالي

توجهت الدراسة الحالية إلى انتقاء عدد من الخبراء في مجال علم النفس والمناهج ممن هم معنيون بالتحليل الكيفي ، وتم عرض ثلاثة أفكار بموضوعاتها من التصور المعياري المتوقع في هذه الدراسة ، وكان حكم هؤلاء الخبراء باعطاء درجة من 1 إلى 10 على مجموع الأبعاد الأربعة للنشاط المرجعي لكل عبارة من العبارات ، وكانت النتائج كما بجدول (3) ، والتدرج  يعطي 6 مستويات  هي:

2.75 - 0 منخفض جدا

3.75 - 2.875 منخفض باعتدال

4.75 - 3.875 منخفض بشكل بسيط

5.75-  4.875 مرتفع بشكل بسيط

7.125-  5.875 مرتفع بشكل معندل

10.0 - 7.25 مرتفع جدا

جدول(3) يوضح ثبات المحكمين لمقاييس تحليل النشاط المرجعي على عينة من أفكار التصور المعياري المقترح

النتائج ومناقشتها

أولاً: الإجابة عن السؤال الأول،والذي كان نصه:" ما المفاهيم الكبرى المرتبطة بالجائحات                و التي يمكن تضمينها في تصور معياري لوحدة دراسية عن الجائحات؟

وللإجابة عن هذا السؤال تم بناء قائمة للمفاهيم الكبرى الواجب توافرها في الوحدة الدراسية المبنية وفقاً للتصور المقترح ،حيث بنيت القائمة وفقاً للخطوات التالية:

• تحديد الهدف من القائمة:

تهدف هذه القائمة إلى تحديد أهم المفاهيم والموضوعات الرئيسة الواجب توافرها في الوحدة الدراسية المصممة وفقاً للتصور المعياري المقترح .

• مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة:

 تمت مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة التي تناولت الجائحات والأوبئة ودور عمليات التعليم والتعلم في التعامل معها وبناء محك تلخيصي لهذه الدراسات للاستناد عليه من قبل السادة المحكمين المتخصصين في المجالين الصحي والتربوي في إبداء آرائهم للتأكد من:

• شمول القائمة ودقة المفاهيم الواردة بها.
• وضوح المفاهيم ودقة تعريف كل منها.
• مناسبة المفاهيم لطبيعة مقررات التعليم العام بالسلطنة.
• أهمية كل منها في تنمية الوعي الصحي الوقائي والقدرة على التعامل مع الأمراض والجوائح.
• مناسبة هذه المفاهيم وإمكانية تضمينها في المناهج الدراسية المختلفة وفي المراحل العمرية المختلفة أيضاً.
• التوصل لقائمة المفاهيم الكبرى( الموضوعات الرئيسة)

حيث تم التوصل إلى عدد من المفاهيم يوضحها الجدول التالي:

جدول (4) قائمة المفاهيم الكبرى(الموضوعات الرئيسة) التي يمكن تضمينها في محتوى الوحدة الدراسية المبنية وفقاً التصور المعياري المقترح

• تحليل النشاط المرجعي لقائمة المفاهيم الكبرى اللازم تضمينها في الوحدة الدراسية المبنية وفقاً للتصور المقترح.

يوضح الجدول التالي نتائج تحليل النشاط المرجعي لقائمة المفاهيم الكبرى بعد عرضها على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين الذي بلغ عددهم (4 متخصصين) ( ^[2]):

جدول (5) تحليل النشاط المرجعي لقائمة المفاهيم الكبرى للتصور المعياري المقترح.

يتضح من جدول (5) أن المتوسط العام لجميع المفاهيم بالقائمة مرتفع سواء كان مرتفع بنسبة بسيطة ،أو باعتدال أو مرتفع جداً ،كما كان المتوسط العام لكل بعد من أبعاد مقياس تحليل النشاط المرجعي (العيانية والتحديد والوضوح والتصور) مرتفعاً أيضاً ؛مما يدل على إجماع السادة المحكمين على قبول جميع المفاهيم في القائمة وبالتالي تُعد القائمة شاملة ومستوفاه لكل الموضوعات اللازم تضمنها في التصور المقترح.

وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه نتائج  الدراسات التي تناولت موضوعات مرتبطة بالجوائح وعلاقتها بالمناهج الدراسية مثل دراسة كل من:( سبحي،2017؛ محمد ،2017؛الملكاوي،2020؛ EPIC Learning,2021; Flannery,2020 ؛ Abdeldaim& Elghazally,2021 ؛رميض،2022؛يوسف& الشيحة،2023؛ الرشيدي& الميساوي،2023( والتي اتفقت على أهمية الوعي بمثل هذه المفاهيم والموضوعات وتضمينها في المناهج الدراسية.

ثانياً: الإجابة عن السؤال الثاني ،والذي كان نصه:" ما البناء للتصور المعياري المقترح للوحدة الدراسية و المرتبط بالجائحات ؟

و للإجابة عن هذا السؤال تم بناء التصور المعياري المقترح وفقاً للخطوات التالية:

• تحديد الهدف من التصور المعياري المقترح لوحدة دراسية عن الجائحات لمناهج التعليم بالسلطنة:

وضع تصور معياري مقترح على أساسه تُبنى وحدة دراسية عن الجائحات والأوبئة في المناهج الدراسية ( مناهج العلوم واللغة العربية والدراسات الاجتماعية ) بسلطنة عمان باستخدام تحليل النشاط المرجعي وتسهم في تنمية وعي ومعارف واتجاهات والسلوكيات الإيجابية لطلبة التعليم العام بسلطنة عمان تجاه الجائحات حال ظهورها .

• مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة التي على أساس تحليلها بني التصور المعياري المقترح للوحدة الدراسية:

تمت مراجعة عدد كبير من الأدبيات والدراسات السابقة التي تناولت الجوائح وطرق التعامل معها ودور المناهج في تنمية الوعي بها واتخاذ قرارات بشأنها بالإضافة إلى الدراسات السابقة المرتبطة ببناء التصورات المقترحة في مجال المناهج وطرق التدريس،ومن هذه الدراسات دراسة كل من:

( سبحي،2017؛ محمد ،2017؛الملكاوي،2020؛ EPIC Learning,2021; Flannery,2020 ؛ Abdeldaim& Elghazally,2021 ؛رميض،2022؛الدواش             وآخرين-أ،2022؛ الدواش وآخرين-ب،2022؛ الدواش& الحضرمي-أ،2023؛ الدواش& الحضرمي-ب،2023 ؛ الرشيدي& الميساوي،2023؛ يوسف& الشيحة،2023) ،بالإضافة إلى الاستناد إلى تقارير بعض المنظمات الدولية التي أصدرت تقارير رسمية عن الموضوع مثل: منظمة اليونسكو بتقاريرها خلال الأعوام (من 2020 إلى 2023) ،وتقارير منظمة الصحة العالمية( 2020-2022)،وتقارير منظمة العمل الدولية 2022، ومجموعة البنك الدولي2020.

• بناء التصور المعياري المقترح بمكوناته:

تأسيساً على ما سبق تم التوصل للتصور المعياري المقترح بمكوناته وفقاً للعناصر التالية:

• أولاً معايير عناصر الوحدة المبنية وفقاً للتصور المعياري:

تم التوصل إلى هذه المعايير وفقاً لما وارد بالجدول التالي:

جدول رقم (6) معايير مكونات التصور المعياري المقترح للوحدة الدراسية عن الجائحات

• ثانياً تحديد محتوى (موضوعات ودروس الوحدة)

تم تحديد الإطار المفاهيمي لمحتوى الوحدة الدراسية التي تبنى على التصور المعياري المقترح بناءً على ما تم تصميمه من قائمة للمفاهيم الكبرى المرتبطة بالجائحات والتي تم تحديدها من قبل وتم عرضها في (جدول رقم 3)؛حيث تم تضمين هذه المفاهيم في موضوعات أو دروس وفقاً لما يرد في الجدول التالي:

جدول رقم (7) محتوى الوحدة الدراسية المبنية على التصور المعياري المقترح

ثالثاً : النتائج المرتبطة بالسؤال الثالث: والذي كان نصه:" ما نتائج تحليل النشاط المرجعي للتصور المعياري المقترح للوحدة الدراسية عن الجائحات في مناهج سلطنة عمان من الصف (1-12)؟"

وللإجابة عن هذا السؤال تم عرض التصور المقترح على مجموعة من المتخصصين في المجالين الصحي والتربوي وتحليل النشاط المرجعي بلغ عددهم (4 محكمين) ([3])،حتى تم التوصل إلى النتائج الواردة بالجدول التالي :

جدول (8) نتائج تحليل النشاط المرجعي للتصور المعياري المقترح

يتضح من جدول (8) بأن المتوسطات العامة لكل عناصر التصور المقترح على مقياس تحليل النشاط المرجعي مرتفع عامة سواء بشكل بسيط أو معتدل أو مرتفع جداً ،كما أن المتوسط العام لكل بعد من أبعاد المقياس (العيانية،التحديد ،الوضوح،التصور) أيضاً كانت مرتفعة، والمتوسط العام لتحليل النشاط المرجعي للتصور المقترح بلغ (6.97) وهو ما يعني كما هو موضح أنه مرتفع باعتدال؛هذا يدل على إجماع المحكمين على قبول التصور المقترح ،وأنه مناسب لما وضع له ويحقق ما تم تحديده من أهداف ،ويؤكد إمكانية تصميم وحدة من وحدات المناهج الدراسية لكافة المراحل الدراسية بسلطنة عمان بناءاً على هذا التصور المقترح وشاملة للموضوعات التي تم تضمينها فيه،وتحقق الهدف الأساسي منه،وهو زيادة معارف ووعي الطلبة بالجائحات وكيفية التعامل معها والمساهمة بدور فعال كأفراد مجتمع في التصدي لها والحد من انتشارها،واتخاذ القرارات بشأنها.

وقد تعزى هذه النتيجة لرؤية المحكمين للتصور المقترح على أنه واضح وبسيط ومحدد وشامل لكل عناصر التصور الجيد من حيث الأسس والمعايير والمكونات التي يجب مراعاتها وشمولها عند بناء التصور المقترح ،أيضاً لما لاحظوه من شمول المحتوى ومرونته بما يمكن تشكيله وفقاً لكل مرحلة دراسية،بحيث تتناسب مادته مع هذه المراحل وفقاً لطبيعتها واحتياجات الطلبة النمائية والنفسية ،ووفقاً أيضاً لطبيعة المادة وأهداف دراستها .

وهذا ما أكدته العديد من الدراسات في أن الوعي لدى طلبة المدارس بالجوائح وكيفية التعامل معها يكاد يكون معدوماً مثل دراسة كل من: ( الدواش وآخران،2023؛ رميض &جميل،2022؛ مسلم &الرحيلي، 2020) ،كما أوصت دراسة كل من: (سبحي،2017 ؛ Billingsley& Nassaji،2021؛ الشمري&الضفيري،2023) بضرورة توفير قـدر مناسب من المعارف والمهارات والاتجاهات التي يجب أن يلم بها الطالب لكي يحدث الوعـي الوقائي و يسلك الطالب على إثره سلوكا صحياً مناسباً ،كما أشارت إلى أن الوسيلة الأساسية لتحقيق أهداف التربية الصحية هي المناهج الدراسية.

التوصيات والاقتراحات:

بناءً على النتائج التحليلية التي توصل إليها البحث الحالي ،يُوصَى بما يلي:

• ضرورة توفير محتوى علمي وأنشطة وممارسات تحقق أهداف التربية الصحية والوقائية للطلبة وتساعدهم في التغلب على ما يطرأ من أزمات صحية خاصة أثناء الجوائح.
• تصميم وحدات دراسية متخصصة بناءاً على التصور المقترح وتناسب كافة المراحل الدراسية بسلطنة عمان وتسهم في تنمية الوعي الصحي الوقائي وطرق التعامل أثناء الجوائح،وتمر بمراحل تجريبية لقياس مدى فاعليتها في تحقيق هذه الأهداف.
• الاستفادة من التصور المقترح في بناء خطط للتدريس وبرامج تدريبية وأدلة معلم تتناسب مع كل مرحلة دراسية بحيث تمكن المعلمين من تنفيذ الوحدات الدراسية وتحقيق الأهداف التي صُممت من أجلها.

قائمة المراجع:

أحمد، فرج عبده فرج. ( 2021 ). فاعلية إنفوجرافيك لتنمية الوعي الصحي الوقائي للوقاية من فيروس كورونا وعلاقته بجودة الحياة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.تكنولوجيا التعليم، مج 31 , ع 6، 185 - 225 . مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/1220086

ارهيف، سلمى لفتة ؛و إبر اهيم ، محمد خليل(2015)  اثر استر ا تيجية    K.W.L  في تنمية الوعي الصحي لدى طلبة كلية التربية الأساسية، مجلة كلية التربية، ع 18،321-350

أبو السعود،رضا سميح ،وعبد العليم،رمضان محمود (2011) دور التعليم الأساسي في الحد من انتشار أنفلونزا الطيور والخنازيرفي الريف والمناطق الشعبية بمصر.مجلة البحوث النوعية،جامعة المنصورة،ع(22)،يوليو،ص 237-288.

البنك الدولي (2020) التأهب لمواجهة الأوبئة وتقوية أنظمة الرعاية الصحية تُنذِر الأوبئة -وهي جائحات أمراض كبيرة تؤثر على العديد من البلدان- بمخاطر صحية واجتماعية واقتصادية على نطاق واسع. مسترجع من: https://www.albankaldawli.org/ar/topic/pandemics

البنك الدولي (2022) الوقاية من الجائحة التالية بدلاً من مكافحتها باتباع نهج الصحة الواحدة ،مسترجع من:

https://www.albankaldawli.org/ar/news/press-release/2022/10/24/prevent-rather-than-fight-the-next-pandemic-with-a-one-health-approach-world-bank

البنك الدولي (2020) جائحة كورونا: صدمات التعليم والاستجابة على صعيد السياسات مسترجع من

       https://www.albankaldawli.org/ar/topic/education/publication/the-covid19-pandemic-shocks-to-education-and-policy-responses

جاد، إيمان فتحي جلال. ( 2021 ). استخدام نموذج تنبأ- لاحظ- فسر المدعوم بالمنظمات الرسومية في تكوين البنية المفاهيمية في العلوم وتنمية الوعي الصحي الوقائي لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الإعدادية.مجلة كلية التربية، مج 37 , ع 9، 1 - 50 . مسترجع من:

                 http//: mandumah.search .com/Record/1189509

الدواش ،فؤاد محمد والتوبي، عبد الله بن سيف والصقري،محمد خلفان-أ (2022)  ، تحليل النشاط المرجعي لمضامين التعامل مع مخاطر جوائح الأوبئة في مقرر العلوم والبيئة للصف الثاني عشر بسلطنة عمان.مجلة الأندلس للعلوم الإنسانية والاجتماعية ،ع(58) ج(9) ،يوليو-سبتمبر ،217-439.

الدواش، فؤاد محمد ،و الصقري ،محمد خلفان ،والتوبي ،عبد الله بن سيف-ب (2022) العوامل الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بجوائح الأوبئة : تصور مقترح لوحدة دراسية باستخدام تحليل النشاط المرجعي في مقرر الدراسات الاجتماعيةهذا وطني" للصف الثاني عشر في سلطنة عمان،مجلة الأندلس للعلوم النفسية والاجتماعية،ع(62) ج(9)، 112-168.

الدواش ،فؤاد محمد  و أحمد بن سعيد الحضرمي- أ(2023). تحليل النشاط المرجعي لمدركات عينة من مديري المدارس للأدوار والتحديات التي واجهتهم أثناء جائحة كوفيد 19 في سلطنة عمان ، مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية، مجلد (23) ، جامعة الزرقاء ،الأردن https://zujournal.zu.edu.jo/index.php/current-volume/1304-19

الدواش ،فؤاد محمد  و أحمد بن سعيد الحضرمي -ب(2023)  تصور مقترح لدليل مستند على أسس نفسية لإدارة الجوائح في مدارس سلطنة عمان باستخذام تحليل الىشاط المرجعي.مجلة كلية التربية ،جامعة أسيوط،ج(39)ع(4)، أبريل، ص 40-79. مسترجع من شبكة المعلومات الدولية على الرابط  بسم الله الرحمن الرحيم (ekb.eg)

ذاكر، رحمه سليمان هادي؛و المسرحي ،أسماء أحمد يحيى( 2021)  تصوُّرٌ مقترَحٌ لوحدة دراسية في الرياضيات للمرحلة المتو سطة في ضوء معايير تكنولوجيا النانو مجلة العلوم التربوية

العدد السادس والعشرون رجب 1442 ه )الجزء الأول( ،75-136.

الرشيدي ،يوسف بن عبد الله و الميساوي، يسرى بنت محمد (2023) عملية تواصل المخاطر وفاعليتها للحد من انتشار عدوى جائحة فيروس كورونا المستجد:المملكة العربية السعودية نموذجًا. المجلة العربية للإدارة، مج 43 ، ع 1 - مارس (آذار(

رميض ،صباح مهدي ؛وجميل، محمد عامر(2022) تباين مستوى السلوك الصحي الوقائي لدى مدرسي المدارس الثانوية "جائحة كورونا ۲۰۱۹-۲۰۲۲ أنموذجا"، مجلة مداد الآداب، العدد الثامن والعشرون،847-878.

الرويثي، ايمان (2016) التربية الصحية في محتوى کتب العلوم للصفوف الثلاثة العليا من المرحلة الابتدائية في المملکة العربية السعودية،مجلة دراسات في المناهج وطرق التدريس العدد 214 – ج1، 15-90.

سبحي، نسرين حسن (2017) الوعي الوقائي لدى طالبات كلية العلوم بجامعة جدة (دراسة مسحية) ،رسالة الخليج العربي،العدد 46، 35-51

السكاف،سوسن (2023) مدى تأثير جائحة كورونا على طلبة جامعة زايد من حيث النواحي النفسية وأساليب التفكير والتعلم. مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية) ،ج(37)ع(3)،493-528.

السنيدي، سامي بن فهد؛و جميل ،عبد الله عبد الخالق (2019) مصفوفة معيارية مقترحة لمقرري )الحديث والاجتماعيات( بالمرحلة الثانوية في ضوء بعض المفاهيم الحاكمة برؤية 2030 للمملكة العربية السعودية . رسالة الخليج العربي،مكتب التربية العربي لدول الخليج،ج61, ع154،أكتوبر،                 61-80.

شحاتة أحمد ماهر خفاجة و الصقري ،محمد ناصر و الشيخ ،نور الدين والسالمي ،جمال بن مطر بن يوسف و خلف ،اتن حمد مصطفي على (2023) سلوك التعامل مع المعلومات الخاطئة على منصات التواصل الاجتماعي لدى المجتمع العماني خلال أزمة كورونا. ،جمعية المكتبات المتخصصة،  مجلة دراسات المعلومات والتكنولوجيا،ع 2023 ((1، مارس،1-19.

الشمري ،أحمد شلال  و الضفيري، ناجي بدر (2023) مدى تضمن كتب العلوم للمرحلة الابتدائية في دولة الكويت لموضوعات الوقاية من الأمراض المعدية والأوبئة،مجلة كلية التربية جامعة دمياط.ج(83)ع(84)،م2 ،يناير                  1-42.

عبد الصمد , فضل إبراهيم ; الدواش، فؤاد محمد ; الحديبي،مصطفى عبد المحسن ) 2022 (. مقاييس تحليل النشاط المرجعي  " روح ما بعد الإكلينيكية "، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.

عبد الوهاب،محمد فتحي (2009) الأمراض المتوطنة والأمراض المنقولة من الحيوان إلى الإنسان، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

عبيد،حنان صبحي عبد الله والفضلي ،ناصر وعبد العزيز،محمد (2020) رؤى مستقبلية طبية للتعامل مع جائحة  كورونا وتحليل جيوطبي للمنحنى الوبائي لكوفيد 19 مجلة بحوث، العدد الثامن والثلاثون كانون الأول/ديسمبر .

محمد ،ضمياء قحطان (2017)  أثر برنامج إرشادي لتنمية الوعي الصحي لدى طالبات المرحلة المتوسطة،مجلة دراسات تربوية ،العدد 39،تموز ،85-104

محمد ، محمد عبد العظيم (2022)  تأثير برنامج ألعاب حرکية على تنمية الوعي الصحي لدى أطفال ما قبل المدرسة في ظل تفشي العديد من الأوبئة،المجلة العلمية للتربية البدنية وعلوم الرياضة،ج(97)ع(2)،الجزء الثاني،أكتوبر،               202-231.

مسلم، حمودة أحمد حسن، و الرحيلي، عيسى بن دخيل. ( 2020 ).فاعلية برنامج تدريبي مقترح قائم على التعلم الذاتي في تنمية الوعي الصحي بمرض السرطان لدي معلمي العلوم بالمرحلة المتوسطة.مجلة القراءة والمعرفة، ع 228 ، 15 - 56 . مسترجع من

                     http://search.mandumah.com/Record/1078390

ملكاوي ،حنان عيىس(2020) تداعيات جائحة فريوس كورونا المستجد على الأمن الصحي العربي.نشرية الألكسو العلمية،العدد الثاني ،يونيو.

يوسف، منصور محمد أحمد، و الشيحة، أحمد عبدالرحمن عبدالعزيز. ( 2023 ). قواعد التعامل مع الأوبئة في ضوء السنة النبوية.مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، ع 94 ، 59 - 71 . مسترجع من:

http://search.mandumah.com/Record/1364119

يونس، ممدوح الغريب السيد. ( 2021 ). الوعي الصحي الوقائي لدى طلاب الجامعات المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد وتداعياته التعليمية: دراسة ميدانية.مجلة كلية التربية، مج 32 , ع 125 ، 477 - 548 . مسترجع من

                              1279784/Record/com.mandumah.search// :http

Abdeldaim, D. E., & Elghazally, N. (2021). An outcome of COVID-19 awareness educational program towards Schools’ Students and Staff Knowledge in Tanta City, Egypt. The Egyptian Family Medicine Journal, 5(2), 49-63.

.Abdelkoui Rashid (2020) The Level of Health Awareness and Its Reflection on Body Mass Index among University. The journal of sports creativity, V (11) N (02) ,200-215.

Aleksandrovna, Elena Levanova; Kokorina, Olga Rafailovna; Tatiyna ,Yuriy Vladimirovich Nikitin; Perepelkina, Vladislavovna, and Segodina ,Polina Anatolievna (2016) Concept of Educational Assistance to Health Protection of the Individual . Glob J Health Sci. Mar; 8(3): 122–130.

Billingsley, B., Heyes, J.M. & Nassaji, M. (2021) Covid-19 as an opportunity to teach epistemic insight: findings from exploratory workshops on Covid-19 and science with students aged 15–17 in England. SN Soc Sci 1, 260. https://doi.org/10.1007/s43545-021-00243-1

Cui J, Li F, Shi ZL. Origin and evolution of pathogenic coronaviruses. Nat Rev Microbiol. 2019;17(3):181–92. https://doi.org/10.1038/s41579-018-0118-9.

Devon County Council Health ( 2023) Health protection for educational settings . (https://www.devon.gov.uk/support-schools-settings/beta)

EPIC Learning (2021) COVID-19 Curriculum Materials, https://epiclearning.web.unc.edu/covid/

Fedoo.net (2022) Differences between Epidemic  and Pandemic https://www.feedo.net/MedicalEncyclopedia/DiseasesDisordersTropicals/DifferenceBetweenPandemicAndEpidemic.htm

Flannery, Mary Ellen (2020) How Teachers Are Integrating COVID-19 Crisis Into Their Lessons.

 https://www.nea.org/advocating-for-change/new-from-nea/how-teachers

Health direct (2023) What is a pandemic? https://www.healthdirect.gov.au/what-is-a-pandemic.

 International Labour Organization “ILO” (2022) COVID-19 and the education sector.June, From https://www.ilo.org/sector/Resources/publications/WCMS_742025/lang--en/index.htm

Ke, L., Sadler, T.D., Zangori, L. et al (2021). Developing and Using Multiple Models to Promote Scientific Literacy in the Context of Socio-Scientific Issues. Sci & Educ 30, 589–607 https://doi.org/10.1007/s11191-021-00206-1

Levanova EA, Kokorina OR, Nikitin YV, Perepelkina TV, Segodina PA.) 2015) Concept of Educational Assistance to Health Protection of the Individual. Glob J Health Sci. Jul 13;8(3):122-30. doi: 10.5539/gjhs.v8n3p122. PMID: 26493439; PMCID: PMC4804045.

Reiss, M.J. (2020) Science Education in the Light of COVID-19. Sci & Educ 29, 1079–1092. https://doi.org/10.1007/s11191-020-00143-5

Smolinska, Olesia; Budnyk, Olena; Voitovych, Anna; Palahniuk, Mykhailo y Smoliuk, Artem. (2020)The problem of health protection in modern educational institutions. Revista Inclusiones Vol: 7 num 4: 108-116.

Sahin MK, Aker S, Kaynar Tuncel E.( 2015) Knowledge, attitudes and practices concerning Middle East respiratory syndrome among Umrah and Hajj pilgrims in Samsun,Turkey. Euro Surveill. 20(38):pii=30023. DOI: http://dx.doi.org/10.2807/1560-7917.ES.2015.20.38.30023

Sadler, T.D., Dawson, V. (2012). Socio-scientific Issues in Science Education: Contexts for the Promotion of Key Learning Outcomes. In: Fraser, B., Tobin, K., McRobbie, C. (eds) Second International Handbook of Science Education. Springer International Handbooks of Education, vol 24. Springer, Dordrecht. https://doi.org/10.1007/978-1-4020-9041-7_53

Sadler, T.D., Foulk, J.A, & Friedrichsen, P.J. (2017). Evolution of a model for socioscientific issue teaching and learning. International Journal of Education in Mathematics, Science and Technology, 5(2), 75-87. DOI:10.18404/ijemst.55999

 Tatyana V. Antonova, Vladimir V. Kozhanov, Alexander A. Kolodovsky, Svetlana E. Shivrinskaya and Nail K. Kudyashev (2016)  Health Protection Features of Student youth in Research University. INTERNATIONAL JOURNAL OF ENVIRONMENTAL & SCIENCE EDUCATION , VOL. 11, NO. 15, 8371-8380.

Troy D. Sadler, William L. Romine & Mustafa Sami Topçu (2016) Learning science content through socio-scientific issues-based instruction: a multi-level assessment study, International Journal of Science Education, 38:10, 1622-1635, DOI: 10.1080/09500693.2016.1204481.

 UNESCO, 2022, COVID-19 School Health and Safety Protocols: Good Practices and Lessons Learnt to Respond to Omicron.

                       https://creativecommons.org/licenses/by-sa/3.0/igo

Zo`bi, Abdallah Salim(2014)  The Effect of Using Socio-Scientific Issues Approach in Teaching Environmental Issues on Improving the Students’ Ability of Making Appropriate Decisions Towards These Issues. International Education Studies; Vol. 7, No. 8; ISSN 1913-9020 E-ISSN 1913-9039

 * تم الحصول على النتائج الموجودة في هذه الورقة العلمية عبر المشروع البحثي الممول من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار بسلطنة عمان في إطار برنامج الدعم البحثي المؤسسي المبني على الكفاءة (Block Funding Program) برقم العقد                                    ( (MoHERI/BFP/ASU/01/2021

^[1]  المراسلة : (fouad.mohammed@asu.edu.om) (dr.fouad72@gmail.com (

[2]  -كل الشكر لكل من:  أ.د. فضل عبد الصمد، أ.د. مصطفى الحديبي، أ.د. عرفة أبو حشيش ،د. أحمد الحضرمي.

[3] - كل الشكر لكل من:  أ.د. فضل عبد الصمد، أ.د. مصطفى الحديبي، أ.د. عرفة أبو حفيف ،د. أحمد الحضرمي.