مدى اتساق الاستجابة البيئية التي يتبعها المديرون مع مبادئ القيادة المستدامة بشرکات المقاولات بدولة الکويت تُعزى لمتغير المؤهل العلمي | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Journal of Environmental Studies and Researches | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Article 19, Volume 9, (4), July 2019, Page 708-719 PDF (1.01 MB) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Document Type: Original Article | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
DOI: 10.21608/jesr.2019.68866 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
View on SCiNiTO | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Authors | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عبد العزيز أحمد عبد الرحمن الشايع* 1; عايدة علام2; ماجدة رفعت أبوالصفا2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1باحث دراسات عليا - معهد الدراسات والبحوث البيئية - جامعة مدينة السادات | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2معهد الدراسات والبحوث البيئية – جامعة مدينة السادات | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Abstract | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يهدف البحث الى بيان مدى اهمية تطبيق الحوکمة في القطاع الحکومي للمحافظة على المال العام لکونه وسيلة المستخلص يهدف هذا البحث إلى الکشف عن سبل تطبيق الاتجاهات البيئية في الشرکات التجارية، ومعرفة إلى أي مدى تتم ممارسة القيادة المستدامة في تلک الشرکات من وجهة نظر العاملين بها، وکذلک تحديد مستوى الاستجابة البيئية للشرکات محل الدراسة، والتعرف على أثر القيادة المستدامة على الأداء المالي في هذه الشرکات، وأخيراً التعرف على أثر القيادة المستدامة على الاستجابة البيئية من وجهة نظر العاملين بشرکات المقاولات بدولة الکويت. منهج البحث يتم تطبيق الدراسة باستخدام منهج البحث الوصفي الذي يدرس العلاقات السببية والارتباطيه بين المتغيرات باستخدام تحليل الانحدار المتعدد وتحليل معاملات الارتباط. وکانت اهم نتائج البحث نقبل الفرض الإحصائي الذي نص على "لا توجد فروق دالة في وجهات نظر المديرين بشأن مدى اتساق الاستجابة البيئية التي يتبعها المديرون مع مبادئ القيادة المستدامة بشرکات المقاولات بدولة الکويت تُعزى المؤهل العلمي". وتوصى البحث تتبني شرکات المقاولات بدولة الکويت رؤية جديدة ترکز على تحقيق التعلم العميق مدى الحياة للجميع سواءاً کانوا طلاباً أو المرؤسينين أو إداريين. الترکيز على تبني منظور طويل الأمد لاستدامة النجاح في شرکات المقاولات بدولة الکويت يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الحالية والمستقبلية التي يمکن أن تؤثر على العملية الادارية بما في ذلک المتغيرات الاجتماعية والثقافية والبيئية المختلفة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Keywords | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاستجابة البيئية; القيادة المستدامة; شرکات المقاولات بدولة الکويت | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Full Text | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المقدمة لقد أبرزت الأزمات العالمیة المالیة التی مر بها العالم خلال عامی 2008-2009 الحاجة إلى ممارسات أکثر أخلاقیة وأکثر ترکیزاً على المنظور طویل الأمد فی القیادة بما یذهب لما هو أبعد من مجرد الترکیز على تحقیق الأرباح المادیة قصیرة الأمد إلى النظر إلى التأثیرات طویلة الأمد للممارسات المتبعة وأخذ المسئولة الاجتماعیة والبیئیة بعین الاعتبار. وقد أصبح من الخصائص الرئیسیة الممیزة للشرکات ذات السمعة الجیدة والمستوى العالی من تطبیق الجودة الشاملة أن تحرص على استدماج أبعاد التنمیة المستدامة والحفاظ على البیئة فی سیاساتها وأنظمتها التشغیلیة والإجرائیة (منى خلیل،2012). ولقد حفز الاهتمام بالقضایا البیئیة والترکیز على المنظور المستدام ظهور مفاهیم جدیدة من القیادة المستدامة والتی شهدت اهتماماً کبیراً بها خلال العقد الأخیر وتراکمت فیها البحوث والدراسات العلیمة بدرجة کبیرة کمدخل جدید فی ممارسة القیادة یرکز على الأبعاد البیئیة ومساهمة المنظمات فی التنمیة المستدامة واتباع منظور مستدام لإکساب الشرکات میزات تنافسیة تعمل على إبقائها فی السوق لأطول فترة ممکنة (دالیا کلاب،2016 :34) وتُعرف القیادة المستدامة على أنها تلک القیادة التی تتألف من المکونات الرئیسیة التی تکمن وراء النمو طویل الأمد للمؤسسة وهی تعمل على بناء ثقافة قیادیة تستند إلى غرض أخلاقی توفر نجاح یمکن للجمیع تحقیقه (احمد رشوان (2010 : 450- 497) ولقد ظهرت العدید من النماذج المفسرة لممارسات القیادة المستدامة فی مجالات متنوعة إلا أن أشهر هذه النماذج على الإطلاق والأکثر اقتراباً من واقع الشرکات التجاریة هو ذلک النموذج الذی صاغ معالمه "آفری وبرنجستیر" وهو نموذج یصف 23 من ممارسات القیادة المستدامة التی یجب أن تتحقق فی الشرکات لکی تحقق منظوراً طویل الأمد. ومنذ ظهور هذا المصطلح کان هناک ترکیز على ما إذا کانت تطبیق هذه الممارسات سوف تعمل بالفعل على تحقیق الهدف المنشود من ورائها بتحقیق الاستدامة فی الشرکات التی طبقتها وکذلک بیان ما إذا کانت هذه الممارسات سوف تؤثر أم لا على الأداء المالی (Kantabutra & Avery, 2013). قدم "افری" و"بریجستنر" (Avery and Bergsteiner, 2011) "23" من ممارسات القیادة التی تمیز بین المنظمات المستدامة وغیر المستدامة. ویمکن أن یتم استخدام هرم القیادة المستدامة الذی اقترحه هذین الباحثین کأداة تشخیصیة. وتلقی الممارسات المقدمة فی هذا الهرم الضوء على الفروق ما بین المنظمات المستدامة ( أو ما یسمیه الباحثان منظمات النحل honeybee ) والمنظمات غیر المستدامة ( أو ما یسمیه الباحثان منظمات الجراد locust ) ویری الباحثان أن ممارسات القیادة المستدامة التی حدداها تتجلی بشکل واضح فی المنظمات المستدامة خلافاً للمنظمات غیر المستدامة. ویری "افری" و"بریجستنر" (Avery and Bergsteiner, 2011) أن ممارسات القیادة المستدامة یمکن أن یتم تنفیذها فی أی منظمة بغض النظر عن مجالها أو حجمها أو الدولة التی تقع فیها. ولقد ظهر مصطلح "الاستجابة البیئیة" Environmental response من بین أهم التوجهات التی حظیت باهتمام بحثی معاصر وهو المصطلح الذی یعکس مدى قدرة المؤسسات على أن تمارس سلوکاً یتسم بالمسئولیة من الناحیة البیئیة ویرکز على حمایة مواردها والحد من استنزافها والمساهمة فی تقلیص التأثیرات السلبیة للشرکات على البیئة الطبیعیة المحیطة. وهو بذلک یعد أحد الخصائص التی یجب أن تتوافر فی المنظمات المعاصرة. والدراسة الحالیة تفترض أن تطبیق القیادة المستدامة وفقاً لنموذج "آفری وبرنجستیر" یمکن أن یکون لها تأثیرات إیجابیة على شرکات العقارات على الاستجابة البیئیة. کما ترکز الدراسة أیضاً على تحدید ما إذا کان تطبیق هذه الممارسات سوف یزید أم یقلص أم یثبت الأداء المالی للشرکات التی تطبقها.
مشکلة البحث تتمثل مشکلة الدراسة الحالیة فی عدة جوانب وهی: حاجة الشرکات التجاریة والصناعیة المعاصرة إلى أن تکون أکثر ترکیزاً على الجوانب البیئیة وأن تکون لها دور فاعل فی جهود التنمیة المستدامة وأن تبدى قدراً ملائماً من الاستجابة البیئیة المطلوبة منها. الحاجة إلى ممارسات قیادیة أکثر ترکیزاً على الأبعاد المستدامة وأکثر تحقیقاً لمنظور طویل الأمد فی القیادة لا یرکز على المنافع قصیرة الأمد فحسب، إنما یرکز على منافع طویلة الأمد. الحاجة إلى إحداثتوازن ما بین الرغبة فی النمو والازدهار الحالی والحفاظ على حق الأجیال القادمة فی التنمیة والرخاء وتوفیر موارد لها وهو ما یلزم أن تکون هناک أنماط من القیادة تساهم فی أن یکون بمقدور الشرکات إحداث مثل هذا التوازن وهو ما یمکن أن یتجسد فی القیادة المستدامة. وبذلک یمکن صیاغة مشکلة الدراسة الحالیة فی دراسة أثر تطبیق القیادة المستدامة فی الأداء المالی والاستجابة البیئیة فی شرکات المقاولات بدولة الکویت.
تساؤلات البحث تسعى الدراسة إلى الإجابة عن تساؤل رئیسی مفاده "ما أثر تطبیق القیادة المستدامة فی الأداء المالی والاستجابة البیئیة فی شرکات المقاولات بدولة الکویت؟وینثبق من هذا التساؤل مجموعة التساؤلات الفرعیة التالیة: ما سبل تطبیق الاتجاهات البیئیة فی الشرکات التجاریة استناداً إلى مراجعة الأدبیات؟ إلى أی مدى تتم ممارسة القیادة المستدامة فی شرکات المقاولات بدولة الکویت من وجهة نظر العاملین بها؟ ما مستوى الاستجابة البیئیة لشرکات المقاولات بدولة الکویت؟ ما أثر القیادة المستدامة على الأداء المالی فی شرکات المقاولات بدولة الکویت؟ ما أثر القیادة المستدامة على الاستجابة البیئیة من وجهة نظر العاملین بشرکات المقاولات بدولة الکویت؟
فروض البحث 1- یوجد مستوى متوسط من ممارسة القیادة المستدامة فی شرکات المقاولات بدولة الکویت. 2- یوجد مستوى متوسط من ممارسة الاستجابة البیئیة فی شرکات المقاولات بدولة الکویت. 3- یمکن التبنؤ على نحو دال إحصائیاً بالأداء المالی لشرکات المقاولات من خلال القیادة المستدامة. 4-یمکن التبنؤ على نحو دال إحصائیاً بالاستجابة البیئیة لشرکات المقاولات من خلال القیادة المستدامة. 5-توجد علاقة ارتباطیه دالة إحصائیاً ما بین الأداء المالی والاستجابة البیئیة فی شرکات المقاولات بدولة الکویت.
اهمیة البحث لهذه الدراسة أهمیة من ناحیتین أحدهما من الناحیة النظریة، والأخرى من الناحیة التطبیق.
أ- الأهمیة التطبیقیة للبحث: یعد البحث الحالیة ذات أهمیة کبیرة للعدید من القطاعات: فهی ذات أهمیة کبیرة لمساعدة شرکات المقاولات فی الوفاء بالتزاماتها البیئیة وتحقیق مسئولیتها البیئیة من خلال اتباع أنماط قیادیة جدیدة تساعد فی إحداث التوازن ما بین تحقیق الأرباح المالیة والمساهمة فی التنمیة المستدامة. یمکن أن تفید هذه الدراسة المسئولین وصناع القرار بدولة الکویت فی تحدید الخصائص ومؤشرات الاستجابة البیئیة التی یجب أن تتوافر لدى الشرکات التجاریة بشکل عام وشرکات المقاولات بشکل خاص. یمکن أن تستفید الشرکات بشکل عام من الدراسة بإلقاء الضوء على أن الاهتمام بالمنظور المستدام لا یتعارض بأی حال من الأحوال بتحقیق الأداء المالی بمستوى مرتفع.
ب- الأهمیة النظریة للبحث: تعد هذه الدراسة مهمة للباحثین فی العلوم التجاریة والإداریة إذ أنها من بین الدراسات القلیلة التی أجریت فی البیئة العربیة لتوضح تأثیر القیادة المستدامة على الأداء المالی والاستجابة البیئیة لدى الشرکات التجاریة وهی بذلک تعالج موضوعاً مهم یستحق مزید من البحث والدراسة.
حدود البحث : تلتزم الدراسة بالحدود التالیة: أ- الحدود المکانیة والبشریة: عینة من العاملین فی بعض شرکات المقاولات بدولة الکویت. ب- الحدود الزمنیة: تطبیق الدراسة خلال العامین 2017-2018، و2018-2019. جـ- مفاهیم البحث: مفهوم القیادة المستدامة کما قدمه آفری وبرنجستیر فی نموذجهما. الاقتصار على دراسة الأداء المالی کما یتجسد من خلال الإحصائیات التی تقدمها الشرکات موضع الدراسة. المفهوم المعاصر للاستجابة البیئیة کأحد أشکال التعبیر عن المسئولیة الاجتماعیة والبیئیة للشرکات.
تحدید مصطلحات البحث القیادة المستدامة: sustainable leadership تعرف القیادة المستدامة على أنها منظور إداری یهدف إلى زیادة الفاعلیة والنتائج المتحققة, وتقلیص التنقل غیر المرغوب للموظفین. ویتمثل الهدف الرئیسی للقیادة المستدامة فی إحداث التوازن ما بین الاهتمام بالأفراد, والعوائد المالیة, والبیئة خلال فترة وجود المنظمة ( Kalkavan, 2015). ویُعرف "سیمانسکین وآخرون" (Simanskiene et al., 2016, p. 658) القیادة المستدامة على أنها المسئولیة عن الأفراد والمجموعات والمنظمات والمجتمع استناداً إلى مبادئ الاستدامة البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة فی سیاق المجموعة، والمنظمة، والمجتمع من خلال ترویج وتطبیق أفکار الاستدامة ونشر مبادئ التنمیة المستدامة استناداً إلى التدریس والتعلم والتعبیر الذاتی الإنسانی وحمایة البیئة. واقترح "هارجریفز" (Hargreaves, 2007, p. 224) تعریف للقیادة المستدامة فی البیئة التعلیمیة على أنها تلک القیادة التی تعمل على تنمیة التعلم المتعمق بطریقة لا تؤذی بل تُحدث تأثیرات إیجابیة لکافة المعنیین بالأمر فی الوقت الحاضر ومستقبلاً. وفی الدراسة الحالیة تُعرف القیادة المستدامة على أنها توجه معاصر فی القیادة یمکن تطبیقه فی البیئة المدرسیة یرکز على الممارسات التی من شأنها تحقیق استدامة المدارس کمؤسسة فاعلة اجتماعیاً من خلال الترکیز على استدامة التعلم والنجاح، وتنمیة المهارات القیادیة لدى الآخرین مثل المعلمین وطاقم العمل بغرض استدامة القیادة، والعمل على نشر وتوزیع القیادة ومهامها وأدوارها بین کافة أعضاء المجتمع المدرسی، والعمل على الحفاظ على الموارد والبیئیة والبشریة بدلاً من استنزافها، وتحقیق العدالة، والتعلم من دروس الماضی وإتباع منظور طویل الأمد.
ادوات البحث یتم استخدام أداة استبیان فی الدراسة الحالیة لجمع البیانات وهی عبارة عن استبیان مکون من ثلاثة أجزاء رئیسیة وهی: أ- ممارسات القیادة المستدامة الـ 23 الواردة فی نموذج آفری وبرنجستیر. ب- عبارات تقیس الاستجابة البیئیة للشرکات. جـ- الأداء المالی للشرکات.
اجراءات البحث بناء ادوات البحث کان على الباحث فی هذه الخطوة تحدید الفئات الرئیسیة لمبادئ القیادة المستدامة التی یتم تقییم ممارسات مدیری شرکات المقاولات فی ضوئها. ومن خلال الرجوع لعدد من الدراسات السابقة فی هذا الموضوع (منها دراسات عربیة: محمد أشتیوی، 2017؛). ومنها بعض الدراسات الأجنبیة: دراسة "کروسبی" (Crosby, 2016) و دراسة "سوریانکیتکایو" (Suriyankietkaew, 2016) وجد الباحث أن نموذج "هارغریفس وفینک" یعد النموذج الأبرز والذی یمکن الاعتماد علیه فی الدراسة الحالیة وذلک یرجع للمبررات التالیة: ومن بین هذه النماذج وفی الدراسة الحالیة سوف یتم الاعتماد على نموذج "هارغریفس للمبررات التالیة: أنه من النماذج الرائدة فی القیادة المستدامة وتم الاسترشاد به فی عدد کبیر من الدراسات والبحوث السابقة کنموذج أو إطار عمل نظری موجه للدراسات فی دراسة القیادة المستدامة. أنه یرکز على تحسین أداء المنظمة مقارنةً بإتباع المداخل التقلیدیة فی القیادة. ومن هذا المنظور فإن لتطبیق هذا النموذج فائدة أو منفعة تعود بشکل مباشر على المنظمة (شرکات المقاولات) من تطبیق القیادة المستدامة. أن هذا النموذج یتیح التمییز ما بین المنظمات المستدامة والمنظمات غیر المستدامة وبالتالی یمکن أن یکون مفیداً بشکل خاص لأغراض مقارنة الممارسات الواقعیة المتبعة فی شرکات المقاولات بما یجب أن یکون. أنه یتضمن الترکیز على تطبیق عدد من التوجهات المعاصرة فی العلوم الإداریة مثل: القیادة الموزعة، وتنمیة القیادة الداخلیة، والاهتمام بالأبعاد الأخلاقیة والمسئولیة الاجتماعیة والبیئیة. أنه یرکز على جوهر فکر القیادة المستدامة من حیث تبنی منظور طویل الأمد. أنه نموذج مصمم خصیصاً للبیئة .ة وتم تطبیقه فی العدید من شرکات المقاولات فی دول عدة وبرهن على تمتعه بمستوى مناسب من الصدق. ثبت نجاح هذا النموذج فی التجارب التی طبقته فی شرکات المقاولات المختلفة بالولایات المتحدة الأمریکیة والمملکة المتحدة. ووفقاً لهذه المبررات قرر الباحث الاعتماد على نموذج "هارغریفس وفینک" بما یتضمنه من مبادئ رئیسیة کنموذج رئیسی یعتمد علیه فی دراسة ممارسات القیادة المستدامة. واستناداً إلى هذا النموذج تم تصنیف مبادئ القیادة المستدامة فی سبع فئات رئیسیة وهی: (استدامة التعلم والنجاح- استدامة القیادة لدى الآخرین- القیادة الموزعة- الحفاظ على الموارد المادیة والبشریة- العدالة- التعلم من دروس الماضی- إتباع منظور طویل الأمد).
أسالیب التحلیل الإحصائی: 1- یتم استخدام الإحصاء الوصفی ممثلاً فی المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والرتب والنسب المئویة والتکرارات. 2- یتم استخدام تحلیل الانحدار المتعدد ومعاملات الارتباط للکشف عن العلاقة بین المتغیرات.
اجراءات التطبیق تحدید عینة البحث تطبیق الدراسة على عینة من العاملین فی شرکات المقاولات بدولة الکویت یتم اختیارهم بالطریقة العشوائیة البسیطة.
الدراسات السابقة 1- دراسة "هاردی" (Hardie, 2015) هدفت الدراسة إلى تحدید واقع مبادئ ممارسات القیادة المستدامة لدى القادة المدرسیین فی إقلیم الباسفیک وبالتحدید فی جزر فیجی. وتم استخدام منهج بحثی وصفی معتمد على أداة الاستبیان المسحی الذی تألف من أسئلة مفتوحة وأسئلة مقننة طُبق على عینة من المعلمین والعاملین فی بعض المدارس هناک وذلک لاستطلاع آرائهم بشأن مدى تطبیق القیادة المستدامة کما تتجسد فی السلوکیات التی یتبعها المدیرون هناک. وقد أوضحت النتائج أن أغلب مبادئ القیادة المستدامة کان قد تم تطبیقها على الرغم من أنه یتم تطبیقها بمستوى متدنی نسبیاً. وقد أبرزت الدراسة الحاجة الماسة إلى تسلیط مزید من الانتباه على تطبیق مبادئ ممارسات القیادة المستدامة من أجل تحقیق قیادة وإدارة فعالة للمدارس فی جزر فیجی.
2- دراسة "کانتابوترا وثیفا أفیراکس" (Kantabutra & Thepha-Aphiraks, 2016) تبنت هذه الورقة البحثیة ممارسات القیادة المستدامة التسعة عشر التی حددها "أفری" لدراسة واقع ممارسات القیادة المستدامة لدى عینة من مقدمی الخدمات المالیة فی تایلاند. وقد تبنت الدراسة مدخل دراسة الحالة المعتمدة على المصادر المتعددة لجمع البیانات تضمنت الملاحظة غیر المشارکة التی تمت أثناء الزیارات للمنظمات المختارة، والرجوع إلى الوثائق والمعلومات الداخلیة والمنشورة الخاصة بهذه المنظمات بالإضافة إلى جمع البیانات باستخدام المقابلات المتعمقة التی تم تنفیذها مع 26 من أعضاء فرق الإدارة العلیا والموظفین فی هذه المنظمات. وقد بینت نتائج الدراسة أن هناک ست مجموعات محوریة من الممارسات المتبعة فی هذه المنظمات تتسق مع ممارسات القیادة المستدامة التسعة عشر المحددة وهی: الترکیز على المنظور طویل الأمد، وإعطاء أولویة للعنصر البشری، والإبداع، والمسئولیة الاجتماعیة، وعدم الیقین والتغییر، والسلوک الأخلاقی.
3- دراسة "محمد أشتیوی" (2017) رکزت الدراسة التی أجراها "محمد أشتیوی" على تحدید درجة ممارسة نمط القیادة المستدامة وسبل تطویره لدى عینة من مدیری التربیة والتعلیم بمحافظات غزة فی فلسطین. فضلاً عن تحدید مدى اختلاف آراء المشارکین فی الدراسة وفقاً لبعض المتغیرات الشخصیة (المسمى الوظیفی، والمؤهل العلمی، وعدد سنوات الخدمة). واستند تحقیق هذه الأهداف على منهج وصفی تحلیلی یعتمد على الاستبانة. ولجمع البیانات تم استخدام أداة استبانة تألفت من 48 عبارة موزعة على خمس مجالات تقیس ممارسات القیادة المستدامة: استدامة التعلم والنجاح، واستدامة قیادة الآخرین، والعدالة الاجتماعیة، والمحافظة على الموارد والبشریة والمادیة والاندماج النشط مع البیئة والتنوع البیئی. واشتملت عینة الدراسة على 122 فرد یمثلون نائب مدیر ورئیس قسم فی عدد من مدیریات التربیة والتعلیم بطریقة المسح الشامل. وقد أفرزت نتائج الدراسة ما یلی: تحقق درجة ممارسة مدیری التربیة والتعلیم موضع الدراسة لنمط القیادة المستدامة بدرجة مرتفعة، وعدم وجود فروق دالة إحصائیاً فی آراء المشارکین تُعزى لمتغیرات المسمى الوظیفی والمؤهل العلمی وسنوات الخدمة.
4- دراسة "کروسبی" (Crosby, 2016) هدفت الدراسة إلى تناول استراتیجیات القیادة المستدامة التی استخدمها قادة الأعمال التجاریة فی الشرکات الصغیرة ومتوسطة الحجم لزیادة إیرادات شرکاتهم. وقد استرشدت الدراسة بنموذج نحل العسل للقیادة honeybee leadership model. وقد تم توظیف منهجیة دراسة الحالة الکیفیة لتحقیق أغراض الدراسة. وقد تم جمع البیانات من خلال المقابلات شبه المقننة الفردیة التی تم تطبیقها على أربعة من قادة أربع من الشرکات الصغیرة والمتوسطة الحجم والتی صنفت باعتبارها تدیر أعمالاً مستدامة فی غرب میتشجان فی الولایات المتحدة الأمریکیة. وقد أبرزت نتائج الدراسة أن القادة فی هذه الشرکات قد استخدموا بعض الاستراتیجیات الخاصة بالقیادة المستدامة من أجل زیادة إیرادات شرکاتهم، وهی: الثقافة المُمکنة، ودمج کافة المعنیین بالأمر، وانخراط ومشارکة طاقم العمل، والمسئولیة الاجتماعیة.
5- دراسة "سوریانکیتکایو" (Suriyankietkaew, 2016) تمثل الهدف من هذه الورقة البحثیة فی تحدید تأثیرات القیادة المستدامة على رضا العملاء. وقد اعتمد تصمیم البحث على مدخل میدانی کمی باستخدام مسح عبر الأقسام ومطبق على عینة طوعیة مؤلفة من 440 من مدیری الأعمال لقطاعات صناعیة متنوعة فی تایلاند. وقد تم تبنی نموذج القیادة المستدامة کإطار نظری موجه للبحث اعتماداً على نموذج "افری" و"بریجستنر". وقد بینت نتائج الدراسة أن 16 من أصل الممارسات الثلاث والعشرین المحددة فی نموذج "افری" و"بریجستنر" ترتبط على نحو دال بتحسین الرضا لدى العملاء. وبینت نتائج تحلیلات الانحدار المتعددة أن الرؤیة القویة والمشارکة، والإبداع، وانخراط طاقم العمل، والجودة المرتفعة ترتبط على نحو إیجابی وکما کان متوقعاً برضا العملاء.
نتائج البحث جدول (1): نتائج اختبار تحلیل التباین لدلالة الفروق بین متوسطات تقدیرات عینة الدراسةبشأن مدى اتساق الاستجابة البیئیة التی یتبعها المدیرون مع مبادئ القیادة المستدامة بشرکات المقاولات بدولة الکویت تُعزى لمتغیر المؤهل العلمی.
وتشیر نتائج الجدول (1) إلى ما یلی: 1- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فیما یتعلق بالمبدأ الأول للقیادة المستدامة "استدامة التعلم والنجاح". 2- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فیما یتعلق بالمبدأ الثانی للقیادة المستدامة "استدامة القیادة لدى الآخرین". 3- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فیما یتعلق بالمبدأ الثالث للقیادة المستدامة "القیادة الموزعة". 4- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فیما یتعلق بالمبدأ الرابع للقیادة المستدامة "الحفاظ على الموارد المادیة والبشریة". 5- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فیما یتعلق بالمبدأ الخامس للقیادة المستدامة "العدالة". 6- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فیما یتعلق بالمبدأ السادس للقیادة المستدامة "التعلم من دروس الماضی". 7- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فیما یتعلق بالمبدأ السابع للقیادة المستدامة "إتباع منظور طویل الأمد". 8- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطات استجابات عینة الدراسة فیما یتعلق بالدرجة الإجمالیة للاستبیان. وبذلک نقبل الفرض الإحصائی الذی نص على "لا توجد فروق دالة فی وجهات نظر المدیرین بشأن مدى اتساق الاستجابة البیئیة التی یتبعها المدیرون مع مبادئ القیادة المستدامة بشرکات المقاولات بدولة الکویت تُعزى المؤهل العلمی".
تفسیر النتائج ومناقشتها أ- النتائج المتعلقة بتطبیق القیادة المستدامة: أفادت نتائج الدراسة الحالیة بأن درجة اتساق الاستجابة البیئیة بشرکات المقاولات بدولة الکویت مع مبادئ القیادة المستدامة إجمالاً "متوسطة". وتأتی هذه النتائج متفقة مع نتائج وتتفق النتائج مع نتائج دراسة "هاردی" (Hardie, 2015) التی أبرزت أن مستوى تطبیق مبادئ القیادة المستدامة لدى القادة العملین فی إقلیم الباسفیک کان بمستوى متدنی نسبیاً وأن هناک حاجة لمزید من تسلیط الضوء على تطبیق هذه المبادئ من أجل تحقیق فاعلیة الشرکات فی جزر فیجی. وکذلک نتائج دراسة "کانتابوترا وآخرین" (Kantabutra & Thepha-Aphiraks, 2016) التی بینت أن 6 من أصل 19 من ممارسات القیادة المستدامة کان یتم ممارستها لدى عینة من مقدمی الخدمات المالیة فی تایلاند. بینما تختلف هذه النتائج مع دراسة "محمد أشتیوی" (2017) التی أفادت بوجود درجة مرتفعة من ممارسات القیادة المستدامة لدى مدیری الشرکات فی قطاع غزة. کما تختلف هذه النتائج مع نتائج دراسة "کروسبی" (Crosby, 2016) التی بینت أن قادة الشرکات الصغیرة ومتوسطة الحجم فی غرب میتشجان بأمریکا قد مارسوا الکثیر من استراتیجیات القیادة المستدامة لزیادة أرباح بشرکاتهم. وکذلک تختلف مع نتائج دراسة "سوریانکیتکایو" (Suriyankietkaew, 2016) التی أبرزت أن 16 من أصل 23 من الممارسات التی تضمنها نموذج "افری" و"بریجستنر" قد تم تطبیقها فی الشرکات الصناعیة بتایلاند. وبالنظر على مستوى اتساق ممارسات مدیری شرکات المقاولات مع المبادئ الفرعیة للقیادة المستدامة فإننا نجد أن أغلب المبادئ قد جاءت بدرجة منخفضة (استدامة التعلم والنجاح- القیادة الموزعة- استدامة القیادة لدى الآخرین- التعلم من دروس الماضی- إتباع منظور طویل الأمد) بینما أتى مبدأ واحد وهو العدالة بدرجة متوسطة، ومبدأ واحد بدرجة مرتفعة وهو بعد الحفاظ على الموارد المادیة والبشریة. وفیما یلی یعرض الباحث لتفسیراته المحتملة لهذه النتائج.
حیث یرى الباحث بشکل رئیسی أن السبب الرئیسی فی عدم وجود مستوى مرتفع من ممارسة القیادة المستدامة فی الشرکات یکمن فی عدم إتباع منظور طویل الأمد وبدلاً من ذلک الترکیز بشکل أکبر على الممارسات الروتینیة والیومیة التشغیلیة فی الشرکات لدى مدیری شرکات المقاولات بدولة الکویت. إن تطبیق القیادة المستدامة فی الشرکات ینطلق بشکل رئیسی من وجود رؤیة واضحة المعالم للإصلاح والتطویر فی الشرکات تعتمد على توفیر فرص للتعلم العمیق وجعل الإصلاح والتطویر حاضراً وواقعاً یرتبط برؤیة للمستقبل تحدد أدوار حیویة للشرکات فی استدامة التعلم والنجاح والاستدامة البیئیة وتفعیل الدور المسئول للشرکات فی المجتمع والبیئة. وبغیاب مثل هذه الرؤیة والفکر والثقافة المواتیة یکون من الصعب وجود تطبیق منظم ومنظومی ومقصود لمبادئ القیادة المستدامة بحیث تکون الاستجابة البیئیة التی یتبعها المدیرون متسقة معها. ولعل هذا یفسر لماذا جاء بعد استدامة التعلم والنجاح بدرجة منخفضة إذ أنه لا یوجد ترکیز کبیر على رؤیة شاملة للتطویر المؤسسی فی شرکات المقاولات، کما جاء مبدأ استدامة القیادة لدى الآخرین أیضاً متدنیاً وذلک یرجع إلى غیاب الرؤیة الطویلة الأمد التی تحرص على استدامة خط متتابع من القیادة الماهرة القادرة على الأخذ بید شرکات المقاولات نحو تحقیق الاستدامة المنشودة. وکذلک جاء بعد القیادة الموزعة بدرجة منخفضة وإنما یرجع ذلک بالأساس إلى شیوع النمط البیروقراطی فی إدارة الشرکات وهو النمط الذی یشجع على القیادة المرکزیة ووضع کل الصلاحیات القیادیة بین أیدی مدیر شرکات المقاولات وفی مستوى الإدارة العلیا مع تقلیص واضح للدور الذی یمکن أن یلعبه ا العاملون فی صیاغة معالم السیاسات ال. وصناعة واتخاذ القرارات الحیویة، وغیاب ثقة المدیرین فی المدیرین والموظفین کمشارکین فی العملیة الإداریة ومن ثم ضعف توزیع المهام القیادیة علیهم الأمر الذی أدى وجود ضعف فی مستوى تطبیق هذا المبدأ من مبادئ القیادة المستدامة. وکذلک جاء مبدأ التعلم من دروس الماضی متدنیاً ویرتبط ذلک أیضاً مباشرةً بعدم إتباع منظور طویل الأمد فوجود بصیرة بالمستقبل واستشراف له ینطلقان بالأساس من قراءة عبر الماضی., وفی غیاب منظور طویل الأمد یُرجح أیضاً ضعف التعلم من دروس الماضی. وفی ظل نظام إداری یرکز على مهام الیوم بیوم والإتباع الصارم للتعلیمات الشکلیة واللوائح الإداریة قد یکون من الصعب توفیر الوقت الکافی للتعلم من دروس الماضی والتأمل فیها بُغیة الاستفادة منها فی التطویر العمل. وخلافاً لهذه النتائج جاء بعد الحفاظ على الموارد المادیة والبشریة بدرجة مرتفعة. وفی ظل ضعف تطبیق المبادئ الأخرى للقیادة المستدامة فإنه یمکن القول بأن تطبیق هذا المبدأ الذی جاء بدرجة مرتفعة یعد تطبیقاً اجتهادیاً أکثر منه تطبیقاً منظماً لمبادئ القیادة المستدامة إنه یعکس حساً متأصلاً لدى المدیرین بشکل فطری نابعاً من وعیهم بضرورة الحفاظ على موارد البیئة والموارد البشریة. وکذلک جاء بعد العدالة بدرجة متوسطة ومختلفاً عن أغلب الأبعاد التی جاءت بدرجة منخفضة. ویمکن أن یعود ذلک أیضاً إلى القیم الشخصیة للمدیرین التی تشجع على تحقیق العدالة فی شرکات المقاولات بین العاملین وبین شرکات المقاولات والشرکات الأخرى. ویمکن القول أیضاً بأن هذه الدرجة المتوسطة التی تعد أفضل کثیراً من درجة تطبیق المبادئ الأخرى ما هی إلا اجتهاد فردی أکثر من تطبیق منظومی لمبادئ القیادة المستدامة. ب- مناقشة وتفسیر النتائج المتعلقة بالفروق فی إدراک درجة ممارسة القیادة المستدامة: بینت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی تقییم المشارکین لمدى اتساق الاستجابة البیئیة بشرکات المقاولات بدولة الکویت مع مبادئ القیادة المستدامة وفقاً للمتغیرات (الجنس- التخصص- عدد سنوات العمل بمهنة الادارة- المؤهل العلمی). وتأتی هذه النتائج مؤکدة لنتائج بعض من الدراسات السابقة التی تمت مراجعتها حیث تتفق هذه النتائج مع ما توصلت إلیه نتائج دراسة "محمد أشتیوی" (2017) التی توصلت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی وجهة نظر المشارکین بها بشأن درجة ممارسة القیادة المستدامة وفقاً متغیرات المسمى الوظیفی، والمؤهل العلمی، وعدد سنوات الخدمة. وتشیر هذه النتائج إلى تجانس آراء المشارکین بغض النظر عن متغیراتهم الشخصیة (الجنس- التخصص- عدد سنوات العمل بمهنة الادارة- المؤهل العلمی) بشأن مدى اتساق الاستجابة البیئیة بشرکات المقاولات بدولة الکویت مع مبادئ القیادة المستدامة وتبین أنه لا یوجد أی تأثیر دال لأی من هذه المتغیرات على آراء المشارکین فی هذا الصدد. ویمکن تفسیر هذه النتائج بأن العوامل المؤثرة على تطبیق القیادة المستدامة فی جمیع الشرکات بدولة الکویت تعد موحدة ومتشابهة بما لم یجعل لأی من المتغیرات تأثیر دال علیها. فجمیع الشرکات تخضع لسیاق تنظیمی متشابه لا یرکز بشکل رئیسی على نمط الإدارة البیروقراطیة والانشغال بالمهام الیومیة على حساب الرؤیة طویلة الأمد والتخطیط الاستراتیجی، ویرکز على الأدوار التقلیدیة لمدیر شرکات المقاولات وإهمال مشارکة المدیرین فی صنع واتخاذ القرارات. کما تتعرض الشرکات لظروف متشابهة فیما یتعلق بضعف الاهتمام بقضایا الاستدامة والتنمیة المستدامة، وغیاب الاهتمام بالقضایا المجتمعیة والبیئیة، وإغفال الدور الذی یجب أن یلعبه مدیرو الشرکات فی تنمیة خطوط جدیدة من القیادة. ومن ثم فقد کان تأثیر هذه العوامل موحداً على الجنسین (المرؤسینین والمرؤسینات). وکذلک لم یکن للتخصص أی دور ولا حتى طول سنوات العمل بشرکات المقاولات أی دور نظراً للتأثیر الموحد والمتجانس للظروف السائدة على جمیع العاملین بغض النظر عن عدد سنوات عملهم.
التوصیات 1- تتبنی شرکات المقاولات بدولة الکویت رؤیة جدیدة ترکز على تحقیق التعلم العمیق مدى الحیاة للجمیع سواءاً کانوا طلاباً أو المرؤسینین أو إداریین. 2- الترکیز على تبنی منظور طویل الأمد لاستدامة النجاح فی شرکات المقاولات بدولة الکویت یأخذ بعین الاعتبار المتغیرات الحالیة والمستقبلیة التی یمکن أن تؤثر على العملیة الاداریة بما فی ذلک المتغیرات الاجتماعیة والثقافیة والبیئیة المختلفة. 3- العمل على الاستفادة من خبرات وتجارب الشرکات الأخرى فی استدامة التعلم والنجاح سواءاً الشرکات فی الدول العربیة الأخرى أو الشرکات العالمیة. 3- الاهتمام بتطبیق أفکار إدارة المعرفة الضمنیة فی شرکات المقاولات بما یتیح الاستفادة من الخبرات والمعارف والأفکار الضمنیة غیر المعبر عنها بشکل صریح لدى الإداریین والمدیرین بهدف استدامة نمو المهارات الإداریة والقیادیة والادارةیة فی شرکات المقاولات بدولة الکویت. 4- أن تتبنى شرکات المقاولات بدولة الکویت مفهوماً أوسع نطاقاً للنجاح بحیث لا یقتصر فحسب على نتائج بیئة العمل بل یمتد لما هو أوسع من ذلک ویشمل رضا العاملین والآباء، ونجاح شرکات المقاولات فی تحقیق المشارکة المجتمعیة والبیئیة بشکل فاعل. 5- الحرص على تطبیق أفکار ومبادئ المنظمات المتعلمة فی شرکات المقاولات بما یجعلها قادرة على الاستفادة الدائمة من دروس الماضی ویجعل التعلم التنظیمی جزءاً لا یتجزأ من ثقافة کافة العاملین بشرکات المقاولات.
المقترحات 1- إجراء البحوث التی تستکشف تأثیرات تطبیق ممارسات ومبادئ القیادة المستدامة فی الشرکات على عدد من المتغیرات الشخصیة والتنظیمیة بالشرکات من قبیل: رضا المدیرین والمدیرین، ونتائج بیئة العمل العاملین، ورضا أولیاء الأمور عن العملیة الاداریة، وتحقیق مبادئ الجودة الشاملة، والمساهمة فی التحول لمنظمة متعلمة، وإرساء مبادئ التعلم التنظیمی، وتأثیراتها على بیئة العمل بشرکات المقاولات والمناخ التنظیمی السائد بها. 2- دراسة التکامل ما بین نمط القیادة المستدامة والعدید من التوجهات الحدیثة الأخرى فی مجال القیادة ال.، مثل: التکامل ما بین القیادة المستدامة والإدارة الذاتیة للشرکات، والتکامل بین القیادة المستدامة والقیادة التحویلیة، والقیادة المستدامة وإدارة الجودة الشاملة، والقیادة المستدامة وإدارة المعرفة. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
References | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1) احمد رشوان (2010). القاعدة المعلوماتیة کآلیة لبناء القدرات المؤسسیة للجمعیات الأهلیة لتحقیق أهداف التنمیة المستدامة: دراسة من منظور طریقة تنظیم المجتمع. مجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الإنسانیة - مصر، ( 28)، 2،
2) دالیا کلاب (2016). استراتیجیات تحقیق الاستدامة فی مبانی المستشفیات: مبانی المستشفیات فی قطاع غزة - حالة دراسیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. الجامعة الإسلامیة (غزة)، غزة.
3) محمد أشتیوی (2017). درجة ممارسة مدیری التربیة والتعلیم بمحافظة غزة لنمط القیادة المستدامة وسبل تطویرها. رسالة ماجستیر غیر منشورة، الجامعة الإسلامیة- غزة.
4) منی خلیل (2012). التخطیط لتحقیق الاستدامة الاجتماعیة للخدمات المقدمة للفئات الأولى بالرعایة. المؤتمر الدولی الخامس والعشرون لکلیة الخدمة الاجتماعیة بجامعة حلوان (مستقبل الخدمة الاجتماعیة فی ظل الدولة المدنیة الحدیثة ) - مصر، 9 ، حلوان: کلیة الخدمة الاجتماعیة - جامعة حلوان، 3793 - 3858.
5) Avery, G. C. and Bergsteiner, H. (2011a). Sustainable Leadership: Honeybees and Locusts Approaches. Routledge, New York, NY.
6) Crosby, L. G. (2016). Developing sustainable leadership strategies to increase corporate revenue (Order No. 10145346). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1811945636).
7) Hardie, R. A. (2011). Principals' perceptions of the essential components of sustainable leadership and implications for succession planning at the elementary school level: A mixed methods research study (Order No. NR92252). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1315009898)
8) Hargreaves, A. & Fink, D. (2007). Energizing leadership for sustainability. In B. Davies (ed). Developing sustainable leadership (pp.46–64). London: Paul Chapman Publishing.
9) Kalkavan, S. (2015). Examining the Level of Sustainable Leadership Practices Among the Managers in Turkish Insurance Industry. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 207, 20-28.
10) Kantabutra, S., & Avery, G. (2013). Sustainable leadership: Honeybee practices at a leading Asian industrial conglomerate. Asia - Pacific Journal of Business Administration, 5, 36–56. doi:10.1108/17574321311304521
11) Kantabutra, S., & Thepha-Aphiraks, T. (2016). Sustainable leadership and consequences at Thailand's Kasikornbank. International Journal of Business Innovation and Research, 11(2), 253-273.
12) Šimanskienė L., Župerkienė E. (2013). Sustainable leadership. Klaipėda: Klaipėda University Press.
13) Suriyankietkaew, S., & Suriyankietkaew, S. (2016). Effects of sustainable leadership on customer satisfaction: evidence from Thailand. Asia-Pacific Journal of Business Administration, 8(3), 245-259. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Statistics Article View: 409 PDF Download: 445 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||