أَسَّسَ الإِدَارَةَ الإِسْلَامِيَّةَ فِي مَدَارِسِ التَّعْلِيمِ العَامِّ بِدَوْلَةِ الکويت: دِرَاسَةٌ تَحْلِيلِيَّةٌ مَيْدَانِيَّةٌ | ||||
Journal of Environmental Studies and Researches | ||||
Article 5, Volume 9, (3), April 2019, Page 240-247 PDF (817.95 K) | ||||
Document Type: Original Article | ||||
DOI: 10.21608/jesr.2019.68833 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
عادل الشملان* | ||||
طالب دراسات عليا بمعهد الدراسات العليا - جامعة مدينة السادات | ||||
Abstract | ||||
سعى الباحث في هذا البحث إلى تحديد أسس الإدارة الإسلامية التي يجب أن يطبقها مديرو مدارس التعليم العام بدولة الکويت، وتحديد مدى التطبيق الفعلي لتلک الأسس في مدارس التعليم العام من وجهة نظر المعلمين والموظفين العاملين بتلک المدارس، وتحديد ما إذا کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية في آراء المعلمين والموظفين المشارکين بشأن مدى تطبيق مديري مدارسهم لأسس الإدارة الإسلامية باختلاف متغيراتهم الشخصية (الجنس- الوظيفة- المؤهل العلمي- المرحلة التعليمية). ولتحقيق هذه الأهداف تمت صياغة ثلاثة تساؤلات أولها معني بتحديد أسس الإدارة الإسلامية التي يجب تطبيقها في مدارس التعليم العالم, والثاني معني بتحديد درجة تطبيق عشر من أسس الإدارة الإسلامية، والثالث معني بالفروق الدالة في آراء المشارکين وفقاً لمتغيراتهم الشخصية. واندرج تحت هذه التساؤلات خمسة عشر فرضاً إحصائياً تم اختبارها في هذا البحث. ولتحقيق أهداف البحث استعان الباحث بمنهجيتين بحثيتين أولهما: منهجية تحليلية نظرية استقرائية واستنباطية تضمنت مراجعة شاملة للأدبيات والدراسات التي تناولت أسس الإدارة العامة في الإسلام وأسس الإدارة المدرسية من منظور إسلامي بهدف استخلاص أسس الإدارة الإسلامية التي يجب تطبيقها في مدارس التعليم العام ومن ثم الإجابة على التساؤل الأول للدراسة. کما تم استخدام منهجية وصفية قائمة على المسح بالاستبانة لرصد الواقع الفعلي لتطبيق أسس الإدارة الإسلامية في مدارس التعليم العام. ولجمع البيانات قام الباحث بإعداد أداة تتضمن أسس الإدارة الإسلامية التي يجب تطبيقها في مدارس التعليم العام وتضمنت عشر أبعاد وهي: (الشورى، والسمع والطاعة، والتعاون على البر والتقوى، وحل الصراع والإقناع بالحسنى، والتأمل في دروس الماضي والإفادة من تجارب غير المسلمين، وتفويض السلطة، والأسوة الحسنة، واقتران القول بالفعل، والمعاملة الحسنة والعلاقات الإنسانية، وتشجيع الرقابة الذاتية، والجودة والإتقان) ولکل بعد من هذه الأبعاد تم تخصيص خمس عبارات. وتم التحقق من صدق هذه الأداة بطريقة الصدق الظاهري بينما تم التحقق من الثبات باستخدام طريقة الاتساق الداخلي على عينة استطلاعية من غير المشارکين في العينة الأساسية. وقد تم جمع البيانات فعلياً من عينة قوامها (325) من معلمي وموظفي مدارس التعليم العام بمختلف المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية في دولة الکويت. ولتحليل البيانات إحصائياً تم استخدام أساليب إحصائية وصفية ممثلة في المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لکل عبارة وکل بعد فرعي. کما تم استخدام أساليب الإحصاء الاستدلالي ممثلةً في تحليل التباين أحادي الاتجاه والاختبار التائي لدلالة الفروق بين متوسطين مجموعتين مستقلتين. وتم کذلک الاستعانة بالتمثيلات البيانية للإحصائيات المقدمة. وأسفرت نتائج التحليل الإحصائي للبيانات عن وجود درجة إجمالية "متوسطة" لتطبيق أسس الإدارة الإسلامية في مدارس التعليم العام من وجهة نظر المعلمين والموظفين. وتم تطبيق بعدي السمع والطاعة، وحل الصراع والإقناع بالحسنى بدرجة "کبيرة" بينما تم تطبيق أبعاد التعاون على البر والتقوى، والأسوة الحسنة واقتران القول بالفعل والمعاملة الحسنة والعلاقات الإنسانية، والجودة والإتقان بدرجة "متوسطة". وأخيراً تم تطبيق بعض الأبعاد بدرجة "متدنية" وهي أبعاد تشجيع الرقابة الذاتية، وتفويض السلطة، والتأمل في دروس الماضي والاستفادة من تجارب غير المسلمين. وکذلک بينت نتائج البحث عدم وجود فروق دالة في آراء المعلمين والموظفين بشأن درجة تطبيق أسس الإدارة الإسلامية في مدارس التعليم العام بدولة الکويت باختلاف المتغيرات الشخصية (الجنس- الوظيفة- المؤهل العلمي- المرحلة التعليمية). وفي ضوء هذه النتائج أوصى الباحث بتدريب المديرين قبل وأثناء الخدمة على أسس الإدارة الإسلامية أو النموذج الإسلامي لإدارة المدارس وتبني معايير موحدة على مستوى دولة الکويت لنظم الإدارة الإسلامية للمدارس وتبني عقد مؤتمر للإعجاز الإداري في القرآن والسنة النبوية. کما اقترح الباحث إجراء دراسات تستکشف عمليات ووظائف الإدارة الإسلامية في مدارس التعليم العام من منظور إسلامي، وأثر تطبيق أسس الإدارة الإسلامية في مدارس التعليم العام على النواتج المتعلقة بالمعلمين والمديرين والمدارس التي يعملون بها. | ||||
Full Text | ||||
أهداف البحث لعل من أبرز العوامل المساهمة فی تطور وتقدم الأمم المختلفة إتباع أسس علمیة للإدارة بهدف تحقیق الأهداف والغایات الرئیسیة بأقل قدر ممکن من الجهد والموارد وبأکفأ الطرق وأکثرها فاعلیة بدءاً بالتخطیط مروراً بالتطبیق والتنفیذ والتنسیق والتنظیم وصولاً إلى التقویم لمدى تحقق الأهداف. ولهذا؛ فقد کان هناک ترکیز خلال العقود الأخیرة على دراسة مبادئ الإدارة العلمیة وتفعیلها فی کافة المنظمات والمجالات.
إن الإدارة فی الإسلام لیست مفهوم جدید بل هی فی صلب الإسلام وهی تتجسد فی العدید من المظاهر من أبرزها معالجة شئون الدنیا لدى المسلمین من خلال القرآن والسنة المطهرة، ووضع قواعد تحکم علاقة المسلم بنفسه وبأخیه المسلم وغیر المسلم وتحدد واجباته ومسئولیاته1 . کما تتجسد من خلال العدید من الرکائز لفن الإدارة ومن أهمها الشورى باعتبارها أصلاً من أصول علاقات العمل على سبیل المثال2. ومن منظور تاریخی, عرفت الدولة الإسلامیة کذلک صور التنظیم الإداری عندما کانت أوروبا تعیش فی فوضى العصور الوسطى وذلک استناداً إلى أحکام ومبادئ الشریعة الإسلامیة3. وعلى الرغم من انتشار وتنوع البحوث فی مجال الإدارة العلمیة وظهور العدید من المداخل والنظریات التی ثبت فاعلیة الکثیر منها إلا أن الإدارة الإسلامیة تتمیز بخواص فریدة تجعل لها مضامین ذات أهمیة کبیرة للمؤسسات التعلیمیة وبخاصة المؤسسات التعلیمیة العربیة. فلقد تمیزت الإدارة الإسلامیة بالثبات والشمول والوضوح والموضوعیة والتکامل وتلبیة حاجات الفرد والمجتمع المسلم مثل المساواة وفکرة أن صلة البشر تقوم على الأخوة الإسلامیة وأن العمل فی الإسلام هو مصدر قیمة السلوک الإنسانی. باختصار تتمیز الإدارة الإسلامیة بأنها تقوم على مجموعة من الأسس والعملیات المستمدة من المبادئ والتعلیمات والتشریعات التی جاءت بها الشریعة الإسلامیة4. ویتضح الفرق بین مفهوم الإدارة الإسلامیة والمفهوم الوضعی للإدارة العلمیة بأن الإدارة الإسلامیة تربط الإدارة بالغایة التی یعیش لها المسلم وهی عبادة الله تعالى وعمارة الکون فی ضوء هذه العبادة5.
فالإدارة فی المفهوم الإسلامی، هی القدرة على استخدام کل الإمکانیات البشریة، والمادیة لغرض إنجاز وتحقیق تلک الأهداف المرسومة، ومتبلورة منذ أن نزل القرآن الکریم على سیدنا محمد- علیه الصلاة والسلام- وأمره بالتبلیغ إلى الناس کافة، وبهذا نجد قوله تعالى بین هذه الرسالة فقال تعالى: "یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" (المائدة: 76). ودلالة آیته الکریمة أن هذه الدعوة التی هی فی الحقیقة تمثل - إن جاز التعبیر- البذرة الأولى لإرساء الإدارة الإسلامیة، وهذا بلا شک یحتاج إلى إمکانیات بشریة، وإن تمثلت أول أمرها فی الرسول علیه الصلاة والسلام إلا أنها فی المستقبل سیحمل أمر هذه الدعوة الکثیر من رجالات العلم والمعرفة، کما أن هذه الدعوة تحتاج إلى الناحیة المادیة من أجل تحقیق وصول الدعوة إلى کل من یحتاجها.
ونظراً للأهمیة الکبیرة للإدارة الإسلامیة، فقد برهنت العدید من الدراسات العلمیة التی تم تطبیقها والتی رکزت على التأصیل العلمی لمداخل ومبادئ الإدارة العلمیة من منظور إسلامی أن الإدارة الإسلامیة تقدم مضامین مفیدة فی کل من هذه المجالات. فعلى سبیل المثال، أبرزت العدید من الدراسات أهمیة تناول إدارة الموارد البشریة من منظور إسلامی 7 (عثمان القویزی، 2015؛ زرزار العیاشی، ونور الدین بوالکور، 2014؛ فاطمة معوض، 2014؛ أحمد کشلاف، 2012؛ سید الهواری، 2010)، والإدارة المحلیة8 ، وإدارة الصراع (نایل الرشایدة ومحمد القضاة، 2013)9، وإدارة الأزمات10 (أیمن صالح، 2013؛ عمر العزام، 2012؛ الشیخ، 2000)، وإدارة الوقت 11 (الجریسی، 2000)، وإدارة الجودة الشاملة12 (حنان الغامدی، 2013؛ علی أبو برهم، 2011؛ وأحمد سلمان، 2010؛ ومحمد، 2005). کما رکزت العدید من الدراسات الأعجمیة على مبادئ، وممارسات، ومضامین قیم الإدارة الإسلامیة فی الإدارة ومن أبرزها الدراسات التی أجراها کل من 13 (Lasisi & Mohd Ali, 2011؛ Abbasi, Rehman, & Bibi, 2010؛ Ahmad, 2012؛ Forster & Fenwick, 2015؛ Hammoudeh, 2016؛ Fadol, 2013؛ Mahdavi & Hakakan, 2015؛ Afrakhteh, 2015؛ Oreyzi & Massah, 2012). وللإدارة فی الإسلام والإدارة الإسلامیة مجموعة من الأسس والمبادئ الرئیسیة والتی تنوعت الآراء بشأنها فعلى سبیل المثال یحدد ممدوح الحوشان (2014) 14 أسس ومبادئ الإدارة التربویة فی الإسلام والمتعلقة بهویة المنظمة التربویة فی المرجعیة للشریعة الإسلامیة، وانتهاج الممارسة الشوریة، وتحقیق العدالة والمساواة، ووجوب السمع والطاعة من المرؤوسین لقادتهم الإداریین التربویین، والتوازن بین حفظ الدین وإقامة الدنیا معاً، والإفادة من تجارب وخبرات وعلوم غیر المسلمین. فضلاً عن عدد من المبادئ لقیادة المنظمات التعلیمیة مثل حسن اختیار القائد (الولایة الصالحة)، والتثبت والتبین، والموازنة بین الاستخدام اللین والحزم فی مواضعهما المشروعة، واجتناب المکاسب الشخصیة المحرمة، وأن تکون قرارات القائد التربوی مرتبطة بتحقیق مصالح المنظمة. کما حدد العربی الیسیر (2013)15 أهم المبادئ العامة التی ترتکز علیها الإدارة فی الإسلام مثل المبدأ الأخلاقی، ومبدأ المساواة والعدل، والدیمقراطیة والشورى، وتنوع الاختصاصات والاعتراف بها، والتخطیط والتنظیم، وحسن المعاملة، والکفایة والخبرة (ص197-198). ولهذه الأسس والمبادئ العدید من المضامین المفیدة التی نرى أنها ذات أهمیة کبیرة فی تطبیقها لتطویر المنظمات التربویة فی البیئة العربیة وتحقیق أهدافها المأمولة. واستناداً إلى ما تقدم فإن البحث الحالی یرکز على أسس الإدارة الإسلامیة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت کمدخل للاستفادة من المبادئ التربویة الإسلامیة فی تطویر الإدارة المدرسیة. مشکلة البحث: على الرغم من التطور الکبیر فی الإدارة العلمیة وظهور العدید من النظریات والنماذج والمبادئ الحدیثة مثل إدارة الجودة الشاملة ومداخل القیادة التحویلیة وغیرها من المداخل إلا أن مجال الإدارة وتطبیقاته المختلفة تعانی من أزمة معاصرة. ولیس أدل على ذلک من حدوث الأزمة المالیة العالمیة التی کانت مرتبطة بالأساس بأنماط الإدارة المتبعة فی المؤسسات الغربیة والتی کانت تغفل الجوانب الأخلاقیة للإدارة وترکز على المنافع قصیرة الأمد والمباشرة دون النظر للاعتبارات الاجتماعیة والأخلاقیة التی من المفترض أن تأخذها الإدارة بالحسبان. وتدل هذه الأزمة على الحاجة إلى تطبیق منظورات جدیدة فی الإدارة ترکز على الجوانب الأخلاقیة والإنسانیة والقیمیة فی ممارسات الإدارة.
ویزداد الأمر أهمیة عندما یتعلق بممارسات الإدارة فی المؤسسات التعلیمیة ومن بینها مدارس التعلیم العام فهناک تشکل الجوانب الأخلاقیة والإنسانیة والاجتماعیة مکونات محوریة تدخل فی صلب العمل التربوی. ونجد أن إدارة المعرفة وتطبیقها فی إدارة المدارس یمکن أن تعطی الحل للعدید من المشکلات والأزمات التی تواجهها الإدارة العلمیة فی وقتنا الحالی.
ومن ناحیة أخرى فقد لوحظ أن شیوع الکثیر من القیم السلبیة الغریبة على مجتمعاتنا العربیة والإسلامیة والمستمدة من القیم الغربیة التی جاءت کنتیجة حتمیة لتأثیرات العولمة والانفتاح والغزو الثقافی. وقد عملت هذه القیم السلبیة فی التأثیر على کل من المعلمین والطلاب والعاملین فی القطاع التعلیمی بشکل عام. ومن الأمثلة على هذه القیم, المنظور النفعی البحت, والترکیز على الجوانب المادیة, ونشر الأفکار العلمانیة, والتغریب, وغیرها من القیم الدخیلة على مجتمعاتنا العربیة الإسلامیة. ومن ثم إننا بحاجة ماسة للعودة إلى أصول دیننا الحنیف وتطبیق قیمنا الإسلامیة المستمدة من شرع الله. وربما تساعد تطبیق أسس الإدارة الإسلامیة فی مدارس التعلیم العام على إیجاد سبل لمواجهة الغزو الثقافی المرتبط بتأثیرات العولمة.
وبحکم اقتراب الباحث الحالی من واقع مدارس التعلیم العام فقد لاحظ أن هناک حاجة للکشف عما إذا کانت أسس الإدارة الإسلامیة مطبقة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت أم لا؟ وذلک فی ضوء ملاحظاته الأولیة بشأن وجود بعض الممارسات الإداریة التی لا تتفق مع أسس ومبادئ الشریعة الإسلامیة والإدارة الإسلامیة. کما تسود معتقدات لدى بعض المدیرین بشأن طبیعة الإدارة المدرسیة وأدوارهم باعتبارها سلطة حصریة فی ید المدیر بحیث أن یکون هو الآمر الناهی فی المدرسة وهو الذی یکون المرجع فی اتخاذ کل القرارات، وأنه لیس بحاجة إلى التشاور مع المعلمین وباقی طاقم العمل بالمدرسة عند اتخاذ القرار وغیرها من المعتقدات المرتبطة بالفکر البیروقراطی الجامد للإدارة المدرسیة.
ومن خلال ما تم عرضه فی المقدمة فإننا نجد أن مثل هذه المعتقدات والممارسات تتعارض بشکل جوهری مع مبادئ الإدارة الإسلامیة التی سبق أن تم عرضها. ولذلک فإن هناک حاجة لدراسة أسس الإدارة الإسلامیة فی مدارس التعلیم العام. ونعبر عن مشکلة البحث الحالی بالعبارة التالیة "دراسة أسس الإدارة الإسلامیة کما هی مطبقة فی مدارس التعلیم العام فی دولة الکویت من وجهة نظر المعلمین والموظفین".
تساؤلات البحث: بما یرتبط بمشکلة البحث، فإننا نطرح التساؤلات التالیة کموجهة لهذا البحث: 1- ما أسس الإدارة المدرسیة التی یجب تطبیقها فی مدارس التعلیم العام وفقاً للمنظور الإسلامی؟ 2- ما آراء معلمی وموظفی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت بشأن ممارسة أسس الإدارة الإسلامیة فی مدارسهم کدرجة إجمالیة وکأبعاد فرعیة (الشورى، والسمع والطاعة، والتعاون على البر والتقوى، وحل الصراع والإقناع بالحسنى، والتأمل فی دروس الماضی والإفادة من تجارب غیر المسلمین، وتفویض السلطة، والأسوة الحسنة، واقتران القول بالفعل، والمعاملة الحسنة والعلاقات الإنسانیة، وتشجیع الرقابة الذاتیة، والجودة والإتقان)؟ 3- هل تختلف آراء المشارکین فی البحث بشأن أسس الإدارة الإسلامیة فی مدارس التعلیم العام باختلاف متغیراتهم الشخصیة (الجنس والوظیفة والمؤهل العلمی والمرحلة التعلیمیة)؟
أهداف البحث: هدف هذا البحث إلى تحدید أسس الإدارة الإسلامیة التی یجب أن یطبقها مدیرو مدارس التعلیم العام بدولة الکویت، وتحدید مدى التطبیق الفعلی لتلک الأسس فی مدارس التعلیم العام من وجهة نظر المعلمین والموظفین العاملین بتلک المدارس، وتحدید ما إذا کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائیة فی آراء المعلمین والموظفین المشارکین بشأن مدى تطبیق مدیری مدارسهم لأسس الإدارة الإسلامیة باختلاف متغیراتهم الشخصیة (الجنس- الوظیفة- المؤهل العلمی- المرحلة التعلیمیة).
أهمیة البحث: یکتسب هذا البحث أهمیة بالغة فی ضوء الأهمیة الکبیرة للموضوع الذی یتناوله. ویمکن عرض أهمیة هذا البحث على مستویات عدة. لعل أول هذه المستویات هو المستوى الدعوی. فهذا البحث بالأساس یمکن أن یساهم مساهمة کبیرة فی مجال استخدام الأسالیب العلمیة فی الدعوة الإسلامیة وذلک من خلال التحلیل العلمی لأسس الإدارة الإسلامیة وتطبیقاتها فی الإدارة المدرسیة کمدخل للدعوة الإسلامیة، وإبراز عالمیة الدین الإسلامی وأنه لا ینفصل عن العلم الحدیث بل یعد مؤثراً تأثیراً کبیراً على الممارسات العلمیة التی یجب إتباعها. ومن الناحیة العلمیة یساهم البحث الحالی فی تقویة وإثراء أدبیات الإدارة المدرسیة وذلک من خلال المساهمة فی بلورة معالم نموذج إسلامی للإدارة المدرسیة نرى فیه أنه یقدم مساهمة حقیقیة وجوهریة لتطویر المجال وذلک بالنظر إلى المبادئ المتفردة التی تستند إلیها الإدارة الإسلامیة والتی تضفی وتضیف إضافة خاصة لأدبیات الإدارة العلمیة بشکل عام فالإدارة فی الإسلام ترکز بالأساس على الغایات الکبرى لخلق الإنسان وهی إعمار الکون وعبادة الله ومن ثم فإن الإدارة الإسلامیة تعد أکثر شمولیة من المداخل الإداریة الأخرى. کما یقدم هذا البحث أداة علمیة مقننة فی صورة استبیان لتقنین وتوصیف ممارسات الإدارة الإسلامیة بشکل عملی قابل للقیاس یمکن الاستفادة به وتوظیفه فی الدراسات العلمیة المختلفة. ومن الناحیة التطبیقیة، فإن البحث الحالی یقیم الممارسات الإداریة المتبعة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت بهدف تطویرها والاستفادة من أسس الإدارة الإسلامیة فی ذلک بما یعود بالنفع على إدارات المدارس، وموظفیها، ومعلمیها، ویثمر عن فوائد فی نهایة المطاف لکل من الطلاب والآباء والعملیة التعلیمیة برمتها.
حدود البحث: یلتزم البحث بمجموعة الحدود التالیة: 1- إجراء البحث على عینة من معلمی وموظفی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت. 2- دراسة بعض أسس الإدارة الإسلامیة وتطبیقاتها فی الإدارة المدرسیة وهی: (الشورى، والسمع والطاعة، والتعاون على البر والتقوى، وحل الصراع والإقناع بالحسنى، والتأمل فی دروس الماضی والإفادة من تجارب غیر المسلمین، وتفویض السلطة، والأسوة الحسنة، واقتران القول بالفعل، والمعاملة الحسنة والعلاقات الإنسانیة، وتشجیع الرقابة الذاتیة، والجودة والإتقان). 3- الاقتصار على تطبیق أسس الإدارة الإسلامیة فی إدارة مدارس التعلیم العام. 4- الاقتصار على استطلاع وجهات نظر المعلمین والموظفین المشارکین فی البحث. 5- دراسة أثر بعض المتغیرات الشخصیة على آراء المشارکین فی البحث وهی (الجنس- الوظیفة- المؤهل العلمی - المرحلة التعلیمیة).
مصطلحات البحث: 1- أسس Foundations: تُعرف الأسس على أنها "مجموعة الضوابط والقواعد التی حددها القران الکریم والسنة النبویة المطهرة لضبط وتوجیه وتنسیق العمل الإداری، والواجب الالتزام بها من قبل القیادی أو الإداری کی یؤدی التنظیم الإداری دوره بکفاءة وفاعلیة"16. وتُعرف الأسس فی البحث الحالی على أنها المبادئ العامة التی یتعین على مدیری مدارس التعلیم العام بدولة الکویت إتباعها فی إدارة المدارس والمستمدة بالأساس من مبادئ وأحکام الشریعة الإسلامیة وهی بالتحدید: الشورى، والسمع والطاعة، والتعاون على البر والتقوى، وحل الصراع والإقناع بالحسنى، والتأمل فی دروس الماضی والإفادة من تجارب غیر المسلمین، وتفویض السلطة، والأسوة الحسنة، واقتران القول بالفعل، والمعاملة الحسنة والعلاقات الإنسانیة، وتشجیع الرقابة الذاتیة، والجودة والإتقان. وتتجسد هذه الأسس إجرائیاً فی البحث الحالی من خلال أداة الاستبانة المعدة لاستطلاع آراء المعلمین والموظفین بشأن ممارسة هذه الأسس.
2- الإدارة الإسلامیة Islamic management: تُعرف الإدارة الإسلامیة على أنها "الإدارة التی یتحلى أفرادها بالسلوک الإسلامی عند أدائهم لأعمالهم، ویقومون بواجباتهم الوظیفیة بجمیع مستویاتها وفقا للشریعة الإسلامیة"17. ونعرفها إجرائیاً على أنها إجمالی الممارسات التی یتبعها مدیرو مدارس التعلیم العام بدولة الکویت استناداً غلى أسس وأحکام الشریعة الإسلامیة. وتقاس إجرائیاً بالاستبانة المعد لاستطلاع آراء المعلمین والموظفین بشأن ممارسة مدیری المدارس التی یعملون بها لهذه الأسس.
3- مدارس التعلیم العام: Public education schools یُقصد بها فی البحث الحالی بأنها مدارس التعلیم قبل الجامعی فی دولة الکویت بالمراحل الابتدائیة، والمتوسطة، والثانویة. | ||||
References | ||||
- عبد الوالی السلمی (2014). الإدارة فی الإسلام. المجلة العالمیة للتسویق الإسلامی ،الهیئة العالمیة للتسویق الإسلامی بلندن، 3 (3)، ص36. 2 - منى الموجی (2013). فن الادارة فی الاسلام .. منقذ الامة من وعکاتها .مجلة الوعی الإسلامی، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة، 50 (578)، ص20. 3- جعیـد محمد (2015). نظام الإدارة المحلیة فی الإسلام. مجلة الحقوق والعلوم الإنسانیة، جامعة زیان عاشور بالجلفة، 23، ص51. 4- أحمد سعد الدین (2013). فاعلیة الإدارة التربویة الإسلامیة فی العملیة التعلیمیة. المجلة العلمیة، جامعة الزعیم الأزهری، 12 ، 18-19. 5- نعمة حیاوی، وصلیحة عشی (2015). وظائف الادارة فی المنظور الاسلامی. المجلة العالمیة للتسویق الإسلامی، الهیئة العالمیة للتسویق الإسلامی بلندن، 4(3)، ص6. 6 - أحمد کشلاف (2012). مفهوم الإدارة التربویة فی الإسلام. المجلة العربیة للعلوم الاجتماعیة، المؤسسة العربیة للاستشارات العلمیة وتنمیة الموارد البشریة، 2(1)، ص279. - 7- عثمان القویزی (2015). نظم المعلومات وإدارة الموارد البشریة من منظور إسلامی. مجلة البحوث والدراسات الشرعیة، 4 (34)، 219- 232. 8- زرزار العیاشی، و نور الدین بوالکور (2014). إدارة التغییر فی الفکر الإداری الإسلامی. المؤتمر الدولی العلمی حول إدارة التغییر فی عالم متغیر، مرکز البحث وتطویر الموارد البشریة – رماح، الأردن، عمان: مرکز البحث وتطویر الموارد البشریة، رماح، 1 – 19. 9- فاطمة معوض (2014). متطلبات تطویر إدارة الموارد البشریة بالجامعات المصریة فی ضوء الکفر الإداری الإسلامی ومتغیرات العصر. مجلة کلیة التربیة، جامعة بنها، 25(98)، 199 – 246. 10- أحمد کشلاف (2012) مرجع سبق ذکره. 11- جعیـد محمد (2015) مرجع سبق ذکره. 12 - نایل الرشایدة، ومحمد القضاة (2013). مدى تطبیق مدیری المدارس الثانویة فی محافظة الکرک لأسالیب إدارة الصراع التنظیمی وفق المنظور الإسلامی. مجلة العلوم التربویة والنفسیة، 14(2)، 197-226. - 13- أیمن صالح (2013) تطویر إدارة الأزمة من منظور إسلامی: دراسة تأصیلیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة أم درمان الاسلامیة، أم درمان. 14- عمر العزام (2012). منهج التربیة الإسلامیة فی إدارة الأزمات. رسالة دکتوراه غیر منشورة. جامعة الیرموک، إربد. 15- سوسن الشیخ (2000). إدارة الأزمات فی الفقه الإداری الاسلامی. مجلة مرکز صالح عبدالله کامل للاقتصاد الاسلامی، 4(10)، 11-99 16- خالد الجریسی، (2000)، إدارة الوقت من منظور إسلامی: دراسة میدانیة لفعالیة المدیر السعودی فی استثمار الوقت. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة الإمام الأوزاعی، بیروت. - 17- حنان الغامدی (2013). إدارة الجودة الشاملة فی المیزان الإسلامی. دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، 42(1)، 77 – 100. 18- علی أبو برهم (2011). مرتکزات إدارة الجودة الشاملة فی الإسلام. مجلة دراسات مجتمعیة، مرکز دراسات المجتمع، 8 ، 77 – 96. 19- أحمد سلمان (2010). معاییر إدارة الجودة الشاملة فی التعلیم العالی: مدخل إسلامی. المؤتمر العربی الثالث (الجامعات العربیة : التحدیات والآفاق - المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة - مصر، شرم الشیخ: المنظمة العربیة للتنمیة الاداریة، 157 – 182. 20- أشرف محمد (2005). إدارة الجودة الشاملة فی المؤسسات التعلیمیة: رؤیة إسلامیة. رسالة دکتوراه غیر منشورة. جامعة المنصورة، المنصورة. | ||||
Statistics Article View: 620 PDF Download: 455 |
||||