استخدام التعلم الإلكتروني في تعزيز التربية الذاتية لدى عينة من طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة (دراسة تقويمية) | ||||
مجلة کلية التربية (أسيوط) | ||||
Article 2, Volume 38, Issue 11.2, November 2022, Page 34-86 PDF (1 MB) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/mfes.1999.285412 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
علي مسعود العيسي* | ||||
الكلية الجامعية بالقنفذة – جامعة أم القرى | ||||
Abstract | ||||
هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن واقع التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة، ومعرفة جهود جامعة أم القرى في تعزيز التربية الذاتية من خلال وسائل وادوات التعلم الإلكتروني لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة، كما هدفت الدراسة إلى قياس أثر وسائل وأدوات التعلم الإلكتروني في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة، ومعرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين المستجيبين (الجنس - التخصص). ولتحقيق أهداف الدراسة اتبعت الدراسة المنهج الوصفي وتم استخدام الاستبانة والمقابلة الغير مقننه كأحد أدواته. شملت الاستبانة (48 عبارة) موزعة على المحاور التالية: واقع التربية الذاتية لدى طلاب وطالبات الكلية الجامعية بمحافظة القنفذة، جهود جامعة ام القرى في تعزيز التربية الذاتية من خلال وسائل وأدوات التعلم الإلكتروني المتوفرة بالجامعة، أثر وسائل وأدوات التعلم الإلكتروني المتوفرة بالجامعة في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة. تم تطبيق الاستبانة على عينة من طلاب الكلية الجامعية (عددهم 2041). كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن الآتي : موافقة أفراد العينة على توافر التربية الذاتية لدى طلاب وطالبات الكلية الجامعية بمحافظة القنفدة، جهود جامعة أم القرى في تعزيز التربية الذاتية من خلال وسائل وأدوات التعلم الإلكتروني المتوفرة بالجامعة، تحقق الأثر الايجابي لوسائل وأدوات التعليم الإلكتروني المتوفرة بالجامعة في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب والطالبات في استخدام التعليم الإلكتروني في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة ، يوجد فروق ذات دلالة إحصائية في استخدام التعليم الإلكتروني في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة تبعا لمتغير التخصص و لصالح التخصص العلمي. | ||||
Keywords | ||||
التعلم الالكتروني; التربية الذاتية; طلاب الجامعة | ||||
Full Text | ||||
كلية التربية إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية) =======
استخدام التعلم الإلكتروني في تعزيز التربية الذاتية لدى عينة من طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة (دراسة تقويمية)
إعـــــــــــــداد د/ علي بن مسعود العيسي أستاذ مساعد أصول التربية الإسلامية – الكلية الجامعية بالقنفذة – جامعة أم القرى alialessi2023@gmail.com
} المجلد الثامن والثلاثون– العدد الحادي عشر- جزء ثانى – نوفمبر2022م { http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن واقع التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة، ومعرفة جهود جامعة أم القرى في تعزيز التربية الذاتية من خلال وسائل وادوات التعلم الإلكتروني لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة، كما هدفت الدراسة إلى قياس أثر وسائل وأدوات التعلم الإلكتروني في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة، ومعرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين المستجيبين (الجنس - التخصص). ولتحقيق أهداف الدراسة اتبعت الدراسة المنهج الوصفي وتم استخدام الاستبانة والمقابلة الغير مقننه كأحد أدواته. شملت الاستبانة (48 عبارة) موزعة على المحاور التالية: واقع التربية الذاتية لدى طلاب وطالبات الكلية الجامعية بمحافظة القنفذة، جهود جامعة ام القرى في تعزيز التربية الذاتية من خلال وسائل وأدوات التعلم الإلكتروني المتوفرة بالجامعة، أثر وسائل وأدوات التعلم الإلكتروني المتوفرة بالجامعة في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة. تم تطبيق الاستبانة على عينة من طلاب الكلية الجامعية (عددهم 2041). كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن الآتي : موافقة أفراد العينة على توافر التربية الذاتية لدى طلاب وطالبات الكلية الجامعية بمحافظة القنفدة، جهود جامعة أم القرى في تعزيز التربية الذاتية من خلال وسائل وأدوات التعلم الإلكتروني المتوفرة بالجامعة، تحقق الأثر الايجابي لوسائل وأدوات التعليم الإلكتروني المتوفرة بالجامعة في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب والطالبات في استخدام التعليم الإلكتروني في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة ، يوجد فروق ذات دلالة إحصائية في استخدام التعليم الإلكتروني في تعزيز التربية الذاتية لدى طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة تبعا لمتغير التخصص و لصالح التخصص العلمي. الكلمات المفتاحية: التعلم الالكتروني- التربية الذاتية- طلاب الجامعة
Abstract The current study aimed to reveal the reality of self-education among the students of the University College in Al-Qunfudhah, and to know the efforts of Umm Al-Qura University in promoting self-education through the means and tools of e-learning among the students of the University College in Al-Qunfudhah. Among the students of the University College in Al-Qunfudhah, and knowing the statistically significant differences between the respondents (gender - specialization). To achieve the objectives of the study, the study followed the descriptive approach, and the questionnaire and unstructured interview were used as one of its tools. The questionnaire included (48 phrases) distributed on the following axes: The reality of self-education for male and female students of the University College in Al-Qunfudah Governorate, Umm Al-Qura University’s efforts in promoting self-education through the e-learning methods and tools available at the university, the effect of the e-learning methods and tools available at the university in promoting self-education among Al-Qunfudhah University College students. The questionnaire was applied to a sample of university college students (2041). The results of the field study revealed the following: The consent of the sample members on the availability of self-education among male and female students of the University College in Al-Qunfudah Governorate, Umm Al-Qura University’s efforts in promoting self-education through the means and tools of e-learning available at the university, the positive impact of the e-learning methods and tools available at the university was achieved in promoting Self-education among Al-Qunfudhah University College students, there are no statistically significant differences between male and female students in the use of e-learning in promoting self-education among Al-Qunfudhah University College students, there are statistically significant differences in the use of e-learning in promoting self-education among Al-Qunfudhah University College students according to For the variable of specialization and in favor of the scientific specialization Keywords: self education, E learning, university students مقدمة نظراً للتزايد العلمي المتنامي والتحديث المستمر في أنماط وسبل المعرفة، أصبح من أهم أهداف التربية هو إعداد الفرد ليواصل تعليم نفسه بنفسه ولا يتقيد بالتعليم النظامي فقط، بل يمتد إلى التربية الذاتية القائمة على العلم والمعرفة الجيدة والتقويم الذاتي والاجتهاد من أجل الترقي والتميز. فالتربية الذاتية من المطالب التربوية الملحة التي تساعد الشاب في بناء ذاته والتسلح بالقيم الإيجابية والتعامل الصحيح مع بعض السلبيات التي تفرزها ثورات الاتصالات، وتدفق الأنماط الفكرية والسلوكية الدخيلة والتلوث الثقافي الذي يصل للشباب عبر وسائل الاتصالات الالكترونية المستحدثة. ففي ظل التراكم المعرفي المتزايد والاهتمام بالتنمية البشرية وتحقيقا لمتطلبات التنمية المستدامة للكوادر البشرية، من الضروري تزويد الشاب بالقدرة والاستعداد على تنمية ذاته وتوجيهها لحياة أفضل بحيث يصبح مسؤولا مسئولية تامة عن نفسه وقادرًا على إصلاح مجتمعه باستغلال وعيه وقدراته وامكاناته وتقييم ذاته وتعزيز مهاراته وعلاج نقاط ضعفه بحيث يوجهها وجهة سليمة ويحولها إلى وسائل إيجابية يحقق من خلالها النجاح الأكاديمي والمهني لنفسه ولمجتمعه. فالتربية الذاتية تتمثل في شقين: الأول: جهد فردي بحت يبذله الشاب لنفسه، الثاني: جهد فردي يبذله من خلال تفاعله مع برامج عامة، لذا فإن تنمية التربية الذاتية لطلاب الجامعات هي تنمية لوعيهم وعاداتهم ومهـاراتهم وأساليبهم، وتنمية قدراتهم على التفكير الموضوعي والقدرة على اتخاذ القرارات، والقـدرة على التخطيط الجيد لإنجاز مهامهم بنجاح، حيث تكون القدرة علـى التربية الـذاتية هـي المحتوى الأساسي، "فالقدرة على التربية الذاتية ليست مجرد قدرة عقلية، بل هي أيضا قـدرة اجتماعية، بحيث يمكن للشاب من خلالها أن يحدد أوجه القصور في حياته، ويحولها إلى أهداف واضحة، من خلال وضع خطة تستند إلى أهـداف، ووضع معايير للتقييم والقدرة على التقييم الذاتي لنفسه، وهـذا شـرط أساسـي للــتعلم والتنمية" (Zhong 2015 , pp: 3-5) وتعد الجامعة من المؤسسات التربوية التي تسهم في تربية الشباب لذواتهم، إذ إن الهدف الأساسي لإنشاء الجامعات هو تنشئة مواطنين مؤمنين بالله منتمين لوطنهم ولعروبتهم متحلين بروح المسئولية مطلعين على تراث أمتهم وحضارتهم معتزين بها متابعين لقضايا الإنسانية وقيمها وتطورها (وزارة التعليم العالي، ۲۰۱۲) وهذه الوظائف التي تقوم بها الجامعة تعمل على إشباع رغبات وحاجات الطلبة الفكرية، والعلمية، والاجتماعية والثقافية، وتعمل على تهيئتهم، وتكيفهم مع التطورات الحاصلة في مجتمعهم ،ومساعدتهم على الانخراط في سوق العمل بكفاءة وفاعلية، وتسهل تعاملهم مع الآخرين في بناء علاقات اجتماعية متأثرين ومؤثرين في المجتمع المحيط من حولهم. فالجامعة تسهم في تكوين شخصية الطالب وبناء معارفه ومهاراته المعرفية والسلوكية، حيث يبدأ طالب الجامعة في هذه المرحلة بالاعتماد على نفسه، واتخاذ قراراته سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الأكاديمي. والاستقلالية كمفهوم تربوي لا تعني الفردية المفرطة، وتعيين حدود بين الفرد والمجتمع، وإنما هي تعزيز ثقة الفرد بنفسه وعدم الاعتماد على الآخرين، لأن ذلك يؤثر بشكل غير مباشر على الثقة بالنفس والقدرات الذاتية لإنجاز المهام والواجبات من دون طلب مساعدة (Khan, 2016). وبناء الشخصية على نحو مستقل وانتزاع قيم الاتكالية من الوجدان يشجع المبادرات الإبداعية التي تعد المعيار الأساس والأكثر عدالة في إحلال الأدوار الوظيفية والاجتماعية في الدولة والمجتمع (الربيعي، ۲۰۱۲). ويعد إعداد الطالب الجامعي لتحديات المجتمع واستخدام الإمكانيات والإنجازات التي يقدمها هدفًا مهمًا للنظام التعليمي، فاكتساب المهارات الذاتية في الجامعة هو الشرط المسبق لكي يتمكن الجميع من التكيف مع التغيرات المستقبلية في المجتمع، والمنافسة في سوق العمل، وبناء علاقات ناجحة مع الناس، وبحيث يكون عضوًا نشطًا في الحياة الاجتماعية وسعيدًا في الحياة الشخصية. (Bluka , 2012 & (Rubana كما أن الشعور بالاستقلال الذاتي والثقة بالنفس مهم للطلاب خصوصا في المراحل الجامعية فهو يفتح آفاقهم، ويمكنهم من القيام بأدوار اجتماعية مختلفة، ومن ناحية أخرى فإنها تشكل فرديتهم (Želve, 2011). وفى ضوء التغير السريع في التكنولوجيا واستجابة للتغيرات في سوق العمل، حاولت العديد من الجامعات إعداد برامج أكاديمية تعمل على دمج مهارات التربية الذاتية، وحل المشكلات والتفاعل مع التكنولوجيا والتعامل مع البيانات بالاعتماد على تقنيات العصر التي أصبحت ضرورية لطلاب المراحل العليا. (Ghosh, 2017, 7). فهو يحتاج بيئة للتعلم والتطبيق العملي للمعرفة، بالإضافة أيضًا إلى التأثير التراكمي حيث كلما توفرت مساحة التعلم للتطبيقات العملية، زاد احتمال إعداد الطلاب لعالم العمل بشكل أفضل، ومع ذلك لا يعمل هذا التصور إلا إذا كان مناسبًا ومكملًا لتجربة تعلم الطلاب. (Batt, 2015, 44). فالشباب يحتاجون إلى آليات وأساليب مختلفة يمكن استغلالها في تطوير مهاراته وتقييم ما يحققه من إنجازات. وتتضمن خطة التحول الوطني 2020، التي تشارك فيها وزارة التعليم، ثمانية أهداف إستراتيجية أهمها ترسيخ القيم الإيجابية، وبناء شخصية مستقلة لابن الوطن، وتزويد المواطنين بالمعرفة اللازمة. والمهارات اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية. وتشمل الأهداف الإستراتيجية أيضًا "تحسين البيئة التعليمية المحفزة"، و "تشجيع الإبداع والابتكار"، و"تطوير المناهج وطرق التدريس"، و "تعزيز القيم والمهارات الأساسية للطلاب" المرتبطة بأهداف رؤية 2030). لمواكبة هذه الأهداف، أطلقت وزارة التربية والتعليم عددًا من المبادرات للوفاء بالولاية الممنوحة لها لتحقيق أهداف الرؤية، وأبرزها مبادرة نحو التعليم التحويلي "تحويل التعليم ليكون محوره المتعلم" كما تم إطلاق مبادرة "تحسين بيئة تعليمية مؤاتيه للإبداع والابتكار" (وثيقة التحول الوطني 2020، 62). واستجابة لتحقيق تلك الرؤية، فقد تبين أن طرق التعليم التقليدية غير كافية بشكل متزايد لتعليم الأفراد ذوي المهارات الجيدة والذين يمكنهم الإسهام في مجتمعهم لتطوير المهارات الذاتية التي ستفيد الطلاب في المستقبل (الحارثي، 2020)، (علي، 2021)، (الرشيدي، 2020). وتؤكد دارسة (Azamat,et.al,2017) أنه يصعب تحفيز الطلاب في الوقت الحاضر للدراسة والتدريب باستخدام طرق التدريس التقليدية، في ظل وجود أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والتي قد تشتت من انتباه الطلاب إذا لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل ومع ذلك يمكن استخدام هذه الأجهزة الذكية كأدوات مساعدة لأساليب التدريس الحديثة، وقد أكد الثوينى (2016) أن توظيف التقنيات الحديثة يساعد على تنمية المهارات المختلفة لدى الشباب. كما أكدت دراسة Rao, 2011)) أن التعليم الإلكتروني أصبح ظاهرة عالمية متنامية، تؤدي دورًا بارزًا في تطوير التعليم، وإعداد المتعلمين إعدادًا متميزًا لسوق العمل العالمي، الذي تحولت فيه المنافسة من الصناعة إلى اقتصاد المعرفة. وفي ذات الإطار أكدت دراسة Holmes & Gardner, 2016)) أن التعليم الإلكتروني يقدم فرصًا جديدة، للمعلمين والمتعلمين، ويعمل على إثراء خبراتهم التعليمية؛ من خلال توفير بيئات تدعم عملية تلقي المعلومات وتوظيفها في العملية التعليمية. وتتمثل المهمة الرئيسة للتعليم الإلكتروني في إشراك الطلاب في عملية التعلم الـذاتي وتثقيفهم ذاتيا للتعلم مدى الحياة، وأن ينجح المتعلم في دمج المعرفة من مصادرها المختلفة، للحصول على المعلومات والمعارف الحديثة ليكون قادرًا على المنافسة في سوق العمـل وتشجيع استقلاليته في التعليم لتطوير قدرته على العمل مع مصادر مختلفـة للمعلومـات ولتحقيق جوهر التعلم الذاتي والعمل على تنفيذ أنشطة التعلم الخاصة باهتماماتهم وأنمـاط تعلمهم (Sagitovaa , 2014, 272 ,) ومن خلال الاطلاع على العديد من الدراسات والأدبيات التي تناولت التعليم الإلكتروني أوصت تلك الدراسات بضرورة إجراء التقييم الدوري لنظم التعليم الإلكتروني وتحليل فاعليتها من أجل تشخيص جوانب القوة والضعف في هذه النظم، ومن ثم تحسين وتدعيم جوانب القوة ومعالجة جوانب الضعف بطريقة شاملة وموضوعية تتوازن مع المتغيرات والتحديات الثقافية والاجتماعية التي قد تواجه المجتمعات (القضاة، 2021)، (الحارثي، 2020)، (علي، 2021)، (الرشيدي، 2020) لذا تحاول الدراسة الحالية تقويم الدور الذي تقوم به أدوات وأساليب التعليم الالكتروني في جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية في تعزيز التربية الذاتية لدى الشباب الجامعي. مشكلة الدراسة: تبذل المجتمعات قصارى جهدها من أجل إصلاح أبنائها وتهذيب سلوكهم وتنميتهم، والمجتمع السعودي مجتمع إسلامي يتميز عن غيره من المجتمعات بأنه مجتمع يقوم على عقيدة منظمة، لسلوك الإنسان مع خالقه وسلوكه مع ذاته، وسلوكه مع مجتمعه، والتربية الذاتية لا تتم بشكل سوي إلا إذا كانت مصحوبة برعاية من المؤسسة التربوية المسئولة عن تربيته وتهذيبه. ويواجه الشباب في الوقت الحالي العديد من التحديات الاجتماعية والثقافية المعاصرة، فبرزت العديد من القضايا والمشكلات الرئيسية التي تواجه الشاب في ظل هذا العالم المتغير؛ فظهرت إفرازات غريبة من الشباب مثل: الإفراط في استخدام وسائل الترفيه في اللهو غير المباح، وإهدار الوقت في غير المفيد لذاته ولغيره، والعزوف عن تحمل المسئولية الفردية والأسرية، والميل إلى الاتكالية وعدم القدرة على اتخاذ القرار وتحديد الهدف، والتقليد الأعمى للشباب الأجنبي – وقلة الوازع الديني وغياب التقويم الذاتي، والرقابة الذاتية، والفراغ الفكري، فشباب المملكة بحاجة إلى الاهتمام بتعديل السلوك الأخلاقي وترسيخ المعايير و القيم التربوية الإسلامية والرقابة الذاتية والتقويم الذاتي، واستخدام التفكير الإيجابي الصحي فالشباب لديه الاستعدادات والإمكانات والقدرات ليحيا حياة أفضل موفقة سعيدة (العمري، 2016، 13). وأشارت دراسة جرين وآخرين (2015)، Greene , et al، و دراسة (2015) , Zhong , et al إلى أن القدرة على التربية الذاتية هي مفتاح التعلم الفعال لطلاب الجامعات، ولتطوير قدرة الطلاب على التربية الذاتية لابد من تنمية قدراتهم على التوجيه الذاتي، والمراقبة الذاتية، والتنظـيم الـذاتي، والتقيـيم الذاتي، بجانب تنمية المعارف والمهارات والقدرات. وأكدت دراسة بيجينز (2017) Biggins على ضرورة تحسين التعلم مدى الحياة من خلال التقييم الذاتي للمهارات والتطوير المستمر. ولا سبيل لتحقيق التميز والنجاح إلا بوجود تربية ذاتية يتم غرسها من خلال برامج إضافية ترعاها الجامعة وتتوفر لدى الطلاب دون التقيد بقيود الفصل الدراسي. فالتعليم هو السبيل إلى التنمية الذاتية وهو طريق المستقبل للمجتمعات. فهو يطلق العنان لشتى الفرص ويحدّ من أوجه اللامساواة. وهو حجر الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات المستنيرة والمتسامِحة والمحرك الرئيسي للتنمية الذاتية. ولكي تحقق المؤسسات التربوية الأهداف المرجوة منها لابد أن تعد مصادر التعلم بما يناسب احتياجات خطط التنمية حيث إن استخدام التقنيات والوسائط الالكترونية الحديثة في عمليتي التعليم والتعلم لم يعد ترفًا، بل ضرورة فرضتها التطورات التكنولوجيا الهائلة التي أضافها عصر المعلومات والتعليم الإلكتروني. وقد اتجهت المملكة العربية السعودية على الاستفادة من التقنيات الرقمية في التوسع في استخدام التعلم الإلكتروني، حيث سعى مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تطوير التعليم العالي في عام (١ | ||||
References | ||||
| ||||
Statistics Article View: 513 PDF Download: 311 |
||||