کلیة التربیة

   قسم أصول التربیة

 

 

بحث عن:

" التحدیات التکنولوجیة وأثرها على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة "

(دراسة حالة)

" The Technological challenges and their impact on Digital Citizenship among The Students of Menofia University

- Case Study"

 

 

مقدم من البـاحث /

أشرف شوقی صدیق أبو حجر

 

2019م

 

 

مقدمة

نعیش الیوم فی عصر تکنولوجی فرضت فیه تکنولوجیا المعلومات وشبکات التواصل نفسها علی جمیع أفراد وفئات المجتمع من الأطفال والشباب والمراهقین رجالاً ونساء، مما ساعد علی تکوین عالَم افتراضی لا حدود له، کما فتحت لنا الثقافات التکنولوجیة الحدیثة آفاقا فکریة جدیدة لا حدود لها ولکن لکل جدید ایجابیات وسلبیات، إذ حَملت هذه الثورة التکنولوجیة الجدیدة الکثیر من الإیجابیات کما أن لها العدید من السلبیات، لذا  کان یجب ان نتوقف لنرى کیف یمکن أن نستفید من هذه الإیجابیات فی بناء الانسان وتدعیم القیم والمبادئ السامیة، وکذلک محاولة تصحیح ما تیسر من تلک السلبیات التی أوردتها لنا تلک التکنولوجیا الحدیثة.

ومما لا شک فیه أن هذه الثورة التکنولوجیة الحدیثة نتج عنها سلوکیات تباینت بین الإیجابیة إذا ما استغلت على الوجه الأمثل، والسلبیة إذا تمرد مستخدموها على القواعد الأخلاقیة والضوابط القانونیة التی تنظم شئون الحیاة الإنسانیة، والفارق بینهما کیفیة استخدام الفرد لها، لذا فإن هذه الثورة تستحق الاهتمام بها ودراستها من جمیع جوانبها التقنیة والتربویة لمعرفة مدى تأثیرها على الفرد والمجتمع^([1]).

إن الاستخدام غیر الرشید للتکنولوجیا، أصبح مشکلة رئیسة تواجه الأبناء وهم یتعاملون مع معطیات الحیاة فی العصر الرّقمی، حیث أصبحت هذه المشکلة مثار حدیث وجدل على الصفحات الرسمیة للأخبار فی العدید من الصحف تدور أغلبها حول "الاستخدام غیر الرشید للکمبیوتر والأجهزة المحمولة"، و"التکنولوجیا تتحدى المعلمین فی المدارس، والآباء فی البیوت"، "المخدرات الرقمیة إدمان جدید یهدّد الشباب" "الإدمان الرقمی حرب إلکترونیة جدیدة تداهم الشباب"([2]⁾ وفى ظل هذا کله فقد أصبح من الأهمیة بمکان أن تنظر مؤسساتنا التعلیمیة بعین الاعتبار إلى تخریج أجیال تستطیع أن تعیش فی هذا العصر الرقمی الجدید یمتلکون المعارف والمهارات التکنولوجیة.

واذا لم یتم استخدام تقنیات ووسائل الثورة الرقمیة بطریقة صحیحة وواعیة، فإن لها عواقباً ومخاطراً عدیدة، یمکن أن یتعرض لها أبناءنا أثناء التعامل معها بطریقة غیر رشیدة، نتیجة تواصلهم مع مواطنین رقمیین مجهولین، واستحالة مراقبة کل ما یشاهدونه على مواقع الانترنت، ومن یتصلون بهم من أشخاص ذات اتجاهات وانتماءات وعقائد متباینة؛ لذا ینبغی لنا أن نحمی أبناءنا الطلاب من هذا التأثیر السلبی، ونعلمهم قواعد الاستخدام الرشید والأمثل لهذه التکنولوجیا الرقمیة والعمل على توعیتهم بحقوقهم وواجباتهم الرقمیة لحمایتهم من أی انحراف فکرى أو عقدی أو فلسفی قد یضر المجتمع.

مشکلة الدراسة وتساؤلاتها:

أشارت الاستراتیجیة القومیة للاتصالات وتکنولوجیا المعلومات^([3]) إلى زیادة معدلات النفاذ للإنترنت فائق السرعة لیصل إلى (13ملیون) مشترک فی عام2015م، وزیادة معدلات انتشار الحاسبات فی المنازل لتصل إلى (40٪) من الأسر المصریة، وزیادة بیوت التکنولوجیا على مستوى الجمهوریة لتصل إلى عدد (1000) بیت تکنولوجیا، واستمراریة نوادی تکنولوجیا المعلومات الفاعلة بإجمالی عدد (2000) نادى، وربط جمیع المدارس والمؤسسات التعلیمیة بالإنترنت فائق السرعة، زیادة حجم التجارة الإلکترونیة بنسبة (20٪)، وزیادة عدد المواقع المؤمنة على الإنترنت بنسبة (8-10٪)، وتشجیع ونشر تطبیقات التوقیع الإلکترونی فی الهیئات الحکومیة.

وأوضح (Mike Ribble) ([4]) فی کتابه أن استخدام الطلاب للأجهزة التکنولوجیا یزداد کل یوم فی العالم الرقمی، لذا فمن الضروری أن نعلمهم قواعد العالم الرقمی، وکیف أن تکون آمنة ومسئولة مع التکنولوجیا.

ولذا جاءت هذه الدراسة لتتناول التحدیات التکنولوجیة وأثرها على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة من خلال تقدیم تصور مقترح یمکن من خلاله مواجهة التحدیات التکنولوجیة وأثرها على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة، وما یتبع ذلک من اجراءات وقائیة لتجنب المخاطر التی قد یتعرضون لها .

ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتجیب عن السؤال الرئیسی الآتی:

کیف یمکن مواجهة التحدیات التکنولوجیة التى توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة ؟

    ویندرج تحته الأسئلة الفرعیة التالیة:

1-   ما الاطار المفاهیمی للتحدیات التکنولوجیة، والمواطنة الرقمیة؟

2-   ما أبرز التحدیات التکنولوجیة المعاصرة التی کانت لها انعکاسات مباشرة على مفهوم المواطنة الرقمیة؟

3-   ما سبل مواجهة التحدیات التکنولوجیة والرقمیة المعاصرة؟

4-   هل تختلف درجة تأثیر التحدیات التکنولوجیة على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة باختلاف النوع (ذکر/أنثى)، ونوع الدراسة (نظریة/ عملیة)؟

5-    ما التصور المقترح الذی یمکن من خلاله مواجهة التحدیات التکنولوجیة التى توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة؟

أهداف الدراسة:

 هدفت هذه الدراسة إلى توضیح کیفیة مواجهة التحدیات التکنولوجیة التى توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة، وذلک من خلال توضیح مفاهیم التحدیات التکنولوجیة والمواطنة الرقمیّة، والتعرف على أبرز التحدیات التکنولوجیة المعاصرة التی کانت لها انعکاسات مباشرة على مفهوم المواطنة وسبل التغلب علیها، والکشف عن درجة تأثیر التحدیات التکنولوجیة على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب الجامعات المصریة باختلاف النوع (ذکر/أنثى)، ونوع الدراسة (نظریة/ عملیة)، ووضع تصور مقترح الذی یمکن من خلاله مواجهة التحدیات التکنولوجیة التى توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة.

أهمیة الدراسة:  

تکمن أهمیة هذه الدراسة فی أهمیة الموضوع المطروح للبحث وهو کیفیة مواجهة التحدیات التکنولوجیة التی توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة.

 ویمکن عرض أهمیة هذه الدراسة فی النقاط التالیة:

1-   قد تکمن أهمیة الدراسة الحالیة فی موضوعها الذی یناقش قضیة هامة ألا وهی قضیة التکنولوجیا الرقمیة وانعکاساتها على طلاب الجامعة.

2-      قد تسهم هذه الدراسة فی التوصل إلى سبل مواجهة التحدیات التکنولوجیة والرقمیة المعاصرة,

3-      تعد هذه الدراسة من الدراسات الحدیثة لارتباطها بمجال حدیث التطبیق فی مجال التعلیم المصری ألا وهو تکنولوجیا التعلیم وعصر الأقمار الصناعیة والسماوات المفتوحة.

4-     قد یستفید من هذه الدراسة کل من: التربویین بشکل عام والقائمین على تأهیل الطلاب فی الجامعة وأولیاء الأمور، وکذلک الباحثین فی مجال التربیة.

5-   قد تساعد الشباب الذین یعیشون فی العصر الرقمی أن یکونوا على وعى بحقوقهم، وواجباتهم، والتزاماتهم أثناء التعامل مع معطیات هذا العصر والذی یمکن أن نسمیه: المواطنة الرقمیة، وهی التی تمکنهم من کیفیة استخدام التقنیات الرقمیة بطریقة آمنه، وخلقیة، وقانونیة، لیکونوا مواطنین صالحین، ومتعلمین مدى الحیاة.

حدود الدراسة:

         تمثلت حدود الدراسة الحالیة فی أنها:

1-  الحدود البشریة: اقتصرت هذه الدراسة على عینة من طلاب کلیات جامعة المنوفیة للفرقة الرابعة من بعض الکلیات النظریة وهما کلیتی التربیة والآداب وأخرى عملیة وهما کلیتی الحاسبات والمعلومات وکلیة العلوم شعبة علوم الحاسب والفیزیاء بالحاسب.

2-  الحدود الزمنیة: العام الدراسی 2018/2019م

3-  الحدود المکانیة: اقتصرت هذه الدراسة على جامعة المنوفیة باعتبارها الجامعة الاقلیمیة فی المحافظة التی یعمل فیها الباحث؛ الأمر الذی یسهل إجراء الدراسة وتطبیق أدواتها، إلى جانب أن نظام التعلیم فی جامعة المنوفیة لا یختلف کثیرا عن نظم التعلیم فی الجامعات المصریة الأخرى، ومن جانب آخر تحقیق فلسفة إنشاء الجامعات الإقلیمیة وهی مناقشة مشکلات الإقلیم التی تقع فیه الجامعة.

 مجتمع وعینة الدراسة:

تألف المجتمع الأصلی الذی اشتقت منه عینة الدراسة من طلاب جامعة المنوفیة فی العام الدراسی 2018/2019م  والبالغ عددهم ( 72820 )([5]) طالب وفق احصاءات الجامعة، وتم اختیار عینة - بالطریقة العشوائیة العنقودیة- منهم بلغت(854) طالب وطالبة من بعض الکلیات النظریة والعملیة.

منهج الدراسة وأداتها:

 اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفی لملائمته لطبیعة وأهداف الدراسة، واعتمد الباحث فی الحصول على بیاناته من خلال استبانة، أعدت خصیصاً لهذا الغرض.

مصطلحات الدراسة:

مفهوم التحدیات: مجموعـة مـن الأزمـات تقـع فـی جمیـع المجـالات علـى المسـتوى العالمی، الإقلیمی، المحلى ویجب التخطیط لمواجهتها.^([6])

*والمفهوم الاجرائی للتحدی: هـو حالـة أو ظـروف غیـر ملائمـة یشـکل بقاءهـا تهدیـدا لمنظومة القیم السائدة فی مجتمعنا ومن ثم وجب مواجهتها واجتیازها بل والانتصار علیها.

مفهوم التکنولوجیا: الوسائل التقنیة التی تتیح للناس تحسین محیطهم وتمکنهم من معرفة استخدام الأدوات والآلات للقیام بالمهمات المعقدة بکفایة واقتدار، والتکنولوجیا تمکن الناس من استخدام المعرفة والأنظمة والأدوات التی من شأنها تسهیل حیاتهم وجعلها أفضل، ومن خلال التکنولوجیا یمکنهم التواصل بشکل أفضل، وتمکنهم من زیادة انتاجهم ومبانیهم ووسائل مواصلاتهم وتحسینها، فالتکنولوجیا موجودة فی کل مکان وهی تجعل الحیاة أفضل.^([7])

التحدیات التکنولوجیة: ضخامة التغیرات المتمثلة بالزیادة الکبیرة بالمعلومات، والعلم الرفیع، والتقدم التکنولوجی، والتفکیر العلمی الابداعی^([8]).

-       أو تعرف على أنها: التغیرات التی تمثل بدایة عصر جدید، أبرز ملامحه العلم، وسائطه التقنیات التکنولوجیة ووسائل الاتصالات الرقمیة^([9]).

-       مفهوم المواطنة الرقمیة: هی مجموعة الأفکار والمبادئ والبرامج والأسالیب التی یحتاج الآباء والمعلمون والمربون والمشرفون على استخدام التکنولوجیا أن یعرفوها حتى یستطیعوا توجیه الشباب والطلاب ومستخدمو التکنولوجیا عموما^([10]).

-  ویمکن تعریفها بأنها: القدرة على المشارکة فی المجتمع على الانترنت، والتی تعزز الاندماج الاجتماعی([11])

 الدراسات السابقة:

  انطلاقاً من أهمیة ممارسة التکنولوجیا فی العصر الرقمی لدى طلاب الجامعة وما إلى ذلک من أثر على المواطنة الرقمیة لدیهم، فقد حاولت دراسات عدیدة تناول بعض الجوانب المتعلقة بهذا الجانب، وقد حاول الباحث فی الصفحات التالیة استعراض بعض الدراسات ذات الصلة بذلک، وسوف یتم عرض تلک الدراسات زمنیاً من الأقدم للأحدث کما یلی:

 

1-  دراسة: جعفرحسنجاسمالطائی(2012م)^([12]):

هدفت هذه الدراسة الى التعریف بالعصر الرقمی وإظهار آثاره على الهویة الثقافیة للفرد والأسرة العربیة، والکشف عن واقع وقدرة وکیفیة تأثیر الثورة المعلوماتیة على الشباب والأسرة العربیة، ومحاولة وضع رؤیة جدیدة لحمایة الأسرة العربیة فی ظل العصر الرقمی أو الثورة المعلوماتیة، وتوصل البحث الى کیفیة حمایة الأسرة العربیة فی ظل العصر الرقمی من خلال زیادة وبناء العدید من المؤسسات الثقافیة والاقتصادیة والریاضیة والاجتماعیة والعلمیة لاستیعاب طاقات الشباب وتوجههم فی إطار الوعی والمسؤولیة حیث تتولد عندهم المناعة الذاتیة المتمکنة منذ نعومة أظافرهم فمع وجود هذه المؤسسات المتعددة والبناءة لا یمکن أن یوجد وقت فراغ لدى الشباب یجعلهم یحرصوا على متابعة وسائل العصر الرقمی لدرجة الإدمان.

2-  دراسة: صبحی شعبان شرف، محمد السید الدمرداش(2014م)^([13]):

هدفت هذه الدراسة إلى تحدید معاییر التربیة على المواطنة الرقمیة وتطبیقاتها فی المناهج التدریسیة، وذلک من خلال مراجعة الأدبیات المرتبطة بهذه المعاییر وتلک التطبیقات، وقد توصلت الدراسة الى العدید من النتائج وکان من أهمها: أن هناک حاجة ضروریة لإعداد الناشئة للتربیة على المواطنة الرقمیة، وأوصت الدراسة بأهمیة تضمین منظومة التدریب برامج لتنمیة المدیرین والمعلمین للتأهیل للتربیة على المواطنة الرقمیة.

3-  دراسة: لیمیاء ابراهیم المسلمانی (2014 م)^([14]) :

هدفت هذه الدراسة إلى السعی نحو توضیح مفهوم المواطنة الرقمیة، ومدى الحاجة الیه فی هذا العصر الذى یتمیز بالإقبال الشدید على استخدام التکنولوجیا ففی مختلف المجالات، مع السعی نحو تقدیم رؤیة مقترحة لدعم دور التعلیم فی غرس قیم المواطنة الرقمیة فی نفوس الطلاب، بهدف التغلب على ما قد یترتب على الاستخدام السیئ للتکنولوجیا من مشکلات تنعکس بصورة سیئة على شخصیات الطلاب المصریین فی المستقبل، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی واستبانة للکشف عن اتجاه الطلاب نحو استخدام التکنولوجیا الرقمیة، وقد توصلت الدراسة الى التأکید على زیادة توجه الطلاب نحو استخدام التکنولوجیا الرقمیة بمختلف أنواعها فضلا عن عدم المامهم بمعاییر السلوک الصحیح والمقبول والمرتبط باستخدام التکنولوجیا.

4-     دراسة: هالة حسن بن سعد الجزار (2014 م)^([15]):

 هدفت الدراسة إلى وضع تصور مقترح حول الدور الذی یمکن أن تقوم به المؤسسة التربویة فی التعامل مع المواطنة الرقمیة کأحد ثمار الثورة التکنولوجیة التی نعیشها فی العصر الحالی، سعیاً لمزید من الفاعلیة فی مواجهة وتقنین ظاهرة المجتمعات الافتراضیة وما تتسبب فیه من سلبیات على أفراد المجتمع، ودورها فی إمدادهم بإطار أخلاقی وقیمی یحکم تفاعلاتهم مع هذه المجتمعات الافتراضیة ویکسبهم الأسس والقواعد اللازمة للمواطنة الرقمیة المثلى، استخدمت الباحثة المنهج الوصفی لدراسة وتحلیل مفهوم المواطنة الرقمیة ومحاوره المختلفة، وتوصلت الباحثة إلى تصور مقترح لدور المؤسسة التربویة فی غرس قیم المواطنة الرقمیة یتضمن العمل على ثلاثة محاور أساسیة: المحور الأول: تطویر البیئات التعلیمیة الداعمة للتکنولوجیا الرقمیة وتشکیل المجتمعات الافتراضیة، المحور الثانی: وضع ضوابط ومعاییر التعامل الرقمی، المحور الثالث: تعظیم الدور التربوی للمدرسة.

5-  دراسة: جمال على الدهشان، هزاع بن عبد الکریم الفویهی (2015 م)^([16]) :

هدفت هذه الدراسة إلى استخدام مدخل المواطنة الرقمیة لمساعدة أبنائنا على الحیاة فی العصر الرقمی، حیث أن الشباب یجب أن یکونوا على وعی بحقوقهم، وواجباتهم والتزاماتهم أثناء التّعامل مع معطیات هذا العصر الذی یمکن ان نسمیه: المواطنة الرقمیة، وهی التی تمکنهم من کیفیة استخدام التقنیات الرقمیة بطریقة آمنه، وخلقیة، وقانونیة، وقد توصلت الدراسة الى أن الحیاة فی العصر الرقمی تطلب من المؤسسات التربویة القیام بدورها فی اعداد الأبناء للحیاة فی هذا العصر، وذلک من خلال تدعیم ثقافة الاستخدام الرشید والمفید للتقنیات الرقمیة لدى الشباب والأفراد، وتدریبهم على ممارسة مختلف جوانب المواطنة الرقمیة من خلال کافة الفعالیات التربویة المناسبة فی هذا الشأن.

6-  حسام الدین محمد مازن (2016م)^([17]):

هدفت هذه الدراسة إلى وضع منظومة مقترحة لإصحاح مناهج العلوم وبرامج التربیة العلمیة وهندستها الکترونیا فی ضوء تحدیات عصر المواطنة الرقمیة والمجتمع الرقمی، وأوصت الدراسة بأنه یجب توفیر آلیات مناسبة لإتاحة الفرصة للاستفادة من البرامج والتقنیات الحدیثة فی مجال تکنولوجیا المعلومات والاتصالات والتی من شأنها أن تغذى برامج الثقافة العلمیة الموجهة لطلاب الجامعات، ورقمنة مناهج وبرامج العلوم والتربیة العلمیة فی ضوء عصر ما بعد الحداثة والانترنت والمواطنة الرقمیة وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وتفعیل دور المدارس والجامعات العربیة ووسائل الاعلام فی تنمیة الثقافة الالکترونیة للطفل.

7-             دراسة: فاطمة بنت علی الشهری(2016م)^([18]):

هدف البحث إلى تقدیم رؤیة مقترحة حول الدور الذی یمکن أن تقوم به الأسرة فی التعامل مع أبنائها وحمایتهم وإمدادهم بإطار أخلاقی وقیمی یحکم تفاعلاتهم مع شبکة الإنترنت وما تتسبب فیه من سلبیات، وذلک بغرس قیم المواطنة الرقمیة فی نفوس أبنائها الطلبة بالشراکة مع المدرسة ومؤسسات اﻟﻤﺠتمع المحلی فی ظل إطار مؤسسی لاستمراریة هذه العلاقة وتحقیق التکامل بینهما ومقاربة الفجوة بینهما لتنشئة جیل تقوده ثقافة المعرفة والتعلم فی بیئة آمنة، واعتمدت الباحثة على المنهج الوصفی التحلیلی الذی یقوم على استقراء وتحلیل الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع البحث، وتوصلت الباحثة بعد مسح الأدبیات وتحلیل العدید من الدراسات والبحوث فی اﻟﻤﺠال على المستویین المحلی والعالمی من ناحیة، وقراءة معطیات الواقع التربوی والاجتماعی الراهن من ناحیة أخرى إلى رؤیة مقترحة لدور الأسرة فی غرس قیم المواطنة الرقمیة بالشراکة مع المدرسة ومؤسسات اﻟﻤﺠتمع المحلی ذات العلاقة.

8-             دراسة: عبد العاطیحلقانأحمدعبد العزیز (2016) ^([19]):

هدفت الدراسة إلى محاولة الاستفادة من التجربة الأوروبیة فی مجال تعلیم المواطنة الرقمیة فی المدارس المصریة خاصة ما یتعلق بالسلامة على الإنترنت، وصیاغة بعض التوصیات التی قد تسهم فی تحسین ممارسات التلامیذ أثناء تجولهم الافتراضی على شبکة الإنترنت، وقد استخدم الباحث المنهج المقارن، وقد أوصت الدراسة بقیام المجتمع المدنی بدوره فی الجهود الوطنیة والدولیة الساعیة لتهیئة بیئة آمنة للأطفال على الإنترنت من خلال تقدیم المعلومات وبناء القدرات والمبادرات البحثیة وتشغیل خطوط المساعدة الهاتفیة وتوفیر الدعم للأطفال الضحایا، وکذلک من خلال دعم إصلاح السیاسات والتشریعات، وتوسیع نطاق الإلمام بالإنترنت وسلامة استعماله بین الطلاب وأسرهم، وفی تعزیز إجراءات مواجهة الضرر، وأیضاً ضرورة تبنی الدولة وتنفیذها لبعض المشروعات القومیة التی تهدف إلى تمکین وحمایة الشباب عبر الإنترنت خاصة تلامیذ المدارس، من خلال تعزیز الاستخدام الآمن والمسئول للإنترنت وغیرها من تقنیات الاتصال، وأیضاً من خلال محاربة المحتوى والسلوک الغیر القانونی والضار عبر الإنترنت.

9-             دراسة: Hassan Rabhi Mahdi(2018 م) ([20]):

هدفت الدراسة الى الکشف عن مستویات الوعی بالمواطنة الرقمیة لدى مستخدمی شبکات التواصل الاجتماعی من طلبة جامعة الأقصى وعلاقته ببعض المتغیرات (الشبکة المستخدمة، نوع الجنس، المعرفة والمهارة بالإنترنت، تقبل التعامل بالإنترنت)، وتحقیقًا لأهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفی، وقد قام بتصمیم مقیاس الوعی بالمواطنة الرقمیة بحیث یتضمن أربعة مجالات، هی: الأخلاقیات الرقمیة، والثقافة الرقمیة، والحمایة الناقدة، والمشارکة الفعلیة بالإنترنت، وبعد ضبط الأداة وتطبیقها على عینة من طلبة جامعة الأقصى بلغ عددها (700) طالب وطالبة، توصلت الدراسة إلى أن مستوى الوعی بالمواطنة الرقمیة بشکل عام وصل (76.08%) أی فوق المتوسط، وعند الترکیز على محاور المقیاس نجد أن المتوسطات جاءت متفاوتة ما بین متدنیة وتمثلت فی "المشارکة الفعلیة" حیث کانت النسبة المئویة لهذا المجال  (60.38%)، وما بین متوسطة فی البعدین "الثقافة الرقمیة والحمایة الناقدة" حیث کانت النسب المئویة بالترتیب (72.18%، 79.57%)، فی حین جاءت نسبة الوعی بأخلاقیات المواطنة الرقمیة فی أعلى مستوى حیث بلغت النسبة المئویة لهذا البعد(88.29%)، کما یوجد اختلاف فی مستوى الوعی بمؤشرات المواطنة الرقمیة فی بعض المحاور لدى مستخدمی شبکات التواصل الاجتماعی باختلاف: الشبکة الاجتماعیة المستخدمة، ونوع الجنس، ومستوى المعرفة والمهارة فی الإنترنت، وفی مستوى تقبل التعامل مع الإنترنت .

إجراءات الدراسة:

تتم إجراءات الدراسة على عدة خطوات کما یلی:

1-   الاطلاع على البحوث والدراسات السابقة التی تناولت التحدیات التکنولوجیة وأثرها على المواطنة الرقمیة بشکل خاص.

2-   إعداد أداة الدراسة اعتماداً على الإطار النظری والدراسات السابقة.

3-   بناء أداة الدراسة والتی تم صیاغة أسئلتها وبنودها من الإطار النظری وعرضها على الخبراء فی مجال التعلیم والأساتذة فی کلیات التربیة.

4-  اختیار عینة الدراسة وتطبیق الاستبانة.

5-  التحلیل الإحصائی للبیانات والمعلومات التی تم الحصول علیها.

6-  تفسیر نتائج الدراسة.

7-  تقدیم مجموعات من التوصیات من خلال النتائج التی سوف یتم التوصل إلیها.

8-  وضع تصور مقترح لمواجهة تأثیر التحدیات التکنولوجیة على طلاب جامعة المنوفیة.

التحدیات التکنولوجیة وسبل مواجهتها

نعیش الیوم فی عصر تکنولوجی فرضت فیه تکنولوجیا المعلومات وشبکات التواصل نفسها علی جمیع أفراد وفئات المجتمع من الأطفال والشباب والمراهقین رجالاً ونساء، مما ساعد علی تکوین عالَم افتراضی لا حدود له، کما فتحت لنا الثقافات التکنولوجیة الحدیثة آفاقا فکریة جدیدة لا حدود لها ولکن لکل جدید ایجابیات وسلبیات، إذ حَملت هذه الثورة التکنولوجیة الجدیدة الکثیر من الإیجابیات کما أن لها العدید من السلبیات، لذا  کان یجب ان نتوقف لنرى کیف یمکن أن نستفید من هذه الإیجابیات فی بناء الانسان وتدعیم القیم والمبادئ السامیة فیما یتناسب مع مجتمعاتنا العربیة، وکذلک محاولة تصحیح ما تیسر من تلک السلبیات التی أوردتها لنا تلک التکنولوجیا الحدیثة.

وتتمیز التکنولوجیة الرقمیة بتعددها وتنوعها، فهی تمس عملیة الحصول على المعلومات والاتصال، وتخزین واستغلال المعلومات، والمساعدة فی اتخاذ القرارات، وفیما یخص تکنولوجیا المعلومات والاتصال فما هی إلا أدوات أساسیة لنظم المعلومات الحدیثة.

وشهدت مصر فی السنوات الأخیرة نقلة مذهلة فی مجال استخدام ونشر تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی کافة أنحاء القطر المصری مع الاهتمام بتیسیر السبل أمام جمیع المواطنین لاستخدامها بسهولة ویسر، وهذا ما أوردته الاستراتیجیة القومیة لتکنولوجیا المعلومات والاتصالات 2012-2017م^([21])

ومما لا شک فیه فإن أحداً لا یستطیع أن ینکر أو یتجاهل الدور الإیجابی الذی لعبته الثورة المعلوماتیة ولاسیما فی جانبها الاتصالی العالمی وما حققته من إنجازات على صعید الفرد والأسرة ومن ثم المجتمع، بید أنه لا یمکن النظر إلى جانبها الإیجابی فحسب، بل یتطلب الأمر النظر إلى الجانب السلبی لهذه الثورة المعلوماتیة، فلقد تزاید استهلاک الفرد والأسرة والمجتمع من استخدامهم للمعلومات، ویتم الحصول على جل المعلومات من خلال وسائل الثورة المعلوماتیة، وهنا مکمن الخطر([22])، فالتکنولوجیا الرقمیة المعاصرة لیست خیراً خالصاً دائماً ولاسیما على طلاب الجامعات المصریة، فهل تنبهت الجهات المسئولة فی الوطن إلى الآثار والمخاطر السلبیة للتکنولوجیا الرقمیة على جمیع أفراد هذا الوطن خاصة طلاب الجامعات المصریة؟

وفى السطور التالیة سوف یسرد الباحث بعض التحدیات التکنولوجیة الرقمیة وسبل مواجهتها ومن هذه التحدیات ما یلی:

أولا: تحدى نشرالمعرفةوالمعلومات والمهاراتوالتکنولوجیا الرقمیة:

 نحن نعیش فی عصر المعرفة، والمشکلة لیست کما حددها البعض مشکلة نقص فی المعرفة أو نقصٍ فی المعلومات؛ إذ یرى البعض أن المشکلة التی تواجهها الموارد البشریة المتعلِّمة هی الزیادة المُفرطة فی المعلومات والتفجر المعرفی، وهو العصر الذی ُأطلق علیه بل جیتس وآخرون عصر (المعلوماتیة بعد الإنترنت) ([23]).

ویجب بناء مجتمع معرفی تتقلص فیه الفجوة الرقمیة ویستطیع کل أعضائه النفاذ لکل مصادر المعلومات؛ وذلک بتفعیل استراتیجیة البرود باند (النطاق العریض)، حتى یمکن توسیع نطاق التغطیة الجغرافیة للبنیة التحتیة لتکنولوجیا الإنترنت فائق السرعة، وزیادة معدلات انتشار الخدمة خاصة فی المناطق المحرومة ([24]).

ویکتسب التعلیم الجــامعی أهمیة کبیرة حیث وجب على التعلیــم أن یرتبط بخطط التنمیـة الشاملـة ومنها البحث العلمی والتقدم التکنولـوجی فی تدریب وتأهیل العناصر القیادیة فی المجتمع، فالطـاقات البشریة المــدربة والمؤهلـة قادرة على قیادة خطط التنمیة الشاملـة وبذلک تکون الجامعــات مـصنعا لقیـادات الأمـة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة والعلمیة ومن أهم أدوار الجامعة أیضاً الحفاظ على الهویة القومیة والوطنیة فی ظل العولمة والمعلوماتیة والتکنولوجیا الرقمیة([25]).

ویعد نشر المعرفة والمهارات والتکنولوجیا أحد التحدیات الرئیسیة التی قد تواجهها الجامعات المصریة، ویلزم ذلک توافر مجموعةٍ من العناصر أو المکونات الأساسیة وهی:

أ- الأجهزة والمعدات: وتشمل الحواسیب، ووسائل التخزین الثانویة، وأجهزة الاتصالات؛ ویبدو هذا التحدی جلیاً فیما تعانیه معظم الکلیات بالجامعات المصریة من نقص فی المعدات الالکترونیة وأجهزة الحاسب الآلی.

ب- البرمجیات: ویمکن تقسیمها إلى: برمجیات نظم وتختص بعملیات التشغیل الأساسی للحواسیب، وبرمجیات للتطبیقات؛ وما زال هناک عجز فی بعض البرمجیات الحدیثة المستخدمة وذلک ربما لوجود حواسب غیر مُحدثة.

ج- العنصر البشری: یقوم بأنشطة تحلیل وتخطیط البرامج، والإشراف على وتوجیه الأنشطة الفنیة والإداریة المتعلِّقة بأفضل استغلالٍ ممکن لإمکانیات الحواسیب ونظمها؛ ومما یبدو علیه الحال فی جامعاتنا المصریة أنه ما زال العنصر البشری یحتاج إلى مزید من التدریبات فی المجال التکنولوجی، ومازال هناک نقص فی أعداد المؤهلین فی مجالات التقنیة الرقمیة.

د- قواعد البیانات: هی عبارة عن مجموعةٍ من البیانات التی ترتبط ببعضها، وتنظَّم بطریقةٍ تناسب احتیاجات المؤسسة تحتوی على بیاناتٍ عن کافة المعاملات المرتبِطة بنشاط الجامعة.([26])

ه- الکلفة العالیة: وهی تعبر عن کلفة الأجهزة والبرمجیات ووسائل الاتصالات المختلفة للحصول على المعلومات فی جمیع المناحی العلمیة والتقنیة، وهذه الکلفة العالیة ربما تشکل عقبة فی طریق الاستخدام ال مکثف للإنترنت وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات.

و- عملیات التعلیم والتدریب: فیجب اعداد کوادر من خلال التعلیم والتدریب لاستخدام الانترنت والوسائط المتعددة واستخدام التقنیة الرقمیة المتاحة فی الجامعات للحصول على المعارف والمعلومات والتثقیف الرقمی.

ویمکن أن تواجه الجامعة تحدى نشر المعلومات من خلال النقاط التالیة:

1-    توفیر الجامعات المصریة الامکانات التکنولوجیا لحصول الطلاب على فرص مستدامة ومتکافئة لاستخدامها.

2-    تدریب الهیاکل التشجیعیة المطلوبة لتحسین استخدام ونشر التکنولوجیا الحدیثة والتقنیات من جانب الجامعة.

3-     التأکد من أن التکنولوجیا الملائمة ومعرفة استخدامها تصل إلى جمیع الطلاب الجامعیین.

4-     حشد التمویل اللازم لضمان وجود التکنولوجیا الصحیحة لمواجهة تحدیات المستقبل، وخاصة لمساعدة الطلاب على التکیف مع الآثار المحتملة لتغیر التکنولوجیا وثقافة استخدامها.

5-    تحدید دور الجامعة فی التصدی لتحدیات المستقبل التکنولوجیة الرقمیة، وکیفیة تنمیة المواطنة الرقمیة لدى طلابها.

6-     تشجیع البحوث فی مجال التقنیات الحدیثة لطلاب الجامعة.

7-    سن قوانین لطبیعة النظم الرقابیة ونظم الموافقة المطلوبة لضمان الاستخدام الکامل للتکنولوجیات الکثیرة.

8-    إطلاق ثورة تکنولوجیة حدیثة، ینطلق منها طلاب الجامعة لتحقیق النمو الاقتصادی الوطنی، والعلمی والتکنولوجی.

ثانیا: تحدى ممارسة وتطبیق ثقافة المواطنة الرقمیة:

یعیش الفرد کونه مواطنا رقمیا حالة من التشارکیة فی المعلومات التی یتعامل بها أو یتداولها مع آخرین، حیث تلعب أجهزة الحاسوب وشبکة الإنترنت دور الجاسوس التقلیدی من خلال استراق السمع وجمع البیانات الرقمیة عن الأطراف الأخرى، ولهذا قامت الکثیر من الدول بإنشاء مراکز وبرمجیات مهمتها التجسس على الشبکات للحصول على المعلومات سواء کانت تلک الشبکات خاصة بالبیانات أو الاتصالات؛ ([27]) من هنا یتوجب على جمیع المؤسسات التربویة ولا سیما الجامعات المصریة التأکید على أهمیة اتباع طلابها قواعد وقوانین تبادل المعلومات الشخصیة للأفراد وکذلک معلومات المؤسسات کمحور من محاور المواطنة الرقمیة.

ورغم ما یوفره الفضاء الافتراضی من فرص ومناخات متاحة لتحقیق وتجسید مقومات المواطنة الرقمیة، إلا أن فکرة المواطنة الرقمیة تواجه تحدیات ومصاعب عدة على صعید الممارسة والتطبیق وهی تحدیات تتوزع على مکونین: احداهما معنویة ثقافیة، والأخرى مادیة([28])، ویمکن تناولهما فیما یلی:

أ‌-   تحدیاتمعنویةوثقافیة:

وهی تحدیات نابعة من حقیقیة أن طبیعة المواطنة الرقمیة بقدر ما توفر مناخًا للتعدد والتنوع، فهی تُفضی أحیاناً إلى نوع من الاختلاف والتصارع النابع من طبیعة الاختلافات الثقافیة والحضاریة التی تفرز نفسها فی العالم الافتراضی، ذلک إن من سمات العالم المعاصر أن یظهر الناس أکثر تماثلا وأکثر اختلافا فی الوقت نفسه بسبب قوى الحداثة والعولمة([29])، ویمکن القول إن المواطنة الرقمیة یجب أن تحدث نوعا من التناغم الثقافی فی المجتمع الرقمی، فهی وسیلة لتخطی الحواجز الثقافیة والصراعات الحضاریة؛ لا أن تعمل على ایجادها من خلال فتح حوار متناغم بین المواطنین الرقمیین فی المجتمع الرقمی.

إلا أن هناک رأی یقول بصعوبة تحقیق ما یسمی المواطنة الرقمیة العالمیة ویقر بحتمیة الصراع واستحالة الوفاق العالمی والاجتماعی، بل هناک من یؤکد أن الانترنت ستؤدی إلى جرف حاد یفصل الثقافات والفئات الاجتماعیة وسعید فرز المجتمعات وفقا لمعاییر عصر المعلومات([30]).

ب‌-             تحدیاتمادیة:

وهی تحدیات تتصل بمدى توفر البنیة التحتیة اللازمة لتوفر البیئة المناسبة لوسائل الاتصال والمعلومات الحدیثة ومدى انتشارها أفقیا ورأسیاً وطبیعة الشرائح التی تتعامل مع الشبکة المعلوماتیة ومهاراتها وقدراتها، أو ما یمکن أن نطلق علیه التجهیزات الالکترونیة([31]).

ویمکن القول إن اغلب دول العالم النامی تفتقر إلى البینة التحتیة والأساسیة اللازمة التی یمکن أن تستقطب أعداداً هائلة من المواطنین والسکان فی التعامل مع وسائل الاتصال والمعلومات الحدیثة، علاوة على افتقاد أعداد کبیرة منهم للمهارات اللازمة للتعامل مع الشبکة المعلوماتیة ومع أجهزة الکمبیوتر، إضافة إلى افتقارها إلى اللغة المناسبة للتخاطب والتواصل مع الآخرین إذ تبدو اللغات الأجنبیة هی اللغات السائدة فی الخطاب المعلوماتی.([32])

ثالثا: التحدیات التکنولوجیة الرقمیة وتأثیرهاعلىهویةالفردوالأسرة:

ترتبط المجتمعات عادة بعدد من المعاییر أو الأعراف المتخذة کمعاییر هی آداب التصرف والحیاة والتفکیر المحددة اجتماعیاً، والمعاقب على تجاوزها اجتماعیاً، فالمعیار الاجتماعی هو مستوى العادات والتقالید والتوجهات المشترکة، الذی تبلغه جماعة، وتتخذه بمثابة قوة موجهة لسلوکها أو تصرفها، ویمکن اعتبار المعیار الاجتماعی بمثابة المرجعیة الذاتیة للجماعات المعینة([33]).

وأوضحت بعض الدراسات مثل(الطائی([34])، ویسین([35])، وعمر([36])، والعتیبی([37]))أن تکنولوجیا المعلومات تؤثر على هویة الفرد والأسرة کما یلی:

1-    تحریر تقدم الشعوب من القیود الاجتماعیة والثقافیة والفکریة التی یعتقد منظرو العولمة بأنها تعیق تقبلها للثقافة الجدیدة عن طریق الاستخدام الموجه للکلمات والصور. 

2-    ازدیاد الانحراف الاجتماعی بین الشباب بسبب طبیعة المضامین الإعلامیة للفضائیات الوافدة حیث تزداد أشرطة الجنس والعنف والمخدرات والرعب وأسالیب الجریمة الحدیثة فی ساعات الإرسال الیومی لهذه المحطات التلفزیونیة.

3-    تعوید العقول على مشاهدة ومعایشة الأنماط المُغَربة للثقافة الجدیدة بإحکام السیطرة على المعلومات وتوظیفها وتعمیقها وفقاً لمواصفات محددة وبمقومات تم اختبارها عملیاً لتعتاد الشعوب علیها وعلى مشاهدتها عن طریق التکرار غیر الملل، هذا التعوید یمکن فی ظل ظروف معینة أن یلحق بالصحة العقلیة للإنسان فیصبح أسیراً لعاداته.

4-    تعزیز فکرة الانخراط النشط فی الثقافة الجدیدة عن طریق إبراز مظهرها الخارجی والثناء على کل من یتبناها ویعمل بموجبها، بما یشجع الانتماء إلیها، وعلى اعتبار أنها أسلوب للحیاة العصریة المهتمة بآخر تقلیعات العصر.

5-    تقدم تکنولوجیا المعلومات مواردًا غنیة، وتوفر المعلومات فی مختلف مجالات الحیاة کاللهو والسفر والسیاحة فضلا عن منتدیات الحوار والنقاش الالکترونیة التی تساهم فی تشجیع التفاعل والتواصل بین البشر.

6-    عدم الاستقرار فی العلاقات الاجتماعیة التقلیدیة وربما حدوث اضطراب اجتماعی، والتأثیر فی القیم والأفکار والمواقف والاتجاهات، ومحو للقیم المحلیة واستبدالها بأنماط جدیدة من السلوک والقیم الأخلاقیة والعقائد التی قد تتعارض مع طبیعة الحیاة العربیة الإسلامیة.

7-    هناک شواهد على أن استخدام الإنترنت من المنزل، من شأنه أن یجعل الوجود من الزاویة الاجتماعیة والنفسیة یتدهور. وقد ثبت أن مستخدمی الإنترنت یقللون من عدد الأصدقاء عبر الزمن، ویمضون فترات أقل مع أسرهم، ویعانون ضغطاً أکثر فی حیاتهم الیومیة، ویشعرون بالعزلة والاکتئاب.

8-    أتاح ازدیاد عدد وسائل العصر الرقمی من تلفزیونات فضائیة وإنترنت وهواتف والفیدیو کاسیت والفیدیو دیسک ... الخ التحول من التجمیع فی مکان واحد داخل البیت أو السینما إلى التشتیت، وأدى زیادة انتشار ألعاب الفیدیو وغبرها داخل المنازل وهی وسائل تعتمد على الاستخدام الفردی أدى إلى تقلیص العلاقات الاجتماعیة داخل الأسرة الواحدة ومن ثم المجتمع الواحد ومن ثم تکریس العزلة.

رابعاً: مخاطرالثورةالتکنولوجیة الرقمیةعلىطلاب جامعة المنوفیة:

اهتمت الدراسات التربویة المختلفة برصد أبرز المخاطر الناتجة عن تفاعل الطلاب مع الثورة الرقمیة ومعطیاتها المختلفة وما أنتجته من عوالم افتراضیة بهدف بحث آلیات المواجهة والحد من السلبیات الناتجة عنها فالمتأمل لواقع التفاعلات الافتراضیة یدرک أنها لا ترتبط ببیئة أو هویة محددة کونها تتم من خلال وسیط الکترونی وهو الإنترنت،([38]) فالعالم الرقمی لا ینطوی إلا على القلیل من القواعد الخاصة المنظمة لتعامل الطالب مع معطیات هذا العالم، ونتج عن تلک المواجهة بین الطالب والعالم الرقمی العدید من المخاطر التی تتطلب وعی الطالب بالثقافة التقنیة والتعاملات الآمنة مع البیئات الافتراضیة([39]).

وفى هذا الشأن یمکن تحدید بعض المخاطر التی قد یتعرض لها طلاب جامعة المنوفیة على النحو التالی:

1- التعرض للجرائم الالکترونیة:

رغم الایجابیات الکثیرة للإنترنت إلا أنه مع مرور الوقت بدأت السلبیات فی الظهور حیث استغل القراصنة ولصوص المعلومات الشبکة لتبدأ جرائم الانترنت التی غیرت مفهوم الجریمة العادیة لتصبح أشد تأثیرًا وأسرع انتشارًا وأکثر تنوعًا،([40]) وأوجدت الثورة الرقمیة صوراً عدیدة من السلوکیات والممارسات الغریبة، منها ما سمی بالجرائم الإلکترونیة، وهو نوع من الجرائم شاع وانتشر بین الشباب من طلاب الجامعة، حیث أسهمت تلک التقنیات الحدیثة بشکلملحوظ  فیما یمکن تسمیته بعولمةالجریمة، وأصبحت تحدیات الجریمة العابرة للحدودقضیة تهدد الأمن الدولی بما قدمته من تسهیلات کبرى للأنشطةالإجرامیة المنظمة والفردیة على السواء.([41])

2- التعرض لمخاطر الإدمان الرقمی والمخدرات الرقمیة:

الإدمان الرقمی مصطلح یشیر إلى الانغماس الکامل فی الممارسات الرقمیة، وقضاء أغلب الوقت فی تصفح شبکات التواصل الاجتماعی تحدیداً، وشبکة الانترنت بشکل عام، ولا ترتبط مشکلة الإدمان الرقمی فقط باستهلاک الوقت على الأجهزة الإلکترونیة وإنما الأخطر بفقدان السیطرة على الحیاة الحقیقیة الواقعیة، مع تکبد خسائر لا حصر لها فی المجالات الشخصیة والمهنیة والعائلیة والعاطفیة والاجتماعیة، وبالجملة فإن الإفراط فی استخدام الإنترنت یؤثر على طبیعة الحیاة الاجتماعیة. ([42])

أما المخدرات الرقمیة فهی ملفات صوتیة تترافق مع مواد بصریة أحیاناً وأشکال وألوان تتحرک وفق معدل مدروس، تمت هندستها لتخدع الدماغ عن طریق بث أمواج صوتیة مختلفة التردد لکل أذن، ولأن هذه الموجات الصوتیة غیر مألوفة، یعمل الدماغ على توحید الترددات الآتیة من الأذنین للوصول الى مستوى واحد، وحینها یصبح الدماغ غیر مستقر کهربائیاً مما ینتج عنه الاحساس بصوت ثالث یدعى " Binaural beats " اضافة الى النغمتین.([43])

3- التخفی فی کیانات وهمیة:

حیث أن الطالب الذی ینخرط فی هذه التفاعلات له الحق أن یخفی نفسه تحت مسمیات مختلفة أو ینفصل عن هویته، وأحیانا یدخل التفاعلات باسم وهمی وأحیاناً یدخل الذکور بأسماء الإناث والعکس ... الخ، فهویة الطالب أو شخصیته تختفی فی ظل هذه التفاعلات بل وتتباین فی قوالب عدیدة فلا یستطیع الداخل فی هذه التفاعلات أن یعرف من الذی یتحدث إلى من.([44])

4- العنف الأسری والرقمی:

العنف الأسری مصطلح یشیر عادة إلى الایذاء الجسدی أو الجنسی أو النفسی الموجه ضد الشرکاء الذین هم فی نفس الأسرة، والتّکنولوجیا توفّر للمعتدین فی إطار العنف الأسریّ طرقاً أکثر إبداعاً وتعقیداً لارتکاب جرائمهم، وفی الوقت نفسه، تُوفّر للمجتمع العالمیّ المناهض للعنف الأسریّ مزیدا من الفرص للرّد على هذه الظاهرة([45])، فالتکنولوجیا الرقمیة قد تکون سببًا رئیسیًا من أسباب العنف الأسری.

5- الانعزالیة:

إن الانخراط المستمر فی المجتمعات الافتراضیة فیها یؤدی إلى قطیعة على المستوی الاجتماعی، فهذه العلاقات الافتراضیة تؤدی إلى انقطاع العلاقة مع الأصدقاء، جار السکن بل مع الأسرة أحیانا، فینعزل عن السیاق الاجتماعی المحیط، فالطالب المنخرط فی التفاعلات الافتراضیة یعانی نوع من أنواع الاغتراب یفصله عن واقعه الحقیقی، فالإنترنت یسهم فی عزل الإنسان.([46])

6-   الحریة والتمرد على الواقع:

فقد فتح العالم الافتراضی مجالا جدیدا للعلاقات تقوم علی الحریة وتخرج عن القیود، فقد أصبح الإنترنت وتجمعاته الافتراضیة یشکل آلیة رئیسیة تساهم فی تقارب المسافات والاهتمامات والاتفاق على مناهضة بعض القضایا أو المطالبة ببعض الحقوق([47])، ومن هنا بات الشباب فی حالة غربة واغتراب عن واقعهم نتیجة لتأثرهم بما تنقله الثورة المعلوماتیة لهم من حیث الذوق والملبس والعادات والتقالید وفقاً لقوالب غربیة، ومحاولة طمس ثقافة الإنسان المحلیة وإضعاف مخیلته عن طریق تقدیم نماذج جدیدة جذابة، وإیقاعه فی استلاب عقلی وفکری ومعرفی وعقائدی فی محاولة حثیثة للوصول إلى مجتمع عالمی متشابه الأفکار والعقائد والمیول والقیم والاتجاهات والسلوک مفروضة علیه.([48])

خامساً: مواجهة التحدیات التکنولوجیة الرقمیة:

لا یمکننا التنبؤ بما سیحدث فی المستقبل جراء المزید من استخدام التکنولوجیا الرقمیة، وما سینتجه العلم نتیجة طموح الدول لمزید من التقدم فی انتاج تکنولوجیا المعلومات والاتصال باعتبارهما رأس مال من نوع جدید، فأصبح یقاس تقدم الأمم بما تملکه من التکنولوجیا الجدیدة، والتقنیة الحدیثة وما تملکه الموارد البشریة لدیها من مهارات التعامل مع الأجهزة الإلکترونیة وطریقة حصولها على المعلومة المناسبة فی الوقت المناسب وبالدقة المطلوبة، لذا فقد أصبحت التکنولوجیا تسیطر تقریبا على جمیع مناحی الأنشطة المجتمعیة الاقتصادیة والإداریة والاجتماعیة، وکذلک التعلیم والطب والسیاسة، والتجارة وغیرها؛ لذا فإن التکنولوجیا الرقمیة تضع أمام الدول وشعوبها بما فیهم طلاب الجامعة تحدیات کثیرة لابد من مواجهتها.

ومن الضرورة الملحة فی عصر الإنترنت أن یهتم القائمون بالتخطیط لسیاسات التعلیم العالی من خلال تطویر الإمکانات التقنیة داخل المؤسسات التعلیمیة من أجل خلق المواطن الرقمی الصالح ونشر ثقافة المواطنة الرقمیة،([49]) فمن خلال توافر معلومات أفضل، تستطیع الحکومات بناء نظم أفضل، وتصمیم وتنفیذ سیاسات أفضل، فمواجهة بعض هذه التحدیات التکنولوجیة مرتبط بالسیاسات.

وقد وضع عدد من الباحثین (الخوالدة٢٠٠٧م([50])، والحیلة٢٠٠٣م([51])، والمذحجی 2009م([52])) مجموعة من الحلول والمقترحات والإجراءات لمواجهة التحدی التکنولوجی وسوف یقتصر الباحث على بعضٍ منها ومناقشتها على النحو الآتی:

أ- تصمیم وبناء المناهج وفق الأساس التکنولوجی:

قبل عصر تکنولوجیا المعلومات، کانت أسس بناء المناهج التربویة مقصورة على الأساس الفلسفی والأساس الاجتماعی، والأساس الثقافی، والأساس المعرفی، والأساس النفسی، ولکن التقدم التکنولوجی الهائل یفرض إضافة أسس جدیدة من أجل تصمیم المناهج التربویة مثل: الأساس التکنولوجی([53])؛ لذا فمن الضروری مراعاة الأسس التکنولوجیة عند تصمیم العناصر المکونة للمناهج فی ضوء تکنولوجیا التعلیم وتنظیمه بصورة منهجیة، وإدخال الروح التکنولوجیة فی اختیار أهداف المنهج، واختیار مضامینه المعرفیة، والخبرات التعلیمیة التی یحتاجها المنهج، وإدخال التکنولوجیا فی عملیات تدریس المادة التعلیمیة للمنهج وأخیراً إدخال التکنولوجیا فی عملیة تقویم المناهج التربوی بکل محاورها المختلفة.

ب- الأخذ بمفهوم التعلم الذاتی:

إن الاتجاهات التربویة أصبحت ترکز على التعلیم الذاتی، وضرورة تربیة الجیل وفق متطلبات بیئة تکنولوجیا المعلومات، واستخدام البرمجیات التعلیمیة التی لا مفر من التعامل الیقظ معها لإعداد جیل یتعامل مع روح العصر وجوهره([54])

وجاء التعلم الذاتی لمسایرة التزاید الهائل فی العدة، والتقویم التکنولوجی، والذی من خلاله یصبح المتعلم منفتحاً على آفاق جدیدة من المعرفة، لأنه لا یعتمد على المصدر التقلیدی لهذه المعرفة، وهو المعلم، ولکنه یتعلم من مصادر أخرى، ولا یقتصر انفتاح المتعلم على مصادر المعرفة، بل یتفاعل مع زملائه، ویتبادل الآراء معهم عند الحاجة، وعلیه یکون التعلیم الفردی مناخاً مناسباً للاستقرار النفسی الذی ینبث عن التفاعل الإیجابی مع الآخرین([55])

ج - المکتبة الجامعیة الإلکترونیة الحدیثة:

إن المکتبة الجامعیة الإلکترونیة الحدیثة ترتبط ارتباطاً مباشراً بمسألة التعلم الذاتی واستخدام التکنولوجیا، لأنها منظومة من منظومات نشر ثقافة المعلوماتیة، فلابد لتربیتنا أن تولی أهمیة أکبر للمکتبة الجامعیة الإلکترونیة وتسییرها وفق معطیات الآلیة الحدیثة لإقامة المکتبات، ونقصد بذلک توفیر مکان مناسب، وتوفیر مستلزمات المکتبة من کتب ودوریات وصور وأفلام تعلیمیة، ووسائل سمعیة وبصریة، وفیدیو، وأقراص مندمجة، وحواسیب، وبرمجیات تعلیمیة حتى یتسنى لهذه المکتبات أن تؤدی دورها المساند فی عملیة تثقیف الطلاب وتربیتها([56]).

د- توظیف التکنولوجیا فی عملیتی التعلیم والتعلم:

کان عجز الحکومات عن توفیر نماذج بدیلة من التعلیم تستجیب لحاجات الناس وبخاصة فی المدن الصغیرة والأریاف سبباً فی استمرار النوع الأصلی من التعلیم([57])، ولکن فی ظل التسارع التقنی المذهل الذی یشهده العالم الیوم فی شتى المجالات وبالذات فی مجال تقنیة المعلومات والاتصالات ظهرت أنواع جدیدة من الوسائل التعلیمیة التی یتم تشغیلها باستخدام الحاسب الآلی، والتی أثبتت التجارب نجاحها وفاعلیتها وفاقت فی مردودها التعلیمی والتربوی الوسائل التعلیمیة التقلیدیة بکثیر، وذلک لما تتمیز به صفات مؤثرة کالتفاعلیة والإثارة والتشویق، وأصبحت تکنولوجیا التعلیم أداة المجتمعات الفاعلة لتحقیق التنمیة البشریة المستدیمة فی ظل اقتصاد عالمی یرتکز على المعرفة ([58]).

ه - إعداد المعلم لمواجهة التحدی التکنولوجی:

نحتاج إلى معلم الألفیة الثالثة یغیر دورة جذریا من خریج موظف إلی مدرسین یقومون بوظیفة رجال أعمال ومدیری مشاریع ومحللین للمشاکل ووسطاء استراتیجیین بین المدرسة والمجتمع ومحفزین لأبنائهم ویکتشفون فیهم مواطن النبوغ والعبقریة والموهبة، فنحن نرید معلما له خبراته التربویة وثقافته المتنوعة ومن قاعدته المعرفیة العریضة ومن إمکاناته الفکریة المرتفعة والتصور القائم على الإحساس بالمتغیرات قادر على مشارکة أبنائه فی استکمال استعدادهم للتعامل مع مستقبل مختلف کلیة عن حاضر وماضی عایشناه ،وذلک یتطلب إعداد المعلم إعداد غیر مسبوق وانفتاحا على کل التجارب العالمیة وتنوعا فی الخبرات والقدرات التی یتسلحون بها فی إعدادهم فی کلیات التربیة.

ملخص بأهم نتائج الدراسة:

فیما یلی یقدم الباحث ملخصاً لأهم نتائج الدراسة حیث توصلت الدراسة فی جانبها المیدانی لعدة نتائج من أهمها:

• أن درجة التقدیر الاجمالیة لمستوى التحدیات التکنولوجیة لدى أفراد العینة فی جمیع المحاور هو (3.63) ویدل ذلک على أن مستوى وعی طلاب جامعة المنوفیة للتحدیات التکنولوجیة بشکل عام فوق متوسطة.
• عبر الطلاب عن توافر أجهزة حاسب آلی متصلة بالإنترنت فی الکلیة بدرجة منخفضة بمتوسط (2.48) مما یدل على ضعف امکانیات الجامعة فی توفیر أجهزة حاسب متصلة بالإنترنت.
• أن القوانین الرقمیة التی تکافح جرائم الانترنت هی الأقل من حیث درجة التحقق بمتوسط (3.54)، حیث لا توجد تشریعات وقوانین تتعلق بالمواطنة الرقمیة فی قانون الجامعات المصریة.
• یقر الطلاب بأن استخدام الانترنت بکثرة یؤدى الى ادمانه بدرجة فوق متوسطة بمتوسط (4.09)، وأن هناک آثار نفسیة ناتجة عن استخدام التکنولوجیا بدرجة فوق متوسطة بمتوسط (4.07).
• وجود فروق ونتائج ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المجموعتین (الذکور والاناث) فی رؤیتهم حول المامهم بالتحدیات التکنولوجیة بالنسبة للمحاور وللاستبانة ککل لصالح الاناث عند مستوی (0.01).
• عدم وجود فروق ونتائج ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المجموعتین (نظری وعملی) فی رؤیتهم حول التحدیات التکنولوجیة بالنسبة للاستبانة ککل.

ومن خلال ذلک حاول الباحث وضع تصور مقترح یمکن من خلاله لمواجهة التحدیات التکنولوجیة التى توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة، وهذا ما سیتناوله الباحث فیما یلی.

التصور المقترح لمواجهة التحدیات التکنولوجیة التى توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة.

انطلاقاً من نتائج الدراسة النظریة والدراسة المیدانیة، والتی تناولت التحدیات التکنولوجیة التی توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة، تسعى الدراسة الحالیة إلى وضع تصور مقترح یمکن من خلاله یمکن مواجهة التحدیات التکنولوجیة التی توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة بهدف اعداد المواطن الرقمی الصالح.

یشتمل هذا التصور على: المنطلقات، ومکونات التصور، والاجراءات اللازمة لتنفیذه، وفیما یلی تفصیل ذلک:

أولا: منطلقات التصور المقترح:

ینطلق التصور المقترح من نتائج الاطارین النظری والمیدانی للدراسة والمنطلقات التالیة:

1-  کثیر من الدول المتقدمة تقدم ضمن مناهجها ومقرراتها الدراسیة موضوعات عن التکنولوجیا الرقمیة؛ لتزوید طلاب بالسلوک القویم عند التعامل معها.

2-  تقوم معظم جامعات العالم بعمل دراسات عن کیفیة بناء المواطن الرقمی وامداده بالمعارف والمهارات والقیم الأساسیة عن التکنولوجیا الرقمیة، لذا فیجب على جامعة المنوفیة أن تعلم طلابها أسس ومحاور التعامل مع التکنولوجیا خاصة الحقوق والواجبات.

3-  أن حمایة أبناءنا الطلاب من الوقوع فیما یسمى بالجرائم الالکترونیة والتعرض لعقوبات النشر والاقتباس الغیر مشروع، أصبح من مهام المؤسسات التعلیمیة ومنها الجامعات.

4-  إن وقایة الطلاب من الاستخدام الخاطئ للتکنولوجیا الرقمیة مما قد یؤثر سلبیاً على الصحة العامة أو یسبب آثاراً  نفسیة سلبیة؛ أصبح واجباً حتمیاً على المربین التربویین والآباء.

ثانیا: مکونات التصور المقترح:

یسعى التصور المقترح إلى تحقیق غایة أساسیة وأهداف فرعیة منبثقة منها فیما یلی تفصیلها:

• ·         الغایة الأساسیة للتصور المقترح:

إن الغایة الأساسیة لهذا التصور المقترح هی مواجهة التحدیات التکنولوجیة التى توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة، بهدف اعداد المواطن الرقمی الصالح.

• ·        أهداف التصور المقترح:

ولتحقیق الغایة الأساسیة لهذا التصور المقترح یلزم تحقیق الأهداف المرحلیة التالیة:

1-  بناء المواطن الرقمی وامداده بالمعارف والمهارات والقیم الأساسیة عن التکنولوجیا الرقمیة.

2-  تکوین أنماط سلوکیة إیجابیة لدى طلاب جامعة المنوفیة تجاه استخدام التکنولوجیا الرقمیة.

3-  تنمیة الثقافة الرقمیة وخاصة الحقوق والمسئولیات الرقمیة لدى طلاب جامعة المنوفیة.

4-  دعم طلاب الجامعة فی الاستزادة من استخدام التقنیة الرقمیة، مع التأکید على مراعاة السلوک القویم عند استخدامها.

5-  تحدید مجموعة الاجراءات والوسائل التی یمکن من خلالها مواجهة التحدیات التکنولوجیة التى توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة.

ثالثا: إجراءات تفعیل التصور المقترح:  

إن مواجهة التحدیات التکنولوجیة التی توثر على المواطنة الرقمیّة لدى طلاب جامعة المنوفیة ، وتحقیق الأهداف المنشودة یتطلب إجراء ما یلی:

1. توفیر الأجهزة التکنولوجیة الرقمیة فی قاعات ومدرجات ومعامل الکلیات، وتمکین الطلاب من استخدامها.
2. ترکیب برامج محاربة الفیروسات، وبرامج التجسس القوی وتحدیثها بشکل دوری على أجهزة الحاسب بمعامل کلیات الجامعات المصریة.
3. استخدام أنظمة قویة لتشفیر المعلومات المتداولة داخلیا أو مع الخارج.
4. المراجعة الدوریة لأمن الأجهزة والشبکات من قبل جهات متخصصة والحرص على الأخذ بتوصیاتهم.
5. عقد ندوات تثقیفیة وتصمیم برامج تدریبیة حول الحقوق والمسئولیات الرقمیة، وأهمیة ممارسة السلوک القویم عند استخدام التکنولوجیا الرقمیة.
6. توفیر الموارد المادیة والبشریة اللازمة وتطویر شبکات الاتصالات والمعلومات؛ لیقوم الطلاب بممارسة حقوقهم الرقمیة من خلال اتاحة الوصول وتبادل المعلومات والاتصالات الرقمیة.
7. تخصیص الجوائز التشجیعیة للطلاب المبدعین فی مجال استخدام التکنولوجیا الرقمیة.

• ·        رابعاً: توصیات الدراسة ومقترحاتها:

1. ضرورة دراسة حاجات طلاب جامعة المنوفیة لاستخدام التقنیة الرقمیة، ومن ثم تضمین مادة تدریسیة ضمن الخطط الدراسیة لجمیع کلیات الجامعة تتعلق بالتکنولوجیا الرقمیة.
2. اعداد برامج تدریبیة لأعضاء هیئة التدریس لتدریبهم حول مهارات التعامل مع التکنولوجیا الرقمیة وکیفیة تنمیتها لدى طلابهم.
3. وضع التشریعات والقوانین التی تتعلق بالمواطنة الرقمیة فی جامعة المنوفیة، والتی تتضمن أهدافها، وآلیات تنفیذها، إلى غیر ذلک من الأمور.
4. تنفیذ حملات توعویة من خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعی لغرس قیم التعامل مع التکنولوجیا الرقمیة لدى جمیع أفراد المجتمع، ومن بینهم طلاب الجامعة.

 

قائمةالمراجع

  أولا :المراجع العربیة :

1. أحمد علوان المذحجی: أسالیبتدریسالدراساتالاجتماعیة، مطابع المتنوعة، الیمن، 2009م.
2. السید أحمد مصطفى عمر: إعلام العولمة وتأثیره فی المستهلک، مجلة المستقبل العربی، مجلة علمیة دوریة شهریة محکمة تصدر بالعربیة عن مرکز دراسات الوحدة العربیة، العدد ٢٥٦، بیروت، ٢٠٠٠م.
3. السید یسین: ثورةالمعلوماتیةفیالتقریرالاستراتیجیالعربی، مرکز الدراسات السیاسیة والإستراتیجیة، القاهرة، ٢٠٠٠م.
4. النشرة الاحصائیة للعام الجامعی، تصدر عن ادارة الاحصاء والمعلومات، الادارة العامة لمرکز المعلومات، جامعة المنوفیة،2018/2019م.
5. أنطونیوس کرم: العرب أمام تحدیات التکنولوجیا، سلسلة عالم المعرفة، الکویت، 1990م.
6. بودیار جان: حیاتنا تتحول إلى فضاء رقمی: الإنسان کواقع افتراضی للآلة، الهیئة المصریة للکتاب، مصر، 2013م.
7. بیل جیتس، وآخرون: المعلوماتیةبعدالإنترنت: طریقالمستقبل،ترجمةعبدالسلامرضوان، سلسلة عالم المعرفة، صادرة عن المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، الکویت، العدد 231، 1998م
8. توماس اریکسن: العرقیةوالقومیة -وجهاتنظرأنثروبولوجیة، سلسة عالم المعرفة 393، المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، الکویت، أکتوبر2012م
9. ثائر سلمان طامی: تربیة الابداع ودورها فی مواجهة تحدیات القرن الحادی والعشرین، مجلة دیالى ، العدد 58 ،2013م.

10. جعفر حسن جاسم الطائی: : الأسرة العربیة وتحدیات العصر الرقمی، العدد الحادی والخمسون، مجلة الفتح، کلیة التربیة ، جامعة دیالى،2012م.

11. جمال على الدهشان، هزاع بن عبد الکریم الفویهی: المواطنة الرقمیة مدخلا لمساعدة أبناءنا على الحیاة فی العصر الرقمی، مجلة کلیة التربیة، جامعة المنوفیة، العدد الرابع، السنة الثلاثون أکتوبر2015 م.

12. حسام الدین محمد مازن: اصحاح مناهج العلوم وبرامج التربیة العلمیة وهندستها الکترونیا فى ضوء تحدیات ما بعد الحداثة والمواطنة الرقمیة، المؤتمر العلمى الثامن عشر: مناهج العلوم بین المصریة والعالمیة – الجمعیة المصریة للتربیة العلمیة، یولیو2016م.

13. حسن أبوطالب: الفجوة الرقمیة والتنمیة فی ظل العولمة، مجلةالسیاسةالدولیة، العدد 180، ابریل2010م

14. حسن عبد العال: الإدمان الرقمی لعنة العصر، متاح على:

 http://www.alakhbarelyom.com/archives/27141,on17th April 2018.

15. خلف ادعیس: المواطنة الرقمیة Digital Citizenship،  موقع جامعة القدس المفتوحة، متاح على : 

on Nov6th2016 http://www.qou.edu/viewDetails.do?id=7230

16. ربى ناصر المصری الشعرانی: الابداع فی التربیة المدرسیة، دار النیضة العربیة للنشر، بیروت لبنان،2009م.

17. زینب عبد الکاظم حسن: المخدرات الرقمیة، ورقة عمل مقدمة الى ندوة المخدرات الرقمیة، جامعة میسان، العراق، ٢٠١٤ م.

18. سهیلة أحمد شاهین: المؤسسات التعلیمیة وتحدیات المواطنة الرقمیة فی عصر الانترنت، جامعة القدس المفتوحة، متاح على:

http://www.qou.edu/viewDetails.do?id=10834,  on12th ,August, 2017

19. شهناز ظهیر: التحدیات المعاصرة التی تواجه تعلیم اللغة العربیة فی جمهوریة باکستان الإسلامیة، مجلةالقسمالعربی، العدد 22، جامعة بنجاب، لاهور- باکستان.،2015م.

20. صباح حسن عبد الزبیدی, البحث العلمی احد مهمات الأستاذ الجامعی العربی, بحث مقدم إلى مؤتمر وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی السابع، الأفاق المستقبلیة للتعلیم العالی فی العراق، 2004م.

21. صبحی شعبان شرف، محمد السید الدمرداش: معاییر التربیة على المواطنة الرقمیة وتطبیقاتها فی المناهج الدراسیة، المؤتمر الدولی السادس لضمان جودة التعلیم، أنماط التعلیم ومعاییر الرقابة عل الجودة فیها، مسقط، سلطنة عمان،10-11دیسمبر، 2014م.

22. عبد العاطی حلقان أحمد عبد العزیز: تعلیم المواطنة الرقمیةفی المدارس المصریة والأوروبیة )دراسة مقارنة (، المجلة التربویة، کلیة التربیة - جامعة سوهاج،العدد 44، ابریل2016م.

23. عبد العزیز بن عبد الله السنبل: التربیةفیالوطنالعربیعلىمشارفالقرن الحادیوالعشرین، المکتب الجامعی الحدیث، الآزاریطة، الاسکندریة، 2002م.

24. عبد المجید خلیفة الکوت: المواطنة الرقمیة: التجلیات والتحدیات، مجلة الجامعی، العدد 22، النقابة العامة لأعضاء هیئة التدریس الجامعی، لیبیا، 2015م

25. عزیزة عبد الرحمن العتیبی: أثر استخدام تکنولوجیا المعلومات على أداء الموارد البشریة- دراسة میدانیة على الأکادیمیة الدولیة الأسترالیة، 2010م، ص31، متاح على: https://www.attadbir.com,on1st July, 2018

26. فاطمة بنت علی الشهری: تحدی الأسرة فی تعزیز قیم المواطنة الرقمیة: رؤیة مقترحة، ورقة عمل مقدمة للملتقى العلمی "دور الأسرة فی الوقایة من التطرف"، کلیة العلوم الاجتماعیة والإداریة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 18-19 أکتوبر 2016م.

27. لیمیاء ابراهیم المسلمانی: التعلیم والمواطنة الرقمیة: رؤیة مقترحة، مجلة دار المنظومة، المجلد 15، العدد 47، یولیو2014م.

28. محمد إبراهیم قطاوی: طرق تدریس الدراسات الاجتماعیة، دار الفکر، عمان، الأردن، ٢٠٠٧ م.

29. محمد الصالح حامدی: علاقة تکنولوجیا المعلومات والاتصالات بظاهرة العنف الأسری والوضع فی دولة قطر، المجلة العربیة الدولیة للمعلوماتیة، المجلد الثالث، العدد الخامس، 2014 م.

30. محمد صلاح سالم: العصر الرقمی وثورة المعلومات، دار روتابرنت للطباعة، القاهرة، 2002م.

31. محمد محمود الحیلة: طرائقالتدریسواستراتیجیاته، دار الکتاب الجامعی، الإمارات، ٢٠٠٣م.

32. محمد محمود الخوالدة: أسسبناءالمناهجالتربویةوتصمیمالکتابالتعلیمی، ط٢، دار المسیرة، عمان، الأردن، ٢٠٠٧م

33. معالی فهمی حیدر: نظمالمعلوماتمدخللتحقیقالمیزةالتنافسیة، الدار الجامعیة، الإسکندریة، مصر، 2002م.

34. ملکة أبیض: التربیة الوطن العربی من منظور قومی تاریخی، الهیئة العامة السوریة للکتاب، وزارة الثقافة ، دمشق، سوریا، ٢٠١٢ م.

35. نبیل علی: العرب وعصر المعلومات, سلسلة عالم المعرفة، العدد 184, ابریل 1994م.

36. هالة حسن بن سعد الجزار: التعلیم والمواطنة الرقمیة: دور المؤسسة التربویة فی غرس قیم المواطنة الرقمیة - تصور مقترح، مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، العدد السادس والخمسون، الجزء الثالث، السعودیة، دیسمبر2014م.

37. هدى توفیق محمد سلیمان: التحدیات الاجتماعیة فی الوطن العربی فی الألفیة ( العقد الجدید)، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر الحمایة الاجتماعیة والتنمیة.،2014م

38. وزارة الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات: الإستراتیجیة القومیة للاتصالات وتکنولوجیا المعلومات 2012-2017م، المجتمع المصری الرقمی فی ظل اقتصاد المعرفة، وزارة الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات-الإدارة المرکزیة للبحوث  والسیاسات والتخطیط الاستراتیجی، مصر یونیو2012م.

 

ثانیا: المراجع الأجنبیة:

1.     Hassan Rabhi Mahdi: The Awareness of the Digital Citizenship among the Users of Social Networks and its Relation to Some Variables, International Journal of Learning Management Systems, Faculty of Education, Al-Aqsa University, Palestine, 2018.

2.     Karen Mossberg: Digital Citizenship: The Internet, Society, and Participation, The MIT Press, Cambridge, Massachusetts, London, England, 2011a.

3.     Mike Ribble :Digital Citizenship in Schools, Washington, DC: International Society for Technology in Education. 2011.

4.     Ministry of Communications and Information Technology: National ICT Strategy2012-2017-Towards a Digital Society and knowledge Based Economy, Giza, 2013.

 

Article View: 111

PDF Download: 1,904