الضغوط النفسية وعلاقتها بالإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم في المرحلة المتوسطة بدولة الكويت

                            كلية التربية

         مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي

                    ======

الضغوط النفسية وعلاقتها بالإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم في المرحلة المتوسطة بدولة الكويت

إعداد

ا.د/ إمام مصطفى سيد                                                 ا.د / خضر مخيمر أبو زيد

استاذ علم النفس التربوي                                          استاذ علم النفس التربوي                                         

كلية التربية - جامعة أسيوط                             كلية التربية - جامعة أسيوط

ا/ ناصر مسفر محسن العجمي

}     المجلد السابع   - العدد الأول -  يناير  2024م {

https://dapt.journals.ekb.eg

Your username is: ali_salah790@yahoo.com

Your password is: ztu6y8qupw

ملخص الدراسة

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على العلاقة بين مستوى الضغوط النفسية، وعلاقتها بالإبداع الوجداني، لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم في المرحلة المتوسطة من التعليم العام بدولة الكويت. الدراسة تخضع للتصميم الوصفي الارتباطي المقارن، الذي يتناسب مع طبيعة المتغيرات بالدراسة، وقد اعتمد الباحث على الأدوات: المصفوفات المتتابعة لرافن، تقنين وزارة التربية- الكويت، ومقياس تقدير الموهبة- صورة المدرسة من تعريب وإعداد رانيا إمام مصطفى سيد، ومقياس الضغوط النفسية، من إعداد الباحث، ومقياس الإبداع الوجداني، تعريب الباحث، وذلك على عينة قصدية بلغت 12 مشاركًا، من الجنسين (6) من الذكور، و (6) من الإناث، تراوحت أعمارهم بين 11- 13 سنة بمتوسط حسابي (12.17) عامًا، وانحرافًا معياريًا (0.937). وأشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية متوسطة موجبة، لكنها غير دالة بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني، ويمكن الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في إعطاء مزيد من الاهتمام من جانب المعلمين والاختصاصيين التربويين بالجوانب المعرفية والانفعالية والشخصية للطلاب الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم،  كما تعد نتائج تلك الدراسة- أيضًا- نقطة انطلاق لدراسات أخرى يمكن إجراؤها على عينات أكبر حجمًا، للتعرف على نوع وقوة العلاقة بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني لدى الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم.

الكلمات المفتاحية: الضغوط النفسية- الإبداع الوجداني- الطلبة الموهوبين-            صعوبات التعلم.

Abstract

The current study aimed to identify the relationship between the level of psychological stress and its relationship to emotional creativity among gifted students with learning difficulties in the middle stage of public education in the State of Kuwait. The study is subject to a descriptive, correlational, comparative design, which is appropriate to the nature of the variables in the study. The researcher relied on the tools: Raven’s Progressive Matrices, the Ministry of Education’s codification - Kuwait, and the Talent Rating Scale - School Picture, Arabized and prepared by Rania Imam Mustafa Sayed, and the Psychological Stress Scale, prepared by The researcher, and the measure of emotional creativity, Arabization of the researcher, on a purposive sample of 12 participants, of both sexes (6) males and (6) females, whose ages ranged between 11-13 years, with an arithmetic mean of (12.17) years, and a standard deviation of (0.937). ). The results indicated that there is a moderate positive, but insignificant, correlation between psychological stress and emotional creativity. The results of the current study can be used to give more attention on the part of teachers and educational specialists to the cognitive, emotional, and personal aspects of gifted students with learning difficulties. The results of that study are also considered - Also - a starting point for other studies that can be conducted on larger samples, to identify the type and strength of the relationship between psychological pressures and emotional creativity among gifted people with learning difficulties.

Keywords:psychological pressures - emotional creativity - gifted students - learning difficulties.

مقدمة

يجد الموهوبون، والموهوبون ذوو صعوبات التعلم صعوبة في التعامل مع النقائص والعيوب وإحباطات الحياة اليومية (Webb, Gore & Amend, 2007,123). ولهذا يظهرون أداءً استثنائيًا في مجالات أكاديمية محددة، وغالبًا ما يتجاهل المعلمون  صعوبات التعلم التي يعاني منها الموهوبين، ونتيجة لذلك نادرًا ما يُصنف ويُشخص الموهوبون بأنهم من ذوي صعوبات التعلم في وقت مبكر؛ وذلك لأن مواهبهم تخفي صعوبات تعلمهم، وغالباً ما تكون لديهم قدرة أكاديمية مرتفعة؛ ولكنهم يمرون بفترات من انخفاض التحصيل، حيث يمتلك               الطلاب الموهوبون ذوو صعوبات التعلم توقعات غير واقعية بأنه ينبغي عليهم أن يتفوقوا في مجالات أكاديمية بالرغم مما يعانون من صعوبات التعلم، ويعبرون عن الإحباط الناتج من عدم التفوق والإخفاق في هذه المجالات من خلال انخفاض الدافعية، أو السلوك الانسحابي (Pfeiffer & Blei, 2008).

كما أشار سيد (2016) إلى أهمية اكتشاف الموهوبين بصفة عامة والموهوبين مزدوجي الخصوصية أو ذوي الاستثنائيين بصفة خاصة وذلك من خلال ورقة العمل المقدمة للمؤتمر الدولي الثالث للموهوبين والمتفوقين بجامعة الإمارات العربية المتحدة والمعنونة ب: رؤية تربوية متعددة المداخل لاكتشاف الموهوبين مع إلقاء الضوء حول أهمية البحث عن محكات دقيقة لاكتشافهم مع إنشاء برامج إثرائية لتتناسب مع مواهبهم المختلفة والتغلب على بعض الضغوط النفسية التي يتعرض لها هذه الفئة. وقد تحولت نظرة التربويين إلى الانفعال من كونه عائقاً للعمليات العقلية إلى اعتباره مكوناً من مكونات الذكاء أو وسيطاً أو ناتجاً للأنشطة الإبداعية، تلك الرؤى أدت إلى ظهور مفاهيم الذكاء الوجداني Emotional Intelligence والإبداع الوجداني Emotional Creativity، والكفاءة الوجدانية Emotional Competency، وهي مفاهيم بيئية تأخذ بعض خصائصها من الجوانب العقلية المعرفية للشخصية، وأخري من الجوانب الوجدانية للشخصية. (Sanchez-Ruiz, et. al., 2011).

ويُعد الإبداع الوجداني أحد مفاهيم علم النفس الإيجابي التي استحوذت على اهتمام الباحثين في التوجهات النفسية الحديثة والمعاصرة، حيث قدم (2000) Averill هذا المفهوم لأول مرة عندما أوضح أن الإبداع الوجداني يعبر عن قدرة الفرد على إظهار أنواع الانفعالات المتفردة والجديدة، ويشير الإبداع الوجداني إلى أنه "مقدرة الفرد على الشعور بعواطفه والتعبير عنها بصدق، وبأساليب فريدة وفعالة تستجيب لمتطلبات المواقف الشخصية أو البيئية، كما أنه يعني قدرة الفرد لأن يكون مبدعاً في المجال الوجداني (الشريف، 2022). كذلك  للانفعالات دوراً مهماً في فهم العملية الإبداعية، حتى أن البعض أشار إليها على أنها تُعد من المتغيرات المفتاحية في دراسة الإبداع، وأن العمل الإبداعي يمكن أن يرتبط بالانفعالات بعدة طرق، منها: الابتهاج الانفعالي، والاستقرار الانفعالي، فالابتهاج الانفعالي قد يكون مرتبطاً بقدرة الفرد على حل المشكلات التي تواجهه، أما الاستقرار الانفعالي فقد يكون مرتبطاً بقدرة الفرد على التحول في المزاج، فحالات المزاج الموجبة والسالبة قد تكون مصاحبة للعمل الإبداعي                                 (سليمان، 2017).

وعن العلاقة بين الضغوط والإبداع الوجداني  طبقت دراسة  (2015)  Tarabakina et al., على عينة قوامها (100) من طلاب الفرقة الرابعة بجامعتي موسكو ونيجني نوفغورود. وباستخدام مقياس الإبداع الوجداني (Averill, 2006) ومقياس القدرات التواصلية (Michelson, 2013)، أشارت النتائج إلى وجود علاقة موجبة دالة إحصائيـــــًا بين الإبداع الوجداني والكفاءة التواصلية، كما بدت في القدرة على تحديد الهدف الأساسي من التواصل، والقدرة على فهم وتمييز مختلف الخبرات، وتمييز انفعالات الآخرين أثناء التواصل، وتقديم استجابات انفعالية أصيلة في المواقف الضاغطة وغير المألوفة.  وعليه تسعى الدراسة الحالية للكشف عن طبيعة العلاقة بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم.

ثانياً: مشكلة الدراسة           

في دولة الكويت وبمبادرة سامية من أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- طيب الله ثراه- أنشأت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع عام 2010، ليعني باكتشاف ورعاية المتميزين والموهوبين والمبدعين في الكويت في التعليم العام، ومساعدة المخترعين على تطوير أفكارهم وتسجيل براءات اختراعاتهم. ومن المعروف أن هناك تفاعل كبير بين المعرفة والوجدان، وقد تركز اهتمام علماء النفس المعرفي في السنوات الأخيرة على دراسة الجانب الوجداني للعمليات المعرفية حيث أكدت العديد من النظريات والدراسات الحديثة على أهمية الانفعالات ودورها في الجانب المعرفي وفي تنشيط قدرات الفرد على التفكير والإبداع وحل المشكلات وتنظيم وتحليل المعلومات (النجار، 2014).

وقد أظهرت نتائج الدراسات والبحوث أن الضغوط تساهم في زيادة تحفيز الطلاب ودافعيتهم ومواردهم الشخصية، ولها دور كبير على الذاكرة والتعلم (Valient et al ., 2012)، ولهذا فالضغوط وما يترتب عليها من انفعالات جزء لا يتجزأ من الأنشطة التعليمية المختلفة؛ لقدرة الانفعالات على نقل معلومات قيمة وتعزيز عمليات الفهم، وأنها مكملة لعملية التعليم والتعلم (Schutz & Lanehart , 2002) . ويميل الأشخاص أن يكونوا أكثر إبداعاً عندما يكونون في مزاج إيجابي Positive Mood، فعندما تريد أن تشجع الإبداع لدى فرد يجب أن توفر له الحالة المزاجية الإيجابية، وبالرغم من ذلك فإن بعض الأفراد وفي بعض مراحل العملية الإبداعية قد يكون المزاج السلبي عاملاً مساعداً، وهذا ليس تناقضاً مع النقطة الأولى، حيث تميل الحلقات الإبداعية إلى أن تحدث عندما يرتفع الاكتئاب (Averill, 2011).

وتتلخص مشكلة البحث الحالي في التعرف على نوع وقوة الارتباط بين الضغوط النفسية وبين الإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم. حيث لا توجد دراسات– على حد اطلاع الباحث – جمعت بين متغيرات الدراسة الحالية، وخاصة في دولة الكويت، وهذا ما دفع الباحث إلى إجراء هذه الدراسة. وبناءً على ما تقدم يمكن تحديد مشكلة الدراسة في الإجابة عن التساؤلات التالية:

-        هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة المتوسطة من التعليم العام بدولة الكويت؟

ثالثاً: أهداف الدراسة

تهدف الدراسة الحالية إلى:

-        تحديد  نوع وقوة العلاقة  الارتباطية بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم.

-        التعرف على الفروق بين الذكور والإناث من الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم على متغير الضغوط النفسية ومتغير الإبداع الوجداني.

رابعاً: أهمية الدراسة

الأهمية النظرية للدراسة الحالية

-        تمثل الدراسة الحالية إضافة للمكتبة العربية من حيث نوعية المتغيرات والعينة، حيث إنها من الدراسات النادرة- في حدود اطلاع وعلم الباحث- وذلك في محيط البيئة العربية وخاصة الخليجية.

-        يقدم البحث الحالي مجالاً جديداً لاستخدام مقاييس تأخذ أبعاداً غير تقليدية، حيث يمثل مقياس الإبداع الوجداني، والضغوط النفسية للطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم منحى جديد لفحص أبعاد غير تقليدية لدى الطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية.

-        يتناول البحث طلاب المرحلة المتوسطة بدولة الكويت، حيث إنها المرحلة المفضلة لتنمية واكتساب المعرفة الأساسية، كما أن تنمية مهارات حل المشكلات تزودهم بأدوات تمكنهم من التفكير بالمستقبل بعقلية مستنيرة واعية، وتكسبهم استراتيجيات للتغلب على المشكلات والصعوبات التي تقد تعترض طريقهم الأكاديمي والمهني.

الأهمية التطبيقية للدراسة الحالية

-        قد تفيد نتائج هذا البحث في إعادة تنظيم المناهج الدراسية والأنشطة داخل حجرة الدراسة ومراعاة الاستراتيجيات التعليمية الأكثر فعالية في إطار الاهتمام بالأنشطة القائمة على الإبداع الوجداني.

-        تساهم نتائج الدراسة الحالية من خلال تطبيق نتائجها في المجال التربوي، من حيث اكتشاف وتوجيه الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم، والاستفادة من جلّ قدراتهم وإمكاناتهم لخدمة أنفسهم ووطنهم.

-        تساهم نتائج الدراسة الحالية أيضاً في توجيه نظر الباحثين النفسيين والاجتماعيين والمعلمين نحو أهمية الاهتمام بجوانب الإبداع المختلفة لدى الطلبة من ذوي صعوبات التعلم، وكذلك محاولة التوفيق بين الجوانب المختلفة للضغوط والإبداع لدى هؤلاء الطلبة.

-        توفر الدراسة الحالية للمعلمين أدوات هامة للتشخيص والفرز للطلاب الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم.

خامساً: محددات الدراسة

1. محددات موضوعية: وهي أدوات الدراسة والتي تشتمل على أدوات فرز العينة وهي: اختبار المصفوفات المتتابعة، و اختبار تقدير الموهبة، وأدوات متعلقة بمتغيرات الدراسة وتشتمل على: اختبار الضغوط النفسية، ومقياس الإبداع الوجداني.
2. محددات مكانية: (مدرسة الخندق للبنين، ومدرسة الصفا للبنات، بمنطقة مبارك الكبير التعليمية  من  ذوي صعوبات التعلم بدولة الكويت).
3. محددات زمنية: (   الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2023/2024م )

سادساً: التعريفات الإجرائية لمصطلحات الدراسة

1-  الضغوط النفسية: يشير  السرطاوي، والشخص  (1998) أن الضغط النفسي: هو ما يحدث للفرد عندما يتعرض لمواقف تتضمن مؤشرات يصعب عليه مواجهة متطلباتها، وبالتالي يتعرض لردود فعل انفعّالية وعضوية وعقلية تتضمن مشاعر سلبية وأعراض فسيولوجية تدل على تعرضه للضغط.

ويعرف إجرائياً بالدرجة التي يحصل عليها الطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم على مقياس الضغوط النفسية (إعداد الباحث).

2- الإبداع الوجداني: ويعرف الإبداع الوجداني بأنه تعبيرات الطالب عن انفعالاته التي تتصف وتتميز بالجدة والأصالة والفعالية، وتساعده على التوجيه الإيجابي لتفكيره في التعامل مع المواقف المختلفة، وتدفعه لإنتاج بعض الأعمال الفنية، أو العلمية، أو الأدبية                      (أيوب، 2016).

ويعرف إجرائياً بالدرجة التي يحصل عليها الطلاب الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم على مقياس الإبداع الوجداني (تعريب الباحث).

3- الموهوبون من ذوي صعوبات التعلم:  هم أولئك الطلاب الذين لديهم موهبة واضحة وبارزة في مجال أو أكثر من المجالات المتعددة للموهبة، ومع ذلك فإنهم يعانون في الوقت ذاته من إحدى صعوبات التعلم، والتي يكون لها مردود سلبي عليهم، حيث تؤدي إلى انخفاض تحصيلهم المدرسي في مقرر أو أكثر ووجود صعوبة واضحة فيه، وذلك في إحدى المجالات الدراسية (محمد،2003).

ويعرفوا إجرائياً على أنهم الطلاب في المرحلة المتوسطة الملتحقين بالمدارس المعنية بذوي صعوبات التعلم في دولة الكويت والذين تم تشخيصهم وفقا لأدوات فرز العينة بالدراسة الحالية ( مقياس المصفوفات المتتابعة، ومقياس تقدير الموهبة).

الإطار النظري والدراسات السابقة

-        الضغوط النفسية وعلاقتها بالإبداع بوجه والإبداع الوجداني بوجه خاص

يُعد مجال صعوبة التعلم من أكثر الإعاقات تعقيداً وغموضاً؛ نظراً لأنها إعاقة غير واضحة وغير معروفة، ويوجد منها العديد من الأنواع وتشمل على العديد من المستويات المتفاوتة بحيث يجب تشخيصها وعلاجها من خلال اختبارات ومقاييس وأساليب وبيئات تعليمية مختلفة، وتكون مجهزة بأعلى إمكانيات بشرية ومادية متخصصة لخدمة ذلك النوع من الإعاقة ويكون ذلك في نطاق المدرسة التقليدية (العبري، 2016) . كما يعاني الطلبة ذوي صعوبات التعلم من مجموعة متنوعة من الضغوط النفسية قد تؤثر على مدى تكيفهم مع ذواتهم ومع من حولهم. ويعد الضغط حدث أو تجربة أو عامل أو حالة أو محفز يسبب الإجهاد للفرد،  ويمكن أن يكون إما في الجوانب الجسدية أو النفسية للبيئة الخارجية، أو عوامل داخلية مثل العدوى، والأفكار الاستباقية مثل القلق (Arthur,2007).

وقد أشار عدد من الدراسات إلى العلاقة بين الضغوط والإبداع بشكل عام والإبداع الوجداني بوجه خاص ففي دراسة (2010)  Fouladchang et al., والتي أشارت إلى  وجود علاقة سالبة دالة إحصائيًا بين الاكتئاب والقلق والضغوط والرضا عن الحياة لدى أفراد كلتا المجموعتين من الموهوبين وغير الموهوبين. وكانت هناك فروق دالة إحصائيًا في الرضا عن الحياة، لصالح الإناث عن الذكور بشكل عام، ولصالح غير الموهوبين عن الموهوبين. كما أوضحت النتائج انخفاض مستوى القلق، وارتفاع مستوى الضغوط لدى مجموعة الموهوبين عن غير الموهوبين الذين كانوا أكثر قلقًا وأقل معايشة للضغوط. وفي دراسة (2018)  Beckmann & Minnaert تم تحديد بعض الخصائص غير المعرفية لدى الطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم. وأسفرت النتائج عن ارتفاع مستوى الانفعالات السلبية، وتدني تقدير الذات، وسوء العلاقات البينشخصية، وكانت أبرز الخصائص انتشارًا لدى هؤلاء الطلاب، ارتفاع مستوى الإحباط المرتبط بالسياق الأكاديمي. وانتهت الدراسة إلى القول بوجود حالة من الازدواجية في الخصائص غير المعرفية لدى الطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم. وهدفت دراسة  الحسون (2021) إلى الکشف عن الضغوط النفسية التي يتعرض لها ذوي صعوبات التعلم، وتحديد استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية عامة، ولدى ذوي صعوبات التعلم خاصة. توصلت نتائج الدراسة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود مجموعة من الاستراتيجيات التي يمکن استخدامها لمواجهة الضغوط النفسية، وهي الاستراتيجيات الإيجابية وتتمثل في الأساليب التي يمکن أن يوظفها الفرد في إدارة الأزمة وتجاوز أثارها، أو اتباع الاستراتيجيات السلبية وتتمثل في الأساليب التي يوظفها الفرد في تجنب الأزمة. وفي دراسة خاطر، وقنصوة ( 2013) بعنوان الإبداع الوجداني كمؤشر للتمييز بين عينات من المراهقين ذوي صعوبات تعلم القراءة الموهوبين في الرسم والعاديين، والتي هدفت إلى التعرف على الفروق بين المراهقين ذوي صعوبات تعلم القراءة الموهوبين في الرسم، والمراهقين ذوي صعوبات تعلم القراءة، والمراهقين الموهوبين في الرسم، والمراهقين العاديين، أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق بين العينات الأربع في الإبداع الوجداني في اتجاه المراهقين الموهوبين، ثم الموهوبين ذوي صعوبات تعلم القراءة ثم العاديين ويليهم ذوي صعوبات تعلم القراءة، كما أشارت النتائج إلى وجود فروق بين الذكور والإناث في الإبداع الوجداني في اتجاه  الإناث، كما أوضحت النتائج أن الإبداع الوجداني له القدرة على التمييز بين العينات المستخدمة في الدراسة وأن لمقياس التقرير الذاتي القدرة الأكبر على ذلك. كما استهدف (2011) Vasasova دراسة الضغوط النفسية، وعلاقتها بالإبداع لدى طلاب الجامعة، وتحديد الفروق بين مرتفعي ومنخفضي الإبداع في الضغوط النفسية المدركة. وشارك بالدراسة مجموعة من الطلاب تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مرتفعي الإبداع (ن= 97) ومنخفضي الإبداع (ن= 98)، وأوضحت النتائج الخاصة بذوي المستويات المرتفعة من الإبداع، ارتفاع مستوى الضغوط المدركة من قبل هؤلاء في مجال المشكلات الصحية، بينما كانت الضغوط ذات الصلة بالصداقات والعلاقات الأسرية، أكثر لدى الطلاب ذوي المستويات المنخفضة من الإبداع. كما حدد (2014) Xian-we العلاقة بين الضغوط النفسية والإبداع لدى طلاب الجامعة. وأوضحت النتائج وجود علاقة عكسية منحنية بين الضغوط النفسية والإبداع؛ حيث ارتبطت المستويات المتوسطة من الضغوط النفسية بالمستويات المرتفعة من الإبداع. وفي دراسة (2019) Miraka & Tritsaroli  التي تناولت تأثير الضغوط النفسية في الإبداع، ومدى توسط القلق، والضغوط لتلك العلاقة، وكشفت النتائج أن الضغوط النفسية كانت منبئ دال إحصائيًا بالإبداع، وتوسط الاكتئاب للعلاقة بين الضغوط النفسية والإبداع.

وعلى ما سبق يبدو أن هناك علاقة غير واضحة بين الضغوط النفسية والإبداع، وخاصة الإبداع الوجداني ، فالعلاقة بينهما مثيرة للجدل، فقد تكون سببية وقد تكون تبادلية، فقد تؤثر الضغوط في الإبداع وقد يحدث العكس أي يؤثر الإبداع في إدراك الضغوط والتعامل معها، لذلك نجد من الصعوبة دراسة نوع واتجاه وقوة العلاقة بينهما.

ولذلك سعى الباحث للتعرف على نوعية  واتجاه العلاقة بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم. وذلك من خلال الفرضيات التالية:

-        توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة المتوسطة من التعليم العام بدولة الكويت.

المنهجية وإجراءات الدراسة

تنتمي الدراسة الحالية إلى الدراسات ذات التصميم الارتباطي/ المقارن، إذ يمكن استخدام هذا التصميم للأغراض الوصفية والتحليلية.

-        مجتمع الدراسة

الطلاب الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم بدولة الكويت، من مدرسة الخندق الخاصة باستقبال الطلاب الذكور من ذوي صعوبات التعلم، ومدرسة الصفا  الخاصة باستقبال الطالبات الإناث من ذوي صعوبات التعلم.

-        عينة الدراسة

اعتمد الباحث في اختياره لعينة الدراسة على أسلوب اختيار العينة بالطريقة القصدية Purposive Sample من الطلاب الملتحقين بمدارس صعوبات التعلم، بمنطقة مبارك الكبير التعليمية، التابعة لوزارة التربية بدولة الكويت، من الذكور والإناث، البالغ عددهم 12 مشارك/ة ، تساوى فيها عدد الذكور (6) طلاب مع عدد الإناث (6) طالبات، كما تراوح أعمار العينة ما بين 11- 13 سنة بمتوسط حسابي (12.17) وانحراف معياري (0.937).

-        أدوات الدراسة

-        مقياس تقدير الموهبة – صورة المدرسة. ( خاص بفرز العينة) ، إعداد/ رانيا إمام مصطفى سيد.

يتكون المقياس من 72 فقرة موزعة على 6 أبعاد كل بعد 12 فقرة، يتم الإجابة عليها من خلال ثلاث مستويات ( أقل من المتوسط- متوسط- أعلى من المتوسط). وقد تم حساب الثبات بطريقة الفا كرونباح وقد تراوح للأبعاد بين 0.875 – 0.923 ودرجة ثبات كلية بلغت 0.963 وهو ثبات مرتفع.

-        مقياس الإبداع الوجداني تأليف  AVERILL (1999)ومن تعريب الباحث

يتكون المقياس من 30 فقرة موزعة على ثلاث أبعاد، يتم الإجابة عليها من خلال خمس مستويات من 1 غير موافق بشدة إلى 5 موافق بشدة، وقد تم حساب الثبات بطريقة الفا كرونباح وقد كان مرتفع حيث بلغ (0.880) لإجمالي الفقرات للمقياس (30 فقرة)، بينما تراوح ثبات الأبعاد الثلاثة ما بين 0.693 كحد أدنى وبين 0.895 كحد أعلى، وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات يمكن الاعتماد عليه في التطبيق الميداني للدراسة.

-        مقياس الضغوط النفسية

يتكون المقياس من 60 فقرة موزعة على سبعة أبعاد، يتم الإجابة عليها من خلال خمس مستويات من 1 بدرجة نادرة إلى 5 بدرجة كبيرة جدا، وقد تم حساب الثبات بطريقة الفا كرونباح وقد كان مرتفع حيث بلغ  (0.951) لإجمالي الأبعاد للمقياس (60 فقرة) فيما تراوح ثبات الأبعاد ما بين 0.548 كحد أدنى وبين 0.904 كحد أعلى، وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات يمكن الاعتماد عليه في التطبيق الميداني للدراسة.

كما تم حساب صدق الأدوات الثلاثة بطريقة الاتساق الداخلي وكانت جميع المعاملات دالة الارتباط مما يطمئن الباحث لتطبيق الأدوات على العينة الأساسية.

إجراءات تطبيق الدراسة

-        مخاطبة إدارة البحوث التربوية بوزارة التربية بدولة الكويت للحصول على الموافقة بالتطبيق على الطلاب بالمدارس المذكورة بمجتمع الدراسة (مرفق صورة من كتاب الموافقة بالملاحق).

-        عرض أدوات الدراسة على المحكمين، للتأكد من مناسبتها لموضوع ومتغيرات الدراسة، وقد أشار المحكمين بالإجماع إلى ملاءمة المقاييس للاستخدام.

-        تطبيق الأدوات  بعد التحكيم على العينة الاستطلاعية والتي بلغت 75 مشاركًا من الطلبة والطالبات من مدرستي الخندق للبنين والصفا للبنات، لصعوبات التعلم بمنطقة مبارك الكبير التعليمية، بدولة الكويت.

-        استخراج الخصائص السيكومترية للمقاييس والأدوات بعد تطبيق العينة الاستطلاعية، لاعتمادها النهائي في التطبيق على العينة الأساسية.

-        تطبيق الأدوات على العينة النهائية، والتي بلغ عددها 25 مشارك/ة

-        استبعاد  عدد 13 مشارك/ة ممن لا تنطبق عليهم شروط التطبيق النهائية، من حيث الفرز والمتغيرات التي يرغب الباحث دراستها.

-        اعتماد عدد 12 مشارك /ة  والذين مثلوا العينة النهائية، ممن  تنطبق عليهم شروط التطبيق النهائية، من حيث الفرز والمتغيرات التي يريد الباحث دراستها.

-        إجراء التحليلات الإحصائية المناسبة لطبيعة الفروض والعينة، لاستخراج النتائج النهائية لتساؤلات وفروض الدراسة.

خامسًا: التحليل الإحصائي

تم إجراء التحليلات الإحصائية للدراسة الحالية، باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS الإصدار 0.26 والذي تم من خلاله استخدام المتوسطات الحسابية، والانحراف المعياري، والنسب المئوية، والمتوسط المرجح، واختبار مان وتني يو Mann–Whitney U test للفروق بين متوسط رتب عينتين مستقلتين، وكذلك تم استخدام اختبار تحليل الانحدار المتعدد Multiple regression analysis test للكشف عن القدرة التنبؤية للضغوط النفسية بالإبداع الوجداني.

نتائج الدراسة

نتيجة فرض الدراسة

1- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الضغوط النفسية، والإبداع الوجداني، لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة المتوسطة من التعليم العام بدولة الكويت.

جدول.(1)

معامل ارتباط بيرسون بين الضغوط النفسية وأبعاده وبين الإبداع الوجداني وأبعاده

*دالة عند مستوى معنوية 0.05

يتبن من جدول (1) أن هناك علاقة طردية متوسطة بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة المتوسطة من التعليم العام بدولة الكويت. حيث كانت قيمة معامل ارتباط بيرسون 0.284 ، كما أنه بالنظر إلى أبعاد مقياس الضغوط النفسية وعلاقتها بالإبداع الوجداني نجد أن هناك علاقة طردية ضعيفة بين كل من الضغوط الأسرية والضغوط الشخصية وبين الدرجة الكلية للإبداع الوجداني حيث بلغ معامل الارتباط على الترتيب 0.179 و 0.023 ، بينما كان هناك ارتباط طردي متوسط بين كل من الضغوط الدراسية و الضغوط التعليمية والضغوط الصحية حيث بلغ معامل الارتباط على الترتيب 0.395 و0.462 و 0.326، في حين أظهرت النتائج أيضًا عن وجود علاقة عكسية ضعيفة بين الضغوط الاقتصادية والضغوط الاجتماعية وبين الدرجة الكلية للإبداع الوجداني حيث بلغ معامل الارتباط على الترتيب  -.041 و -.179. ومن خلال نتائج الجدول أيضا نجد أن هناك علاقة طردية ضعيفة  بين  الضغوط النفسية وبعد الجاهزية الانفعالية على مقياس الإبداع الوجداني حيث بلغ معامل الارتباط 0.105 بينما كان هناك ارتباط طردي متوسط بين الضغوط النفسية وبعد الجدة الانفعالية على مقياس الإبداع الوجداني حيث بلغ معامل الارتباط 0.436 في حين أنه كان هناك ارتباط عكسي ضعيف بين الضغوط النفسية وبعد الأصالة على مقياس الإبداع الوجداني حيث بلغ معامل الارتباط  -.119

ويمكن للباحث تفسير نتيجة فرض الدراسة بالرغم أن العلاقة بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني لدى الطلاب الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم، لم ترق إلى مستوى الدلالة الإحصائية، إلا أن  نوع ومستوى العلاقة  طردي ومتوسط، كما أن هذه العلاقة بين الضغوط والإبداع، ربما ترجع لنوعية بعض الضغوط النفسية، وليس كلها: كالضغوط الدراسية التي  احتلت المرتبة الأولى بين الضغوط بمتوسط ( 2.13)، حيث إنها المشكلة الأساسية لهؤلاء الطلاب، ثم الضغوط الصحية والتي تنم عن القلق والتوتر، والانشغال بالحالة الصحية، كمبرر للهروب من الضغوط النفسية والمواقف المهددة، خاصة الدراسية، بمتوسط ( 1.95)، يليها الضغوط الاجتماعية، كمستوى طموح وتوقع الوالدين لأبنائهم خاصة في المجال التعليمي والأكاديمي، والعلاقات المتوترة أحيانا بين الوالدين، وضياع الكثير من الوقت والمجهود والمال على حالة الطالب ومحاولة مساعدته في تخطي الصعوبات التي يواجهها، وقد جاءت هذه النوعية من الضغوط  بمتوسط قدره (1.52)،  مما يشير إلى أن الضغوط النفسية لدى الطلاب الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم ترتبط إلى حد ما وبدرجة متوسطة، بدرجة الإبداع الوجداني لدى هؤلاء الطلاب. كما يمكننا تفسير تلك العلاقة بين الضغوط النفسية والإبداع الوجداني من حيث الدور الإيجابي للإبداع الوجداني في تحسين مواجهة الفرد لأحداث الحياة الضاغطة (Zhai et al., 2021). فقد تكون العلاقة تبادلية حيث يؤثر الإبداع الوجداني في تحسين مهارات الفرد في مواجهة الضغوط النفسية. وكما في دراسة Eyni et al., (2021)  والتي  هدفت إلى  التنبؤ بالضغوط الأكاديمية المبنية على التفكير الإبداعي والذكاء العاطفي، واليقظة الذهنية لدى الطلاب الموهوبين، أمكن استنتاج أنه من خلال زيادة التفكير الإبداعي واليقظة الذهنية، والذكاء العاطفي لدى الطلاب الموهوبين يمكن تقليل شدة الضغط خاصة الضغط الأكاديمي لدى الطلاب الموهوبين.

وعليه فنتيجة الفرض الأول متسقة مع الإطار النظري وأدبيات البحث من حيث إدراك الطلبة الموهوبين للضغوط وكيفية التعامل معها وفقًا لمستوى درجة الإبداع الوجداني لديهم وربما مارسوا مهارات الإبداع الوجداني في التأقلم مع الضغوط بأنواعها المختلفة. وعليه فقد يكون هناك أثر موجب للتدريب على مهارات الإبداع الوجداني في تحسين المهارات التوافقية ممثلة في القدرة على إدارة الانفعّالات، والمرونة والتنوع في التعبير الانفعّالي، وتحسين القدرة على مواجهة المواقف الحياتية الضاغطة (Frolova, 2016).

محددات الدراسة

سلطت نتائج الدراسة الحالية الضوء على العلاقة بين مستوى الضغوط النفسية، والإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم بالتعليم العام بدولة الكويت. وقد أظهرت النتائج إضافات مهمة حول تلك العلاقة، وقد اتفقت  في بعض فروضها مع بعض نتائج الدراسات السابقة واختلفت مع أخرى. ومن أبرز إضافتها فتح المجال للدراسات التالية في هذا الشأن الذي يشمل فئة كبيرة من الطلبة ذوي صعوبات التعلم، للكشف عن أهم سماتهم وخاصة الإبداع الوجداني، والموهبة، ومدى تأثرها بمستوى الضغوط النفسية، ورغم ذلك، فلم تخلْ من محددات أو عقبات ومنها:

أولاً: ندرة الدراسات التي تناولت موضوع الدراسة الحالية، خاصة تلك المتغيرات تحديدًا في محيط بيئتنا العربية، وفي حدود اطلاع الباحث.

ثانيًا: صغر حجم العينة المشاركة بالدراسة لأسباب خاصة بمحكات اختيارها كعينة ممثلة لمجتمع الدراسة، وينطبق عليها شروط الاختيار التي حددها الباحث وفقًا لفروض الدراسة ومتغيراتها. مما يجعل من الصعب تعميم نتائجها على المجتمع.

ثالثًا: عدم القدرة على التحكم في احتمال ميل المعلمين إلى الذاتية عند تقييمهم للطلاب الموهوبين رغم التنبيه على تلك النقطة بشكل كبير.

رابعا: عدم وجود تباين بين أفراد العينة من حيث نوعية الصعوبات كالقراءة والكتابة والحساب وغيرها، فالتنوع في طبيعة العينة من حيث نوعية الصعوبات، ربما يشير إلى بعض الفروق في متغيرات الدراسة

توصيات الدراسة

لقد أسفرت نتائج الدراسة الحالية عن نتائج تعد مهمة بالنسبة لمجال علم النفس التربوي، بعد أن استقصت تلك العلاقة بين الضغوط النفسية والإبداع وخاصة الإبداع الوجداني، تلك العلاقة المثيرة للجدل، فقد تكون سببية وقد تكون تبادلية، فقد تؤثر الضغوط في الإبداع، وقد يحدث العكس، أي يؤثر الإبداع في إدراك الضغوط والتعامل معها، لذلك نجد من الصعوبة دراسة نوع واتجاه وقوة العلاقة بينهما. ونظراً لاختلاف واتفاق نتائج الدراسة الحالية مع بعض نتائج الدراسات السابقة، ورغم ذلك فإن نتائج الدراسة الحالية تُعد بمثابة نقطة انطلاق لدراسات وأطروحات أخرى مستقبلية في مجال علم النفس التربوي، ومن تلك الدراسات المستقبلية التي يقترحها الباحث:

أولاً: دراسة الدور الوسيط للإبداع الوجداني بين الذكاء الوجداني والضغوط النفسية لدى الطلبة من ذوي صعوبات التعلم.

ثانيًا: دراسة تأثير الإبداع الوجداني في الموهبة لدى الطلبة من ذوي صعوبات التعلم.

ثالثًا: المعاملة الوالدية وعلاقتها بالإبداع الوجداني لدى الطلبة الموهوبين من ذوي                    صعوبات التعلم.

المراجع

المراجع العربية

أيوب، علاء الدين. (2016). تقييم نواتج التعلم للبرامج الإثرائية القائمة على الروبوت لدى الطلاب الموهوبين بالمرحلة المتوسطة، المجلة المصرية للدراسات النفسية، 26(93)، 220-265.

الحسون، موضي عبد الله حسون.  (2021) الضغوط النفسية لدى ذوي صعوبات التعلم، المجلة العربية للإعاقة والموهبة، المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب، مصر، 5 (17)، 100-122.

خاطر، شيماء، شكري ،قنصوه، فاتن طلعت. (2013). الإبداع الوجداني کمؤشر للتمييز بين عينات من المراهقين ذوي صعوبات تعلم القراءة الموهوبين في الرسم والعاديين. المجلة المصرية لعلم النفس الإكلينيكي والإرشادي1(4) 581-612.

السرطاوي، زيدان، الشخص، عبد العزيز. (2011). بطاريةقياسالضغوطالنفسيةوأساليبالمواجهة والاحتياجاتالأوليةلأولياءأمورالمعوقين، الإمارات العربية المتحدة :دار الكتاب.

سليمان، عبده علي عبده. (2017). الإبداع الانفعالي وعلاقته بالسعادة النفسية ودافع الإنجاز الأكاديمي لدى طلاب الجامعة " دراسة سيكومترية- كلينيكيه" ، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الزقازيق.

سيد، إمام مصطفى. (2016). أدوات اكتشاف الموهوبين: رؤية تربوية معاصرة متعددة المداخل. ورقة عمل مقدمه للمؤتمر الدولي الثالث للموهوبين والمتفوقين، القراءة بين الموهبة والتميز، في الفترة من 24-26 اكتوبر، 2016م ، قسم التربية الخاصة ، جامعة الامارات العربية المتحدة، دبي.

العبري، الغالية بنت زاهر بن حمد. (2016). فاعلية برنامج تدريبي في تحسين الذاكرة العاملة لدى طالبات صعوبات تعلم القراءة في محافظة مسقط، رسالة ماجستير، كلية العلوم والآداب جامعة نزوى.

عثمان، فاروق. (2001). القلق وادارة الضغوط النفسية، القاهرة: دار الفكر العربي.

عسلية، محمد إبراهيم. (2005). الضغوط النفسية الناتجة عن الحواجز الإسرائيلية لدى طلبة الجامعات الفلسطينية بمحافظات غزة، عالم التربية، المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، (13)، السنة الخامسة، مايو، 229-265.

محمد، عادل عبد الله. (2003). الأطفال الموهوبون ذوو الإعاقات، القاهرة : دار الرشاد.

النجار، حسني زكريا السيد. (2014). النموذج البنائي للعلاقة بين الإبداع الانفعالي وفعالية الذات الانفعالية ومهارات اتخاذ القرار لدى طلاب الجامعة، مجلة كلية التربية، جامعة بنها، 25(98)، 101-144.

المراجع الأجنبية

Arthur, C. M. (2007). Little Rain Each Day. Californian Journal of Health Promotion, 5(SI), 58-67.‏

Averill, J. (2011). Emotions and Creativity, Paper Presented at the 12^th Conference on Creativity & Innovation (ECCI XII), Faro, Portugal , September 14-17, 39-50.

Beckmann, E., & Minnaert, A. (2018). Non-cognitive characteristics of gifted students with learning disabilities: An in-depth systematic review. Frontiers in psychology, 9, 504.‏

Eyni, S., Ebadi, M., Saadatmand, S., & Torabi, N. (2021). The role of creative thinking, mindfulness and emotional intelligence in predicting the academic stress of gifted students. Thinking and children, 11(2), 183-210.‏

Pfeiffer, S & Blei, S. (2008). Serving Gifted Students, In R. J. Morris & N. Mather (Eds.), Evidence-Based Interventions for Students with Learning and Behavioral Challenges (pp.336-358), NY; Routledge.

Sanchez-Ruiz, M., Hernandez-Torrano, D., Perez-Gonzalez, J., Batey M., & Petrides, K. (2011). The relationship between trait emotional intelligence and creativity across subject domains. Motivation & Emotion, 35(4), 461–473.

Tarabakina, L. V., Illinova, E. Y., Lebedeva, I. V., Tatyana, L. S., & Natalya, V. F. (2015). Emotional creativity as a resource of communicative competence of students. Mediterranean Journal of Social Sciences, 6(6 S7), 175-175.‏

Vasasova, Z. (2011). Creativity and its relation to stress perception. Ad Alta: Journal of Interdisciplinary Research, 1, 113-115.‏

Webb, J; Gore, J & Amend, E. (2007). A Parent’s Guide to Gifted Children. Azerbaijan: Great Potential Press.

Xian-we, C. (2014). A Study of the Relationship Between Psychological Stress and Creativity of College Students. Journal of Southwest University.‏

Zhai, H. K., Li, Q., Hu, Y. X., Cui, Y. X., Wei, X. W., & Zhou, X. (2021). Emotional creativity improves posttraumatic growth and mental health during the COVID-19 pandemic. Frontiers in Psychology, 12, 600798.‏