إدراک المزارعين للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمياه الرى وعلاقته ببعض خصائصهم الشخصية والاجتماعية الاقتصادية"

 المقدمة والاطار النظری:

یواجه العالم العدید من التحدیات فی مجال تأمین الموارد الطبیعیة اللازمة لسد احتیاجات البشر، ودعم خطط التنمیة. وتعتبر المیاه أهم وأخطر هذه الموارد الطبیعیة، والتی تعانی دولا عدیدة من ندرتها، الامر الذی یتطور فی کثیر من الاحیان الى التنافس علیها، بل وقد یصل الى حد الصراع، حیث یتوقع العدید من الخبراء نشوب الحروب المستقبلیة بین الدول من أجل الحصول على المیاه.

وجاء فی تقریر (الإسکوا: 2010)، إلى أن الموارد المائیة بالمنطقة العربیة تعد من أکثر الموارد المتضررة من التأثیرات المحتملة جراء التغیرات المناخیة، وما سیترتب على ذلک من تأثر کثیر من القطاعات على رأسها قطاع الزراعة، وقدرته على تامین الاحتیاجات الغذائیة لشعوب المنطقة، والتی تواجه اصلا العدید من الصعوبات فی هذا المجال، وما یترتب على ذلک من احتمالیة زیادة حدة الصراعات بین دول المنطقة على الموارد المائیة وعلى رأسها المیاه، أو نشوب صراعات جدیدة.

وتعتبر مصر إحدى الدول العربیة التی وصلت مشکلة المیاه فیها حد الخطر خاصة فی ظل اعتماد مصر على نهر النیل کمصدر مائی رئیسی مع ثبات نصیب مصر من موارد میاه النیل، لذا أصبح من الضروری دراسة السبل التی من شأنها ترشید استهلاک المیاه و إکساب الأفراد السلوکیات الواعیة للمحافظة على المیاه وتکوین اتجاهات إیجابیة لدى المواطنین نحو ترشید استهلاک المیاه (النجدی، وآخرون، 2002 : 84).

حیث تواجه مصر على وجه الخصوص العدید من التحدیات فی مجال تأمین احتیاجاتها من الموارد المائیة، فی ضوء محدودیتها، وعدم کفایة حصتها من میاه النیل، وتأثرها بظاهرة التغیرات المناخیة العالمیة خاصة وانها تقع ضمن المناطق القاحلة، وذلک بالإضافة الى العدید من المخاطر الداخلیة والتهدیدات الخارجیة سواء الحالیة او المحتملة، والتی تؤثر على استقرار واستدامة الموارد المائیة.

وتبلغ اجمالی الموارد المائیة المتاحة لمصر وفقا لتقدیرات العام 2006/2007 فقط 69.96 ملیار متر مکعب سنویا، تشکل حصة مصر من میاه نهر النیل (79.33%) منها. بالإضافة الى (20.67%) تأتی من مصادر اخرى تتمثل فی: المیاه الجوفیة بالوادی والدلتا، وتدویر میاه الصرف الزراعی، وتدویر میاه الصرف الصحی، والامطار والسیول،، وتحلیة میاه البحر بنسب مئویة (8.719%)، و(8.148%)، و(1.858%)، و (1.858%)، و(0.086%) على الترتیب (وزارة الموارد المائیة والری، 2009).

کما تشهد مصر حالیاً مشکلة نقص فی کمیات المیاه التی تحتاجها وفى المستقبل القریب قد تتحول تلک المشکلة إلى أزمة قد یعانی منها المجتمع کاملاً، حیث انخفض متوسط نصیب الفرد من المیاه فی مصر عن خط الفقر المائی (1000 متر3 سنویاً) منذ عام 2000، ووصل إلى حوالى 771 متر3 فی عام 2005 وسوف یستمر هذا الانخفاض طالما ظل الوضع مستمراً على ما هو علیه الآن (مرکز الدراسات المستقبلیة، 2006).

  وتشکل میاه الری بالنسبة لمصر عصب التنمیة، وخاصة لقطاع الزراعة الذی یستحوذ على غالبیة الموارد المائیة المتاحة، والذی یعد بدوره محرکا اساسیا لعملیة التنمیة ومصدرا هاما لتأمین الاحتیاجات الاستراتیجیة من الغذاء والکثیر من المنتجات الزراعیة والصناعات المعتمدة على الزراعة لسد الاحتیاجات المحلیة، أو تصدیرها لتوفیر العملات الاجنبیة. فضلا عن الخطط الطموحة التی وضعتها الدولة لاستصلاح الاراضی الصحراویة وزراعتها.

 

 فالزراعة هی المستهلک الرئیسی للمیاه فی مصر حیث تستحوذ على ٨٠-85% من المیزانیة المائیة ویصل إجمالی مساحة الأراضی المنزرعة فی الوقت الحاضر حوالى ٨ ملیون فدان یمکن أن تزید إلى ١٠-١١ ملیون فدان بحلول عام ٢٠١٧ .  ویصل متوسط ما یحتاج إلیه الفدان من میاه الری فی الوقت الحاضر حوالى ستة آلاف متر مکعب سنویًا أی أن إجمالی نصیب الزراعة من المیاه یصل إلى ٤٨ ملیار متر مکعب فی السنة (القوصی، 2008).

وتتصف الزراعة المصریة بأنها ذات حساسیة عالیة للتغیرات المناخیة، حیث تتواجد فی بیئة قاحلة وهشة تعتمد أساساً على میاه نهر النیل وتتأثر بالتغیرات المناخیة المتوقعة، ولـذا فــمن الضروری تقدیــر مدى تـأثر مـصر ومواردها المائیة. لما له من آثار سلبیة على قطاع الزراعة.

وتشیر الدراسات العلمیة إلی ارتفاع درجات الحرارة علی سطح الأرض ما بین 0.4 ،0.8 درجة مئویة خلال المائة وخمسون عاماً الماضیة، وبرغم أن هذه الزیادة تبدو للوهلة الأولی طفیفة وغیر مؤثرة، فإنها کافیة فی الواقع لاضطراب حرکة التیارات والأمواج فی البحار والمحیطات، ولتغیر مسارات التیارات الهوائیة وغیرها من العوامل المتحکمة فی طبیعة المناخ العالمی. من هنا لم یکن غریبا اقتران هذه الزیادة بارتفاع مستوی سطح البحر فضلا عن ظهور موجات الحر والجفاف، وحرائق الغابات والفیضانات والأعاصیر وذوبان أو انهیار الکتل الجلیدیة، وغمر أجزاء من المدن الساحلیة بمیاه البحر وهی کلها علامات واضحة تدل علی تغیر مناخ الأرض. کما یتوقع الخبراء زیادة اضافیة فی درجات الحرارة تتراوح ما بین1.8 ،4  درجات مئویة بحلول نهایة القرن الحالی (مرعی، 2010: 2-3).

ولقد کان للتحولات الاقتصادیة والتکنولوجیة والصناعیة والتی شهادتها المجتمعات العالمیة فی العقود القلیلة الماضیة أثرًا واضحا فی فی تفاقم مشکلة الاحتباس الحرارى، ولذلک ظهرت حرکات على المستوى العالمی لبیان خطورة الاحتباس الحراری ووضع التشریعات والقوانین التی تنظم الصناعة والأعمال التجاریة والتقنیة، إضافة إلى ازدیاد الوعی والإدراک بمخاطر الاحتباس الحراری من المستهلکین للتشجیع على  استخدام المنتجات صدیقة البیئة (العموش، 2009: 13).

وتشیر الدراسات العالمیة إلى أن الآثار الاجتماعیة للاحتباس الحراری ینعکس سلبا على التنمیة والتی تتمثل فی ازدیاد معدلات الفقر فی الدول الآخذة فی النمو وانتشار الأمراض والهجرة إلى المدن، وهذه النتیجة ترتبط دون شک بغیاب الوعی والإدراک بمخاطر الاحتباس الحراری والمشکلات البیئیة (315(Boiral, 2006 :.

 

ونظراً للاهتمام العالمی بعلم الاجتماع البیئی، أصبحت الحاجة ماسة إلىالتعرف على الأسس والأطر النظریة الموجهة للبحوث الاجتماعیة فیمجال علم الاجتماع البیئی، وینقسم هذا الاتجاه إلى ثلاث اتجاهات فرعیة کما یلی:

أولاً- نظریة الحتمیة البیئیة: وتعنی أن الإنسان یخضع بکل ما فیه للبیئة فهی التی تسیطر علیه ولیس العکس، فالبیئة بما فیها من مناخ معین وغطاء نباتی وحیاة حیوانیة تؤثر على الإنسان من مختلف الجوانب، أدى هذا التأثیر المتباین والتناقض الواضح بین الشعوب وخاصة بین الآسیویین والأوروبیین والذی استرعى انتباه الفلاسفة منذ القدم إلى ظهور نظریة الحتمیة لتفسیر هذا التناقض. وقد تبلورت 3 آراء متعلقة بهذا الشأن وهی:

 

1-        الحتمیة البیئیة: أی أن البیئة ذات تأثیر حتمی على المکونات الحیة.

2-        الحتمیة الحضاریة: أی ان البیئة تتشکل نتیجة تأثیر الکائنات الحیة.

3-        التأثیر المتبادل: أی أن هناک تبادل فی العلاقات بین الکائنات الحیة وبقیة عناصر البیئة.

 

ثانیاً- النظریة الاختیاریة: وهی عکس النظریة الحتمیة، حیث تقر بإیجابیة الإنسان لأنها تملکه إرادة فعالة مؤثرة، لیس فیما یتخذه من قرارات، وإنما له قوة کبیرة على بیئته أیضاً، ومن أکثر مؤیدی هذه النظریة إسحاق بومان.

 

ثالثاً- النظریة التوافقیة: وهذه النظرة التوافقیة تقوم هذه النظریة بدور الوساطة بین کل من أنصار النظریة الحتمیة والنظریة الاختیاریة، فکان لابد من ظهور نظریة ثالثة جدیدة تحاول التوفیق بین الآراء المختلفة، وهذه النظریة لا تؤمن بالحتمیة المطلقة أو الإمکانیة الاختیاریة المطلقة وإنما تؤمن بدور الإنسان والبیئة وتأثیر کل منهما على الآخر بشکل متغیر وتأثیر متبادل، فتغلب علی بعض البیئات تعاظم تأثیر الطبیعة وسلبیة تأثیر الإنسان علیها، ویظهر العکس فی بعض البیئات الأخرى (أبو عطا،2013: 4-6).

ومن الضروری الترکیز على المنافع المشترکة للتنوع البیولوجی ومکافحة التصحر وتدهور الأراضی فی معظم مشاریع تغیر المناخ. وتتضمن الأنشطة النوعیة للترویج للمنافع المشترکة فی إصلاح وصیانة النظم البیئیة للحد من تفاقم التأثیرات السلبیة لتغیر المناخ، ووضع ممارسات للإدارة المستدامة للنظم الایکولوجیة وتقییم الضعف أمام تغیر المناخ فیما بین الأنواع والنظم الایکولوجیة، ویعزى الارتفاع فى درجات الحرارة فى العقود الأخیرة نتیجة للأنشطة الإنسانیة ولیس لأسباب طبیعیة. کذلک فإن هناک مظاهر أخرى من مظاهر تغیر المناخ مثل التغیرات فى نمط سقوط الأمطار فى مناطق مختلفة، و التغیرات فى مستوى سطح البحر، وانخفاض معدلات ملوحة المیاه فى المحیط الأطلنطى فى المناطق القریبة من القطب الشمالى وغیرها (مؤتمر التنوع البیولوجی والتغیر المناخی 18-29 أکتوبر 2010).

 

مشکلة البحث:

إن حـیـاة الإنـسـان عـبـارة عـن تـفـاعـل مـع کـل مـا یـحـبـط بـه، وهـذا یـتـطـلـب مـنـه مـعـرفـة الـبـیـئـة بـهـدف الـتـکـیـف مـعـهـا وحـمـایـة نـفـسـه مـن مـخـتـلـف الأخـطـار، وحـتـى یـتـمـکن الإنـسـان مـن مـعـرفـة الـبـیـئـة المحیطة والتی یعیش بها فلابد من الانتباه لها وإدراکه لها بکل حواسه، وللإدراک عـلـى وجـه الـخـصـوص عـلاقـة وثـیـقـة بـسـلـوک الإنـسـان. ویمکن تعریف السلوک التنظیمی بأنه الاستجابات التی تصدر عن الفرد نتیجة لاحتکاکه بغیره من الافراد أو نتیجة لاتصاله بالبیئة الخارجیة من حوله ویتضمن بهذا المعنى کل ما یصدر عن الفرد من عمل، تفکیر، سلوک، مشاعر، أو انفعالات وإدراک (ماهر،2005: 6).

ویمکن تعریف الإدراک على أنه العملیة المعرفیة الأساسیة الخاصة بتنظیم المعلومات التی ترد إلى العقل من البیئة الخارجیة فی وقت معین، ویعرفه آخرون على أنه عملیة استقبال وانتقاء وتفسیر مثیرات البیئة المحیطة، حیث یساهم الإدراک فی تصنیف وتنظیم ما نتلقاه، فنتصرف وفقًا لتفسیراتنا للحقیقة التی ندرکها، وکثیرًا ما تکون نفس الحقیقة التی نراها غیر الحقیقة التی یراها أو یدرکها الآخرون، ویتضح من ذلک أن عملیة الإدراک تتم وفق خطوتین هامتین هما:

1- تبدأ عملیة الإدراک بشعور الفرد بالمثیرات الخارجیة وتقوم الحواس بعملیة الاستقبال لتلک المثیرات.

2- یتم تحویل المشاعر والأحاسیس إلى مفاهیم ومعانی معینة، وذلک عن طریق اختیار وتنظیم المعلومات وتفسیرها

بناء على مخزون الخبرات السابقة، وحتى نتفهم سلوک الأفراد فی إطار البیئة الخارجیة المحیطة بهم یجب أن نقف على طریقة إدراکهم لواقعهم لأن إدراک الفرد للواقع یؤثر على درجة استجابته للمواقف المختلفة (عاشور،1989: 12).

ویشیر (Rogers, 2003:170) إلى أهمیة إدراک المشکلة وما یترتب علیها من الشعور بالحاجة الى التغییر والرغبة فی تعدیل السلوک وتبنی افکار واسالیب مختلفة ومستحدثة. فالحاجات المدرکة تمثل الخطوة الاولى فی تعدیل السلوک من أجل التکیف مع التغییرات الحالیة والمحتملة.

ولمواجهة المخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری فلابد من تنمیة الحاجة الى التغییر لدى المزارعین ، وبناءً على ذلک برزت فکرة هذا البحث فی تحدید درجة إدراک المزارعین لتلک المخاطر والمشکلات المحتملة، والتی یتوقف علیها نجاح تطبیق الخطط الاستراتیجیة التی تعدها الدولة لمواجهة تلک المخاطر المحتملة أو التکیف معها. ویثیر ذلک التساؤلات البحثیة التالیة:

• ما هو مستوى إدراک المبحوثین للمخاطر المتعلقة باستخدام میاه الری بمنطقة البحث ؟
• ما هی مصادر تلوث قنوات الری من وجهة نظر المبحوثین ؟
• ما هی أسباب المشکلات والمخاطر المتعلقة باستخدام میاه الرى من وجهة نظر المبحوثین ؟
• هل توجد علاقة بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الرى وبعض خصائصهم الشخصیة والاجتماعیة الاقتصادیة ؟

 

أهداف البحث:

فی ضوء العرض السابق لمشکلة البحث تحددت أهدافه فیما یلى:

• قیاس مستوى إدراک المبحوثین  للمخاطر المتعلقة باستخدام میاه الرى بمنطقة البحث.
• التعرف على مصادر تلوث قنوات الری من وجهة نظر المبحوثین.
• التعرف على أسباب المشکلات والمخاطر المتعلقة باستخدام میاه الرى من وجهة نظر المبحوثین.
• التعرف على طبیعة العلاقة بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری وبعض خصائصهم الشخصیة والاجتماعیة الاقتصادیة

 

 أهمیة البحث:

لا شک أن  قضایا المیاه تحتل الصدارة فی أولویات کثیر من البلاد ومنها مصر نظراً لما تعانیه من مخاطر حالیة ومحتملة بشأن تأمین الاحتیاجات المائیة لمختلف القطاعات بشکل عام ولقطاع الزراعة بشکل خاص، مما یؤکد وجوب الاهتمام بقضایا المیاه اتجاه الدولة المصریة نحو التوسع فی استصلاح المزید من الأراضی، بالإضافة الى التهدیدات الخارجیة المتعلقة بالتغیرات المناخیة، او الصراع على المیاه بین الدول.

ولکی تتمکن الدولة المصریة من الوفاء بالاحتیاجات المائیة الحالیة والمستقبلیة، فلابد من وضع خطة استراتیجیة، لا تغفل دور العنصر البشری والمتمثل فی المزارعین سواء فی الوادی أو فی الأراضی المستصلحة فی ترشید استخدام المیاه والحفاظ علیها.

ومن هنا تبرز أهمیة هذا البحث فی الوقوف على درجة إدراک المزارعین لتلک المخاطر المتعلقة بمیاه الرى، حیث تشکل نقطة البدایة فی إقناعهم وتوعیتهم بضرورة تعدیل سلوکهم الإروائی، وفقاً لمتغیرات الموقف الحالی وتوقعات المستقبل. فبدون إدراک کل الاطراف المعنیة وعلى رأسهم مستخدمی میاه الرى لهذه المخاطر لا یمکن ضمان نجاح الخطط الاستراتیجیة الهادفة للحفاظ على میاه الرى ورفع کفاءة استخدامها.

 

الفرض البحثی:

 لتحقیق الهدف الرابع تم صیاغة الفرض البحثی التالی: "توجد علاقة بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری کمتغیر تابع وبعض خصائصهم الشخصیة والاجتماعیة الاقتصادیة کمتغیرات مستقلة".

 

الفرض الإحصائی:

لاختبار صحة الفرض البحثی السابق تم صیاغة الفرض الإحصائی المقابل له والذی یقضی "بعدم وجود علاقة بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة باستخدام میاه الرى کمتغیر تابع وبعض خصائصهم الشخصیة والاجتماعیة الاقتصادیة کمتغیرات مستقلة".

 

الطریقة البحثیة:

 

1- المجال الجغرافی:  

أجرى هذا البحث فی قریتین بمحافظة البحیرة الواقعة فی شمال مصر وغرب دلتا النیل وتبلغ مساحتها 9123 کم2 بما یمثل 9% من جملة مساحة مصر. ونظراً لاتساع مساحتها المترامیة الأطراف تتنوع طبیعة أراضیها من الأراضی الصحراویة الصفراء التی تقع فی جنوب وغرب المحافظة، إلى الأراضی الطینیة السوداء والتی تقع فی شرق المحافظة وشمالها وبینهما الأراضی المستصلحة. وتتمثل الموارد المائیة الرئیسیة لمحافظة البحیرة فی نهر النیل متمثلا فی فرع رشید الذی یمثل الحدود الشرقیة للمحافظة والذی یوفر احتیاجات الری للأراضی الزراعیة بشرق ووسط المحافظة، بالإضافة الى خزان الماء الجوفی الذی یوفر احتیاجات الری للأراضی الزراعیة وخاصة المستصلحة فی جنوب وغرب المحافظة. ( تقریر محافظة البحیرة، 2005)

ولإجراء هذا البحث تم اختیار قریتن تمثلان تباین الأراضی الزراعیة وظروف الری بمحافظة البحیرة، هما قریة نتما التابعة للوحدة المحلیة بالنجیلة، بمرکز کوم حمادة. والتی تعد احدى القرى القدیمة، وقریة أحمد رامی التابعة لمنطقة البستان والتی تمثل احدى قرى الاستصلاح.

وتعد قریة نتما احدى القرى القدیمة بمحافظة البحیرة، ویبلغ زمام الاراضی الزراعیة بها حوالی 1750 فدان موزعین على 760 حائزا، وأهم المحاصیل المنزرعة بها فی الموسم الشتوی هی: البطاطس والفاصولیا والفول البلدی، وفی الموسم الصیفی: الأرز والفاصولیا الذرة الشامیة، بالإضافة الى الفواکه المعمرة ومن أهمها: الیوسفی والبرتقال والموز. (بیانات غیر منشورة، الجمعیة التعاونیة الزراعیة بناحیة نتما).

وتنتمی قریة أحمد رامی إلى المجتمعات المستصلحة بمحافظة البحیرة، ویبلغ زمام الأراضی الزراعیة بها حوالی 3020 فدان موزعین على 604 حائزاً، وأهم  المحاصیل المنزرعة بها فی الموسم الشتوی هی: القمح والفول البلدی والبطاطس والفاصولیا والبسلة، وفی الموسم الصیفی: الفاصولیا، الذرة الشامیة، والفول السودانی، بالإضافة الى الفواکه المعمرة ومن أهمها: الیوسفی والبرتقال واللیمون البلدی والخوخ والعنب (بیانات غیر منشورة، المراقبة العامة للتنمیة والتعاون بمنطقة البستان).

 

2- المجال البشری واختیار العینة: 

تم سحب عینة عشوائیة بسیطة، وذلک بأخذ 100 مبحوث من المزارعین الحائزین من کلا القریتین محل البحث، لیبلغ إجمالی حجم العینة إلى 200 مبحوث یمثلون ما یقرب من 15 % من إجمالی عدد الحائزین البالغ عددهم الإجمالی 1364 حائزاً.

 

 

4-   المجال الزمنی: تم جمع البیانات المیدانیة من قریتی الدراسة خلال شهری یولیو وأغسطس عام 2014.

 

ثانیا: نوع الدراسة والمنهج المستخدم :

تعتبر هذه الدراسة من الدراسات الوصفیة التحلیلیة، وذلک لأنها تستهدف التعرف على إدراک المبحوثین للمخاطر المتعلقة باستخدام میاه الرى، وکذلک أسباب المشکلات والمخاطر المتعلقة باستخدام میاه الرى، بالإضافة إلى اختبار مجموعة من الفروض النظریة من خلال الفروض الإحصائیة المقابلة لها، أما المنهج المستخدم فی هذه الدراسة فهو منهج المسح الاجتماعی الجزئی (بالعینة) وهو أکثر المناهج ملائمةً لموضوع الدراسة.

 

ثالثا: أداة جمع البیانات:

تم جمع البیانات بالمقابلة الشخصیة للمبحوثین باستخدام استمارة استبیان تم إعدادها وفقاً لأهداف الدراسة بعد إجراء الاختبار المبدئی ((Pre-Test على سبعة مبحوثین بقریة محلة أحمد التابعة لمرکز کوم حمادة بمحافظة البحیرة، وتم بعد ذلک إجراء التعدیلات اللازمة فی صورتها النهائیة.

 

متغیرات الدراسة وتعریفاتها الإجرائیة وکیفیة قیاسها:

أولاً- المتغیر التابع (الدرجة الکلیة لإدراک المخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری):

ویقصد به معرفة المبحوثین بوجود المخاطر المتعلقة بمیاه الری وإدراکهم لتأثیرها علیهم، وانتباههم لشدتها بشکل عام وتوقعاتهم بوضعها المستقبلی، وکذلک معرفتهم بوجود بعض المشکلات المحددة المتعلقة بمیاه الری ومدى تعرضهم وتأثرهم الشخصی بها. وتم قیاسها من خلال اعطاء درجات مرجحة للاستجابات عن کل جزء کما یلی: فیما یتعلق بکل من وجود المخاطر المتعلقة بمیاه الری عام، وتأثر المبحثوین بها أعطیت الدرجات 1، صفر للاستجابات نعم، لا على الترتیب، وفیما یتعلق بشدة المخاطر أعطیت الدرجات 3، 2، 1، للاستجابات کبیرة متوسطة محدودة على الترتیب، وعن التوقعات بالوضع المستقبلی للمخاطر أعطیت الدرجات 3، 2، 1، صفر للاستجابات ستزید، ستبقى کما هی، ستقل، ستحل على الترتیب، وتم قیاس معرفة المزارعین المبحوثین بوجود بعض المشکلات المحددة المتعلقة بمیاه الری من خلال مقیاس یحتوی على خمس عبارات تمثل کل منها مشکلة محددة تم اختیارها من الدراسات والتقاریر الفنیة المتعلقة بموضوع الدراسة حیث أعطیت الدرجات 3، 2، 1، صفر للاستجابات کبیرة، متوسطة، محدودة، لا توجد على الترتیب وتم اعطاء نفس الدرجات والاستجابات لمدى تعرضهم وتأثرهم الشخصی بها.

وحسبت الدرجة الکلیة لإدراک المخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری عن طریق جمع الدرجات الحاصل علیها کل مبحوث لکل جزء مما سبق، وبذلک یتراوح المدى النظری لها ما بین 1 و 38 درجة. 

 

ثانیاً- المتغیرات المستقلة:

    سن المبحوث: وتم قیاسه بعدد السنوات الخام للمبحوث وقت إجراء البحث المیدانی.

   عدد سنوات التعلیم الرسمی للمبحوث: ویقصد به عدد سنوات التعلیم الرسمی للمبحوث. ولقیاسه استخدم الرقم الخام لعدد سنوات التعلیم الرسمی.

 

 

حجم الوحدة المعیشیة:  ویقصد به عدد الأفراد الذین یعیشون معا، ویشترکون فی الموارد الاقتصادیة المتاحة وخاصة الأرض الزراعیة، والحیوانات المزرعیة، ویشترکون أیضا فی المأکل. ولقیاسه استخدم الرقم الخام لعدد الأفراد.

 

درجة الانفتاح على العالم الخارجی: والمقصود به درجة تردد المبحوث على کل من القرى المجاورة والمرکز والمحافظة والعاصمة وکذلک السفر خارج مصر وتم قیاسه من خلال تخصیص الدرجات 3، 2، 1، صفر للاستجابات دائما، أحیانا، نادراً، لا على الترتیب.

 

درجة التعرض لمصادر المعلومات:  وتم قیاسها من خلال مجموع الدرجات الحاصل علیها المبحوث فی مقیاس مکون من ست عبارات تمثل کل منها مدى التعرض لأحد مصادر المعلومات. حیث خصصت الدرجات 3، 2، 1، صفر للاستجابات دائما، أحیانا، نادراً، لا على الترتیب.

 

درجة المشارکة الاجتماعیة الرسمیة: ویقصد بها عضویة  المبحوث فی المنظمات الرسمیة الموجودة فی المجتمع المحلی ونوع العضویة سواءً کانت عضویة عادیة أو عضویة مجلس إدارة وکذاک حضور الاجتماعات المنعقدة فی هذه المنظمات والتی بلغت سبع منظمات محلیة، ولقیاس العضویة ونوعها خصصت الدرجات 2، 1، صفر للاستجابات عضو مجلس ادارة، عضو عادی، لیس عضواً على الترتیب، ولقیاس المشارکة فی حضور الاجتماعات خصصت الدرجات 2، 1، صفر للاستجابات منتظم، أحیاناً، لا على الترتیب. وتمثل درجة المشارکة الاجتماعیة الرسمیة مجموع الدرجات الکلیة الحاصل علیها المبحوث فی کل العبارات السابقة.

 

درجة المشارکة الاجتماعیة غیر الرسمیة: وتم قیاسها من خلال مجموع الدرجات الحاصل علیها المبحوث فی مقیاس مکون من أربع عبارات تشمل زیارة أهل القریة، وحضور المناسبات للأقارب، وحضور المناسبات لغیر الأقارب، ووفض المنازعات، حیث خصصت الدرجات 3، 2، 1، صفر للاستجابات دائما، أحیانا، نادراً، لا على الترتیب.

 

درجة المشارکة السیاسیة: وتم قیاسها من خلال مجموع الدرجات الحاصل علیها المبحوث فی مقیاس مکون من 15 عبارة تمثل کل منها مدى المشارکة فی أحد الانشطة السیاسة، حیث خصصت الدرجات 3، 2، 1، صفر للاستجابات دائما، أحیانا، نادراً، لا على الترتیب.

 

درجة القیادیة: وتم قیاسها من خلال مجموع الدرجات الحاصل علیها فی مقیاس مکون من خمس عبارات تشمل المساهمة فی حل مشکلات الآخرین، والتدخل لحل النزاعات بین المزارعین، والسعی لجمع تبرعات لصالح المشروعات التنمویة، ومساعدة أهل البلد فی التواصل مع المسئولین وتخصیص جزء من وقته لقضاء مصالح الناس، حیث خصصت الدرجات 3، 2، 1، صفر للاستجابات دائما، أحیاناً، نادراً، لا على الترتیب.

 

إجمالی الدخل الشهری: ویقصد به اجمالی دخل المبحوث من المهنة الأساسیة والمهنة الثانویة إن وجدت. وتم قیاسه بالجنیة فی الشهر.

 

حجم الحیازة الزراعیة  بالقیراط: ویقصد به إجمالی ما یحوزه أفراد الوحدة المعیشیة من الأرض الزراعیة، وتم قیاسه باستخدم الرقم الخام لعدد القراریط فی حیازة الوحدة المعیشیة للمبحوث.

 

حجم الحیازة الحیوانیة: ویقصد به إجمالی ما یحوزه أفراد الوحدة المعیشیة من الحیوانات المزرعیة، وتم قیاسها عن طریق جمع الاوزان المرجحة لکل حیوان والذی تم حسابه عن طریق مکافئ الوحدة الحیوانیة له.

 

حیازة الآلات الزراعیة: ویقصد به إجمالی ما یحوزه أفراد الوحدة المعیشیة من الآلات الإنتاجیة المزرعیة، وتم قیاسها عن طریق جمع الأعداد الخام  لکل نوع من الآلات الزراعیة.

 

 الحیازة العقاریة: ویقصد به إجمالی ما یحوزه أفراد الوحدة المعیشیة من العقارات بمختلف أنواعها، وتم قیاسها عن طریق جمع الأعداد الخام لکل نوع من العقارات.

 

رابعاً: أدوات التحلیل الاحصائی:

تم استخدام التکرارات والنسب المئویة لعرض النتائج، من خلال الجداول التکراریة البسیطة، کما استخدمت مقاییس النزعة المرکزیة والتشتت لوصف عینة الدراسة وتقسیم بعض المتغیرات إلى فئات، کما استخدم معامل الارتباط البسیط لبیرسون Pearson Product Correlation Coefficient"" لاختبار معنویة العلاقات بین الدرجة الکلیة لإدراک المزارعین للمخاطر والمشکلات المتعلقة باستخدام میاه الرى وبعض المتغیرات الشخصیة والاجتماعیة الاقتصادیة للمبحوثین.

 

وصف عینة الدراسة:

یتضح من النتائج الواردة بالجدول رقم (1) والخاص بتوزیع المبحوثین وفقاً لخصائصهم الشخصیة والاجتماعیة الاقتصادیة المدروسة أن عمر المبحوثین تراوح ما بین 25 سنة کحد أدنى، و 63 سنة کحد أعلى بمتوسط 45.8 سنة، وکان العمر الأکثر تکراراً بین المبحوثین هو 52 سنة. فی حین تراوح عدد سنوات التعلیم الرسمی ما بین صفر کحد أدنى و 16 سنة کحد أعلى بمتوسط 9.3 وکان عدد سنوات التعلیم الأکثر تکراراً بین المبحوثین 12 سنة وهو ما یعادل المستوى التعلیمی المتوسط. وکذلک تراوح عدد أفراد الوحدة المعیشیة التی ینتمی إلیها المبحوث ما بین 3 أفراد کحد أدنى و 12 فرد کحد أعلى بمتوسط یقترب من 7 أفراد تقریباً وکان حجم الوحدة المعیشیة الأکثر تکراراً 6 أفراد. وفیما یتعلق بکل من درجة الانفتاح على العالم الخارجی ودرجة التعرض لمصادر المعلومات تراوح مدى الدرجات ما بین 4 کحد أدنى و 15 کحد أعلى لکل منهما بمتوسط (9.5) ، (8.9) على الترتیب وکانت الدرجة الأکثر تکراراً هی 10 و 9 درجات على الترتیب.

وتراوحت درجة المشارکة الاجتماعیة الرسمیة ما بین صفر کحد أدنى و 12 کحد أعلى بمتوسط 3.5 وکانت الدرجة الأکثر تکراراً هی 4 ، کما تراوحت درجة المشارکة الاجتماعیة غیر الرسمیة ما بین 3 کحد أدنى و 12 کحد أعلى بمتوسط 8.0 درجات وکانت الدرجة الأکثر تکراراً هی 8 ، فی حین تراوحت درجة المشارکة السیاسیة ما بین 30 کحد أدنى و 42 کحد أعلى بمتوسط 34.2 وکانت الدرجة الأکثر تکراراً هی 33 ، فی حین تراوحت درجة القیادیة ما بین درجة واحدة کحد أدنى و 13 درجة کحد أعلى بمتوسط 6.9 وکانت الدرجة الأکثر تکراراً هی 8 درجات.

وتراوح إجمالی الدخل الشهری للمبحوثین ما بین 400 جنیه کحد أدنى و 2250 جنیه کحد أعلى بمتوسط 1283.0 جنیها وکان الدخل الشهری الأکثر تکراراً بین المبحوثین 500 جنیها. وتراوح حجم الحیازة الزراعیة ما بین 12 قیراط کحد أدنى و 96 قیراط کحد أعلى بمتوسط 44.1 قیراط وکان حجم الحیازة الزراعیة الأکثر تکراراً بین المبحوثین 60 قیراطا أی ما یعادل فدانین ونصف. کما تراوح حجم الحیازة الحیوانیة ما بین صفر کحد أدنى و 6.2 وحدة حیوانیة کحد أعلى بمتوسط 1.9 وحدة حیوانیة وکان حجم الحیازة الحیوانیة الأکثر تکراراً بین المبحوثین 2 وحدة حیوانیة. وتراوح حجم حیازة الآلات الزراعیة ما بین صفر کحد أدنى و 8 آلات کحد أعلى بمتوسط یقترب من 3 آلات وکان حجم حیازة الآلات الزراعیة الأکثر تکراراً بین المبحوثین 3 ألات. فی حین تراوح حجم الحیازة العقاریة ما بین عقار واحد کحد أدنى و 4 عقارات کحد أعلى بمتوسط یقترب من عقارین اثنین وکانت الحیازة العقاریة الأکثر تکراراً بین المبحوثین هو عقار واحد فقط.

جدول (1). توزیع المزارعین المبحوثین وفقاً لخصائصهم المدروسة (ن= 200)

* المصدر: جمعت وحسبت من بیانات البحث.

 

عرض النتائج ومناقشتها:

1. درجة إدراک المبحوثین  للمخاطر المتعلقة باستخدام میاه الرى بمنطقة البحث.

1.1. درجة إدراک المبحوثین لوجود مخاطر تتعلق بمیاه الرى بشکل عام:

 

تبین النتائج الواردة بجدول (2) أن کل المبحوثین یدرکون بشکل عام وجود مخاطر متعلقة بمیاه الری، کما یرى غالبیتهم (93.0 %) انهم یتعرضون لهذه المخاطر بشکل مباشر، مقابل (7.0%) فقط لا یرون ذلک ویعتقدون ان هذه المخاطر بعیدة عنهم ولا تؤثر علیهم بشکل مباشر.

 

جدول (2). توزیع المبحوثین وفقا لإدراکهم لوجود مخاطر تتعلق بمیاه الرى بشکل عام

 

* المصدر: جمعت وحسبت من بیانات البحث

 

تبین النتائج الواردة بجدول (3) أن ما یزید عن نصف المبحوثین (52.2%) یرون أن شدة المخاطر المتعلقة بمیاه الری متوسطة، بالإضافة إلى ما یقرب من ثلثهم (33.3%) یرونها کبیرة، فی حین یرى (14.5%) فقط أن شدة المخاطر المتعلقة بمیاه الرى محدودة. کما یتضح أیضاً أن ما یزید عن نصف المبحوثین یرون أن تلک المخاطر ستزید فی المستقبل، أو ستبقى کما هی بنسب مئویة (30.1%)، و(26.9%) على الترتیب. کما یرى ما یزید عن ثلثهم  أنها سوف تقل فی المستقبل، أو ستحل تماما بنسب مئویة (33.3%)، و(9.7%) على الترتیب.

_{­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­}

جدول (3). توزیع المبحوثین وفقا لإدراکهم لوجود مخاطر تتعلق بمیاه الرى بشکل عام

 

* المصدر: جمعت وحسبت من بیانات البحث.

 

وتشیر النتائج الواردة بجولی (2) و(3) الى إدراک عالی من المبحوثین لوجود مخاطر تتعلق بمیاه الری بشکل عام، وهو ما یؤکد کون هذه المخاطر أصبحت أمراً واقعا ولیس محتملاً، ومن ناحیة أخرى فان هذا الادراک المرتفع للمزارعین للمخاطر المتعلقة بمیاه الری یشکل نقطة انطلاقة قویه لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتغییر سلوکهم نحو التکیف مع الظروف الحالیة والمستقبلیة لمیاه الرى، وترشید سلوکهم الإروائی، وأیضا یمثل ضمانة قویة للانطلاق نحو وضع وتنفیذ خطة استراتیجیة قومیة لرفع کفاءة استخدام میاه الری.

 

2.1. إدراک المبحوثین للمشکلات المتعلقة بمیاه الری:

یوضح جدول (4) مدى إدراک المبحوثین لوجود المشکلات المتعلقة بمیاه الری مرتبة تنازلیا وفقا للمتوسط الحسابی لتکرارها والذی یتضح من خلال النتائج الواردة به کما یلی:

احتلت مشکلة تلوث قنوات الری المرتبة الأولى، حیث حصلت على أکبر متوسط حسابی حیث بلغت قیمته (2.21)، ویلیها فی المرتبة الثانیة مشکلة قلة کمیات میاه الری المتاحة فی فصل الصیف بمتوسط حسابی قیمته (1.97)، وجاءت مشکلة قلة کمیات میاه الری المتاحة طول السنة فی المرتبة الثالثة بمتوسط حسابی قیمته (1.89)، یلیها مباشرة فی المرتبة الرابعة مشکلة زیادة ملوحة میاه الرى بمتوسط حسابی قیمته (1.88)، فی حین احتلت مشکلة قلة کمیات میاه الرى المتاحة فی فصل الشتاء المرتبة الخامسة والأخیرة بمتوسط حسابی بلغت قیمته (1.82).

 

جدول (4). توزیع المبحوثین وفقاً لإدراکهم للمشکلات المتعلقة بمیاه الری (ن =200)

* المصدر: جمعت وحسبت من بیانات البحث.

 

کما یوضح جدول (5) مدى تعرض المبحوثین للمشکلات المتعلقة بمیاه الرى مرتبة تنازلیاً وفقاً للمتوسط الحسابی لتکرارها والذی یتضح من خلال النتائج الواردة به کما یلی:

 

احتلت مشکلة تلوث قنوات الرى المرتبة الأولى، حیث حصلت على أکبر متوسط حسابی حیث بغت قیمته (2.01)، یلیها فی المرتبة الثانیة مشکلة قلة کمیات میاه الرى المتاحة فی فصل الصیف بمتوسط حسابی قیمته (1.79)، وجاءت مشکلة قلة کمیات میاه الرى المتاحة طول السنة فی المرتبة الثالثة بمتوسط حسابی قیمته (1.76)، یلیها فی المرتبة الرابعة مشکلة قلة کمیات میاه الرى المتاحة فی فصل الشتاء بمتوسط حسابی قیمته (1.51)، فی حین جاءت مشکلة زیادة ملوحة میاه الرى فی المرتبة المرتبة الخامسة والأخیرة بمتوسط حسابی بلغت قیمته (1.34).

وتشیر تلک النتائج إلى ضرورة الاهتمام بالسلوک البشری وخاصة التجمعات السکانیة القریبة من قنوات الرى للحفاظ على سریان وتدفق وجودة میاه الرى، وضرورة اتخاذ الاجراءات الوقائیة اللازمة للحد من تلوث میاه الرى.

 

 

جدول (5). توزیع المبحوثین وفقاً لتعرضهم/معاناتهم للمشکلات المتعلقة بمیاه الری (ن =200)

 

* المصدر: جمعت وحسبت من بیانات البحث.

 

3.1. مستوى إدراک المبحوثین  للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری:

یبـین جدول (6) توزیع المبحوثین وفقاً للدرجة الکلیة لإدراک المخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الرى، حیث تم تقسیم المبحوثین إلى ثلاث فئات على أساس المدى الفعلی الذی بلغ 29 درجة بحد أدنى درجین وحد أعلى 34 درجة. کما بلغ المتوسط الحسابی 25.03 درجة والانحراف المعیاری 6.05 درجة.

ویتضح من نتائج جدول (5) أن ما یزید عن ثلاثة أرباع المبحوثین یقعوا فی فئة الإدراک المرتفع لمخاطر ومشکلات میاه الری بنسبة مئویة (76.0%)، فی حین یقع أقل من خمس المبحوثین فی فئة الإدراک المتوسط بنسبة مئویة (17.0%)، فی حین  یقع (7.0%)  فقط منهم فی فئة الإدراک المنخفض لمخاطر ومشکلات میاه الری.

وتؤکد تلک النتائج على ارتفاع مستوى إدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری، الأمر الذی یؤکد على ضرورة الاهتمام بمخاطر ومشکلات میاه الری الحالیة أو المحتملة مستقبلیا، وإعداد استراتیجیة شاملة لمواجهة تلک المخاطر. وخاصةً أن إدراک مستخدمی میاه الرى لتلک المشکلات سوف یوفر ویسهل الکثیر من الجهود المبذولة لإقناعهم بضرورة تغییر بعض السلوکیات المتعلقة بمیاه الری.

 

جدول (6). توزیع المبحوثین وفقا لفئاتالدرجة الکلیة لإدراک المخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری

* المصدر: جمعت وحسبت من بیانات البحث.

 

1. مصادر تلوث قنوات الری من وجهة نظر المبحوثین

وتبین النتائج الواردة بجدول (7) أن المخلفات الزراعیة النباتیة کانت أکثر مصادر تلوث قنوات الرى تکرارًا، حیث بلغت نسبة المبحوثین الذین یرون ذلک (32.0%) من إجمالی المبحوثین، یلیها کل من الحیوانات والطیور النافقة، ومخلفات الصرف الزراعی بنسبة مئویة (24.0%) لکل منهما. ثم القمامة المنزلیة، ومخلفات عبوات الأسمدة والمبیدات بنسبة مئویة (13.5%) لکل منهما. وأخیراً کل من مخلفات الصرف الصناعی، ومخلفات الصرف الصحی للمنازل، وروث الحیوانات وزرق الطیور بنسب مئویة بلغت (7.5%)، و(6.5%)، و(5.5%) على الترتیب.

وتشیر تلک النتائج إلى حتمیة الاهتمام بالمخلفات الزراعیة النباتیة وإعداد برامج للاستفادة منها وتدویرها لحمایة القنوات المائیة من التلوث بها، فضلاً عن الاستفادة منها کمنتجات ثانویة ذات قیمة اقتصادیة عالیة، وبالتالی تتحول تلک المنتجات الثانویة للمحاصیل الزراعیة من مخلفات تضر بالبیئة وتؤثر بالسلب على الموارد المائیة، إلى موارد اقتصادیة یمکن أن تکون لها قیمة مضافة للاقتصاد القومی.

 

جدول (7). مصادر تلوث قنوات الری من وجهة نظر المبحوثین (ن = 200)

 

* المصدر: جمعت وحسبت من بیانات البحث.

 

1. أسباب المخاطر والمشکلات المتعلقة باستخدام میاه الرى من وجهة نظر المبحوثین.

یوضح جدول (8) أسباب المخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الرى ومدى تأثیرها من وجه نظر المبحوثین مرتبة تنازلیاً وفقاً للمتوسط الحسابی لتکرارها، والذی یتضح من خلال النتائج الواردة به کما یلی:

تمثل مشکلة الصراع على المیاه بین الدول / بناء السدود المرتبة الاولى، حیث حصلت على أکبر متوسط حسابی حیث بلغت قیمته (2.16)، یلیها فی المرتبة الثانیة مشکلة التغیرات المناخیة /الاحتباس الحراری/ ارتفاع درجة الحرارة بمتوسط حسابی بلغت قیمته (2.00)، یلیها فی المرتبة الثالثة مشکلة زیادة الرقعة الزراعیة /استصلاح الأراضی الصحراویة بمتوسط حسابی بلغت قیمته (1.93)، فی حین جاءت المشکلات الناتجة عن ممارسات المزارعین/ سلوک الأهالی فی المرتبة الرابعة والأخیرة بمتوسط حسابی بلغت قیمته (1.86).

وتشیر تلک النتائج، إلى خطورة التهدیدات الخارجیة وتأثیراتها المباشرة على تأمین احتیاجاتنا من المیاه وبشکل خاص من میاه الرى، وهو ما یتطلب مزیداً من اهتمام الدولة بالعلاقات الإیجابیة مع دول الجوار وخاصة دول حوض نهر النیل، وأیضا مزیداً من التنسیق مع الدول المعنیة وذات الصلة بمواردنا المائیة، ومن جانب آخر فلا بد من التنسیق مع المنظمات العالمیة المعنیة بقضایا البیئة والتغیرات المناخیة ومساعدة الدول المتضررة منها بشکل جدی.

 

جدول (8). أسباب المخاطر/  المشکلات المتعلقة بمیاه الری من وجهة نظر المبحوثین (ن = 200)

* المصدر: جمعت وحسبت من بیانات البحث.

 

1. طبیعة العلاقة بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمشکلات/المخاطر المتعلقة باستخدام میاه الرى وبعض المتغیرات الشخصیة والاجتماعیة الاقتصادیة:

تشیر النتائج الواردة بجدول (9) إلى وجود علاقة معنویة موجبة عند مستوى معنویة 0.05 بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری ودرجة المشارکة السیاسیة حیث بلغت قیمة معامل الارتباط البسیط (0.147)، کما اتضح وجود علاقة معنویة سالبة عند مستوى معنویة 0.05 بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الرى و حجم الحیازة الزراعیة بالقیراط وقد بلغت قیمة معامل الارتباط (- 0.150).

فی حین لم یثبت وجود علاقات معنویة بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الرى و کل من: عمر المبحوث وعدد سنوات التعلیم الرسمی للمبحوث وإجمالی الدخل الشهری وحجم الوحدة المعیشیة وحجم الحیازة الحیوانیة وحیازة الآلات الزراعیة والحیازة العقاریة ودرجة الانفتاح على العالم الخارجی ودرجة القیادیة ودرجة المشارکة الاجتماعیة الرسمیة ودرجة المشارکة الاجتماعیة غیر الرسمیة ودرجة التعرض لمصادر المعلومات. وتشیر تلک النتائج الى انخفاض درجة إدراک صغار الحائزین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الری مقارنةً بکبار الحائزین، وهو الأمر الذی یجب أخذه فی الاعتبار عن وضع برامج التوعیة بتلک المخاطر، حیث یجب الترکیز على صغار الحائزین الذین یشکلون غالبیة  الحائزین فی مصر.

وبناءً علیه لا یمکن قبول الفرض البحثی البدیل کلیةً، ولکن یمکن قبوله بالنسبة لمتغیری درجة المشارکة السیاسیة، وحجم الحیازة الزراعیة، ورفض الفرض الإحصائی الخاص بالمتغیرین السابقین والقائل بـ"عدم وجود علاقة معنویة بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الرى وبین کلا من درجة المشارکة السیاسیة، وحجم الحیازة المزرعیة".

جدول (9). نتائج اختبار معامل الارتباط البسیط لبیرسون لتحدید معنویة العلاقة بین الدرجة الکلیة لإدراک المبحوثین للمخاطر والمشکلات المتعلقة بمیاه الرى وبعض المتغیرات الشخصیة والاجتماعیة الاقتصادیة

* عند مستوى معنویة 0.05  

 

 

 

 

توصیات البحث:

وفقا لما خلص إلیه البحث من نتائج نورد فیما یلی أهم التوصیات التی یمکن أن تساعد فی رفع مستوى ادراک المزارعین بمخاطر ومشکلات میاه الری الحالیة والمحتملة، وکذلک زیادة قدراتهم على مواجهتها أو التکیف معها:

 

1. أن تقوم الجهات البحثیة والتنفیذیة المسئولة عن توفیر الموارد المائیة:

-     بتطویر وإعداد خطة استراتیجیة لمواجهة المخاطر والمشکلات الحالیة والمحتملة المتعلقة بمیاه الرى.

-     البحث عن موارد جدیدة وإضافیة للموارد المائیة.

 

1.  أن تقوم الجهات البحثیة والتنفیذیة المعنیة باستخدام الموارد المائیة:

-     بالتوصل الى حلول وأسالیب مبتکرة لترشید استخدام میاه الری.

-     استنباط أصناف جدیدة لتتواءم مع التغیرات المناخیة المحتملة والمتعلقة بمیاه الرى.

 

1. أن تقوم الجهات البحثیة والتنفیذیة المعنیة بتغییر سلوک المزارعین:

-     بتوعیة المزارعین / مستخدمی میاه الرى بأهمیة وضرورة ترشید استخدام المیاه والمحافظة علیها .

-     اقناع المزارعین بضرورة تبنی الطرق الحدیثة للری والتی من شأنها رفع کفاءة استخدام میاه الرى.

-     الاهتمام والترکیز على صغار الحائزین لانخفاض مستوى إدراکهم النسبی بمخاطر میاه الرى.

Article View: 434

PDF Download: 329