دور الصحافة الکويتية في التثقيف البيئي دراسة ميدانية لدور وسائل الاعلام فى بناء الوعى البيئى على عينة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الکويت, مدخل تکاملى من نظريات الإعتماد على وسائل الاعلام والوعى البيئى

v   مقدمة

أصبحت مشکلة التلوث وما تتعرض له المکونات الطبیعیة للحیاة الفطریة على کوکب الأرض مشکلة قائمة إذ تعانی منها الکثیر من دول العالم المتقدمة و النامیة على حد سواء، لاسیما بعد التطور الصناعی والزیادة السکانیة الکبیرة مما أدى إلى الضغط المستمرعلى البیئات الطبیعیة وتقلیص مساحاتها من أجل إقامة مدن جدیدة وقد تنبهت  العدید من البلدان مبکرا إلى خطورة هذا الأمر و أضراره على البیئات الطبیعیة ومکوناتها فتصدت له بوسائل عدیدة وقطعت شوطا متمیزا فی مکافحة أشکال تلوث البیئة ومعالجة آثاره بطرائق مختلفة، ولعل الوسائل الفاعلة والناجحة فی هذا المجال کان الإعلام بوسائله المتعددة والذی نجح إلى حد کبیر فی معالجة القضایا البیئیة من خلال تقدیم المعلومات والمعطیات لبلورة وتشکیل الوعی والحس البیئی، وقد ساهم هذا الأمر بشکل کبیر فی بروز مصطلح الإعلام البیئی کتخصص جدید فی مجال الإعلام الدولی، الاعلام البیئى هو تعبیر مرکب من مفهومین هما الإعلام والبیئة، والإعلام البیئی هو الترجمة الموضوعیة الصادقة للأخبار والحقائق البیئیة، وتزوید الناس بها بشکل یساعدهم على تکوین رأی صائب فیما یتعلق بقضایا البیئة.

وتمثل الصحافة جزءاً رئیسیاً من حیاتنا الیومیة، لذلک یجب أن تبدأ أیة محاولة لفهم دور وسائل الإعلام فی العصر الحدیث بإدراک أن الصحافة ووسائل الاتصال الجماهیری تؤدی دوراً فی نقل العادات والتقالید وتعزیز القیم الاجتماعیة ذات الصلة بالبیئة.

تهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على المشاکل البیئیة وضرورة مواجهتها من خلال وسائل الإعلام المقروءة،  وضع استراتیجیة صحفیة تسهم فی زیادة التثقیف البیئی لدى المجتمعات المحلیة وإبراز أهمیة تدریب الصحفیین العاملین فی مجال البیئة. هذا وقد حاولت الدراسة اختبار عدد من الفرضیات منها أن للصحافة دورهام فی رفع االتثقیف البیئی بین أعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت حمایة للبیئة والمحافظة علیها، وللصحافة دور فاعل فی توصیل السیاسات الحکومیة والتدابیر الخاصة بحمایة البیئة والمحافظة علیها والفرضیة الاخیرة تمثل الصحافة أداة هامة لإحداث تغییر إیجابی فی سلوک الأفراد وتعاملهم مع قضایا البیئة.

لقد انتهجت الدراسة منهجًا وصفیًا وتحلیلیًا وقد اعتمدت الدراسة على بیانات ثانویة من مصادر کالکتب والدوریات وأوراق المؤتمرات وورش العمل ذات الصلة بموضوع الدراسة، هذا بجانب التقاریر والإحصاءات. وقد تم توفیر هذه البیانات من المکتبات العامة، المؤسسات الأکادیمیة، الدوائر والمنظمات العاملة فی مجال البیئة، المؤسسات الإعلامیة کالصحافة والمدن الإعلامیة. إضافة إلى ذلک فإن الباحث قد استفاد من خبرته العملیة الطویلة فی مجالات الإعلام عامة والصحافة البیئیة خاصة.

لقد کشفت الدراسة عن نتائج عدیدة منها أن الصحافة تساهم فی إثراء الثقافة البیئیة لدى الأفراد والمجتمع مما ینمی وعیهم البیئی، ضرورة وأهمیة العلاقات الإنسانیة بین الصحافة والجمهور بغرض التفاعل الإیجابی وتقوم الصحافة بدور حیوی وإنمائی فی تغییر سلوک السکان نحو قضایا البیئة والمحافظة علیها.

• ویمکن عرض مخرجات البحث على النحو التالى:

1- الاطار النظرى للدراسة

2- الدراسات السابقة ذات العلاقة بجوانب الدراسة

3- الاطار المنهجى للدراسة

4- نتائج الدراسة و مناقشتها

5- الخلاصة و التوصیات

6- الهوامش

 

 

 

 

• Ø   أولا : الاطار النظرى للدراسة

t    هدفالإعلامالصحفىالبیئى

  وهو مدخل تکاملى من نظریات الاعتماد المتبادل بین نظم المجتمع ووسائل الاعلام والبیئة   Media System Dependency and Environment شهدت السنوات الأخیرة وعیًا متزایدًا بأن حیاة الانسان ووجوده أصبح محاطًا بأخطار عدیدة بسبب التدخلات غیر الرشیدة فى النظم البیئیة، فبدأت الدول والهیئات تسن العدید من القوانین والتشریعات لحمایة البیئة وصیانتها، إلا أنه تبین أن هذه القوانین بمفردها لن تستطیع أن تمنع أو تقلل التدهور البیئى، مالم یقتنع المواطن فى کل دولة بأهمیة أن یعیش فى بیئة نظیفة وخالیة من أسباب التلوث، وأن یدافع عنها ضد کافة أشکال الاستنزاف النهم لمواردها، أى بمعنى أدق زیادة حصیلته الثقافیة حول البیئة، ولذلک أصبحت المداخل الرئیسیة لحل المشکلات البیئیة تکمن فى ضرورة مشارکة المواطنین على شتى المستویات، ویتوقف ذلک على مدى فهمهم وإدراکهم للعلاقات القائمة بین الانسان والبیئة، وذلک عن طریق تنمیة وعى الأفراد وتعدیل اتجاهاتهم وسلوکیاتهم نحو البیئة، وهذا هو دور الإعلام البیئى (نجوىکامل،1995)

یهدف الإعلام الصحفى البیئى اساسًا الى حفز الجهود للمشارکة الفعالة فى حمایة البیئة والمحافظة علیها من خلال دفع الناس الى العمل الجماعى وتشجیعهم على الحوار وایصال آرائهم الى المسؤولین وزیادة معارفهم ومدارکهم وبالتالى ثقافتهم البیئیة، کما أن الإعلام البیئى عامة والإعلام الصحفى البیئى بصفة خاصة یدفع الأفراد الى الانخراط فى عملیة التخطیط واتخاذ القرار وتزویدهم بالقیم والمعارف البیئیة السامیة کما أن مشارکة الجمهور فى الحوار البیئى تؤدى الى تعمیم الوعى البیئى وزیادة الثقافة والمفاهیم الأمر الذى ینعکس على الحفاظ على موارد الطبیعة وإعطاء المسؤولین صورة واضحة غیر ضبابیة عن اهتمامات الرأى العام (  نجیبصعب،2003)

وکما هو متفق علیه فإن الإعلام الصحفى البیئى هو استخدام کافة وسائل الصحافة (صحف یومیة – نشرات – دوریات – مجلات)  فى توعیة المواطنین ومدهم بکافة المعلومات والحقائق والآراء عن القضایا البیئیة واسبابها وأبعادها والحلول المقترحة لمعالجتها وذلک لکى تساهم فى بلورة رأى واع سلیم فى هذه القضایا، والأمر ینعکس تلقائیا على زیادة حصیلتهم ومخزونهم الفکرى والثقافى تجاه البیئة (إبراهیمعبدالواحدعارف ،2008). وتحقق الصحافة مهامها وترکیزها على الوعى البیئى بالآتى:

 

t    التنویر

 والذى یهدف اساسًا الى تشکیل الوعى البیئى، والذى نعنى به إدراک الفرد للعلاقات والمشکلات الموجودة فى البیئة، وذلک من خلال تقدیم المعارف المختلفة التى تساعد الفرد على الفهم واتخاذ القرار، انطلاقًا من ان المشارکة الجماهیریة هى أساس نجاح الجهود المبذولة لمعالجة مشکلات البیئة، ولن تتأتى هذه المشارکة دون أن یکون لدى الفرد حصیلة من المعلومات الموضوعیة الصادقة والتى تتناسب مع قدراته الذهنیة والثقافیة ودرجة وعیه بالقضایا البیئیة، وهذه مهمة یمکن للصحافة القیام بها لدعم وتعزیز ثقافة الأفراد بیئیًا.

 

t    الاقترابمنقضایاوهمومالمجتمعوأوجاعهالبیئیة

والتأکید على أن الفعل الصحفى لا یتشکل فى فضاء داخلى فقیر یفتقد التفاعل الحقیقى الذى ینتج عنه الحدث الصحفىفالاختلاف ومناقشة الرأى والرأى الآخر یؤدى الى   اقتراب  أکثر من الصورة التى یجب أن تکون علیها.

 

t    التأثیرفىالمشاعروالاتجاهات

ویعرف تأثیر الإعلام على الاتجاهات، سواء بتدعیمها أو تغییرها، بأنه الاختلاف بین اتجاه الفرد نحو شئ معین قبل أن یتعرض للرسالة الإعلامیة وبین اتجاهه نحو ذلک الشئ بعد تعرضه للرسالة، وتکوین اتجاهات إیجابیة نحو البیئة یعتبر المعیار الأساسى لقیاس مدى نجاح الرسالة الإعلامیة البیئیة فى تحقیق أهدافها.

 

t    إستثارةحماسالمواطنینللمشارکة

       ویرتبط مستوى التاثیر فى السلوک، وتغییره فى الاتجاه المستهدف من حیث إکساب الفرد عادات سلوکیة جدیدة غیر ضارة تساهم فى بناء البیئة والمحافظة علیها ویتم ذلک من خلال الرسالة الصحفیة الیومیة أوالاسبوعیة أوالشهریة.

t    إنشاءبنکمعلوماتبیئىمصغر

 وتخزین أکبر کم من المعلومات والحقائق والأرقام والاحصائیات لاستخدامها فى الوقت المناسب لتوعیة المجتمع بأهمیة البیئة، وأبرز مظاهر الفشل فى تنفیذ برنامج اقلیمى للصحافة البیئیة تکمن فى إهمال المعلومات البیئیة الاقلیمیة وتوثیقها وجعلها فى متناول الجمیع، فمازالت مصادر معلوماتنا الأساسیة وکالات الأنباء الاجنبیة فى غیاب مصدر اقلیمى موثوق به للمعلومات البیئیة. هذه تقریبًا أبرز المهام التى یمکن أن تقوم بها الصحافة لدعم وتعزیز منهجیة الأمان البیئی (حسنعمادمکاوى،2005)

 

• Ø   ثانیا : نظریة اعتماد الجمهور على وسائل الاعلام

t    نشأة النظریة وتطورها 

لقد کانت البدایة الأولى لبروز نظریة الاعتماد على وسائل الإعلام على ید الباحثة ساندرا بول روکیتشا و ملفین دی فلور وزملائهما علم 1974 عندما قدموا ورقة بحثیة بعنوان "منظور المعلومات" والتی طالبوا فیها بضرورة الانتقال من مفهوم قوة الإقناع لوسائل الإعلام إلى وجهة النظر التی ترى قوة وسائل الإعلام کنظام معلوماتی یعتمد فی نشاطه على مصادر المعلومات الأخرى التی تصنع النظام الإعلامی القائم فی المجتمع.

لیتم فیما بعد ظهور مفهوم الاعتماد على وسائل الإعلام من قبل سندرا روکیتش ودی فلور فی مؤلف بعنوان "نظریات وسائل الإعلام" الذی حاولا من خلاله ملء الفراغ وسد الثغرات التی خلفها نموذج الاستخدامات والاشباعات الذی أهمل تأثیر وسائل الإعلام وقوتها فی ذلک، لهذا فقد وضع دی فلور وروکیتش نموذج لتوضیح العلاقة بین وسائل الإعلام والقوى الاجتماعیة الأخرى ورأیا أن المؤسسة الإعلامیة هی نظام اجتماعی ذو طبیعة تبادلیة مع الأنظمة الأخرى الموجودة فی المجتمع وبالتالی یصعب فهم طبیعة ادوار وسائل الإعلام وتأثیرها ما لم یتم فهم طبیعة الاعتماد المتبادل والترابط الوثیق بینها وبین الأنظمة الأخرى (النظام السیاسی، النظام الاقتصادی) هذا من جهة، وما لم یتم أیضا تحدید المجالات التی یعتمد فیها الجمهور على هذه المؤسسة من جهة أخرى (2004 (Lowrey,

 

t    محتوى نظریة الاعتماد على وسائل الإعلام

     رکزت نظریة الاعتماد على أن العلاقة التی تربط وسائل الإعلام والجمهور والنظام الاجتماعی تتسم بخصائص اجتماعیة من الاعتماد المتبادل الذی تفرضه سمات المجتمع الحدیث، إذ أن الجمهور یعتمد على وسائل الإعلام باعتبارها نظام فرعی من اجل فهم وإدراک نظام فرعی آخر هو المحیط الاجتماعی الذی یعیش فیه إفراد الجمهور، أی أن وسائل الإعلام هنا تمثل مصادر رئیسیة یعتمد علیها أفراد الجمهور فی الحصول على المعلومات عن الأحداث من حوله وبخاصة فی حالات اللااستقرار والتحولات والصراعات داخل البنیة الاجتماعیة التی تفرض على إفراد الجمهور زیادة الاعتماد على وسائل الإعلام لفهم الواقع الاجتماعی، هذا دون إغفال أن نشاط وسائل الإعلام  لایتم من جهة أخرى دون اعتمادها على المصادر المتناثرة داخل عناصر مکونات البناء الاجتماعی من هیئات ومؤسسات وبنى جزئیة أو فرعیة مشکلة للبناء الاجتماعی بصفة عامة، ففیما یخص علاقة وسائل الإعلام بالنظام السیاسی فیرى دی فلور أنها علاقة اعتماد متبادل فهو لا یمکنه الاستغناء عنها من اجل نشر مبادئه وقیمه والترویج لها، ولا هی باستطاعتها الاستغناء عنه لدعم مشاریعها، وهو ما أکده هلبرت شیلر الذی رأى أن العلاقة التی تربط المؤسسات الإعلامیة بالنظام السیاسی هی علاقة قائمة على رؤیة هذا النظام لها بوصفها وسیلة وأداة منافسة لترویج أفکاره ومبادئه قصد بسط سیطرته على ثقافة وحیاة المجتمع برمته کما هو الحال فی المجتمعات ذات النظام الرأسمالی (Stanley et al., 2006).

وفیما یتعلق بعلاقتها بالنظام الاقتصادی فهی علاقة لا تقل عما سبق ذکره فی الجانب السیاسی إذ تعتبر وسائل الإعلام أدوات مهمة لتحقیق الأهداف المادیة للنظام الاقتصادی عبر أسالیب الإعلان والإشهار أما فیما یخص طبیعة العلاقة بین المؤسسة الإعلامیة والجمهور فهی علاقة وثیقة ومتینة فالجمهور لیس بمقدوره الاستغناء عنها لمعرفة شؤون حیاته الیومیة وهی الأخیرة سیظل نشاطها دون معنى فی غیاب اهتمام هذا الجمهور(سها فاضل، (2003).

 

t    فرضیات نظریة الاعتماد على وسائل الإعلام

أ- یتراوح تأثیر وسائل الإعلام بین القوة والضعف تبعا للظروف المحیطة والخبرات الخاصة بالجمهور.

ب- نظام ونشاط وسائل الإعلام جزء أو صورة مجزأة للنسق الاجتماعی للمجتمع.

ج- استخدام وسائل الإعلام وتأثیرها لا یحدث بمعزل عن تأثیرات النظام الاجتماعی الذی ینتمی إلیه الجمهور ووسائل الإعلام.

د- حالات اللااستقرار والأزمات التی تحدث فی النظام الاجتماعی تزید من حاجة الجمهور للمعلومات وبالتالی تزید من اعتماده على وسائل الإعلام لإشباع هذه الحاجة.

هـ- اعتماد الجمهور على وسائل الإعلام یزداد کلما کان النظام الإعلامی قادرا على الاستجابة لاحتیاجات النظام الاجتماعی والجمهور.

و- یختلف أعضاء الجمهور فی اعتمادهم على وسائل الإعلام بین الصفوة التی تعتمد على مصادر خاصة کالبرقیات أو شریط وکالات الأنباء والتی لیست متاحة لکل الجمهور(وفاء عبد الخالق ثروت، 2006).

 

t        تصنیف نظریة الاعتماد على وسائل الإعلام

 تصنف هذه النظریة ضمن النظریات المتکاملة لعدة أسباب نوجزها بالقول:

أ- تضمینها لعدد من عناصر علم الاجتماع ومفاهیم علم النفس.

ب- تفسیرها للعلاقات السببیة بین الأنظمة المختلفة فی المجتمع (العلاقة بین النظم الاجتماعیة والنظام الإعلامی).

ج- جمعها وضمها للعناصر الرئیسیة لنظریة الاستخدامات والاشباعات وکذا نظریات التأثیر التقلیدیة الأخرى.

د- حاولت تقدیم نظرة فلسفیة تجمع بین الاهتمام بمضمون الرسائل والتأثیر الذی یحدث للجمهور نتیجة التعرض لهذا المضمون (علی عجوة، 2004).

 

t    النموذج الأول لنظریة الاعتماد على وسائل الإعلام عام 1976

قدم دی فلور وساندرا روکیتش نموذج الاعتماد الأول سنة 1976 إذ عرضا نموذجهما لتوضیح العلاقة بین العناصر الرئیسیة للنظریة (المجتمع- وسائل الإعلام- الجمهور) بشکل متداخل حیث تختلف هذه العلاقة من مجتمع لآخر إذ أن طبیعة الأنظمة الاجتماعیة والإعلامیة تختلف من بیئة لأخرى وان نشاط وسائل الإعلام ونشاطها یختلف من مجتمع لأخر زیادة على اهتمامات وحاجات الجمهور

(Stanley et al., 2006).

t    النموذج المتکامل لنظریة الاعتماد على وسائل الإعلام المطور 1982

تأثیرات سلوکیة

احتیاجات الجمهور

وسائل الإعلام

المجتمع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

یوضح هذا النموذج التداخل الکبیر بین عناصر النظریة إذ یقدم مجموعة معقدة من المتغیرات التی تؤدی إلى تأثیر وسائل الإعلام التی تظهر نتیجة الاعتماد المتبادل بین وسائل الإعلام والنظم الاجتماعیة الأخرى ونوجز هذا النموذج فی النقاط التالیة:

(Stanley et al., 2006).

1- ینشا تدفق المعلومات داخل البناء الاجتماعی باعتبار المجتمع نظام تحکمه البنائیة الوظیفیة الذی یحدث فیه علاقات الاعتماد بین النظم الاجتماعیة ووسائل الإعلام والجمهور المعنی بالأحداث، هذا طبعا یتسایر مع طبیعة کل مجتمع بحکم أن کل نظام اجتماعی یختلف عن الآخر فی البنى الثقافیة ومعاییرها.

2- تأثر معاییر وقوانین البناء الاجتماعی على طبیعة نشاط وسائل الإعلام وأهدافها وتنظیمها ودرجة مرکزیتها فی التحکم فی سیرورة المعلومات وعلاقتها بالأنظمة الاجتماعیة من جهة والجمهور من جهة أخرى.

3- ترکز وسائل الإعلام فی نشاطها على المسائل والأحداث التی ترى بأهمیتها للنظام الاجتماعی والجمهور معا.

4- یعتبر الجمهور العنصر المهم فی علاقة التبادل بین النظام الاجتماعی ونشاط وسائل الإعلام لأنه المعنی بالتأثیر وسواء من اجل تحقیق الاستقرار والتوازن داخل البناء الاجتماعی أو تکملة بناء واقعه.

5- فی حالات فهم وإدراک الجمهور للواقع الاجتماعی وطبیعة أنظمته یکون دور وسائل الإعلام ثانوی دون تأثیر, أما فی حالة البناء أو الاستقرار تزداد احتیاجات الجمهور لوسائل الإعلام لفهم البناء الاجتماعی ومحاولة دفعه للاستقرار (زیادة التأثیر على السلوکیات والاجتهادات ...)

6-  وسائل الإعلام تبث المعلومات للتأثیر فی الأفراد، لکن فی بعض الحالات تتدفق المعلومات أیضا من الأفراد لکی تؤثر فی وسائل الإعلام وفی المجتمع ککل کالاعتراض الجماهیری الذی یزید من مستوى الصراع فی المجتمع أو الذی یؤدی إلى تکوین جماعات اجتماعیة جدیدة (تغییر طبیعة العلاقات بین النظم الاجتماعیة)

 

t    النموذج الإدراکی لنظریة الاعتماد على وسائل الإعلام 1989  

یرى أصحاب النموذج أن هناک اعتمادا متبادلا بین الإعلام الجماهیری والنظام الاجتماعی الذی ینشأ فیه کما أن الجمهور یختار وفق آلیة التعرض الانتقائی بین وسائل الإعلام والمصادر الأخرى ما یلبی حاجاته ویشبعها، سواء کانت حاجات معرفیة إدراکیة (الاتجاهات ، المعتقدات ، القیم ، ترتیب الأولویات) أو الحاجات العاطفیة الوجدانیة التی تساهم فی استقرار ادوار الفرد فی المجتمع.

نظریة الاعتماد على وسائل الإعلام تتداخل مع نظریة الاستخدامات، نظریة الخبرة، نظریة ترتیب الأولویات (شرح التقاطعات بین النظریة وبقیة النظریات من خلال الفرضیات ( شاهیناز بسیونی، (1993 ) .

 

z       الانتقادات التی وجهت لنظریة الاعتماد على وسائل الإعلام 

1- مبالغة ومغالاة النظریة فی درجة اعتماد وسائل الإعلام أثناء نشاطها على مکونات النظام الاجتماعی وذلک أن وسائل الإعلام غالبا ما تکون محایدة، حیث أنها مصدر غیر سیاسی وغیر اقتصادی بل هی وسیط محاید ولیست هی النظام السیاسی أو الاقتصاد فی حد ذاته

2- جزم النظریة المسبق بتأثر الجماهیر بمضامین وسائل الإعلام وإهمالها للقدرة الانتقائیة للأفراد وتأثرهم بوسائط اجتماعیة أخرى کالأصدقاء والجماعات المرجعیة وغیرها.

3- أنصار هذه النظریة عرفوا الاعتماد على انه التعرض فی حین أن الاعتماد غیر التعرض، فالفرد قد یتعرض إلى مضامین وسائل الإعلام المختلفة لکنه لا یعتمد علیها فی حصوله على المعلومات بل یعتمد على مصادر إعلامیة أخرى داخل النظام الاجتماعی کالمؤسسات أو إفراد مقربین أو أصحاب قرار ومواقع معینة داخل النظم الاجتماعیة .. 

تعنى هذه النظریة وتفترض انه کلما اشبع الفرد حاجاته من وسائل الاعلام، اصبحت هذه الوسائل تشکل دورا مهما فى حیاته، ومن ثم یکون لها تاثیر کبیر علیه. ومن منظور المجتمع الکبیر، کلما اصبح مزید من الناس یعتمدون على وسائل الاعلام، فان مؤسساتها یعاد تشکیلها، وتاثیرها العام یزداد، ودورها فى المجتمع یصبح محوریا.

وهکذا یوجد علاقة مباشرة بین کم الاعتماد العام على وسائل الاعلام وبین درجة تاثیر هذه الوسائل فى فترة معینة (Stanley et al., 2006)

  وقدم الباحثان الامریکیان"میلفن دیفلیر (Melvin Defleur) وساندرا بال-روکیتش (Sandra Ball-Rokeach )  عام 1975 افتراضات هذه الظریة على النحو التالى:

(میلفیندیفلیروساندرابالروکیتش، 1993)

أولا: یکمن اساس تاثیر وسائل الاعلام فى العلاقة بین النظام الاجتماعى الاکبر، ودور وسائل الاعلام فى هذا النظام، وعلاقات الجمهور بوسائل الاعلام وتحدث التاثیرات لیس بسبب وسائل الاعلام والمصادر القویة التى تفرض هذه التاثیرات، ولکن ایضا بسبب ان وسائل الاعلام تعمل بطریقة معینة فى اطار نظام اجتماعى معین لتلبیة حاجات  ورغبات معینة لجمهور معین.

ثانیا : ان درجة اعتماد الجمهور على معلومات وسائل الاعلام هى المتغیر الرئیس فى فهم متى ولماذا تغیر وسائل الاعلام معتقدات الجمهور وشعوره وسلوکه.

ثالثا : فى المجتمع الصناعى الامریکى وغیره یصبح الفرد اکثر اعتماد على وسائل الاعلام.

 

وذلک : (ا) لفهم العالم الاجتماعى او المجتمع.

        (ب) ولکى یکون لتصرفتنا معنى وتاثیر فى المجتمع.

        (ج ) وللخیال والهروب.

واخیرا

رابعا : کلما تعظم حاجاتنا (من وسائل الاعلام) کلما کان اعتمدنا علیها اکبر وکلما عظم تاثیرها ورسائلها علینا، ولا یتساوى کل الافراد فى التاثر بوسائل الاعلام، فاولئک الذین تعظم حاجاتهم من وسائل الاعلام یعظم اعتمادهم علیها یکونون اکثر تاثرا بها.

وترتبط نظریة الاعتماد على وسائل الاعلام بالجمهور النشط کما یراها دیفلیر وبال- روکیتش وافضل طریقة للتفکیر فى هذا النشاط هى على اساس مقیاس یتدرج من غیر مستهلکین (اولا یتعرضون) لوسائل الاعلام اوغیر نشطین تماما الى مستهلکین نشطین جدا. فقد ربط الباحثان نشاط نشاط الجمهور بالاعتماد على وسائل الاعلام. واحیانا ان مستوى او درجة اعتماد الفرد او المجتمع تکون نتیجة لما یلى:

(1)  عدد ومحوریة او (اهمیة) وظائف توصیل المعلومات التى تؤدیها وسیلة الاعلام.

(2) درجة التغیر والصراع الموجودة فى المجتمع والازمات التى یمر بها (Defleure and Ball, 1989)

وتتضح هذه الافتراضات بمثال یتضمن التعرض لوسائل الاعلام أثناء ازمة ما، فکر فى اعتمادک على وسائل الاعلام أثناء کارثة طبیعیة، بکلمة اخرى، اثناء تغییر او صراع، زلزال مثلا او اعصار، او عاصفة ثلجیة، او فکر فى الاعتماد على وسائل الاعلام فى الحادى عشر من سبتمبر 2001 ، او حینما بدا غزو العراق عام 2003م، من المحتمل ان یکون تعرضک لاخبار التلیفزیون اکثر من تعرضک للعروض الکومیدیة، وکلما ازدادت الازمة ازداد الاعتماد على وسائل الاعلام. اننا نکون مجالا من الاستخدامات الروتینیة لوسائل الاعلام، ونستطیع بسهولة تطویع هذه الاستخدامات لتلبى حاجاتنا، واذا قصرت وسیلة مؤقتا عن تلبیة هذه الحاجات او کانت غیر متاحة، لن نجد صعوبة فى الاستعانة لوسائل اخرى، المهم هو کیف اننا نعتمد على عدید من وسائل الاعلام المتاحة لنا (Charles, 1986).

لقد نقح میلفن دیفلیر (Melvin Defleur) وساندرا بال- روکیتش (Sandra Ball-Rokeach ) نظریتهما "الاعتماد على وسائل الاعلام" ووسعاها اکثر من مرة  عام 1989 على سبیل المثال، لکى تشتمل قضایا مثل "تغیر النظام الاعلامى والاجتماعى والبیئى"  ولکن نظریتهما لم تختلف کثیرا عن افتراضها الاساسى ان وسائل الاعلام تاثیرات قویة على الافراد و المجتمع فى اوقات الازمات و/ او فى غیرها Bandura, 1994)) تتلخص فى تاثیرات معرفیة (ادراکیة) Cognitive Effects وتعنى التغیر فى المعلومات والشعور(Williamp and Yang, 2005)

وتفترض نظریة الاعتماد على وسائل الاعلام وجود نظم اجتماعیة وثقافیة وسیاسیة واقتصادیة تؤدى کل منها دورها فى التاثیر والتاثر المتبادل، ما یمکن ان یطلق علیه العلاقات المتداخلة المتبادلة بین هذه الوسائل والجمهور والمجتمع ونظمه، فرغبة الفرد فى  التعرض لوسائل الاعلام سواء للحصول على المعلومات أم لغیرها هى المتغیر الأساسى الذى یفسر التأثیرات المعرفیة  والعاطفیة و السلوکیة لوسائل الاعلام، ولذلک تقترب هذه النظریة من وتتکامل مع نظریات الادراک والتعلم الاجتماعى ودوافع واستخدامات وسائل الاعلام والاشاعات التى تحققها.

ویتضح من افتراضات هذه النظریات ان الناس تتعامل او تتعرض لوسائل الاعلام دائما لتلبیة حاجاتهم منها. ولیس وقت الازمات فقط، وان کان الاعتماد على وسائل الاعلام یزداد فى اوقات الازمات بشکل ملحوظ، وبدیهى طلبا للمعلومات والاراء حول الازمة او القضیة.

کما ان وسائل الاعلام یمکن ان تؤدى دورا مهما فى تکوین الشخصیة واکسابها صفات معینة، وتغیر صفات اخرى قائمة. وقد تکون هذه الصفات سیئة او جیدة.

وهو ما تحاولة الدراسة الحالیة بالتطبیق على دور الصحافة کاحد وسائل الاعلام فى بناء الوعى البیئى على عینة من المجتمع الکویتى من اعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت.

ویقترب هذا الدور من وسائل الاعلام فى تنشئة الافراد بصفة عامة وتوعیتهم وتثقفهم، فأحد الاستنتاجات المترتبة على نظریة الاعتماد على وسائل الاعلام هى ان الافراد اکثر اعتمادا على وسائل الاعلام یکونون اکثر استعدادا للتاثر بالاعلام على نظم معتقداتهم، عواطفهم، سلوکهم، وصفات شخصیتهم. فعلى سبیل المثال یصبحون اکثر قابلیة لتاثیر حملات الاعلام.

وبتطبیق افتراضات هذه النظریة على الدراسة الحالیة یمکن القول بأن الکویتین یعتمدون على الصحافة فى تلبیة حاجاتهم للاخبار والمعلومات البیئیة وتعلم مهارات اتجاه البیئة، کما ان وسائل الاعلام فى الکویت تؤدى دورا مهما فى حیاة الافراد والمجتمع وتسهم فى إکسابهم صفات جدیدة خاصة فیما یتعلق بالبیئة قد تکون جیدة اوسیئة للشخصیة الکویتیة کما تسهم فى تخلیهم عن صفات حالیة جیدة او سیئة ایضا.

 

• Ø   ثانیا :  الدراسات السابقة ذات العلاقة بجوانب الدراسة

1- الدراسات السابقة ذات العلاقة بالتثقیفالبیئى

- دراسة للباحثمحمدغیاث الأشرف،( 1995 ) بعنوان "تقییمالتغطیةالبیئیةفىالصحافةالعربیة"

منهج الدراسة:  المنهج الوصفى التحلیلى. اهم نتائج تلک الدراسة:  أن التغطیةالصحفیة تساهم فى رفع شأن ومکانة وقیمة المؤسسة الإعلامیة مما ینعکس ایجابیًا على المجتمع. التوفیق مابین التثقیف البیئى والسلوک البیئى الایجابى، اتباع المنهج الاخلاقى التنویرى لحمایة البیئة، دراسة الواقع التنموى والاقتصادى والاجتماعى فى المجتمع المحلى، توفیر ارشیف للمعلومات البیئیة یتم تحدیثه بشکل دائم، مراجعة المادة الصحفیة البیئیة من قبل مختص و ملم بالموضوع قبل نشرها تمیز هذا البحث عن تلک الدراسة: یهدف هذا البحث الى تفعیل الاستراتیجیة الصحفیة وتطویعها خدمة للبیئة من خلال نموذج إعلامى متکامل یجسد تجربة متمیزة وهى تجربة دولة الإمارات العربیة المتحدة فى مجال الإعلام الصحفى البیئى، کما یضیف الرؤیة المستقبلیة والتى ترتکز على البعد الحضارى للمستقبل ووضع مؤثرات کتدخل مبکر للمحافظة على البیئة وهو یمکن توظیفه فى موضوع الإعلام الصحفى البیئى.

 

- دراسة : جمالالدینعلیصالح ,( 2003 )بعنوان"الإعلامالبیئیبینالنظریةوالتطبیق"

 وهی دراسة منشورة سنة 2003 بمصر عن مرکز الإسکندریة للأبحاث. تندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفیة التی تقوم على وصف الخصائص المختلفة، وجمع المعلومات حول موقف اجتماعی أو مجتمع محلی معین، وقد استخدم الباحث فی هذه الدراسة أسلوب المسح، بهدف التعرف على الخصائص الأساسیة التی یتمیز بها جمهور وسائل الإتصال فی العینة الخاصة بمجتمع الدراسة، وإلى الدورالفعلی للإتصال فی خلق التوعیة بقضایا البیئة المتمثلة فی المعرفة والإتجاه والسلوک .

وقد حاول الباحث تحدید إشکالیة الدراسة إنطلاقا من مجموعة من المؤشرات العلمیة التی تدور حول إهمال وسائل الاتصال الجماهیری المصریة للبیئة و مشکلاتها، الأمر الذی یجعل مناقشة قضایا البیئة یتم بشکل جزئی نتیجة عدم إکتمال ودقة الحقائق البیئیة. وتدور إشکالیة الدراسة حول تأثیر وسائل الاتصال الجماهیریة على التوعیة بقضایا البیئة فی مصر، وقد إتخذ الباحث من منطقة حلوان  بمصر کنموذج للدراسة المیدانیة، بإعتبارها من أکثر المناطق المصریة التی شهدت توطنا صناعیا کبیرا ومکثفا، وفی فترة زمنیة قصیرة بالإضافة إلى تنوع السمات السکانیة بهذه المنطقة مابین الریفیة والحضریة، الأمر الذی سمح للباحث بإجراء المقارنات بالنسبة لموضوع الدراسة وإقتضت طبیعة الدراسة وأهدافها تحدید مجتمع البحث الذی تأخذ منه العینة، وهو منطقة حلوان ممثلة فی أربعة مناطق (شیاخات) متجانسة من حیث التقسیم الجغرافی، وهی منطقة صناعیة ، منطقة سکنیة ، منطقة خدمیة ، و أخرى ریفیة ، وکذا من حیث المستویات السکانیة لتعداد أرباب الأسر.

وقد قام الباحث بإختیار أفراد العینة عن طریق الصدفة أو ما یعرف بالعینة العرضیة بحیث إستبعد الأمیین من عینة أرباب الأسر، والتی إتخذها کوحدة تحلیل، وشملت عینة الدراسة(500 )  مفردة موزعة على أربع مناطق بواقع (125) مفردة من کل منطقة من المناطق المذکورة.

وعند تطبیق العینة قام الباحث بإختیار (5) مبحوثین من کل منطقة عن طریق العینة العرضیة کإختیار أول بغیة الإستدلال على مبحوثین آخرین وفقا لعینة الکرة الثلجیة.

وقد توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج تتمثل بشکل موجز فی کون مناقشة القضایا التی تقدمها وسائل الإتصال الجماهیری جاءت أحیانا بنسبة 63.2 % ولا بنسبة%21.2 ونعم بنسبة15.4 % ، وجاء موضوع تلوث الهواء فی المرتبة الأولى من حیث المواضیع التی تم مناقشتها یلیه تلوث الماء ، کما توصلت الدراسة أیضا إلى أن الجوانب البیئیة التی تأثرت بها عینة الدراسة، و هی المحافظة على البیئة ثم المشارکة والتعاون فی حل المشکلات البیئیة ، ثم تجنب العادات السیئة وخلصت إلى أن معظم أفراد العینة لم یتصلوا بوسائل الإعلام و أن أکبر نسبة إتصال کانت عبر الصحافة ثم التلفزیون.

 

- دراسة رضوانسلامن, (2006) بعنوان "الإعلاموالبیئة،دراسةاستطلاعیةلعینةمنالثانویینوالجامعیین − مدینةعنابةنموذجا"

تندرج هذه الدراسة ضمن البحوث الاستطلاعیة التی تهدف إلى تحقیق مقاربة بین الجوانب النظریة والجوانب التطبیقیة للموضوع ، والتعرف على الظاهرة بطریقة وصفیة تحلیلیة مبنیة على الدقة والوضوح ، حیث تبحث فی تأثیر وسائل الإعلام ودورها فی التوعیة البیئیة لدى الثانویین والجامعیین فی المناطق الصناعیة فی الجزائر بحیث تنطلق من سؤال أساسی مرده :

ماهودوروسائلالإعلامفیتکوینالوعیالبیئیلدىالفردالجزائری؟وتفرععن هذاالتساؤلالرئیسیالتساؤلاتالآتیة :

 - ما هی طبیعة العلاقة بین الإعلام والبیئة ؟

 -  هل یمکن الحدیث عن الإعلام البیئی فی الجزائر؟

 - ما هو موقع قضایا البیئة الوطنیة والمحلیة و إشکالاتها فی اهتمامات وسائل الإعلام الجزائریة ؟

 - ما مدى اهتمام جمهور وسائل الإعلام بقضایا البیئة ومشکلاتها ؟

 - إلى أی مدى ساهمت وسائل الإعلام فی التحسیس وتکوین الوعی البیئی فی الجزائر ؟

 

وقد استخدم الباحث منهج المسح الاجتماعی نظرا لطبیعة الدراسة وإشکالیتها المطروحة بغیة التعرف على مدى وعی الثانویین والجامعیین بقضایا البیئة ، ودور وسائل الإعلام فی إنماء الوعی البیئی لدیهم وذلک بالاعتماد على منهج المسح بالعینة بغیة الاکتفاء بعدد محدد من المفردات ، کما اعتمد الباحث أیضا على المنهج الإحصائی الریاضی من أجل تطبیق النتائج المتحصل علیها وتبویبها للحصول على دلالات اجتماعیة فسرت بها آراء واتجاهات المبحوثین

وقد اعتمد الباحث على العینة القصدیة وهی من العینات المعتمدة فی الدراسات الاستطلاعیة ، حیث شملت 300 مفردة من مجتمع البحث المتمثل فی الجامعیین والثانویین فی المنطقة الجغرافیة والسکنیة المتمثلة فی مدینة عنابة. حیث استخدم فی عملیة جمع البیانات کل من المقابلة، والملاحظة إلى جانب استمارة الاستبیان والتی شملت أربع محاور بما یمثل مجموع 25 سؤالا وقد توصل الباحث إلى النتائج التالیة :-اکثر المبحوثین على وعی بمفهوم البیئة، حیث أن 62 % یرون بأنها المحیط الذی یعیش فیه الإنسان فی حین أن 23.7 % یرونها على أنها الطبیعة و 14.3 % یرونها کوکب الأرض .

- یرى المبحوثون بأن التلوث هو نقیض البیئة، حیث أعتبر 51 % منهم بأنه اختلال فی

التوازن البیئی فی حین یرى 45.3 % بأنه تدمیر البیئة . إن الوعی بمشکلة التلوث التی تعانی منها المنطقة موجود لدى المبحوثین بنسبة 71.5حیث یرجعون أسبابه إلى النمو الصناعی بنسبة 65.3 % و إلى ضعف الوعی البیئی بنسبة  56%

- یرى أغلب المبحوثین بنسبة 78 % إن الوسائل السمعیة المرئیة هی الأکثر فعالیة فی

تغطیة أحداث البیئة، فی حین یرى 14.7 % بأنها الإذاعة .

- کان المبحوثون على وعی بدرجة اهتمام وسائل الإعلام الجزائریة، حیث نجد أن%74.7 یرون بأنها ذات اهتمام متوسط ، کما أقر جل المبحوثین بدور وسائل الإعلام

السمعیة المرئیة فی التوعیة البیئیة وذلک بنسبة 82.7 % ، و أن نجاحها فی تکوین الوعی یتوقف على الإعلام المتخصص بنسبة  50%

 

- دراسة یاسین ابوذراع، (2010) بعنوان " دورالإذاعةالمحلیةفینشرالوعی البیئى"

دراسة میدانیة بجامعة منتوری قسنطینة − مذکرة ماجستیر فی علم اجتماع البیئة نوقشت سنة 2010تندرج هذه الدراسة ضمن البحوث الوصفیة ، التی تسعى إلى اکتشاف الواقع ووصف الظواهر وصفا دقیقا ،وهی تتناول إشکالیة محوریة تتمثل فی معرفة الدور الذی تلعبه إذاعة قسنطینة المحلیة ومدى مساهمتها فی نشر الوعی البیئی، وقد تم بلورة إشکالیة الدراسة فی تساؤل رئیسی مفاده :

مادورإذاعةقسنطینةالمحلیةفینشرالوعیالبیئیلدىالطلبةالجامعیین؟

ویتفرععنهذاالسؤالالرئیسیعدةأسئلةفرعیةیمکنإجمالهافی :

− هل تهتم إذاعة قسنطینة المحلیة بقضایا البیئة ومشکلاتها ؟

- هل تقدم الإذاعة المحلیة بقسنطینة برامج مختلفة تعالج قضایا البیئة ومشکلاتها؟

- هل تساهم إذاعة قسنطینة المحلیة فی تکوین ثقافة بیئیة لدى مستمعیها – الطلبة الجامعیین - لتشکیل وعی بیئی ؟

- ما دور إذاعة قسنطینة المحلیة فی التأثیر على السلوک البیئی لمستمعیها – الطلبة الجامعیین- لتشکیل وعی بیئی ؟وقد أدرج الباحث إلى جانب الإشکالیة والتساؤلات مجموعة من الفرضیات تتمثل فی فرضیة عامة مفادها :

تساهم إذاعة قسنطینة المحلیة فی نشر الوعی البیئی لدى الطلبة الجامعیین .

وإلىجانبهذهالفرضیةالعامةوضعالباحثفرضیاتأخرىفرعیةیمکنإجمالهافی:

- تولی إذاعة قسنطینة المحلیة أهمیة معتبرة للبرامج المتعلقة بالبیئة.

-  تقدم إذاعة قسنطینة المحلیة برامج متعددة ومتنوعة تعالج أهم قضایا البیئة .

- تساهم إذاعة قسنطینة المحلیة فی تکوین ثقافة بیئیة لدى مستمعیها .

- تؤدی إذاعة قسنطینة المحلیة دورا هاما فی التأثیر إیجابیا على السلوک البیئی لمستمعیه لتشکیل وعی بیئی .

استخدم الباحث منهج المسح الاجتماعی نظرا لکون مجتمع البحث کبیر نسبیا، متخذا منهج المسح بالعینة بغیة تحقیق أهداف الدراسة وغایاتها ، إلى جانب مجموعة من أدوات جمع البیانات نذکر منها المقابلة وبالذات المقابلة المقننة للحصول على أکبر قدر من المعلومات، إضافة إلى استمارة الإستبیان والتی تضمنت 35 سؤالا موزعة على خمسة محاور .

وقد استخدم الباحث العینة العشوائیة الطبقیة والتی شملت 103 مفردة من مجتمع البحث، المتمثل فی طلبة السنة الرابعة علم اجتماع ، الموزعین على ثلاث تخصصات وذلک بنسبة 40 % من کل تخصص وقد توصل الباحث إلى النتائج التالیة :جاءت نتائج الدراسة موافقة للفرضیة العامة، والتی تؤکد على أن إذاعة قسنطینة المحلیة تولی أهمیة بالغة لقضایا البیئة ومشکلاتها ، کما أثبتت النتائج صدق الفرضیات الجزئیة الأخرى، حیث یفضل المبحوثین الإذاعة ویصنفونها کثانی وسیلة إعلامیة بعد التلفزیون للحصول على المعلومات البیئیة وذلک بنسبة 63.27  %

-  یستمع جل المبحوثین إلى البرامج الإذاعیة البیئیة ، نظرا لأهمیة هذه البرامج ، مع ملاحظة اهتمام الإناث أکثر بهذا الجانب. وتعد أهمیة المواضیع البیئیة المطروحة هی أکثر ما یشد المستمعین للاستماع لهذه البرامج وذلک بنسبة44.53 %، بالإضافة إلى اتساع نسبة الاستفادة منها ، والتی قدرت بنسبة 32.81%

- ارتفاع مستوى استیعاب المبحوثین للمواضیع البیئیة ، وذلک بنسبة کبیرة حیث أقر%77.39 منهم على أن إهتمام الإذاعة بالمواضیع البیئیة مناسبات ی، فی حین رأى%22.61 أن اهتمام الإذاعة بمواضیع البیئة یکون بصفة دوریة  

- تقدم إذاعة قسنطینة برامج متنوعة تهتم بقضایا البیئة لکن تعد الأخبار البیئیة الطابع الغالب، وذلک بنسبة 48.98 % ، فی حین شکلت برامج الحوا ر 28.57 % و النصائح والإرشادات التوعویة  22.45%

- قدمت الإذاعة الجهویة لقسنطینة من خلال المواضیع البیئیة التی طرحتها نصائح بیئیة تتعلق بنظافة المحیط وذلک بنسبة 48.94 % ، کما أکد المبحوثون على أن الجهد الإعلامی الذی تقوم به الإذاعة غیر کافی وذلک بنسبة 59.18 % ، نظرا لعدم وجود تغطیة کافیة للموضوع البیئی المطروح للنقاش، وذلک بنسبة 22.45 % ، و فی المقابل رأى مبحوثین آخرین أن الجهد المبذول کافی ویستحق التشجیع وذلک بنسبة %40.82 وعموما فقد أکدت النتائج على صحة الفرضیات الجزئیة ، وکذا الفرضیة العامة للدراسة وأثبتت مدى فعالیة إذاعة قسنطینة المحلیة فی نشر الوعی البیئی لدى فئة الطلبة الجامعیین .

وبالرغم من أن الدراسات السابقة التی تم عرضها تتقاطع مع الدراسة الحالیة، من حیث ترکیزها وتأکیدها على قدرة وسائل الإعلام ودورها فی نشر الوعی البیئی فی المجتمع إلا أنها تختلف مع دراستنا من حیث المجال المکانی والزمانی، وکذا المداخل النظریة التی تم من خلالها التطرق للموضوع، حیث اعتمد الباحث مدخل نظریة اعتماد الجمهورعلى وسائل الاعلام.

 

- دراسة (Lokhandwala, et al. 2010 بعنوان "الدور البیئی للإعلام فی دول الخلیج"

 هدفت إلى استکشاف الدور الذی تلعبه وسائل الإعلام فی قیادة مبادرات حمایة البیئة، وتحدید أفضل ممارسات وسائل الإعلام المرئیة والمقروءة والمسموعة وسعیها لتعزیز الاستدامة. أجریت الدراسة فی دول مجلس التعاون الخلیجی، وقد استخدمت المنهج التحلیلی.

وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن هنالک فاعلیة کبیرة لدور وسائل الإعلام المسموعة والمرئیة والمقروءة فی تسلیط الضوء على الممارسات الخاطئة التی تضر بالبیئة، کما تتبع وسائل الإعلام المختلفة وسیلة التشجیع والترغیب فی تعزیز ثقافة حمایة البیئة والاهتمام بها. وقد أوصت الدراسة إلى ضرورة الاهتمام بممارسات وسائل الإعلام وتعزیزها ودعمها لما لها من تأثیر مباشر على تغییر سلوکیات الأفراد ایجابیا نحو بیئتهم.

 

- دراسة (Tairo, 2010) بعنوان " حملة توعیة الإعلام المطبوع فی التغیر المناخی فی افریقیا"

هدفت إلى التحقیق فی مدى تأثیر حملات وسائل الإعلام المطبوعة فی التوعیة البیئیة وأهمها ظاهرة التغیر المناخی. أجریت الدراسة فی تنزانیا. وقد استخدمت المنهج التحلیلی.

وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن وسائل الإعلام المطبوعة المتمثلة بالمجلات والصحف والکتب لها دور وتأثیر کبیر فی زیادة الوعی البیئی وخاصة ووعی العامة اتجاه ظاهرة الاحتباس الحراری والتغیر المناخی الذی بدوره یساعد فی الحد من السلوکیات الخاطئة والمدمرة للبیئة. وقد أوصت الدراسة إلى ضرورة التوسع فی حملات التوعیة البیئیة لتشمل الوسائل الإلکترونیة والمرئیة والمسموعة. 

 

- دراسة (Simooya, 2011 ) بعنوان " دور وسائل الإعلام فی توعیة وتعلیم بیئیة العامة فی زامبیا"

هدفت إلى التحقیق فی دور وسائل الإعلام فی التوعیة البیئیة وتطویر التعلیم البیئی، ومعرفة المحتوى البیئی الذی تنشره وسائل الإعلام المختلفة. أجریت الدراسة فی زامبیا. وقد استخدمت المنهج التحلیلی الوصفی، حیث تکونت العینة من 4 ملاحق صحفیة، و3 محررین صحفیین لتغطیة 3 مناطق حضریة وشبه حضریة وریفیة فی زامبیا.

وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن هنالک دور إیجابی وکبیر لوسائل الإعلام المختلفة فی نشر التوعیة البیئیة وتوجیه الأفراد نحو أهمیة المحافظة على البیئة، وتبین أن المناطق الأکثر تحضرا تنتشر فیها وسائل الإعلام وخاصة الصحف والمجلات بشکل أکبر من غیرها حیث أن الصحف غالبا ما تتناول  المواضیع البیئیة فی ملاحقها. وأوصت الدراسة إلى أهمیة الوصول للمناطق شبه الحضریة والریفیة لأن المحافظة على البیئة لا تقل أهمیتها عن المناطق الحضاریة. 

 

- دراسة العتیبی (2012) بعنوان " الإعلام البیئی فی دولة الکویت " الهیئة العامة للبیئة أنموذجاً ".

 هدفت إلى تناول دور الإعلام فی مجال البیئة والتربیة البیئیة فی دولة الکویت ، کما هدفت إلى التعرف على الخصائص الإعلامیة التی تتمیز بها الهیئة العامة للبیئة فی التعریف بقضایا البیئة فی المجتمع الکویتی. واستخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی، وتکونت عینة الدراسة من (200) فرد. وقد أظهرت النتائج أن اتجاهات أفراد عینة الدراسة نحو الدور الإعلامی للهیئة العامة للبیئة فی التعریف بمشکلات البیئة ونشر الوعی البیئی فی دولة الکویت تبعاً لمتغیر الجنس کان الفرق لصالح الإناث. بینما کان الفرق لصالح أصحاب الخبرة من فئة أقل من 25 سنة، عند مقارنة متوسطهم الحسابی مع متوسط أصحاب الفئات الباقیة. أما لمتغیر المؤهل العلمی فکان الفرق لصالح أصحاب فئة البکالوریوس عند مقارنة متوسطهم الحسابی مع متوسط أصحاب الفئات الأخرى، وکان الفرق لصالح أصحاب الفئات الأخرى. وکان الفرق لصالح (6-10) سنوات لمتغیر الخبرة الوظیفیة ولصالح فئة موظف.

 

- دراسة  Ogunjinmi, A.,  Onadeko, S. and Ogunjinmi, 2013 بعنوان "التغطیة الإعلامیة للحفاظ وحمایة الطبیعة فی منتزهات نیجیریا الوطنیة"

 هدفت إلى استکشاف أثر التغطیة الإعلامیة ووسائل الإعلام على حمایة البیئة ونشر التوعیة البیئیة للحفاظ على الطبیعة والمنتزهات والحدائق الوطنیة. أجریت الدراسة فی نیجیریا، وقد استخدمت المنهج التحلیلی الوصفی، حیث تکونت العینة من 257 مقالة.

وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن المقالات تناولت موضوعات المحافظة على البیئة وکیفیة حمایة الطبیعة والمنتزهات والحدائق الوطنیة، حیث تعد المقالات فی الصحف واحدة من أهم وسائل الإعلام التی تستخدم لنشر الوعی والتثقیف البیئی. وقد أوصت الدراسة إلى ضرورة دعم المؤسسات الإعلامیة وتعزیز دورها فی زیادة الوعی البیئی والحفاظ على الحدائق الوطنیة الطبیعیة. 

     

2- الدراسات السابقة ذات العلاقة بمدخل نظریة اعتماد الجمهورعلى وسائل الاعلام.

- دراسة حازم أنور محمد البنا، (2012 ) بعنوان "دور وسائل الإعلام فی تشکیل معارف واتجاهات الرأی العام السعودی فی منطقة جازان نحو أحداث الحد الجنوبی السعودی"

العلاقة بین التعرض للمضمون الإخباری ادراک الجمهور السعودی فی ٕ لوسائل الإعلام حول أزمة المتسللین الحوثیین من ناحیة، و منطقة جازان للأزمة. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى بروز قنوات التلفزیون السعودی فی مقدمة المصادر التی اعتمد علیها المبحوثون خلال الأزمة.

 

- دراسة فهمى وجونسون   Fahmy, S., Johnson, T. J., (2007) بعنوان

Mediating the Anthrax Attacks: Media Accuracy and Agenda Setting During a Time of Moral Panic

تأثیرات وضع لأجندة فی أوقات الأزمات، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود العدید من المؤشرات التی تدعم تأثیرات وضع الأجندة فی أوقات التهدیدات الإرهابیة، منها: الموقع الجغرافی، والنوع، والاتجاهات نحو دقة الوسیلة الإعلامیة

 

- دراسة وفاء عبد الخالق ثروت، (2006 ) بعنوان "اعتماد الجمهور على التلفزیون المصری أثناء الأزمات بالتطبیق على حادث شرم الشیخ"،

هدفت  الدراسة للتعرف على مدى اعتماد الجمهور على التلفزیون المصری للحصول على المعلومات، بالتطبیق على حادث شرم الشیخ. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة بین الاعتماد على التلفزیون المصری کمصدر للمعلومات عن حادث شرم الشیخ والاعتماد على وسائل الإعلام الأخرى.

 

- دراسة إبراهیم أبو الفرج، (2006 ) بعنوان "اعتماد الشباب الجامعی على وسائل الإعلام أثناء الأزمات "أزمة تفجیرات دهب نموذجـا"

وفیما یتعلـق باعتماد الشباب الجامعی على وسائل الإعلام أثناء أزمة تفجیرات دهب، توصلت نتائج الدراسة إلى احتلال القنوات الفضائیة قائمة مصادر المعلومات من حیث اعتماد الشباب الجامعی علیها، یلیها الصحف القومیة، فالتلفزیون المصری.

 

- دراسة لوری (2004 W, Lowrey (بعنوان  " تقییم الاعتماد على وسائل الإعلام فی أعقاب هجمات 11 من سبتمبر"

 توصلت الدراسة إلى بروز متغیر التهدید بوصفه المؤشر الأقوى للاعتماد على وسائل الإعلام.

 

- دراسة (نوال عبد العزیز الصفتی، 2003 ) بعنوان "دور الصحف المصریة فی تشکل اتجاهات الجمهور المصری نحو قضیة الإرهاب الدولی "دراسة میدانیة"

  توصلت وجود توافق بین اتجاهات المبحوثین نحو التغطیة الإعلامیة وبین اتجاهاتهم نحو قضیة الإرهاب.

 

- دراسة سها فاضل، (2003) بعنوان "العلاقة بین التعرض للصحف المصریة والوعی بقضیة الإرهاب الدولی لدی الشباب الجامعی "

 بالتعرف على العلاقة بین التعرض للصحف المصریة وبین الوعی بقضیة الإرهاب الدولی لدى الشباب الجامعی. وقد توصلت الدراسة إلى بروز التأثیرات الوجدانیة فی الترتیب الأول لجملة التأثیرات، تلیها المعرفیة والسلوکیة.

 

 - دراسة خالد صلاح الدین،(2003) بعنوان "دور وسائل الإعلام فی تکوین معارف واتجاهات الرأی العام المصری نحو الإرهاب – مدخل تکاملی"

العلاقة بین التعرض للمضمون الإخبارى بوسائل وا ی العام لبروز هذه القضیة. وتوصلت نتائج الدراسة إلى ٕ الإعلام حول الإرهاب، دراک الرأ وجود ارتباطات إیجابیة ذات دلالة إحصائیة بین کثافة التعرض للمضمون الإخباری بوسائل الإعلام واتجاهات المبحوثین نحو الإرهاب.

 

- دراسة جیهان یسری، (2002) بعنوان " اتجاهات الإعلامیین نحو تغطیة الإعلام المصری لأحداث الإرهاب" 

للتعرف على تقییم الإعلامیین لأداء وسائل الإعلام المصری فی معالجة الأحداث الإرهابیة. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود ضوابط تؤثر فی طریقة تناول موضوعات الإرهاب، ومنها: مراعاة سیاسة الدولة، وعدم الإخلال بالأمن القومی ومصالح الدولة العلیا، والالتزام بالسیاسة التحریریة، وعرض المعلومات الصحیحة، وعدم إثارة الرأی العام.

 

- دراسة سوزان القلینی (1998) بعنوان "مدى اعتماد الصفوة المصریة على التلفزیون فی وقت الأزمات دراسة حالة على حادث الأقصر"

وفیما یتعلق بالمصادر التی اعتمدت علیها الصفوة المصریة فی متابعة الحادث الإرهابی الذی وقع بمعبد حتشبسوت بالأقصر ١٩٩٧ ،توصلت إلى احتلال وسائل الإعلام المحلیة وبصفة خاصة التلفزیون الوطنی لمکانة متمیزة لدى الصفوة المصریة.

 

- دراسة  شاهیناز بسیونی، (1993  ) بعنوان "العلاقة بین التعرض لوسائل الاتصال وطبیعة الاتجاه نحو مشکلة الإرهاب"

توصلت نتائج الدراسة إلى قوة تأثیر وسائل الإعلام فی بناء اتجاهات الجمهور نحو الإرهاب، من خلال وجود علاقة طردیة قویة بین التعرض لوسائل وأنماط الاتصال المختلفة ومستوى المعرفة بمشکلة الإرهاب

 

 

• §      بحوث وظفت الأطر النظریة للبحث الحالى

اولا: مکوناتالتثقیفالبیئی والاعتماد على وسائل الاعلام

إن التثقیف البیئی فی أصله یتکون من ثلاث حلقات منفصلة ومتداخلة فی آن واحد، هی التربیة البیئیة، والتعلیم البیئی، والإعلام البیئی، بحیث تشکل مع بعضها البعض إستراتیجیة متکاملة، الهدف منها الرقی بالسلوک الإنسانی فی التعامل مع المنظومة البیئیة وحمایتها وضمان انتشار أسالیب وطرق الارشاد البیئی، بما یحقق تنمیة بیئیة مستدامة وسنتناول هذه المفاهیم الثلاث، والتی تعد المکونات الأساسیة للتثقیف البیئی. والتعلیم البیئی یبدأ من ریاض الأطفال، ویستمر خلال مراحل التعلیم العام إلى التعلیم الجامعی ، بشرط أساسی وهو وجود تکامل لأهداف البرنامج التعلیمی والتربوی  وتبدأ الثقافة البیئیة من توفیر مصادر المعلومات کالکتب والنشرات وإشراک المثقفین البیئیین فی المناقشات والحوارات المذاعة والمنشورة ومختلف القضایا البیئیة، ذات الصلة المباشرة وغیر المباشرة بالمجتمع خاصة ذات المردود الإعلامى (سناءمحمدالجبور،2011 )

تهدف الدراسة إلى الکشف عن تاثیر مواقع التواصل الاجتماعی و تنمیة الوعی السیاسی من خلال دراسة عینة من طلبة جامعة قاصدی مرباح مستعملی هذه المواقع وتم الاعتماد على الاستبیان لجمع البیانات من المبحوثین، حیت قسمت الدراسة إلى جانب منهجی نظری وجانب تطبیقی الذی تم فیه التحقق من الفرضیات التی هی محاور من الاستبیان فالمحور الأول استخدام مواقع التواصل الاجتماعی. المحور الثانی: استخدام مواقع التواصل الاجتماعی من طرف الطلبة یزید من الوعی السیاسی ،المحور الثالث أهمیة الوعی السیاسی لدى الطلبة. وتوصلت الدراسة النتائج التالیة : تقضی النسبة الأکبر من المبحوثین أکثر من ثلاث ساعات فی استخدام المواقع ، ویفضل أغلبهم خدمة التعلیقات والدردشة بالدرجة الأولى .ای التعبیر عن اراءهم بکل حریة یستخدم أغلب أفراد العینة موقع التواصل بدافع التواصل مع الأهل والأصدقاء إلى جانب التثقیف وقد بینت النتائج مواقع التواصل تنمی الوعی السیاسی عن طریق فتح مجال للمناقشة السیاسیة وذلک ضمن  المجتمع الافتراضی. کما أسفرت الدراسة أن استخدام هذا الموقع یؤثر فی الاتصال الشخصی وجها لوجه، أظهرت نتائج الدراسة اهتماما مرتفعا لدى شباب الجامعة بمتابعة القضایا السیاسیة العربیة والدولیة والمحلیة وما تعرضه وسائل الإعلام من مواد ووقائع وما یطرح من مشکلات سیاسیة. فمواقع التواصل تزید من تنمیة الوعی السیاسی من خلال النقاشات المفتوحة.

یستخدم مصطلح الاعتماد على وسائل الإعلام لأول مرة من قبل دیفلیر وبول روکیتش Rokeach-Ball and Defleur لوصف العلاقة ثلاثیة الأبعاد بین الجمهور والوسیلة والمجتمع .(Patwardhan, 2003)

ویعد اعتماد الجمهور على معلومات وسائل الإعلام إحدى السمات الأساسیة للمجتمع الحدیث، حیث یهدف أفراد الجمهور إلى الحصول على المعلومات والتأقلم مع العالم الاجتماعی

(Ball-Rokeach, S. J., DeFleur, M.L., pp. 240-245 1989)

وتتعدد الأهداف التی یسعى الأفراد لتحقیقها من خلال الاعتماد على نظام الوسیلة ما بین أهداف الفهم (الذاتی - الاجتماعی)، وأهداف توجیه (العمل - التفاعل) وأهداف التسلیة  (Loges, W.E., 1994, pp. 5-23)   (الاجتماعیة - الانعزالیة ( وتزداد کثافة علاقات اعتماد الأفراد على مصادر المعلومات مع تزاید مفاهیم الغموض والتهدید فی البیئة الطبیعیة والاجتماعیة المحیطة، مثل: فترات التغیر الاجتماعی والصراع وعدم الاستقرار فی المجتمع، والکوارث الطبیعیة والجریمة العنیفة والإرهاب، حیث تسهم وسائل الإعلام ِّ بدورها فی تهدئة المخاوف واعادة الطمأنینة، وتفسیر المعلومـات التی تسهم فى ارساء الأوضاع الجدیدة (Loveless, M., 2008, pp.162–183)  وتتعدد التأثیرات التی یطرحها مدخل الاعتماد کأساس للتأثیر فی الأفراد المعتمدین على معلومات وسائل الإعلام الجماهیریة فی المجتمع، ویمکن تحدیدها فی: تأثیرات معرفیة وتأثیرات وجدانیـة وتأثیرات سلوکیة.

تعد وسائل الإعلام من أهم الأدوات الأساسیة التی تستخدم من أجل التأثیر على الرأی العام وتوجیهه وتغییره، ولطالما کانت وسائل الإعلام على اختلافها، وتنوعها، وحداثتها، العامل الرئیسی الذی من شأنه أن یحدث تغییرات سریعة وطویلة الأمد، والذی یصل إلى أکبر فئة ممکنة من الجمهور، لذلک عمدت الجهات المختصة فی البیئة التی تهدف إلى المحافظة على البیئة، وتثقیف الجمهور بکیفیة العنایة والاهتمام بها إلى استغلال وسائل الإعلام من أجل تحقیق غایتها المتمثلة فی نشر الوعی والثقافة البیئیة بشکل جاذب لجمیع الفئات على اختلاف مستواها التعلیمی والاجتماعی، وذلک من أجل الحصول على بیئة خالیة من التلوث والأخطار(Sampeiand Aoyagi-Usui, 2008: 203)

 

ثانیا : الإعلام البیئی والاعتماد على وسائل الإعلام

هو تعبیر مرکب من مفهومین هما الإعلام والبیئة، و الإعلام البیئی هو الترجمة الموضوعیة الصادقة للأخبار والحقائق البیئیة ، وتزوید الناس بها بشکل یساعدهم علـى تکوین رأی صائب فیما یتعلق بقضایا البیئة (ابراهیم عبد الواحد عارف،2008). ویعتبر الإعلام البیئی أحد المکونات الأساسیة فی الحفاظ على البیئة ، حیث یتوقف على إیجاد الوعی البیئی و ا کتساب المعرفة اللازمین لتغییر الإتجاهات ، والنوایـا نحـو القضایا البیئیة على نقل المعلومات وعلى إستعداد الجمهور نفسه لیکون أداة فی التوعیـة (یاسین ابوذراع ،2010 )   لنشر القیم الجدیدة أو الدعوة للتخلی عن سلوکیات قائمة

إن التثقیف البیئی هو الغایة والهدف المراد بلوغه لتحقیق فهـم أعمـق و أوضـح للمنظومة البیئیة بما یساعد على حمایتها من مختلـف أشـکال التلـوث و الإعتـداءات العشوائیة ، وهذا لن یتحقق ، إلا بتکامل کل الأدوار التی تفضی فی النهایة إلـى بلـورة وتشکیل التثقیف البیئی ونشر مفاهیم المواطنة الإیکولوجیة عبر مختلف الوسائل بدایـة من التربیة البیئیة ، والتی تکون خلال السنوات الأولى للتنشئة الإجتماعیة ، بحیـث تسـهم فیها کل الجماعات المرجعیة الأولیة منها والثانویة بدایة من الأسرة وصولا إلى المدرسة لیأتی بعدها دور التعلیم البیئی من خلال الصیاغة المدروسة والمعمقة للبرامج و المقررات الدراسیة بشکل یتعدى حدود التلقی السلبی إلى الفهم الجوهری ، والمساهمة الفعالة والجادة فی حمایة البیئة. ولا یعنی هذا التقلیل من شأن وسائل الإعلام ودورها فی هذا المجال حیـث تعـد حلقة أساسیة لتزوید الجماهیر بالمعلومات والمضامین البیئیة إنطلاقـا مـن وظائفهـا الأساسیة ، وهو ما سنتطرق إلیه لاحقا .

اصبح الاتصال الجماهیری قوة مؤثرة فی حیاة المجتمعات، ویلعب دورا هاما فی مواجهة الکوارث والأزمات البیئیة التی تعانی منها ، وهناک تفاعل مستمر بـین وسـائل الاتصال الجماهیری والمجتمع حیث یؤثر ویتأثر بها اب عتباره عنصرا لا یبتعـد عـن الکیان الاجتماعی والثقافی و الإقتصادی، ویدخل فی مختلف أوجـه النشـاط و أصـبح لوسائل الإعلام دورها الواضح فی تکوین الصور الذهنیة والتـی تعکـس واقـع هـذه الکوارث و الأزمات وغیرها ، فوسائل الإعلام تؤثر فی اتجاهات الأفراد ومواقفهم بمـا (عواطف عبد الرحمن ، 1995) ینعکس على سلوکاتهم. ولا یخفى على أحد مدى أهمیة الإعلام فی توجیه السلوک الفردی والجماعی نحو الحفاظ على البیئة، من خلال وسائله السمعیة أو البصریة، وکذا إمکانیة جمعه لأکبر عدد ممکن من أفراد المجتمع على رأی واحد، من خلال التأثیر والإقناع بمختلـف الوسـائل الدرامیة والواقعیة وحتى الهزلیة، هذا فضلا عن الأسالیب الأخرى کعقـد الملتقیـات الفکریة وصناعة فرص الحوار والتشاور وتبادل الأفکار حـول القضـایا التـی تجمـع عقیل محمود الرفاعی، 1998) الجمیع ویتعامل الإعلام مع مشکلات البیئة بواسطة خلـق الإحسـاس لـدى المـواطن بضرورة الاهتمام بها ،والمحافظة علیها ، من خلال تقویة اهتمام الجماهیر بقضایا البیئـة ومشکلاتها ، وذلک انطلاقا من أن الإنسان هو أکثر الکائنات الحیة فاعلیة و تـأثیر ا فـی النظام البیئی وب ، التالی تعمل وسائل الإعلام على تکوین العلاقة السـویة بـین الإنسـان والبیئة ، بحیث یتکون لدیه الوعی البیئی المتکامل ، فالوعی الوقائی هو الذی یمنع حدوث الخلل أو المشکلة ، أما الوعی العلاجی فهو الذی یواجه به الفرد المشکلات الفعلیة الناجمة عن سوء الاستخدام ، کما یمکن للإعلام أن یلعب دورا هاما فی الضغط على الحکومـات (عواطف عبد الرحمن ، 1995) فی بعض الدول لإنشاء أجهزة تعنى بمشکلات البیئة . فالإعلام یعنى بتزوید الناس بالأخبار الصحیحة والمعلومات السـلیمة والحقـائق الثابتـة التی تساعدهم فی مواجهة الکوارث والأزمات البیئیة والتعامل معها بـوعی یزیـد مـن فعالیة الفرد ، ویرفع مستوى أهلیته وأدائه ، من خلال الرسائل التی یبثها على أعداد کبیرة من الناس. . . وتتمیز وسائل الإعلام بقدرتها الفائقة على نشـر الحقـائق والمعلومـات والأرقام والإحصائیات عن الکوارث البیئیة بسرعة کبیرة وب ، التالی تعـرف بهـا فـور (عقیل محمود الرفاعی، 1998) حدوثها وتزید من معلومات الناس عنها بما یشکل الوعی لدیهم حیالها

 

ثالثا : الرأی العام والاعتماد على وسائل الإعلام

إن القوة الهائلة للتکنولوجیا الحدیثة فرضت باستمرار ضغوطا هائلة على البیئـة ، وأدى استخدامها بدون تمییز فی أحوال کثیرة إلى تحقیق الراحة للإنسان ، وتـوفیر إنتـاج ضخم لسد حاجیاته المتزایدة لکنه دمر أیضا رأس المـال الطبیعـی للإنسـان (مادیـا وحیویا) أو ثر تأثیرات سلبیة کثیرة فی مختلف أجزاء النظام الإیکولـوجی ، وقـد کـان الاهتمام فی غالبیة دول العالم مرتکزا على التنمیة الإقتصادیة بصرف النظـر عـن أی اعتبارات أخرى، وللأسف لم تکن البیئة جدیرة باهتمام کبیر، بل کانـت الإشـارة إلـى الضمانات البیئیة تبدو کمبررات غیر مجدیة أو کمعوقات (علی عجوة، 2004 )، والأمر الذی لا جدال فیـه أن قضایا البیئة أصبحت أهم مشاکل الإنسان المعاصر ، إذ کانت درجة الاهتمام تختلف من مجتمع لآخر حسب حدة المشاکل البیئیة الموجودة، فالدول الصـناعیة بـدون شـک تعـانی مشکلات بیئیة أکثر تعقیدا من الدول غیر الصناعیة، والدول النامیة تعانی مشـاکل تتعلـق بتلوث المیاه ونقصها والتصحر وبالتالی نقص الموارد البیئیة، ولکن الإتجاه السائد هـو أنـه یجب النظر إلى مشاکل البیئة نظرة أکثر شمولیة وأنها تهدد الإنسان ککل (علی الربیعی، 2005).ولا یزال الجدال البیئی قائما إلى حد الساعة ، نتیجـة تفـاقم مشـکلات التلـوث الصناعی ، وما نجم عنه من تأثیرات سلبیة طالت الإنسان ، وهو ما دفع بالکثیر من الدول خاصة الصناعیة منها ، والتی کانت سباقة لإجراء الدراسات الاستطلاعیة ، بهدف التعرف على درجات ومستویات التثقیف البیئی لدى الرأی العام، والذی تزایدت اهتماماتـه حیـال (علی عجوة، 2004 ) القضایا البیئیة إلى مستویات أعلى تجاوزت البعد المحلـی، لتشـمل المجـال الإقلیمـی والعالمی هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد اتسـعت نظـرة الجمـاهیر إلـى القضـایا الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسات البیئیة والتنمیة (الفرجالعطیات، 1992) وتجدر الإشارة إلى غیاب استطلاعات الرأی فی المجال البیئی فی الدول النامیـة، ماعدا بعض المحاولات التی تبنتها المنظمات والجمعیات البیئیة الناشطة فی هذا المجـال، والمنبثقة بالأساس عن هیئة الأمم المتحدة للتعرف على اتجاهات الجماهیر والقیادات فیمـا یخص قضایا البیئة. ورغم اختلاف درجة الوعی البیئی لدى الرأی العام فی الدول المتقدمة والدول النامیة، إلا أن السمة المشترکة بینهما هو انفعال الرأی العـام عامـة عنـد وقـوع الکـوارث الإیکولوجیة، حیث تتدخل العوامل الإقتصادیة و الاجتماعیة فی تحدید درجة الوعی البیئی ولا تعد مقیاسا ثابتا فی ذلک، فقد یکون المستوى الإقتصادی والاجتماعی متقـارب فـی (رضوانسلامن ،2003) بعض المجتمعات وتکون درجة الاهتمام والفهم مختلفة.

 

مدخلالاعتمادعلىوسائلالإعلام

اتخذ الباحث من مدخل (الاعتماد على وسائل الإعلام) إطارا نظریا باعتباره یرکز على الوسیلة ودرجة أهمیتها لدى الفرد لکی یستقی معلوماته منها.  وکما یوحی إسم النظریة فإن العلاقة الرئیسیة التی تحکمها هی علاقة الاعتماد بین وسائل الإعلام والنظام الاجتماعی والجمهور، وقد تکون هذه العلاقات مع نظم وسائل الإعلام جمیعها، أو مع أحد أجزاءها مثل: الصحف – الرادیو – التلفزیون ومن الأهداف الرئیسیة لنظریة الاعتماد على وسائل الإعلام تفسیر لماذا یکون لوسائل الإعلام أحیانًا تأثیرات قویة ومباشرة، وأحیانًا أخرى لها تأثیرات غیر مباشرة وضعیفة نوعا ما وتعد التأثیرات المعرفیة أحد هذه التأثیرات الناتجة عن الاعتماد على وسائل الإعلام، وتتمثل فی مجالات عدیدة منها:  تجاوز الغموض الناتج عن نقص المعلومات التی یتعرض لها الفرد أو عدم کفایتها لفهم معانی الأحداث وتحدید التفسیرات الصحیحة لهذه الأحداث، وکذلک تشکیل الاتجاهات نحو القضایا المثارة فی المجتمع، والتأثیرعلى معتقدات الأفراد وتوضیح القیم  وقد استفادت الدراسة النموذج الخاص بالتأثیرات المعرفیة التی تحدد إلى اى مدى یعتمد الاساتذه بحامعة الکویت على وسائل الإعلام فی التثقیف البیئى.

 

ثالثا :  الاطار المنهجى للبحث

v       مشکلة البحث

هو التعرف على دور الصحافة الکویتیة فى التثقیف البیئى من خلال مدخل تکاملى من نظریات الاعتماد على وسائل الاعلام وعلاقة ذلک ببناء الوعى البیئى، ویمکن تعریف التثقیف اجرائیا بانه عملیة تربویة قدیمة، تبدا بالاسرة ثم المجتمع الحضارى الذى  اصبح الیوم له علاقة بقنوات الثقافة وطرقها واشیائها الحدیثة، ویعتبر التعلیم بمراحله جزء من عملیة تثفیف المجتمع، اى ان الثقافة الجدیدة (کعمل حضارى) یتناولها المجتمع وافراده عن طریق الوسائل المتاحة کالتلیفزیون والاذاعة، وعبر الصحف والمجلات بالاضافة الى اصل الثقافة وهو الکتاب وعبر جمیع الوسائل الممکنه.

v       نوع الدراسة

تنتمى هذه الدراسة الى الدراسات الوصفیة التحلیلیة المقارنة، التى تهتم برصد وتوصیف الظاهرة محل الدراسة، وهى دور الصحافة الکویتیة فى التثقیف البیئى، وتقوم الدراسة بتحلیل البیانات التى تم جمعها من المبحوثین واستخلاص النتائج منها، والمقارنة بین متغیرتها، وبین نتائج الدراسات الاخرى ذات العلاقة، ومنهج هذه الدراسة هو منهج المسح الاعلامى.

v       اهمیة البحث

سد ثغرة فى دراسات دور الصحافة فى التثقیف البیئى لاعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت- وتوفیر دراسةعلمیة موثوق نتائجها عن تاثیر الاعلام فى التثقیف البیئى للکویتین سلبا او ایجابا، والذى یساعد على نشر الوعى البیئى والحد من مشکلاتها والحد من معوقات التثقیف البیئى ، کما یراها المبحوثین، واستجابة لتوصیات الدراسات السابقة المذکورة انفا وغیرها من الدراسات ، تتناول واقع التثقیف البیئى وقضایا البیئة باجراء مزید من الدراسات حول هذه القضایا وجوانبها. 

 

v       اهداف البحث

رصد وتوصیف وتوثیق دور الصحافة الکویتیة  فى التثقیف البیئى، وتاثیر الصحافة فى تکوین  الوعى البیئى.

 

z       فروض الدراسة وتساؤلاتها

تسعى هذه الدراسة الى اختبار افتراض نظریات الاعتماد على وسائل الاعلام، کما ذکر انفا وبتطبیقه على موضوع الدراسة یصبح فرضها الرئیس هو ان للصحافة دور فى التثقیف البیئى، وذلک من خلال اعتمادهم على هذه الوسائل والتعلم منها، ومن خلال تاثیراتها المعرفیة والوجدانیة والسلوکیة علیهم.

 - توجد علاقة ذات دلالة احصائیة بین کل من التعرض لوسائل الاعلام ومضامینها وبین التثقیف البیئى.

- توجد علاقة ذات دلالة احصائیة بین بعض متغیرات الدراسة مثل التثقیف البیئى وذلک الذى تعکسه الصحافة، وبین اجابات المبحوثین عن مدى اعتقادهم فى التثقیف البیئى من خلال الصحافة.

- توجد علاقة ذات دلالة احصائیة بین اجابات المبحوثین عن التثقیف البیئى والعوامل الدیموجرافیة مثل النوع، والعمر، ومحل الاقامة، والدخل الشهرى، وعدد افراد الاسرة، والوظیفة او العمل او المهنة.

 

• §                     کما تسعى الدراسة الى الاجابة على التساؤلات التالیة:

- ما نظریة الاعتماد على وسائل الاعلام؟ وما افتراضها الرئیس الذى یمکن اختیاره فى الدراسة الحالیة؟

- ماهو التثقیف البیئى کما یراه المبحوثین؟

- هل تؤثر الصحافة فى التثقیف البیئى لأعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت؟

- کیف یرى المبحوثین هذا التاثیر من حیث هو جید او مقبول او ضعیف؟

- هل تعتبر الصحافة  احد وسائل الاعلام الاکثر تاثیر من غیرها فى التثقیف البیئى؟

- ما مضامین الصحافة الاکثر تاثیرا من غیرها فى المبحوثین؟

- ما هى موضوعات التثقیف البیئى الاکثر من غیرها تداولا فى الصحافة؟

- ما هى موضوعات التثقیف البیئى التى یراعى المبحوثین اهمیتها بالنسبة لهم؟

- ما هى موضوعات التثقیف البیئى التى یرى المبحوثین انه یجب الترکیز علیها وابرازها من خلال الصحافة اکثر من غیرها؟

- هل تتناول الصحافة قضایا البیئة بشکل موضوعات ام هى اخبار بیئیة؟

- مانتائج هذه الدراسة ومقارنتها بنتائج الدراسات ذات العلاقة؟

 

v       ادوات جمع البیانات

تم جمع البیانات المیدانیة من خلال استمارة استبیان،وقد اشتملت الاستمارة على ( 30 ) سؤال فضلاً عن البیانات الدیموغرافیة لأعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت وتضمنت أسئلة مغلقة وأسئلة مفتوحة، قسمت على ثلاث محاور، کل محور یتضمن عددا من الأسئلة لقیاس متغیرات الدراسة، وبما یحقق أهداف البحث المختلفة. وتم تصمیم الاستمارة بالاستعانة  بالإطار النظری للدراسة، والدراسات السابقة. وتم ملء الاستمارات من خلال المقابلة المباشرة مع لأعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت (عینة البحث)، وبعد فرز الاستمارات وجد الباحث أن عددا منها غیر صالحة علمی، وبالتالی کان إجمالی عینة البحث النهائیة هو ( 394) لأعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت.

 

v       الاطار الزمنى للدراسة

هذه الدراسة میدانیة تتناول دور الصحافة الکویتیة فى التثقیف البیئى لبناء الوعى البیئى على عینة من اعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت خلال العام الدراسى 2015/2016

 

v       مجتمع الدراسة وعینتها

مجتمع هذه الدراسة هو اعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت على عینة عشوائیة مقصودة مناسبةConvenient Target Sample  (سعد الدین ابراهیم،1980) فالدراسة تجرى على عینة من اعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت لا غیرها.

وبالنسبة لعدد مفردات العینة فهو کاف بناء على ما توصلت الیه الدراسة احجام العینات العشوائیة الاحتمالیة المناسبة لحجم المجتمع الذى تجرى علیه الدراسة، فقد وجدت ان 394 مفردة (Seitel –Fraser P,2007) هذا الرقم مناسب للمجتمع مهما کبر حجمه بنسبة خطا ± 5%.

 

v       ادوات التحلیل

استخدم الباحث برنامج الحزمة الاحصائیة للعلوم الاجتماعیة المعروف باختصار  SPSS فى تسجیل النتائج وتحلیلها فبعد جمع الیانات تمت مراجعتها للتاکد من انها مستوفاة وتم ترمیزها وادخالها الى الحاسب الالى، لاستخراج المعاملات الاحصائیة المناسبة للدراسة، وهى حساب التکرارات، والنسب المئویة، واختیار النتائج کا² ومعامل التوافق )الارتباط) فان:

 

رابعا : نتائج الدراسة ومناقشتها

• Ø        نتائج ادراسة

-  خصائص عینة الدراسة

المنهج الطبیعى للدراسة المیدانیة هو التعرف على خصائص العینة المدروسة ویوضح جدول (1) الخصائص الدیموجرافیة لهذه العینة فبلغ عدد الذکور منهم 263 مفردة بنسبة 66.8 % وعدد الاناث 131 مفردة بنسبة 33.2 % غالبیتهم من المقیمین بالعاصمة الکویت بنسبة 61.4 % ومتوسط دخل الاسرة اقل من 3994 دینار کویتى  وتمثل 172 فرد بنسبة 44 % ونسبة المتزوجین 49 فرد، متوسط عدد افراد الاسرة 4 افراد عدد 32 فرد.

ونظرا لطبیعة المبحوثین حیث انهم اساتذة جامعیون قاموا جمیعا بملاء استمارات الاستبیان فان حملة البکالوریوس/ اللیسانس 139 فرد بنسبة (35 % ) ، ماجستیر 135 بنسبة (34 % ) ، دکتوراه 120 (31 % ) ، من من عدد  394   فرد مما یعنى ان  العینة من المتعلمین الذین یستوعبون موضوع الدراسة.

کما یوضح الجدول ان نسبة الاناث، ونسبة المقیمین خارج العاصمة الکویت، ونسبة الحالة الاجتماعیة، وعدد افراد الاسرة ، تضمن تمثیلا جیدا للمتعلمین البالغین فى الجامعة الکویتیة. مما یعنى الاطمئنان الى کفایة العینة وسلامة النتائج.

وقد جاءت قیمة کا² ومعامل النوافق دالة اجصائیة بین بعض المتغیرات الدیموغرافیة وبعض متغیرات الدراسة کما فى جدول (2) والعلاقات تمثل الواقع بنسبة خطا مقبولة احصائیا 5% اى انها علاقة حقیقیة مؤکدة وکل جداول الدراسة تعرض نتائج اجابات 394 مبحوثا.

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول (1) الخصائص الدیموجرافیة للمبحوثین

 

یبین جدول (2) انه توجد علاقة دالة احصائیة بین العمر والاعتماد على الصحافة ممثلة فى صحف مثل القبس، الانباء، الراى، الشاهد، الوسط حیث یبلغ مستوى المعنویة او مستوى الدلالة (م.د) 0.032 ،0.050، 0.070 ، 0.192 على الترتیب، ودرجات حریة (د.ح) 4 لکل منها.

جدول (2) العلاقة بین العمر واحد متغیرات الدراسة والتعرض للصحافة الکویتیة

جدول (3) العلاقات الاحصائیة بین دخل الاسرة والاعتماد على الصحف کاحد وسائل الاعلام

وجدت علاقة احصائیة بین قراءة الصحف وموضوعات التثقیف البیئى التى تتناولها الصحف الکویتیة کاحد وسائل الاعلام، مثل الحفاظ على الموارد الطبیعیة، مکافحة التلوث، عدم تشویه البیئة، المشارکة فى الانشطة البیئیة، تفعیل جهود الوزارات   والمنظمات، انشاء المحمیات الطبیعیة، سن القوانین والتشریعات البیئیة، تدویر المخلفات والتخلص من النفایات، استخدام المقنن السمادى وبدائل المبیدات، مکافحة التصحر، ترشید استخدام المیاه، استخدام مصادر الطاقة النظیفة.

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول (4) مثال على جداول العلاقات الاحصائة یبین الاعتماد على الصحف وبین موضوعات التثقیف البیئى

 

 

 

 

 

 

 

جدول (5) موضوعات التثقیف البیئى کما یراها ویرتبها المبحوثین وکما تعکسها الصحف

کاحد وسائل الاعلام (یمکن اختیار اکثر من اجابه)

تختلف ترتیب موضوعات التثقیف البیئى نظرا لاختلاف المبحوثین ووجهات نظرهم وفى دراستنا نجد ان ترشید استخدام المیاه یتم تناوله بنسبة (54 % ) فى حین نجد اقل نسبة استخدام المقنن السمادى وبدائل المبیدات بنسبة (3 % )

 

جدول 6 ترتیب الصحف والموضوعات التى یتعرض لها المبحوثین (یمکن اختیار اکثر من بند )